الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
16 - بَابُ فَضْلِ عِيَادَةِ الْمَرِيضِ
2469 -
[1] قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ عَنْ [عَبْدِ اللَّهِ بن يسار] (1) قال: إن [عمرو بن حريث](2) عَادَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ رضي الله عنهما، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ رضي الله عنه: أَتَعُودُ الحَسَنَ وَفِي نَفْسِكَ مَا فِيهَا؟ فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو: لَسْتَ بِرَبِّي تُصَرِّفُ (3) قَلْبِي حَيْثُ شِئْتَ، قال: أما ذاك فَلَا يَمْنَعُنَا أَنْ نُؤَدِّيَ إِلَيْكَ النَّصِيحَةَ، سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: مَا مِنْ مُسْلِمٍ عَادَ أَخَاهُ إلَّا ابْتَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ سَبْعِينَ (4) أَلْفَ مَلَكٍ .. الْحَدِيثَ (5).
[2]
وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ بِهِ.
(1) تحرف اسم أبيه في جميع النسخ إلى (شداد) وما أثبته الصحيح من المصادر الحديثية وكتب التراجم.
(2)
تحرف اسم أبيه في جميع النسخ إلى (حرب) وما أثبته الصحيح من المصادر الحديثية وكتب التراجم وما تقدم برقم (806) كذلك.
(3)
تحرّفت في (سد) إلى (تقلبُّ).
(4)
تصحفت في (عم) إلى (سبعمائة).
(5)
تتمة الحديث كما في مسند أحمد (1/ 97). يصلون عليه من أي ساعات النهار كان حتى يُمسي، ومن أي ساعات الليل كان حتى يصبح، قال له عمرو: كيف تقول في المشي مع الجنازة بين يديها، أو خلفها. فقال علي رضي الله عنه. إن فضل المشي من خلفها، على بين يديها، كفضل صلاة مكتوبة في جماعة على الوحدة، قال عمرو: فإني رأيت أبا بكر وعمر رضي الله عهما، يمشيان أمام الجنازة، قال علي رضي الله عنه، إنهما كرها أن يخرجا الناس.
2469 -
[1، 2] الحكم عليه:
إسناد الحديث ضعيف علته عبد الله بن يسار فهو مجهول.
تخريجه:
أخرجه أحمد (1/ 97) عن يزيد به بنحوه.
وأخرجه أحمد (1/ 118)، والحارث كما في بغية الباحث (ح 244) كلاهما عن عفان، حدّثنا حماد به بنحو وفي رواية الحارث الحسين بدلًا من الحسن.
وأخرجه أحمد (1/ 118)، وإسحاق بن راهويه كما في المطالب (ج 1/ ق 136 أمن عم)، وأبو يعلى (1/ 248)، وابن أبي الدنيا في المرض (ق 9 أ)، وابن حبّان كما في الإحسان (4/ 268) كلهم من طريق حماد بن سلمة به، وعند ابن حبّان عبد الله بن شداد بدلًا من عبد الله بن يسار.
ومدار هذه الطرق على عبد الله بن يسار وهو مجهول.
وروي الحديث من طريقين آخرين:
الأول: أخرجه عبد الرزاق في المصنف (3/ 594) عن ابن جريح قال: حدثني من أصدّق، أن عمرو بن حريث عاد حسين بن علي وذكر الحديث. وفي إسناده من لم يُسَم.
الثاني: أخرجه ابن أبي الدنيا في المرض (ق 15 ب) من طريق حسين بن قيس، عن التميمي قال: قال علي وذكر الحديث دون ذكر قصة الزيارة، وحسين بن قيس هو الرحبي، قال عنه في التقريب (ص 168): متروك. وروي حديث علي رضي الله عنه، من ست طرق أخرى الزائر فيها أبو موسى الأشعري رضي الله عنه.
الأولى: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: جاء أبو موسى إلى الحسن بن علي يعوده، فقال له علي رضي الله عنه: أعائدًا جئت أم شامتًا؟ قال: لا، بل عائدًا، قال: فقال له علي رضي الله عنه، إن كنت جئت عائدًا فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: إذا عاد الرجل أخاه المسلم مشى في خرافة الجنة حتى يجلس، فإذا جلس غمرته =
= الرحمة، فإذا كان غدوة صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُمْسِي، وإن كان مساءًا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ.
