المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌27 - باب الاستئذان - المطالب العالية محققا - جـ ١١

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌28 - كِتَابُ الطِّبِّ

- ‌1 - بَابُ الْأَمْرِ بِالتَّدَاوِي

- ‌2 - بَابُ الْقِسْطِ

- ‌3 - بَابُ الْمِلْحِ

- ‌4 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْجُلُوسِ فِي الشَّمْسِ

- ‌5 - بَابُ الْمَاءِ الْبَارِدِ لِلْحُمَّى

- ‌6 - بَابُ التَّلْبِينَةِ

- ‌7 - بَابُ الْحِنَّاءِ

- ‌8 - بَابُ الرِّجْلَةِ

- ‌10 - بَابُ الذِّكْرِ الَّذِي يُذهب السَّقَمَ

- ‌13 - بَابٌ فِيمَنْ ذَهَبَ بَصَرُهُ

- ‌14 - بَابُ ذَمِّ مَنْ لَا يَمْرَضُ

- ‌15 - بَابُ فَضْلِ كِتْمَانِ الْمُصِيبَةِ

- ‌16 - بَابُ فَضْلِ عِيَادَةِ الْمَرِيضِ

- ‌17 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الدُّخُولِ إِلَى أَرْضٍ وَقَعَ بِهَا الطَّاعُونُ

- ‌18 - بَابُ النُّقْلَةِ مِنَ الْبَلَدِ الْوَبِيَّةِ

- ‌19 - بَابُ الرُّقَى

- ‌20 - بَابُ الْعَيْنِ

- ‌21 - بَابُ نَفْيِ الْعَدْوَى وَالْفِرَارِ مِنَ الْمَجْذُومِ وَالزَّجْرِ عَنِ الطِّيَرَةِ

- ‌22 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ نَتْفِ الشَّعْرِ مِنَ الْأَنْفِ

- ‌24 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ التَّدَاوِي بِالْحَرَامِ

- ‌25 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ السِّحْرِ

- ‌26 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ النَّظَرِ فِي النُّجُومِ

- ‌27 - بَابُ الْكِهَانَةِ

- ‌28 - بَابُ الْكَيِّ

- ‌29 - بَابُ الْحَجْمِ

- ‌29 - كِتَابُ الْبِرِّ وَالصِّلَةِ

- ‌1 - بَابُ فَضْلِ صِلَةِ الرَّحِمِ

- ‌2 - بَابُ التَّرْهِيبِ مِنْ قَطِيعَةِ الرَّحِمِ

- ‌3 - بَابُ حَقِّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ

- ‌4 - بَابُ بِرِّ الْوَالِدَيْنِ

- ‌5 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الِانْتِمَاءِ إِلَى غَيْرِ الْمَوَالِي والإِدعاء إِلَى غَيْرِ الْآبَاءِ وَعَنْ سَبِّ الْوَالِدَيْنِ

- ‌7 - بَابُ فَضْلِ الإِحسان إِلَى الْيَتِيمِ

- ‌8 - باب حُسن الخلق

- ‌30 - كِتَابُ الْأَدَبِ

- ‌1 - بَابُ جُمَلٍ مِنَ الْأَدَبِ

- ‌2 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ دُخُولِ النِّسَاءِ الْحَمَّامَاتِ

- ‌3 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي الْعَفْوِ

- ‌4 - بَابُ الِاعْتِذَارِ

- ‌5 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ تَتَبُّعِ الْعَوْرَاتِ

- ‌6 - بَابُ أَدَبِ النَّوْمِ

- ‌7 - بَابُ كَرَاهَةِ النَّوْمِ بَعْدَ الْعَصْرِ

- ‌8 - بَابُ النَّظَرِ فِي الْمَرْآةِ وَأدَبِ الْكُحْلِ وَالتَّنَعُّلِ وَالتَّيَمُّنِ فِي ذَلِكَ

