الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
16 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى شُكْرِ النِّعَمِ
2613 -
قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ السَّائِبِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَيْفِيٍّ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَنْ [أُزِلَتْ](1) إِلَيْهِ نِعْمَةٌ مِنَ الْحَقِّ فَعَلَيْهِ أَنْ يُجْزَى بِهَا، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ جَزَاؤُهَا فَلْيُظْهِرِ الثَّنَاءَ، فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ فقد كفر.
(1) تحرفت في جميع النسخ إلى "أوي"، وما أثبته من كتب التخريج.
2613 -
الحكم عليه:
وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 142 أمختصر) وقال: رواه مسدّد معضلًا.
تخريجه:
أخرجه أبو عبيد في غريب الحديث (1/ 15) عن يحيى بن سعيد به بنحوه.
وأخرجه البيهقي في الشعب (6/ 516) من طريق يحيى بن سعيد به بنحوه.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج (ح 75) من طريق السائب بن عمر به بنحوه.
2614 -
[1] حَدَّثَنَا (1) بِشْرٌ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ قَوْمِي (2)، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ أُعْطِيَ عَطاء فَوَجَدَ فَلْيَجْزِ بِهِ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيُثْنِ بِهِ، فَمَنْ أَثْنَى (3) بِهِ فَقَدْ شَكَرَهُ، وَمَنْ كَتَمَهُ فَقَدْ كَفَرَهُ، وَمَنْ تَحَلَّ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَانَ كَلَابِسِ ثَوْبَيْ زُور.
وَحَرَّكَ بِشْر (4) السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى.
[2]
وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ سَعِيدٍ (5) مَوْلَى الْأَنْصَارِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله به بنحوه.
(1) القائل هو مسدّد رحمه الله.
(2)
كتبت في (حس)"رجل" دون قوله "من قومي".
(3)
تصحفت في (سد) إلى "أتى".
(4)
تصحفت في (عم) إلى "يشير".
(5)
كذا في النسخ ولعلها (عن أبي سعيد).
2614 -
الحكم عليه:
هذا إسناد ضعيف علته شرحبيل بن سعد.
وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 142 أمختصر)، وقال: رواه مسدّد والحارث بسند ضعيف، لجهالة بعض رواته.
وإسناد الحارث ضعيف جدًا فيه علتان:
الأولى: عبد العزيز بن أبان: فهو متروك.
الثانية: سعيد مولى الأنصار: لم أعرفه وإن كان هو شرحبيل فهو ضعيف.
تخريجه:
أخرجه أبو داود (13/ 166 العون) عن مسدّد به بلفظه.
وقال أبو داود: رواه يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عن شرحبيل بن سعد. =
= قال أبو داود: وهو شرحبيل يعني رجلًا من قومي كأنهم كرهوه.
قلت: بإخراج أبي داود له لا يكون من الزوائد.
وأخرجه البيهقي في الكبرى (6/ 182) من طريق مسدّد به بلفظه.
وأخرجه في الشعب (6/ 514) من طريق بشر به بلفظه.
وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 215)، والبيهقي في الكبرى (6/ 182) كلاهما من طريق يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عن شرحبيل الأنصاري، عن جابر مرفوعًا، وقال البخاري في روايته شرحبيل مولى الأنصار.
وأخرجه الحارث كما في المطالب هنا من طريق عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ سَعِيدٍ مَوْلَى الْأَنْصَارِ، عن جابر به.
وأظن أن "سعيد" تحرف من "شرحبيل".
وأخرجه الترمذي (6/ 183 التحفة) من طريق إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عن أبي الزبير، عن جابر مرفوعًا.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
وإسماعيل ضعيف في روايته عن غير الشاميين، وهذه منها، فعمارة حجازي كما تقدم في ترجمته. وخالف في هذا الحديث إثنان من الثقات هما: بشر بن المفضل، ويحيى بن أيوب كما تقدم آنفًا.
وأخرجه ابن حبّان كما في الإحسان (5/ 175)، والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 294) كلاهما من طريق زيد بن أبي أنيسة، عن شرحبيل الأنصاري به.
