الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3 - بَابُ حَقِّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ
2524 -
[1] قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ. [2] وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، قَالُوا حَدَّثَنَا الْأَفْرِيقِيُّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ، قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: إِنَّهُ جَمَعَهُمْ فِي مَرَاسِيهِمْ (1) فِي مَغْزَاهُمْ فِي الْبَحْرِ وَمَرْكَبِ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه قَالَ (2): فَلَمَّا حَضَرَ غَدَاؤُنَا أَرْسَلْنَا إِلَى أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه وَأَهْلِ مَرْكَبِهِ، فَأَتَانَا أَبُو أَيُّوبَ، فَقَالَ: إِنَّكُمْ دَعَوْتُمُونِي وَأَنَا صَائِمٌ، وَكَانَ عَلَيَّ مِنَ الْحَقِّ أَنْ أُجِيبَكُمْ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: لِلْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتُّ خِصَالٍ وَاجِبَةٍ، فَمَنْ تَرَكَ مِنْهَا خَصْلَةً تَرَكَ حَقًّا وَاجِبًا لِأَخِيهِ عَلَيْهِ: أَنْ يُجِيبَهُ إِذَا دَعَاهُ، ويُسلم عَلَيْهِ إِذَا لَقِيَهُ، ويُشَمّته إِذَا عَطَسَ، وَيَعُودَهُ إِذَا مَرِضَ، ويُشيع جَنَازَتَهُ إِذَا مَاتَ، وَيَنْصَحَهُ إِذَا اسْتَنْصَحَهُ لَفْظُ مُسَدَّدٍ.
* هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ، وَلَهُ شَاهِدٌ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه.
[3]
وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِي بِهِ بِنَحْوَهُ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ: وَكَانَ فِينَا رَجُلٌ مزّاح ورجل يلي نفقاتنا.
(1) تصفحت في (سد) إلى "مراسيمهم".
(2)
قوله: "قال" سقط من (حس).
[4]
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: غَزَوْنَا الْبَحْرَ مع مُعَاوِيَةَ رضي الله عنه، فَانْضَمَّ مَرْكَبُنَا إِلَى مَرْكَبٍ فِيهِ أَبُو أَيُّوبَ رضي الله عنه، فَلَمَّا حَضَرَ غَذاؤُنَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِ فَأَتَانَا فَقَالَ: فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. قَالَ: وَكَانَ مَعَنَا رَجُلٌ مَزَّاحٌ، فكَانَ يَقُولُ لِصَاحِبِ طَعَامِنَا: يَا فُلَانُ جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا وشرًّا، فَإِذَا أَكْثَرَ عَلَيْهِ جَعَلَ يَغْضَبُه وَيَشْتُمَهُ، فَقَالَ الْمَزَّاحُ: ما تقول أَبَا أَيُّوبَ (1) إِذَا أَنَا قُلْتُ جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا وَشرًّا فَشَتَمَنِي؟ فَقَالَ أَبُو أَيُّوبَ: أقْلِتْ لَهُ (2)؟ فَإِنَّا كُنَّا (3) نَقُولُ: مَنْ لَمْ يُصْلِحْهُ الْخَيْرُ، أَصْلَحَهُ الشَّرُّ، فَقَالَ الْمَزَّاحُ لِلرَّجُلِ: جَزَاكَ اللَّهُ شَرًّا وَعَرًّا، فَضَحِكَ وَرَضِيَ وَقَالَ: لَا تَدَعَنَّ (4) بَطَالَتَكَ عَلَى حَالٍ، فَقَالَ الْمَزَّاحُ: جَزَا اللَّهُ أَبَا أَيُّوبَ خَيْرًا قَدْ قَالَ لِي.
(1) كتبت في (عم): "يا أبا أيوب".
(2)
تصحفت في (حس) إلى "إذا أنا قلت له".
(3)
تصفحت في (حس) إلى "فإنا اكوكنا".
(4)
تصفحت في (حس) إلى "لا يدعن".
2524 -
الحكم عليه:
هذا إسناد ضعيف علته عبد الرحمن بن زياد بن أنعمُ.
وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 132/ ب مختصر) وقال: رواه مسدّد، وإسحاق بن راهويه، وأحمد بن منيع، والحارث، ومدار أسانيدهم على الأفريقي وهو ضعيف.
وذكره ابن حجر في التلخيص الحبير (4/ 95) وقال: حديث ضعيف من أجل الأفريقي. =
= وطريق أحمد بن منيع فيه علة أخرى وهي عنعنة مروان بن معاوية وهو مدلس من الثالثة.
تخريجه:
أخرجه إسحاق بن راهويه كما في المطالب هنا، والحارث كما في بغية الباحث (ح892)، كلاهما عن عبد الله بن يزيد المقري به.
وأخرجه الطبراني في الكبير (4/ 180) من طريق عبد الله بن يزيد المقري به.
وأخرجه هنّاد في الزهد (ح 1024)، وأبو الشيخ في التوبيخ والتنبيه (ح 19)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 922)، والطحاوي في مشكل الآثار (1/ 223، 4/ 149)، وأحمد بن منيع كما في إتحاف السادة المتقين (6/ 252)، كلهم من طريق عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمَ بِهِ بنحوه.
وزاد الحارث، والبخاري والطبراني بنحو زيادة أحمد بن منيع المذكورة في الحديث رقم (2524/ 4).
ومدار هذه الأسانيد على عبد الرحمن بن زياد وهو ضعيف.
وذكره الحكيم الترمذي في نوادر الأصول (ص 153).
ويشهد له أحاديث كثيرة عن أبي هريرة، وعلي. وابن مسعود، وأبو مسعود، وابن عمر، وعبد الله بن عمرو رضي الله عنهم.
أما حديث أبي هريرة رضي الله عنه فله عنه ست طرق:
الطريق الأولى: عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: حق المسلم على المسلم ست، قِيلَ مَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، د وإذا عطس فحمد الله فشمته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه.
أخرجه مسلم (ح 1262)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 991) واللفظ له، وأحمد (2/ 372)، وابن حبّان كما في الإحسان (1/ 231)، وأبو يعلى (11/ 390) =
= وأبو الشيخ في التوبيخ والتنبيه (ح 22)، والبغوي في شرح السنة (5/ 209)، والبيهقي في الكبرى (5/ 347، 10/ 108)، وفي الشعب (6/ 529)، وفي الآداب (ح 236).