أخرجه أبو داود (8/ 362 العون)، وابن ماجه (ح 1442)، والنسائي في الكبرى (4/ 354)، وأحمد (1/ 81، 91)، وابن أبي شيبة (3/ 234)، وأبو يعلى (1/ 227)، والبزار في مسنده (2/ 224)، وهنّاد في الزهد (1/ 224)، وابن أبي الدنيا في المرض (ق 9 ب)، والحاكم (1/ 349)، وعنه البيهقي في الكبرى (3/ 380)، وفي الشعب (6/ 531)، وفي الآداب (ص 144)، وأخرجه البغوي في شرح السنة (5/ 217).
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه لخلاف على الحكم عليه، ووافقه الذهبي وهو كما قالا.
الثانية: عن ثوير بن أبي فاخته، عن أبيه قال: أخذ عليُّ بيدي وقال: انطلق بنا إلى الحسن نعوده فوجدنا عنده أبا موسى فذكر نحوًا من الطريق الأولى.
أخرجه أبو داود (8/ 362 العون)، والترمذي (3/ 43 التحفة) ، وأحمد (1/ 91)، والزار في مسنده (3/ 28) وأبو نعيم في أخبار أصفهان (1/ 145)، والحاكم (3/ 341)، والبغوي في شرح السنة (5/ 217) كلهم من طريق ثوير به.
وقال الترمذي: حديث حسن غريب، وقد روى عن علي هذا الحديث من غير وجه، منهم من وقفه ولم يرفعه، وأبو فاخته اسمه سعيد بن علاقة.
قلت: ثوير، قال عنه في التقريب (ص 135) ضعيف فالإسناد ضعيف.
الثالثة: عن عبد الله بن نافع قال: عاد أبو موسى الأشعري الحسن بن علي، فذكر الحديث موقوفًا على علي. أخرجه أبو داود (8/ 362 العون)، وأحمد (1/ 120، 121)، وابن أبي الدنيا في المرض (ق 9 ب)، والحاكم (1/ 350)، والبيهقي في الكبرى (3/ 380)، وفي الشعب (6/ 531) كلهم من طريق عبد الله بن نافع به، ورجال أحمد ثقات إلَّا عبد الله بن نافع، قال في التقريب (ص 326): =
= صدوق. فالإِسناد حسن.
الرابعة: عن رجل قال: دخل عليٌّ على ابنه الحسن، وعنده الأشعري فذكر الحديث.
أخرجه عبد الرزاق (3/ 594، وفيه رواه لم يُسَم.
الخامسة: عن رجل من الأنصار، عن علي رضي الله عنه، مرفوعًا مختصرًا.
أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند (1/ 138)، والبيهقي في الشعب (6/ 532)، ورجال المسند ثقات غير الأنصاري فلم يُسم.
السادسة: عن أبي بردة أن أبا موسى عاد الحسن فذكر الحديث.
أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 235) ورجاله ثقات.
وعليه يتبيّن أن المرفوع من حديث الباب ثابت في السنن وغيرها، أما الزائر فالصحيح هو أبو موسى الأشعري، ولم يثبت من طريق صحيح أن عمرو بن حريث هو الزائر.
ويشهد للمرفوع منه أحاديث كثيرة منها عن ثوبان، وجابر، وأبي هريرة رضي الله عنهم.
أما حديث ثوبان مرفوعًا: من عاد مريضًا لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع.
فأخرجه مسلم (ح 2568)، والترمذي (4/ 41 التحفة)، وأحمد (5/ 276، 277، 279، 281، 283) وابن أبي شيبة (3/ 234)، وهنّاد في الزهد (1/ 225)، وابن المبارك في الزهد (ح 254)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 521)، وابن أبي الدنيا في المرض (ق 7 ب)، وابن حبّان كما في الإحسان (4/ 267)، وأبو نعيم في أخبار أصفهان (1/ 301)، والقضاعي في مسند الشهاب (ح 384)، والطبراني في الكبير (2/ 101)، والبيهقي في الكبرى (3/ 380)، وفي الشعب (6/ 530)، وفي الآداب (ص 243) كلهم من طريق أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان.
