الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
7 - بَابُ فَضْلِ الإِحسان إِلَى الْيَتِيمِ
2557 -
[1] قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ أُمِّ سَعِيدٍ بِنْتِ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ [الْجُمَحِيِّ] (1) قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ كَفَلَ يَتِيمًا لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ، كُنْتُ أَنَا وَهُوَ فِي الْجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ الْإِصْبُعَينِ (2): الْوُسْطَى وَالْمُسَبِّحَةِ الَّتِي تَلِيهَا.
[2]
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَامٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو بِهِ.
هَكَذَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، وَخَالَفَهُ (3) سُفْيَانُ، عَنْ صفوان.
(1) كتبت في (عم)"أم سعيد بنت عمير بن أمية"، وفي (سد)"أم سعيد بنت عمرو بن أمية"
وتصحفت نسبتها في جميع النسخ إلى "الجهني" وما أثبته من الإصابة (6/ 82).
(2)
كتبت في (عم) و (سد)"الأصبع".
(3)
تقدم معنى المخالفة في الحديث رقم (2440).
2557 -
الحكم عليه:
هذا إسناد ضعيف مرسل فيه علتان:
الأولى: جهالة أم سعيد بن مرة الفهرية. =
= الثانية: الانقطاع بين صفوان وأم سعيد، كما سيأتي بيانه من الحديث القادم (2558).
وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 128 ب مختصر) وقال: رواه أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو يَعْلَى الموصلي. بسند فيه انقطاع.
تخريجه:
ذكره الحافظ ابن حجر في الإِصابة (6/ 82).
2558 -
[1] وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ، عَنِ امْرَأَةٍ يُقال لَهَا أُنَيْسَةُ، عَنْ أُمِّ سَعِيدٍ بِنْتِ مُرَّةَ الْفِهْرِيِّ، عَنْ أَبِيهَا رضي الله عنه، [قَالَ] (1): إِنَّ (2) رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: قَالَ: أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ فِي الْجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ، وَأَشَارَ سُفْيَانُ بِإِصْبَعَيْهِ.
[2]
وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ بِهَذَا.
[3]
وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بِهَذَا وَزَادَ (3) إِنِ اتَّقَى اللَّهَ عز وجل.
(1) تصحفت في جميع النسخ إلى "قالت" وما أثبته الصحيح من مسند الحميدي، فالراوي أبوها.
(2)
قوله "إن" سقط من (عم).
(3)
تصحفت في (حس) إلى "أوزاد".
2558 -
الحكم عليه:
هذا إسناد ضعيف، فيه علتان:
1 -
جهالة أنيسة.
2 -
جهالة أم سعيد.
وذكر البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 128 ب مختصر) وسكت عليه.
تخريجه:
هو في مسند الحميدي (2/ 370) بنفس الإسناد والمتن.
وهذا الحديث مداره على صفوان بن سليم واختلف عليه فيه:
1 -
فرُوي عنه، عَنِ امْرَأَةٍ يُقال لَهَا أُنَيْسَةُ، عَنْ أُمِّ سعيد بنت مرة الفهري، عن أبيها مرفوعًا.
أخرجه الحميدي (2/ 370) عن سفيان بن عيينة، عن صفوان به.
وأخرجه الحارث بن أبي أسامة كما في بغية الباحث (ح 886) عن الحميدي به.
وأخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (ج 2/ ق 201 أ) من طريق الحارث به.=
= وأخرجه الطبراني في مكارم الأخلاق (ج 102)، وفي المعجم الكبير (20/ 320)، والبيهقي في الكبرى (6/ 283)، وفي الآداب (ح 14)، وفي الشعب (7/ 470) كلهم من طريق الحميدي به.
وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 133)، ومسدد في مسنده كما في المطالب هنا، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/ 126)، والخرائطي في مكارم الأخل ق (2/ 653)، ومن طريقه المزي في تهذيب الكمال (خ 3/ 1316)، وأخرجه الطبراني في الكبير (20/ 320) كلهم من طريق سفيان بن عيينة به بلفظه.
ومدار هذه الأسانيد على أنيسة وقد علمت حالها، وتابعها محمد بن عجلان فرواه عن بنت لمرة، عن أبيها به بنحوه.
أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 320)، ومحمد بن عجلان قال في التقريب (ص 496): صدوق. اهـ.
لكن الحديث باقٍ على ضعفه لجهالة أم سعيد بنت مرة.
2 -
ورُوي عنه، عن أم سعيد بن عمرو بن مرة الجحمي مرفوعًا.