الطريق الثانية: عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: حق المسلم على المسلم خمس وذكرت كما في حديث العلاء بن عبد الرحمن إلَّا النصيحة.
أخرجه البخاري (3/ 112 الفتح)، ومسلم (ح 2162) وأحمد (2/ 540)، ومعمر في كتاب الجامع (ح 19679)، والطيالسي (ص 303)، وابن حبّان كما في الإحسان (11/ 231)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (ح 246)، وأبو الشيخ في
التوبيخ (ح 23)، والطحاوي في مشكل الآثار (1/ 223، 4/ 150)، والبغوي في شرح السنة (5/ 209)، والبيهقي في الكبرى (3/ 286)، وفي الشعب (7/ 3).
الطريق الثالثة: عن سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ست خصال من المعروف للمسلم وذكر الخمسة السابقة في الطريق الثاني ولم يذكر النصيحة، وذكر سادسها، ويُحسن إذا غاب أو شهد.
أخرجه النسائي (4/ 53)، والترمذي (8/ 8 التحفة)، وأبو الشيخ في التوبيخ (ح21)، والبيهقي في الشعب (7/ 23).
وقال الترمذي: هذا حديث صحيح.
الطريق الرابعة: عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: خمس من حق المسلم على المسلم، وذكر الخمسة في الطريق الثانية.
أخرجه أحمد (2/ 332)، وابن ماجه (ح 1435)، وأبو يعلى (10/ 340)، وابن حبّان كما في الإِحسان (1/ 230) ولم يذكر إلَّا ثلاثًا منها، كلهم من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة به.
* ومحمد بن عمرو صدوق، وبقية رجال أبي يعلى ثقات. =
= الطريق الخامسة: عن ابن حجيرة، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: حق المؤمن على المؤمن ست خصال وذكر الستة الواردة في حديث أبي أيوب.
أخرجه أحمد (2/ 321)، والبيهقي في الشعب (6/ 425).
وفي إسناديهما عبد الله بن الوليد، وهو ابن قيس التُجيبي قال في التقريب (ص 328) لين الحديث.
الطريق السادسة: عن أشعت، عن سعيد بن ميناء، عن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حق المسلم على المسلم خمس وذكر الخمسة الواردة في الطريق الثانية.
أخرجه أبو الشيخ في التوبيخ (ح 18).
وفيه عبد السلام بن عاصم قال في التقريب (ص 355) مقبول أي يصلح في المتابعات وقد توبع.
وأما حديث علي رضي الله عنه فله عنه طريقان:
الطريق الأول: عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: للمسلم على المسلم ست بالمعروف، يسلم عليه إذا لقيه، ويجيبه إذا دعاه، ويشمته إذا عطس، ويعوده إذا مرض، ويحضر جنازته إذا مات، ويحب له ما يحب لنفسه.
أخرجه الترمذي (8/ 6 التحفة)، وابن ماجه (ح 1433)، وأحمد (1/ 89)، والدارمي (2/ 275)، وابن أبي شيبة (3/ 235، 8/ 435) ولم يذكر إلَّا العيادة وحضور الجنازة، وهنّاد في الزهد (ح 1022)، وأبو الشيخ في التوبيخ (ح 20)، وأبو يعلى (1/ 342)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (ح 209)، والخطيب في تاريخ بغداد (7/ 48).
وقال الترمذي: حديث حسن، وقد رُوي من غير وجه عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد تكلم =
= بعضهم في الحارث الأعور.
قلت: الحارث الأعور قال في التقريب (ص 146): كذّبه الشعبي في رأيه، ورمي بالرفض، وفي حديثه ضعف. وعلى ذلك فالإسناد ضعيف.
الطريق الثانية: عن زاذان عمر، عَنْ عَلِيٍّ، رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَقُّ المسلم على المسلم ست وذكر مثل حديث أبي أيوب.
أخرجه أبو يعلى (1/ 392)، وأبو الشيخ في التوبيخ والتنبيه (ح 29) وفي إسناديهما يحيى بن نصر بن حاجب، قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (9/ 193) عن أبي زرعة: ليس بشيء.
وأما حديث أبي مسعود الْأَنْصَارِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: للمسلم على المسلم أربع خلال: يشمته إذا عطس، ويجيبه إذا دعاه، ويشهده إذا مات، ويعوده إذا مرض.
فأخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 923)، وابن حبّان (2064 موارد)، وابن ماجه (ح 1434)، والحاكم في المستدرك (1/ 349، 4/ 264)، وبحشل في تاريخ واسط (ص 217)، والمزي في تهذيب الكمال (7/ 161) كلهم من طريق عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حكيم بن أملح، عن ابن مسعود به.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
قال الشيخ الألباني في سلسلته الصحيحة (5/ 187) كذا قالا، وهو من أوهامهما لأمور مفادها أن حكيم بن أفلح أحد رواة الحديث لم يخرج له الشيخان في صحيحهما وإنما أخرج له البخاري في الأدب المفرد، وحكيم هذا مجهول كما في ترجمته في الميزان، وعبد الحميد بن جعفر روى له البخاري تعليقًا. وأما أبوه فروى له البخاري في الأدب المفرد.
قلت: حكيم بن أفلح، قال الحافظ في التقريب (ص 176) مقبول: أي يصلح في المتابعات ولم يتابعه أحد، فالحديث ضعيف. =
= وأما حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه موقوفًا: خمس حق المسلم على المسلم: رد السلام بافضل منه أو مثله، وإذا لقيت أخاك المسلم ضالًا في طريق فلا تدعه حتى تهديه وتريه إياه، وإذا استنصحك أخوك المسلم أن تنصحه، وإذا أستأمنك فأمنه، وإن نزل عليك محوجًا فواسه بمتاعك حتي يرحل عنك، هذا حق المسلم على المسلم.
فأخرجه ابن حبّان كما في الإحسان (1/ 230)، وأبو الشيخ في التوبيخ والتنبيه (ح24)، وفي إسناديهما يعلي بن الأشدق قال في التقريب (ص 570) في ترجمة هاشم بن القاسم الحراني: سمع من يعلي بن الأشدق ذاك المتروك الذي أدعى أنه لقي الصحابة.