وقال الترمذي: حديث ثوبان حديث حسن. =
= وأما حديث جابر مرفوعًا: من عاد مريضًا لم يزل يخوض في الرحمة حتى إذا جلس اغتمس فيها.
فأخرجه أحمد (1/ 304)، وابن أبي شنيبة (3/ 235)، والبزار كما في الكشف (1/ 350) وأحمد بن منيع، والحارث بن أبي أسامة كلاهما كما في إتحاف الخيرة (ج 2/ ق 203 ب)، وابن حبّان كما في الإحسان (3/ 380)، والحاكم (1/ 350)، والبيهقي في الكبرى (3/ 380)، وفي الشعب (6/ 533)، وفي الآداب (ص 143).
وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي وهو كما قالا.
أما حديث أبي هريرة رضي الله عنه، مرفوعًا: من عاد مريضًا خاض في الرحمة، فإذا جلس اغتمس فيها. فأخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 52 أ)، وفي الصغير (ح 139) من طريق فضل بن لاحق، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مرفوعًا. ورجاله ثقات إلَّا شيخ الطبراني وهو أحمد بن الحسن الأبلي، قال عنه في الميزان (1/ 89): قال ابن عدي: كان يسرق الحديث.
وقال ابن حبّان: كذّاب دجّال، يضع الحديث على الثقات. فالإسناد موضوع.
2470 -
وقال أبو يعلى: حدثنا أبو هشام [الرفاعي، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ](1)، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:[إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا خَرَجَ يريد أخًا مُؤْمِنًا يَعُودُهُ]، خَاضَ فِي الرَّحْمَةِ إِلَى حُقويه، فَإِذَا جَلَسَ عِنْدَ الْمَرِيضِ وَاسْتَوَى (2) جَالِسًا غَمَرَتْهُ الرحمة.
(1) ما بين المعكوفتين مكانه بياض في الأصل، وأثبته من النسخ الأخرى.
(2)
تصحفت في (حس) إلى (واستري).
2470 -
الحكم عليه:
هذا إسناد ضعيف فيه علتان:
الأولى: ضعف أبي هشام الرفاعي.
الثانية: ضعف معاوية بن يحيى الصدفي.
وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 3/ ق 204 ب). وسكت عليه.
تخريجه:
أخرجه الطبراني كما في الكنز (ح 25168). ومسند أبي الدرداء من الجزء المفقود من المعجم الكبير ويشهد له الحديث السابق رقم (2469) وشواهده.
2471 -
حَدَّثَنَا (1)[إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ](2)، أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ (3)، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: إِنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رضي الله عنه، أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: مَنْ وَافَقَ صِيَامَ يَوْمِ الْجُمُعَةِ، وَعَادَ مَرِيضًا وشَهِدَ جَنَازَةً، وَأَعْتَقَ رَقَبَةً: وجبت له الجنة.
(1) القائل هو أبو يعلى رحمه الله.
(2)
ما بين المعكوفتين سقط بالكامل من الأصل، وأثبته من النسخ الأخرى.
(3)
تصحفت في (عم) إلى (حباب).
2471 -
الحكم عليه:
هذا إسناد ضعيف علته ابن لهيعة.
وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 1/ ق 110 أمختصر) وسكت عليه.
وذكره السيوطي في الجامع الصغير (3/ 457 الفيض) وصححه، وتبعه الألباني فذكره في صحيح الجامع (ح 3252) وصححه، وكذا في الصحيحة (3/ 21)، لكنه حسنه في صحيح الترغيب (ح 686) وقال في الصحيحة: وهذا إسناد صحيح لأن ابن لهيعة صحيح الحديث، إذا روى عنه أحد العبادلة ومنهم عبد الله بن وهب.
قلت: ويَردُ عليه أمران:
الأول: ابن لهيعة ضعيف مطلقًا.
الثاني: لم يصرح ابن لهيعة بالتحديث وهو مدلس من الرابعة.
تخريجه:
هو في مسند أبي يعلى (2/ 312) بنفس الإسناد والمتن.
وأخرجه البيهقي في فضائل الأوقات (ح 283)، وفي الشعب (13/ 113) من طريق ابن لهيعة به بلفظه وزاد وتصدق.
