المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌10 - باب الذكر الذي يذهب السقم - المطالب العالية محققا - جـ ١١

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌28 - كِتَابُ الطِّبِّ

- ‌1 - بَابُ الْأَمْرِ بِالتَّدَاوِي

- ‌2 - بَابُ الْقِسْطِ

- ‌3 - بَابُ الْمِلْحِ

- ‌4 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْجُلُوسِ فِي الشَّمْسِ

- ‌5 - بَابُ الْمَاءِ الْبَارِدِ لِلْحُمَّى

- ‌6 - بَابُ التَّلْبِينَةِ

- ‌7 - بَابُ الْحِنَّاءِ

- ‌8 - بَابُ الرِّجْلَةِ

- ‌10 - بَابُ الذِّكْرِ الَّذِي يُذهب السَّقَمَ

- ‌13 - بَابٌ فِيمَنْ ذَهَبَ بَصَرُهُ

- ‌14 - بَابُ ذَمِّ مَنْ لَا يَمْرَضُ

- ‌15 - بَابُ فَضْلِ كِتْمَانِ الْمُصِيبَةِ

- ‌16 - بَابُ فَضْلِ عِيَادَةِ الْمَرِيضِ

- ‌17 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الدُّخُولِ إِلَى أَرْضٍ وَقَعَ بِهَا الطَّاعُونُ

- ‌18 - بَابُ النُّقْلَةِ مِنَ الْبَلَدِ الْوَبِيَّةِ

- ‌19 - بَابُ الرُّقَى

- ‌20 - بَابُ الْعَيْنِ

- ‌21 - بَابُ نَفْيِ الْعَدْوَى وَالْفِرَارِ مِنَ الْمَجْذُومِ وَالزَّجْرِ عَنِ الطِّيَرَةِ

- ‌22 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ نَتْفِ الشَّعْرِ مِنَ الْأَنْفِ

- ‌24 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ التَّدَاوِي بِالْحَرَامِ

- ‌25 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ السِّحْرِ

- ‌26 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ النَّظَرِ فِي النُّجُومِ

- ‌27 - بَابُ الْكِهَانَةِ

- ‌28 - بَابُ الْكَيِّ

- ‌29 - بَابُ الْحَجْمِ

- ‌29 - كِتَابُ الْبِرِّ وَالصِّلَةِ

- ‌1 - بَابُ فَضْلِ صِلَةِ الرَّحِمِ

- ‌2 - بَابُ التَّرْهِيبِ مِنْ قَطِيعَةِ الرَّحِمِ

- ‌3 - بَابُ حَقِّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ

- ‌4 - بَابُ بِرِّ الْوَالِدَيْنِ

- ‌5 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الِانْتِمَاءِ إِلَى غَيْرِ الْمَوَالِي والإِدعاء إِلَى غَيْرِ الْآبَاءِ وَعَنْ سَبِّ الْوَالِدَيْنِ

- ‌7 - بَابُ فَضْلِ الإِحسان إِلَى الْيَتِيمِ

- ‌8 - باب حُسن الخلق

- ‌30 - كِتَابُ الْأَدَبِ

- ‌1 - بَابُ جُمَلٍ مِنَ الْأَدَبِ

- ‌2 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ دُخُولِ النِّسَاءِ الْحَمَّامَاتِ

- ‌3 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي الْعَفْوِ

- ‌4 - بَابُ الِاعْتِذَارِ

- ‌5 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ تَتَبُّعِ الْعَوْرَاتِ

- ‌6 - بَابُ أَدَبِ النَّوْمِ

- ‌7 - بَابُ كَرَاهَةِ النَّوْمِ بَعْدَ الْعَصْرِ

- ‌8 - بَابُ النَّظَرِ فِي الْمَرْآةِ وَأدَبِ الْكُحْلِ وَالتَّنَعُّلِ وَالتَّيَمُّنِ فِي ذَلِكَ

- ‌9 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا قِيلَ لَهُ كَيْفَ أَصْبَحْتَ

- ‌10 - بَابُ الْعُطَاسِ وَالْأَدَبِ فِيهِ

- ‌11 - بَابُ الشِّعْرِ

- ‌12 - بَابُ إِعْطَاءِ الشَّاعِرِ

- ‌13 - باب الأمر بالتستر من الْمَعْصِيَةِ وَلَوْ صَغُرَتْ

- ‌14 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي حِفْظِ اللِّسَانِ وَالْفَرْجِ

- ‌15 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الْغَضَبِ

- ‌16 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى شُكْرِ النِّعَمِ

- ‌17 - بَابُ فَضْلِ مَنْ قَادَ أَعْمَى

- ‌18 - بَابُ فَضْلِ زِيَارَةِ الإِخوان

- ‌19 - بَابُ فَضْلِ الْحَيَاءِ

- ‌20 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الْكَذِبِ وَالظُّلْمِ

- ‌21 - بَابُ ذَمِّ الْكَذِبِ وَمَدْحُ الصِّدْقِ

- ‌22 - بَابُ التَّخَصُّرِ

- ‌23 - بَابُ أَدَبِ الرُّكُوبِ

- ‌24 - بَابُ الِاصْلَاحِ بَيْنَ النَّاسِ

- ‌25 - باب التسمية على كل شيء

- ‌26 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ التَّبْذِيرِ

- ‌27 - بَابُ الِاسْتِئْذَانِ

- ‌28 - بَابُ التَّسْلِيمِ

- ‌30 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي كِتْمَانِ السِّرِّ

- ‌31 - بَابُ حُسْنِ الْوَجْهِ

- ‌32 - بَابُ فَضْلِ الْخُشُونَةِ

- ‌33 - بَابُ ذَمِّ النَّمِيمَةِ

- ‌34 - بَابُ الْغِيبَةِ

- ‌35 - بَابُ مَا يَجُوزُ مِنَ الْغِيبَةِ وَكَفَّارَاتُهَا

- ‌36 - بَابُ ذَمِّ الكِبر وَمَدْحِ التَّوَاضُعِ

- ‌37 - بَابُ فَضْلِ إِمَاطَةِ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ

- ‌38 - بَابُ جَوَازِ الْبُزَاقِ

- ‌39 - بَابُ قَطْعِ الْجَرَسِ مِنَ الدَّوَابِّ

- ‌40 - بَابُ بِمَنْ يَبْدَأُ بِالْكِتَابِ

- ‌41 - بَابُ مَا لِلنِّسَاءِ فِي الطَّرِيقِ

- ‌42 - بَابُ الْمُحَافَظَةِ عَلَى كِتْمَانِ السِّرِّ

- ‌43 - بَابُ لَا يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ الثَّالِثِ

- ‌44 - بَابُ السَّلَامِ

- ‌45 - بَابُ إِكْرَامِ الْغَرِيبِ وَالْحَيَاءِ مِنَ الْكَبِيرِ

- ‌46 - بَابُ تَرْكِ السَّلَامِ عَلَى مَنْ يُصَلِّي

- ‌47 - بَابُ الِالْتِزَامِ وَالْمُعَانَقَةِ وَالْمُصَافَحَةِ

- ‌48 - بَابُ تَقْبِيلِ الْيَدِ

- ‌49 - بَابُ الطِّيبِ

- ‌50 - بَابُ مَنْ دَعَا صَاحِبَهُ فَأَجَابَ بِلَبَّيْكَ

- ‌51 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْفُحْشِ

- ‌52 - بَابُ الْحَذَرِ وَالِاحْتِرَاسِ

- ‌53 - بَابُ كَرَاهِيَةِ السَّجْعِ

- ‌54 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ سَبِّ الْأَمْوَاتِ إِذَا آذَى الْأَحْيَاءَ

- ‌55 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الِاسْتِطَالَةِ فِي عِرض الْمُسْلِمِ

- ‌56 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ السِّعَايَةِ بِالْمُسْلِمِ وَالتَّرْهِيبِ مِنْ تَرْكِ نُصْرَتِهِ

- ‌57 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ التَّشَبُّهِ بِالْغَيْرِ