وأما حديث عبد الله بن عمر يرفعه بنحو حديث أبي أيوب.
فأخرجه أحمد (2/ 68)، وأبو الشيخ في التوبيخ (ح 31)، وفي إسناديهما ابن لهيعة، وهو ضعيف.
وأما حديث عبد الله بن عمرو يرفعه بنحو حديث أبي أيوب.
فأخرجه أبو الشيخ في التوبيخ (ح 27)، وفي إسناده ابن لهيعة فحاله حال سابقه.
وعلى ذلك يرتقي حديث أبي أيوب الأنصاري إلى الحسن لغيره دون الزيادة الواردة عند ابن منيع فتبقى على ضعفها إذ ليس لها شاهد.
2525 -
[1] وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ (1)، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَأْتِي ضُعَفَاءَ الْمُسْلِمِينَ، وَيَعُودُ مَرْضَاهُمْ، وَيَشْهَدُ جَنَائِزَهُمْ.
(1) قوله: "عن الزهري" سقط في (سد).
2525 -
الحكم عليه:
هذا إسناد ضعيف فيه ثلاث علل:
الأولى: عنعنة الوليد بن مسلم وهو معدود ضمن أصحاب المرتبة الرابعة من مراتب المدلسين الذين اتفق الأئمة على أنه لا يقبل من حديثهم إلَّا بما صرحوا فيه بالسماع.
الثانية: الأوزاعي، وإن كان ثقة إلَّا أن في روايته عن الزهري خاصة شيئًا.
الثالثة: عنعنة الزهري وهو معدود ضمن أصحاب المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين الذين لا يقبل حديثهم إلَّا إذا صرحوا بالسماع. وهو مرسل.
وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 130/ ب مختصر) وقال: رواه إسحاق بن راهويه، والطبراني، وأبو يعلى بإسناد صحيح.
تخريجه:
أخرجه هكذا مرسلًا إسحاق بن راهويه كما في المطالب هنا، وإسناده ضعيف كما تبين، إلا أنه تابع الأوزاعي ثلاثة من الثقات فرووه هكذا مرسلًا.
الأول: مالك بن أبي شهاب، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ أنه أخبره أن مسكينة مرضت فَأُخْبِرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بمرضها وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يعود المساكين ويسأل عنهم، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا قامت فآذنوني بها، فخُرج بجنازتها ليلًا، فكرهوا أن يوقظوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أخبر بالذي كان من شأنها، فقال: ألم آمركم أن تؤذنوني بها؟ فقالوا: يا رسول الله! كرهنا أن نخرجك ليلًا، ونوقظك، =
= فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حتى صف بالناس على قبرها، وكبر أربع تكبيرات.
أخرجه مالك في الموطأ (1/ 227)، وعنه الشافعي في الأم (1/ 270)، والنسائي في المجتبى (4/ 40) وإسناده صحيح لولا عنعنة ابن شهاب.
الثاني: ابن جريج، عن ابن شهاب، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ به.
أخرجه عبد الرزاق في المصنف (3/ 518)، وفيه عنعنة ابن جريج وهو معدود ضمن أصحاب المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين.
الثالث: يونس بن عبيد، عن أبي شهاب، أخبرني أبو أمامة بن سهل بن حنيف قال: أن مسكينة مرضت فَأُخْبِرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بمرضها وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يعود المساكين ويسأل عنهم. وقال صلى الله عليه وسلم إن ماتت فلا تدفنوها حتى أصلي عليها، فتوفيت فجاؤا بها إلى المدينة بعد العتمة فوجدوا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ نام فكرهوا أن يوقظوه فصلوا عليها ودفنوها ببقيع الفرقد، فلما أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جاؤا فسألهم عنها، فقالوا: قد دُفِنت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد جئناك فوجدناك نائمًا فكرهنا أن نوقظك، قال: فانطلقوا وانطلق يمشي حتى أروه قبرها فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وصفوا وراءه فصلى عليها وكبَّر أربعًا.
أخرجه النسائي في المجتبى (4/ 69) وإسناده صحيح فقد صرح ابن شهاب بالسماع من أبي أمامة بن سهل بن حنيف.
وسيأتي هذا الحديث موصولًا في الطريق القادمة الأخرى إلَّا أنها ضعيفة لذا فإن رواية الإرسال في هذا الحديث تُرَجّح على رواية الوصل.
قال ابن أبي حاتم في العلل (1/ 366): سألت أبي عن حديث رواه أبو سفيان الحِمْيرى، عن سفيان بن حسين، عن الزهري، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صلى على قبر
…
فقال هذا خطأ، والصحيح حديث يونس بن عبيد وجماعة، عن الزهري، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بلا أبيه.
قلت: على أن الإِرسال هنا لا يضر إن شاء الله فإن أبا أمامة تعْرف روايته عن =
= الصحابة، فيكون قد تلقاه عنهم، وعدم معرفة الصحابي لا يؤثر في صحة الحديث.
ويشهد لقوله: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَأْتِي ضُعَفَاءَ الْمُسْلِمِينَ وَيَعُودُ مَرْضَاهُمْ، وَيَشْهَدُ جَنَائِزَهُمْ.
حديث أنس رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يعود المريض، ويشهد الجنائز، ويركب الحمار، ويجيب دعوة المملوك.
أخرجه عبد بن حميد في المنتخب (ح 1229)، والبغوي في الجعديات (ح848)، والطيالسي في مسنده (ص 285)، وابن سعد في الطبقات (1/ 371)، والترمذي في السنن (4/ 97 التحفة)، وفي الشمائل (ح 315)، وابن ماجه (ح4178)، وأبو الشيخ في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم (ص 57)، وابن عدي في الكامل (6/ 307)، والبغوي في شرح السنة (13/ 241)، وأبو نعيم في الحلية (7/ 312)، والحاكم في المستدرك (2/ 466، 4/ 119)، والبيهقي في دلائل النبوة (4/ 204)، وفي الشعب (6/ 290)، وابن أبي الدنيا في التواضع (ح 113)، وأحمد في الزهد (ص 32) كلهم من طريق الأعور، عن أنس به.
