المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌21 - باب نفي العدوى والفرار من المجذوم والزجر عن الطيرة - المطالب العالية محققا - جـ ١١

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌28 - كِتَابُ الطِّبِّ

- ‌1 - بَابُ الْأَمْرِ بِالتَّدَاوِي

- ‌2 - بَابُ الْقِسْطِ

- ‌3 - بَابُ الْمِلْحِ

- ‌4 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْجُلُوسِ فِي الشَّمْسِ

- ‌5 - بَابُ الْمَاءِ الْبَارِدِ لِلْحُمَّى

- ‌6 - بَابُ التَّلْبِينَةِ

- ‌7 - بَابُ الْحِنَّاءِ

- ‌8 - بَابُ الرِّجْلَةِ

- ‌10 - بَابُ الذِّكْرِ الَّذِي يُذهب السَّقَمَ

- ‌13 - بَابٌ فِيمَنْ ذَهَبَ بَصَرُهُ

- ‌14 - بَابُ ذَمِّ مَنْ لَا يَمْرَضُ

- ‌15 - بَابُ فَضْلِ كِتْمَانِ الْمُصِيبَةِ

- ‌16 - بَابُ فَضْلِ عِيَادَةِ الْمَرِيضِ

- ‌17 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الدُّخُولِ إِلَى أَرْضٍ وَقَعَ بِهَا الطَّاعُونُ

- ‌18 - بَابُ النُّقْلَةِ مِنَ الْبَلَدِ الْوَبِيَّةِ

- ‌19 - بَابُ الرُّقَى

- ‌20 - بَابُ الْعَيْنِ

- ‌21 - بَابُ نَفْيِ الْعَدْوَى وَالْفِرَارِ مِنَ الْمَجْذُومِ وَالزَّجْرِ عَنِ الطِّيَرَةِ

- ‌22 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ نَتْفِ الشَّعْرِ مِنَ الْأَنْفِ

- ‌24 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ التَّدَاوِي بِالْحَرَامِ

- ‌25 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ السِّحْرِ

- ‌26 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ النَّظَرِ فِي النُّجُومِ

- ‌27 - بَابُ الْكِهَانَةِ

- ‌28 - بَابُ الْكَيِّ

- ‌29 - بَابُ الْحَجْمِ

- ‌29 - كِتَابُ الْبِرِّ وَالصِّلَةِ

- ‌1 - بَابُ فَضْلِ صِلَةِ الرَّحِمِ

- ‌2 - بَابُ التَّرْهِيبِ مِنْ قَطِيعَةِ الرَّحِمِ

- ‌3 - بَابُ حَقِّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ

- ‌4 - بَابُ بِرِّ الْوَالِدَيْنِ

- ‌5 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الِانْتِمَاءِ إِلَى غَيْرِ الْمَوَالِي والإِدعاء إِلَى غَيْرِ الْآبَاءِ وَعَنْ سَبِّ الْوَالِدَيْنِ

- ‌7 - بَابُ فَضْلِ الإِحسان إِلَى الْيَتِيمِ

- ‌8 - باب حُسن الخلق

- ‌30 - كِتَابُ الْأَدَبِ

- ‌1 - بَابُ جُمَلٍ مِنَ الْأَدَبِ

- ‌2 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ دُخُولِ النِّسَاءِ الْحَمَّامَاتِ

- ‌3 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي الْعَفْوِ

- ‌4 - بَابُ الِاعْتِذَارِ

- ‌5 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ تَتَبُّعِ الْعَوْرَاتِ

- ‌6 - بَابُ أَدَبِ النَّوْمِ

- ‌7 - بَابُ كَرَاهَةِ النَّوْمِ بَعْدَ الْعَصْرِ

- ‌8 - بَابُ النَّظَرِ فِي الْمَرْآةِ وَأدَبِ الْكُحْلِ وَالتَّنَعُّلِ وَالتَّيَمُّنِ فِي ذَلِكَ

- ‌9 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا قِيلَ لَهُ كَيْفَ أَصْبَحْتَ

- ‌10 - بَابُ الْعُطَاسِ وَالْأَدَبِ فِيهِ

- ‌11 - بَابُ الشِّعْرِ

- ‌12 - بَابُ إِعْطَاءِ الشَّاعِرِ

- ‌13 - باب الأمر بالتستر من الْمَعْصِيَةِ وَلَوْ صَغُرَتْ

- ‌14 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي حِفْظِ اللِّسَانِ وَالْفَرْجِ

- ‌15 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الْغَضَبِ

- ‌16 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى شُكْرِ النِّعَمِ

- ‌17 - بَابُ فَضْلِ مَنْ قَادَ أَعْمَى

- ‌18 - بَابُ فَضْلِ زِيَارَةِ الإِخوان

- ‌19 - بَابُ فَضْلِ الْحَيَاءِ

- ‌20 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الْكَذِبِ وَالظُّلْمِ

- ‌21 - بَابُ ذَمِّ الْكَذِبِ وَمَدْحُ الصِّدْقِ

- ‌22 - بَابُ التَّخَصُّرِ

- ‌23 - بَابُ أَدَبِ الرُّكُوبِ

- ‌24 - بَابُ الِاصْلَاحِ بَيْنَ النَّاسِ

- ‌25 - باب التسمية على كل شيء

- ‌26 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ التَّبْذِيرِ

- ‌27 - بَابُ الِاسْتِئْذَانِ

- ‌28 - بَابُ التَّسْلِيمِ

- ‌30 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي كِتْمَانِ السِّرِّ

- ‌31 - بَابُ حُسْنِ الْوَجْهِ

- ‌32 - بَابُ فَضْلِ الْخُشُونَةِ

- ‌33 - بَابُ ذَمِّ النَّمِيمَةِ

- ‌34 - بَابُ الْغِيبَةِ

- ‌35 - بَابُ مَا يَجُوزُ مِنَ الْغِيبَةِ وَكَفَّارَاتُهَا

- ‌36 - بَابُ ذَمِّ الكِبر وَمَدْحِ التَّوَاضُعِ

- ‌37 - بَابُ فَضْلِ إِمَاطَةِ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ

- ‌38 - بَابُ جَوَازِ الْبُزَاقِ

- ‌39 - بَابُ قَطْعِ الْجَرَسِ مِنَ الدَّوَابِّ

- ‌40 - بَابُ بِمَنْ يَبْدَأُ بِالْكِتَابِ

- ‌41 - بَابُ مَا لِلنِّسَاءِ فِي الطَّرِيقِ

- ‌42 - بَابُ الْمُحَافَظَةِ عَلَى كِتْمَانِ السِّرِّ

- ‌43 - بَابُ لَا يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ الثَّالِثِ