ومدار هذه الأسانيد على شرحبيل، وهو ضعيف، إلَّا أنه لم ينفرد إذ تابعه إثنان: الأول: محمد بن المنكدر، عن جابر مرفوعًا قال: من أبلى خيرًا فلم يجد إلَّا الثناء فَقَدْ شَكَرَهُ، وَمَنْ كَتَمَهُ فَقَدْ كَفَرَهُ وَمَنْ تحل باطلًا فهو كلابس ثوبي زور.
أخرجه ابن عدي في الكامل (1/ 364) من طريق أيوب بن سويد، عن الأوزاعي، عن محمد بن المنكدر به. =
= وأيوب بن سويد قال في التقريب (ص 118): صدوق، يخطئ، فالإسناد ضعيف.
الثاني: أبو سفيان، عن جابر مرفوعًا: من أبلى بلاءً فذكره، فقد شكره وإن كتمه فقد كفره.
أخرجه أبو داود (13/ 167 العون) عن عبد الله بن الجراح، عن جرير، عن الأعمش، عن أبي سفيان به.
وعبد الله بن الجراح، قال في التقريب (ص 298): صدوق، يخطئ، فالإسناد ضعيف.
وعليه يرتقي الحديث بهاتين المتابعتين إلى الحسن لغيره.
وله شواهد عن أبي هريرة، وعائشة، وطلحة رضي الله عنهم:
أما حديث أبي هريرة مرفوعًا: من أولى معروفًا فليكافئه، فإن لم يقدر فليذكره، فمن ذكره فقد شكره، ومن تشبّع بما لم ينل فهو كلابس ثوبي زور.
فأخرجه البيهقي في الشعب (6/ 515) مِنْ طَرِيقِ صَالِحِ بْنِ أَبِي الْأَخْضَرِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مرفوعًا.
وصالح بن أبي الأخضر ، قال في التقريب (ص 271): ضعيف، يعتبر به.
وأما حديث عائشة مرفوعًا بنحو حديث أبي هريرة.
فأخرجه البيهقي في الشعب (6/ 515)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 380) كلاهما مِنْ طَرِيقِ صَالِحِ بْنِ أَبِي الْأَخْضَرِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عروة، عن عائشة مرفوعًا.
وصالح تقدم حاله.
وأما حديث طلحة بن عبيد الله مرفوعًا: من أولى معروفًا فليذكره، فمن ذكره فقد شكره، ومن كتمه فقد كفره.
فأخرجه الطبراني في الكبير (1/ 115) من طريق سليمان بن أيوب، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنْ مُوسَى بْنِ طلحة، عن طلحة مرفوعًا.
وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 181) وقال: فيه من لم أعرفهم.
2615 -
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ (1)، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: خَصْلَتَانِ مَنْ كَانَتَا فِيهِ كَتَبَهُ اللَّهُ تَعَالَى شَاكِرًا صَابِرًا (2): مَنْ نَظَرَ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَهُ فِي دِينِهِ فَاقْتَدَى بِهِ، وَمَنْ نَظَرَ إِلَى مَنْ هُوَ دُونَهُ فِي دُنْيَاهُ فَحَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى عَلَى مَا فَضَّلَهُ بِهِ عَلَيْهِ، وَخَصْلَتَانِ مَنْ كَانَتَا فِيهِ لَمْ يَكْتُبْهُ اللَّهُ صَابِرًا، وَلَمْ يَكْتُبْهُ شَاكِرًا: مَنْ نَظَرَ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَهُ فِي دِينِهِ فَلَمْ يَقْتَدِ بِهِ، وَنَظَرَ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَهُ في دنياه فأسف عليه.
(1) تصحفت في (سد) إلى "بن رشدي" وفي (حس)"رشد بن" بالموحدة.
(2)
في (سد)"صابرًا شاكرًا".
2615 -
الحكم عليه:
هذا إسناد ضعيف فيه علتان:
الأولى: ضعف رشدين بن سعد.
الثانية: ضعف المثنى بن الصباح.
تخريجه:
أخرجه الترمذي (7/ 215 التحفة)، وابن أبي الدنيا في الشكر (ح 200)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (ح 309) كلهم من طريق المثنى بن الصباح به بنحوه.