- ‌9 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا قِيلَ لَهُ كَيْفَ أَصْبَحْتَ

- ‌10 - بَابُ الْعُطَاسِ وَالْأَدَبِ فِيهِ

- ‌11 - بَابُ الشِّعْرِ

- ‌12 - بَابُ إِعْطَاءِ الشَّاعِرِ

- ‌13 - باب الأمر بالتستر من الْمَعْصِيَةِ وَلَوْ صَغُرَتْ

- ‌14 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي حِفْظِ اللِّسَانِ وَالْفَرْجِ

- ‌15 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الْغَضَبِ

- ‌16 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى شُكْرِ النِّعَمِ

- ‌17 - بَابُ فَضْلِ مَنْ قَادَ أَعْمَى

- ‌18 - بَابُ فَضْلِ زِيَارَةِ الإِخوان

- ‌19 - بَابُ فَضْلِ الْحَيَاءِ

- ‌20 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الْكَذِبِ وَالظُّلْمِ

- ‌21 - بَابُ ذَمِّ الْكَذِبِ وَمَدْحُ الصِّدْقِ

- ‌22 - بَابُ التَّخَصُّرِ

- ‌23 - بَابُ أَدَبِ الرُّكُوبِ

- ‌24 - بَابُ الِاصْلَاحِ بَيْنَ النَّاسِ

- ‌25 - باب التسمية على كل شيء

- ‌26 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ التَّبْذِيرِ

- ‌27 - بَابُ الِاسْتِئْذَانِ

- ‌28 - بَابُ التَّسْلِيمِ

- ‌30 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي كِتْمَانِ السِّرِّ

- ‌31 - بَابُ حُسْنِ الْوَجْهِ

- ‌32 - بَابُ فَضْلِ الْخُشُونَةِ

- ‌33 - بَابُ ذَمِّ النَّمِيمَةِ

- ‌34 - بَابُ الْغِيبَةِ

- ‌35 - بَابُ مَا يَجُوزُ مِنَ الْغِيبَةِ وَكَفَّارَاتُهَا

- ‌36 - بَابُ ذَمِّ الكِبر وَمَدْحِ التَّوَاضُعِ

- ‌37 - بَابُ فَضْلِ إِمَاطَةِ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ

- ‌38 - بَابُ جَوَازِ الْبُزَاقِ

- ‌39 - بَابُ قَطْعِ الْجَرَسِ مِنَ الدَّوَابِّ

- ‌40 - بَابُ بِمَنْ يَبْدَأُ بِالْكِتَابِ

- ‌41 - بَابُ مَا لِلنِّسَاءِ فِي الطَّرِيقِ

- ‌42 - بَابُ الْمُحَافَظَةِ عَلَى كِتْمَانِ السِّرِّ

- ‌43 - بَابُ لَا يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ الثَّالِثِ

- ‌44 - بَابُ السَّلَامِ

- ‌45 - بَابُ إِكْرَامِ الْغَرِيبِ وَالْحَيَاءِ مِنَ الْكَبِيرِ

- ‌46 - بَابُ تَرْكِ السَّلَامِ عَلَى مَنْ يُصَلِّي

- ‌47 - بَابُ الِالْتِزَامِ وَالْمُعَانَقَةِ وَالْمُصَافَحَةِ

- ‌48 - بَابُ تَقْبِيلِ الْيَدِ

- ‌49 - بَابُ الطِّيبِ

- ‌50 - بَابُ مَنْ دَعَا صَاحِبَهُ فَأَجَابَ بِلَبَّيْكَ

- ‌51 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْفُحْشِ

- ‌52 - بَابُ الْحَذَرِ وَالِاحْتِرَاسِ

- ‌53 - بَابُ كَرَاهِيَةِ السَّجْعِ

- ‌54 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ سَبِّ الْأَمْوَاتِ إِذَا آذَى الْأَحْيَاءَ

- ‌55 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الِاسْتِطَالَةِ فِي عِرض الْمُسْلِمِ