- ‌58 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ مَدْحِ الْفَاسِقِ

- ‌59 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ عَيْبِ النَّاسِ

الفصل: ‌10 - باب الذكر الذي يذهب السقم

‌10 - بَابُ الذِّكْرِ الَّذِي يُذهب السَّقَمَ

2449 -

قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ سَيْحَانَ، حَدَّثَنَا حَرْبُ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ [الرَّبَذِيِّ](1)، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَيَدُهُ فِي يَدِي، فَأَتَى (2) عَلَيَّ رَجُلٌ رثَّ الْهَيْئَةِ فَقَالَ: أَبُو فُلَانٍ! مَا بَلَغَ بِكَ مَا أَرَى؟ قَالَ: السَّقمُ والضّرُّ يَا رَسُولَ اللَّهِ! قال: ألا أُعلِّمك كلمات يُذهِبُ الله (3) عَنْكَ السَّقَمَ والضّرُّ؟ قَالَ: [لَا](4)، مَا يَسُرُّنِي بِهَا أَنِّي شَهِدْتُ مَعَكَ بَدْرًا وأُحُدًا، قَالَ (5): فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَمَّ قَالَ: وَهَلْ يُدرك (6) أهلُ بَدْرٍ وَأَهْلُ أُحُد مَا يُدْرِكُ الْفَقِيرُ الْقَانِعُ؟ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، فَقُلْتُ (7): إِيَّايَ يَا رَسُولَ اللَّهِ! فعلِّمني، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: قُل يَا أَبَا هُرَيْرَةَ: توكَّلت عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ، {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ} الْآيَةِ (8)، فَأَتَى عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ حَسُنَت حَالِي فَقَالَ: مَهْيَمْ (9). فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! لَمْ أَزَلْ أَقُولُ الكلمات التي علمتنيهن (10).

* [موسى ضعيف].

(1) تصحفت في الأصل إلى: "الزيدي"، وفي (حس) إلى الرميزي، وما أثبته الصحيح من باقي النسخ، وكتب التراجم.

(2)

تصحفت في (عم) إلى: "فاتحد".

(3)

في (سد) و (حس): "يذهب إليه بها عنك".

(4)

سقطت من الأصل، وأثبتها من النسخ الأخرى.

(5)

سقطت من (عم).

(6)

تصحفت في (عم) إلى: "ما يدرك".

(7)

سقطت من (سد).

(8)

سورة الإسراء: الآية رقم 111.

(9)

أي ما أمركم، وشأنكم؟

انظر: غريب الحديث للهروي (2/ 191)، والنهاية في غريب الحديث (4/ 378).

(10)

زيادة من (ك).

ص: 50

2449 -

الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف فيه علتان:

الأولى: ضعف حرب بن ميمون.

الثانية: ضعف موسى بن عبيدة الربذي.

وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 52) وقال: "رواه أبو يعلى وفيه موسى بن عبيدة الربذي، وهو ضعيف".

ص: 51

تخريجه:

هو في مسند أبي يعلى (12/ 23) بنفس الإسناد والمتن.

وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (ح 546) عن أبي يعلى.

وتابع موسى بن عبيدة سعدُ بن سيد بن أبي سيد المقبري، واختُلف عليه فيه:

فرُوي عنه، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ما كربني أمرٌ إلا تمثَّل لي جبريل عليه السلام، فقال: يا محمد! قُل: تَوَكَّلْتُ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ، {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا (111)} . =

ص: 51

= أخرجه الحاكم (1/ 509)، والبيهقي في الدعوات الكبير (1/ 125)، وابن صرصري في أماليه -كما في فيض القدير (5/ 463) -، كلهم من طريق سعد بن سعيد، به.

ورُوي عنه، عن أبي بكر إسماعيل بن أبي فديك مرفوعًا.

أخرجه ابن أبي الدنيا في الفرج -كما في فيض القدير (5/ 463) -، ومن طريقه البيهقي في الأسماء والصفات (1/ 192) من طريق سعد بن سعيد، به.

وسعد بن سعيد قال في التقريب (ص 231): ليِّن الحديث، فالحمل عليه في هذا الاختلاف.

ويشهد لفضل هذه الآية والدعاء بها حديثان عن قتادة، وعمرو بن شعيب.

أما حديث قتادة قال: ذُكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُعَلِّم أهله هذه الآية: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ

} الآية، الصغير من أهله والكبير.

فأخرجه ابن جرير في التفسير (15/ 189)، وإسناده منقطع.

وأما حديث عمرو بن شعيب قال: كان الغلام إذا أفصح من بني عبد المطلب علَّمه النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية سبعًا: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا} .

فأخرجه ابن أبي شيبة (10/ 556)، وإسناده منقطع.

ويتبيَّن من خلال المتابعات والشواهد أن لهذه الآية من سورة الإسراء فضلٌ، إلا أن حديث الباب باقٍ على ضعفه، فلا متابع ولا شاهد له.

ص: 52

11 -

بَابُ (1) دَهْنِ السِّمْسِمِ

2450 -

قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، عَنْ جَابِرٍ -هُوَ الْجُعْفِيُّ-، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ- هُوَ الْبَاقِرُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سعرط (2) بالسمسم.

(1) هذا الباب وحديثه زيادة من (ك).

(2)

هكذا رسمها في المخطوط، ولم يتبين لي لفظها، لكنها بمعنى الادِّهان بدلالة عنوان الباب.

ص: 53

2450 -

الحكم عليه:

الحديث ضعيف لأمرين:

أحدهما: إرساله، فإن محمد بن علي لم يدرك زمن النبوّة.

الثاني: ضعف جابر الجعفي. [سعد].

ص: 53

تخريجه:

لم أجد هذا الحديث في المطبوع من مسند إسحاق، كما لم أجده عند غير إسحاق.

ص: 53

12 -

بَابُ كَفَّارَاتِ (1) الْمَرَضِ وَثَوَابِ الْمَرِيضِ وَأَنَّ الْمُؤْمِنَ يُشَدَّدُ (2) عَلَيْهِ لِيَزْدَادَ أَجْرًا

2451 -

[1]، قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عن قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ-صلى الله عليه وسلم فتبسَّم، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! [مِمَّ](3) تبسَّمت؟ قَالَ: عَجِبْتُ لِلْمُؤْمِنِ (4) وَجَزَعِهِ مِنَ السُّقم، وَلَوْ يَعْلَمُ (5) مَا لَهُ فِي السُّقم لَأَحَبَّ أَنْ يَكُونَ سَقِيمًا حَتَّى يَلْقَى رَبَّهُ. ثُمَّ تبسَّم الثَّانِيَةَ، وَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَنَظَرَ إِلَيْهَا، فَقَالُوا: مِمَّ تبسَّمت يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ (6): عَجبت لِمَلَكَيْنِ نَزَلَا مِنَ السَّمَاءِ يَلْتَمِسَانِ مُؤْمِنًا فِي مُصَلَّاهُ الَّذِي كَانَ يُصَلِّي فِيهِ فَلَمْ يَجِدَاهُ، فَعَرَجَا إِلَى اللَّهِ تَعَالَى، فَقَالَا: يَا رَبِّ! إِنَّ عَبْدَكَ فُلَانٌ، كُنَّا نَكْتُبُ لَهُ مِنَ الْعَمَلِ فِي كُلِّ يَوْمٍ كَذَا وَكَذَا، وَإِنَّكَ حَبَسْتَهُ فِي حِبَالِكَ، يَعْنِي الْمَرَضَ، فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُمَا: اكْتُبَا لعبدي مثل ما يعمل كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ وَلَا تُنْقِصَاهُ شَيْئًا، فَلَهُ أَجْرُ مَا عَمِلَ عَلَى أَجْرٍ مَا حَبَسْتُهُ.

[2]

وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ [أَبِي](7) حُمَيْدٍ، به.

هذا حديث ضعيف الإسناد (8).

(1) تصحّفت في (سد) إلى: "نكارات".

(2)

في (سد) و (عم): "ليشدد".

(3)

سقطت من الأصل وأثبتها من النسخ الأخرى.

(4)

في (عم) و (سد) و (حس): "من المؤمن".

(5)

في (سد): "ولو علم".

(6)

في (سد): "فقال".

(7)

ما بين المعكوفتين سقط من الأصل، وأثبته من بقية النسخ وكتب التراجم.

(8)

هو في مسند الطيالسي (ص 46) بنفس الإسناد، إلا أن متنه في حديثين منفصلين، وتقدم تخريجه مفصَّلًا في الطريق السابقة.

ص: 54

2451 -

الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف علّته محمد بن أبي حميد، فهو ضعيف، ونصّ الحافظ هنا على ضعف الحديث.

وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 3/ ق 201 أ) وقال: مدار حديث ابن مسعود هذا على محمد بن أبي حميد، وهو ضعيف.

ص: 55

تخريجه:

أخرجه البزّار كما في الكشف (1/ 364)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (1/ 251) كلاهما من طريق أبي عامر العقدي، به. وذكر البزّار شطره الأول.

وقال البزّار: لا نعلمه يُروى عن عبد الله إلَّا من هذا الوجه.

وأخرجه الطيالسي (ص 46)، ومن طريقه أبو نعيم في الحلية (4/ 266، 276)، والبيهقي في الشعب (7/ 185)، وأخرجه ابن أبي الدنيا في المرض والكفارات (ق 8)، والطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 51 أ)، وأبو نعيم في الحلية (4/ 267) كلهم من طريق محمد بن أبي حميد، به مرفوعًا.

وجعل الطيالسي، ومن أخرجه من طريقه متنه في حديثين بنفس الإسناد.

وقال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن عتبة بن مسعود إلَّا بهذا الإسناد تفرَّد به محمد بن حميد.

ومدار هذه الأسانيد على محمد بن أبي حميد، وقد علمت حاله. =

ص: 55

= ويشهد لشطره الأول المتضمِّن كفارات المرض وثوابه الحديث الآتي رقم (2452) وشواهده.

ويشهد لشطره الثاني المتضمِّن كتابة الأجر للمريض مثل ما كان يعمل قبل مرضه أحاديث كثيرة عن أبي موسى الأشعري، وعبد الله بن عمرو، وأنس، وعقبة بن عامر، وسلمان، ومعاذ، وأبي هريرة، وشداد بن أوس رضي الله عنهم.

أما حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إذا مرض العبد أو سافر كُتب له مثل ما كان يعمل مقيمًا صحيحًا. لفظ البخاري.

فأخرجه البخاري (6/ 136 الفتح)، وأبو داود (8/ 354 العون)، وأحمد (4/ 410، 418)، وابن أبي شيبة (3/ 230)، والطحاوي في المشكل (3/ 65)، وأبو حنيفة في جامع المسانيد (1/ 179)، وابن حبّان كما في الإحسان (4/ 256) -، وأبو نعيم في أخبار أصفهان (1/ 60)، وابن أبي الدنيا في المرض (ق 12 ب)، والبيهقي في الكبرى (3/ 374)، وفي الشعب (7/ 182)، وفي الآداب (ص 366)، والبغوي في شرح السنّة (5/ 239) كلهم من طريق أبي بردة، عن أبي موسى مرفوعًا.

وأما حديث عبد الله بن عمرو، فله عنه طريقان:

الأولى: عن القاسم بن مخيمرة، عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إن العبد إذا كان على طريقة حسنة من العبادة ثم مرض، قيل للملك الموكل به: اكتب له مثل عمله إذا كان طليقًا، حتى أطلقه، أو أكفته إليّ.

أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 230)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 500)، وفي التاريخ الكبير (6/ 432) معلقًا، وأبو نعيم في الحلية (7/ 249، 8/ 309)، والحاكم (1/ 348).

وقال الحاكم: هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. =

ص: 56

= قلت: إسناد ابن أبي شيبة صحيح.

الثاني: عن خيثمة، عنه مرفوعًا بنحو الطريق الأولى.

أخرجه معمر في كتاب الجامع (ح 20308)، ومن طريقه البزّار كما في الكشف (1/ 363)، وأحمد (2/ 203)، وابن أبي الدنيا في المرض (ق 4 ب)، والبيهقي في الكبرى (3/ 374)، وفي الشعب (5/ 183)؛ ورجاله ثقات إلا عاصم بن أبي النجود قال في التقريب (ص 285): صدوق له أوهام، فالإسناد حسن إن شاء الله.

وأما حديث أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِذَا ابْتُلِيَ الله العبد المسلم ببلاء في جسده، قال الله: اكتب له صالح عمله الذي كان يعمله، فإن شفاه غسله وطهره، وإن قبضه غفر له ورحمه. لفظ أحمد.

فأخرجه أحمد (3/ 148، 258)، وابن أبي شيبة (3/ 233)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (7/ 184)، وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 501)، والطحاوي في المشكل (3/ 65)، وأبو يعلى (7/ 233)، وابن أبي الدنيا في المرض (ق 17 أ)، والبغوي في شرح السنّة (5/ 241) كلهم من طريق سنان بن ربيعة، عن أنس مرفوعًا.

وسنان بن ربيعة، قال في التقريب (ص 256): صدوق فيه لين، فالإسناد حسن -إن شاء الله-.

وأما حديث عقبة بن عامر مرفوعًا: ليس من عمل يوم إلا يختم عليه، فإذا مرض المؤمن، قالت الملائكة: يا رب عبدك فلان قد حبسته، فيقول الرب تبارك وتعالى: اكتبوا له على مثل عمله، حتى يبرأ أو يموت. لفظ أحمد.

فأخرجه أحمد (4/ 146)، والطبراني في الكبير (17/ 284)، وفي الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 51 ب)، وابن أبي الدنيا في المرض (ق 3 ب)، والبغوي في شرح السنّة (5/ 240) كلهم مِنْ طَرِيقِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عن أبي الخير، عن عقبة مرفوعًا. =

ص: 57

= وابن لهيعة تقدم أنه ضعيف.

وأخرجه الحاكم (4/ 309) من طريق رشدين بن سعد، عن عمرو بن الحارث، عن يزيد بن أبي حبيب، به مرفوعًا.

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي بقوله: رشدين واهٍ.

قلت: رشدين هو ابن سعد، وهو ضعيف.

فالحديث حسن بمجموع طريقيه.

وأما حديث سلمان موقوفًا: إذا مرض العبد، قال الملك: يا رب ابتليت عبدك بكذا، فيقول: ما دام في وثاقي، اكتبوا له مثل عمله الذي كان يعمل.

فأخرجه ابن أبي شيبة (3/ 231) وإسناده صحيح، وله حكم المرفوع.

وأما حديث معاذ موقوفًا: إذا ابتلى الله العبد بالسقم، قال لصاحب الشمال: ارفع، وقال لصاحب اليمين: اكتب لعبدي ما كان يعمل.

فأخرجه ابن أبي شيبة (3/ 231)، والبيهقي في الشعب (7/ 188).

ورجال ابن أبي شيبة ثقات إلا جعفر بن عون، قال في التقريب (ص 141): صدوق، فالإِسناد حسن، وله حكم المرفوع.

وأما حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: يقول الله تعالى: اكتبوا لعبدي أحسن ما كان يعمل في صحته، فإذا قام ومشى كان كمن لا ذنب له.

فأخرجه ابن أبي الدنيا في المرض (ق 3 ب)، والبيهقي في الشعب (7/ 188).

ورجال ابن أبي الدنيا رجال الصحيحين، خلا أحمد بن جميل، قال في لسان الميزان (1/ 153): قال ابن معين: ثقة.

وأما حديث شداد بن أوس فيأتي تخريجه في الحديث رقم (2454).

وعليه يرتقي حديث الباب بمجموع هذه الشواهد إلى الحسن لغيره.

ص: 58

2452 -

[1]، وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ هُوَ (1) ابْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ جَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ لَتَكُونُ لَهُ الدَّرَجَةُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى فَمَا يَبْلُغُهَا بِعَمَلٍ حَتَّى يُبتلى في جسده، فيبلغها بذلك النبلاء.

* هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ (2).

[2]

وَقَالَ [أَبُو بَكْرٍ](3): حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَزَادَ بَيْنَ جَبَلَةَ وَابْنِ مَسْعُودٍ عمن أخبره.

(1) في (عم): "وهو".

(2)

ما بين الهلالين سقط بأكمله من (سد).

(3)

تحرفت في الأصل و (حس) إلى: "إسحاق"، وما أثبته من بقية النسخ وإتحاف الخيرة.

ص: 59

2452 -

الحكم عليه:

الإسناد ضعيف، فيه علتان:

الأولى: عنعنة الحجاج بن أرطاة.

الثانية: جهالة الواسطة بين جبلة وابن مسعود.

وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 58 أمختصر) وقال: رواه إسحاق بن راهويه، وأبو بكر بن أبي شيبة بسند ضعيف، وفيه أيضًا راوٍ لم يسم.

