المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌8 - باب حسن الخلق - المطالب العالية محققا - جـ ١١

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌28 - كِتَابُ الطِّبِّ

- ‌1 - بَابُ الْأَمْرِ بِالتَّدَاوِي

- ‌2 - بَابُ الْقِسْطِ

- ‌3 - بَابُ الْمِلْحِ

- ‌4 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْجُلُوسِ فِي الشَّمْسِ

- ‌5 - بَابُ الْمَاءِ الْبَارِدِ لِلْحُمَّى

- ‌6 - بَابُ التَّلْبِينَةِ

- ‌7 - بَابُ الْحِنَّاءِ

- ‌8 - بَابُ الرِّجْلَةِ

- ‌10 - بَابُ الذِّكْرِ الَّذِي يُذهب السَّقَمَ

- ‌13 - بَابٌ فِيمَنْ ذَهَبَ بَصَرُهُ

- ‌14 - بَابُ ذَمِّ مَنْ لَا يَمْرَضُ

- ‌15 - بَابُ فَضْلِ كِتْمَانِ الْمُصِيبَةِ

- ‌16 - بَابُ فَضْلِ عِيَادَةِ الْمَرِيضِ

- ‌17 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الدُّخُولِ إِلَى أَرْضٍ وَقَعَ بِهَا الطَّاعُونُ

- ‌18 - بَابُ النُّقْلَةِ مِنَ الْبَلَدِ الْوَبِيَّةِ

- ‌19 - بَابُ الرُّقَى

- ‌20 - بَابُ الْعَيْنِ

- ‌21 - بَابُ نَفْيِ الْعَدْوَى وَالْفِرَارِ مِنَ الْمَجْذُومِ وَالزَّجْرِ عَنِ الطِّيَرَةِ

- ‌22 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ نَتْفِ الشَّعْرِ مِنَ الْأَنْفِ

- ‌24 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ التَّدَاوِي بِالْحَرَامِ

- ‌25 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ السِّحْرِ

- ‌26 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ النَّظَرِ فِي النُّجُومِ

- ‌27 - بَابُ الْكِهَانَةِ

- ‌28 - بَابُ الْكَيِّ

- ‌29 - بَابُ الْحَجْمِ

- ‌29 - كِتَابُ الْبِرِّ وَالصِّلَةِ

- ‌1 - بَابُ فَضْلِ صِلَةِ الرَّحِمِ

- ‌2 - بَابُ التَّرْهِيبِ مِنْ قَطِيعَةِ الرَّحِمِ

- ‌3 - بَابُ حَقِّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ

- ‌4 - بَابُ بِرِّ الْوَالِدَيْنِ

- ‌5 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الِانْتِمَاءِ إِلَى غَيْرِ الْمَوَالِي والإِدعاء إِلَى غَيْرِ الْآبَاءِ وَعَنْ سَبِّ الْوَالِدَيْنِ

- ‌7 - بَابُ فَضْلِ الإِحسان إِلَى الْيَتِيمِ

- ‌8 - باب حُسن الخلق

- ‌30 - كِتَابُ الْأَدَبِ

- ‌1 - بَابُ جُمَلٍ مِنَ الْأَدَبِ

- ‌2 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ دُخُولِ النِّسَاءِ الْحَمَّامَاتِ

- ‌3 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي الْعَفْوِ

- ‌4 - بَابُ الِاعْتِذَارِ

- ‌5 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ تَتَبُّعِ الْعَوْرَاتِ

- ‌6 - بَابُ أَدَبِ النَّوْمِ

- ‌7 - بَابُ كَرَاهَةِ النَّوْمِ بَعْدَ الْعَصْرِ

- ‌8 - بَابُ النَّظَرِ فِي الْمَرْآةِ وَأدَبِ الْكُحْلِ وَالتَّنَعُّلِ وَالتَّيَمُّنِ فِي ذَلِكَ

- ‌9 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا قِيلَ لَهُ كَيْفَ أَصْبَحْتَ

- ‌10 - بَابُ الْعُطَاسِ وَالْأَدَبِ فِيهِ

- ‌11 - بَابُ الشِّعْرِ

- ‌12 - بَابُ إِعْطَاءِ الشَّاعِرِ

- ‌13 - باب الأمر بالتستر من الْمَعْصِيَةِ وَلَوْ صَغُرَتْ

- ‌14 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي حِفْظِ اللِّسَانِ وَالْفَرْجِ

- ‌15 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الْغَضَبِ

- ‌16 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى شُكْرِ النِّعَمِ

- ‌17 - بَابُ فَضْلِ مَنْ قَادَ أَعْمَى

- ‌18 - بَابُ فَضْلِ زِيَارَةِ الإِخوان

- ‌19 - بَابُ فَضْلِ الْحَيَاءِ

- ‌20 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الْكَذِبِ وَالظُّلْمِ

- ‌21 - بَابُ ذَمِّ الْكَذِبِ وَمَدْحُ الصِّدْقِ

- ‌22 - بَابُ التَّخَصُّرِ

- ‌23 - بَابُ أَدَبِ الرُّكُوبِ

- ‌24 - بَابُ الِاصْلَاحِ بَيْنَ النَّاسِ

- ‌25 - باب التسمية على كل شيء

- ‌26 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ التَّبْذِيرِ

- ‌27 - بَابُ الِاسْتِئْذَانِ

- ‌28 - بَابُ التَّسْلِيمِ

- ‌30 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي كِتْمَانِ السِّرِّ

- ‌31 - بَابُ حُسْنِ الْوَجْهِ

- ‌32 - بَابُ فَضْلِ الْخُشُونَةِ

- ‌33 - بَابُ ذَمِّ النَّمِيمَةِ

- ‌34 - بَابُ الْغِيبَةِ

- ‌35 - بَابُ مَا يَجُوزُ مِنَ الْغِيبَةِ وَكَفَّارَاتُهَا

- ‌36 - بَابُ ذَمِّ الكِبر وَمَدْحِ التَّوَاضُعِ

- ‌37 - بَابُ فَضْلِ إِمَاطَةِ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ

- ‌38 - بَابُ جَوَازِ الْبُزَاقِ

- ‌39 - بَابُ قَطْعِ الْجَرَسِ مِنَ الدَّوَابِّ

- ‌40 - بَابُ بِمَنْ يَبْدَأُ بِالْكِتَابِ

- ‌41 - بَابُ مَا لِلنِّسَاءِ فِي الطَّرِيقِ

- ‌42 - بَابُ الْمُحَافَظَةِ عَلَى كِتْمَانِ السِّرِّ

- ‌43 - بَابُ لَا يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ الثَّالِثِ

- ‌44 - بَابُ السَّلَامِ

- ‌45 - بَابُ إِكْرَامِ الْغَرِيبِ وَالْحَيَاءِ مِنَ الْكَبِيرِ

- ‌46 - بَابُ تَرْكِ السَّلَامِ عَلَى مَنْ يُصَلِّي

- ‌47 - بَابُ الِالْتِزَامِ وَالْمُعَانَقَةِ وَالْمُصَافَحَةِ

- ‌48 - بَابُ تَقْبِيلِ الْيَدِ

- ‌49 - بَابُ الطِّيبِ

- ‌50 - بَابُ مَنْ دَعَا صَاحِبَهُ فَأَجَابَ بِلَبَّيْكَ

- ‌51 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْفُحْشِ

- ‌52 - بَابُ الْحَذَرِ وَالِاحْتِرَاسِ

- ‌53 - بَابُ كَرَاهِيَةِ السَّجْعِ

- ‌54 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ سَبِّ الْأَمْوَاتِ إِذَا آذَى الْأَحْيَاءَ

- ‌55 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الِاسْتِطَالَةِ فِي عِرض الْمُسْلِمِ

- ‌56 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ السِّعَايَةِ بِالْمُسْلِمِ وَالتَّرْهِيبِ مِنْ تَرْكِ نُصْرَتِهِ

- ‌57 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ التَّشَبُّهِ بِالْغَيْرِ

- ‌58 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ مَدْحِ الْفَاسِقِ

- ‌59 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ عَيْبِ النَّاسِ

الفصل: ‌8 - باب حسن الخلق

‌8 - باب حُسن الخلق

2567 -

[1] قال أبو بكربن أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ جَدِّهِ، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّكُمْ لَنْ تَسَعوا النَّاسَ بِأَمْوَالِكُمْ، فَلْيَسَعْهُمْ (1) مِنْكُمْ بَسْط الوجه وحسنُ الخُلق.

(1) تصحفت في (حس) إلى "فليسعم"

ص: 412

2567 -

[1] الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف جدًا من أجل عبد الله بن سعيد، فهو متروك.

وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 132 أمختصر) وقال: رواه أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو يَعْلَى الموصلي ومدار إسناديهما على عبد الله بن سعيد، وهو ضعيف.

وذكره السيوطي في الجامع الصغير (2/ 557 الفيض) وحسّنه، أما الألباني فذكره في ضعيف الجامع (ح 2043) وضعّفه.

ص: 412

تخريجه:

هو في المصنف لابن أبي شيبة (8/ 331) بنفس الإسناد والمتن.

وهذا الحديث مداره على عبد الله بن سعيد واختلف عليه فيه: =

ص: 412

=

1 -

فروي عنه، عن جده، عن أبي هريرة مرفوعًا.

أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (8/ 331) عن عبد الله بن إدريس عن عبد الله بن سعيد به بلفظه.

وأخرجه أبو نعيم في الحلية (10/ 25) من طريق عبد الله بن إدريس به بلفظه.

وأخرجه أبو يعلى (12/ 428)، وعلي بن حرب الطائي في حديثه (ق 81 أ) كما في الضعيفة (2/ 95) من طريق عبد الله بن سعيد به.

2 -

وروي عنه، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مرفوعًا.

أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 163)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (6/ 253).

3 -

وروي عنه، عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعًا.

أخرجه إسحاق بن راهوية في مسنده (1/ 461)، والطبراني في مكارم الأخلاق (ح 18)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (6/ 254)، وأخرجه البزّار كما في الكشف (2/ 408)، والحاكم في المستدرك (1/ 124).

وقال البزّار: لم يتابع عبد الله بن سعيد على هذا وتفرّد به، وتعقبه الهيثمي فقال: قد توبع عليه، وذكر روايات البزّار الأخرى، وستأتي.

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح، وتعقبه الذهبي فقال: عبد الله واهٍ.

وعبد الله بن سعيد تقدم أنه متروك، فالحمل عليه في هذا الاختلاف.

وتابع عبد الله بن سعيد إثنان:

الأول: هو عبد الله بن إدريس الأودي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مرفوعًا.

أخرجه البزّار كما في الكشف (2/ 409)، وابن أبي الدنيا في التواضع والخمول (ح 190)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (2/ 72)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (1/ 491). =

ص: 413

= وقال البزّار: لا نعلم رواه عن ابن إدريس إلَّا أسود وكان ثقة بغداديًا.

