الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
18 - بَابُ فَضْلِ زِيَارَةِ الإِخوان
2618 -
قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ يَزِيدَ الطَّحَّانُ الْكُوفِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ خُثيم، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِرِجَالِكُمْ مَنْ أَهْلُ الْجَنَّةِ: النَّبِيُّ فِي الْجَنَّةِ، وَالشَّهِيدُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَالصِّدِّيقُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ (وَالْمَوْلُودُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ)(1)، وَالرَّجُلُ يَزُورُ أَخَاهُ فِي اللَّهِ تَعَالَى فِي جانب المِصْر في الجنة.
(1) ما بين القوسين سقط بالكامل من (حس).
2618 -
الحكم عليه:
هذا إسناد ضعيف جدًا فيه علتان:
الأولى: السري بن إسماعيل فهو متروك الحديث.
الثانية: حسين بن يزيد الطحان فهو لين الحديث.
وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 312) وقال: رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه السري بن إسماعيل، وهو متروك.
تخريجه:
أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 140)، وفي الأوسط كما في المجمع =
= (4/ 312)، من طريق حسين بن يزيد الطحان، وإسماعيل بن علي السري به بنحوه.
وزاد: ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة؟ قالوا: بلى يا رسول الله! قال: الودود الولود إن ظلمت أو ظُلمت، قالت: هذه ناصيتي بيدك لا أذوق غمضًا حتى ترضى.
ومدار الإسناد على السري بن إسماعيل، وقد علمت حاله.
وأخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 408)، من طريق سعيد بن خُثيم به وأسقط السري بن إسماعيل في روايته.
وقال ابن عدي: وقد روى سعيد أي ابن خُثيم هذا الحديث الذي ذكرته وغير ما ذكرت أحاديث ليست بمحفوظة من رواية أحمد بن راشد عنه.
وأحمد بن راشد قال في الميزان (1/ 97)، عن سعيد بن خُثيم بخبر باطل في ذكر بني العباس ثم قال بعد سرد الحديث فهو الذي اختلقه بجهل. فعليه الإسناد ضعيف جدًا.
وأخرجه أبو بكر الشافعي في فوائده (ق 115) كما في الصحيحة (1/ 517)، من طريق السري بن إسماعيل، وأخرجه الدارقطني في الأفراد كما في الكنز (ح 43505).
ويشهد له أحاديث كثيرة عن ابن عباس، وأنس، وأسلم بن سليم، والأسود بن سريع، وعلي رضي الله عنهم.
أما حديث ابن عباس رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِرِجَالِكُمْ مَنْ أَهْلُ الْجَنَّةِ؟ النَّبِيُّ في الجنة، والصديق في الجنة، والشهيد في الجنة، والمولود في الجنة، والرجل يزور أخاه في ناحية المِصْرَ لا يزوره إلَّا لله، ونساؤكم من أهل الجنة: الودود الولود، العؤود على زوجها، التي إذا غضب جاءت حتى تضع يدها في يد زوجها، ثم تقول: لا أذوق غَمْضًا حتى ترضى.
فأخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الإخوان (ح 103)، وتمام في فوائده كما في =
= الروض البسام (2/ 382)، وأبو نعيم في الحلية (4/ 301)، والنسائي في عشرة النساء (ح 257) وذكر شطره الأخير، وأبو بكر الشافعي في الفوائد (ق 115) كما في الصحيحة (ح 287)، والشجري في أماليه (2/ 151)، والبيهقي في الشعب (6/ 418، 494)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (2/ 630)، وابن عساكر في تاريخه (ج 2/ ق 173)، والطبراني في الكبير (12/ 59).
ومدار هذه الأسانيد على خلف بن خليفة، قال في التقريب (ص 194): صدوق اختلط في آخره، وبقية رجاله ثقات.
إلَّا أنه لم ينفرد في روايته عن أبي هاشم إذ تابعه عمرو بن خالد الواسطي فرواه عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عن العباس به بنحوه.
أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 59)، وأبو نعيم في الحلية (4/ 303).
وعمرو بن خالد قال في التقريب (ص 421): متروك، ورماه وكيع بالكذب، فهي متابعة لا يُفرح بها.
وأما حديث أنس رضي الله عنه مرفوعًا بنحو حديث ابن عباس.
فأخرجه الطبراني في الأوسط (2/ 442)، وفي الصغير (ح 118)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (2/ 627).
وقال الطبراني: لم يروه عن أبي حازم إلَّا إبراهيم هذا، ولا يُرْوَى عَنْ أَنَسٍ إلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ فيه إبراهيم بن زياد القرشي.
قلت: إبراهيم بن زياد القرشي قال في الميزان (1/ 32): لا يُعرف من ذا.