وقال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه إلَّا من حديث مسلم، عن أنس، ومسلم الأعور يُضعّف وهو مسلم بن كيسان المدني.
وقال الحاكم في الموضع الأول: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وكذا قال في الموضع الثاني إلاّ أن الذهبي تعقبه هنا فقال: مسلم تُرك.
قلت: مسلم الأعور قال في التقريب (ص 530) ضعيف.
وأما القصة الواردة في الحديث فقد جاءت من رواية عدد من الصحابة: أبي هريرة، وأنس، ويزيد بن ثابت، وأبي سعيد الخدري، وعبد الله بن عامر بن ربيعة، وابنه عامر بن ربيعة رضي الله عنهم.
أما حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: إن أمرأة سوداء كانت تَقُمُّ المسجد، =
= أو شابًا ففقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأل عنها، أو عنه فقالوا: مات، قال: أفلا آذنتموني. قال: فكأنهم صغروا أمرها، أو أمره، فقال: دلوني على قبره، فدلوه فصلى عليها.
أخرجه البخاري (3/ 204 الفتح)، ومسلم (ح 956)، وأبو داود (9/ 3 العون)، وابن ماجه (ح 1527)، والبيهقي في الكبرى (4/ 47)، وأحمد (2/ 388).
زاد مسلم والبيهقي، وأحمد ثم قال: إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها، وإن الله عز وجل يُنَورها بصلاتي عليهم.
وأما حديث أنس رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى على قبر بعد ما دفن.
أخرجه مسلم (ح 955)، وأحمد (3/ 130)، وابن ماجه (ح 1531)، والدارقطني (2/ 77)، والبيهقي في الكبرى (4/ 46).
زاد أحمد: أن الميت أمرأة.
وأما حديث يزيد بن ثابت رضي الله عنه قال: خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فلما ورد البقيع، فإذا بقبر جديد، فسأل عنه، فقال فلانة قال: فعرفها وقال: ألا آذنتموني بها؟ قالوا: كنت صائمًا فكرهنا أن نؤذيك قال: فلا تفعلوا، لا أعرفن ما مات منكم ميت، وما كنت بين أظهركم، إلا آذنتموني به فإن صلاتي عليه له رحمة، ثم أتى القبر فصففنا خلفه فكبَّر عليه أربعًا.
أخرجه النسائي في المجتبى (4/ 84)، وابن ماجه (ح 1528)، وابن أبي شيبة في المصنف (3/ 36)، وأحمد (4/ 388)، والحاكم في المستدرك (3/ 591)، والبيهقي في الكبرى (4/ 48)، وابن حبّان كما في الإِحسان (5/ 35)، والطحاوي في شرح المعاني (1/ 295).
وسكت عليه الحاكم.
وإسناد النسائي صحيح.
وأما حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: كانت سوداء تَقُمُّ المسجد، فتوفيت ليلًا، فلما أَصْبَحَ، رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أخبر بموتها فقال: ألا آذنتموني بها؟ فخرج =
= بأصحابه فوقف على قبرها، فكبر عليها والناس من خلفه، ودعا لها ثم انصرف.
أخرجه ابن ماجه (ح 1533)، وفي إسناده ابن لهيعة وهو ضعيف.
وأما حديث عامر بن ربيعة رضي الله عنه قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِقَبْرٍ حَدَث فَقَالَ: مَا هَذَا الْقَبْرُ؟ قَالُوا: قَبْرُ فُلَانَةَ قَالَ صلى الله عليه وسلم: فَهَلَّا آذَنْتُمُونِي؟ قَالُوا: كُنْتَ نَائِمًا فَكَرِهْنَا أَنْ نُوقِظَكَ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: فَلَا تَفْعَلُوا ادْعُونِي لِجَنَائِزِكُمْ فصف عليها صفًا.
أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 361)، وابن ماجه (ح 1529)، وأحمد (3/ 444)، ومدار أسانيدهم على الدراوردي، وهو صدوق كما في التقريب (ص 358)، فحديثه حسن.
وأما حديث عبد الله بن عامر بن ربيعة مرسلًا قَالَ: إِنَّ امْرَأَةً كَانَتْ تَلْقُطُ الْقَصْبَ وَالْأَذَى مِنَ الْمَسْجِدِ فمَرّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بقبرها فصلى عليها.
أخرجه عبد بن حميد في المنتخب (ص 177) وإسناده صحيح إلَّا أنه مرسل.
2525 -
[2] وَقَالَ إِسْحَاقُ: وذُكر لَنَا عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ أَنَّهُ كَانَ يَذْكُرُ يَعْنِي عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ.
قُلْتُ: طَرِيقُ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ أَسْنَدَهَا أَبُو يَعْلَى (1) وَالطَّبَرَانِيُّ (2)، وَسُفْيَانُ [فِي](3) حَدِيثُهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ ضَعْفٌ، لَكِنَّهُ يُقوى بِرِوَايَةِ الْوَلِيدِ (4)، عَنِ الأوزاعي.
(1) لم أجده في مسند أبي يعلى.
(2)
هو في معجم الطبراني الكبير (6/ 84).
(3)
تصحفت في جميع النسخ إلى "من" وما أثبته يوافق السياق.
(4)
كتبت في (سد) و (عم)"برواية الرجل".
2525 -
الحكم عليه:
هذا إسناد ضعيف فيه ثلاث علل:
الأولى: انقطاعه فلم يذكر إسحاق بن راهويه الواسطة بينه وبين سفيان بن حسين.
الثانية: سفيان بن حسين ثقة إلَّا في روايته عن الزهري فهي ضعيفة.
الثالثة: عنعنة الزهري وهو معدود ضمن أصحاب المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين الذين لا يقبل حديثهم إلَّا إذا صرحوا بالسماع.