- ‌56 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ السِّعَايَةِ بِالْمُسْلِمِ وَالتَّرْهِيبِ مِنْ تَرْكِ نُصْرَتِهِ

- ‌57 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ التَّشَبُّهِ بِالْغَيْرِ

- ‌58 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ مَدْحِ الْفَاسِقِ

- ‌59 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ عَيْبِ النَّاسِ

الفصل: ‌27 - باب الاستئذان

‌27 - بَابُ الِاسْتِئْذَانِ

2645 -

قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: إنَّ رَجُلًا سَأَلَ أَبَا مُوسَى رضي الله عنه، عِنِ الِاسْتِئْذَانِ عَلَى أَبَوَيْهِ، قَالَ: نَعَمِ اسْتَأْذِنْ أيَسُرُّكَ أن ترى منهما عورة؟.

ص: 660

2645 -

الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف فيه هشيم وقد عنعن وهو مدلس، كما تقدم.

وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 140 ب مختصر) ولم يتضح لي حكمه عليه، فمكانه بياض في المخطوطة.

ص: 660

تخريجه:

لم أجد من أخرجه.

لكن يشهد له أحاديث، وآثار كثيرة عن عطاء بن يسار مرصلًا، وزيد بن أسلم، وابن مسعود، وعمر، وجابر، وحذيفة، والحسن، وعكرمة.

أما حديث عطاء بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأله رجل فقال: يا رسول الله! استأذن على أمي؟ فقال: نعم قال الرجل: إني معها في البيت، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: استأذن عليها، فقال الرجل: إني خادمها، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: استأذن عليها، أتحب أن تراها عريانة؟ قال: لا، قال فاستأذن عليها.

فأخرجه مالك في الموطأ (2/ 963)، ومن طريقه الخرائطي في مكارم الأخلاق (2/ 773)، والبيهقي في الكبرى (7/ 97). =

ص: 660

= وإسناده صحيح، إلَّا أنه مرسل.

وأما حديث زيد بن أسلم قال: إن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم استأذن على أمي؟ قال: نعم، أتحب أن تراها عريانة.

فأخرجه ابن أبي شيبة (4/ 398)، وابن جرير كما في الدر المنثور (6/ 220) وإسناده صحيح، إلَّا أنه مرسل.

أما أثر عبد الله بن مسعود فله عنه أربع طرق:

الأولى: عن علقمة، عنه قال: جاء إليه رجل فقال: أأستاذن على أمي؟ فقال: ما على كل أحْيانها تُحبّ أن تراها.

أخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 1059)، وابن أبي شيبة (4/ 399)، والطبري كما في الدر المنثور (6/ 220) وإسناده صحيح.

الثانية: عن كردوس، عنه قال: يستأذن الرجل على أبيه، وأمه، وأخيه، وأخته.

أخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 1064)، وابن أبي شيبة (4/ 399).

وفي إسناده أشعث وهو ابن سوار الكندي قال في التقريب (ص 113): ضعيف.

الثالثة: عن هذيل الأعمى قال: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، يقول: ان عليكم أن تستأذنوا على أمهاتكم.

أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 399)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (2/ 774)، والبيهقي في الكبرى (7/ 97). وعند ابن أبي شيبة أشعث بن سوار، وتقدم في الطريق السابقة أنه ضعيف، إلَّا أن صالح بن أبي الأخضر تابعه عند الخرائطي وصالح قال أبو حاتم كما في الجرح والتعديل (4/ 394): لين الحديث. فيرتقي الحديث بهذه المتابعة إلى الحسن لغيره.

الرابعة: عن طارق قال: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، يقول: إذا =

ص: 661

= دخل أحدكم على أهله فليستأذن على أهله، فقال رجل: أستأذن على أمي؟ فقال: نعم.

أخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق (2/ 772).