وأما حديث أسلم بن سليم قال: قلت يا رسول الله من في الجنة؟ قال: النبي في الجنة، والشهيد في الجنة، والمؤودة في الجنة ولم يذكر بقية الحديث.
فأخرجه ابن أبي شيبة (5/ 339) وأحمد (5/ 58، 409)، وأبو داود (7/ 196 العون)، وابن سعد في الطبقات (7/ 84)، وأبو نعيم في أخبار أصفهان (2/ 199)، والبيهقي في الكبرى (9/ 163) وفي أسانيدهم حسناء بنت معاوية الصريمية، لم =
= يوثّقها أحد فهي مستورة.
وأما حديث الأسود بن سريع بنحو حديث أسلم.
فأخرجه الطبراني في الكبير (1/ 286)، من طريق سلام بن سليمان، عن عمران القطان، عن قتادة، عن الحسن، عن الأسود مرفوعًا.
وسلام بن سليمان هو ابن سوار المدائني قال في التقريب (ص 261) ضعيف، وفيه عنعنة قتادة.
وأما حديث علي قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: ألا أخبركم بمن يدخل من نسائكم الجنة؟ الودود الولود العؤود التي تعود على زوجها.
فأخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 124) وفيه عمرو بن خالد الواسطي وقد تقدم في الشاهد الأول: أنه متروك.
وأما حديث الحسن مرسلًا قال: قيل يا رسول الله! من في الجنة؟ قال: النبي في الجنة، والصديق في الجنة، والشهيد في الجنة، والمولود في الجنة، والمؤودة في الجنة.
فأخرجه البغوي في الجعديات (ح 3063) وإسناده صحيح لولا الإرسال.
وعليه يكون متن الحديث ثابت إلَّا أن سنده باقٍ على ضعفه الشديد.
2619 -
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ حُمْرَةَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ سِيَاهٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ما مِنْ عَبْدٍ يَزُورُ أَخًا لَهُ فِي اللَّهِ تَعَالَى، إلَّا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ (1) فِي مَلَكُوتِ عَرْشِهِ: عَبْدِي (2) زَارَنِي، عَلَيَّ قِراه، وَلَنْ أرضى لعبدي بقراه إلَّا في الجنة.
(1) سقط من (سد).
(2)
سقط من (حس).
2619 -
الحكم عليه:
هذا إسناد ضعيف لضعف الضحاك بن حمزة.
تخريجه:
أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الإِخوان (ح 102)، والشجري في أماليه (2/ 149)، وابن عدي في الكامل (2/ 239)، كلهم من طريق سعيد بن يحيى أبي سفيان الحميري به ولفظه: أي عبد زار أخاه في الله عز وجل: نودي أن طبت وطابت لك الجنة، ويقول الله عز وجل زار فيَّ عليَّ قراه، ولن أرضي لعبدي قِرى دون الجنة. لفظ ابن أبي الدنيا.
وأخرجه البزّار كما في الكشف (2/ 389)، وأبو يعلى (7/ 166)، وابن عدي في الكامل (6/ 414)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 107) كلهم من طريق ميمون بن عجلان، عن ميمون بن سياة، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ما من عبد مسلم أتى أخاه يزوره في الله إلَّا ناداه مناد من السماء أن طبت وطابت لك الجنة، وإلَاّ قال الله في ملكوت عرشه: عبدي زار فيَّ وعليَّ قِراه، فلم يرضى له بثواب دون الجنة. لفظ البزّار.
وميمون بن عجلان، قال أبو حاتم في الجرح والتعديل (8/ 239) شيخ، وبقية رجال أبي يعلى ثقات. =
= وقال المنذري في الترغيب (3/ 364)، عن إسناد البزّار، وأبي يعلى: جيد، وكذا قال الحافظ في الفتح (10/ 500)، عن سند البزّار. وقال الهيثمي في المجمع (7/ 173): رجال أبي يعلى رجال الصحيح غير ميمون بن عجلان، وهو ثقة.
قلت: يرتقي حديث الباب بهذه المتابعة إلى الحسن لغيره.
وروى الحديث ابن النجار، وسعيد بن منصور بأسانيدهم عن أنس كما في الكنز (ح 2472).
وللحديث شواهد عن أبي هريرة، ومعاذ بن جبل، وصفوان بن عسال، وأبي رزين العقيلي، وعلي رضي الله عنهم.
أما حديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: من عاد مريضًا، أو زار أخًا له في الله ناداه مناد أن طبت وطاب ممشاك، وتبوأت في الجنة منزلًا.
فأخرجه الترمذي (6/ 147 التحفة)، وابن ماجه (ح 1443)، وابن المبارك في الزهد (ح 708)، وفي مسنده (ح 3)، وابن أبي الدنيا في الإخوان (ح 67)، وأحمد (2/ 344)، وابن حبّان كما في الموارد (ح 712)، والبيهقي في الشعب (6/ 491)، وفي الآداب (ح 234)، والبغوي في شرح السنة (13/ 58)، والشجري في أماليه (2/ 289).
وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وأبو سنان اسمه: عيسى بن سنان.
قلت: مدار أسانيدهم على عيسى بن سنان، أبو سنان القسملي قال في التقريب (ص 438): ضعيف.
وأما حديث معاذ بن جبل قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله تبارك وتعالى: وجبت محبتي للمتحابين فيَّ والمتجالسين فيَّ، والمتزاورين فيَّ، والمتبادلين فيَّ.
فأخرجه أحمد (5/ 236)، ومالك في الموطأ (2/ 953)، وابن حبّان: كما في الإحسان (1/ 391)، وأبو نعيم في الحلية (5/ 127)، والبيهقي في الشعب =
= (6/ 483)، والبغوي في شرح السنة (13/ 49).
وفيه جعفر بن برقان قال في التقريب (ص 140): صدوق، وبقية رجاله ثقات، فالإسناد حسن.
وأما حديث صفوان بن عسال يرفعه: من زار أخاه المؤمن خاض في الرحمة حتى يرجع.
فأخرجه الطبراني في الكبير (8/ 80).
وفي إسناده عبد الأعلي بن أبي المساور قال في التقريب (ص 332): متروك، كذبه ابن معين.
فالإِسناد ضعيف جدًا.
وأما حديث أبي رزين العقيلي قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يا أبا رزين! إن المسلم إذا زار أخاه المسلم شيعه سبعون ألف ملك يصلون عليه يقولون: اللهم كما وصله فيك فَصِلْه.
فأخرجه البيهقي في الشعب (6/ 493).
وفي سنده عثمان بن عطاء هو ابن أبي مسلم الخراساني قال في التقريب (ص 385): ضعيف.
وأما حديث علي مرفوعًا: من زار أخاه في الله تبارك الله وتعالى لا لغيره،
التماس موعود الله وتنجزًا ما عند الله وَكَلَ إليه به سبعين ألف ملك ينادونه من خلفه حتى يرجع إلى بيته ألا طبت وطابت لك الجنة.
فأخرجه البيهقي في الشعب (6/ 493).
وفي سنده الحارث الأعور قال في التقريب (ص 146) كذبه الشعبي في رأيه ورُمي بالرفض، وفي حديثه ضعف، وفيه أبو إسحاق السبيعي وقد عنعن، وهو مدلس.
ويشهد لفضل الزيارة في الله ما رواه أبو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: قال أن رجلًا زار =
= أخًا له في قرية أخرى فأرصد الله له على مدرجته ملكًا، فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال: أريد أخًا لي في هذه القرية، قال: هل لك عليه من نعمة بها؟ قال: لا، غير أني أحببته في الله عز وجل، قال: فإني رسول الله إليك، بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه.
أخرجه مسلم (ح 2567)، وأحمد (2/ 292، 408، 462، 482)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 350)، وابن المبارك في الزهد (ح 710)، وفي مسنده (ح 4)، ووكيع في الزهد (ح 336)، وهنّاد في الزهد (ح 490)، وابن أبي شيبة في المصنف (13/ 190)، وابن أبي الدنيا في الإخوان (ح 96)، وابن حبّان: كما في الإِحسان (1/ 391)، وفي روضة العقلاء (ص 114)، والخطيب في تاريخ بغداد (3/ 400، 11/ 76، 12/ 376، 14/ 31)، والبيهقي في الشعب (6/ 488)، وفي الآداب (ح 233)، والشجري في أماليه (2/ 135)، والبغوي في شرح السنة (13/ 51).
2620 -
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: مَنْ كَانَ فِي عَوْنِ أَخِيهِ، كَانَ اللَّهُ عز وجل فِي عَوْنِهِ مَا كَانَ فِي عَوْنِ أَخِيهِ (1)، وَمَنْ فَكَّ حَلَقَةً (2) فَكَّ اللَّهُ عنه يوم القيامة.
(1) زيد هنا في (حس): "كان الله عز وجل" والظاهر أنها سهوٌ.
(2)
تصحفت في (سد) و (عم) إلى "حلفه".
2620 -
الحكم عليه:
هذا إسناد ضعيف علته يزيد الرقاشي.
تخريجه:
أخرجه ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج (ح 45)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 130)، من طريق ابن أبي الزناد، عن أبيه، وهو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ذَكْوَانَ عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ به مرفوعًا ولفظه: من أعان مسلمًا كان الله في عون المُعين مَا كَانَ فِي عَوْنِ أَخِيهِ، وَمَنْ فَكَّ عن أخيه حلقة، فك الله عنه حلقة يوم القيامة.