ورجال البزّار وابن أبي الدنيا ثقات ويزيد بن عبد الرحمن جد عبد الله بن إدريس، قال عنه الذهبي في الكاشف (3/ 283): وثق.

وذكره المنذري في الترغيب (3/ 411) وقال: رواه أبي يعلى والبزار من طرق أحدها حسن جيد.

وذكره الحافظ في الفتح (10/ 459) وقال سنده حسن.

وتعقب الألباني في السلسلة الضعيفة (2/ 95) المنذري على قوله: رواه البزّار من طرق أحدها حسن جيد فقال: أخشى أن يكون وهمًا لأمرين.

الأول: أنه لوكان للبزار طرق أحدها حسن، لما اقتصر الهيثمي على ذكر الضعيف.

الثاني: أن البيهقي قد صرح بتفرّد المقبري به والله أعلم.

قلت: يُستغرب هذا الكلام من الشيخ الألباني لأمرين:

1 -

أنه لو بحث في زوائد البزّار للهيثمي لوجد تعقّب الهيثمي على البزّار بان للحديث متابعات كما تقدم.

بل إن طريق البزّار الحسن خرّجه أبو نعيم وابن أبي الدنيا كما تقدم.

2 -

أن المثبت مقدم على النافي فعند الأول زيادة علم فكيف يُغفلُ عن هذا.

الثاني: طلحة، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، مرفوعًا.

أخرجه البزّار كما في الكشف (2/ 408).

وقال البزّار طلحة لين الحديث.

قلت: طلحة هو ابن عمرو الحضرمي متروك.

وبالجملة فللحديث ثلاث طرق إثنان منها ضعيفان جدًا، والثالث حسن.

ويشهد لقوله صلى الله عليه وسلم "فليسعهم منكم بسط الوجه" أحاديث كثيرة عن ابن عمر، وسليم بن جابر، أو جابر بن سليم، وأبى ذر رضي الله عنهم، وهذه خرجتها في =

ص: 414

= الحديث (رقم 2530)، وحديث مطرف بن عبد الله بن الشخير ويأتي تخريجه في الحديث (رقم 2583).

ويشهد لقوله صلى الله عليه وسلم "فليسعهم منكم .. وحسن الخلق" أحاديث كثيرة في الحث على حسن الخُلق يأتي تخريجها في الأحاديث (رقم 2568 - 2578).

ص: 415

2567 -

[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِمْرَانَ الْأَخْنَسِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ (1)، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بن سعيد به.

(1) كتبت في (حس)"محمد بن الفضيل".

ص: 416

2567 -

[2] الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف جدًا فيه علتان:

الأولى: ضعف أحمد بن عمران الأخنسي.

الثانية: عبد الله بن سعيد فهو متروك.

ص: 416

تخريجه:

هو في مسند أبو يعلى (11/ 428) بنفس الإسناد والمتن.

ص: 416

2568 -

حَدَّثَنَا (1) إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، حَدَّثَنَا [بشَّارُ بْنُ الْحَكَمِ](2)، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ (3)، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ: لَقِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَبَا ذَرٍّ وَقَالَ: يَا أَبَا ذَرٍّ! أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى خَصْلَتَيْنِ (4)، هُمَا أَخَفُّ عَلَى الظَّهْرِ، وَأَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ؟ قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ!، قَالَ صلى الله عليه وسلم: عَلَيْكَ بحُسن الْخُلُقِ وَطُولِ الصَّمْتِ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا عَمِلَ الْخَلَائِقُ مِثْلَهُمَا (5).

(1) القائل هو أبو يعلى الموصلي رحمه الله.

(2)

تصحفت في جميع النسخ إلى "سيار أبو الحكم" وما أثبته من مسند أبي يعلى، وكتب التخريج، وكتب التراجم. وأشار إلى هذا التصحيف الألباني في السلسلة الصحيحة (4/ 577).

(3)

في (حس)"عبد الله ثابت البناني".

(4)

قوله "يا أبا ذر ألا أدلك" تصحفت في (سد) إلى "يا باذر ألان أدلك" وفي (عم) إلى "يا أبا ذر آلان أدلك.

(5)

كتبت في (سد) و (عم)"بمثلهما".

ص: 417

2568 -

الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف من أجل بشار بن الحكم.

وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 135 ب مختصر) وقال: رواه أبو يعلى، وابن أبي الدنيا، والطبراني، والبزار، ورواته ثقات، وأبو الشيخ بن حيان في كتاب الثواب بإسناد واهٍ.

وذكره المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 407) وقال: رواه ابن أبي الدنيا، والطبراني، والبزار، وأبو يعلى، بإسناد جيد رواته ثقات، ورواه أبو الشيخ بن حيان في كتاب الثواب بإسناد واهٍ عن أبي ذر.

وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 220) وقال: رواه أبو يعلى، والطبراني في الأوسط ورجال أبي يعلى ثقات.

قلت: هذا تساهل منهم رحمهم الله فبشار بن الحكم ضعيف، ولعلهما استندا =

ص: 417

= إلى قول ابن عدي: لا بأس به، وقد فصلت في ترجمته بيان ذلك. علمًا بأن الهيثمي قال في المجمع (10/ 301)، بشار بن الحكم ضعيف.

وذكره السيوطي في حسن السمت (ح 22) وسكت عليه.

ص: 418

تخريجه:

هو في مسند أبي يعلى (6/ 53) بنفس الإِسناد والمتن. وأخرجه ابن أبي عاصم في كتاب الزهد (ح 2)، والطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 157 ب)، وابن حبّان في المجروحين (1/ 191)، والبيهقي في الشعب (4/ 242)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (2/ 963) كلهم من طريق إبراهيم بن الحجاج به بنحوه.

وقال الطبراني: لم يروه، عن ثابت إلَّا بشّار.

وأخرجه البزّار كما في الكشف (4/ 220)، وابن أبي الدنيا في كتاب الصمت (ح 554)، والبيهقي في الشعب (6/ 239) من طريق بشار بن الحكم به بنحوه.

وقال البزّار لا نعلم روى بشار عن ثابت غيره.

قلت: بل روى غير هذا، انظر ترجمة بشار في الكامل (2/ 23)، وفي المجروحين (1/ 191).

قلت: ومدار هذه الأسانيد على بشار بن الحكم وقد علمت حاله.

ويشهد له أحاديث عن الشعبي مرسلًا، ووهيب بن الورد، وصفوان بن سليم.

أما حديث الشعبي مرسلًا قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال لأبي ذر: ألا أدلك على أيسر العبادة وأهونها على اليد، وأحقها على اللسان، وأثقلها في الميزان طول الصمت وحسن الخلق.

فأخرجه هناد في الزهد (ح 1129) من طريق إسحاق بن أبي جعفر، عمن أخبره، عن الشعبي به.

وهو ضعيف لأن فيه راويًا لم يُسم. =

ص: 418

= وأما حديث وهيب بن الورد قال: بلغه، أن أبا ذر رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ألا أعلمك بعمل خفيف على البدن، ثقيل في الميزان؟ قلت: بلى يا رسول الله! قال: هو الصمت وحسن الخلق وترك ما لا يعنيك.

فأخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت (ح 112) وهو منقطع.

وأما حديث صفوان بن سليم مرسلًا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ألا أخبركم بأيسر العبادة وأهونها على البدن؟ الصمت وحسن الخلق.

فأخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الصمت (ح 27) وهو مرسل صحيح الإسناد.

قلت: يرتقي الحديث بمجموع هذه الشواهد إلى الحسن لغيره.

ص: 419

2569 -

[1] حَدَّثَنَا (1) مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الْكِلَابِيٌّ (2)، حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ الْحَبْحَابِ (3)، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحَاسِنُهُمْ خُلُقًا.

[وَإِنَّ حُسن الْخُلُقِ لَيَبْلُغُ دَرَجَةَ الصَّوْمِ وَالصَّلَاةِ](4).

[2]

(وَقَالَ الْبَزَّارُ: حدّثنا محمد بن المثنى به)(5).

(1) القائل هو أبو يعلى رحمه الله.

(2)

هكذا في جميع النسخ، وفي مسند أبي يعلى "الطائي" وهو نفسه كما في ترجمته في التهذيب (3/ 92).

(3)

تصحفت في (حس) أي "الحنجاب".

(4)

ما بين المعكوفتين سقط بكمله من الأصل و (حس)، وأثبته من (سد)، و (عم)، ومسند أبي يعلى، ومسند البزّار، وإتحاف الخيرة.

(5)

ما بين الهلالين سقط بالكامل من (سد) و (عم)، وقدم في (حس) على الطريق الأول ولا يصح لأنه متابع له.

ص: 420

2569 -

الحكم عليه:

هذا إسناد رجاله ثقات إلَّا زكريا بن يحيى الكلابي، فهو صدوق، لكن أخشى أن يكون هناك انقطاع فبين وفاة زكريا بن يحيى الكلابي، وشعيب بن الحبحاب مائة وعشرون سنة.

وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 135 ب مختصر) وقال: رواه أبي يعلى، ورواته ثقات.

ص: 420

تخريجه:

هو في مسند أبي يعلى (7/ 184) بنفس الإسناد والمتن.

وأخرجه البزّار كما في الكشف (1/ 27) عن محمد بن المثنى به.

وأخرجه البزّار كما في الكشف (1/ 27) عن وهب بن يحيى بن ضرغام العيشي، عن زكريا به. =

ص: 420

= وقال البزّار: وهذا الحديث لا نعلمه رواه عن شعيب، عن أنس إلَّا زكريا بن يحيى بن صبيح الطائي.

وأخرجه أبو يعلى (7/ 237) عن أبي عُبَيْدَةَ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ عِياضٍ، حَدَّثَنَا أَبُو سعيد مولى بني هاشم، حدّثنا زربي بن يحيى قال: سمعت أنس بن مالك يرفعه.

وإسناده ضعيف كما سيأتي في الحديث رقم (2569/ 4).

وأخرجه الحاكم في "الكنى" وسعيد بن منصور في السنن كلاهما كما في الكنز (ح 5202)، ولشطره الأول شواهد كثيرة عن أبي هريرة، وعائشة، وأبي سعيد، وجابر، وأبي ذر، وعبد الله بن عمرو رضي الله عنهم.

أما حديث أبي هريرة فله عنه ثلاث طرق:

الأولى: عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعًا قال: أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا.

أخرجه أبو داود (12/ 439 العون)، والترمذي (4/ 325 التحفة)، وأحمد (2/ 250، 472)، وابن أبي شيبة في الإيمان (ح 17، 18)، وفي المصنف (8/ 327)، وأبو عبيد القاسم بن سلام في الإيمان (ح 64)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 30)، وأبو يعلى (10/ 333)، وابن حبّان كما في الإِحسان (6/ 188)، والحاكم (1/ 13)، والآجري في الشريعة (ص 115)، والبيهقي في الكبرى (10/ 192)، وفي الشعب (6/ 232)، والمروزي في تعظيم قدر الصلاة (1/ 441)، والقضاعي في مسند الشهاب (ح 1291) وابن أبي الدنيا في كتاب العيال (2/ 658)، والبغوي في شرح السنة (1/ 33)، وأبو نعيم في الحلية (9/ 248)، والخطيب في الفقيه والمتفقّه (2/ 110)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (1/ 492).

وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.

الثانية: عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ الطريق الأولى. =

ص: 421

= أخرجه ابن أبي شيبة في كتاب الإيمان (ح 20)، وفي المصنف (8/ 328)، وأحمد (2/ 527)، والدارمي (2/ 231)، والطبراني في مكارم الأخلاق (ح 9)، والحاكم (1/ 3)، والبيهقي في الشعب (6/ 230)، وفي الآداب (ح 190)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 27) وسكت عليه الحاكم وقال الذهبي: لم يتكلم عليه المؤلف وهو صحيح.

قلت: مدار أسانيدهم على محمد بن عجلان قال في التقريب (ص 496): صدوق إلَّا أنه اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة.

الثالثة: عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ، عَنْ أبي هريرة يرفعه بلفظ الطريق الأولى.

أخرجه ابن حبّان كما في موارد الظمآن (ح 1311).

والمطلب بن عبد الله قال في التقريب (ص 534): صدوق، كثير التدليس والإرسال. اهـ.

ولم يسمع من الصحابة إلَّا سهل بن سعد، وأنس، وسلمة بن الأكوع كما في جامع التحصيل (ص 281) فالإسناد منقطع.

وأما حديث عائشة رضي الله عنها، فله عنها طريقان:

الأولى: عن أبي قلابة، عن عائشة رضي الله عنها مرفوعًا: أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا وألطفهم لأهله.

أخرجه النسائي في عشرة النساء (ح 272)، وابن أبي شيبة في كتاب الإِيمان (ح 19)، وفي المصنف (8/ 327)، وأحمد (6/ 47، 49)، والمروزي في تعظيم الصلاة (1/ 442)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (ح 610)، والحاكم (1/ 53)، والبيهقي في الشعب (6/ 232).

وقال الحاكم: رواته عن آخرهم ثقات على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي بقوله فيه انقطاع. =

ص: 422

= قلت: الانقطاع بين أبي قلابة وعائشة فلا يعرف له سماعًا من عائشة رضي الله عنها، كما في جامع التحصيل (ص 211).

الثانية: عن أبي سلمة، عن عائشة به بنحو الطريق السابقة.

أخرجه البيهقي في الشعب (6/ 232)، والمروزي في تعظيم قدر الصلاة (1/ 442) كلاهما من طريق محمد بن إسحاق، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سلمة به.

وفيه عنعنة ابن إسحاق وهو مدلس، عده الحافظ ابن حجر ضمن أصحاب المرتبة الرابعة من مراتب المدلسين (ص 79) الذين لا يقبل حديثهم إلَّا مصرحًا بالسماع، فالإسناد ضعيف.

وأما حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال: أكمل المؤمنين إيمانًا أحاسنهم أخلاقًا، الموطئون أكنافًا الذين يألفون ويُؤلفون، ولا خير فيمن لا يألف ولا يُؤلف.

أخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 157 ب)، وفي الصغير (ح 65)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (2/ 67)، والبيهقي في الشعب (6/ 232).

وقال الطبراني: لم يروه عن محمد بن عيينة أخي سفيان إلَّا يعقوب. وإسناد الطبراني صحيح.

وأما حديث جابر بن سمرة يرفعه قال: إن الفحش والتفحّش ليسا من الإِسلام، وإن أحسن الناس إسلامًا أحسنهم خلقًا.

أخرجه أحمد (5/ 89، 99)، وابن أبي شيبة في المصنف (8/ 326)، وعنه ابن أبي الدنيا في كتاب الصمت (ح 339)، ومن طريق ابن أبي شيبة الطبراني في مكارم الأخلاق (ح 8) كلاهما من طريق عمران بن رباح، عن علي بن عمارة الوالبي، عن جابر بن سمرة مرفوعًا.

وعلي بن عمارة قال في التقريب (ص 404): مقبول. وعمران بن رباح قال في =

ص: 423

= التقريب (ص 430) مقبول، أي يصلحان للمتابعات ولا متابعة، فالحديث ضعيف.

وأما حديث عبد الله بن عمر فيأتي تخريجه في الحديث رقم (2570).

وحديث "أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا" أورده الكتاني في نظم المتناثر من أحاديث المتواتر (31).

وعليه يرتقي الحديث بمتابعة زربي وبالشواهد وبالحديث رقم (2577) وشواهده إلى الحسن لغيره.

ص: 424

2569 -

[3] وَحَدَّثَنَا (1) وَهْبُ بْنُ يَحْيَى بْنِ فِرْغَامٍ (2) الْقَيْسِيُّ، عَنْ زَكَرِيَّا بِهِ.

وَقَالَ: لَا نَعْلَمُ رَوَاهُ هكذا إلَّا زكريا.

(1) القائل هو البزّار رحمه الله.

(2)

كذا في النسخ، وفي توضح المشتبه (4/ 301): زمام.

ص: 425

2569 -

[3] الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف، شيخ البزّار لم أجد له ترجمة.

ص: 425

تخريجه:

هو في كشف الأستار (1/ 27) بنفس الإسناد.

وتقدم تخريجه مفصلًا في الحديث رقم (2569 [1]).

ص: 425

2569 -

[4][حدثنا (1) أبو عبيدة بن فضيل بن عياض، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا زَرْبِيٌّ أَبُو يَحْيَى قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا](2).

(1) القائل هو أبو يعلى رحمه الله.

(2)

ما بين المعكوفتين سقط بالكامل من الأصل و (حس)، وأثبته من (سد) و (عم).

ص: 426

2569 -

[4] الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف لضعف زربي أبي يحيى.

ص: 426

تخريجه:

هو في مسند أبي يعلى (7/ 237) بنفس الإِسناد والمتن.

ص: 426

2570 -

حَدَّثَنَا (1) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُطِيعٍ، حَدَّثَنَا هُشيم، حَدَّثَنَا الْكَوْثَرُ هُوَ ابْنُ حَكِيمٍ، عَنْ نَافِعٍ، عن ابن عمر رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَا أُمَّ عَبْدٍ! هَلْ تَدْرِي مَنْ أَفْضَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا [قَالَتْ](2): اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ صلى الله عليه وسلم: أَحَاسِنُهُمْ أَخْلَاقًا الْمُوَطَّئُونَ أَكْنَافًا (3)، لَا يَبْلُغُ عبدٌ حَقِيقَةَ الإِيمان حَتَّى يُحِبَّ لِلنَّاسِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ وَحَتَّى يَأْمَنَ جاره بوائقه.

(1) القائل هو أبو يعلى رحمه الله.

(2)

تصحفت في الأصل و (حس) إلى: "قال" دون تاء التأنيث.

(3)

تصحفت في (سد) إلى: "أكتافًا".

ص: 427

2570 -

الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف جدًا علته الكوثر بن حكيم فهو متروك.

وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 135 ب مختصر) وقال: رواه أبو يعلى بسند ضعيف لضعف كوثر بن حكيم.

وذكره الهندي في الكنز (ح 8403) وقال: فيه الكوثر بن حكيم وهو متروك.

ص: 427

تخريجه:

لم أجد من أخرجه بهذه السياقة.

لكن رواه عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فجاءه رجل من الأنصار، فسلم عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قَالَ: يا رسول الله! أي المؤمنين أفضل؟ قال: أحسنهم خلقًا، قال: فأي المؤمنين أكيس؟ قال: أكثرهم للموت ذكرًا، وأحسنهم لما بعده استعدادًا أولئك الأكياس

ورواه عن عطاء أربعة:

الأول: فروة بن قيس، عن عطاء، به.

أخرجه ابن ماجه (ح 4259). =

ص: 427

= وفروة بن قيس، قال عنه في التقريب (ص 445): مجهول.

الثاني: حفص بن غيلان، عن عطاء، به.

أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (2/ 392)، والبزار: كما في الكشف (2/ 268) كلاهما من طريق الهيثم بن حميد، حدثني حفص، به.

وحفص، قال عنه في التقريب (ص 174): صدوق، وبقية رجاله ثقات فالإسناد حسن إن شاء الله.

الثالث: أبو سهيل بن مالك، عن عطاء، به.

أخرجه ابن حبّان في المجروحين (2/ 67) معلقًا، وابن عدي في الكامل (3/ 411)، والبيهقي في الشعب (6/ 35)، وفي الزهد الكبير (ح 456) كلهم من طريق عبيد الله بن سعيد بن كثير بن عفير، حدثني أبي، حدثني مالك بن أنس، عن عمه أبي سهيل، به.

وعبيد الله بن سعيد قال عنه في المغني (2/ 415): فيه ضعف. أما ابن حبّان فقال: يروي عن الثقات الأشياء المقلوبات لا يُشبه حديثه حديث الثقات.

الرابع: يزيد بن عبد الرحمن عن عطاء، به.

أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 333) من طريق خالد بن يزيد، عن أبيه، به.

وخالد بن يزيد هو ابن عبد الرحمن بن أبي مالك، قال عنه في التقريب (ص 191): ضعيف، مع كونه فقيهًا، وقد أتهمه ابن معين.

ويشهد لشطره الأول شواهد كثيرة خرجتها في الحديث رقم (2569).

ويشهد لقوله صلى الله عليه وسلم: لَا يَبْلُغُ عَبْدٌ حَقِيقَةَ الْإِيمَانِ حَتَّى يُحِبَّ لِلنَّاسِ مَا يُحِبُّ لنفسه، حديث أنس رضي الله عنه مرفوعًا: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه.

أخرجه البخاري (1/ 57 الفتح)، ومسلم (ح 45)، والنسائي في المجتبى (8/ 115)، وابن ماجه (ح 66)، وأحمد (3/ 176)، والطيالسي (ص 268)، وأبو عوانه (1/ 33)، والبغوي في شرح السنة (13/ 60). =

ص: 428

=ر ويشهد لقوله صلى الله عليه وسلم: لا يبلغ أحدكم حقيقة الإيمان حتى يأمن جاره بوائقه، أحاديث كثيرة منها حديث أبي هريرة وأبي شريح رضي الله عنهما.

أما حديث أبي هريرة مرفوعًا: لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه.

فأخرجه مسلم (ح 73)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 121)، والبيهقي في الشعب (7/ 76)، والبغوي في شرح السنة (13/ 72).

وأما حديث أبي شريح مرفوعًا: والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن قيل: من يا رسول الله؟ قال: الذي لا يأمن جاره بوائقه.

فأخرجه البخاري (10/ 433 الفتح)، وأحمد (4/ 31، 6/ 385).