تخريجه:
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (3/ 276، 361)، والطحاوي في شرح المعاني (1/ 494)، والطبراني في الكبير (6/ 84)، والحاكم في المستدرك (2/ 466)، والبيهقي في الشعب (7/ 4)، والخطيب في تاريخ بغداد (9/ 75) كلهم من طريق سفيان بن حسين، عن الزهري، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنِ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَعُودُ فُقَرَاءَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، وَيَشْهَدُ جَنَائِزَهُمْ إِذَا تُوفُّوا. قَالَ: =
= فَتُوُفِّيَتِ امْرَأَةٌ مِنْ أَهْلِ الْعَوَالِي، قَالَ صلى الله عليه وسلم: إِذَا حُضِرَتْ فَآذِنُونِي. قَالَ فَأَتَوْهُ لِيُؤْذِنُوهُ بِهَا، فَوَجَدُوهُ نَائِمًا وَقَدْ ذَهَبَ اللَّيْلُ، فَكَرِهُوا أَنْ يُوقِظُوهُ، وَتَخَوَّفُوا عَلَيْهِ ظُلْمَةَ اللَّيْلِ، وَهَوَامَّ الْأَرْضِ فَدَفَنُوهَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ صلى الله عليه وسلم سَأَلَ عَنْهَا فَقَالُوا ذَلِكَ، فَمَشَى صلى الله عليه وسلم إِلَى قَبْرِهَا فصلى عليها وكبر أربعًا. لفظ ابن أبي شيبة.
وهذا إسناد ضعيف كما علمت، مداره على سفيان بن حسين إلَّا أن الأوزاعي تابعه فرواه عن الزهري به بنحوه.
أخرجه الحارث كما في بغية الباحث (ح 269)، والبيهقي في الكبرى (4/ 48). وهذا إسناد ضعيف فهو من رواية الأوزاعي، عن الزهري، وعلى ذلك تترجح رواية الإِرسال على رواية الوصل.
2526 -
وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا [عَرْعَرَةُ بْنُ البِرِنْد](1)، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عن جابر رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: من نَصَرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ بِظَهْرِ الْغَيْبِ نَصَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ ستره الله في الدنيا والآخرة.
(1) تصحفت في جميع النسخ إلى "عرعرة بن البريد" وما أثبته الصحيح من كتب التراجم.
2526 -
الحكم عليه:
هذا إسناد ضعيف فيه علتان:
الأولى: ضعف عرعرة بن البرند.
الثانية: ضعف إسماعيل بن مسلم المكي.
وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 134 أمختصر) وقال: رواه إسحاق بن راهويه بسند فيه لين.
تخريجه:
هذا الحديث مداره على إسماعيل بن مسلم واختلف عليه فيه:
1 -
فروي عنه، عن محمد بن المنكدر، عن جابر مرفوعًا.
أخرجه إسحاق كما في المطالب هنا، والسلفي في معجم السفر (ق 226 ب) كما في الصحيحة (3/ 2111).
2 -
وروي عنه، عن أبي الزبير، عن جابر مرفوعًا. أخرجه السلفي في معجم السفر (ق 226 ب) كما في الصحيحة (3/ 2111).
3 -
وروي عنه، محمد بن المنكدر، عن جابر موقوفًا.
أخرج ابن أبي الدنيا في الصمت (ح 244)، وفي ذم الغيبة (ح 107).
والحمل في هذا الاختلاف على إسماعيل بن مسلم، فهو ضعيف.
ويشهد لِشقه الأول أحاديث كثيرة عن أبي الدرداء، وأنس، ومعاذ بن أنس، وأسماء بنت يزيد، وعمران بن حصين. =
= أما حديث أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: من رد عن عرض أخيه بالغيبة، كان حقًا على الله أن يعتقه من النار.
فأخرجه الترمذي (6/ 58 التحفة)، وأحمد (6/ 449)، والدولابي في الكنى (1/ 124) من طريق أبي بكر ابن النهشلي، عن مرزوق بن أبي بكر، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء.
ومرزوق أبو بكر: هو التيمي قال في التقريب (ص 525): مقبول أي يصلح في المتابعات.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت (ح 239)، والطبراني في مكارم الأخلاق (ح134)، والبغوي في شرح السنة (13/ 106) كلهم من طريق ليث، عن شهر بن حوشب، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء به.
وهذا إسناد ضعيف ليث هو ابن أبي سليم، ضعيف، ولكن الحديث بطريقيه يكون حسنًا لغيره.
وأما حديث أنس فله عنه أربع طرق:
الأول: عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: من نصر أخاه بالغيب نصره الله في الدنيا والآخرة.
أخرجه الطبراني في مكارم الأخلاق (ح 136)، والدينوري في المجالسة (ق 117 ب المنتقى منها)، والضياء في المختارة (ق 74 أ) كلاهما كما في الصحيحة (3/ 218)، والبيهقي في الشعب (6/ 111) ورجاله ثقات إلَّا أن الحسن قد عنعن فالحديث ضعيف.
الثانية: عَنْ أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ أَنَسِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: من حمى عرض أخيه المسلم في الدنيا بعث الله تعالى له ملكًا يوم القيامة يحميه من النار. لفظ الخرائطي.
أخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق (2/ 841)، والبغوي في شرح السنة (13/ 107). =
= وأبان بن عياش متروك فالإِسناد ضعيف جدًا.
الثالثة: عن عبد الحكم، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: من نصر أخاه بِظَهْرِ الْغَيْبِ نَصَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.
أخرجه القضاعي في مسند الشهاب (ح 473).
وعبد الحكيم: هو ابن عبد الله ويقال ابن زياد القسملي وهو ضعيف.
الرابعة: عن شيخ من أهل البصرة، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: من حمى عرض أخيه في الدنيا بعث الله إليه ملكًا يوم القيامة يحميه من النار.
أخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت (ح 240)، وفي ذم الغيبة (ح 103) وفي إسناده أبو بلال الأشعري شيخ المصنف ضعّفه الدارقطني كما في اللسان (7/ 24) ثم جهالة الراوي عن أنس ويظهر أنه أبان بن أبي عياش المتقدم في الطريق الثالثة.
وأما حديث معاذ بن أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: مَنْ حمى مؤمنًا من منافق بغيبة بعث الله ملكًا يحمي لحمه يوم القيامة من نار جهنم، ومن قفا مسلمًا بشيء يريد به شينه، حبسه الله على جسر جهنم، حتى يخرج كما قال.