وفي إسناده أبو قلابة، وهو عبد الملك بن محمد قال في التقريب (ص 365): صدوق، يخطئ، تغيّر حفظه لما سكن بغداد، فالإسناد ضعيف.

وأما أثر عمر:

فعن أبي عبد الرحمن قال: قال لعمر أستاذن على أمي؟ قال: نعم: استأذن عليها.

فأخرجه ابن أبي شيبة (4/ 399) وإسناده صحيح.

وأما أثر جابر قال: استأذن على أمك، وإن كانت عجوزًا.

أخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 1062)، وابن أبي شيبة (4/ 399).

وفي إسناده أشعث بن سوار قال في التقريب (ص 113): ضعيف.

وأما أثر الحسن فقد قيل له: يستأذن الرجل على أمه وعلى أخته؟ قال: نعم، استأذن عليهما.

فأخرجه ابن أبي شيبة (4/ 399).

وفي إسناده الزهري وقد عنعن، فالإسناد ضعيف.

وأما أثر عكرمة فقد سأله رجل: استأذن على أمي؟ قال: نعم استأذن على أمك.

فأخرجه ابن أبي شيبة (4/ 399) وإسناده صحيح.

وأما أثر حذيفة فيأتي تخريجه في الحديث الآتي.

وعليه يرتقي حديث الباب بمجموع هذه الشواهد إلى الحسن لغيره.

ص: 662

2646 -

حَدَّثَنَا (1) يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ نُذَيْرٍ (2) قَالَ: إِنَّ رَجُلًا سَأَلَ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه، فَقَالَ: أَسْتَأْذِنُ عَلَى أُمِّي؟ فَقَالَ: إِنَّكَ (3) إِنْ لَمْ تَسْتَأْذِنْ عليها رأيت منها ما يسؤوك.

(1) القاتل هو مسدّد رحمه الله.

(2)

تصحفت في (حس) إلى "يزيد" وهي غير واضحة في (سد).

(3)

قوله "إنك" سقط من (سد) و (عم).

ص: 663

2646 -

الحكم عليه:

هذا إسناد حسن إن شاء الله من أجل مسلم بن نُذَير فهو صدوق، وفي الإسناد عنعنة أبي إسحاق، وهو مُدلس من الطبقة الثالثة، إلَّا أن الراوي عنه شعبة بن الحجاج، وقد تقدم في ترجمة أبي إسحاق في الحديث (رقم 2478) أن عنعنة أبي إسحاق مقبولة إذا كان الحديث من رواية شعبة عنه، إذ أن شعبة انتقى من حديثه وقال: كفيتكم تدليس ثلاثة وذكر منهم أبا إسحاق.

وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 140 ب مختصر) وقال: رواه مسدّد موقوفًا، ورواته ثقات.

ص: 663

تخريجه:

أخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 1060) من طريق شعبة به بنحوه.

وأخرجه ابن أبي شيبة (4/ 398)، ومعمر بن راشد في كتاب الجامع (ح 19421)، ومن طريقه البيهقي في الكبرى (7/ 97) كلهم من طريق أبي إسحاق به بنحوه.

وللحديث شواهد كثيرة تقدمت في الحديث السابق يرتقي بها إلى الصحيح لغيره.

ص: 663

2647 -

حَدَّثَنَا (1) سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَسْتَأْذِنَ مُسْتَقْبِلُ الباب.

(1) القائل هو مسدّد رحمه الله.

ص: 664

2647 -

الحكم عليه:

هذا إسناد صحيح إلَّا أنه مرسل.

وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 140 ب مختصر) وحكمه عليه غير واضح في المخطوطة.

ص: 664

تخريجه:

أخرجه البيهقي في الكبرى (8/ 339) من طريق سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ: أن سعدًا اسْتَأْذِنُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وهو مستقبل الباب، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:لا تستأذن وأنت مستقبل الباب.

وأخرجه الطبراني في الكبير (6/ 23) من طريق سفيان به إلَّا أنه جعله عن هلال، عن سعد: أنه استأذن مستقبل القبلة فصار الحديث موصولًا لا مرسلًا.