وبالجملة فحديث الباب أصله ثابت، لكن سنده لا يتقوى لضعفه الشديد.

ص: 429

2571 -

حَدَّثَنَا (1) الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَرَادَةَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي دَاوُدَ (2)، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قَالَ: إَنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا يَشْتِمُ رَجُلًا رَافِعًا صَوْتَهُ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: الْبَذَاءُ (3) لُؤْمٌ، وَسُوءُ الْمَلَكَةِ لُؤْمٌ.

(1) القائل هو أبو يعلى رحمه الله.

(2)

تصحفت في (سد) و (حس) إلى: "سليمان بن داود".

(3)

تصحفت في (حس) و (عم) إلى: "النداء" بالفوقية الموحدة.

ص: 430

2571 -

الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف جدًا فيه ثلاث علل:

الأولى: سليمان بن أبي داود فهو ضعيف جدًا.

الثانية: ضعف عبد الله بن عرادة.

الثالثة: عنعنة مكحول وهو مدلس.

وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 135 ب مختصر) وسكت عليه.

ص: 430

تخريجه:

أخرجه الطبراني في الكبير: كما في المجمع (8/ 72).

وقال الهيثمي: فيه عبد الله بن عرادة وثّقه أبو داود وضعّفه ابن معين.

ص: 430

2572 -

[1] وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَاشِدٍ مَوْلَى عُثْمَانَ، حَدَّثَنِي مَوْلَايَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رضي الله عنه أن (1) رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى مِائَةَ خُلْق وَسَبْعَةَ عَشَرَ خُلُقًا، فَمَنْ أَتَى اللَّهَ عز وجل (2) بِخُلُقٍ وَاحِدٍ دَخَلَ الْجَنَّةَ.

[2]

وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ (3)، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، به (4).

[3]

وقال أبو يعلي: حدثنا إسحاق هو ابْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ (5)، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، بِهِ. وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَقَالَ: لَا نَعْلَمُهُ إلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَاشِدٍ مَجْهُولٌ (6).

(1) تحرفت في (سد) و (عم) إلى: "قال".

(2)

كتبت في (سد) و (عم)"تعالى".

(3)

تصحفت في (سد) إلى: "محمد بن عمر" وفي (حس) إلى: "محمد بن معتمر".

(4)

هو في البحر الزخار (2/ 91)، وفي كشف الأستار (1/ 28) بنفس الإسناد والمتن.

(5)

زاد في المقصد العلي (1/ 106 ح 18) ثنا عبد الصمد.

(6)

نص كلام البزّار: كما في البحر الزخار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلَّا من هذا الوجه، وعبد الواحد بن زيد ليس بالقوي، وعبد الله بن راشد لا نعلم حدَّث عنه إلَّا عبد الواحد. وهو في المسند الكبير: كما في المجمع (1/ 36) والمقصد العلي (1/ 106 ح 18).

ص: 431

2572 -

الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف جدًا فيه علتان:

الأولى: عبد الواحد بن زيد، فهو متروك.

الثانية: عبد الله بن راشد، فهو مستور. =

ص: 431

= وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 134 ب مختصر) وقال: رواه أبو داود الطيالسي، وأبو يعلى، والبزار ومدار أسانيدهم على عبد الواحد بن زيد قال ابن عبد البر: أجمعوا على ضعفه.

وذكره الهيثمي في المجمع (1/ 36) وقال: رواه أبو يعلى في المسند الكبير .. وفي إسناده عبد الله بن راشد، وهو ضعيف.

ص: 432

تخريجه:

هو مسند الطيالسي (ص 14) بنفس الإسناد ولفظه مرفوعًا "إن الله عز وجل خلق مِائَةَ خُلُق وَسَبْعَةَ عَشَرَ خُلُقًا فَمَنْ أَتَى بخلق واحد دخل الجنة" وهناك فرق بين هذا اللفظ وبين لفظ المطالب فنسبت في المطالب إلى الله تعالى وأما في لفظ المسند فهي مخلوقة.

وأخرجه الحكيم الترمذي: كما في إتحاف السادة المتقين (5/ 177)، والبزار في مسنده (2/ 91) من طريق الطيالسي إلَّا أن البزّار قال: شريعة بدلًا من خُلُق.

وأخرجه ضياء الدين المقدسي في الأحاديث والحكايات (ق 31 ب): كما في هامش البحر الزخار (2/ 92).

وأخرجه أبو يعلى في المسند الكبير: كما في المجمع (1/ 36)، والمطالب هنا، والبيهقي في الشعب (6/ 366) وابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق (ح 27) كلهم من طريق عبد الواحد بن زيد، به بلفظه.

وأخرجه الطبراني في مكارم الأخلاق (ح 121) من طريق عبد الله بن أحمد، عن محمد بن أبي بكر المقدمي، عن عبد الصمد بن عبد الوارث، عن عبد الله بن راشد، به بنحوه.

قلت: مدار هذه الطرق على عبد الله بن راشد وقد علمت حاله.

وذكره الدارقطني في العلل (3/ 38) وقال: يرويه عبد الواحد بن زيد، عن عبد الله بن راشد، عن عثمان، وخالفه الحسن بن ذكوان، رواه عن عبد الله بن راشد =

ص: 432

= عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وهما بصريان ضعيفان والحديث غير ثابت. اهـ.

وأخرج ابن الجوزي الحديث في العلل المتناهية (2/ 933) بإسناده إلى الدارقطني، به وهو منقطع لأن الدارقطني ذكره معلقًا عن عبد الواحد بن زيد.

أما المخالفة التي ذكرها الدارقطني فأخرجها البيهقي في الشعب (6/ 367) من طريق عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن راشد مولى عثمان بن عفان قال: سمعت أبا سعيد الخدري يَقُولُ: قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إن بين يدي الله عز وجل لوحًا فِيهِ ثَلَاثُمِائَةٍ وَخَمْسَ عَشْرَةَ شَرِيعَةً يَقُولُ الرَّحْمَنُ وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لَا يَأْتِينِي عَبْدٌ مِنْ عِبَادِي -ما لم يشرك- فيه واحدة منهن إلَّا أدخلته الجنة.

إلَّا أن المخالف هو عبد الرحمن بن زياد وليس الحسن بن ذكوان،

وعبد الرحمن بن زياد هو ابن أنعم قال في التقريب (ص 340): ضعيف.

وللحديث شواهد كثيرة عن أنس، وابن عباس، والمغيرة بن عبد الرحمن بن عبيد عن أبيه عن جده.

أما حديث أَنَسٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ لله عز وجل لوحًا من زمردة خضراء جعله تحت العرش، وكتب فيه: إِنِّي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إلَّا أَنَا أرحم وأتَرَحّم، خلقت بضعة عشر وثلاثمائة خُلُق، من جاء بخلق منها مع شهادة أن لا إله إلَّا الله دخل الجنة.

فأخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 4 أ)، وابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق (ح 28)، وأبو الشيخ في العظمة (2/ 497)، وابن عدي في الكامل (7/ 119) كلهم من طريق أبي ظلال القسملي، عن أنس.

ومدار أسانيدهم على أبي ظلال القسملي قال في التقريب (ص 576): ضعيف.

وأما حديث ابن عباس يرفعه قال: الإِسلام ثلاثمائة شريعة وثلاث عشرة شريعة =

ص: 433

= ليس منها شريعة يأتي بها صاحبها إلَّا هو يدخل بها الجنة.

فأخرجه الطبراني في الأوسط: كما في مجمع البحرين (ق 4 ب) من طريق عبيد الله، عن حنش الصنعاني، عن ابن عباس مرفوعًا.

وقال الطبراني: لم يروه عن حنش الصنعاني، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلَّا خالد ولا عنه إلَّا عبيد الله، تفرد، به يحيى.

وعبيد الله هو ابن زحر، قال في التقريب (ص 370) صدوق يخطئ، فالأسناد ضعيف.

وأما حديث المغيرة بن عبد الرحمن بن عبيد، عن أبيه، عن جده مرفوعًا: الإيمان ثلاثمائة وثلاث وثلاثون شريعة من أتى بواحدة منهن دخل الجنة.

فأخرجه الطبراني في الأوسط: كما في مجمع البحرين (ق 4 ب)، والبيهقي في الشعب (6/ 366)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (ج 2/ ق 65 ب)، واللالكائي في أصول اعتقاد أهل السنة (5/ 909) كلهم من طريق أبي سنان، عن المغيرة، به.

وأبو سنان هو القسملي قال في التقريب (ص 438): لين الحديث، وعليه يتبين أن متن حديث الباب له أصل، إلَّا أن إسناده باقٍ على ضعفه الشديد.

ص: 434

2573 -

وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ أَبِي مَكِينٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مِجْلَزٍ (1) يَقُولُ (2): قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: خُيّرت أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ رضي الله عنها أَيُّ أَزْوَاجِكِ تَخْتَارِينَ؟ قَالَتْ: أَخْتَارُ فُلَانًا، المتوفَّى عَنْهَا (3) وَكَانَ (4) أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا، وَقَدْ كَانَ قُتل (5) عَنْهَا اثْنَانِ.

(1)

في (سد) و (عم): "أبا مجلز رضي الله عنه" وفيه إشارة إلى أنه صحابي وليس كذلك كما في ترجمته.

(2)

كتبت في (سد) و (عم): "قال".

(3)

هكذا في جميع النسخ ولكن الحافظ ابن حجر ذكر في الإصابة (8/ 7) هذا الحديث في ترجمة أسماء بن سُمي ولم يذكر منهم أزواجها الثلاثة؟ ولكنه ذَكَرَ في ترجمة أسماء بنت عميس (8/ 8) أنها تزوجت ثلاثة هم أبو بكر، وعلي، وجعفر أبنا أبي طالب رضي الله عنهم توفي عنها الأول، وقُتل عنها الآخران.

(4)

تصحفت في (حس) إلى "فكان".

(5)

غير واضحة في (عم).

ص: 435

2573 -

الحكم عليه:

هذا إسناد حسن مرسل.

وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 134 ب مختصر) وقال: رواه مسدّد مرسلًا.

وذكره الحافظ ابن حجر في الإصابة (8/ 7) وقال: هذا مرسل حسن الإسناد.

ص: 435

تخريجه:

أخرجه العقيلي في الضعفاء (4/ 303) من طريق أبي بكر بن عياش، عن ليث، عن نوح، عن حميد بن لاحق، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، رضي الله عنه، عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: خُيّرت أسماء بين أزواجها الثلاثة في الجنة، فاختارت الذي مات موتًا، وكان أحسنهم خلقًا.

قال العقيلي: هكذا قال حميد بن لاحق، وأبو مجلز اسمه لاحق بن حميد، فإذا =

ص: 435

= كان أخطأ في اسمه فالحديث مرسل، لأن أبا مجلز لم يسمع من أبي ذر وإن كان غيره مجهول.