ص: 59

تخريجه:

أخرجه ابن أبي شيبة كما في المطالب هنا، وهنّاد في الزهد (1/ 237) كلاهما من طريق أبي معاوية به، وزاد بين جبلة بن سُحيم وابن مسعود عمَّن أخبره.

ويشهد لمعناه الحديث رقم (2457) وشواهده فيرتقى بمجموعها إلى الحسن لغيره.

ص: 59

2453 -

وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، حَدَّثَنَا أَشْعَثُ بْنُ سُليم، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ بَعْضِ أمهات المؤمنين (1) رضي الله عنهن قال: اشْتَكَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ، فَلَمَّا أَفَاقَ قُلْتُ: لَوْ أَنَّ إِحْدَانَا (2) فَعَلَتْ هَذَا خَشِيتُ عَلَيْهَا، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: أَوَ لَا تَعْلَمِينَ (3) أَنَّ الْمُؤْمِنَ يُشدد عَلَيْهِ مِنْ وَجَعِهِ (4) ليُحطّ عَنْهُ من خطاياه؟

(1) ورد التصريح في بعض الروايات أنها أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.

(2)

محلها بياض في (عم).

(3)

في (عم) و (سد) و (حس): "أو ما تعلمين".

(4)

تصحّفت في (حس) إلى: "وجه".

ص: 60

2453 -

الحكم عليه:

هذا إسناد صحيح.

وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 52 ب مختصر)، وسكت عليه.

ص: 60

تخريجه:

أخرجه هناد في الزهد (1/ 241) عن أبي الأحوص، به.

وأخرجه ابن أبي الدنيا في المرض (ق 24 ب) من طريق أبي الأحوص، به.

وأخرجه ابن سعد في الطبقات (2/ 207) من طريق أشعث بن سليم، به.

وأخرجه أحمد (6/ 159)، وإسحاق في مسنده (3/ 1002)، والطحاوي في المشكل (3/ 65)، والحاكم في المستدرك (1/ 346) و (4/ 319)، والبيهقي في الشعب (7/ 144)، وأبو عوانة كما في الفتح (10/ 105) كلهم من طريق أبي قلابة، أن عبد الرحمن بن شيبة أخبره أن عائشة أخبرته بنحوه.

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.

قلت: إسناد إسحاق صحيح.

وأخرجه ابن حبّان كما في الإحسان (4/ 253) من طريق أبي قلابة، أن =

ص: 60

= عبد الله بن نسيب أخبره أن عائشة أخبرته

الحديث. ونقل بعده قول أبي حاتم:

يحيى بن أبي كثير: واهم في قوله عبد الله بن نسيب، وإنما هو عبد الله بن الحارث نسيب ابن سيرين، فسقط عليه الحارث فقال: عبد الله بن نسيب.

والحديث في موارد الظمآن (ح 702) وسقطت فيه الواسطة فرواه أبو قلابة، عن عائشة.

قال الحافظ في الفتح (10/ 105): وقع لهذا الحديث -يعني حديث عائشة رضي الله عنها الذي رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما وذكرته بطرقه في شواهد الحديث، سببٌ أخرجه أحمد، وصحَّحه أبو عوانة، والحاكم من طريق عبد الرحمن بن شيبة العبدري أن عائشة أخبرته

الحديث.

وعلى هذا، فيكون الحديث في الصحيحين وغيرهما كما يأتي في الشواهد، ولكن سبب الورود هو ما رواه مسدّد -كما جاء في المطالب هنا- وغيره.

ويشهد للمرفوع منه أحاديث عن عائشة، وأبي هريرة، وأبي سعيد، وابن مسعود، وجابر، وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهم.

أما حديث عائشة رضي الله عنها فله عنها ثماني طرق:

الأولى: عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ-صلى الله عليه وسلم: مَا مِنْ سقم ولا وجع يصيب المؤمن إلا كان كفارة لذنبه، حتى الشوكة يُشاكها، والنكبة ينكبها.

أخرجه البخاري (10/ 103 الفتح)، ومسلم (ح 2572)، وأحمد (6/ 167)، والنسائي في الكبرى (4/ 352)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 497)، ومعمر في كتاب الجامع (ح 20312)، وإسحاق في مسنده (2/ 350)، والطحاوي في المشكل (3/ 69)، وابن حبّان كما في الإحسان (4/ 255)، وابن أبي الدنيا في المرض (ق 12 ب)، والبيهقي في الكبرى (3/ 373)، وفي الشعب (7/ 156)، وفي الآداب (ح 1056)، والبغوي في شرح السنّة (5/ 234).

الثانية: عن الأسود، عن عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ-صلى الله عليه وسلم: =

ص: 61

= لا يصيب المؤمن شوكة فما فوقها إلا رفعه الله بها درجة وحط عنه خطيئة.

أخرجه مسلم (ح 2572)، والترمذي (4/ 36 التحفة)، والنسائي في الكبرى (4/ 353)، وأحمد (6/ 42، 173، 278)، وابن أبي شيبة (3/ 329)، والطحاوي في المشكل (3/ 70)، وابن حبّان كما في الموارد (ح 179)، وابن أبي الدنيا في المرض (ق3 أ)، وأبو نعيم في أخبار أصفهان (2/ 10)، والبيهقي في الكبرى (3/ 373)، وفي الآداب (ح 1057)، وفي الشعب (7/ 156).

الثالثة: عن أبي وائل، عن عائشة مرفوعًا بنحو الطريق الثانية.

أخرجه أحمد (6/ 175)، وابن أبي شيبة (3/ 231)، وابن حبّان كما في الإحسان (4/ 248)، وأبو نعيم في أخبار أصفهان (1/ 238).

وإسناد أحمد صحيح.

الرابعة: عن سالم بن عبد الله، عن عائشة بنحو الطريق السابقة.

أخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 151 ب)، وابن أبي الدنيا في المرض (ق 5أ)، والحاكم (1/ 347)، وعنه البيهقي في الشعب (7/ 165).

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، عمران بن زيد التغلبي شيخ من أهل الكوفة، ووافقه الذهبي.

الخامسة: عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة مرفوعًا بنحو الطريق السابقة.

أخرجه أحمد (6/ 79)، وابن أبي الدنيا في المرض (ق 5أ)، وإسناد أحمد صحيح.

السادسة: عن عمرة، عن عائشة مرفوعًا بنحو الطريق السابقة.

أخرجه مسلم (ح 2572).

السابعة: عن محمد بن المنكدر، عن عائشة مرفوعًا بنحو الطريق السابقة. =

ص: 62

= أخرجه البيهقي في الشعب (7/ 157).

الثامنة: عن ابن أبي مليكة، عن عائشة مرفوعًا بنحو الطريق السابقة.

أخرجه ابن أبي الدنيا في المرض (ق 25 أ).

وأما حديث أبي هريرة رضي الله عنه، فله عنه خمس طرق:

الأولى: عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لا يصيب المرء المؤمن من نصب، ولا وصب، ولا هم، ولا حزن، ولا غم، ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله عنه بها من خطاياه.

أخرجه البخاري (10/ 101 الفتح)، ومسلم (ح 2573)، والترمذي (4/ 40 التحفة)، وابن ماجه (ح 2024)، وابن أبي شيبة (3/ 230)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 492)، والطحاوي في المشكل (3/ 93)، وابن أبي الدنيا في المرض (ق 5 ب)، وابن حبّان كما في الإحسان (4/ 247)، والبيهقي في الكبرى (3/ 373)، وفي الشعب (7/ 157)، والبغوي في شرح السنّة (5/ 233).

وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

الثانية: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ-صلى الله عليه وسلم: لا يزال البلاء بالمؤمن في نفسه وماله وولده، حتى يلقى الله وما عليه خطيئة.

أخرجه الترمذي (7/ 80 التحفة)، وأحمد (2/ 287)، وابن أبي شيبة (3/ 231)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 494)، وهناد في الزهد (ح 409)، والبزار كما في الكشف (1/ 363)، وابن حبّان كما في الإحسان (4/ 250، 204)، وابن أبي الدنيا في المرض (ق 5 ب)، والسهمي في تاريخ جرجان (ص 211)، والحاكم (1/ 346)، والبيهقي في الكبرى (3/ 374)، وفي الشعب (7/ 159)، وفي الآداب (ص 394)، والبغوي في شرح السنّة (5/ 246)، وأبو يعلى (10/ 319)، وأبو نعيم في الحلية (7/ 91) و (8/ 212). =

ص: 63

= ومحمد بن عمرو صدوق وبقية رجاله ثقات، فالإسناد حسن.