وتابع ابن لهيعة حيوةُ بنُ شريح، عن بشير الخولاني، أن الوليد بن قيس حدّثه، =
= إِنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رضي الله عنه، حدثه مرفوعًا: خمس من عملهن في يوم كتبه الله من أهل الجنة: من عاد مريضًا، وشهد جنازة، وصام يومًا، وراح إلى الجمعة، وأعتق رقبة.
أخرجه أبو يعلى (2/ 312)، عن أحمد بن عيسى.
وابن حبّان في صحيحه كما في الإحسان (4/ 191)، وفي الثقات (6/ 100) عن حرملة بن يحيى، كلاهما عن عبد الله بن وهب، عن حيوة بن شريح به.
وحيوة بن شريح قال عنه في التقريب (ص 185): ثقة، ثبت. وبشير الخولاني، قال عنه في التقريب (ص 125): ثقة، وحرملة بن يحيى، قال عنه في التقريب (ص 156): صدوق. فإسناد ابن حبّان حسن. وأحمد بن عيسى شيخ أبي يعلى قال عنه في التقريب (ص 83): صدوق تُكلم في بعض سماعاته وبقية رجاله ثقات. فالإسناد حسن.
وعليه يرتقى حديث الباب بمجموع هذين المتابعتين إلى الحسن لغيره.
ويشهد له أحاديث ذكر فيها فعل هذه الخصال مطلقًا دون تحديدها بيوم معين، عن أبي هريرة، وأنس، ومعاذ رضي الله عنهم.
أما حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: من أصبح منكم اليوم صائمًا؟ قال أبو بكر: أنا، قال: من عاد منكم اليوم مريضًا؟ قال أبو بكر: أنا، قال: من شهد منكم اليوم جنازة؟ قال أبو بكر: أنا، قال: من أطعم اليوم مسكينًا؟ قال أبو بكر: أنا، قال صلى الله عليه وسلم ما اجتمعت هذه الخصال في رجل في يوم إلَّا دخل الجنة.
فأخرجه مسلم (ح 1028)، والنسائي في الكبرى (5/ 36)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 515)، والبيهقي في الكبرى (4/ 189)، وفي الشعب (6/ 538)، وابن عساكر في تاريخه (ج 9/ ق 574).
وأما حديث أنس فنحو من حديث أبي هريرة.
فأخرجه ابن أبي شيبة (3/ 235)، وأحمد (3/ 119) والبغوي في شرح السنة =
= (6/ 147)، وابن عساكر في تاريخه (ج 9/ ق 574) كلهم من طريق سلمة بن وردان، عن أنس به، وفي رواية ابن عساكر صاحب الخصال أبو بكر رضي الله عنه، وفي رواية البقية عمر رضي الله عنه، وسلمة بن وردان، قال عنه في التقريب (ص 248): ضعيف فالحمل عليه في هذا الاختلاف.
وأما حديث معاذ مرفوعًا: خمس من فعل واحدة منهن. كان ضامنًا على الله عز وجل: من عاد مريضًا، أو خرج مع جنازة، أو خرج غازيًا، أو دخل على إمام يريد تعزيزه وتوقيره، أو قعد في بيته فسلم الناس منه، وسلم من الناس.
فأخرجه أحمد (5/ 241)، والبزار كما في الكشف (2/ 257)، والطبراني في الكبير (20/ 37)، وفي الأوسط كما في المجمع (2/ 299)، وابن أبي عاصم في السنة (2/ 490)، والحاكم (1/ 212، 2/ 90).
وقال الحاكم: هذا حديث رواته مصريون، ثقات، ووافقه الذهبي. وهو كما قالا.
وله شواهد ذكر فيها هذه الخصال، وخصص فعلها بيوم الجمعة، عن جابر، وأبي أمامة، وأبي هريرة رضي الله عنهم.
أما حديث جابر رضي الله عنه، مرفوعًا: من أصبح يوم الجمعة صائمًا، وعاد مريضًا، وأطعم مسكينًا، وشيّع جنازة، لم يتبعه ذنب أربعين سنة.
فأخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 60)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (3/ 394)، وابن الجوزي في الموضوعات (2/ 107) من طريق عمرو، عن الخليل بن مرة، عن إسماعيل بن إبراهيم، عن عطاء، عن جابر به مرفوعًا.