أخرجه ابن أبي شيبة، وأبو يعلى كلاهما كما في المطالب هنا (ح 2557)، والطبراني في الكبير (25/ 98)، ومطين كما في الإِصابة (6/ 82) كلهم من طريق محمد بن عمرو، عن صفوان به.
وتقدم الحكم عليه في الحديث رقم (2557) وهو ضعيف مرسل.
3 -
وروي عن صفوان أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: ذكر الحديث.
أخرجه الإِمام مالك في الموطأ (2/ 948)، ومن طريقه ابن المبارك في الزهد (ح 653)، والبيهقي في الكبرى (6/ 281)، وفي الشعب (7/ 47) عن صفوان به، وإسناده منقطع.
قال ابن أبي حاتم في العلل (2/ 177): سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه مالك، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر الحديث. =
= فقالا: روى ابن عيينة هذا الحديث عن صفوان بن سليم، عن أنيسة، عن أم سعيد بنت مرة، عن أبيها، عن النبي صلى الله عليه وسلم فقالا: هذا أشبه بالصواب.
وقال الدارقطني في العلل (ج 5/ ق 7 ب): يروي هذا الحديث صفوان بن سليم واختلف عنه، فرواه ابن عيينة، عن صفوان، وأقام إسناده، فقال عن أنيسة، عن أم سعيد بنت مرة، عن أبيها.
ورواه مالك، عن صفوان بن سليم أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ورواه ابن عجلان واختلف عنه، فرواه محمد بن جحادة، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ ابنة مرة، عن أبيها، والحديث لابن عيينة لأنه ضبط إسناده.
ورواه محمد بن عمرو، عن صفوان، عن ابنة مرة، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَلَمْ يذكر أباها ولا ذكر بينها وبين صفوان أحدًا، قول ابن عيينة أصح. اهـ.
وعليه تكون رواية سفيان بن عيينة هي الصواب.
وللحديث شواهد كثيرة في الصحيحين وغيرهما عن سهل بن سعد، وأبي هريرة، وأبي أمامة، وابن عباس، وأنس، وعدي بن حاتم رضي الله عنهم.
أما حديث سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الجنة هكذا، وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما شيئًا. لفظ البخاري.
فأخرجه البخاري (9/ 429 الفتح)، وأبو داود (14/ 60 العون)، والترمذي (6/ 45 التحفة)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 135)، وأحمد (5/ 333)، وأبو يعلى (13/ 546)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (7/ 469)، وأخرجه الطبراني في الكبير (6/ 173)، وابن حبّان كما في الإحسان (1/ 342)، والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 217)، والبغوي في شرح السنة (17/ 43)، والبيهقي في الكبرى (6/ 283).
وأما حديث أبي هريرة فله عنه ثلاث طرق:
الأولى: عن أبي الغيث، عن أبي هريرة يرفعه قال: كافل اليتيم له أو لغيره أنا =
= وهو كهاتين في الجنة. وأشار مالك -أحد رواة الحديث- بالسبابة والوسطى.
أخرجه مسلم (ح 2983)، وأحمد (2/ 375)، والبيهقي في الشعب (7/ 471).
الثانية: عن زيد بن أبي العتاب، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه، وشر بيت في المسلمين، بيت فيه يتيم يُساء إليه. ثم قال بأصبعيه: أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وهو يشير بأصبعيه.
أخرجه ابن ماجه (ح 3676)، وابن المبارك في الزهد (654)، ومن طريقه ابن أبي الدنيا في كتاب العيال (2/ 808)، وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح137)، والبغوي في شرح السنة (13/ 43) كلهم من طريق يحيى بن أبو سليمان، عن زيد بن أبي عتاب به.
ويحيى بن أبي سليمان، قال عنه في التقريب (ص 591): لين الحديث.
الثالثة: عن أبي رزين، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: من كفل يتيمًا له ذو قرابة أو لا قرابة له فأنا وهو في الجنة كهاتين وضم أصبعيه.
أخرجه البزّار كما في الكشف (2/ 386) من طريق ليث، عن أبي رزين به.
وليث هو ابن أبي سليم وهو ضعيف.
وأما حديث أبي أمامة رضي الله عنه، فله عنه طريقان:
الأولى: الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: من مسح رأس يتيم لم يمسحه إلَّا لله، كان له بكل شعرة تمشي عليها يده حسنات، ومن أحسن إلى يتيم أو يتيم عنده، كنت أنا وهو في الجنة كهاتين وقرن بين أصبعيه.