- ‌44 - بَابُ السَّلَامِ

- ‌45 - بَابُ إِكْرَامِ الْغَرِيبِ وَالْحَيَاءِ مِنَ الْكَبِيرِ

- ‌46 - بَابُ تَرْكِ السَّلَامِ عَلَى مَنْ يُصَلِّي

- ‌47 - بَابُ الِالْتِزَامِ وَالْمُعَانَقَةِ وَالْمُصَافَحَةِ

- ‌48 - بَابُ تَقْبِيلِ الْيَدِ

- ‌49 - بَابُ الطِّيبِ

- ‌50 - بَابُ مَنْ دَعَا صَاحِبَهُ فَأَجَابَ بِلَبَّيْكَ

- ‌51 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْفُحْشِ

- ‌52 - بَابُ الْحَذَرِ وَالِاحْتِرَاسِ

- ‌53 - بَابُ كَرَاهِيَةِ السَّجْعِ

- ‌54 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ سَبِّ الْأَمْوَاتِ إِذَا آذَى الْأَحْيَاءَ

- ‌55 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الِاسْتِطَالَةِ فِي عِرض الْمُسْلِمِ

- ‌56 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ السِّعَايَةِ بِالْمُسْلِمِ وَالتَّرْهِيبِ مِنْ تَرْكِ نُصْرَتِهِ

- ‌57 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ التَّشَبُّهِ بِالْغَيْرِ

- ‌58 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ مَدْحِ الْفَاسِقِ

- ‌59 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ عَيْبِ النَّاسِ

الفصل: ‌21 - باب نفي العدوى والفرار من المجذوم والزجر عن الطيرة

‌21 - بَابُ نَفْيِ الْعَدْوَى وَالْفِرَارِ مِنَ الْمَجْذُومِ وَالزَّجْرِ عَنِ الطِّيَرَةِ

2488 -

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا أَبُو أسامة، عن عبد الرحمن بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ، مَنْ أَعْدَى الْأَوَّلَ؟

ص: 166

2488 -

الحكم عليه:

هذا إسناد رجاله ثقات، إلَاّ أن أبا أسامة لم يسمع من عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ. قَالَ موسى بن هارون كما في تهذيب التهذيب (6/ 266): روى أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بن جابر، وكان ذلك وهماً منه، هو لم يلق ابن جابر، وإنما لقي ابن تميم فظن أنه ابن جابر، وابن جابر ثقة، وابن تميم ضعيف.

وعلى ذلك يكون هذا الإسناد ضعيفاً لانقطاعه.

وذكر البوصيري الحديث في الإِتحاف (ج 2/ ق 65 ب مختصر) وقال: رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وله شاهد من حديث أنس وأصله في الصحيح لا عدوى. اهـ.

ص: 166

تخريجه:

أخرجه ابن جرير في تهذيب الآثار (مسند علي ص 13)، والطحاوي في شرح معاني الَآثار (4/ 309) كلاهما من طريق أبي أسامة به بنحوه.

وتابع أبا أسامة ثلاثة وهم: =

ص: 166

= الأول: الهيثم بن حميد، عن أبي معيد، عن القاسم بن عبد الرحمن به.

أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (1/ 123)، والطبراني في الكبير (8/ 216) كلاهما من طريق عمرو بن هاشم البيروتي، حدثنا الهيثم بن حميد.

وعمرو بن هاشم، قال عنه في التقريب (ص 428): صدوق يُخطىء، فالإسناد ضعيف.

الثاني: صدقة بن عبد الله، عن أبي معيد، عن القاسم بن عبد الرحمن به.

أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (2/ 387)، وفي الكبير (8/ 216) من طريق عبد الله بن يزيد الدمشقي، حدثنا صدقة بن عبد الله به.

وصدقة بن عبد الله، هو السمين، قال عنه في التقريب (ص 275): ضعيف.

الثالث: ابن ثوبان، عن أبيه، عن القاسم به بلفظ مقارب.

أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (1/ 134)، وفي الكبير (8/ 231) من

طريق عمرو بن محمد بن الغاز الجرشي، حدثنا أبو خليد، عن ابن ثوبان به.

وعمرو بن محمد بن الغاز لم أجد له ترجمة، وابن ثوبان هو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، قال عنه في التقريب (ص 337): صدوق يُخطىء. فالإسناد ضعيف.

وعليه يرتقي حديث الباب بمجموع هذه المتابعات إلى الحسن لغيره.

وللحديث شواهد كثيرة في الصحيحين، والسنن" وغيرها عن أبي هريرة، وعبد الله بن عمر، وابن عباس، وجابر، وأنس، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهم.

أما حديث أبي هريرة فله عنه ثلاثة عشرة طريق:

الأولى: عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لا عدوى ولا صفر ولا هامة، فقال أعرابي: يا رسول الله! فما بال إبلي تكون في الرمل كأنها الظباء فيأتي البعير الأجرب فيدخل بينها فيجربها؟ فقال: فمن أعدى الأول؟ لفظ البخاري.

أخرجه البخاري (10/ 171 الفتح)، ومسلم (ح 2220)، وأبو داود (10/ 407 =

ص: 167

= العون)، والنسائي في الكبرى (4/ 375)، وأحمد (2/ 267)، وعبد الرزاق في المصنف (2/ 267)، والطحاوي في شرح المعاني (4/ 303)، وفي مشكل الآثار (2/ 262)، وابن أبي عاصم في السنة (1/ 119، 120)، وابن حبّان كما في الإحسان (7/ 639)، والعقيلي في الضعفاء (2/ 24)، والبيهقي في الكبرى (7/ 216)، وفي الآداب (ح 479)، والبغوي في شرح السنة (12/ 167)، والطبري في تهذيب الآثار مسند علي (ص 5) كلهم من طريق الزهري، عن أبي سلمة به.

الثانية: عن سنان بن أبي سنان، عن أبي هريرة يرفعه بنحو الطريق الأولى.

أخرجه مسلم (ح 2220)، والطحاوي في مشكل الآثار (2/ 262)، وابن أبي عاصم في السنة (1/ 124)، والبيهقي في الكبرى (7/ 217)، والطبراني في تهذيب الآثار (مسند علي ص 7) كلهم من طريق الزهري، عن سنان به.

الثالثة: عن عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبي هريرة يرفعه بنحو الطريق الأولى.

أخرجه مسلم (ح 2221)، وأبو داود (10/ 411 العون)، وأحمد (2/ 397)، وابن حبّان كما في الإِحسان (7/ 647)، وابن أبي عاصم في السنة (1/ 120)، وأبو يعلى (11/ 393)، والخطيب في تاريخ بغداد (6/ 118) كلهم من طريق العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه به.

الرابعة: عن مضارب بن حزن، عن أبي هريرة يرفعه: لا عدوى، ولا هامة، ولا طيرة، والعين حق.

أخرجه بن أبي شيبة في المصنف (9/ 40)، وأحمد (2/ 487)، وابن ماجه (ح 3507)، وابن أبي عاصم في السنة (1/ 120)، وأبو يعلى (11/ 509)، والطبري في تهذيب الآثار (مسند علي ص 9) كلهم من طريق الجريري، عن مضارب به.

ومضارب بن حزن، ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (8/ 393)، ولم =

ص: 168

= يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم يوثّقه أحد، وروى عنه غير واحد فهو مستور.

الخامسة: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، مرفوعًا: لا عدوى ولا طيرة، وأحب الفأل الصالح.

أخرجه مسلم (ح 2223)، وأحمد (2/ 507)، وابن حبّان كما في الإحسان (7/ 503).