وقال ابن الجوزي: هذا حديث مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ-صلى الله عليه وسلم، وعمرو، والخليل، إسماعيل كلهم ضعفاء مجروحون.
أما حديث أبي أمامة مرفوعًا، من صلى الجمعة، وصام يومه، وعاد مريضًا، وشهد جنازة، وشهد نكاحًا وجبت له الجنة. =
= فأخرجه الطبراني في الكبير (8/ 115)، وفي الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 71 ب). وفي إسناده محمد بن حفص الوصابي، قال عنه في الميزان (3/ 526) قال ابن مسنده: ضعيف، وقال ابن أبي حاتم: أردت السماع منه فقيل لي: ليس يصدق فتركته.
وأما حديث أبي هريرة رضي الله عنه، مرفوعًا: من أصبح يوم الجمعة صائمًا، وعاد مريضًا، وشهد جنازة، وتصدّق بصدقة، فقد أوجبت له الجنة.
فأخرجه البيهقي في الشعب (3/ 393) من طريق ابن لهيعة، عن الأعرج، عن أبي هريرة مرفوعًا. وابن لهيعة ضعيف.
2472 -
قَالَ أَبُو بَكْرٍ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ جَمِيعًا: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنِي [قَيْسٌ أَبُو عُمَارَةَ](1)، قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ ([يُحَدِّثُ] (2) عَنْ أَبِيهِ) (3)، عَنْ جَدِّهِ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ (4): مَنْ عَادَ مَرِيضًا لَا يَزَالُ يَخُوضُ فِي الرَّحْمَةِ، حَتَّى إِذَا قَعَدَ اسْتَنْقَعَ فِيهَا.
زَادَ عَبْدٌ: ثُمَّ إِذَا رَجَعَ لَا يَزَالُ يَخُوضُ فِيهَا، حَتَّى يَرْجِعَ من حيث جاء.
(1) تصحف في الأصل و (سد) إلى: "قيس بن عمارة" وما أثبته الصحيح من النسخ الأخرى، والمنتخب مِن مسند عبد بن حميد.
(2)
ما بين المعكوفتين سقط من الأصل وأثبته من (سد) و (عم).
(3)
ما بين الهلالين سقط من (حس).
(4)
سقط من (حس).
2472 -
الحكم عليه:
هذا إسناد ضعيف فيه علتان:
الأولى: ضعف قيس أبي عمارة.
الثانية: أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حزم لم يدرك جده وروايته عنه مرسلة، قاله المزي في تهذيب الكمال (خ 103/ 2)، وكذا في تحفة الأشراف (8/ 149).
ونقل الحافظ ابن حجر هذا القول في التهذيب (8/ 21) في ترجمة عمرو بن حزم، وقال: قد تكلمت على قول المصنف أن أبا بكر لم يدرك جده في ترجمة أبي بكر حفيده. اهـ. ولم أجد شيئًا هناك (12/ 40)، ونقل قول المزي العلائي في جامع التحصيل (ص 306).
قلت: بين وفاتيهما سبعين سنة كما في ترجمتها، فقدل المزي ممكن.
وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 3/ ق 204 أ) وسكت عليه. =
= تخريجه:
هو في المنتخب من مسند عبد بن حميد (ح 288) بنفس الإسناد والمتن.
وأخرجه العقيلي في الضعفاء (3/ 468)، وابن أبي الدنيا في المرض (ق23 أ)، والطبراني في الكبير كما في إتحاف الخيرة (ق 204 أ)، وفي الأوسط: كما في مجمع البحرين (ق 52 أ)، والبيهقي في الكبرى (4/ 59)، وفي الشعب (7/ 12)، وابن قانع في معجم الصحابة (ق 114 أ) كلهم من طريق قيس أبي عمارة، به بنحوه.
وأخرجه ابن جرير، والبغوي، وابن عساكر: كما في إتحاف السادة المتقين (6/ 295) كلهم من طريق عبد الله ابن أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حزم، عن أبيه، عن جده مرفوعًا. ولم يذكر الزبيدي بقية الإِسناد، إلَّا أنه ضعيف للانقطاع بين أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حزم وجده.
ويرتقي إلى الحسن لغيره بالحديث رقم (2469) وشواهده.