أخرجه أحمد (5/ 250)، والطبراني في الكبير (8/ 751)، وفي مكارم الأخلاق (ح 106)، والبيهقي في الشعب (7/ 472)، وأبو نعيم في الحلية (6/ 350)، والبغوي في التفسير (1/ 523)، وفي شرح السنة (13/ 44). =
= وفي إسناد الطبراني في الكبير، وأبو نعيم: إسحاق بن إبراهيم الحنيني قال في التقريب (ص 99): ضعيف.
وفي إسناد أحمد والبيهقي والبغوي علي بن زيد الألهاني، قال في التقريب (ص 406): ضعيف.
وفي إسناد الطبراني في مكارم الأخلاق ابن لهيعة وهو ضعيف.
الثانية: علي بن يزيد، عن أبي أمامة به بنحوه.
أخرجه ابن المبارك في الزهد (ح 655)، ومن طريقه ابن أبي الدنيا في العيال (ح 609)، وأخرجه أحمد (5/ 565)، والطبراني في الكبير (8/ 239).
وعلي بن يزيد هو الإلهاني قال في التقريب (ص 406): ضعيف.
وأما حديث ابن عباس يرفعه قال: من كفل يتيمًا أو يتيمين ثم صبر واحتسب كنت أنا وهو في الجنة كهاتين وحرك أصبعه السبابة والوسطى.
فأخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 152 ب)، وفي الكبير (11/ 305)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (2/ 655).
وفي إسناد الخرائطي حسين بن قيس حنش وهو متروك.
وفي إسناد الطبراني داود بن الزبرقان، قال في التقريب (ص 198): متروك وكذبه الأزدي.
وأما حديث أنس رضي الله عنه، يرفعه قال: من أحسن إلى يتيم أو يتيمة كنت أنا وهو في الجنة كهاتين.
ذكره الحكيم الترمذي في نوادر الأصول (ص 145).
وأما حديث عدي بن حاتم عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: من ضم يتيمًا له أو لغيره حتى يغنيه الله وجبت له الجنة.
فأخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 152 ب)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (2/ 1015). =
= وفيه المسيب بن شريك قال النسائي في الضعفاء (ت 571): متروك الحديث.
وأما حديث إسماعيل بن أمية فسيأتي تخريجه في الحديث رقم (2559).
وأما حديث زيد بن أسلم مرسلًا فسيأتي تخريجه في الحديث رقم (2561).
وأما حديث عائشة رضي الله عنها، فسيأتي تخريجه في الحديث (2565).
وعليه فمتن حديث الباب ثابت في الصحيحين وغيرهما أما سنده فهو باقٍ على ضعفه لجهالة بعض رواته.
2559 -
قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ، َحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ قَالَ: نُبئت أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ له أو لغيره في الجنة (1) إذا اتقى الله تعالى، وأشار الحميدي بأصبعيه.
(1) قوله: "في الجنة" سقط من (سد).
2559 -
الحكم عليه:
هذا إسناد رجاله ثقات إلَّا أنه منقطع فإسماعيل أسقط من الإسناد اثنان على الأقل؛ الصحابي والواسطة بينه وبين الصحابي.
تخريجه:
هو في مسند الحميدي (2/ 370) بنفس الإسناد والمتن.
وأخرجه معمر في كتاب الجامع (ح 20592) عن إسماعيل بن أمية، عن رجل، عن أبي هريرة مرفوعًا.
وهذا إسناد ضعيف لجهالة الراوي عن أبي هريرة رضي الله عنه.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب العيال (2/ 812) من طريق سفيان، عن إسماعيل بن أمية قال: سمعت أبي يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بمثله.
وهذا إسناد منقطع فأمية لا تعرف له رواية عن الصحابة فكيف بروايته عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
وللحديث شواهد كثيرة خرجتها في الحديث رقم (2558) يرتقي بها إلى الحسن لغيره.