فأخرجه أبو داود (13/ 227 العون)، وأحمد (3/ 441)، والطبراني في مكارم الأخلاق (ح 138)، والبغوي في شرح السنة (13/ 155)، وابن أبي الدنيا في الصمت (ح 248)، والبيهقي في الشعب (6/ 109) كلهم من طريق إسماعيل بن يحيى المعافري، عن سهل بن معاذ، عن أبيه به.
وإسماعيل بن يحيى المعافري قال في التقريب (ص 110): مجهول.
وأما حديث أسماء بنت يزيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من ذب عن عرض أخيه بالمغيبة كان حقًا على الله أن يعتقه من النار.
فأخرجه أحمد (6/ 461)، وابن المبارك في الزهد (ص 687)، والبغوي في =
= شرح السنة (13/ 107)، وابن عدي في الكامل (4/ 328)، وابن أبي الدنيا في الصمت (ح 240/ 1) وأبو نعيم في الحلية (6/ 67)، والبيهقي في الشعب (6/ 113) كلهم من طريق عبيد الله بن أبي زياد القداح، عن شهر بن حوشب، عن أسماء ابن يزيد مرفوعًا.
وعبيد الله القداح قال في التقريب (ص 371): ليس بالقوي.
وأما حديث عمران الحصين قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: من نصر أخاه بظهر الغيب وهو يستطيع نصره، نصره الله في الدنيا والآخرة.
فأخرجه القضاعي في مسند الشهاب (ح 475)، والطبراني في مكارم الأخلاق (ح135)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (ح 476 المنتقى منه)، والبزار كما في المجمع (7/ 267)، والبيهقي في الشعب (6/ 112) مرفوعًا وموقوفًا.
قال الهيثمي: أحد أسانيد البزّار رجاله رجال الصحيح.
ويشهد لشقه الثاني -ستر المسلم على أخيه المسلم- أحاديث كثيرة عن أبي هريرة، وعبد الله بن عمر، ومسلمة بن مخلد رضي الله عنهم.
أما حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم من نفس على مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كرب يوم القيامة، ومن يسر على مُعسر، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا، ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه .. الحديث. لفظ مسلم.
فأخرجه مسلم (ح 2699)، وأبو داود (13/ 289 العون)، والترمذي (4/ 690، 6/ 57 التحفة)، وابن ماجه (ح 225، ح 2544)، وأحمد (2/ 252، 389، 404، 500، 514، 522)، وابن أبي شيبة (9/ 85)، والقضاعي في مسند الشهاب (ح 476)، والبغوي في شرح السنة (1/ 272)، والطبراني في مكارم الأخلاق (ح 86)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (ح 213 المنتقى منه)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 119)، وتاريخ أصبهان (10/ 85)، والحاكم في المستدرك =
= (4/ 383)، والخطيب في تاريخ بغداد (10/ 85)، والبيهقي في الآداب (ح 108)، وابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج (ح 97)، وعبد الرزاق (10/ 228)، وهنّاد في الزهد (ح 1404)، والنسائي في الكبرى (ح 7284)، وأبو الشيخ في التوبيخ (ح 124).
وقال الترمذي: هذا حديث حسن.
وقال الحاكم: هذا حديث على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.
قلت: بل هو في مسلم.
وأما حديث عبد الله بن عُمَرَ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه، كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة، فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة. لفظ البخاري.
فأخرجه البخاري (5/ 97 الفتح)، ومسلم (ح 2580)، وأبو داود (13/ 236 العون)، والترمذي (4/ 692 التحفة)، وأحمد (12/ 91)، والطبراني في الكبير (12/ 287)، والبيهقي في الكبرى (6/ 94، 201، 8/ 330)، وفي الآداب (ح107)، وابن حبّان كما في الإحسان (1/ 374).
وأما حديث مسلمة بنت مخلد يرفعه: من ستر مسلمًا في الدنيا ستره الله عز وجل في الدنيا والآخرة.
فأخرجه عبد الرزاق (10/ 228)، وعنه أحمد (4/ 104)، وأخرجه ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج (ح 113)، وأبو نعيم في المعرفة (3/ 251)، والخطيب في تاريخ بغداد (13/ 156)، وأبو الشيخ في التوبيخ والتنبيه (ح 117).
وإسناد عبد الرزاق صحيح.
وعلى ذلك يرتقي حديث جابر بمجموع هذه الشواهد إلى الحسن لغيره.
2527 -
أَخْبَرَنَا (1) بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ بن عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: من أَكْرَمَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ فَإِنَّمَا يُكْرِمُ اللَّهَ عز وجل.
(1) القائل هو: إسحاق بن راهويه.
2527 -
الحكم عليه:
هذا إسناد ضعيف فيه علتان:
الأولى: جهالة يحيى بن مسلم.
الثانية: عنعنة أبي الزبير وهو معدود ضمن أصحاب المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين.
وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق132 أمختصر) وسكت عليه.
تخريجه:
أخرجه الشجري في أماليه (2/ 134، 177)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (1/ 109) كلاهما من طريق بقية به بنحوه.
وهذا إسناد ضعيف لجهالة يحيى بن مسلم، وعنعنة أبي الزبير.
وتابع يحيى بن مسلم بحرُ بن كنيز فرواه عن أبي الزبير به بنحوه.
أخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 157 أ)، وابن عدي في الكامل (2/ 51) كلاهما من طريق الليث، حدثني إبراهيم بن أعين البصري، عن بحر السقاء -وهو بحر بن كنيز- قال: سمعت أبا الزبير، يحدث عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: من كرم أمرءًا مسلمًا فإنما يكرم الله عز وجل.
وقال الطبراني: لم يروه عن أبي الزبير إلَّا بحر، ولا عنه إلَّا إبراهيم، تفرد به الليث.
وبحر بن كنيز السقاء قال في التقريب (ص 120): ضعيف.
وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 16) وقال: رواه الطبراني في الأوسط وفيه =
= بحر بن [كنيز]-تصحفت إلى كثير- وهو متروك.
وللحديث شواهد عن أبي بكر، وابن مسعود، وابن عمر رضي الله عنهم.
أما حديث أبي بكر رضي الله عنه، يرفعه قال: من أكرم مؤمنًا فإنما يكرم الله، ومن سرّ مؤمنًا فإنما يُسِرُّ الله، ومن عظم مؤمنًا فإنما يعظّم الله.
