الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
47 - بَابُ الِالْتِزَامِ وَالْمُعَانَقَةِ وَالْمُصَافَحَةِ
2703 -
قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ ذَكْوَانَ، حَدَّثَنِي أَيُّوبُ بْنُ بَشِيرٍ، حَدَّثَنِي فُلَانٌ الْعَنَزِيُّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه، قَالَ: أَرْسَلَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، فَأَتَيْتُهُ فَوَجَدْتُهُ نَائِمًا فَأَكْبَبْتُ عَلَيْهِ فَرَفَعَ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ فَالْتَزَمَنِي.
2703 -
الحكم عليه:
هذا إسناد ضعيف فيه علتان:
الأولى: أيوب بن بشير فهو مستور.
الثانية: جهالة فلان العنزي.
تخريجه:
أخرجه ابن أبي الدنيا في "الأخوان"(ح 124) عن إسحاق بن إبراهيم به بلفظه.
وأخرجه أبو داود (14/ 123 العون)، وأحمد (5/ 162)، والبيهقي في الكبرى (7/ 100) وفي الشعب (6/ 475)، وفي الآداب (ح 291) كلهم من طريق أيوب بن بشير عن رجل من عنزه أنه قال لأبي ذر: إني أريد أن أسألك .. وذكر سؤاله قال: هل كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يصافحكم إذا لقيتموه؟ قال: ما لقيته قط إلَّا صافحني وبعث إليّ ذات يوم ولم أكن في أهلي، فلما جئت أخبرت أنه أرسل إليّ، فأتيته وهو على سريره فالتزمني، فكانت تلك أجود وأجود. =
= قلت: وعليه لا يكون الحديث من الزوائد، ومدار هذه الأسانيد على أيوب بن بشير وقد علمت حاله.
وأخرجه الطيالسي (1/ 363 المنحة) من طريق أيوب بن بشير أو رجل آخر، عن قاضي أهل مصر أو قاص- شك أيوب، أنه قال لأبي ذر به بنحوه.
وعلته علة الطريق السابقة فأيوب: مستور، والرجل الآخر: لا يُعرف. والقاضي أو القاص مبهم لا يعرف. ويشهد لمعناه حديثان عن أنس، وجابر رضي الله عنهما.
أما حديث أنس رضي الله عنه، قال كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا تلاقوا تصافحوا، وإذا قدموا من سفر تعانقوا.
أخرجه الطبراني في الأوسط (1/ 101) وقال: لم يروه عن شعبة إلَّا عبد السلام تفرّد به الجعفي.
قلت: الجعفي هو يحيى بن سليمان قال في التقريب (ص 591) صدوق، يخطئ.
أما حديث جابر فيأتي تخريجه في الحديث القادم.
2704 -
حَدَّثَنَا (1) عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُجَالِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَامِرٍ هُوَ الشَّعْبِيِّ (2)، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ جَعْفَرٌ رضي الله عنه، مِنَ الْحَبَشَةِ عَانَقَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
(1) القائل هو أبي يعلى رحمه الله.
(2)
تصحفت في (حس) إلى "عامر عن الشعبي".
2704 -
الحكم عليه:
هذا إسناد ضعيف علّته مجالد بن سعيد.
وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 139 ب مختصر) وقال: رواه أبو يعلى بسند ضعيف.
وذكره الهيثمي في المجمع (9/ 272) وقال: رواه أبو يعلى وفيه مجالد بن سعيد وهو ضعيف وقد وثّق.
تخريجه:
هو في مسند أبي يعلى (3/ 398) بنفس الإسناد والمتن.
وهذا الحديث مداره الشعبي واختلف عليه فيه:
1 -
فروي عنه، عن جابر، وله عن الشعبي طريقان:
الأولى: عن الأجلح بن عبد الله الكندي، عن الشعبي، عن جابر.
أخرجه الحاكم (2/ 624)، (3/ 211)، وعنه البيهقي في الدلائل (4/ 246).
وفي إسناده الحسن بن الحسين العرني. قال أبو حاتم: لم يكن بصدوق عندهم، كان من رؤساء الشيعة، وقال ابن عدي: لا يشبه حديثه حديث الثقات. وقال ابن حبّان: يأتي عن الأَثبات بالملزقات، ويروي المقلوبات. ميزان الاعتدال (1/ 483). فالإسناد ضعيف جدًا.
الثانية: عن مجالد بن سعيد، عن الشعبي، عن جابر.
أخرجه أبو يعلى (3/ 398). =
= وتقدم أنه ضعيف لضعف مجالد.
2 -
وروي عنه، عن عبد الله بن جعفر، عن أبيه.
أخرجه البزّار كما في الكشف (3/ 285)، والطبراني في الكبير (9/ 102)، وأبو نعيم في المعرفة (ج 1/ ق 119 ب) كلهم من طريق مجالد بن سعيد، عن الشعبي به. ومجالد ضعيف.
3 -
وروي عنه، عن جعفر به.