ووهم الهيثمي رحمه الله، فعدَّه من الزوائد في المجمع (2/ 292)، وفي الكشف (1/ 363).

الثالثة: عن محمد بن قيس بن مخرمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما أنزلت: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} شقّ ذلك على المسلمين، فذكروه لِرَسُولِ اللَّهِ-صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: قاربوا وسدِّدوا وأبشروا، فإن كل ما أصاب المسلم كفارة له، حتى الشوكة يشاكها، أو النكبة ينكبها.

أخرجه مسلم (ح 2574)، والترمذي (8/ 400 التحفة)، وأحمد (2/ 248)، والبيهقي في الكبرى (3/ 373)، وفي الشعب (7/ 150).

الرابعة: عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ-صلى الله عليه وسلم يقول: وصب المؤمن كفارة لخطاياه.

أخرجه ابن أبي الدنيا في المرض (ق 7 ب، 13 أ)، والحاكم (1/ 347)، وعنه البيهقي في الشعب (7/ 158).

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.

قلت: رجاله ثقات إلا عبد الله بن المختار، قال في التقريب (ص 322): لا بأس به، فالإسناد حسن، إن شاء الله.

الخامسة: عن أبي الحباب، عن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: من يرد الله به خيرًا يصب منه.

أخرجه البخاري (10/ 103 الفتح)، وأحمد (2/ 237)، وابن حبّان كما في الإحسان (4/ 248)، والبيهقي في الشعب (7/ 158)، والبغوي في شرح السنّة (5/ 232).

أما حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، فله عنه ثلاث طرق: =

ص: 64

= الأولى: عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مرفوعًا بلفظ الطريق الأولى مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه.

أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (14/ 35)، ومن أخرج الطريق الأولى من حديث أبي هريرة.

الثانية: عن زينب، عن أبي سعيد أن رجلًا من المسلمين قال: يا رسول الله! أرأيت هذه الأمراض التي تصيبنا ما لنا بها؟ فقال: كفارات، فقال: أي رسول الله؟ وإن قلّت قال: وإن شوكة فما فوقها.

أخرجه أحمد (3/ 23)، والطحاوي في المشكل (4/ 256)، وابن أبي الدنيا في المرض (ق 3 أ)، والنسائي في الكبرى (4/ 353)، وابن حبّان كما في الإحسان (4/ 256)، والحاكم (4/ 308).

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.

الثالثة: عن زيد بن محمد القرشي، عن أبي سعيد مرفوعًا بنحو الطريق السابقة.

أخرجه أحمد (3/ 38)، والطحاوي في المشكل (3/ 68).

وأما حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه مرفوعًا: ما على الأرض مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إلا حطَّ الله عنه.

فأخرجه البخاري (10/ 110 الفتح)، ومسلم (ح 2571)، والنسائي في الكبرى (4/ 353)، وأحمد (1/ 381، 441، 455)، وابن أبي شيبة (3/ 229)، والدارمي (2/ 316)، وأبو يعلى (9/ 98)، والطحاوي في المشكل (3/ 63)، وابن سعد في الطبقات (2/ 207)، وابن حبّان كما في الإحسان (4/ 259)، وابن أبي الدنيا في المرض (ق 2 أ)، والبيهقي في الكبرى (3/ 372)، وفي الشعب (7/ 141)، والبغوي في شرح السنة (5/ 242). =

ص: 65

= وأما حديث جابر مرفوعًا بنحو حديث ابن مسعود.

أخرجه مسلم (ح 2575)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 516)، والحارث ما في بغية الباحث (ح 239)، وأحمد (2/ 386)، وأبو يعلى (4/ 64)، والبزّاركما في الكشف (1/ 362)، وابن سعد في الطبقات (8/ 308)، والطحاوي في المشكل (3/ 69)، وابن أبي الدنيا في المرض (ق 3أ)، وابن حبّان كمافي الإِحسان (4/ 255)، والبيهقي في الكبرى (3/ 377)، وفي الشعب (7/ 159).

وأما حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ-صلى الله عليه وسلم

فذكر حديثًا، وفي آخره: وإن الرجل ليصيبه البلاء حتى يمشي في الناس وما عليه خطيئة.

فأخرجه الترمذي (7/ 78 التحفة)، والنسائي في الكبرى (4/ 352)، وابن ماجه (ح 4023)، وابن أبي شيبة (3/ 233)، والدارمي (2/ 320)، والطحاوي في المشكل (3/ 69)، وأحمد (1/ 174، 180، 185)، وابن حبّان كما في لإِحسان (4/ 245، 253)، وابن أبي الدنيا في المرض (ق 2 ب)، والطحاوي في المشكل (3/ 69)، وأبو نعيم في الحلية (1/ 368)، والبيهقي في الكبرى (3/ 372)، والبغوي في شرح السنّة (5/ 244).

ص: 66

2454 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ: سُلَيْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُبَارِكِيُّ (1)، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ دَاوُدَ الصَّنْعَانِيِّ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ قَالَ: إنَّهُ رَاحَ إِلَى مَسْجِدِ دِمَشْقَ وهَجَّر بِالرَّوَاحَ فَلَقِيَ شَدَّادَ بْنَ أَوْسٍ وَآخَرَ مَعَهُ (2)، فَقَالَ: أَيْنَ تُرِيدَانِ (3) يَرْحَمُكُمَا اللَّهُ؟ قَالَا: نُريد هَهُنَا إِلَى أَخٍ لَنَا مَرِيضٍ نَعُودُهُ، قَالَ: فَانْطَلَقَ مَعَهُمَا حَتَّى دَخَلَا عَلَى ذَلِكَ الرَّجُلِ (4)، فَقَالَا لَهُ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟ قَالَ: أَصْبَحْتُ بِنِعْمَةِ اللَّهِ وَفَضْلِهِ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ شَدَّادٌ: أَبْشِرْ بِكَفَّارَاتِ السَّيِّئَاتِ (5)، وَحَطِّ الْخَطَايَا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ عز وجل يَقُولُ: إِنِّي إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدًا مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنًا، فَحَمِدَنِي على ما أبتليته (6)، فإنه من يقوم مَضْجَعِهِ ذَلِكَ الْيَوْمَ، كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ مِنَ الْخَطَايَا، وَيَقُولُ اللَّهُ عز وجل: إِنِّي (7) أَنَا قَيَّدْتُ عَبْدِي هَذَا وَابْتَلَيْتُهُ فَأَجْرُوا لَهُ مَا كنتم تجرون مثل ذلك وهو صحيح.

(1) تصحفت في (سد) إلى: "التاركي"، وفي (حس) إلى:"الباركي".

(2)

في مسند الشاميين للطبراني: والصنابحي معه.

(3)

تصحفت في (سد) إلى: "تريدون".

(4)

صُرّحَ باسمه في رواية ابن عساكر أنه عبادة بن الصامت رضي الله عنه.

(5)

تصحفت في (عم) إلى: "خط".

(6)

زيد هنا في (عم) و (سد)"به".

(7)

سقطت من (سد).

ص: 67

2454 -

الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف من أجل عنعنة إسماعيل بن عياش.

ص: 67

تخريجه:

ذكره الهندي في الكنز (ح 6669) وعزاه لأبي يعلى وغيره.

وأخرجه أحمد (4/ 123)، والطبراني في الكبير (7/ 279)، وفي الأوسط: كما =

ص: 67

= في مجمع البحرين (ق 51 أ)، وفي مسند الشاميين (2/ 154)، وأبو نعيم في الحلية (9/ 309)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (ج 8/ ق 854)، كلهم من طريق إسماعيل بن عياش، به.

وفي رواية ابن عساكر ذكر المريض هو عبادة بن الصامت رضي الله عنه.

وذكره الهيثمي في المجمع (2/ 303) وقال: رواه أحمد، والطبراني في الكبير، والأوسط كلهم من طريق إسماعيل بن عياش، عن راشد الصنعاني وهو ضعيف في غير الشاميين. وتعقبه الألباني في الصحيحة (4/ 144) وقال: فيه ذهول، وهذا -ابن الصنعاني- ليس نسبة إلى صنعاء اليمن، وإنما هو منسوب إلى صنعاء دمشق كما في التقريب، فهو شامي، وإسماعيل صحيح الحديث عنهم، فثبت الحديث، والحمد لله. اهـ.