2473 -
وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عنكما قَالَا: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ (1) وَفِيهِ: وَمَنْ عَادَ مَرِيضًا فَلَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ خَطَاهَا حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى مَنْزِلِهِ سَبْعُونَ أَلْفَ حَسَنَةٍ، وَمَحْوُ سَبْعِينَ أَلْفَ سَيِّئَةٍ، وَرُفِعَ سَبْعِينَ أَلْفَ دَرَجَةٍ، وَيُوَكَّلُ (2) بِهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَعُودُونَهُ، وَيَسْتَغْفِرُونَ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ قَامَ عَلَى مَرِيضٍ يَوْمًا وَلَيْلَةً بَعَثَهُ اللَّهُ تَعَالَى مَعَ خَلِيلِهِ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام حَتَّى يَجُوزَ عَلَى الصِّرَاطِ كَالْبَرْقِ اللَّامِعِ، وَمَنْ سَعَى لِمَرِيضٍ فِي حَاجَةٍ خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ:
فَإِنْ كَانَ الْمَرِيضُ قَرَابَتَهُ، أَوْ بَعْضَ أَهْلِهِ؟ قَالَ: وَمَنْ أعظمُ أَجْرًا مِمَّنْ يَسْعَى فِي حَاجَةِ أَهْلِهِ؟
* هَذَا حَدِيثٌ موضوع.
(1) هذا جزء من حديث موضوع طويل وذكره الحافظ في مواضع متعددة من المطالب، ويأتي جزء كبير منه في الحديث (2504).
(2)
تصحفت في (عم) إلى: "توكل".
2473 -
الحكم عليه:
هذه الخطبة موضوعة بكاملها إسنادها مسلسل بالمجروحين بالوضع والجهل والضعف.
1 -
داود بن المحبر متروك.
2 -
ميسرة بن عبد ربه كذاب وضاع.
3 -
أبو عائشة السعدي لم أجد له ترجمة.
4 -
يزيد بن عمر لم أجد له ترجمة. =
= وحكم عليه الحافظ بالوضع وقال في الحديث رقم (2584) هذا الحديث مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَالْمُتَّهَمُ بِهِ مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ لا بورك فيه. اهـ.
وقال البوصيري في الإِتحاف (ج 1/ ق 90 ب مختصر): خطبة كذبها داود بن المحبر، ثم ساقها بتمامها.
وقال الهيثمي بعد أن ساق الحديث بتمامه في بغية الباحث (1/ 285) هذا حديث موضوع، فإن داود بن المحبر كذاب. اهـ.
وأورده السيوطي في اللآلى (2/ 361) ثم نقل قول الحافظ بن حجر السابق.
تخريجه:
هو في بغية الباحث (ص 285) بنفس الإسناد ومتنه جزء من حديث طويل.
وأخرجه ابن الجوزي في الموضوعات (3/ 181) من طريق محمد بن الحسن بن محمد بن خداش البلخي، حدّثنا أسود بن عامر، حدّثنا يزيد بن عبد الله الهناني، حدّثنا محمد بن علقمة، حدثني عمر بن عبد العزيز، حدثني أبو سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به وذكر طرفًا من الخطبة.
وقال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع. أما محمد بن عمرو بن علقمة فقال يحيى: ما زال الناس يتقون حديثه.
وقال السعدي: ليس بقوي، ومحمد بن خراش: مجهول والحمل فيه على الحسن بن عثمان، قال ابن عدي: كان يضع الحديث، قال عبدان: هو كذاب، ومحمد بن الحسن: هو النقاش، قال طلحة بن محمد: كان النقاش يكذب.