فأخرجه العقيلي في الضعفاء (4/ 29)، ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 513)، وأخرجه ابن حبّان في المجروحين (2/ 284)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 57)، وفي تاريخ أصبهان (2/ 294) كلهم من طريق محمد بن إسحاق العُكاشي، عن الأوزاعي، عن هارون بن رباب، عن قبيصة بن ذؤيب، عن أبي بكر رضي الله عنه، مرفوعًا.
ومحمد بن إسحاق العُكاشي قال في التقريب (ص 505): كذّبوه، فالإسناد واهٍ.
أما حديث ابن مسعود رضي الله عنه، يرفعه قال: إذا أكرم الرجل أخاه فإنما يكرم ربه.
فأخرجه البزّار كما في الكشف (2/ 383) من طريق مصعب بن سلام، عن الحجاج، يعني ابن أرطاة، عن القاسم بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مسعود مرفوعًا.
وقال البزّار: لا نعلمه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلَّا بهذا الإسناد، ومصعب ليس بالقوي وهو كوفي روى عنه غير واحد.
والحجاج بن أرطاة مُدلس عده الحافظ ابن حجر في أصحاب المرتبة الرابعة من مراتب المدلسين الذين اتفق الأئمة على عدم قبول أحاديثهم إلَّا إذا صرّحوا بالتحديث، مراتب المدلسين (ص 76) ولم يصرح بالتحديث هنا.
وعليه يرتقي حديث جابر بشاهد ابن مسعود إلى الحسن لغيره.
2528 -
وَقَالَ أَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ: حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: كَانُوا يَقُولُونَ: إِنَّ (1) الْمُسْلِمَ مِرْآةُ أَخِيهِ يُرِيهِ (2) مِنْهُ مَا لَا يَرَى مِنْ نَفْسِهِ.
(1) سقط في (سد).
(2)
تصحفت في (سد) إلى "نزيه" وفي (عم) إلى "تريه".
2528 -
الحكم عليه:
هذا إسناد ضعيف، علته عنعنة مبارك بن فضالة وهو معدود ضمن أصحاب المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين الذين لا يقبل حديثهم إلَّا إذا صرحوا بالسماع.
تخريجه:
ولم أجده في كتاب الزهد، لكن ذكره الزبيدي في إتحاف السادة المتقين (6/ 224)، وقال: وعن الحسن من قوله أنشده ابن المبارك في البدل. أي قول المؤمن مرآة أخيه المؤمن.
ويشهد له أحاديث مرفوعة عن أبي هريرة، وأنس، والمطلب بن عبد الله بن حنطب رضي الله عنهم.
أما حديث أبي هريرة فله عنه ثلاث طرق:
الأولى: عن الوليد بن رباح، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: المؤمن مرآة المؤمن، والمؤمن أخو المؤمن، يكف عليه ضيعته ويحوطه من ورائه.
أخرجه ابن وهب في الجامع (ص 37)، ومن طريقه أبو داود (13/ 260 العون)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 239)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (ص 93)، والطبراني في مكارم الأخلاق (ح 92)، والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 106)، والبيهقي في الكبرى (8/ 167)، ومدار أسانيدهم على كثير بن زبير، قال في التقريب (ص 459): صدوق يخطئ فالحديث ضعيف. =
= الثانية: عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إن أحدكم مرآة لأخيه، فإذا رأى به شيئًا فليمطه عنه.
أخرجه ابن المبارك في الزهد (ح 730)، وعنه الترمذي (6/ 56 التحفة)، وأبو الشيخ في الأمثال (ح 44)، والبغوي في شرح السنة (13/ 92)، والعسكري في الأمثال كما في إتحاف السادة المتقين (6/ 224)، وقال الترمذي: يحيى بن عبيد الله ضعّفه شعبة.
قلت: يحيى بن عبيد الله، قال في التقريب (ص 594): متروك وأفحش الحاكم فرماه بالوضع فالإسناد ضعيف جدًا.
الثالثة: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هريرة موقوفًا قال: المؤمن مرآة أخيه إذا رأى فيه عيبًا أصلحه.
أخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 238).
وفي إسناده سليمان بن راشد قال في التقريب (ص 251): مقبول، أي يصلح في المتابعات ولم يتابعه أحد على وقفه.
وعزاه الهندي في الكنز (ح 742) إلى أحمد بن منيع.
وأما حديث أنس رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم-قال: المؤمن مرآة المؤمن.
فأخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 231)، والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 106)، وأبو الشيخ في الأمثال (ح 43)، والضياء في المختارة (ق 129 ب) كما في الصحيحة (2/ 632)، والطبراني في الأوسط كما في إتحاف السادة المتقين (6/ 224)، والبزار كما في الكشف (4/ 103) كلهم من طريق محمد بن عمار، عَنْ شَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ أَنَسٍ مرفوعًا.
وشريك بن أبي نمر قال في التقريب (ص 266) صدوق يخطئ فالإسناد ضعيف. لكن حسنه السيوطي في الجامع الصغير (6/ 251 الفيض)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (ح 6655)، وحسنه في السلسلة الصحيحة (ح 926) =
= ويظهر أنه بالشواهد.
واما حديث المطلب بن عبد الله بن حنطب قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: المؤمن أخو المؤمن حيث يغيب، يحفظه من ورائه، ويكُفُّ عليه ضيعته، والمؤمن مرآة المؤمن.
أخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق (2/ 747) من طريق كثير بن يزيد عن المطلب بن عبد الله به.
ورجاله ثقات إلَّا كثير بن زيد قال في التقريب (ص 459): صدوق يخطئ، فالإسناد ضعيف.
وعليه يرتقي أثر الحسن بمجموع هذه الشواهد إلى الحسن لغيره.
2529 -
حَدَّثَنَا (1) عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنِي مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْمُخْتَارِ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: إِنَّ الْمُؤْمِنَ شُعْبَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِ "لَدَيْهِ"(2) حَاجَتُهُ كَانَ لَهُ عَلَيْهِ أَنْ يَتَكَلَّفَ، يفرح لِفَرَحِهِ، وَيَحْزَنَ لِحُزْنِهِ، وَهُوَ مِرَْآةُ أَخِيهِ، إِنْ رَأَى فِيهِ مَا لَا يُعْجِبُهُ سَدَّدَهُ (3)، وَقَوَّمَهُ، ووجهه، وخاصمه (4) في السر والعلانية.