ورجاله ثقات، إلَّا شيخ الطبراني وهو مقدام بن داود قال في الميزان (4/ 175): قال النسائي في الكنى: ليس بثقة، وقال ابن يونس وغيره: تكلموا فيه. اهـ.

قلت: فالإسناد ضعيف.

وتابع هلال بن يساف هُزيلُ بن شرحبيل فقال عن سعد بن عبادة قال: جِئْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي بيت فقمت مقابل الباب فاستأذنت، فأشار إليّ أن تباعد، ثم جئت فاستأذنت فقال: وهل الاستئذان إلَّا من أجل النظر.

أخرجه الطبراني في الكبير (6/ 22).

ورجاله ثقات إلَّا أن شيخ الطبراني الحسين بن إسحاق التستري لم أجد له ترجمة.

ص: 664

= وأخرجه البيهقي في الكبرى (8/ 339)، وفي الشعب (6/ 443) من طريق هزيل بن شرحبيل قال: أتى سعد بن معاذ إلى النبي صلى الله عليه وسلم .. الحديث. هكذا مرسلًا، إسناده صحيح.

وعليه يتبين أن الوصل ضعيف والإرسال صحيح في كلتا الروايتين.

ويشهد لحديث الباب حديث عبد الله بن يسر رضي الله عنه، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا أتى باب قوم مشى مع الجدار ولم يستقبل الباب، ولكن يقوم يمينًا وشمالًا، فيستأذن، فإن إذن له، إلَّا رجع، وذلك أن القوم لم يكن لأبوابهم ستور.

أخرجه أبو داود (14/ 90 العون)، والطبراني كما في المجمع (8/ 44)، والبيهقي في الكبرى (8/ 339)، وفي الشعب (6/ 443).

وإسناد أبي داود حسن من أجل محمد بن عبد الرحمن هو اليحصبي قال في التقريب (ص 492) صدوق. ومؤمل بن الفضل قال في التقريب (ص 555): صدوق، وبقية رجاله ثقات.

ص: 665

2648 -

وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ (1)، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ [أُمِّ عُمَارَةَ](2) رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وَهُوَ بالجُرْف مقْدَمنا مِنْ خَيْبَرَ وَهُوَ يَقُولُ: لَا تَطْرُقُوا النِّسَاءَ بَعْدَ صَلَاةِ الْعِشَاءِ.

(1) كتبت في (سد)"عبد الرحمن بن أبي صعصعة".

(2)

تحرفت في جميع النسخ إلى "أبي عمارة" وما أثبته الصحيح من بغية الباحث، ومغازي الواقدي.

ص: 666

2648 -

الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف جدًا فيه ثلاث علل:

الأولى: محمد عمر الواقدي فهو متروك.

الثانية: يعقوب بن محمد بن أبي صعصعة: لم أجد له ترجمة.

الثالثة: الحارث بن عبد الله بن كعب: لم أجد له ترجمة.

وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 14 ب مختصر) وقال: في سنده الواقدي وهو ضعيف.

ص: 666

تخريجه:

هو في بغية الباحث (ح 847) بنفس الإسناد والمتن.

وأخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (ج 2/ ق 384 أ) من طريق الحارث به.

وأخرجه الواقدي في المغازي (2/ 712) عن يعقوب بن محمد بن أبي صعصعة به بلفظه.

وذكره البيهقي في دلائل النبوة (4/ 271) معلقًا عن الواقدي به بلفظه.

ويشهد لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا تطرقوا النساء بعد صلاة العشاء) أحاديث كثيرة عن جابر، وابن عمر، وابن عباس، وعبد الله بن رواحة رضي الله عنهم. =

ص: 666

= أما حديث جابر فله عنه أربع طرق:

الأولى: عن الشعبي، عن جابر مرفوعًا: إذا أطال أحدكم الغيبة فلا يطرق أهله ليلًا.