السادسة: عن أبي زرعة بن عمرو، عن أبي هريرة مرفوعًا بنحو الطريق الأولى.

أخرجه أحمد (2/ 327)، والحميدي في المسند (ح 1117)، والطبري في تهذيب الآثار (مسند علي ص 7) والطحاوي في شرح المعاني (4/ 38)، والخطيب في تاريخ بغداد (11/ 168)، والبغوي في شرح السنة (12/ 169)، وأبو يعلى (10/ 498)، وابن حبّان كمافي الإحسان (7/ 641).

وإسناد أحمد صحيح.

السابعة: عن علي بن رباح، قال سمعت أبا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لا عدوى.

أخرجه الطحاوي في شرح المعاني (4/ 309)، وأحمد (2/ 420)، والطبري في تهذيب الآثار (مسند علي ص 9) كلهم من طريق معروف بن سويد، عن علي بن رباح به.

ومعروف بن سويد، ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (8/ 322)، ولم يورد فيه جرحًا ولا تعديلًا، ولم يوثّقه أحد، وروى عنه غير واحد، فهو مستور.

الثامنة: عن الأعرج، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال: لا عدوى، ولا هامة، ولا صفر، واتقوا المجذوم كما يتقى الأسد.

أخرجه البخاري في التاريخ الصغير (2/ 76)، وابن عدي في الكامل (6/ 218)، والخطيب في تاريخ بغداد (2/ 307)، والبيهقي في الكبرى (7/ 218)، =

ص: 169

= وأبو نعيم في الطب (ق 51 أ)، والطبري في تهذيب الآثار (مسند علي ص 9).

ورجال الطبري ثقات إلَّا محمد بن عبد الله بن عمرو، قال عنه في التقريب (ص 489): صدوق، فالإِسناد حسن.

التاسعة: عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن أبي عطية، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا عَدْوَى ولا هام ولا صفر، ولا يحل الممرض على المصح، وليحلل المصح حيث شاء" فقالوا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما ذاك؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إنه أذى.

أخرجه مالك في الموطأ (2/ 946)، ومن طريقه البيهقي في الكبرى (7/ 217). وإسناده منقطع، رواه مالك عن بكير بلاغًا. وجاء في رواية البيهقي مالك، عن بكير بن عبد الله، وفي إسناده عبد الملك بن محمد الرقاشي، قال في التقريب (ص 365): صدوق يخطئ، فيظهر أنه أخطأ فيه.

العاشرة: عن سليم بن حيان، حدثني سعيد بن ميناء، قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَا عَدْوَى، وَلَا طِيَرَةَ، ولا صفر. وفر من المجذوم كما تفر من الأسد.

أخرجه البخاري معلقًا (10/ 158 الفتح)، والبغوي في شرح السنة (12/ 167).

قال الحافظ ابن حجر في الفتح (10/ 158): وقد وصله أبو نعيم من طريق أبي داود الطيالسي وابن قتيبة مسلم بن قتيبة كلاهما عن سليم بن حيان شيخ عفان فيه. وقد وصله ابن خزيمة.

الحادية عشرة عن إسحاق مولى بن هاشم، عن أبي هريرة رضي الله عنه، مرفوعًا: لا عدوى ولا يحل الممرض على المصح، وليحل المصح حيث شاء، قيل: ما بال ذلك يا رسول الله؟ قال: إنه أذى.

أخرجه البيهقي (7/ 217) من طريق ابن لهيعة، عن بكير، عن أبي إسحاق =

ص: 170

= مولى بني هاشم به. وابن لهيعة ضعيف.

الثانية عشر: عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لا عدوى، ولا هامة، ولا غول، ولا صفر.

أخرجه الطحاوي في شرح المعاني (4/ 39)، والطبري في تهذيب الآثار (مسند علي ص 8) كلاهما من طريق أبي حصين، عن أبي صالح به. وإسناد الطبري صحيح.

الثالثة عشرة: عن أبي الربيع، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أربع لا يدعهن الناس: الطعن في الأحساب، والنياحة على الميت، والأنواء، والعدوى، أجرب بعير فأجرب مائة، فمن أجرب الأول.

أخرجه أحمد (2/ 526)، والخرائطي في المساوئ (ح 787) كلاهما من طريق علقمة بن مرثد عن أبي الربيع به.

ورجال أحمد ثقات، إلَّا المسعودي، قال في التقريب (ص 344) صدوق، اختلط قبل موته، وضابطه: أن من سمع منه ببغداد فبعد الاختلاط.

قلت: الراوي عنه هو عبد الله بن يزيد المقري، قال في التهذيب (6/ 75):

أصله من ناحية البصرة، وقيل من ناحية الأهواز، وسكن مكة فيظهر أنه سمع منه قبل الاختلاط.

أما حديث ابن عمر فله عنه أربع طرق:

الأولى: عن سالم، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَا عَدْوَى وَلَا طيرة،

إنما الشؤم في ثلاث: في الفرس، المرأة، والدار.

أخرجه البخاري (10/ 243 الفتح)، ومسلم (ح 2225)، وأحمد (2/ 152)، والطحاوي في شرح المعاني (4/ 308)، وأبو يعلى (9/ 426)، والبيهقي في الكبرى (7/ 216)، وفي الآداب (ح 478)، وابن أبي عاصم في السنة (1/ 121)، والطبري في تهذيب الآثار مسند علي (ص 12)، وابن عبد البر في التمهيد (9/ 282) كلهم من =

ص: 171

= طريق الزهري، عن سالم به.

الثانية: عن عمرو، عن ابن عمر أنه اشترى إبلًا هيمًا من شريك النواس فوجد بها شيئًا، فقال رضينا بقضاء رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَا عدوى.

أخرجه الحميدي في مسنده (ح 705)، وأبو يعلى (10/ 5)، والطبري في تهذيب الآثار (مسند علي ص 12) كلهم من طريق سفيان، عن عمرو به، وإسناد الطبري صحيح.

الثالثة: معاذ بن رفاعة، عن أبي الزبير، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: لا عدوى.

أخرجه ابن أبي عاصم (1/ 121)، والخطيب في تاريخ بغداد (4/ 339) كلاهما من طريق معاذ بن رفاعة، عن أبي الزبير به.

وفيه عنعنة أبي الزبير وهو مدلس.

الرابعة: عن أبي جناب، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: لا عدوى ولا هامة.

أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (9/ 39)، وابن ماجه (ج 86، ج 3540) وأحمد (2/ 24)، وابن أبي عاصم في السنة (1/ 122).

وأبو جناب هو يحيى بن أبي حية، قال عنه في التقريب (ص 589): ضعفوه لكثرة تدليسه.

وأما حديث ابن عباس رضي الله عنه، فله عنه ثلاث طرق:

الأولى: عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لا طيرة، ولا هامة، ولا عدوى.

أخرجه أحمد (1/ 269، 328)، والطحاوي في شرح المعاني (4/ 307)، وفي مشكل الآثار (4/ 73)، وابن ماجه (ح 3539)، وأبو يعلى (4/ 455)، وابن حبّان كما في الإحسان (7/ 640)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 788)، وابن =

ص: 172

= أبي عاصم في السنة (11/ 122)، والطبراني في الكبير (11/ 288)، والطبري في تهذيب الآثار (مسند علي ص 14). وإسناده ضعيف لأن رواية سماك عن عكرمة مضطربة كما في التهذيب (4/ 204).