(1) القائل هو أحمد بن حنبل في كتاب الزهد.
(2)
تصحفت في (عم) إلى "يغرّمه" وكتبت في طرتها كذا.
(3)
تصحفت في (عم) إلى "شدده".
(4)
في (سد) و (عم)"حاكمه".
2529 -
الحكم عليه:
هذا إسناد ضعيف علته يحيى بن المختار، فهو مستور.
تخريجه:
ولم أجده في كتاب الزهد. ويشهد لشطره الثاني الحديث رقم (2528) وشواهده.
2530 -
[1] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا عَبيدة بْنُ حُميد، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه، قَالَ: جَاءَ إعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فاحتبى بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! عَلِّمْنِي فَإِنِّي أَعْرَابِيٌّ جافٍ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: اتَّقِ اللَّهَ، وَلَا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا (1)، وَلَوْ أَنْ تصُبّ مِنْ إِنَائِكَ فِي إِنَاءِ صَاحِبِكَ، وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ وَأَنْتَ مُنْبَسِطٌ إِلَيْهِ بِوَجْهِكَ .. [الْحَدِيثِ](2).
[2]
وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا [سُريج هُوَ ابْنُ يُونُسَ](3)، حَدَّثَنَا عُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ بِهَذَا (4) وَزَادَ (5): وَإِنِ امْرُؤٌ شَتَمَكَ فَعَيَّرَكَ بِمَا هُوَ يَعْلَمُهُ مِنْكَ فَلَا تُعَيِّرْهُ بِأَمْرٍ تَعْلَمُهُ مِنْهُ، فَإِنَّهُ يكون وبال ذلك عليه وآخره لك.
(1) مكانها بياض في (عم).
(2)
سقطت من الأصل و (حس) وأثبتها من (سد) و (عم).
(3)
تصحفت في جميع النسخ إلى "شُريح" وكتبت في (حس)"شريح وابن يونس" وما أثبته الصحيح من كتب التراجم.
(4)
أي بإسناد ومتن حديث أحمد بن منيع المتقدم.
(5)
تكررت في (عم).
2530 -
الحكم عليه:
وهذا إسناد ضعيف علته إبراهيم مولى بني هاشم فهو ضعيف.
تخريجه:
أخرجه أبو يعلى كما في المطالب هنا، وأبو زرعة الدمشقي في تاريخه (1/ 312) كلاهما من طريق عبيدة بن حميد به بنحوه مع زيادة في آخره ذُكرت في الحديث رقم (2/ 2530).
وأصل الحديث في السنن وغيرها من حديث سليم بن جابر أو جابر بن سليم، وله عنه ثلاث طرق: =
= الأولى: عن أبي تميمة الهجيمي، عن سليم بن جابر قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عمرو
فقلت: يا رسول الله! إنا قوم من أهل البادية، فعلمنا شيئًا ينفعنا الله تبارك وتعالى به، قال: لا تحقرن من المعروف شيئًا ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي، ولو أن تكلم أخاك ووجهك إليه منبسط، وإياك وتسبيل الإِزار، فإنه من الخيلاء، والخيلاء لا يحبها الله عز وجل، وإن امرؤ سبك بما يعلم فيك، فلا تسبه بما تعلم فيه، فإن أجره لك، ووباله على من قاله.
أخرجه أبو داود (11/ 137 العون)، والترمذي (7/ 508 التحفة)، وأحمد (5/ 63، 64)، وابن المبارك في الزهد (ص 360)، والطيالسي (ص 167)، والدولابي في الكنى (1/ 66) وأبو الشيخ في الأمثال (ح 236) وذكر أوله، وابن حبّان كما في لإِحسان (1/ 369)، والطبراني في الكبير (7/ 63)، والحاكم في المستدرك (4/ 168)، والبيهقي في الكبرى (10/ 236)، وفي الشعب (6/ 252)، وأبو نعيم في المعرفة (ج 1/ ق 296 ب)، وابن قانع في معجمه (ق 24 ب، 57 ب).
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي وهو كما قالا.
الثانية: عن محمد بن سيرين، عن سليم بن جابر أو جابر بن سليم به بنحوه.
أخرجه البخاري في التاريخ الصغير (1/ 144)، وابن أبي الدنيا في الصمت (ح166) وذكر طرف الحديث، والدولابي في الكنى (1/ 66) كلهم من طريق زياد بن أبي زياد، عن محمد بن سيرين به.
وزياد بن أبي زياد هو الجصاص، قال عنه في التقريب (ص 219): ضعيف.
الثالثة: عن عقيل بن طلحة، عن أبي جُري الهجيمي -وهو جابر بن سليم أو سليم بن جابر- يرفعه بنحو الطريق الأولى.
أخرجه البغوي في الجعديات (ح 3100)، وأحمد (5/ 63)، والطبراني في =
= الكبير (7/ 63)، والبخاري في التاريخ الصغير (1/ 144)، وأبو الشيخ في الأمثال (ح 235)، والبغوي في شرح السنة (13/ 83)، والقضاعي في مسند الشهاب (2/ 85)، وابن حبّان كما في الإحسان (1/ 370)، والطحاوي في مشكل الآثار (4/ 324)، وابن أبي الدنيا في اصطناع المعروف كما في الإصابة (2/ 72).
وإسناد أحمد صحيح.
ولقوله صلى الله عليه وسلم: (ولو أن تكلم آخاك ووجهك إليه منبسط) شاهد من حديث أبي ذر رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: لا تحقرن من المعروف شيئًا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق. لفظ مسلم.
أخرجه مسلم (ح 2626)، والترمذي (5/ 562 التحفة)، وابن سعد في الطبقات (7/ 29) وابن حبّان كما في الإحسان (1/ 370)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 137)، وأحمد (5/ 173)، والبغوي في شرح السنة (6/ 67)، والبيهقي في الكبرى (4/ 188)، وفي الشعب (3/ 252، 6/ 251).
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وعليه يرتقي حديث الباب بهذه الشواهد إلى الحسن لغيره.