وأخرجه أبو يعلى (7/ 132)، والطبراني في مكارم الأخلاق (ح 94)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 54) من طريق يزيد به مرفوعًا ولفظه مَنْ أَعَانَ أَخَاهُ فِي حَاجَتِهِ وَأَلْطَفَهُ، كَانَ حُقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُخْدِمَهُ مِنْ خَدَمِ الجنة.
ومدار هذه الأسانيد على يزيد الرقاشي وقد علمت حاله إلَّا أنه تابعه اثنان: الأول: موسى بن عقبة، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: من أعان مسلمًا كان الله فِي عَوْنِهِ مَا كَانَ فِي عَوْنِ أَخِيهِ ومن فك حلقة فك الله عنه حلقة يوم القيامة.
أخرجه أبو نعيم في تاريخ أصبهان (1/ 191).
وفي سنده أبو الربيع السمتي هو خالد بن يوسف بن خالد قال في الميزان (1/ 648): أما أبوه، فهالك، وأما هو فضعيف.
قلت: روى هذا الحديث عنه أبيه فالإسناد تالف وهي متابعة لا يُفرح بها. =
= الثاني: حميد بن العلاء، عن أنس يرفعه: من قضى لأخيه حاجته كان كمن خدم الله عمره.
أخرجه الطبراني في مكارم الأخلاق (ح 88)، من طريق بقية بن الوليد، عن أبي المتوكل القنسريني، عن حميد بن العلاء به.
وفيه علتان:
الأولى: حميد بن العلاء، قال في اللسان (2/ 445): لا يصح حديثه.
الثانية: عنعنة بقية بن الوليد.
فهي متابعة لا يُفرح بها كذلك.
ويشهد له حديثان عن أبي هريرة، وعبد الله بن عمر رضي الله عنهما:
1 -
أما حديث أبي هريرة مرفوعًا: من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كرب يوم القيامة، ومن يَسَّر على معسر، يَسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا، ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه. لفظ مسلم.
والحديث صحيح رواه مسلم وغيره وخرجته مفصلًا في الحديث رقم (2526).
2 -
وأما حديث ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته
…
الحديث لفظ البخاري.
وهذا حديث صحيح أخرجه البخاري ومسلم وخرجته مفصلًا في الحديث رقم (2526).
وعليه يرتقي حديث الباب بهذه الشواهد إلى الحسن لغيره.
2621 -
وقال الحارث: حدّثنا يعلى، حدّثنا عبد الحكم، عن أنس رضي الله عنه، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَيُوَقِّرْ كبيرنا فليس منا.
2621 -
الحكم عليه:
هذا إسناد ضعيف فيه علتان:
الأولى: ضعف يعلي بن عبّاد الكلابي.
الثانية: ضعف عبد الحكم القسملي.
تخريجه:
هو في عوالي الحارث (ح 29) بنفس الإسناد والمتن.
وتابع عبد الحكم خمسة:
الأول: زربي قال: سمعت أنس بن مالك يقول: جاء شيخ يريد النبي صلى الله عليه وسلم فأبطأ القوم عنه أن يوسعوا له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لَيْسَ مِنَّا مَنْ لم يرحم صغيرنا ولم يوقر كبيرنا.
أخرجه الترمذي (6/ 47 التحفة)، وأبو يعلى (7/ 238)، والعقيلي (2/ 84)، وابن عدي في الكامل (3/ 240).
وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وزربي له أحاديث مناكير عن أنس بن مالك وغيره.
قلت: زربي ضعيف. وبإخراج الترمذي الحديث عن أنس لا يكون من الزوائد.
الثاني: ثابت، عن أنس بنحو الطريق السابقة.
أخرجه ابن أبي الدنيا في العيال (1/ 346)، وأبو يعلى (6/ 191)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 352)، والبيهقي في الشعب (7/ 459).
قلت: في إسناد أبي يعلى يوسف بن عطية قال في التقريب (ص 611): متروك. =
= وفي إسناد الباقين زائدة: هو ابن أبي الرقاد قال في التقريب (ص 213): منكر الحديث.
الثالث: قتادة، عن أنس بنحو الطريق السابقة.
أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 48).
وفي إسناده خليد بن دعلج قال في التقريب (ص 195): ضعيف.
الرابع: عبد القدوس، عن أنس بنحو الطريق السابقة.
أخرجه أبو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 254).
وفي سنده عبيد بن واقد قال في التقريب (ص 378): ضعيف.
الخامس: الحارث بن النعمان بنحو الطريق الأولى.
أخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 156 ب).
والحارث قال في التقريب (ص 148) ضعيف.
وعليه يكون الحديث بمجموع هذه الطرق حسنًا لغيره.
وللحديث شواهد كثيرة عن ابن عباس، وعبادة بن الصامت، وعبد الله بن عمرو، وابن مسعود، وعلي، وجابر، وأبي أمامة، وأبي زيد عمرو بن أخطب، وواثلة بن الأسقع، والأضبط بن حيي، وابن عمر، وأبي هريرة، وضميرة بن أبي ضميرة.