الثانية: عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ابن عباس يرفعه بنحو حديث أبي هريرة، الطريق الأولى منه.

أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 238)، والطبري في تهذيب الآثار مسند علي (ص 15) كلاهما من طريق الحسين بن عيسى، عن الحكيم بن أبان به.

والحسين بن عيسى، قال عنه في التقريب (ص 168): ضعيف.

الثالثة: عن يزيد بن أبي زياد، عن عكرمة، عن ابن عباس يرفعه بنحو الطريق الأولي.

أخرجه الطبري في تهذيب الآثار مسند علي (ص 15).

ويزيد بن أبي زياد ضعيف.

وأما حديث جابر رضي الله عنه، فله عنه طريقان:

الأولى: عن أبي الزبير، عن جابر، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: لا عدوى، ولا صفر، ولا غول.

أخرجه مسلم (ح 2222)، وأحمد (3/ 293، 312، 382)، والطحاوي في شرح المعاني (4/ 308)، وفي مشكل الآثار (1/ 340)، وابن حبّان كما في الإحسان (7/ 644) وابن أبي عاصم في السنة (1/ 118، 122)، والطبري في تهذيب الآثار (مسند علي ص 13)، وابن طهمان في مشيخته (ح 39)، والبغوي في شرح السنة (12/ 173)، وابن عدي في الكامل (7/ 281)، وأبو يعلى (3/ 324) كلهم من طريق ابن جريج، عن أبي الزبير به.

الثانية: عن حبيب بن الشهيد، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيد مجذوم فوضعها في القصعة وقال: بسم الله، ثقة بالله، وتوكلًا على الله. =

ص: 173

= أخرجه ابن ماجه (ح 3542)، وأبو داود (10/ 423 العون)، والترمذي (5/ 385 التحفة)، وابن حبّان كما في الإحسان (7/ 641)، والطحاوي في شرح المعاني (4/ 309)، والطبري في تهذيب الآثار مسند علي (ص 31). وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلَّا من حديث يونس بن محمد، عن المفضل بن فضالة، هذا شيخ بصري، والمفضل بن فضالة شيخ آخر مصري أوثق من هذا وأشهر.

قلت: المفضل بن فضالة هو ابن أبي أمية، قال في التقريب (ص 544) ضعيف.

وأما حديث أنس، مرفوعًا: لا عدوى، ولا طيرة، ويعجبني الفأل، قالوا: وما الفأل؟ قال: كلمة طيبة. فأخرجه البخاري (10/ 244 الفتح)، ومسلم (ح 2224)، وأحمد (3/ 130، 154، 170، 172، 178، 251، 275، 278)، والترمذي (5/ 240 التحفة)، والطيالسي (ح 196)، وابن ماجه (ح 3537)، وابن أبي عاصم في السنة (1/ 118)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 913) وابن أبي شيبة (9/ 41)، وأبو داود (10/ 413 العون)، والطحاوي في شرح المعاني (4/ 308)، والبغوي في شرح السنة (12/ 174)، وفي الأنوار (ح 1130)، وأبو يعلى (5/ 251)، والحارث كما في عواليه (ح 34)، والبزار كما في الكشف (3/ 395)، والطبري في تهذيب الآثار (مسند علي ص 15)، والخطيب في تاريخه (4/ 378).

وأما حديث السائب بن يزيد، قال صلى الله عليه وسلم: لَا عَدْوَى، وَلَا طيرة.

فأخرجه مسلم (ح 2220)، وأحمد (3/ 449)، وابن أبي عاصم في السنة (1/ 119)، والطحاوي في شرح المعاني (4/ 309)، والطبراني في الكبير (7/ 1049)، وفي مسند الشاميين (ح 1700)، والطبري في تهذيب الآثار (مسند علي ص 11).

وأما حديث ابن مسعود فلفظه بنحو الطريق الأولى من حديث أبي هريرة.

فأخرجه الترمذي (6/ 354 التحفة)، وأحمد (1/ 440)، والطحاوي في شرح =

ص: 174

= المعاني (4/ 308)، وأبو يعلى (9/ 112) كلهم من طريق أبي زرعة، عن رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن ابن مسعود، وإسناده صحيح، ولعل المبهم أبو هريرة، لأن أبا زرعة رواه عنه كما في الطريق السادسة من حديث أبي هريرة.

وأما حديث سعد مرفوعًا: لا عدوى، ولا طيرة، ولا هام، وإن تكن الطيرة في شيء ففي الفرس، والمرأة، والدار، وإذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تهبطوا، وإذا كان بأرض وأنتم بها فلا تفروا منه. لفظ أحمد.

فأخرجه أحمد (1/ 174، 180) وأبو داود (1/ 418 العون)، وابن أبي عاصم في السنة (1/ 117)، والطحاوي في شرح المعاني (4/ 307) وجعل اسم الصحابي سعيد وهو تصحيف، وفي مشكل الآثار (4/ 72)، وأبو يعلى (2/ 106، 126)، وابن حبّان كما في الإحسان (7/ 644)، والبيهقي في الكبرى (8/ 140)، والخطيب في الموضح (1/ 217)، والدورقي في مسند سعد (ح 95)، والطبري في تهذيب الآثار (مسند علي ص 10)، والهيثم بن كليب في مسنده (ح 153).

ورجال أحمد ثقات إلَّا الحضرمي بن لاحق، قال الحافظ في التقريب (ص 171): لا بأس به، فالإسناد حسن.

وأما حديث علي فيأتي تخريجه في الحديث رقم (2491).

وأما حديث عمير بن سعد فيأتي تخريجه في الحديث رقم (2492).

ص: 175

2489 -

وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، [أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم](1) مرَّ بعُسفان فَإِذَا مَجْذُومٌ، فَأَسْرَعَ السَّيْرَ، وَقَالَ: إِنْ كَانَ شيء من الأدواء يُعدي فهو هذا (2).

(1) جُعل المار في جميع النسخ هو ابن عمر والقول قوله والمثبت هو الصحيح كما في بغية الباحث، والكامل لابن عدي إذ رواه من طريق الحارث بن أبي أسامة.

(2)

تصحفت في (عم) إلى "هذه".

ص: 176

2489 -

الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف جدًا علته الخليل بن زكريا.

وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 63 أمختصر) وقال: رواه الحارث، عن الخليل بن زكريا وهو ضعيف.

وذكره السيوطي في الجامع الصغير (3/ 32 الفيض) وضعّفه، أما الألباني فحكم بوضعه في ضعيف الجامع (ح 1296).

ص: 176

تخريجه:

هو في بغية الباحث (ح 527) بنفس الإسناد والمتن.

وأخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 16) من طريق الحارث بن أبي أسامة به بلفظه.

إلَّا أن الخليل رواه عن ابن عون والمثنى ابن الصباح كلاهما عن نافع به.