قلت: لم يُشر الشيخ الألباني إلى عنعنة إسماعيل وهو مُدلس عُدَّ من الثالثة، ولعله نظر إلى بعض الروايات التي صرح فيها إسماعيل بالتحديث كرواية ابن عساكر رحمه الله. فعليه يكون الحديث حسن فرجاله حديثهم حسن إلَّا أبو الأشعث فهو ثقة.

ويشهد لقوله: (إِنِّي إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدًا مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنًا فَحَمِدَنِي عَلَى مَا ابْتَلَيْتُهُ، فَإِنَّهُ يَقُومُ مِنْ مضجعه ذلك كيوم ولدته أمه من الخطايا) أحاديث كثيرة ذكرتها في الحديث السابق رقم (2453).

ويشهد لقوله: (إِنِّي أَنَا قَيَّدْتُ عَبْدِي هَذَا، وَابْتَلَيْتُهُ فَأَجْرُوا له ما كنتم تجرون قبل ذلك وهو صحيح) أحاديث كثيرة ذكرتها في الحديث رقم (2451) يرتقي بها الحديث إلى الصحيح لغيره.

ص: 68

2455 -

حَدَّثَنَا (1) أَبُو الْجَهْمِ: الْأَزْرَقُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ (2) حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ، عَنْ [زِيَادٍ النُّمَيْرِيِّ](3)، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مرَّ (4) بِشَجَرَةٍ فَهَزَّهَا حَتَّى تَسَاقَطَ مِنْ وَرَقُهَا مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَتَسَاقَطَ، ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم: الْأَوْجَاعُ وَالْمُصِيبَاتُ أَسْرَعُ فِي ذُنُوبِ ابْنِ آدَمَ مِنِّي (5) فِي هذه الشجرة.

(1) القائل هو أبو يعلى رحمه الله.

(2)

تصحفت في (حس) و (عم) إلى: "يحيى ابن أبي كثير".

(3)

تصحفت في الأصل و (حس) و (سد) إلى: "البهزي" وما أثبته- الصحيح من (عم)، والمقصد العلي، واتحاف الخيرة.

(4)

في (سد) و (عم) والمقصد العلي: "أَتَى رَسُولَ اللَّهِ-صلى الله عليه وسلم شجرة ".

(5)

قوله: "مني" سقط من (عم).

ص: 69

2455 -

الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف فيه علتان:

الأولى: ضعف جابر الجعفي.

الثانية: ضعف زياد النميري.

وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 3/ ق 199 ب) وقال: هذا إسناد ضعيف لضعف جابر الجعفي.

وذكره الهيثمي في المجمع (2/ 301) وذكر مثل قول البوصيري.

ص: 69

تخريجه:

هو في المقصد العلي (ق 148 أ) بنفس الإسناد والمتن.

وأخرجه البيهقي في الشعب (5/ 166) من طريق يحيى بن أبي بكير، به بلفظه.

وأخرجه ابن أبي الدنيا في المرض (ق 7 أ، 9 أ) من طريق الحسن بن صالح، به بلفظه.

ويشهد لمعناه الحديث رقم (2453) وشواهده، لكن لا شاهد للفظه.

ص: 69

2456 -

[1]، حَدَّثَنَا (1) مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا [فَهِدُ بْنُ حَيَّانَ](2)، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه.

(1) القائل هو أبو يعلى رحمه الله.

(2)

تحرفت في جميع النسخ إلى: "محمد بن يحيى" وما أثبته الصحيح من مسند أبي يعلى، وإتحاف الخيرة.

ص: 70

2456 -

[1] الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف علته فهد بن حيان.

وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 57 ب مختصر) وسكت عليه.

وذكره الهيثمي في المجمع (2/ 293) وقال: رواه أبو يعلى وفيه فهد بن حيان وهو ضعيف.

وذكره السيوطي في الجامع الصغير (5/ 512 الفيض) وضعّفه، أما الألباني فذكره في صحيح الجامع الصغير (ح 5845) وصححه.

قلت: يظهر أنه كذلك بمجموع طرقه وشواهده كما سيأتي.

ص: 70

تخريجه:

هو في مسند أبي يعلى (5/ 456) بنفس الإسناد والمتن.

وأخرجه البزّار: كما في الكشف (1/ 33)، وأبو بكر المعدل في اثني عشر

مجلسًا من الأمالي (ق 2 أ): كما في الصحيحة (5/ 354)، وابن الأعرابي في معجمه (1/ 181) كلهم من طريق فهد بن حيان، بِهِ.

وَقَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ همام إلَّا فهد بن حيان.

ويأتي تخريجه في الطريق القادمة رقم (2456/ 3).

ص: 70

[2]

وَحَدَّثَنَا (1) هُدْبَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ مُسْلِمٍ صَاحِبُ [السابري](2).

(1) القائل هو أبو يعلى.

(2)

تصحفت في جميع النسخ إلى (السامري) وما أثبته الصحيح من مسند أبي يعلى، وإتحاف الخيرة.

ص: 71

2456 -

[2] الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف علته عبيد بن مسلم فهو مجهول الحال.

ص: 71

تخريجه:

هو في مسند أبي يعلى (6/ 41) بنفس الإِسناد والمتن.

وأخرجه الضياء في المختارة (ق 49 ب): كما في الصحيحة (5/ 353) من طريق أبي يعلى.

وأخرجه البزّار كما في الكشف (1/ 33)، والرامهرمزي في الأمثال (ح 38)، والبغوي في "حديث هدبة بن خالد" (ج 1/ ق 246 ب): كما في الصحيحة (5/ 353)، وأبو الشيخ في الأمثال (ح 341) كلهم من طريق هدبة به ويأتي تخريجه في الطريق القادمة رقم (16 ج).

ص: 71

2456 -

[3] وَحَدَّثَنَا (1)[أَبُو يَاسِرٍ عَمَّارُ بْنُ نَصْرٍ](2)، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ، كِلَاهُمَا عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: مَثَلُ الْمُؤْمِنُ مثل السنبلة تميل أحيانًا وتقوم أحيانًا.

(1) القائل هو أبو يعلى رحمه الله.

(2)

تحرفت في جميع النسخ إلى: "عمار بن سيف" وما أثبته الصحيح من كتب التراجم.

ص: 72

2456 -

[3] الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف جدًا علته يوسف بن عطية فهو متروك.

ص: 72

تخريجه:

هو في مسند أبي يعلى (6/ 190) بنفس الإسناد وزاد في متنه: ومثل أمتي

كمثل المطر لا يُدرى أوله خير، أو آخره.

وتابع يوسف بن عطية عبيد بن مسلم فرواه عن ثابت، عن أنس مرفوعًا بنحوه.

وتقدم من أخرجه في الطريق السابقة، وعبيد بن مسلم تقدم أنه مجهول الحال.

وللحديث ثلاث طرق أخرى عن أنس:

الأولى: عن حميد، عن أنس مرفوعًا بنحوه.

أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 216، 6/ 440)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (1/ 60) كلاهما من طريق زكريا بن يحيى الوقار، حدّثنا مؤمن بن عبد الرحمن، عن حميد، به. وزكريا بن يحيى، قال في اللسان (2/ 598)، قال ابن عدي: يضع الحديث.

الثانية: عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ مرفوعًا: مثل المؤمن كمثل ريشة بفلاة يقلبها الريح وتفيئها أخرى.

أخرجه البزّار كما في الكشف (1/ 32) عن طريق أبي بكر بن عياش، عن الأعمش، عن أبي سفيان، به.

وقال البزّار: وهذا لا نعلم رواه عن الأعمش بهذا الإسناد إلَّا أبو بكر بن عياش، =

ص: 72

= وقد رواه غيره عن الأعمش، عن يزيد الرقاشي، عن غنيم بن قيس، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وفي إسناده علتان:

الأولى: أحمد بن عبد الجبار شيخ البزّار، قال في التقريب (ص 81) ضعيف.

الثانية: مخالفة أبي بكر بن عياش غيره كما بين البزّار فالإِسناد شاذ. ومنه تعلم أن قول الألباني في الصحيحة (5/ 354) بعد ذكره لهذه الطريق: وهذا إسناد جيد رجاله ثقات رجال الصحيح، ليس بجيد إذ أنه فيه شيخ البزّار صعيف وليس هو من رجال الصحيح كما تقدم.