وبإخراج الترمذي للحديث لا يكون من الزوائد.
وأخرجه الترمذي (7/ 214 التحفة)، والبغوي في شرح السنة (14/ 293) من طريق الْمُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عن جده عبد الله بن عمرو بنحوه.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، ولم يذكر سويد عن أبيه في حديثه.
قلت: مدار هذه الطرق على المثنى، وهو ضعيف.
وللحديث شواهد عن أبي سعيد، وأبي هريرة، وعبد الله بن مسعود، وأنس رضي الله عنهم. =
= أما حديث أبي هريرة رضي الله عنه، فله عنه ثلاث طرق:
الأولى: عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فإنه أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم.
أخرجه مسلم (ح 2963)، والترمذي (7/ 216 التحفة)، وابن ماجه (ح 2142)، وأحمد (2/ 254، 482)، وابن أبي الدنيا في الشكر (ح 159)، والخطابي في العزلة (ح 88)، والبغوي في شرح السنة (14/ 293)، وأبو نعيم في الحلية (5/ 60، 8/ 178)، وفي تاريخ أصبهان (2/ 260)، والبيهقي في الشعب (4/ 137)، وابن حبّان: كما في الإحسان (2/ 48)، والبيهقي في الآداب (ح 1141)، ووكيع في الزهد (ح 145)، والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 429).
الثانية: عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إذ نظر أحدكم إلى من فُضّل عليه في المال والخلق فلينظر إلى من هو أسفل منه ممن فضل عليه.
أخرجه البخاري (11/ 322 الفتح)، والبغوي في شرح السنة (14/ 392)، والبيهقي في الشعب (4/ 137)، وأبو يعلى (11/ 135)، وأحمد (2/ 243)، ومسلم (ح 2963)، وابن حبّان: كما في الإحسان (2/ 47)، والبيهقي في الآداب (ح 1142)، وهناد في الزهد (ح 818)، والحميدي (2/ 459).
الثالثة: عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، يرفعه بنحو الطريق الثاني.
أخرجه مسلم (ح 2963)، وأحمد (2/ 314)، والبغوي في شرح السنة (14/ 292)، وابن حبّان: كما في الإحسان (2/ 47)، وهمام في صحيفته (ح 35).
وأما حديث أَنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: من نظر في الدين إلى من فوقه، وفي الدنيا إلى من تحته، كتبه الله صابرًا وشاكرًا. =
= فأخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 286)، والبيهقي في الشعب (4/ 137)، وفي الآداب (ح 1143) ومدار أسانيدهم على جابر بن مرزوق وهو الجُدّي قال في المغني (1/ 126): مجهول، واتهم.
فالإسناد ضعيف جدًا.
وأما حديث عبد الله مسعود يرفعه: انظروا إلى من هو دونكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فإنه أجدر ألا تزدروا نعمة الله عز وجل.
فأخرجه الطبراني في الصغير (ح 1107).
وقال: لم يروه عن الأعمش، عن أبي وائل إلَّا يحيى بن عيسى، تفرّد به عبد الواحد بن إسحاق.
ورواه أصحاب الأعمش، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة.
قلت: فيه يحيى بن عيسى الرملي قال في التقريب (ص 595) صدوق، يخطئ، فالإسناد ضعيف.
وأما حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لا تنظروا إلى من هو فوقكم، وانظروا إلى من هو أسفل منكم.
فأخرجه أبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 257).
وفي سنده الوصافي وهو عبيد الله بن الوليد، قال في التقريب (ص 375): ضعيف.
وعليه فشطر الحديث المتعلق بالنظر إلى من هو دون الشخص في الدنيا ثابت في الصحيحين وغيرهما.
أما الشطر المتعلق بالنظر إلى من هو فوق الشخص في الدين للاقتداء به وأن ثواب من تمسك بالأمرين أن يُكتب عند الله صابرًا شاكرًا، فلا معضد له، حيث إن حديث أنس ضعيف جدًا، فلا يزيد حديث الباب إلَّا وهنًا.