أخرجه البخاري (9/ 339 الفتح)، ومسلم (ح 715)، والخرائطي في المساوئ (ح 842)، وأحمد (3/ 396) وأبو نعيم في الحلية (8/ 262).

الثانية: عن محارب، عن جابر رضي الله عنه، قال: نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يطرق الرجل أهله ليلًا.

أخرجه البخاري (3/ 620 الفتح)، ومسلم (ح 1928)، وأحمد (3/ 302).

وفي زيادة لمسلم يتخونهم أو يلتمس عثراتهم.

الثالثة: عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه، قال: نَهَانَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إن نطرق أهلنا ليلًا إذا قدمنا من سفر.

أخرجه أحمد (3/ 310)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 840). ورجال أحمد ثقات، لولا عنعنة أبي الزبير وهو مدلس من الثالثة.

الرابعة: عن نبيح العنزي، عَنْ جَابِرٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نهاهم أن يطرقوا النساء ليلًا.

أخرجه الترمذي (7/ 493 التحفة)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 841).

وقال هذا حديث حسن صحيح.

قلت: إسناده صحيح.

وأما حديث ابن عمر رضي الله عنه، فله عن طريقان:

الأولى: عن نافع، عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل من غزوة فقال: يا أيها الناس! لا تطرقوا النساء ليلًا، ولا تعنتوهم.

أخرجه البزّار كما في الكشف (2/ 186)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 847)، والبيهقي في الكبرى (9/ 174)، وأخرجه عبد الرزاق (7/ 495) إلَّا أنه =

ص: 667

= جعله موقوفًا على ابن عمر وإسناد الخرائطي صحيح.

الثانية: عن سالم، عنه مرفوعًا: لا تطرقوا النساء بعد صلاة العتمة.

أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 333) وفيه عنعنة الزهري وهو مُدلس من الثالثة.

وأما حديث عبد الله بن رواحة فله عنه طريقان:

الأولى: عن أبي سلمة، عن عبد الله بن رواحة أنه قدم من سفر ليلًا فتعجل إلى امرأته فإذا في بيته مصباح، وإذا مع امرأته شيء فأخذ السيف فقالت امرأته: إليك عني، فلانة تمشطني، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فنهى أن يطرق الرجل أهله ليلًا.

أخرجه أحمد (3/ 451)، والطبراني كما في المجمع (4/ 330)، والحاكم (4/ 293)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (ج 9/ ق 197).

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي فقال: ذا مرسل.

وبتّن الشيخ سعد الحميد في تحقيق مختصر استدراك الحافظ (6/ 2925) مراد الذهبي بالإرسال وهو أن أبا سلمة لم يلق ابن رواحة رضي الله عنه، حيث توفي الأخير في غزوة مؤتة سنة ثمان كما هو في الصحيح.

وأما أبو سلمة فتوفي سنة أربع وتسعين وقيل بعدها وله من العمر اثنتان وسبعون سنة، فيكون مولده سنة اثنين وعشرين أو بعدها. فالإسناد ضعيف.

الثانية: عن إبراهيم التيمي، عن عبد الله بن رواحة بنحو الطريق الأولى أخرجه عبد الرزاق (7/ 496).

وما قاله الشيخ سعد الحميد في الطريق السابق أقوله هنا، فإبراهيم التيمي مات سنة اثنتين وتسعين وله أربعون سنة كما في التقريب (ص 95) فيكون مولده سنة اثنتين وخمسين، وبين وفاة ابن رواحة ومولد التيمي أربع وأربعون سنة. فالإسناد ضعيف للانقطاع. =

ص: 668

= وأما حديث ابن عباس رضي الله عنه، مرفوعًا: لا تطرقوا النساء ليلًا.

فأخرجه البزّار كما في الكشف (2/ 187)، والطبراني في الكبير (11/ 245).