أما حديث ابن عباس فله عنه ثلاث طرق:
الأولى: عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعًا: ليس منا من لم يوقر كبيرنا، ويعرف حق صغيرنا.
أخرجه الترمذي (6/ 48 التحفة)، وأحمد (1/ 257)، وعبد الله بن أحمد في زوائده على المسند (1/ 257)، وعبد بن حميد في المنتخب (ح 586)، والبزار كما في الكشف (2/ 401)، وابن حبّان كما في الإحسان (1/ 341)، والقضاعي في مسند الشهاب (2/ 209)، وابن عدي في الكامل (6/ 355)، والبيهقي في الشعب =
= (7/ 458)، والبغوي في شرح السنة (13/ 40).
وقال الترمذي: هذا حديث غريب.
قلت: مدار أسانيدهم على ليث بن أبي سليم، وهو ضعيف.
وتابعه عند ابن عدي أسباط: وهو ابن محمد القرشي، قال في التقريب (ص 98): ثقة، إلَّا أن محمد بن أحمد بن بخيت شيخ ابن عدي لم أجد له ترجمة.
الثانية: عن مجاهد، عن ابن عباس مرفوعًا بنحو الطريق الأولى.
أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 72) من طريق ليث بن أبي سليم، عن مجاهد به، وليث قد علمت حاله.
الثالثة: عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مرفوعًا بنحو الطريق الأولى.
أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 449) من طريق محمد بن عبيد الله، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جبير به.
ومحمد بن عبيد الله: هو ابن أبي سليمان العزرمي، قال في التقريب (ص 494): متروك.
وأما حديث عبد الله بن عمرو فله عنه طريقان:
الأولى: عن عبد الله بن عامر، عن عبد الله بن عمرو مرفوعًا: من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا فليس منا.
أخرجه أبو داود (13/ 287 العون)، وأحمد (2/ 222)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 354)، والحميدي (2/ 268)، وابن أبي شيبة (8/ 527)، وأبو الشيخ في الأمثال (ح 173)، والحاكم في المستدرك (1/ 62) والبيهقي في المدخل للسنن الكبرى (ح 665)، وفي الآداب (ح 40)، وفي الشعب (7/ 457).
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، فقد احتج بعبد الله بن عامر اليحصبي ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وهو كما قالا.
الثانية: عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده مرفوعًا بنحو الطريق الأولى. =
= أخرجه الترمذي (6/ 48 التحفة)، وأحمد (2/ 185، 207)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 358)، وابن أبي الدنيا في العيال (1/ 350)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 348).
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
قلت: إسناد الترمذي، والبخاري، وابن أبي الدنيا ضعيف من أجل عنعنة محمد بن إسحاق وهو مدلس، من الرابعة. إلَّا أنه تابعه عبد الرحمن بن الحارث كما عند أحمد، والخرائطي، وعبد الرحمن قال في التقريب (ص 338): صدوق، له أوهام. وتقدم الكلام عن إسناد عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ في الحديث (رقم 2615) أنه حسن فالإسناد حسن إن شاء الله.
- أما حديث عبادة بن الصامت مرفوعًا: ليس منا من لم يجل كبيرنا، ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا.
فأخرجه أحمد (5/ 323)، والطحاوي في المشكل (2/ 133)، وابن أبي الدنيا في العيال (1/ 347)، والطبراني في مكارم الأخلاق (ح 147)، وفي الكبير (8/ 281)، والحاكم (1/ 122)، والبيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى (ح 666)، وذكره البخاري في التاريخ الكبير (7/ 312) كلهم من طريق أبي قبيل، عن عبادة بن الصامت مرفوعًا.
وقال الحاكم: ومالك بن الخير الزيادي مصري، ثقة، وأبو قبيل تابعي كبير، ووافقه الذهبي.
قلت: أبو قبيل قال في التقريب (ص 185): صدوق، يهم. فالإسناد ضعيف.
وأما حديث أبي أمامة فله عنه طريقان:
الأولى: عن القاسم، عن أبي أمامة مرفوعًا: من لم يجل كبيرنا، ويرحم صغيرنا، فليس منا.
أخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 356)، وابن أبي الدنيا في العيال =
= (1/ 349)، وابن عدي في الكامل (7/ 81)، والطبراني في الكبير (8/ 281).
بإسناد البخاري، وابن أبي الدنيا حسن من أجل الوليد بن جميل، قال في التقريب (ص 581): صدوق، يخطئ. والقاسم بن عبد الرحمن الدمشقي قال في التقريب (ص 450): صدوق، يُغرب كثيرًا.
الثانية: عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، بنحو الطريق الأول.
أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 196).