قلت: قوله مرسل يعني منقطع وإلَاّ فصحابي الحديث مذكور.

وله شاهد من حديث أنس رضي الله عنه قال: قالت أم حبيبة: يا رسول الله! المرأة يكون لها الزوجان في الدنيا؟ يعني يكون الزوج بعد زوج فيدخلون الجنة فلأيهما تكون؟ قال: لأحسنهما خلقًا.

أخرجه البزّار كما في الكشف (2/ 49)، والعقيلي في الضعفاء (2/ 171)، كلاهما من طريق سنان، عن حميد، عن أنس وتصحفت (حميد عن أنس) إلى (حميد بن أنس) عند العقيلي.

وقال العقيلي: لا يحفظ إلَّا من حديث سنان.

قلت: فيه عبيد بن إسحاق، قال في المغني (2/ 418): ضَعّفوه، ورضيه أبو حاتم، فالإسناد ضعيف.

ص: 436

2574 -

[1] وَقَالَ مُسَدَّدٌ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ جَمِيعًا: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ جُهَيْنَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: خَيْرُ مَا أُعْطِيَ الرَّجُلُ الْمُؤْمِنُ خُلُقٌ حَسَن، وَشَرُّ مَا أُعْطِيَ الرَّجُلُ قلبُ سوءٍ فِي صُورَةٍ حسنةٍ.

[2]

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ مِثْلَهُ وَزَادَ: وَانْظُرْ مَا يَكْرَهُ (1) أَنْ يَرَاهُ النَّاسُ في بيتك إذا عملته فلا تعمله (2).

(1) كتبت في (سد) و (عم): "ما تكره".

(2)

تصحفت في (حس) إلى "فلا تعلمه".

ص: 437

2574 -

الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف، علته عنعنة أبي إسحاق السبيعي.

ص: 437

تخريجه:

هو في المصنف لابن أبي شيبة (8/ 330، 13/ 236).

وأخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (5/ 350) عن ابن أبي شيبة به وذكر شطره الأول.

وأخرجه أبو يعلى كما في المطالب هنا (ح 134/ ب)، وأبو نعيم في المعرفة (ج 2/ ق 304/ ب)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (1/ 495)، كلهم من طريق أبي الأحوص به، وزاد أبو يعلى والأصبهاني في روايتهما: وَانْظُرْ مَا يَكْرَهُ أَنْ يَرَاهُ النَّاسُ فِي بيتك إذا عملته فلا تعمله.

وأخرجه البيهقي في الشعب (6/ 235)، من طريق أبي إسحاق، عن المزني، أو الجهني، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقال: ما خير ما أعطي المسلم؟ قال: خلق حسن، قال: فما شر ما أعطي؟ قال: قلب أسود وصورة حسنة، وكلما نظر إلى نفسه أعجبته، فانظر ما تحب أن يذكر منك في نادي القوم فافعله إذا خلوت. =

ص: 437

= وأخرجه في نفس الموضع من طريق أبي إسحاق، عن رجل من مزينة أو جهينة قال: فما شر ما أعطي الناس؟ قال: خلق سيء فانظر الذي تكره أن يحدث عنك إذا عملته في بيتك فلا تعمله. هكذا دون ذكر شطره الأول ودون تبين أنه من قول الرسول صلى الله عليه وسلم.

ومدار هذه الأسانيد على أبي إسحاق ولم يصرح بالتحديث فيها.

ولشطره الأول شواهد عن أسامة بن شريك، وعمرو بن عنبسة، وصفوان بن عسال، وأبي الدرداء رضي الله عنهم.

أما حديث أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ رضي الله عنه قَالَ: قالوا: يا رسول الله! ما خير ما أعطي المرء المسلم؟ قال: خلق حسن.

فأخرجه ابن ماجه (ح 3436)، وأحمد (4/ 278)، ووكيع في الزهد (ح 423)، وعنه هنّاد في الزهد (ح 1259)، وأخرجه ابن أبي شيبة (8/ 326)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 109)، والطبراني في الكبير (1/ 180)، وفي مكارم الأخلاق (ح 12)، والطيالسي (ص 171)، وابن أبي الدنيا في التواضع (ح 171)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 21)، والخطيب في تاريخ بغداد (9/ 197)، وفي الموضح (2/ 101)، وفي الفقيه والمتفقه (2/ 111)، وابن حبّان كما في الإحسان (1/ 349)، والحميدي (2/ 363)، والحاكم (1/ 121، 4/ 400)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (1/ 266، 2/ 14)، والبيهقي في الكبرى (9/ 343)، وفي الشعب (6/ 234)، والأصبهاني في الترغيب والرهيب (1/ 493)، كلهم من طريق زياد بن علاقة، عن أسامة به.

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وهو كما قالا.

وأما حديث عمرو بن عنبسة قال: قلت يا رسول الله أي الإيمان أفضل؟ قال: خلق حسن. =

ص: 438

= فأخرجه أحمد (4/ 385)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 25)، كلاهما من طريق محمد بْنُ ذَكْوَانَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عمرو بن عنسة مرفوعًا.

ومحمد بن ذكوان هو الأزدي، قال عنه في التقريب (ص 477): ضعيف.

وأما حديث صفوان بن عسال قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: ما غدا رجل يلتمس علمًا ألا فرشت له الملائكة أجنحتها رضاء بما يصنع، فقالت له العرب عند ذلك يا رسول الله! يُعطي الله خلّه واحدة خير، فقال: حسن الخلق.

فأخرجه أبو نعيم في تاريخ أصبهان (2/ 284).

وفي إسناده إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة قال في التقريب (ص 102): متروك، فالإسناد ضعيف جدًا.

ويشهد لمعناه حديث أبي الدرداء وسيأتي تخريجه في الحديث رقم (2576).

ص: 439

2575 -

وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ (1): أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ مُزَيْنَةَ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَا أَفْضَلُ مَا أُوتِيَ الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ؟ قَالَ: الخُلُق الحسنُ، قَالَ: فَمَا شَرُّ مَا أُوتِيَ الْمُسْلِمُ؟ قَالَ: إِذَا كَرِهْتَ أَنْ يُرى عَلَيْكَ شيءِ فِي (2) نَادِي الْقَوْمِ فَلَا تفعله إذا خلوت.

(1) تصحفت في (حس) إلى "إسحاق عبد الرزاق".

(2)

تصحفت في (سد) إلى "فلا".

ص: 440

2575 -

الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف علته عنعنة أبي إسحاق السبيعي فهو مدلس ولم يصرح بالتحديث.

ص: 440

تخريجه:

أخرجه معمر في كتاب الجامع (ح 20151) بنفس الإسناد والمتن.

وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان (6/ 235)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (1/ 495) كلاهما من طريق أبي إسحاق، عن المزني أو الجهني قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقال: ما خير ما أعطي المسلم؟ قال: خُلق حسن. قال: فما شر ما أعطي؟ قال: قلب أسود وصورة حسنة وكلما نظر إلى نفسه أعجبته، فانظر ما تحب أن يذكر منك في نادي القوم فافعله إذا خلوت. لفظ البيهقي.

وأخرجه البيهقي في نفس الموضع من طريق أبي إسحاق، عن رجل من مزينة أو جهينة قال: فما شر ما أعطي الناس؟ قال: خُلق سيء فانظر الذي تكره أن يحدث عنك إذا عملته في بيتك فلا تعمله.

هكذا دون ذكر شطره الأول، ودون تبين أن ذلك من قول الرسول صلى الله عليه وسلم.

قلت: مدار هذه الأسانيد على أبي إسحاق، ولم يصرح بالتحديث.

ولشطره الأول شواهد خرجتها في الحديث السابق.

ص: 440

2576 -

[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ خَلَفِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ [مَيْمُونٍ] (1) قَالَ: سَأَلْتُ أُمَّ الدَّرْدَاءِ رضي الله عنها هَلْ سَمِعْتِ مِنْ رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا؟ قَالَتْ: نَعَمْ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم-يَقُولُ: أَوَّلُ مَا يُوضَعُ فِي الْمِيزَانِ الْخُلُقُ الْحَسَنُ.

[2]

وَقَالَ عَبْدٌ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِهَذَا.

[3]

وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو بَدْرٍ، عَنْ خَلَفِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، قَالَ: قُلْنَا لِأُمِّ الدَّرْدَاءِ (2) رضي الله عنها، حَدِّثِينَا (3) بِشَيْءٍ سَمِعْتِيهِ (4) مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَا تُحَدِّثِينَا (5) بِشَيْءٍ سَمِعْتِيهِ (6) مِنْ غَيْرِهِ، فَقَالَتْ (7) رضي الله عنها، سَمِعْتُهُ يَقُولُ

فَذَكَرَهُ، هَكَذَا اخْتُلِفَ فِيهِ عَلَى خَلَفِ بْنِ حَوْشَبٍ، وَالْمَحْفُوظُ مَا رَوَاهُ عَطَاءٌ الْكَيْخَارَانِيُّ (8) عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ رضي الله عنها، [عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ](9)، كَذَلِكَ أَخْرَجَهُ أَصْحَابُ السُّنَنِ وَابْنُ حِبَّانَ وَغَيْرُهُمْ (10).

(1) تصحفت في جميع النسخ إلى "ميمونة رضي الله عنه"، والمثبت هو الصحيح من المصنف لابن أبي شيبة.

(2)

تصحفت في (سد) و (عم) إلى "لأبي الدرداء".

(3)

تصحفت في (سد) و (عم) إلى "حدّثنا".

(4)

تصحفت في (سد) و (عم) إلى "سمعته".

(5)

تصحفت في (سد) إلى "ولا تحدثنا" ومكانها بياض في (عم).

(6)

تصحفت في (سد) و (عم) إلى "سمعته".

(7)

تصحفت في (سد) و (عم) إلى "فقال".

(8)

تصحفت في (سد) و (عم) إلى "الكنجاراني".

(9)

سقطت من الأصل و (حس) وأثبتها من باقي النسخ.

(10)

هذا إسناد ضعيف لجهالة الراوي عن أم الدرداء.

ص: 441

2576 -

الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف لانقطاعه فأم الدرداء ماتت قبل أبي الدرداء والأخير توفي في خلافه عثمان أي قبل سنة خمس وثلاثين فيستحيل أن يكون ميمون بن مهران أدرك أم الدرداء كما بين الخطيب في الموضح (1/ 358).

وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 135 أمختصر)، وسكت عليه.

ص: 442

تخريجه:

هو في المصنف لابن أبي شيبة (8/ 333) بنفس الإِسناد والمتن.

وأخرجه عبد بن حميد في المنتخب (ح 1565)، عن ابن أبي شيبة، به.

وأخرجه الطبراني في الكبير (24/ 253)، وأبو نعيم في الحلية (5/ 75)، والخطيب في الموضح (1/ 356) كلهم من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، بنحوه.