2474 -
[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو الْجَهْمِ الْأَزْرَقُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكير، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا فَقَدَ الرَّجُلَ مِنْ إِخْوَانِهِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ سَأَلَ عَنْهُ، فَإِنْ كَانَ غَائِبًا دَعَا (1) لَهُ، وَإِنْ كَانَ شاهد زَارَهُ، وَإِنْ كَانَ مَرِيضًا عَادَهُ، فَفَقَدَ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ فَسَأَلَ عَنْهُ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! تَرَكْنَاهُ مِثْلَ الْفَرْخِ لَا يَدْخُلُ فِي رَأْسِهِ شيءٌ إلَّا خَرَجَ مِنْ دُبُرِهِ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ:- عُودُوا أَخَاكُمْ- فَخَرَجْنَا (2) مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَعُودُهُ، وَفِي الْقَوْمِ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ رضي الله عنهما، فَلَمَّا دَخَلْنَا إِذَا (3) هُوَ (كَمَا وُصِفَ لَنَا)(4)، فَقَالَ: كَيْفَ تَجِدُكَ؟ قَالَ: لَا يَدْخُلُ شَيْءٌ فِي رَأْسِي إلَّا خَرَجَ مِنْ دُبُرِي، قَالَ: وَمِمَّ ذَاكَ؟ قَالَ: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم! مَرَرْتُ بِكَ وَأَنْتَ تُصَلِّي الْمَغْرِبَ، (فَصَلَّيْتُ مَعَكَ)(5)، وَأَنْتَ تَقْرَأُ هَذِهِ السُّورَةَ (الْقَارِعَةُ، مَا الْقَارِعَةُ)(6) إِلَى آخِرِهَا، فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ مَا كَانَ لِي مِنْ ذَنْبٍ أَنْتَ مُعَذِّبِي عَلَيْهِ فِي الْآخِرَةِ فَعَجِّلْ لِي عُقُوبَتَهُ فِي الدُّنْيَا، فَتَرَانِي كَمَا تَرَى، فَقَالَ (7) رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَبِئْسَ مَا قُلْتَ، ألَّا سَأَلْتَ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يُؤْتِيَكَ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَأَنْ يَقِيكَ عَذَابَ النَّارِ (8)، قَالَ: فأمره النبي صلى الله عليه وسلم فدعى بذلك ودعى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، (قَالَ: فَقَامَ) (9) كَأَنَّمَا نَشِطَ مِنْ عِقَالٍ، فَلَمَّا خَرَجْنَا قَالَ عمر رضي الله عنه:(يا رسول الله)(10) حَضَّضْتَنَا آنِفًا عَلَى عِيَادَةِ الْمَرِيضِ فَمَا لَنَا فِي ذَلِكَ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ الْمَرْءَ الْمُسْلِمَ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ يَعُودُ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ خَاضَ فِي الرَّحْمَةِ إِلَى حِقْوَيْهِ، فَإِذَا جَلَسَ عِنْدَ الْمَرِيضِ غَمَرَتْهُ الرَّحْمَةُ، وَغَمَرَتِ الْمَرِيضَ الرَّحْمَةُ، وَكَانَ الْمَرِيضُ فِي ظِلِّ عَرْشِ اللَّهِ تَعَالَى، وَكَانَ الْعَائِدُ فِي ظِلِّ قُدُسِهِ، وَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لِمَلَائِكَتِهِ: انظروا كم احتبسوا عند المريض العواد، قال: يقولون أي
(1) تصحفت في (عم) و (حس) إلى: "دُعي له".
(2)
كتبت في (عم):" فجئنا".
(3)
كتبت في (عم): "فإذا".
(4)
ما بين الهلالين سقط من (عم).
(5)
سورة القارعة، آية رقم (1).
(6)
ما بين الهلالين سقط من (سد).
(7)
كتبت في (سد) و (عم): "قال".
(8)
تحرفت في (حس) إلى: "عذاب القبر".
(9)
في (سد)"فكأنما".
(10)
قوله: "رسول الله" سقط من (سد).
حَرْبٍ فُواقًا -إِنْ كَانَ فُواقًا- فَيَقُولُ لِمَلَائِكَتِهِ: اكْتُبُوا لِعَبْدِي عِبَادَةَ أَلْفِ سَنَةٍ، فَإِنْ كَانَ احْتَسَبُوا سَاعَةً يَقُولُ: اكْتُبُوا لَهُ دَهْرًا، وَالدَّهْرُ عَشَرَةُ آلَافِ سنةٍ، إِنْ مَاتَ قَبْلَ ذَلِكَ دَخَلَ الْجَنَّةَ (1)، وَإِنْ عَاشَ لَمْ تُكْتَبْ (2) عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ وَاحِدَةٌ وَإِنْ كَانَ صَبَاحًا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُمْسِي وَكَانَ فِي خُرافة الْجَنَّةِ، وَإِنْ كَانَ مَسَاءً صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ وَكَانَ فِي خُرافة الجنة.