وفي سنده عفير بن معدان قال في التقريب (ص 393): ضعيف.
وأما حديث أبي هريرة مرفوعًا: ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويوقر كبيرنا.
فأخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 353)، وابن أبي الدنيا في العيال (1/ 348)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 351)، والحاكم (4/ 178)، والبيهقي في الشعب (7/ 458).
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.
قلت: ومدار أسانيدهم على ابن صخر وهو حميد بن زياد قال في التقريب (ص 180): صدوق، يهم.
فالإسناد ضعيف.
وأما حديث ابن مسعود مرفوعًا: ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا.
فأخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 353)، والخطيب في الجامع لأخلاق الراوي (1/ 182).
وفي إسناديهما وضاح بن يحيى: هو النهشلي قال في الميزان (4/ 335): قال أبو حاتم: ليس بالمرضي، وقال ابن حبّان: لا يجوز الاحتجاج به لسوء حفظه فالإسناد ضعيف.
وأما حديث علي مرفوعًا: ليس منا مَن لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا. =
= فأخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 350)، والبيهقي في الشعب (7/ 459).
وفي إسناد الخرائطي عثمان بن ساج قال في التقريب (ص 386): ضعيف.
وفي سند البيهقي حسين بن عبد الله بن ضميرة قال في المغني (3/ 172): تركه غير واحد.
وأما حديث الأضبط بن حيي قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا.
فأخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (3/ 21)، وابن مسنده في المعرفة كما في أسْدُ الغابة (1/ 122) وإسناده مسلسل بالمجاهيل.
وأما حديث جابر مرفوعًا: ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويعرف حق صغيرنا.
فأخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 156 ب)، والبيهقي في الشعب (7/ 459).
وذكره الديلمي في الفردوس (ح 5265).
وفي إسناديهما مبارك بن فضالة، وأبو الزبير وهما مُدلسان، من الثالثة وقد عنعنا.
وأما حديث ابن عمر مرفوعًا بنحو الحديث السابق.
فأخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 78).
وفي سنده كوثر بن حكيم: متروك الحديث.
وأما حديث واثلة بن الأسقع مرفوعًا بنحو الحديث السابق.
فأخرجه الطبراني في الكبير (22/ 95) من طريق الزهري، عن واثلة مرفوعًا.
وإسناده منقطع رواه الزهري عن واثلة وهو لم يسمع منه كما في المجمع (8/ 140) ولم يصرح الزهري بالتحديث وهو مُدلس.
وأما حديث أبي زيد عمرو بن أخطب مرفوعًا: من لم يرحم صغيرنا فليس منا. =
= فأخرجه البخاري في التاريخ الصغير (2/ 64)، وابن عدي في الكامل (3/ 279)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 135).
ومدار أسانيدهم على سعيد بن قطن قال في الميزان (2/ 155) مجهول.
وأما حديث ضميرة بن أبي ضميرة مرفوعًا: ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ولم يعرف حق كبيرنا .. الحديث.
فأخرجه الطبراني في الكبير (8/ 368).
وفي إسناده حسين بن عبد الله بن ضميرة قال في المغني (1/ 172): تركه غير واحد.
2622 -
حَدَّثَنَا (1) أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: زُر غبّا تزدد حبًا (2).
(1) القائل: هو الحارث بن أبي أسامة رحمه الله.
(2)
قال العسكري: الغِبّ أن تزور يومًا وتدع الزيارة يومًا، وقد أغبّ الزيارة. والغابُّ من اللحم ما قد بات ليلة، وغِبّ المطر: أول أوقات انقطاعه.
انظر جمهرة الأمئال للعسكري (1/ 411)، والنهاية لابن الأثير (3/ 336).
2622 -
الحكم عليه:
هذا إسناد ضعيف جدًا علته طلحة بن عمرو الحضرمي فهو متروك.
تخريجه:
هو في بغية الباحث (ح 902) بنفس الإسناد والمتن.
وأخرجه البيهقي في الشعب (6: 328) من طريق أبي عاصم به بلفظه.
وقال: وقد روي هذا الحديث بأسانيد هذا أمثلها.
وأخرجه البزّار كما في الكشف (2/ 390)، والحربي في غريب الحديث (2/ 609)، وأبو الشيخ في الأمثال (ح 15)، والعسكري في الأمثال (1/ 411)، وابن أبي الدنيا في الإخوان (ح 104)، وابن حبّان في الثقات (9/ 172)، والخطابي في العزلة (ح 110)، والعقيلي في الضعفاء (2/ 255، 4/ 192)، ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 740)، وأخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 108) ، والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 367)، والطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 153 ب)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 322)، وفي أخبار أصفهان (2/ 185)، والبيهقي في الشعب (6/ 327) كلهم من طريق طلحة ابن عمرو به بلفظه.