أخرجه البزّار كما في الكشف (3/ 285) من طريق يحيى بن هانئ، حدّثنا أجلح، عن الشعبي به. ويحيى ابن هانئ هو يحيى بن محمد بن عباد بن هانئ، قال في التقريب (ص 596): ضعيف، وكان ضريرًا يتلقن.
4 -
وروي عنه، عن عبد الله بن جعفر به.
أخرجه البيهقي في الكبرى (7/ 101)، وفي الشعب (6/ 477)، وفي سنده مجالد بن سعيد تقدم أنه ضعيف.
5 -
وروي عنه مرسلًا وله عن الشعبي طريقان:
الأولى: عن أجلح بن عبد الله الكندي، عن الشعبي مرسلًا.
أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 621)، وعنه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1/ 276)، وأبو داود (14/ 131 العون)، ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه ابن الأعرابي في كتاب القبل والمعانقة (ح 37)، والطبراني في الكبير (2/ 108) عن علي بن مسهر، عن أجلح به.
وأخرجه ابن سعد في الطبقات، وابن الأعرابي في كتاب القبل والمعانقة (ح 38)، والبيهقي في الكبرى (7/ 101)، وفي الآداب (ح 296) كلهم من طريق سفيان الثوري، عن أجلح به.
وأخرجه سفيان بن عيينة في جامعه كما في الفتح (11/ 59) عن أجلح به. =
= وأخرجه البزّار كما في الكشف (3/ 285) من طريق خالد بن عبد الملك، عن أجلح به.
ومدار هذه الأسانيد على أجلح بن عبد الله الكندي، قال في التقريب (ص 96): صدوق، شيعي.
الثانية والثالثة: عن إسماعيل بن أبي خالد، وزكريا بن أبي زائدة، عن الشعبي مرسلًا.
أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 211).
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح، إنما ظهر بمثل هذا الإسناد الصحيح مرسلًا، وقد وصله أجلح بن عبد الله. وقال الذهبي: وهو الصواب أي المرسل.
قلت: الصواب كما قال الذهبي المرسل إذ رواه جمع من الثقات عن أجلح، عن الشعبي مرسلًا وتابع أجلح إثنان كما تقدم.
وللحديث شواهد عن عائشة، وأبي جحيفة، وعلي رضي الله عنهم:
أما حديث عائشة رضي الله عنها قالت: لما قدم جعفر وأصحابه استقبله النبي صلى الله عليه وسلم فقبّله بين عينيه.
فأخرجه ابن أبي الدنيا في الإخوان (ح 123)، وابن عدي في الكامل (6/ 220)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (6/ 477)، والبغوي في معجم الصحابة كما في الفتح (7/ 60).
ومدار أسانيدهم على مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عمير المكي، ضعّفه ابن معين، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك، ميزان الاعتدال (3/ 591)، فالإسناد ضعيف جدًا.
وأما حديث أبي جحيفة بنحو حديث عائشة.
فأخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1/ 277)، والطبراني في الكبير (7/ 102، 25/ 100)، وفي الأوسط كما في المجمع (9/ 271)، وفي الصغير =
= (ح 30). وقال الطبراني في الأوسط والصغير: لم يروه عن معمر إلَّا مخلد بن يزيد، تفرّد به الوليد بن عبد الملك. وفي سند الطبراني في الصغير أحمد بن خالد بن مسرّح الحرّاني قال الدارقطني: ليس بشيء، ميزان الاعتدال (1/ 95)، وبقية رجاله بين ثقه وصدوق. وفي سند الطبراني في الكبير في الموضع الثاني أنس بن مسلم الخولاني له ترجمة في تهذيب تاريخ دمشق (3/ 138). ولم يُورد فيه ابن عساكر جرحًا ولا تعديلًا. وروى عنه جماعة فهو مستور.
وأما حديث علي رضي الله عنه، قال: قدم جعفر من أرض الحبشة في يوم فتح خيبر فقبله رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فأخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 243). وفي إسناده عيسى بن عبد الله بن محمد، قال الدارقطني: متروك الحديث، وقال ابن حبّان: يروي عن آبائه أشياء موضوعة، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه.
الكامل (5/ 243)، وميزان الاعتدال (3/ 315).
2705 -
حَدَّثَنَا (1) شَبَابٌ هُوَ خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ (2) حَدَّثَنَا دُرُسْتُ بْنُ حَمْزَةَ (3)، حَدَّثَنَا مَطَرٌ الْوَرَّاقُ، عَنْ قتادة، عن أنس رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: مَا مِنْ عَبْدَيْنِ مُتَحَابَّيْنِ فِي اللَّهِ تَعَالَى يَسْتَقْبِلُ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ فَيُصَافِحُهُ وَيُصَلِّيَانِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إلَّا لَمْ يَتَفَرَّقَا (4) حَتَّى يُغفر ذُنُوبًا (5) لَهُمَا مَا تَقَدَّمَ مِنْهَا وما تأخر.
(1) القائل هو أبو يعلى رحمه الله.
(2)
قوله: "شباب هو خليفة بن خياط" تصحفت في (سد) و (عم) إلى "شباب هو خليفة، حدّثنا خياط".
(3)
غير واضحة في (عم)، وفي طرتها كذا.