الثالثة: عن قتادة، عن أنس.

وتقدم ذكر من أخرجها في الطريق السابقة وإسنادها ضعيف.

وعليه يرتقى الحديث بطرق قتادة، وأبي سفيان، وثابت إلى الحسن لغيره. لذا ذكره الألباني في صحيح الجامع (ح 5845) وصححه، وفي الصحيحة (5/ 353).

ويشهد لمعناه أحاديث كثيرة عن كعب بن مالك، وأبي هريرة، وجابر رضي الله عنهم.

1 -

أما حديث كعب بن مالك مرفوعًا: مثل المؤمن، مثل الخامة من الزرع، تفيئها الرياح تعدلها مرة، وتصرعها أخرى ومثل الكافر مثل الأرزة المجذبة على أصلها حتى يكون انجفافها مرة واحدة.

فأخرجه البخاري (10/ 103 الفتح)، ومسلم (ح 2810)، وابن أبي شيبة في المصنف (11/ 21)، وفي كتاب الإِيمان (ص 87)، وأحمد (3/ 454)، والنسائي في الكبرى (4/ 351)، والدارمي (2/ 218)، والطبراني في الكبير (19/ 94)، والقضاعي في مسند الشهاب (2/ 82)، والرامهرمزي في الأمثال (ح 37)، وأبو الشيخ في الأمثال (ح 315)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 173)، والبيهقي في الكبرى (10/ 143).

2 -

وأما حديث أبي هريرة رضي الله عنه فله عنه ثلاث طرق: =

ص: 73

= الأولى: عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مرفوعًا بنحو الحديث السابق.

أخرجه البخاري (10/ 103، 13/ 446 الفتح)، وأحمد (2/ 523)، والبيهقي في الأسماء والصفات (1/ 246).

الثانية: عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مرفوعًا بنحو الطريق السابقة.

أخرجه مسلم (ح 2809)، والترمذي (8/ 166 التحفة)، والنسائي في الكبرى (4/ 351) وأحمد (2/ 234، 283)، وابن أبي شيبة (11/ 20، 13/ 251)، ومعمر في كتاب الجامع (ح 20307)، وابن حبّان: كما في لإِحسان (4/ 251)، والبيهقي في الشعب (7/ 143)، وفي الآداب (ص 386)، والبغوي في شرح السنة (5/ 246)، وأبو نعيم في الطب (ق 112 ب).

وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

الثالثة: عن الأعرج، عن أبي هريرة مرفوعًا بنحو الطريق السابقة.

أخرجه أبو يعلى (11/ 185) وفي سنده محمد بن إسحاق ولم يصرح بالتحديث وهو مدلس.

3 -

أما حديث جابر رضي الله عنه فله عنه أربع طرق:

الأولى: عن عطاء، عن جابر مرفوعًا: مثل المؤمن مثل السنبلة، تحركها الريح فتقوم مرة وتقع مرة .. الحديث.

أخرجه البزّار: كما في الكشف (1/ 32)، وعبد بن حميد في المنتخب (ص 311) والقضاعي في مسند الشهاب (2/ 281). ورجال البزّار ثقات.

الثانية: عن أبي الزبير، عن جابر مرفوعًا بنحو الطريق الأولى.

أخرجه أحمد (3/ 349، 387، 394) والضياء: كما في إتحاف السادة (8/ 595) من طريق ابن لهيعة، حدّثنا أبو الزبير، به.

وابن لهيعة ضعيف.

الثالثة: عن موسى بن عقبة، عن جابر مرفوعًا بنحو الطريق الأولى. =

ص: 74

= أخرجه البزّار: كما في الكشف (1/ 33) ورجاله ثقات إلَّا عبد الرحمن بن أبي الزناد فقال في التقريب (ص 340): صدوق، تغير حفظه لما قدم بغداد.

الرابعة: عن الحسن، عن جابر بنحو الطريق الأولى.

أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 367) من طريق سعيد بن زربي، عن الحسن، به. وسعيد بن زربي قال في التقريب (ص 235): منكر الحديث.

ص: 75

2457 -

[1] حَدَّثَنَا (1) أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَكُونُ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى الْمَنْزِلَةُ [فَمَا](2) يَبْلُغُهَا (3) بِعَمَلٍ، فَمَا يَزَالُ يَبْتَلِيهِ (4) بما يكره حتى يبلغه إياها.

(1) القائل هو أبو يعلى رحمه الله.

(2)

تصحفت في الأصل إلى "إنما"، وفي (سد) إلى "لما" وكتبت في (عم)"ما".

(3)

سقط من (حس).

(4)

تصحفت في (سد) إلى" ينيله".

ص: 76

2457 -

[1] الحكم عليه:

هذا إسناد حسن من أجل يونس بن بكير فهو صدوق، ويحيى بن أيوب فهو لا بأس به، وبقية رجاله ثقات.

وذكره البوصيري في الإتحاف (ح / 3 ق 203/ أ) وقال: رواه أبو يعلى وسكت عليه.

وذكره الهيثمي في المجمع (2/ 292)، وقال: رواه أبو يعلى ورجاله ثقات.

ص: 76

تخريجه:

هو في مسند أبي يعلى (10/ 482) بنفس الإسناد والمتن.

وأخرجه ابن حبّان كما في الإحسان (4/ 248) عن أبي يعلى به بلفظه.

وأخرجه أبو يعلى (10/ 487)، والحاكم (1/ 344)، وعنه البيهقي في الشعب (7/ 164)، وفي الآداب (ح 1058) كلاهما من طريق يونس بن بكير به. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي فقال: يحيى، وأحمد ضعيفان.

وأحمد هو ابن عبد الجبار وهو ضعيف كما في التقريب (ص 81) إلَّا أنه لم ينفرد كما في حديث الباب. وأما يحيى فهو ابن أيوب فتقدم أنه حسن الحديث. =

ص: 76

= ويشهد لمعناه حديثان عن أبي خالد السُّلمي، وعبد الله بن مسعود:

أما حديث أبي خالد السلمي رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن العبد إذا سبقت له من الله منزلة، لم يبلغها بعمله، ابتلاه الله في جسده، أو في ماله، أو في ولده، ثم يصبر عليها حتى يبلغ به المنزلة التي سبقت له.

فأخرجه أبو داود (8/ 354 العون)، وأحمد (5/ 272)، وابن سعد في الطبقات (7/ 477)، وأبو يعلى (2/ 224)، والطبراني في الكبير (22/ 318)، وفي الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 51 ب)، والدولابي في الكنى (1/ 27)، وابن أبي الدنيا في المرض (ق 5 ب)، والبيهقي في الكبرى (3/ 384)، وفي الشعب (7/ 163) كلهم من طريق محمد بن خالد السلمي، عن أبيه، عن جده، ومحمد بن خالد السلمي قال في التقريب (ص 476): مجهول. وأبوه، قال في التقريب (ص 190): مجهول.

وأما حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، فتقدم تخريجه في الحديث رقم (2452) وهو ضعيف الإسناد.

ص: 77

2457 -

[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، حدّثنا يونس به.

وصححه ابن حبّان.

ص: 78

2457 -

[2] الحكم عليه:

هذا إسناد حسن من أجل:

1 -

عقبة بن مكرم فهو صدوق.

2 -

يونس بن بكير فهو صدوق.

3 -

يحيى بن أيوب فهو لا بأس به.

ص: 78

تخريجه:

هو في مسند أبي يعلى (10/ 487) بنفس الإسناد والمتن. وتقدم تخريجه مفصلًا في الطريق السابقة (2457/ 1).

ص: 78

2458 -

وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصَابُ بِمُصِيبَةٍ، فَيَذْكُرُ مُصِيبَتَهُ بَعْدَ أَرْبَعِينَ سَنَةً، فيُحْدثُ لَهَا اسْتِرْجَاعًا (1) إلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ مِنَ الْأَجْرِ عِنْدَ ذلك مثلما أعطي يوم أصيب.

(1) أي يقول: "إنا لله وإنا إليه راجعون".

ص: 79

2458 -

الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف جدًا فيه علتان:

الأولى: هشام بن زياد فهو متروك.

الثانية: علي بن زيد فهو ضعيف.

ص: 79

تخريجه:

هو في بغية الباحث (ح 257).

ولم أجد من أخرجه غير الحارث.