وطلحة بن عمرو تقدم في ترجمته أنه متروك، إلَّا أنه لم ينفرد في رواية الحديث عن عطاء، عن أبي هريرة إذ تابعه عشرة وهم: =
= الأول: يحيى بن أبي سليمان، عن عطاء به بلفظه.
أخرجه محمد بن أحمد بن نصر في الجزء الثالث والعشرين من حديثه (ح 113)، والخطيب في تاريخ بغداد (14/ 108)، وفي الموضح لأوهام الجمع والتفريق (1/ 520)، والبيهقي في الشعب (6/ 328). ويحيى ابن أبي سليمان قال في التقريب (ص 591) لين الحديث.
الثاني: ابن جريج، عن عطاء به بلفظه.
أخرجه العقيلي في الضعفاء (4/ 192)، وابن حبّان في الثقات (9/ 172)، ومحمد بن أحمد بن نصر في الجزء الثالث والعشرين من حديثه (ح 114).
ومدار أسانيدهم على ابن جريج، وقد عنعن، وهو مُدلس، من الثالثة.
الثالث: عثمان بن عبد الرحمن، حدّثنا عطاء به بلفظه.
أخرجه أبو الشيخ في الأمثال (ح 16)، وابن عدي في الكامل (5/ 161).
وعثمان بن عبد الرحمن، قال في التقريب (ص 385): ليس بالقوي، فالإسناد ضعيف.
الرابع: الأوزاعي، عن عطاء به بلفظه.
أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (6/ 57)، ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 740) وذكره ابن حبّان في المجروحين.
وفيه محمد بن خليد: قال في الميزان (3/ 538): فيه ضعف.
الخامس: إسماعيل بن وردان، عن عطاء به بلفظه.
أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 222)، ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 740).
وإسماعيل لم أجد له ترجمة، وفيه زهير بن محمد التميمي، قال في التقريب (ص 217): رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة، فضعف بها، وهذه منها فالراوي عنه عبد الملك الزماري وهو شامي كما في الميزان (2/ 657). =
= السادس: يزيد بن عبد الله القرشي، عن عطاء به بلفظه.
أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 15).
وفي سنده بشر بن عبيد الدارسي قال في الميزان (1/ 320) كذبه الأزدي، وقال ابن عدي: منكر الحديث عن الأئمة، بيّن الضعف جدًا.
السابع: الأعرج، عن عطاء به بلفظه.
أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 146).
وفي سنده ابن لهيعة، وهو ضعيف.
الثامن: أبو يونس، عن عطاء به بلفظه.
أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 146).
وفي سنده ابن لهيعة أيضًا.
التاسع: أبو حنيفة، عن عطاء به بلفظه.
أخرجه ابن المظفر في مسنده كما في جامع المسانيد (1/ 97).
وفي سنده محمد بن عبد العزيز الدينوري، قال في الميزان (3/ 629): منكر الحديث، ضعيف.
العاشر: محمد بن عبد الملك، عن عطاء به بلفظه.
أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 159).
ومحمد بن عبد الملك، قال أحمد: كان أعمى يضع الحديث ويكذب كما في الميزان (3/ 691).
ورُوي الحديث من ثلاث طرق أخرى:
الأولى: عن الحسن، عن أبي هريرة به بلفظه.
أخرجه العقيلي في الضعفاء (2/ 138)، وابن عدي في الكامل (3/ 291)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 217).
ومدار أسانيدهم على سليمان بن كزاز قال العقيلي: الغالب على حديثه الوهم. =
= الثانية: عن أبي سلمة، عن أبي هريرة به بلفظه.
أخرجه أبو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 115).
وفيه عبد الرحمن بن محمد بن الجارود، لم أجد له ترجمة.
الثالثة: محمد بن سيرين، عن أبي هريرة به بنحوه.
أخرجه الخلعي في فوائده كما في المقاصد الحسنة (ح 537).
وفي سنده عون به سنان بن الحكم، لم أجد له ترجمة.
وللحديث شواهد كثيرة عن أبي ذر، وحبيب بن مسلمة الفهري، وعائشة،
وجابر، وعبد الله بن عمرو، وابن عمر، وعلي رضي الله عنهم:
أما حديث أبي ذر قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يا أبا ذر زر غبًا تزدد حبًا.
فأخرجه البزّار كما في الكشف (2/ 390)، والعقيلي في الضعفاء (3/ 424)، وأبو الشيخ في الأمثال (ح 19)، وابن عدي في الكامل (3/ 296، 297، 5/ 383)، ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 739)، وأخرجه القضاعي في مسند الشهاب (1/ 367)، والبيهقي في الشعب (6/ 326)، وتمام في فوائده كما في الروض البسام (3/ 432).