(4)
تصحفت في (حس) إلى "تتفرقا".
(5)
تصحفت في (سد) إلى "ذنوبهما".
2705 -
الحكم عليه:
هذا إسناد ضعيف علته دُرُست بن حمزة.
وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 139 ب مختصر) وقال: رواه أبو يعلى بإسناد ضعيف لضعف دُرُست بن حمزة.
وذكره المنذري في الترغيب والترهيب (2/ 504) وصدّره برُوي إشارة إلى تضعيفه.
تخريجه:
هو في مسند أبي يعلى (5/ 334) بنفس الإسناد والمتن.
وأخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 103) وابن السني في عمل اليوم والليلة (ح 194)، عن أبي يعلى به.
وأخرجه من طريق أبي يعلى البيهقي في الشعب (6/ 471)، والشجري في أماليه (2/ 143).
وأخرجه العقيلي في الضعفاء (2/ 45)، وابن حبّان في المجروحين (1/ 289)، =
= ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 725)، وعلقه البخاري في التاريخ الكبير (3/ 252) كلهم من طريق خليفة بن خيّاط به بنحوه.
وأخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 103)، والباطرقاني في جزء من حديثه (ق 165 أ): كما في الضعيفة (2/ 106) كلاهما من طريق درست بن حمزة به بنحوه.
ومدار هذه الأسانيد على دُرُست بن حمزة وهو ضعيف.
وروي الحديث من طريق آخر بلفظ آخر، فعن مَيْمُونِ بْنِ سِيَاهٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ما من مسلمين التقيا فأخذ أحدهما بيد صاحبه إلَّا كان حقًا على الله أن يجيب دعاءهما ولا يرد أيديهما حتى يغفر لهما.
أخرجه أحمد (3/ 142)، والبزار كما في الكشف (2/ 420)، وأبو يعلى (7/ 166)، وابن عدي في الكامل (6/ 414)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (6/ 472)، كلهم من طريق ميمون بن سياه به بنحوه.
وميمون بن سياه، قال عنه في التقريب (ص 556) صدوق، عابد، يخطئ فالإِسناد ضعيف.
ولمعناه شاهد من حديث البراء بن عازب وله عنه أربعة طرق:
الأولى: عن أبي إسحاق السبيعي، عنه مرفوعًا: ما من مسلمين يلتقيان ويتصافحان إلَّا غفر لهما قبل أن يتفرقا.
أخرجه أبو داود (14/ 121 العون)، والترمذي (7/ 517 التحفة)، وابن ماجه (ح 3703) وأحمد (4/ 289، 303) وابن عدي في الكامل (1/ 427)، والبغوي في شرح السنة (12/ 289)، والبيهقي في الكبرى (9/ 37)، وابن أبي شيبة (8/ 431)، والدارقطني في المؤتلف والمختلف (1/ 176).
وقال الترمذي: حديث حسن غريب من حديث أبي إسحاق، عن البراء وروي من غير وجه عن البراء.
قلت: الوجوه الأخرى يأتي ذكرها. =
= وقلت: مدار هذه الأسانيد على أبي إسحاق السبيعي وهو مدلس من الثالثة وقد عنعن هنا فالإسناد ضعيف.
الثانية: زيد بن أبي الشعثاء، عنه مرفوعًا بنحو الطريق الأولى.
أخرجه أبو داود (14/ 119 العون) وابن أبي الدنيا في الإخوان (ح 112)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (ح 193) وعنده جابر بن زيد أبي الشعثاء، وهو تحريف، والبيهقي في الكبرى (7/ 99) والطيالسي (1/ 363 المنحة) ومدار أسانيدهم على زيد بن أبي الشعثاء، ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3/ 565) وسكت عليه ولم أر من وثّقه، ولم يرو عنه غير أبي أبلج فهو مجهول، وقال الذهبي في الميزان (2/ 1054): لا يعرف.
الثالثة: عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عنه، مرفوعًا بنحو الطريق الأولى.
أخرجه ابن أبي الدنيا في الإخوان (ح 110)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (ح 195) ومدار إسناديهما على عمرو بن حمزة العيشي، قال البخاري: لا يتابع على حديثه، وقال الدارقطني وغيره: ضعيف، ميزان الاعتدال (3/ 255).
الرابعة: عن نفيع الأعمى، عنه مرفوعًا بنحو الطريق الأولى.
أخرجه أحمد (4/ 289)، وابن أبي الدنيا في الإخوان (ح 111). ومدار إسناديهما على نفيع وهو ابن الحارث، أبو داود، قال في التقريب (ص 565): متروك وقد كذبه ابن معين.
وحديث البراء بمجموع طريقي أبي إسحاق السبيعي، ويزيد بن عبد الله بن الشخير حسن لغيره.
وعليه يكون حديث الباب باقٍ على ضعفه إذ أن في متنه نكارة فليس في حديث ميمون بن سياه ولا في حديث البراء ذكر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ولا المغفرة لما تقدم وتأخّر من الذنوب فهذه مزية لم تعط إلَّا لمحمد صلى الله عليه وسلم.