ثم. قال ابن عدي: وهذان الحديثان حديث الباب وحديث ذكاة الجنين: عن ابن عون، عن نافع، عن ابن عمر لا يرويهما غير الخليل بن زكريا، وعند الخليل، عن ابن عون بهذا الإِسناد غير ما ذكرت وكلها مناكير غير محفوظة، عن ابن عون.

وأخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 61)، وابن الجوزي في الموضوعات =

ص: 176

= (3/ 209) من طريق الخليل بن زكريا. به بلفظ كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم في طريق مكة والمدينة فمر بعسفان فرأى المجذمين، فأسرع رسول الله صلى الله عليه وسلم السير وقال: إن كان شيء من الداء يعدي فهو هذا.

وقال ابن الجوزي بعده: هذا حديث مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تفرّد به الخليل بن زكريا وهو المتهم به.

قال العقيلي: الخليل يحدث بالبواطيل عن الثقات وفي الصحيح "لا عدوى". اهـ.

وأخرجه ابن النجار كما في الكنز (ح 8508) وقال ابن النجار فيه الخليل بن زكريا الشيباني عامة أحاديثه مناكير، لم يتابع عليها.

قلت: مدار هذه الأسانيد على الخليل وقد علمت حاله.

وفي الباب أحاديث كثيرة منها:

حديث عمرو بن الشريد الثقفي، عن أبيه قال: كان في وفد ثقيف رجل

مجذوم، فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم إنا قد بايعناك فارجع.

أخرجه مسلم (ح 2231)، والنسائي في المجتبى (7/ 150)، وفي الكبرى كتاب الطب (ح 7590)، وابن ماجه (ح 3544)، وأحمد (4/ 386)، وابن أبي شيبة في المصنف (8/ 132، 9/ 44)، والطيالسي (ح 1270)، والبيهقي في الكبرى (8/ 218)، والحربي في غريب الحديث (ص 428)، والطبراني في الكبير (7/ 318)، وأبو نعيم في الطب (ق 51 ب)، والطبري في تهذيب الآثار (مسند علي ص 18).

حديث أبي هريرة مرفوعًا: لا عدوى ولا طيرة، ولا هامة، ولا صفر، وفرَّ من المجذوم كما تفر من الأسد، وله عنه ثلاث طرق:

الأولى: وهي الطريق الثامنة من حديث أبي هريرة أحد شواهد الحديث رقم (2488). =

ص: 177

= الثانية: وهي الطريق العاشرة من حديث أبي هريرة أحد شواهد الحديث السابق رقم (2488).

الثالثة: عن نهاس بن قهم، قال: سمعت شيخًا من أهل مكة قال: سمعت

أبا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: فر من المجذوم فرارك من الأسد.

أخرجه الطبري في تهذيب الآثار (مسند علي ص 17)، وأحمد (2/ 443).

والنهاس بن قهم، قال النسائي من الضعفاء (ت 598): ضعيف، وشيخه مجهول.

حديث ابن عباس رضي الله عنه، مرفوعًا: لا تُديموا النظر إلى المجذومين.

أخرجه ابن ماجه (ح 3543)، وأحمد (1/ 223)، وابن أبي شيبة في المصنف (8/ 132، 9/ 44)، والبخاري في التاريخ الصغير (2/ 76)، والطيالسي (ح 1601)، والحربي في غريب الحديث (ص 428)، والبيهقي في الكبرى (7/ 218)، وابن عدي في الكامل (6/ 218)، وابن خزيمة وصححه كما في البذل (ص 292)، والطبراني في الكبير (11/ 107)، وابن جرير في تهذيب الآثار (مسند ابن عباس ص 19)، وابن السني في الطب كما في المنهج السوي (ص 371)، وأبو نعيم في الطب (ق 51 ب)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (ج 19/ ق 490).

وفي إسناد ابن ماجه عبد الله بن سعيد ابن أبي هند، قال عنه في التقريب (ص 306): صدوق ربما وهم. ومحمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان، قال عنه في التقريب (ص 489): صدوق. وبقية رجاله ثقات. فالإِسناد حسن إن شاء الله.

حديث علي مرفوعًا: لا تديموا النظر إلى المجذمين وإذا كلمتموهم فليكن بينكم وبينهم قيد رمح.

أخرجه أحمد (1/ 78)، وأبو نعيم في الطب (ق 51 ب) كلاهما من طريق الفرج بن نضالة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عن أمه فاطمة بنت الحسين، عن حسين، عن أبيه مرفوعًا.

وفرج بن فضالة، قال عنه في التقريب (ص 444): ضعيف. =

ص: 178

= حديث الحسين بن علي مرفوعًا بنحو حديث ابن عباس.

أخرجه البخاري في التاريخ الصغير (2/ 77)، وابن عدي في الكامل (4/ 155)، والطبراني في الكبير (3/ 131)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (تراجم النساء ص 272).

حديث أبي قلابة مرفوعًا: فروا من الأجذم، كما تفرون من الأسد.

أخرجه معمر في كتاب الجامع (ح 20332)، والطبري في تهذيب الآثار (مسند علي ص 18) وسنده صحيح إلَّا أنه مرسل.

حديث عبد الله بن أبي أوفى مرفوعًا كلم المجذوم وبينك وبينه قيد رمحين.

أخرجه أبو نعيم في الطب (ق 51 ب). وفي سنده الحسن بن عمارة متروك.

ص: 179

2490 -

حدّثنا (1) أبو عاصم، حدّثنا ابن جريح، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَا عَدْوَى، وَلَا طِيَرَةَ، وَلَا صَفَرَ، وَلَا هَامَةَ. قُلْتُ: عَمَّن؟ قَالَ: حَدِيثٌ مُسْتَفِيضٌ (2). قُلْتُ: فَمَا الصّفَر؟ قَالَ: يَقُولُ الناس: وجع (3) يأخذ البطن.

(1) القائل هو الحارث بن أبي أسامة.

(2)

كتبت في (عم) و (صد)(مستفاض).

(3)

كررت مرتين في (سد) والظاهر أنه سهو.

ص: 180

2490 -

الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف علته: عنعنة ابن جريج وهو معدود ضمن أصحاب المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين الذين لا يقبل حديثهم إلَّا مصرحًا بالسماع، وهو مرسل.

وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 65 ب مختصر) وسكت عليه.

ص: 180

تخريجه:

هو في بغية الباحث (ح 526) بنفس الإسناد والمتن.

وأخرج بعضه أبو داود (10/ 415 العون) من طريق أبي عاصم، أخبرنا ابن جريج، عن عطاء، قال: يقول ناس: الصفر وجع يأخذ في البطن، قلت: فما الهامة، قال: يقول ناس الهامة التي تصرخ هامة الناس، وليست بهامة الإنسان إنما هي دابة.

ولم يرو الجزء المرفوع منه.

ويشهد له حديث رقم (2488) وشواهده فيرتقي إلى الحسن لغيره.

ص: 180

2491 -

[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ [-قَالَ عُثْمَانُ: الشَّيْبَانِيُّ-](1)، حَدَّثَنَا حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ (2)، عَنْ ثَعْلَبَةَ الْحِمَّانِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَا عَدْوَى، وَلَا هَامَةَ، وَلَا يُعدي صَحِيحًا سَقِيمٌ (3).