وقال البزّار: لا نعلمه عن ابن عباس إلَّا بهذا الإسناد.

وفي سنده زمعة بن صالح قال في التقريب (ص 217): ضعيف.

وأما حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نهى أن يطرق الرجل أهله بعد صلاة العشاء.

فأخرجه أحمد (1/ 175) من طريق ابن شهاب، عن سعد بن أبي وقاص.

وإسناده ضعيف لعنعنة الزهري.

وأما حديث عبد الرحمن بن حرملة قال: لما نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بالمعرس أمر مناديًا فنادى: لا تطرقوا النساء، قال: فتعجل رجلان فكلاهما وجد مع امرأته رجلًا فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: قد نهيتكم أن تطرقوا النساء.

أخرجه عبد الرزاق (7/ 495)، عن ابن عيينة، عن عبد الرحمن بن حرملة به.

وإسناده حسن من أجل عبد الرحمن بن حرملة قال في التقريب (ص 336): صدوق، ربما أخطأ، إلَّا أنه مرسل. وعليه يكون أصل الحديث ثابت في الصحيحين وغيرهما، إلَّا أنه سنده باقٍ على ضعفه الشديد.

ص: 669

2649 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ سُرَيج، حَدَّثَنَا الْمُطَّلِبُ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ: كَانَتْ أَبْوَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تقرع بالأظافير.

ص: 670

2649 -

الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف فيه ثلاث علل:

الأولى: ضعف الحارث بن سُريج.

الثانية: جهالة أبي بكر الأصبهاني.

الثالثة: جهالة محمد بن مالك بن المنتصر.

وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 141 أمختصر) وسكت عليه.

ص: 670

تخريجه:

أخرجه المزي في تهذيب الكمال (ح 3/ 1263) من طريق أبي يعلى به بلفظه.

وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 1080)، وأبو نعيم في أخبار أصفهان (2/ 110، 344)، والبيهقي في الشعب (6/ 442) كلهم من طريق المطلب بن زياد به بنحوه.

ومدار أسانيدهم على أبي بكر بن عبد الله الأصبهاني، وهو مجهول، فالإسناد ضعيف. إلَّا أنه لم ينفرد إذ تابعه عمر بن سُويد.

أخرجه البزاركما في الكشف (2/ 421) من طريق ضرار بن ورد، عن المطلب بن زياد، عن عمر بن سويد، عن أنس به.

وعمر بن سويد قال في التقريب (ص 413) ثقة.

وأعله الهيثمي في المجمع (8/ 43) بضرار بن ورد وقال: هو ضعيف.

قلت: ضرار بن صُرد قال في التقريب (ص 280): صدوق، له أوهام، وخطأ.

فلعله من خطأه إذ أن البقية رووه عن المطلب، عن أبي بكر الأصبهاني وخالفهم فرواه عن المطلب، عن عمر بن سويد، فإسناده شاذ. =

ص: 670

= وللحديث شواهد عن المغيرة بن شعبة، وسفينة رضي الله عنهما.

أما حديث المغيرة بن شعبة قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقرعون بابه بالأظافير. فأخرجه الحاكم في معرفة علوم الحديث (ص 19).

وفي إسناده كيسان مولى هشام ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (7/ 166) وسكت عليه، ولم أجد من وثّقه، وروى عنه غير واحد فهو مستور فالإسناد ضعيف.

وأما حديث سفينة قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وجاء علي رضي الله عنه يستأذن فدق الباب دقًا خفيفًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يا سفينة افتح له.

فأخرجه الطبراني في الكبير (7/ 82).

وفي إسناده ضرار بن صرد قال في التقريب (ص 280): صدوق، له أوهام وخطأ.

وفي سنده ثابت البجلي، لم أعرفه.

قلت: يتين من خلال هذه الشواهد أنها ضعيفة وفيها من لم أجد لهم ترجمة، فهي لا تصلح للاستشهاد فالحديث باقٍ على ضعفه.

ص: 671