2560 -
[1] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ فَائِدٍ الْعَبْدِيِّ أَبِي الْوَرْقَاءِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوَفِي رضي الله عنه، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَتَاهُ غُلَامٌ مَعَهُ أُخْتٌ لَهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! غُلَامٌ يتيم وأخت له يتيمة، أطعمنا بما أَطْعَمَكَ اللَّهُ عز وجل، أَعْطَاكَ اللَّهُ مِنْ عِنْدِهِ حَتَّى تَرْضَى، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَا أَحْسَنَ مَا قُلْتَ يَا غُلَامُ! يَا بِلَالُ اذْهَبْ إِلَى أَهْلِنَا، فَأْتِنَا بِمَا وَجَدْتَ عِنْدَهُمْ مِنْ طَعَامٍ، فَأَتَاهُ بِلَالٌ رضي الله عنه، بِإِحْدَى وَعِشْرِينَ تَمْرَةً، قَالَ: فَوَضَعَهَا فِي كَفِّهِ فَأَشَارَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ إِلَى فِيهِ، فَرَأَيْنَا أَنَّهُ يَدْعُو، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: سَبْعًا لَكَ وَسَبْعًا لِأُمِّكَ. وَسَبْعًا لِأُخْتِكَ، تَغَدَّ بِتَمْرَةٍ (1) وَتَعَشَّ بِتَمْرَةٍ (2)، وَكَانَ الْغُلَامُ مِنْ أَبْنَاءِ الْمُهَاجِرِينَ، فَلَمَّا قَامَ تَبِعَهُ مُعَاذٌ رضي الله عنه، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ فَمَسَحَهُ (3)، وَقَالَ: جَبَرَ (4) اللَّهُ يُتْمَكَ يَا غُلَامُ! وَجَعَلَكَ خَلَفًا مِنْ أَبِيكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: قَدْ رَأَيْتُكَ وَمَا صَنَعْتَ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ! رَحْمَةً لَهُ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَضُمُّ رجلٌ يَتِيمًا فَيُحْسِنُ وِلَايَتَهُ ثُمَّ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ إلَّا كَتَبَ اللَّهُ تبارك وتعالى لَهُ (5) بِكُلِّ شَعْرَةٍ حَسَنَةً وَكَفَّرَ عَنْهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ سَيِّئَةً، وَرَفَعَ لَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ دَرَجَةً.
[2]
وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا فَائِدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَذَكَرَهُ.
(1) تصحفت في (عم) إلى "تغديتموه".
(2)
تصحفت في (عم) إلى "تعشيتموه".
(3)
قوله: "فمسحه" سقط من (عم).
(4)
تصحفت في (عم) إلى "ستر الله يتمك".
(5)
سقط من (حس).
[3]
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ فِي الْمُسْنَدِ (6) وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي، حَدَّثَنَا يَزِيدُ فَذَكَرَ بَعْضَ هَذَا الْحَدِيثِ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَلَمْ يُحَدِّثْ بِهِ أَبِي لِأَنَّهُ لَمْ يَرْضَ حَدِيثَ فائد، وكان (7) عنده متروك (8).
(6) هو في المسند (4/ 382).
(7)
الذي في المسند "أو كان عنده متروكًا".
(8)
هو في بغية الباحث (ح 887)، وفي عوالي الحارث (ح 41) بنفس الإِسناد والمتن.
وتقدم تخريجه في الطريق السابقة رقم (120 أ).
2560 -
الحكم عليه:
هذا إسناد واهٍ علته فائد العبدي.
وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 129 أمختصر) وقال: رواه أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، وَالْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ومدار إسناديهما على فايد بن عبد الرحمن وهو ضعيف.
تخريجه:
أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب العيال (2/ 829) من طريق مروان بن معاوية به بنحوه.
وأخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده كما في عواليه (ح 41)، والبزار في مسنده كما في الكشف (2/ 385)، وابن حبّان في المجروحين (3/ 202)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (2/ 656)، والبيهقي في شعب الإيمان (7/ 473)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (2/ 1016) كلهم من طريق فائد العبدي به بنحوه.
ومدار أسانيدهم على فائد وقد علمت حاله.
وتابعه إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد الله بن أبي أوفى به.
أخرجه البيهقي في الشعب (6/ 474) من طريق عبد السلام بن نهشل، عن أبيه، عن إسماعيل بن أبي خالد به. =
= وإسماعيل قال في التقريب (ص 107): ثقة، ثبت. إلَّا أن الراوي عنه نهشل لم أميزه، ولم أجد ترجمة لعبد السلام بن نهشل.
ويشهد له ما رواه جبر الأنصاري رضي الله عنه، بلفظ مقارب.
أخرجه الطبراني في مكارم الأخلاق (ح 109)، والبيهقي في الشعب (7/ 474) من طريق عبد المجيد بن أبي عيسى بن جبر الأنصاري، عن أبيه، عن جده به.
وعبد المجيد قال أبو حاتم في الجرح والتعديل (6/ 64): ليّن، فعلى ذلك الإسناد ضعيف. وورد في فضل المسح على رأس اليتيم، حديثان عن أبي أمامة، وبريدة الأسلمي رضي الله عنهما.
أما حديث بريدة الأسلمي قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: من مسح رأس يتيم رحمة له كتب الله له بكل شعرة وقعت عليها يده حسنة.
فأخرجه أبو نعيم في تاريخ أصبهان (1/ 208، 2960) من طريق مندل بن علي، عن مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنُ أَبِي رَافِعٍ، عن أبيه، عن أبي داود، عن بريده.