[2]

وَحَدَّثَنَا (4)[عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ] ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ ثَعْلَبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رضي الله عنه، [به](5).

(1) كتبت في جميع النسخ (حدّثنا الوليد بن عقبة، حدّثنا عثمان الشيباني، حدّثنا حمزة الزيات)، وعثمان الشيباني لا تعرف له رواية عن حمزة الزيات، وكذا لا يروي عنه الوليد بن عقبة. ثم أن الطحاوي أخرج الحديث في شرح المعاني دون ذكر عثمان الشيباني وكُتِبَتْ في مسند أبي يعلى هكذا .. حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ عُثْمَانُ الشَّيْبَانِيُّ، حدّثنا حمزة الزيات ولم يعلق محققه عليه، وبعد تأمّل تبين لي معناه، فأبو يعلى رواه عن عثمان بن أبي شيبة وابن نمير، ورواه الاثنان عن الوليد بن عقبة، وزاد عثمان بن أبي شيبة في توضيح اسم الوليد بن عقبة بذكر نسبته فقال: الشيباني فالأصل أن يوضع بين الخطين قوله، قال عثمان: الشيباني فقط.

(2)

تصحفت في (حس) إلى "حبيب بن ثابت".

(3)

كتبت في (سد) و (عم)"ولا يعدي صحيح سقيمًا" وهو خطأ، صار الفاعل هو الصحيح أي هو المعدي ولعله أشكل على الناسخ تقديم المفعول على الفاعل، ولم ينتبه الشيخ الأعظمي محقق المطالب المجردة وأثبته بخطئه، بل إنه شكل حروفه.

(4)

تصحفت في جميع النسخ إلى "عبد الأعلى، حدّثنا حماد" وما أثبته الصحيح من مسند أبي يعلى، وكتب التراجم.

(5)

سقطت من الأصل، وأثبتها من باقي النسخ.

ص: 181

2491 -

الحكم عليه

هذا إسناد ضعيف علته عنعنة حبيب بن أبي ثابت وهو مدلس، عده الحافظ ابن حجر ضمن أصحاب المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين الذين لا يقبل حديثهم إلا مصرحًا بالسماع. =

ص: 181

= وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 66 أمختصر)، وقال: رواه أبو يعلى وله شاهد من حديث ابن عباس. رواه ابن حبّان في صحيحه.

وصحح إسناده الطبري في تهذيب الآثار (مسند علي ص 4)، وقال: هذا خبر عندنا صحيح سنده، وقد يجب أن يكون على مذهب الآخرين سقيمًا غير صحيح.

وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 101)، وقال: رواه أبو يعلى، وفيه ثعلبة بن يزيد الحمّاني، وثّقه النسائي، وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات.

والطريق الثاني ضعيف لعنعنة حبيب، ولضعف حماد بن شعيب.

ص: 182

تخريجه:

هو في مسند أبي يعلى (1/ 340) بنفس الإِسناد والمتن.

وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 307) من طريق محمد بن عبد الله بن نمير به بنحوه.

وأخرجه أبو يعلى (1/ 339)، والطبري في تهذيب الآثار (مسند علي ص 5) من طريق عبد الأعلي بن حماد، قال: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أبي ثابت به بنحوه.

وأخرجه الطبري في تهذيب الآثار (مسند علي ص 4) من طريق حمزة بن حبيب عن حبيب بن أبي ثابت به بنحوه.

كما رواه أبو يعلى (1/ 339) بالإسناد الثاني.

قلت: مدار هذه الطرق على حبيب بن أبي ثابت، وهو ثقه، إلَّا أنه مدلس وقد عنعن في جميع هذه الطرق ولم يصرح بالسماع، فالحديث عليه ضعيف.

ورواه القاضي محمد بن عبد الباقي الأنصاري في جزء من حديثه عن شيوخه كما في الكنز (28607). ولم أعرف إسناده.

إلَّا أن للحديث شواهد كثيرة ذكرتها في الحديث رقم (2488) يرتقي بها إلى الحسن لغيره.

ص: 182

2492 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ الْخَوْلَانِيِّ قَالَ: بَيْنَمَا عُمَيْرُ بْنُ سَعْدٍ فِي نَفَرٍ مِنْ أَهْلِ فِلَسْطِينَ، وَكَانَ يُقال (1) لَهُ: نسيجُ وَحْدِه، فَقَعَدْنَا (2) عَلَى دُكَّانٍ لَهُ عَظِيمٍ فِي دَارِهِ، فَقَالَ لِغُلَامِهِ: يَا غُلَامُ أوْرِدْ الْخَيْلَ، وَفِي الدَّارِ تَوْر (3) مِنْ حِجَارَةٍ، قَالَ: فَأَوْرَدَهَا فَقَالَ: أَيْنَ فُلَانَةُ؟ قَالَ: هِيَ جَرِبة (4) تَقْطُرُ دَمًا، أَوْ قَالَ: مَاءً -شَكَّ إِبْرَاهِيمُ- قَالَ: أورِدها، فَقَالَ أَحَدُ الْقَوْمِ: إِذًا تُجْرِبُ الإِبل كُلَّهَا، قَالَ (5): أَوْرِدْهَا فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: لَا عَدْوَى، وَلَا طِيَرَةَ، وَلَا هَامَةَ. أَلَمْ تَرَ إِلَى الْبَعِيرِ يَكُونُ فِي الصَّحْرَاءِ ثُمَّ يُصْبِحُ فِي [كِرْكَرَتِهِ](6) أَوْ مراقَّة نُكْتَةٌ، لَمْ يَكُنْ قَبْلَ ذَلِكَ فَمَنْ أَعْدَى الأول؟

(1) مكانها بياض في (عم).

(2)

تصحفت في (حس) إلى "فقدان".

(3)

تصحفت في (سد) إلى "مور".

(4)

كتبت في (عم) و (سد): "جرباء".

(5)

سقطت من (عم) و (سد).

(6)

تصحفت في الأصل إلى (كركته) وما أثبته الصحيح من باقي النسخ، ومسند أبي يعلى.

ص: 183

2492 -

الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف فيه علتان:

الأولى: ضعف أبي سنان.

الثانية جهالة أبي طلحة الخولاني.

وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 66 أمختصر) وسكت عليه.

وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 101) وقال: رواه أبو يعلى، والطبراني =

ص: 183

= باختصار وفيه عيسى بن سنان الحنفي وثّقه ابن حبّان وغيره، وضعفه أحمد وغيره، وبقية رجاله ثقات.

ص: 184

تخريجه:

هو في مسند أبي يعلى (3/ 152) بنفس الإسناد والمتن.

وأخرجه أبو يعلى في المفاريد (ح 93) بنفس الإسناد والمتن.

وأخرجه ابن حبّان في الثقات (3/ 100) عن أبي يعلى به.

وأخرجه أبو نعيم في المعرفة (ج 2/ 105 أ)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (ج 2/ ق 676)، كلاهما من طريق أبي يعلى به بلفظه.