(1) قوله: "دخل الجنة" سقط من (عم) و (سد).
(2)
كتبت في (سد) و (عم): "لم يكتب".
2474 -
[1] الحكم عليه:
هذا إسناد ضعيف جدًا علته عبّاد بن كثير.
وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 3/ ق 204 ب) وقال: قال ابن الجوزي هذا حديث موضوع.
وذكره الهيثمي في المجمع (2/ 296) وقال: رواه أبو يعلى وفيه عبّاد بن كثير، وكان رجلًا صالحًا ولكنه ضعيف الحديث، متروك لغفلته. =
= وذكره السيوطي في الجامع الصغير (5/ 153 الفيض) وضعّفه، أما الألباني فذكره في ضعيفه الجامع (ح 4438) وحكم بوضعه وكذا قال في الضعيفة (ح 1383).
تخريجه:
هو في مسند أبي يعلى (6/ 150) بنفس الإسناد والمتن.
وأخرجه أبو الشيخ في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم (ح 166) عن أبي يعلى وذكر شطره الأولى.
وأخرجه ابن الجوزي في الموضوعات (3/ 206) من طريق عبّاد بن كثير، عن ابن لأبي أيوب، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي قَالَ: كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم، وحدثني به أبي عن أنس، به بنحوه.
وقال ابن الجوزي: هذا حديث مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، والمتهم به عبّاد بن كثير.
قلت: أول الحديث بمعناه في صحيح مسلم وغيره ويأتي تخريجه في الحديث القادم.
2474 -
[2] حَدَّثَنَا (1) عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: ذَهَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى رَجُلٍ يَعُودُهُ، فَذَكَرَهُ .. وَزَادَ فَقَالَهَا فَعُوفِيَ.
قُلْتُ (2): أَوَّلُ الحَدِيثِ بِمَعْنَاهُ فِي الصَّحِيحِ وَلَيْسَ بِسِيَاقِهِ، وَمِنْ سُؤَالِ عُمَرَ رضي الله عنه إِلَى آخِرِهِ، تَفَرَّدَ بِهِ عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ، وَهُوَ وَاهٍ، وَآثَارُ الْوَضْعِ لَائِحَةٌ عليه (3).
(1) القائل هو أبو يعلى.
(2)
القائل هو ابن حجر رحمه الله.
(3)
تحرفت في (عم) إلى: "لا تحدث عليه".
2474 -
[2] الحكم عليه:
هذا إسناد ضعيف علته الانقطاع بين الأعمش وأنس رضي الله عنه.
قال ابن أبي حاتم في المراسيل (ص 72)"قال ابن المديني: الأعمش لم يسمع من أنس بن مالك، إنما رآه بمكة يصلي خلف المقام، فأما طرق الأعمش، عن أنس، فإنما يرويها عن يزيد الرقاشي، عن أنس".
وقال ابن معين، والبخاري كما في جامع التحصيل (ص 188): الأعمش، عن أنس مرسل.
تخريجه:
هو في مسند أبي يعلى (7/ 81) بنفس الإسناد والمتن.
وتابع الأعمش ثلاثة وهم:
الأول: ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عاد رجلًا من المسلمين قد خفت فصار مثل الفرخ فذكر نحوًا من حديث الباب إلى قوله فدعا الله له فشفاه.
أخرجه مسلم (ح 2688)، والترمذي (9/ 459 التحفة)، وأحمد (3/ 107، 288)، والنسائي في الكبرى (4/ 358)، وابن المبارك في الزهد (ح 973)، =
= والطحاوي في المشكل (2/ 426)، وأبو نعيم في الحلية (2/ 329)، وأبو يعلى (6/ 227).
الثاني: حميد، حدّثنا أنس.
أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 261)، والطبري في التفسير (2/ 300)، وابن أبي الدنيا في المرض (ق 7 أ)، وأبو يعلى (6/ 404، 448)، وعنه ابن السني في عمل اليوم والليلة (ح 555).
وإسناد ابن أبي شيبة صحيح.
الثالث: عن قتادة، عن أنس.
أخرجه مسلم (ح 2688).
وعليه يرتقي حديث الأعمش بهذه المتابعات إلى الحسن لغيره.