ومحمد بن عبيد الله بن أبي رافع قال في التقريب (ص 494): ضعيف.
ومندل بن علي قال في التقريب (ص 545): ضعيف.
وأما حديث أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: من مسح رأس يتيم لم يمسحه إلَّا لله، كان له بكل شعرة تمشي عليها يده حسنات .. الحديث.
وتقدم تخريجه في شواهد الحديث رقم (2558).
وعليه فالمسح على رأس اليتيم يرتقي بهذه الشواهد إلى الحسن لغيره، أما بقية متن حديث فائد فلا شاهد له وإسناده باقٍ على ضعفه الشديد.
2561 -
وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ (1) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إنا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ، وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ والوسطى.
هذا مرسل.
(1) كتب في الأصل و (حس) بعد زيد بن أسلم رضي الله عنه، وفيه إشارة إلى أنه صحابي وليس كذلك.
2561 -
الحكم عليه:
هذا إسناد صحيح ولكنه مرسل.
وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 129 أمختصر) وقال: رواه الحارث بن أبي أسامة مرسلًا بسند صحيح.
تخريجه:
هو في بغية الباحث (ح 888)، وله شواهد كثيرة خرجتها في الحديث رقم (2558).
2562 -
حَدَّثَنَا (1) يَزِيدُ هُوَ ابْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا [الْحَسَنُ بْنُ وَاصِلٍ](2)، حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَدَوِيُّ، عَنْ [هِصان بْنِ كَاهِنٍ](3)، عَنِ الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَا قَعَدَ يَتِيمٌ مَعَ قوم على قصعتهم فَيقْرب قصعتهم شيطان.
(1) القائل هو الحارث بن أبي أسامة.
(2)
وهم الحافظ ابن حجر رحمه الله فقال: هنا الحسن وهو ابن عمارة وما أثبته من بغية الباحث (ح 889)، والمصنفات التي أخرج الحديث فيها.
(3)
تصحف اسمه في (حس) إلى: "هضبان" وفي (عم) و (سد) إلى: "هصبان"، وتصحف إسم أبيه في جميع النسخ إلى:"كامل"، وما أثبته من كتب التراجم علمًا بأن اسم أبيه مختلف فيه بين كاهن وكاهل.
2562 -
الحكم عليه:
هذا إسناد ضعيف جدًا فيه ثلاث علل:
الأولى: الحسن بن واصل فهو ضعيف جدًا.
الثانية: جهالة الأسود بن عبد الرحمن العدوي.
الثالثة: جهالة حال هصان بن كاهن.
وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 129 أمختصر) وقال: رواه الحارث بن أبي أسامة، وسكت عليه.
تخريجه:
وهو في بغية الباحث (ح 889) بنفس الإسناد والمتن.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب العيال (2/ 826)، وابن عدي في الكامل (2/ 300)، والطبراني في الأوسط: كما في مجمع البحرين (ق 153 أ)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (2/ 1018) كلهم من طريق يزيد بن هارون، به بلفظه.
وأخرجه الطبراني في مكارم الأخلاق (ح 104)، وابن عدي في الكامل =
= (2/ 300)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (2/ 1018) كلهم من طريق الحسن بن واصل، به بنحوه.
وأخرجه ابن النجار كما في الكنز (ح 6038).
وذكره ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 169) معلقًا وقال هذا حديث باطل والحسن يروي الموضوعات عن الأَثبات، كان أحمد بن حنبل ويحيى بن معين يكذبانه.
وذكره ابن حبّان في المجروحين (1/ 232) معلقًا.
2563 -
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زَحْمُوية، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ دِينَارٍ مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ قَالَ (1): أَخْبَرَنِي الثِّقَةُ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَا مِنْ بَيْتِ مَلَكٍ وَلَا نَبِيٍّ أكْرم من بيت فيه يتيم.
(1) قوله: "قال" سقط من (عم) و (سد).
2563 -
الحكم عليه:
هذا إسناد ضعيف فيه علتان:
الأولى: يحيى بن سعيد بن دينار لم أعرفه.
الثانية: جهالة شيخ يحيى بن سعيد.
وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 129 ب مختصر) وسكت عليه.
تخريجه:
لم أجد من أخرجه.
إلَّا أن لمعناه شواهد عن عمر بن الخطاب، وأبي هريرة، وعبد الله بن عمر رضي الله عنهم.
أما حديث عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أحب البيوت إلى الله عز وجل بيت فيه يتيم يُكرم.