وأخرجه الطبراني في الكبير (25/ 73)، والآجري في الشريعة (ص 383)، وأبو نعيم في المعرفة (ج 3/ ق 377 ب)، والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 154) كلهم من طريق شريك، به بنحوه.

ومدار هذه الأسانيد على ميمون بن مهران، عن أم الدرداء وتقدم أنه لم يدركها، لكنه لم ينفرد إذ تابعه ثلاثة وهم:

الأول: يعلي بن مملك، عن أم الدرداء، به بنحوه.

أخرجه معمر في كتاب الجامع (ح 20157)، وابن أبي الدنيا في التواضع والخمول (ح 172) كلاهما من طريق عمرو بن دينار، عن ابن أبي مليكة، عن يعلي بن مملك به.

ويعلي بن مملك ذكره ابن حبّان في الثقات (5/ 556)، ولم أر من وثقه، ولم يرو عنه غير ابن أبي مليكة، فهو مجهول.

الثاني: رجل من أهل الشام، عن الدرداء، به بنحوه.

أخرجه أحمد بن منيع: كما في المطالب هنا (ح 136 ج). =

ص: 442

= وإسناده ضعيف لجالهة الراوي عن أم الدرداء.

الثالث: عطاء، عن أم الدرداء قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ما من عمل أثقل في الميزان يوم القيامة من حُسن الخلق، والذي نفسي بيده إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصوم والصلاة.

أخرجه السهمي في تاريخ جرجان (ع 321) من طريق عمران بن عبيد الضبي، عن عطاء، به.

وعمران الضبي لم أجد من وثّقه، ولم يرو عنه غير واحد، فهو مجهول.

قال الحافظ ابن حجر في المطالب هنا: هَكَذَا اخْتُلِفَ فِيهِ عَلَى خَلَفِ بْنِ

حَوْشَبٍ، وَالْمَحْفُوظُ مَا رَوَاهُ عَطَاءٌ الْكَيْخَارَانِيُّ عَنْ أُمِّ الدرداء رضي الله عنه، عن أبي الدرداء، وكذلك أخرجه أصحاب السنن وابن حبّان وغيرهم.

قلت: أخرجه أبو داود (13/ 155 العون)، والترمذي (6/ 141 التحفة)، وأحمد (6/ 442، 446، 448)، وابن أبي الدنيا في التواضع والخمول (ح 173)، وابن أبي عاصم في السنة (ح 783)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (ص 9)، والغطريف في حديثه رقم (89): كما في الصحيحة (2/ 562)، وأبو نعيم في الحلية (7/ 107)، والخطيب في الموضح (1/ 150)، والآجري في الشريعة (ص 383)، والبيهقي في الشعب (6/ 238)، وابن حبّان: كما في الإِحسان (1/ 350) كلهم من طريق عطاء الكيخاراني، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، به.

وتابعه أربعة:

الأول: يعلي بن مملك، عن أم الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: إن أثقل شيء في الميزان يوم القيامة الخلق الحسن.

أخرجه أبو داود (13/ 155 العون)، والترمذي (6/ 140 التحفة)، وأحمد (6/ 451)، والبزار: كما في الكشف (2/ 407)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 464)، والحميدي (1/ 194)، وابن أبي شيبة (8/ 323)، والآجري في الشريعة =

ص: 443

= (ص 383)، وابن أبي عاصم في السنة (ح 782)، وهنّاد في الزهد (1258)، موقوفًا، وابن حبّان: كما في الإحسان (7/ 480)، والطبراني في مكارم الأخلاق (ح 5)، والبغوي في شرح السنة (13/ 118)، والبيهقي في الكبرى (10/ 193)، وفي الشعب (6/ 238)، وفي الآداب (ح 194) وفي الأسماء والصفات (2/ 263)، وفي "الأربعون الصغرى"(ح 141).

ويعلي بن مملك تقدم آنفًا أنه مجهول.

الثاني: زيد بن أسلم، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لا يوضع في الميزان يوم القيامة أفضل من حُسن الخلق.

أخرجه الخطيب في الموضح لأوهام الجمع والتفريق (1/ 359)، وزيد بن أسلم، لم يسمع من أبي هريرة ولا جابر، فمن باب أولى سماعه من أم الدرداء غير ثابت، وإذا كان الخطيب يجعل إدراك ميمون بن مهران لأم الدرداء مستحيلًا، وميمون وفاته سنة سبع عشرة ومائة، فمن باب أولى استحالة إدراك زيد لها وقد توفي سنة ست وثلاثين ومائة.

الثالث: يزيد بن ميسرة، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا مِنْ شَيْءٍ أثقل في الميزان من خلق حسن.

أخرجه أبو نعيم في الحلية (5/ 243).

ويزيد بن ميسرة ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (9/ 288) وسكت عليه، ولم أر من وثّقه، ولم يرو عنه غير واحد، فهو مجهول.

الرابع: الحارث بن جميلة، عن أُمُّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: من أفضل ما يوضع في الميزان يوم القيامة حُسن الخلق.

أخرجه الأصبهاني في الترغيب والترهيب (1/ 489).

والحارث بن جميلة ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3/ 71) وسكت عليه، ولم أر من وثّقه، ولم يرو عنه غير واحد، فهو مجهول، وقال الحافظ في تعجيل المنفعة (ص 76): مجهول.

ص: 444

2577 -

[1] وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ [هُوَ ابْنُ عَيَّاشٍ](1)، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ [عُبَيْدِ اللَّهِ](2)، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَلِيٍّ (3) رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ الرَّجُلَ لَيُدْرِكُ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ بالخُلق الْحَسَنِ، وَإِنَّهُ لَيُكْتَبُ جَبَّارًا وَمَا يَمْلِكُ إلَّا أَهْلَ بَيْتِهِ.

[2]

وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ بِهِ.

(1) تصحفت في الأصل و (حس) إلى "ابن عباس" وما أثبته من باقي النسخ، وبغية الباحث.

(2)

غير واضحة في الأصل وفي باقي النسخ تصحفت إلى "عبد الله" وما أثبته هو الصحيح من بغية الباحث، وكتب التراجم.

(3)

قوله: "عن علي" سقط من (حس) فصار الحديث مرسلًا.

ص: 445

2577 -

الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف فيه علتان:

1 -

ضعف عبد العزيز بن عبد الله.

2 -

عنعنة إسماعيل بن عياش، وهو معدود ضمن أصحاب المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين.

وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 130 أمختصر) وقال: رواه أحمد بن منيع، وأبو الشيخ بن حيان في كتاب الثواب. ومدار الإسناد على عبد العزيز بن عبيد الله وهو ضعيف، وكذا رواه الحارث بن أبي أسامة.

وذكره المنذري في الترغيب والتر هيب (3/ 418) وضعّفه.

ص: 445

تخريجه:

هو في بغية الباحث (ح 832) بنفس الإِسناد والمتن.

وأخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 157 ب)، وفي =

ص: 445

= مكارم الأخلاق (ح 2) من طريق سعيد بن منصور، عن إسماعيل بن عياش به بلفظه.

وقال الطبراني: لا يُروى عن علي إلَّا بهذا الإِسناد، تفرد به إسماعيل.

وأخرجه أحمد بن منيع كما في المطالب هنا (ح 2577/ 2)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 289) من طريق إسماعيل بن عياش به، ولفظ أبي نعيم: إن الرجل ليدرك بالحلم درجة الصائم القائم، وإنه ليكتب جبارًا وإنه ما يملك إلَّا أهل بيته.

وأخرجه أبو الشيخ في كتاب الثواب كما في الترغيب والترهيب (3/ 418).

ومدار هذه الأسانيد على عبد العزيز بن عبيد الله وقد علمت حاله.

وله شواهد كثيرة عن عائشة، وأبي هريرة، وأبي سعيد الخدري، وأنس، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو، وأبي أمامة، وأم الدرداء رضي الله عنهم.

أما حديث عائشة فله عنها طريقان:

الأولى: عن المطلب بن عبد الله، عن عائشة، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم.

أخرجه أبو داود (13/ 154 العون)، وأحمد (6/ 90، 133، 187)، وابن حبّان كما في الإحسان (1/ 350)، وابن أبي الدنيا في التواضع والخمول (ح 166)، والحاكم في المستدرك (1/ 60)، والبغوي في شرح السنة (13/ 81)، والبيهقي في الشعب (6/ 236)، وفي الآداب (ح 193)، والخطيب في الموضح (2/ 318)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (1/ 489)، وتمام في فوائده كما في الروض البسام (3/ 294).

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.

قال الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة (2/ 438) عزاه السيوطي في زوائد الجامع الصغير وفي الجامع الكبير لأحمد، والحاكم، ولم أره في المسند فأخشى أن يكون تحرف "حم" من "د" فإنه لم يعزه إليه. =

ص: 446

= قلت: هو في المسند في عدة مواضع كما بينت.

الثانية: عن القاسم بن محمد، عن عائشة، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الساهر بالليل، الظمآن بالنهار.

أخرجه العقيلي في الضعفاء (4/ 464)، وابن عدي في الكامل (3/ 220)، والطبراني في مكارم الأخلاق (ح 3)، وابن حبّان في المجروحين (3/ 144) كلهم من طريق اليمان بن عدي، عن زهير بن محمد، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن القاسم بن محمد به.

واليمان بن عدي قال في التقريب (ص 610): ليّن الحديث.

وأما حديث أبي هريرة فله عنه ثلاث طرق:

الأولى: عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، مرفوعًا: إن الله ليبلغ العبد بحسن خلقه درجة الصوم والصلاة.

أخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 157 ب)، والحاكم في المستدرك (1/ 60).

وقال الحاكم: حديث صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.

الثانية: عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ الرَّجُلَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خلقه درجة القائم بالليل.

أخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 284)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 65) كلاهما من طريق فضيل بن سليمان، عن صالح بن خوات، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن أبي صالح به.

وصالح بن خوات هو ابن صالح حفيد صالح بن خوات بن جبير.

ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (4/ 399) وسكت عليه ولم أو من وثّقه، وروى عنه غير واحد، فهو مستور.

الثالثة: عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إن =

ص: 447

= الله ليبلغ العبد بحسن خلقه درجة الصوم والصلاة.

أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 13) من طريق الحسن بن قتيبة، حدّثنا شريك، عن منصور، عن أبي حازم به.

والحسن بن قتيبة، قال الذهبي في الميزان (1/ 519): هالك.

وأما حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إن العبد ليدرك

بحسن الخلق درجة الصائم القانت، الذي يصوم النهار، ويقوم الليل.

فأخرجه القضاعي في مسند الشهاب (2/ 122)، والبيهقي في الشعب (6/ 237) كلاهما من طريق عبد الحميد بن سليمان، عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة، عن صفوان بن سليم، عن عطاء، عن أبي سعيد مرفوعًا.

قال البيهقي: تفرّد بإسناده عبد الحميد بن سليمان.