ويشهد لمعناه أحاديث كثيرة عن أم سلمة، وأبي سلمة، والحسين بن علي، وابن عباس، والزهري.

أما حديث أم سلمة فله عنها ثلاث طرق:

الأولى: عن عمر بن كثير، عن ابن سفينة مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: سمعت رسول الله-صلى الله عليه وسلم يقول: ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي وأخلفني خيرًا منها، إلَّا أجره الله في مصيبته وخلف له خيرًا منها. ثم ذكرت قصة وفاة أبي سلمة.

أخرجه مسلم (ح 918)، وأحمد (6 (309)، وابن عبد البر في التمهيد =

ص: 79

= (3/ 183)، والبيهقي في الشعب (7/ 118).

الثانية: عن ثابت، عن ابن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أم سلمة بنحو الطريق الأولى.

أخرجه أبو داود (8/ 388 العون)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (ح 1071)، وأبو يعلى (12/ 334)، وابن حبّان كما في الإحسان (4/ 263)، والحاكم (4/ 16). وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وابن عمر بن أبي سلمة الذي لم يسمه حماد بن سلمة في هذا الحديث، سماه غيره سعيد بن أبي سلمة، ووافقه الذهبي. وابن عمر بن أبي سلمة، قال في التقريب (ص 696): مقبول أي يصلح في المتابعات وقد تُوبع، لذا صححه الألباني في صحيح سنن أبي داود (2/ 603).

الثالثة: عن إسماعيل بن عبد الملك، عن عبد العزيز ابن إبنة أم سلمة، عن أم سلمة أنه بلغها .. الحديث.

أخرجه أحمد (6/ 321). وفيه إسماعيل بن عبد الملك قال في التقريب (ص 108): صدوق كثير الوهم. فالإِسناد ضعيف.

وأما حديث أبي سلمة مرفوعًا بنحو حديث أم سلمة.

فأخرجه الترمذي (9/ 492 التحفة)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (ح 1072)، وابن ماجه (ح 598)، وأحمد (4/ 27، 6/ 313)، وابن سعد في الطبقات (8/ 87، 89)، وأبو نعيم في الحلية (2/ 3)، والطيالسي (ص 192)، وعبد الرزاق في المصنف (3/ 564)، وأبو يعلى (12/ 337)، والبخاري في التاريخ الصغير (1/ 47).

وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.

قلت: إسناد الترمذي حسن رجاله ثقات إلَّا عمرو بن عاصم قال في التقريب (ص 423): صدوق في حفظه شيء. =

ص: 80

= وأما حديث الحسين بن علي رضي الله عنه مرفوعًا: من أصيب بمصيبة فذكر مصيبته فأحدث استرجاعًا، وإن تقادم عهدها، كتب الله له من الأجر مثله يوم أصيب.

ومداره على هشام بن زياد واختلف عليه:

1 -

فروي عنه، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أبيها مرفوعًا.

أخرجه أحمد (1/ 201)، وابن ماجه (ح 1600)، وأبو يعلى (12/ 148)، والطبراني في الكبير (3/ 131) وفي الأوسط كما في المجمع (2/ 331)، والحارث كما في بغية الباحث (ح 255).

2 -

وروي عنه، عن أبيه، عن فاطمة بنت الحسين، عن أبيها مرفوعًا.

أَخْرَجَهُ ابْنُ السُّنِّيِّ فِي عَمَلِ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ (ص 263).

3 -

وروي عنه، عن عائشة.

أخرجه البيهقي في الشعب (7/ 118).

وهشام بن زياد، قال في التقريب (ص 572): متروك فالحمل عليه في هذا الاختلاف.

وأما حديث ابن عباس رضي الله عنه، فله عنه طريقان:

الأولى: عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عباس مرفوعًا: من استرجع عند المصيبة جبر الله مصيبته، وأحسن عقباه، وجعل له خلفًا صالحًا يرضاه.

أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 255).

وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 331) وقال: فيه علي بن أبي طلحة وهو ضعيف. وقال الحافظ في التقريب (ص 42) عن علي بن أبي طلحة: صدوق قد يخطئ، أرسل عن ابن عباس ولم يره. فالإسناد ضعيف.

الثانية: عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مرفوعًا: أعطيت أمتي شيئًا لم يعطه أحد من الأمم عند المصيبة إنا لله وإنا إليه راجعون. =

ص: 81

= أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 40).

وذكره الهيثمي في المجمع (2/ 330)، وقال: فيه محمد بن خالد الطحان وهو ضعيف، وكذا قال الحافظ في التقريب (ص 476) عن محمد بن خالد الطحان.

وعليه يتبيّن من هذه الشواهد أن الثابت هو فضل الاسترجاع، أما إعطاء المسترجع الأجر كلما استرجع مثل يوم أصيب فلم يثبت فيها شيء على أن حديث الباب لا يتقوى لضعفه الشديد.

ص: 82

2459 -

وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ (1) ابْنِ عَجْلَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: دَخَلَ عليَّ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، وَأَنَا مَرِيضٌ مَغْلُوبٌ فَقَالَ: صَلَّى صَاحِبُكُمْ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: أَمَا (2) إِنِّي نُبّئْتُ (3) أَنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ يَشْتَكِي إلَّا كَتَبَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ مَا كَانَ يَعْمَلُ وَهُوَ صَحِيحٌ، حَتَّى يَقْبِضُهُ اللَّهُ عز وجل أو يرفعه.

(1) تصحفت في (حس) إلى "ابن".

(2)

تصحفت في (حس) إلى "إنما".

(3)

يظهر الذي أنباه هو الرسول صلى الله عليه وسلم إذ صرح في بعض الروايات برفعه كما سيأتي بالتخريج.

ص: 83

2459 -

الحكم عليه:

هذا إسناد حسن من أجل ابن عجلان وأبيه.

وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 57 ب مختصر) وقال: رواه مسدّد موقوفًا بسند رواته ثقات.

ص: 83

تخريجه:

لم أجده بهذا اللفظ، لكن ورد عن أبي هريرة بأسانيد وألفاظ مختلفة: انظر الحديث رقم (2460)، وتخريج الحديث رقم (2451).

ص: 83

2460 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا [صَالِحُ بْنُ مَالِكٍ](1)، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ أَبِي الْمُسَاوِرِ (2)، حَدَّثَنَا محمد (3) بن عمرو بن عطاء، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ-صلى الله عليه وسلم مَا مِنْ عَبْدٍ يَمْرَضُ مَرَضًا، إلَّا أَمَرَ اللَّهُ حَافِظَيْهِ، أَنَّ مَا عَمِلَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَلَا يَكْتُبْهَا، وَمَا عَمِلَ مِنْ حَسَنَةٍ أَنْ يَكْتُبَهَا (4) عَشْرَ حَسَنَاتٍ، وَأَنْ يَكْتُبَ لَهُ مِنَ الْعَمَلِ مَا كَانَ يَعْمَلُ وَهُوَ صَحِيحٌ وَإِنْ لَمْ يَعْمَلْ.

(1) تحرت إسم أبيه في جميع النسخ إلى "محمد" وما أثبته الصحيح من مسند أبي يعلى، ومعجم شيوخه، وكتب التراجم.

(2)

تصحفت في (سد) و (حس) و (عم) إلى (المساوي).

(3)

سقط من (سد).

(4)

تصحفت في (حس) إلى "يكبتها".

ص: 84

2460 -

الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف جدًا علّته عبد الأعلي بن أبي المساور، فهو متروك متهم.

وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 3/ ق 200 أ) وقال: هذا إسناد ضعيف عبد الأعلى ضعّفه وذكر عدة ممن ضعفه.

وذكره الهيثمي في المجمع (2/ 304) وقال: رواه أبو يعلى، وفيه عبد الأعلي بن أبي المساور، وهو ضعيف.

ص: 84

تخريجه:

هو في مسند أبي يعلى (11/ 514) بنفس الإِسناد والمتن.

وأخرجه ابن أبي الدنيا في المرض والكفارات (ق 23 ب) من طريق أبي مسعود الحريري، عن محمد بن عمرو بن عطاء به.

وأبو مسعود الحريري هو عبد الأعلي بن أبي المساور.

ويشهد لقوله "وَأَنْ يَكْتُبَ لَهُ مِنَ الْعَمَلِ مَا كَانَ يعمل وهو صحيح، وإن لم يعمل" أحاديث كثيرة خرجتها في الحديث رقم (2451).

ص: 84