أخرجه العقيلي في الضعفاء (1/ 97)، وابن أبي الدنيا في كتاب العيال (9/ 802)، وابن عدي في الكامل (1/ 341)، وأبو نعيم في الحلية (6/ 337)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (2/ 662)، وابن النجار: كما في إتحاف السادة المتقين (6/ 291)، والبيهقي في الشعب (7/ 472)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (2/ 1019).
ومدار أسانيدهم على إسحاق الحنيني وهو ضعيف كما في التقريب (ص 99).
وأما حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ أَحَبَّ البيوت إلى الله بيت فيه يتيم يكرم. =
= أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 388).
وفي سنده إسحاق بن إبراهيم الحنيني كذلك.
قال محقق كتاب العيال في تعليقه على حديث عمر السابق: في المطبوعة من مجمع الزوائد "ابن عمر" وهو خطأ والصواب عمر بن الخطاب.
قلت: ورد الحديث عن عمر بن الخطاب كما خرجته في الحديث السابق وورد من رواية ابنه عبد الله كما خرجته هنا، فليس هناك خطأ في المطبوعة من مجمع الزوائد كما توهم حفظه الله فالهيثمي ذكر رواية ابن عمر التي أخرجها الطبراني.
وأما حديث أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يُحْسَنُ إليه، وشر بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يُساء إليه .. الحديث.
أخرجه ابن ماجه (ح 3679)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 137)، وابن المبارك في الزهد (ح 654)، وابن أبي الدنيا في كتاب العيال (2/ 808)، والبغوي في شرح السنة (43/ 13).
ومدار أسانيدهم على يحيى بن أبي سليمان، قال في التقريب (ص 591): ليّن الحديث، فالإسناد ضعيف. وبالجملة فهذه الشواهد ترتقي بمجموعها إلى الحسن لغيره، إلَّا أنها لا تُرقي حديث الباب لأمرين:
1 -
جهالة بعض رواته.
2 -
في متن حديث الباب تفضيل البيت الذي يُكرم فيه اليتيم على بيت النبي والملك، ولم يرد هذا في الشواهد إنما جاء تفضيله على العموم، والفرق بينهما بيّن.
2564 -
حَدَّثَنَا (1) سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَبُو أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ عَجْلَانَ [الْهُجَيمِيِّ](2)، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَا أَوَّلُ مَنْ يُفْتَحُ لَهُ بَابُ الْجَنَّةِ إلَّا أَنَّهُ لتَأْتِي (3) امْرَأَةٌ [تُبادرني](4) فَأَقُولُ لَهَا: مَالَكِ، فَمَنْ (5) أَنْتِ؟ فَتَقُولُ: أَنَا امرأةٌ قعدت على أيتام لي.
(1) القائل هو أبو يعلى رحمه الله.
(2)
تصحفت في جميع النسخ إلى: "الجعفي" والمثبت هو الصحيح من مسند أبي يعلى وكتب التراجم.
(3)
تصحفت في (عم) إلى: "الثاني".
(4)
تصحفت في جميع النسخ إلى: "تنادي" والمثبت هو الصحيح من مسند أبي يعلى والفتح (10/ 436) والمعنى يستقيم بها.
(5)
تصحفت في (عم) و (سد) إلى: "فيمن".
2564 -
الحكم عليه:
هذا إسناد حسن من أجل سليمان بن عبد الجبار، ويعقوب بن إسحاق الحضرمي فهما صدوقان، وعبد السلام بن عجلان فهو لا بأس به.
وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 129 أمختصر) وقال: رواه أبو يعلى بسند ضعيف لضعف عبد السلام ابن عجلان.
وذكره المنذري في الترغيب (3/ 349) وقال: إسناده حسن إن شاء الله.
وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 162) وقال رواه أبو يعلى وفيه عبد السلام بن عجلان، وثقه أبو حاتم، وابن حبّان وقال: يخطئ ويخالف، وبقية رجاله ثقات.
قلت: لم يوثّقه أبو حاتم وإنما قال: شيخ بصري يكتب حديثه وليس في كلامه ما يدل على التوثيق.
وذكره الحافظ في الفتح (10/ 436) وقال: رواته لا بأس بهم. =
= تخريجه:
هو في مسند أبي يعلى (7/ 12) بنفس الإسناد والمتن.
وأخرجه الأصبهاني في الترغيب والترهيب (2/ 1017) من طريق يعقوب بن إسحاق، به بلفظه.
وأخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق (2/ 646) من طريق عبد السلام أبو الخليل، عَنْ أَبِي يَزِيدَ الْمَدَنِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به بنحوه مع زيادة في أوله.