قلت: عبد الحميد بن سليمان، قال في التقريب (ص 333): ضعيف.

وأما حديث أنس رضي الله عنه، مرفوعًا: إن العبد ليبلغ بحسن خلقه عظيم درجات الآخرة، وشرف المنازل، وإنه لصعب العبادة، وإنه ليبلغ بسوء خلقه أسفل درجة في جهنم.

فأخرجه الطبراني في الكبير (1/ 260)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (ص 10)، وذكر شطره الأول، وفي مساوئ الأخلاق (ح 12) وذكر شطره الثاني، وابن أبي الدنيا في التواضع والخمول (ح 168)، وسمويه، والضياء في المختارة كما في الكنز (ح 5149).

وإسناد الطبراني صحيح.

وأما حديث أبي أمامة قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الساهر بالليل، الظآمي بالهواجر.

فأخرجه الطبراني في الكبير (8/ 198)، والبغوي في شرح السنة (13/ 81)، وتمام في فوائده كما في الروض البسام (3/ 297) كلهم من طريق عُفير بْنُ مَعْدَانَ، =

ص: 448

= عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ مرفوعًا.

وعُفير بن معدان قال في التقريب (ص 393): ضعيف.

وأما حديث عبد الله بن عُمَرَ رضي الله عنه، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يضمر الخيل وقال: إن العبد لينال بحسن الخلق منزلة الصائم نهاره القائم ليله.

فأخرجه ابن أبي الدنيا في التواضع والخمول (ح 167)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (2/ 412).

ومدار إسناديهما على عبد الله بن عمر العمري قال في التقريب (ص 314): ضعيف.

وأما حديث عبد الله بن عمرو قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن المسلم المسدد ليدرك درجة الصائم القائم بحسن خلقه وكرم ضريبته.

فأخرجه أحمد (2/ 177)، والطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 157 ب)، وفي الكبير كما في المجمع (8/ 22)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 64 ومدار أسانيدهم على ابن لهيعة وهو ضعيف.

وأما حديث أم الدرداء فقد تقدم تخريجه في الحديث رقم (4576/ 1).

وعلى ذلك يرتقي قوله صلى الله عليه وسلم إِنَّ الرَّجُلَ لَيُدْرِكُ بحسن خلقه درجة الصائم القائم.

بمجموع هذه الشواهد إلى الحسن لغيره. ولم أجد شاهدًا لشطره الثاني فهو باقٍ على ضعفه.

ص: 449

2578 -

وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، وَالْحَارِثُ جَمِيعًا: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، قَالَ يَزِيدُ: لَا أَعْلَمُهُ إلَّا عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنِّي رَجُلٌ أُحِبُّ أَنْ أُحْمَدَ (1) وَكَأَنَّهُ يَخَافُ عَلَى نَفْسِهِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: فَمَا يَسَعُكَ أَنْ تَعِيشَ حَمِيدًا، وَتَمُوتَ فَقِيدًا، وَإِنَّمَا بُعِثْتُ عَلَى تَمَامِ مَحَاسِنِ الْأَخْلَاقِ.

ورواه البزّار من طريق يزيد.

(1) تصحفت في (حس) إلى "أحمده".

ص: 450

2578 -

الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف فيه علتان:

الأولى: عبد الرحمن بن أبي بكر فهو ضعيف.

الثانية: عنعنة مكحول وهو معدود ضمن أصحاب المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين.

وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 135 أمختصر) وسكت عليه.

ص: 450

تخريجه:

هو في بغية الباحث (ح 872) بنفس الإِسناد والمتن.

وأخرجه البزّار كما في الكشف (2/ 407)، والطبراني في الكبير (20/ 65)، وابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق (ح 14)، والبيهقي في الشعب (6/ 231) كلهم من طريق يزيد بن هارون به بنحوه.

وسقط مكحول من رواية البزّار.

ولقوله صلى الله عليه وسلم: "وإنما بعثت على تمام محاسن الأخلاق" شواهد عن أبي هريرة، وجابر بن عبد الله، ومالك بلاغًا. =

ص: 450

= أما حديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إنما بُعثت لأتمم صالح الأخلاق.

فأخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 273)، وأحمد (2/ 398)، وابن سعد في الطبقات (1/ 192)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 1)، والقضاعي في مسند الشهاب (2/ 192)، والحاكم (2/ 613).

والبيهقي في الكبرى (10/ 192)، وفي الشعب (6/ 230)، والخطيب في الفقيه والمتفقه (2/ 110).

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.

ومدار أسانيدهم على محمد بن عجلان، قال في التقريب (ص 496): صدوق إلَّا أنه اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة.

وأما حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إن الله بعثني بمحاسن الأخلاق وكمال محاسن الأفعال.

فأخرجه الطبراني في الأوسط كما في كشف الخفاء (1/ 245)، والبغوي في شرح السنة (13/ 202)، والبيهقي في الشعب (6/ 231) كلهم من طريق يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِيهِ، عن جابر بن عبد الله مرفوعًا.

وقال البيهقي: إسناده ضعيف.

ويوسف بن محمد بن المنكدر قال في التقريب (ص 612) ضعيف.

وأما حديث مالك أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: إنما بعثت لأتمم حسن الأخلاق.

فأخرجه مالك في الموطأ (2/ 904)، وعنه ابن سعد في الطبقات (1/ 199) وإسناده منقطع.

وعليه يرتقي قوله صلى الله عليه وسلم: "إنما بُعثت على تمام محاسن الأخلاق" إلى الحسن لغيره، أما الشطر الأول من حديث الباب فباقٍ على ضعفه إذ لا شاهد له.

ص: 451

2579 -

وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو بَدْرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: سُئل النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ إِمَامِ الْمُتَّقِينِ، قَالَ: هو التقيُّ الحسنُ الخُلق.

ص: 452

2579 -

الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف فيه ثلاث علل:

الأولى: ضعف سعيد بن عبد الجبار.

الثانية: عبد الحميد بن مهاجر لم أجد له ترجمة.

الثالثة: حبيب والد سليمان لم أجد له ترجمة.

وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 135 أمختصر) وسكت عليه.

ص: 452

تخريجه:

لم أجده عند غيره.

ص: 452

2580 -

وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا سِكِّينُ بْنُ أَبِي سِرَاجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنه، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: سُوءُ الخُلُق يُفسد العمل كما يُفسد النحل العسل.

ص: 453

2580 -

الحكم عليه:

هذا إسناد تالف فيه علتان:

1 -

داود بن المحبر فهو متروك.

2 -

سكين بن أبي سراج فهو متهم.

وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 135 أمختصر) وقال: رواه عبد بن حميد، عن داود بن المحبر وهو ضعيف.

وذكره السيوطي في الجامع الصغير (4/ 112 الفيض) ورمز له بالضعف، وتبعه الألباني فذكره في ضعيف الجامع (ح 3289) إلَّا أنه قال: ضعيف جدًا.

ص: 453

تخريجه:

أخرجه عبد بن حميد في المنتخب (ص 255) عن داود بن المحبر به بلفظه.

أخرجه الحاكم في الكنى والألقاب، وأبو نعيم، والديلمي كلهم كما في إتحاف السادة المتقين (7/ 321). ويشهد لمتنه أحاديث كثيرة عن ابن عباس، وأبي هريرة، وأنس، ورجل من قريش رضي الله عنهم.

أما حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: الْخَلْقُ الحسن يذيب الخطايا كما يذيب الماء الجليد، والخلق السوء يفسد العمل كما يفسد الخل العسل.

فأخرجه الطبراني في الكبير (10/ 388)، وفي الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 157 ب)، وأبو محمد القاري في حديثه (ج 2/ ق 203 أ) كما في الضعيفة (1/ 442) كلاهما من طريق عيسى بن ميمون، عن محمد بن كعب القرطبي، عن ابن عباس مرفوعًا.

وقال الطبراني: لا يُروى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ إلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ، تفرّد به عيسى.

قلت: عيسى هو ابن ميمون المدني، قال في التقريب (ص 441): ضعيف. =

ص: 453

= وأما حديث أبي هريرة رضي الله عنه، مرفوعًا بنحو حديث ابن عباس.

فأخرجه العقيلي في الضعفاء (4/ 291)، وابن حبّان في المجروحين (3/ 51)، والبيهقي في الشعب (6/ 248) وأبو الشيخ في الأمثال (ح 284) كلهم من طريق النضر بن معبد، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة مرفوعًا.

والنضر بن معبد، قال عنه في لسان الميزان (6/ 198) قال أبو حاتم: يكتب حديثه، وقال النسائي ليس بثقة، وقال العقيلي، وابن عدي: لا يتابع عليه. وعلى ذلك فهو ضعيف.

وأما حديث أنس فله عنه طريقان:

الأولى: عن هلال بن أبي هلال القسملي، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: الخلق السوء يفسد الإيمان كما يفسد الصبر الطعام.

أخرجه ابن عدي في الكامل (7/ 120)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (6/ 247).

وهلال بن أبي هلال القسملي قال في التقريب (ص 576): ضعيف.

الثانية: عن الحسن، عن أنس يرفعه بنحو حديث ابن عباس.

أخرجه تمام في فوائده (1/ 136) من طريق خليد بن دعلج، عن الحسن به.

وخليد قال في التقريب (ص 195) ضعيف.

وأما حديث الرجل من قريش بنحو حديث ابن عباس.

أخرجه تمام في فوائده (1/ 136) من طريق خليد بن دعلج، عن الحسن به.

وخليد قال في التقريب (ص 195) ضعيف.

وأما حديث الرجل من قريش بنحو حديث ابن عباس.

فأخرجه ابن أبي الدنيا في التواضع والخمول (ح 184) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق، عن رجل من قريش مرفوعًا.

وعبد الرحمن بن إسحاق، أبو شيبة الواسطي قال في التقريب (ص 336): ضعيف.

وعليه يتبيّن ان متن حديث الباب له أصل إلَّا أن إسناده باقٍ على حاله.

ص: 454

2581 -

حَدَّثَنَا (1) أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا طَلْحَةُ، عَنْ عَطَاءٍ، عن ابن عباس رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إن خياركم أحاسنكم أخلاقًا.

(1) القائل هو الحارث بن أبي أسامة.

ص: 455

2581 -

الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف جدًا، علته طلحة بن عمرو الحضرمي، فهو متروك.

ص: 455

تخريجه:

هو في بغية الباحث (ح 831) بنفس الإسناد والمتن.

وأخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (ج 2/ ق 19 ب) من طريق الحارث بن أبي أسامة.

وأخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 35)، والخطيب في تاريخ بغداد (2/ 316) وإسحاق كما سيأتي برقم (3133) كلهم من طريق طلحة بن عمرو به بنحوه.

ومدار هذه الأسانيد على طلحة بن عمر وقد علمت حاله.