وأخرجه الطبراني في الكبير (17/ 54)، وأبو نعيم في المعرفة (ج 2/ ق 105 أ)، وفي الحلية (1/ 205)، وابن قانع في معجم الصحابة (ق 121/ ب)، وابن عساكر في الموضع السابق، والبخاري في التاريخ الكبير (6/ 531) معلقًا كلهم من طريق حماد بن سلمة به بنحوه.

ومدار هذه الأسانيد على أبي سنان وقد علمت حاله، وحال من بعده، وللمرفوع منه شواهد كثيرة تقدمت في الحديث (رقم 2488).

ص: 184

2493 -

وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: لا تضر الطيرة إلَّا من تطير.

ص: 185

2493 -

الحكم عليه:

هذا إسناد رجاله ثقات إلَّا أن الزهري لم يصرح بالسماع من عبد الله بن مسعود، وهو من أصحاب المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين الذين لا يقبل حديثهم إلَّا إذا صرحوا بالسماع، وعليه فالإسناد ضعيف.

وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 65 أمختصر) وقال: رواة مسدّد موقوفًا، ورجاله ثقات.

ص: 185

تخريجه:

تابع الزهري إبراهيمُ النخعي فرواه عن عبد الله رضي الله عنه بلفظه.

أخرجه ابن أبي شيبة في المصنّف (9/ 41) عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم به بلفظه وتصحف قوله (لا تضر) إلى (لا تطير).

وإسناده منقطع إبراهيم لم يلق عبد الله بن مسعود، ولم يسمع منه. قال الحافظ في التهذيب (1/ 155): وقال الأعمش: قلت لإبراهيم أسند لي عن ابن مسعود، فقال إبراهيم: إذا حدثتكم عن رجل، عن عبد الله، فهو الذي سمعت، وإذا قلت: قال عبد الله، فهو عن غير واحد، عن عبد الله.

وعليه يرتقي الحديث بهذه المتابعة إلى الحسن لغيره.

ويشهد له حديث أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم لا طيرة، والطيرة على من تطير، وإن يكن في شيء ففي المرأة، والدار، والفرس.

أخرجه الطحاوي في مشكل الآثار (3/ 109)، وابن حبّان كما في الإحسان (7/ 642)، وابن جرير في تهذيب الآثار (مسند علي ص 22)، كلهم من طريق زهير بن معاوية، عن عتبة بن حميد، قال: حدثني عبد الله بن أبي بكر أنه سمع أنس رفعه.

ورجال ابن جرير ثقات، خلا عتبة بن حميد، قال عنه في التقريب (ص 380): صدوق له أوهام فالإسناد حسن إن شاء الله.

ص: 185

2494 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّمَا الطِّيَرَةُ ما ردّك أو أمضاك.

ص: 186

2494 -

الحكم عليه:

هذا إسناد واه علته جعفر بن الزبير.

وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 65 مختصر) وسكت عليه.

ص: 186

تخريجه:

لم أجد من أخرجه. إلَّا أنه ورد من حديث الفضل بن العباس، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يومًا فبرح ظبي فمال في شقه فاحتضنته، فقلت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم تطيرت، قال: إنما الطيرة ما أمضاك أو ردك.

أخرجه أحمد (1/ 213)، عن حماد بن خالد، حدّثنا ابن علاقة، عن مسلمة الجهني، عن الفضل بن العباس به.

ومسلمة الجهني ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (8/ 269) ولم يورد فيه جرحًا ولا تعديلًا، ولم أو من وثّقه، وروى عنه غير واحد، فهو مستور.

ولمعنى الحديث شواهد كثيرة عن ابن عباس، وعبد الله بن عمرو، ورويفع بن ثابت، وأبي الدرداء رضي الله عنهم تدل على أن المتطير يأثم إذا ترتب على تطيره عمل.

أما حديث ابن عباس رضي الله عنه موقوفًا قال: إن مضيت فمتوكل وإن نكصت فمتطير.

فأخرجه معمر في كتاب الجامع (ح 19505)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (2/ 64) عن قتادة قال: قال ابن عباس به.

وهذا إسناد منقطع فقتادة لم يسمع من أحد من الصحابة إلَّا أنس كما في جامع التحصيل (ص 255) ولم يصرح بالتحديث هنا وهو مدلس من الثالثة.

وأما حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم منه: من =

ص: 186

= أرجعته الطيرة عن حاجته فقد أشرك، قالوا: وما كفارة ذلك يا رسول الله؟ قال: يقول أحدهم: اللهم لا طير إلَّا طيرك، ولا خير إلَّا خيرك، ولا إله غيرك.

فأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (ح 292)، وأحمد (2/ 220)، والطبراني في الكبير كما في المجمع (5/ 105) ومدار أسانيدهم على ابن لهيعة، وهو ضعيف.

وأما حديث رويفع بن ثابت قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: من ردته الطيرة عن شيء فقد قارف الشرك.

فأخرجه البزّار كما في الكشف (3/ 400) من طريق شييم بن بيتان، عن شيبان بن أمية، عن رويفع بن ثابت مرفوعًا. وقال البزّار: لا نعلم رواه بهذا اللفظ إلَّا رويفع وحده، وإنما ذكرنا حديث شييم، لأن هذا لا يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلَّا عنه.

وشيبان بن أمية، قال عنه في التقريب (ص 269): مجهول.

وأما حديث إسماعيل بن أمية قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثلاث لا يعجزهن ابن آدم، الطيرة، وسوء الظن، والحسد، قال: فينجيك من الطيرة إلَّا تعمل بها ..

الحديث.

فأخرجه معمر في كتاب الجامع (ح 19503)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (2/ 63)، وذكره البغوي في شرح السنة (13/ 114) وقال: إسناده منقطع. وهو كذلك فإسماعيل يروي عن التابعين فأسقط اثنان على الأقل.

وأما حديث علقمة بن أبي علقمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: في المؤمن ثلاث خصال، ليس منها خصلة إلَّا منها مخرج: الطيرة، والحسد، والظن، فمخرجه من الطيرة أن لا يرده .. الحديث.

فأخرجه البغوي في شرح السنة (13/ 114)، وابن صرصري في أماليه كما في الجامع الصغير (4/ 453 الفيض)، ورجاله ثقات إلَّا أنه مرسل فعلقمة تابعي مدني.

وأما حديث أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في الأنساب =

ص: 187

= ثلاثة: الطيرة، والظن، والحسد، فمخرجه من الطيرة أن لا يرجع .. الحديث.

فأخرجه البيهقي في الشعب (2/ 64)، وذكره الديلمي في الفردوس

(ح 4367)، وضعف إسناده السيوطي في الجامع الصغير (4/ 453 الفيض).

وأما حديث أَبِي الدَّرْدَاءِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: من تكهن، أو تقسم، أو تطير فرده عن سفره لم ينظر إلى الدرجات من الجنة يوم القيامة.

فأخرجه الخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 775، 778)، والبيهقي في الشعب (2/ 64)، كلاهما من طريق عبد الملك بن عمير، عن رجاء بن حيوة، عن أبي الدرداء مرفوعًا.

وعبد الملك بن عمير، ذكره الحافظ في طبقات المدلسين (ص 65) وعده في أصحاب المرتبة الثالثة، الذين لا يقبل حديثهم إلَّا إذا صرحوا بالسماع ولم يصرح هنا.