وأبو يزيد المدني، قال في الكاشف (3/ 391): ثقة. وعبد السلام أبو خليل، هو عبد السلام بن عجلان فلا أدري أسمعه من أبي عثمان النهدي، وأبي يزيد أو أخطأ في أحدهما؟ ولقوله صلى الله عليه وسلم أَنَا أَوَّلُ مَنْ يفتح له باب الجنة" شواهد عن أنس، وابن عباس رضي الله عنهم.
أما حديث أنس رضي الله عنه فله عنه خمس طرق:
الأولى: عن المختار بن فلفل، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا أول من يقرع باب الجنة.
أخرجه مسلم (ح 196)، وابن أبي شيبة (14/ 95)، وأبو عوانة في مسنده (1/ 109)، وأبو يعلى (7/ 49)، والدارمي في سننه (1/ 27)، والطبراني في كتاب الأوائل (ح 5).
الثانية: عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: آتي يوم القيامة باب الجنة فاستفتح فيقول الخازن: من أنت؟ فأقول: مُحمد، فيقول: بك أمرت أن لا أفتح لأحد قبلك.
أخرجه مسلم (ح 197)، وابن أبي عاصم في الأوائل (ح 10)، والبيهقي في دلائل النبوة (5/ 480).
الثالثة: عن علي بن زيد، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إنا =
= أول من يأخذ بحلقه باب الجنة فأقعقعها، قال أنس: فكأني انظر إليه يقلب بيده.
أخرجه أبو يعلى (7/ 68)، والدارمي (1/ 27)، والحميدي (ح 1204)، وعلي بن زيد هو ابن جدعان، وهو ضعيف.
الرابعة: عن عمرو بن أبي عمرو، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: أنا أول من يدخل الجنة يوم القيامة ولا فخر، وإني آتي باب الجنة فآخذ بحلقتها، فيقولون: من هذا؟ فأقول: أنا مُحمد، فيفتحون لي فأدخل .. الحديث.
أخرجه أحمد (3/ 144)، والبيهقي في دلائل النبوة (5/ 479)، وإسناد أحمد صحيح.
الخامسة: عن زياد النميري، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وذكر حديثًا طويلًا وفيه وأنا أول من يأخذ بحلقة باب الجنة ولا فخر.
أخرجه أبو يعلى (7/ 281).
وزياد النميري ضعيف.
2 -
وأما حديث ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وذكر حديثًا طويلًا وفيه: أنا أول شافع وأول مشفع يوم القيامة ولا فخر، وأنا أول من يحرك بحلق الجنة ولا فخر، فيفتح لي فيدخلنيها ومعي فقراء المؤمنين ولا فخر، وأنا أكرم الأولين والآخرين على الله ولا فخر.
أخرجه الترمذي (10/ 85 التحفة)، والدارمي (1/ 30) كلاهما من طريق زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ وَهْرَامَ، عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعًا.
وقال الترمذي: هذا حديث غريب.
وزمعة بن صالح ضعيف.
وعلى ذلك فشطر حديث الباب الأول وهو قوله صلى الله عليه وسلم "أَنَا أَوَّلُ مَنْ يفتح له باب الجنة ثابت في الصحيح.
وأما شطره الثاني فلم أجد له شاهدًا.
2565 -
حَدَّثَنَا (1) عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ الْأزَْدِيُّ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ [أُمِّ ذَرَّةَ](2)، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ، وَجَمَعَ بَيْنَ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى، وَالسَّاعِي عَلَى الْيَتِيمِ، وَالْأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَالصَّائِمِ الْقَائِمِ لا يفتر.
(1) القائل هو أبو يعلى.
(2)
تصحفت في جميع النسخ إلى: "أم دره" وما أثبته من مسند أبي يعلى، وكتب التراجم.
2565 -
الحكم عليه:
هذا إسناد ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم.
وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 129 أمختصر) وقال: رواه أبو يعلى ومدار الإسناد على ليث بن أبي سليم وهو ضعيف.
وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 160) وقال: رواه أبو يعلى، والطبراني في الأوسط وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس وبقية رجاله ثقات.
وذكره العراقي: كما في إتحاف السادة المتقين (9/ 14) وقال: فيه ليث بن أبي سليم وهو مختلف فيه.
تخريجه:
هو في مسند أبي يعلى (8/ 280)، وفي المقصد العلي (ق 89 أ) بنفس الإسناد والمتن.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب العيال (2/ 807) عن عبد الرحمن بن صالح، به بلفظه.