لكن تابعه زمعة بن صالح فرواه عَنْ سَلَمَةَ بْنِ وَهْرَامَ عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: خياركم أحاسنكم أخلاقًا الموطأون أكنافًا، وإن شراركم الثرثارون المتفيهقون المتشدقون.

أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 339)، والبيهقي في الشعب (6/ 234).

وزمعة بن صالح ضعيف.

وللحديث شواهد كثيرة عن عبد الله بن عمرو، وأبي هريرة، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عمر، وجابر، وأنس رضي الله عنهم.

أما حديث عبد الله بن عمرو قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشًا ولا متفحشًا، وإنه كان يقول: إن خياركم أحسنكم أخلاقًا.

فأخرجه البخاري (10/ 456 الفتح)، ومسلم (ح 2321)، والترمذي (6/ 110 التحفة)، وأحمد (2/ 193). وهنّاد في الزهد (ح 1253)، والطيالسي (ص 297)، =

ص: 455

= وابن أبي شيبة (8/ 326)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 271)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 60) وذكر شطره الأول، وابن أبي الدنيا في التواضع والخمول (ح 174)، وابن حبّان كما في الإِحسان (1/ 349)، ووكيع في الزهد (ح 424)، والبغوي في شرح السنة (3/ 236)، والبيهقي في دلائل النبوة (1/ 315)، وفي الكبرى (10/ 192)، وفي الآداب (ح 189) وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

"أما حديث جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَلَا أُخْبِرُكُمْ بخياركم؟ قالوا: بلى، قال: أحسنكم أخلاقًا.

فأخرجه الطبراني في مكارم الأخلاق (ح 5)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (1/ 493) كلاهما من طريق أبي مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ مرفوعًا.

وأبو معشر: هو نجيح بن عبد الرحمن السندي قال في التقريب (ص 559): ضعيف.

وأما حديث أبي هريرة رضي الله عنه، فله عنه أربع طرق:

الأولى: عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، يرفعه قال: خياركم أطولكم أعمارًا وأحسنكم أخلاقًا.

أخرجه البزّار كما في الكشف (2/ 406)، وابن حبّان كما في الإحسان (1/ 352) كلاهما من طريق مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عن أبي سلمة به.

وقال البزّار لا نعلمه بهذا اللفظ بإسناد أحسن من هذا.

قلت: فيه ابن إسحاق وقد عنعن، فالإِسناد ضعيف.

الثانية: عن عبد الله بن شقيق، عن أبي هريرة يرفعه قال: ألا أنبئكم بخياركم؟ أحاسنكم أخلاقًا، ألا أنبئكم بشرار هذه الأمة؟ الثرثارون المتفيهقون. =

ص: 456

= أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 49)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (6/ 234)، وأخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 31) كلاهما من طريق البراء بن عبد الله الغنوي، عَنْ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن شقيق به.

والبراء بن عبد الله بن يزيد الغنوي، قال في التقريب (ص 121): ضعيف.

الثالثة: عن أبي عثمان النهدي، عن أبي هريرة يرفعه قال: أحبكم إلى الله أحاسنكم أخلاقًا الموطأون أكنافًا.

أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 63).

وفي إسناده صالح بن بشير قال في التقريب (ص 271): ضعيف.

الرابعة: عن محمد بن زياد قال: سمعت أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: خياركم إسلامًا أحاسنكم أخلاقًا إذا فقهوا.

أخرجه أحمد (2/ 467، 469، 481)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 285) وإسنادهما صحيحان:

وأما حديث عبد الله بن عمر قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أي الناس خير؟ قال: أحسنهم أخلاقًا.

فأخرجه الطبراني في الكبير (12/ 354) من طريق نافع بن عبد الله، عم فروة بن قيس، عن ابن عمر مرفوعًا. وفروة بن قيس، قال في التقريب (ص 445) مجهول، ونافع بن عبد الله، قال في التقريب (ص 558) مجهول.

وأما حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بخياركم؟ قالوا: بلى. قال: خياركم أحاسنكم أخلاقًا، أحسبه قال: الموطأون أكنافًا.

فأخرجه البزّار كما في الكشف (2/ 46) من طريق صدفة بن موسى، عن عاصم، عن أبي وائل، عن ابن مسعود مرفوعًا.

وقال البزّار لا نعلمه يروى عن عبد الله إلَّا بهذا الإِسناد.

وصدفه بن موسى قال في التقريب (ص 275): صدوق له أوهام، وبقية رجاله =

ص: 457

= ثقات فالإِسناد حسن إن شاء الله.

وأما حديث أنس يرفعه بنحو حديث ابن مسعود.

فأخرجه البزّار كما في الكاشف (2/ 406) من طريق سُهَيْلُ بْنُ أَبِي حَزْمٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أنس مرفوعًا.

وَقَالَ الْبَزَّارُ لَا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ ثَابِتٍ، عن أنس إلَّا سهيل.

وسُهيل بن أبي حزم قال في التقريب (ص 259) ضعيف.

وعليه فمتن حديث الباب ثابت في الصحيحين وغيرهما، ولكن سنده شديد الضعف، فلا يرتقي بهذه الشواهد.

ص: 458

2582 -

حَدَّثَنَا (1) الْحُلَبْسُ الْحَنْظَلِيُّ التَّمِيمِيُّ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ سَلَّامٍ أَوْ ابِنِ سَلَّامٍ (2) الْخُرَسَانِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ سَاءَ خُلُقُهُ عَذَّبَ نَفْسَهُ، وَأَكْثَرَ هَمَّهُ، وَأَسْقَمَ بَدَنَهُ، وَمَنْ لَاحَى الرِّجَالَ (ذَهَبَتْ كرامته وسقطت مروءته)(3).

(1) القائل هو الحارث بن أبي أسامة.

(2)

كتبت في (سد) و (عم)"أبي سلّام".

(3)

ما بين الهلالين تصحّف في (عم) إلى "أذهبت كرامته وأسقطت مروءته".

ص: 459

2582 -

الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف جدًا فيه ثلاث علل:

الأول: الحلبس الحنظلي لم أعرفه.

الثانية: سلام الخراساني فهو متروك.

الثالثة: الانقطاع بين سلام وأبي هريرة، فبين وفاتيهما مائة وعشرون سنة، فيستحيل أن يكون قد أدركه.

وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 135 ب مختصر) وسكت عليه.

وذكره السيوطي في الجامع الصغير (6/ 144 الفيض) وسكت عليه، أما الألباني فذكره في ضعيف الجامع (ح 5613) وقال: ضعيف جدًا.

ص: 459

تخريجه:

هو في بغية الباحث (ح 835) بنفس الإسناد والمتن.

وأخرجه ابن خلاد في فوائده (ق 26 أ) كما في هامش بغية الباحث، عن الحارث به. إلَّا أنه سمى شيخ الحارث حنش التميمي، ولم أجد له ترجمة كذلك.

وأخرجه أبو نعيم في الطب (ق 26 أ) عن أبي بكر بن خلاد، عن الحارث به.

وأخرجه ابن السني كما في الجامع الصغير (6/ 144 الفيض). =

ص: 459

= ويشهد له حديث عَلِيٍّ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: من كثر همه سقم بدنه، ومن ساء خلقه عذب نفسه، ومن لاحى الرجال سقطت مروءته، وذهبت كرامته.

أخرجه أبو نعيم في الطب (ق 26 أ) من طريق أبي إسماعيل الأيلي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، حدّثنا أبو جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ علي مرفوعًا. وأبو إسماعيل الأيلي قال في الميزان (1/ 561): قال أبو حاتم: كان شيخًا كذابًا، وقال العقيلي: يحدث عن الأئمة بالبواطيل. فالإسناد تالف.

وأخرجه أبو الحسن بن معروف في "فضائل بني هاشم، وابن عمليق في جزئه، والخطيب في المتفق والمفترق الثلاثة كما في الكنز (ح 44242)، وابن السني في الطب كما في المنهج السوي (ص 208).

ص: 460

2583 -

حَدَّثَنَا (1) عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ صَالِحٍ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ مُطَرِّف بْنِ عَبِدْ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ قَالَ: أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رجلٌ فَقَالَ: أَيُّ الإِيمان أَفْضَلُ؟ قَالَ: الخُلق الحسنُ، فَأَعَادَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: الخُلق الحسنُ (2)، فَأَعَادَ عَلَيْهِ الثَّالِثَةَ أَوِ الرَّابِعَةَ فَإِمَّا (3) أَقَامَهُ وَإِمَّا أَقْعَدَهُ قَالَ صلى الله عليه وسلم: أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ وَأَنْتَ طَلِيقٌ، قَالَ (4):[ثُمَّ مَا زَالَ](5) رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم-يُحَسّنُ (6) الْخُلُقَ الْحَسَنَ وَيَقُولُ: هُوَ مِنَ اللَّهِ، ويُقبح (7) الْخُلُقَ السُّوءَ (8) وَيَقُولُ: هُوَ مِنَ الشَّيْطَانِ، ثُمَّ قَالَ: أَلَا تَنْظُرُونَ إِلَى حُمْرَةِ عَيْنَيْهِ وَانْتِفَاخِ أَوْدَاجِهِ.

(1) القائل هو الحارث بن أبي أسامة.

(2)

زيد في (حس) هنا "فأعاد عليه فقال: الخلق الحسن" أي ذكرت ثلاث مرات.

(3)

تصحفت في (عم) إلى "فما".

(4)

سقطت في (سد) و (عم).

(5)

غير واضحة في الأصل وكتبت في (سد) و (عم) و (حس)"ثم ما قال" والمعنى لا يستقيم بها وما أثبته من إتحاف الخيرة.

(6)

تصحفت في (سد) و (حس) إلى "بحسن" بالباء الموحدة.

(7)

تصحفت في (سد) إلى "بقبح" بالباء الموحدة، وفي (حس) إلى "بفتح".

(8)

تصحفت في (سد) و (عم) إلى "السيىء".

ص: 461

2583 -

الحكم عليه:

هذا حديث مرسل، إسناده ضعيف جدًا، فيه علتان:

الأولى: عبد العزيز بن أبان، فهو متروك.

الثانية: عنعنة حبيب بن أبي ثابت، وهو معدود ضمن أصحاب المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين.

وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 135 أمختصر) وقال: رواه الحارث بن أبي أسامة مرسلًا ومحمد بن نصر المروزي. =

ص: 461

= تخريجه:

هو في بغية الباحث (ح 833) بنفس الإِسناد والمتن.

وأخرجه محمد بن نصر المروزي كما في إتحاف الخيرة (ج 2/ ق 135 أمختصر).

ويشهد لقوله صلى الله عليه وسلم: "الخلق الحسن" لمن سأله عن أي الإِيمان أفضل، الحديث رقم (2570) وشواهده.

ويشهد لقوله صلى الله عليه وسلم: "أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ وأنت طليق الوجه" أحاديث كثيرة خرجتها في الحديث رقم (2530).

ص: 462