وعليه يرتقي متن حديث الباب بمجموع هذه الشواهد إلى الحسن لغيره إلَّا أن سنده باقِ على حاله إذ أنه واهٍ كما تقدم.

ص: 188

2495 -

[1] حَدَّثَنَا (1) أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، حَدَّثَنَا زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ وَهْرَامَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَيْسَ مِنّا مَنْ سَحَر وَلَا سُحِرَ لَهُ، وَلَا تَطَير وَلَا تُطُيّر لَهُ، وَلَا تكَهَّن وَلَا تُكُهّنَ لَهُ.

[2]

وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ بِهِ.

وَقَالَ: لَا نَعْلَمُهُ إلَّا مِنْ هَذَا الوجه بهذا الإسناد.

(1) القائل هو أبو يعلى.

ص: 189

2495 -

الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف فيه علتان:

الأولى: ضعف أبي هشام الرفاعي.

الثانية: ضعف زمعة بن صالح.

وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 65/ ب مختصر) وقال: رواه أبو يعلى

الموصلي، والبزار ومدار أسناديهما على زمعة بن صالح وهو ضعيف.

ص: 189

تخريجه:

أخرجه البزّار كما في الكشف (3/ 399)، والطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 222/ أ) كلاهما من طريق أبي عامر العقدي به بلفظه.

وقال البزّار: لا نعلمه يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم إلَّا من هذا الوجه بهذا الإسناد.

وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 117) وقال: رواه البزّار والطبراني في الأوسط وفيه زمعة بن صالح وهو ضعيف.

وقال الهيثمي معقبًا مع البزّار: قد روي بنحوه وذكر حديثًا لعمران بن حصين.

قلت: يأتي في الشواهد.

وذكره المنذري في الترغيب والترهيب (4/ 33) وقال: رواه البزّار بإسناد جيد.

وأخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 340) من طريق زمعة بن صالح به بلفظه. =

ص: 189

= ومدار هذه الطرق على زمعة بن صالح وهو ضعيف،

وللحديث شواهد عن عمران بن حصين، وأبي الدرداء، وكعب رضي الله عنهم.

1 -

أما حديث عمران بن حصين: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "ليس منا من تطير ولا تُطُير له أو تكهن أو تُكُهن له أو سَحَر أو سُحِرَ

الحديث، لفظ البزّار.

فأخرجه الطبراني في الكبير (18/ 162)، والبزار كما في الكشف (3/ 400)، كلاهما من طريق أبي حمزة العطار عن الحسن، عن عمران بن حصين مرفوعًا.

وقال البزّار: قد روي بعضه من غير وجه، فاما بتمامه ولفظه، فلا نعلمه إلَّا عن عمران بهذا الطريق، وأبو حمزة بصري لا بأس به.

قلت: رجال البزّار ثقات خلا أبو حمزة العطار وهو إسحاق بن الربيع، قال في التقريب (ص 101) صدوق وعليه فالإسناد حسن، وحسنه السيوطي في الجامع الصغير (5/ 385 الفيض).

2 -

وأما حديث كعب قال: قال الله عز وجل: ليس من عبادي من سَحَر، أو سُحر له، أو كَهَن أو كُهِنَ له، أو تطير أو تُطير له، لكن من عبادي من آمن وتوكل عليّ.

فأخرجه البيهقي في الشعب (2/ 64)، من طريق معمر، عن قتاده، عن كعب به.

وإسناده منقطع فقتادة لم يسمع من أحد من الصحابة إلَّا أنس رضي الله عنه كما في جامع التحصيل (ص 255) ويظهر أنه من الإِسرائيليات.

3 -

وأما حديث أبي الدرداء مرفوعًا: من تكهن، أو تقسم، أو تطير طيرة ترده عن سفر لم ينظر إلى الدرجات من الجنة يوم القيامة.

تقدم تخريجه في الحديث رقم (2494) وهو ضعيف الإِسناد.

وعليه يرتقي حديث ابن عباس بشاهد عمران إلى الحسن لغيره.

ص: 190

2496 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ، عَنْ أُمِّهِ أُمِّ عَلْقَمَةَ مَوْلَاةِ عَائِشَةَ.

قَالَتْ: أتِيَتْ عائشةُ بِغُلَامٍ صَبِيٍّ تَدْعُو لَهُ، فَرَفَعُوا (1) وِسَادَةً كَانَ عَلَيْهَا الصَّبِيُّ (فَرَأَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها تَحْتَهَا مُوسًى، فَقَالَتْ: مَا هَذِهِ؟ قَالَ:

نَجْعَلُهَا مِنَ الْجِنِّ وَالْفَزَعِ، قَالَ) (2): فَأَخَذَتْهَا عَائِشَةُ رضي الله عنها فَرَمَتْ بِهَا (3)، وَقَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كان يبغض الطيرة ويكرهها.

(1) في (حس): "فرفعوا كان وسادة" ولا معنى لكان هنا.

(2)

ما بين الهلالين سقط بأكمله من (عم).

(3)

قوله: "فرمت بها" سقط من (سد).

ص: 191

2496 -

الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف رواه محمد بن بكار، عن ابن أبي الزناد، ومحمد بن بكار بغدادي، فيظهر أنه سمع الحديث من ابن أبي الزناد ببغداد، وتقدم أن حديث ابن أبي الزناد ببغداد بعد التلقين.

وذكره البوصيري في الإ تحاف (ح 2/ ق 65 أمختصر) وقال: رواه أبو يعلى وسكت عليه.

ص: 191

تخريجه:

أخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 912) عن إسماعيل قال: حدثني ابن أبى الزناد به بنحوه.

وأخرجه الطحاوي في شرح المعاني (4/ 312) من طريق ابن أبي مريم، قال حدّثنا ابن أبي الزناد به مرفوعًا دون ذكر القصة.

وفي سند البخاري إسماعيل هو ابن أبي أويس يأتي في الحديث (رقم 2718) أنه ضعيف.

وإسناد الطحاوي رجاله ثقات، ورواه عن ابن أبي الزناد ابن أبي مريم وهو =

ص: 191

= مصري، ثقة، كما في التقريب (ص 234) ولا أدري أين سمعه من ابن أبي الزناد.

وللحديث طريق آخر:

أخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده (ص 1001) عن عبد العزيز بن محمد، عن علقمة بن أبي علقمة به بنحوه.

وعبد العزيز بن محمد هو الدراوردي، قال عنه في التقريب (ص 358): صدوق كان يحدث من كتب غيره فيخطيء.

فعليه يرتقي الحديث بهذه المتابعة إلى الحسن لغيره.

ويشهد لمعناه حديث أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُحبُّ الفأل الحسن، ويكره الطيرة.

أخرجه أحمد (6/ 332)، وابن أبي شيبة (9/ 40)، وابن ماجه (ح 3536)، وابن حبّان كما في لإِحسان (7/ 642)، كلهم من طريق مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أبي هريرة مرفوعًا.

ومحمد بن عمرو هو ابن علقمة صدوق، وبقية رجال أحمد ثقات، فالإسناد حسن.

ص: 192