وأخرجه الطبراني في الأوسط: كما في مجمع البحرين (ق 152 ب) من طريق حفص بن غياث، به بلفظه. =
= وقال: لم يروه عن أم ذرة إلَّا ابن المنكدر ولا عنه إلَّا ليث ولا عنه إلَّا حفص تفرد به سهل.
ومدار أسانيدهم على ليث بن أبي سليم وقد علمت حاله.
ولشطره الأول شواهد كثيرة خرجتها في الحديث رقم (2558/ 1).
ولشطره الثاني شاهدان عن أبي هريرة، وصفوان بن سليم مرسلًا.
أما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان:
الأولى: عن أبي الغيث، عن أبي هريرة، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، أو القائم الليل الصائم النهار.
أخرجه البخاري (9/ 497 الفتح)، ومسلم (ح 2982)، والنسائي في المجتبى (5/ 87)، والترمذي (6/ 105 التحفة)، وابن ماجه (ح 2139)، وأحمد (2/ 361)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 131)، وابن أبي الدنيا في كتاب العيال (2/ 811)، وابن حبّان: كما في الموارد (ح 2047)، والبغوي في شرح السنة (13/ 45)، والبيهقي في الكبرى (6/ 283)، والأصبهاني في التركيب والترهيب (1/ 475).
الثانية: عن إسماعيل بن أمية، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه مرفوعًا بنحو الطريق السابقة.
أخرجه معمر في كتاب الجامع (ح 20592)، وصرح الأصبهاني في الترغيب والترهيب (2/ 1015) عن اسم المبهم إلَّا أنه زاد آخر بين المبهم وأبي هريرة. فرواه من طريق إسماعيل بن أمية، عن محمد بن قيس، عن أبيه، عن أبي هريرة، به.
وأما حديث صفوان بن سليم، يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أو كالذي يصوم النهار ويقوم الليل.
أخرجه البخاري (10/ 437 الفتح)، والترمذي (6/ 104 التحفة) وسكت عليه.
وعلى ذلك يرتقي حديث الباب بمجموع هذه الشواهد إلى الحسن لغيره إلَّا أن قوله: الساعي على اليتيم لم أجد له شاهدًا فيبقى على ضعفه.
2566 -
حَدَّثَنَا (1) أَبُو مُوسَى الْهَرَوِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ رَزِينٍ، عَنْ بِلَالٍ رضي الله عنه قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رجلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّ فِي حِجْرِي يَتِيمًا أَفَأَضْرِبُهُ (2)؟ قَالَ: نَعَمْ، مِمَا تَضْرِبُ مِنْهُ وَلَدَكَ.
(1) القائل هو أبو يعلى رحمه الله.
(2)
كتبت في (حس)"فأضربه".
2566 -
الحكم عليه:
هذا إسناد ضعيف فيه علتان:
الأولى: عنعنة الحجاج بن أرطاة.
الثانية: جهالة عبد الملك بن رزين.
تخريجه:
لم أجد من أخرجه (*).
لكن له شواهد عن جابر بن عبد الله، والحسن العرني مرسلًا، وابن سيرين مقطوعًا.
أما حديث جابر رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ الله! مم أضرب يتيمي؟ قال: بما كنت ضاربًا منه ولدك غير واق مالك بماله، ولا متأثل من ماله مالًا.
فأخرجه الطبراني في الصغير (ح 244)، وابن حبّان: كما في الإِحسان (1/ 54 شعيب)، والبيهقي في الكبرى (6/ 4) كلهم من طريق أبي عامر الخزار، عن عمرو بن دينار، عن جابر، به.
وقال الطبراني: لم يروه عن عمرو بن دينار، عن جابر إلَّا أبو عامر الخزار ولا عنه إلَّا حفص بن سليمان تفرد به معلى بن مهدي.
وأبو عامر الخزار، قال عنه في التقريب (ص 272): صدوق كثير الخطأ ويظهر أنه أخطأ فيه إذ قال البيهقي بعده. كذا رواه. والمحفوظ ما أخبرنا وذكر سنده إلى =
(*) قال معد الكتاب للشاملة: أخرجه الروياني في مسنده (2566).
= سعيد بن منصور، حدّثنا حماد بن زيد، وسفيان، عن عمرو بن دينار، عن الحسن العرني، به مرفوعًا.
ورجاله ثقات إلَّا أنه مرسل.
وأما حديث ابن سيرين مقطوعًا. فعن إسماعيل بن عبيد قال: قلت: لابن سيرين عندي يتيم، قال: أصنع به ما تصنع بولدك، واضربه بما تضرب ولدك.
فأخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 140) وإسناده صحيح.
وعلى ذلك يرتقي حديث بلال بمجموع هذه الشواهد إلى الحسن لغيره.