وقال البزّار: لا نعلمه يروى عن أبي ذر إلَّا من هذا الوجه، ولا رواه عن أبي عمران إلَّا ابنه عويد، ولم يكن بالقوي، وقد حدث عنه أهل العلم.
قلت: مدار أسانيدهم على عويد بن أبي عمران الجوني قال النسائي: متروك كما في الميزان (3/ 304)، وقال ابن عدي في الكامل (3/ 296): الضعف على حديثه بيّن.
وأما حديث حبيب بن مسلمة الفهري بنحو الحديث السابق.
فأخرجه الطبراني في الكبير (4/ 21)، وفي الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 153 ب)، وفي الصغير (ح 296)، وابن عدي في الكامل (3/ 263)، ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 741)، والحاكم (3/ 347)، وتمام في =
= فوائده كما في الروض البسام (3/ 431)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (ج 7/ ق 631) كلهم من طريق محمد بن مخلد الرعيني، حدّثنا سليمان بن أبي كريمة، عن مكحول، عن قناعة، عن حبيب بن مسلمة مرفوعًا. وسكت عليه الحاكم.
وسليمان بن أبي كريمة قال أبو حاتم كما في الجرح والتعديل (4/ 138): ضعيف الحديث. ومحمد بن مخلد الرعيني قال في اللسان (5/ 375) قال الدارقطني: متروك الحديث.
وأما حديث عبد الله بن عمرو قال: ما زلت أسمع زر غبًا تزدد حبًا حتى سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فأخرجه ابن أبي الدنيا في الإخوان (ح 104)، وأبو الشيخ في الأمثال (ح 18)، والطبراني في الكبير والأوسط كما في المجمع (8/ 175)، وابن عدي في الكامل (4/ 103)، ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 739)، والخطيب في تاريخ بغداد (9/ 300)، وتمام في فوائده كما في الروض البسام (3/ 433).
ومدار أسانيدهم على أبي قبيل وهو حُيي بن هانئ قال في التقريب (ص 185): صدوق، يهم. فالإسناد ضعيف.
وأما حديث عائشة بنحو حديث أبي هريرة.
فأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (10/ 182)، ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 741).
قلت: جعل ابن الجوزي علة الحديث أبا عقيل الجمال فقال: مجهول، وتعقبه الحافظ في اللسان (7/ 83):
فقال: وأخطأ في ذلك، فإنه معروف واسمه يحيى بن حبيب بن إسماعيل. اهـ.
قلت: ولا أدري كيف خفى هذا على ابن الجوزي حيث روى الحديث من طريق =
= الخطيب البغدادي، وقد صرح الخطيب باسم أبي عقيل. وأبو عقيل قال ابن أبي حاتم في الجرح (9/ 137): صدوق.
لكن فيه أبو عبد الله محمد بن الحسين بن حفص لم أجد لم ترجمة، وقال الحافظ في الفتح (10/ 498): هذا أقوى طرقه.
وأما حديث جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يا جابر زر غبًا تزدد حبًا.
فأخرجه أبو الشيخ في الأمثال (ح 17)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 143).
ومدار إسناديهما على محمد بن عمر الرومي قال في الميزان (3/ 668) قال أبو زرعة: فيه لين، وقال أبو داود: ضعيف. اهـ.
وأما حديث ابن عمر فله عنه طريقان:
الأولى: عن عطاء، عن ابن عمر مرفوعًا بنحو حديث أبي هريرة.
أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 15)، والطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 153 ب).
ومدار إسناديهما على بشر بن عبيد الدارسي قال في الميزان (1/ 320): كذبه الأزدي، وقال ابن عدي: بيّن الضعف جدًا.
الثانية: عن نافع، عن ابن عمر بنحو الطريق السابقة.
أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 146).
وفي سنده ابن لهيعة، وهو ضعيف.
وأما حديث علي رضي الله عنه، مرفوعًا: زر غبًا تزدد حبًا.
فأخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الإخوان (104).
وفيه ثلاث علل:
الأولى: القاسم بن غصن قال في الميزان (3/ 377): قال أبو حاتم: ضعيف.
وقال ابن حبّان: يروي المناكير عن المشاهير. =
= الثانية: عبد الرحمن بن إسحاق بن الحارث الواسطي قال في التقريب (ص 336): ضعيف.
الثالثة: النعمان بن سعد ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (8/ 446) وسكت عليه ولم أر من وثّقه، ولم يرو عنه غير واحد فهو مجهول.
خلاصة الحكم:
قال ابن حبّان في روضة العقلاء (ص 116): (وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أخبار كثيرة تصرح بنفي الإكثار من الزيارة حيث يقول "زر غبًا تزدد حبًا" إلَّا أنه لا يصح منها خبر من جهة النقل، فتنكبنا عن ذكرها وإخراجها في الكتاب".
وقال ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 739): هذه الأحاديث ليس فيها ما يثبت عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
قلت: من خلال سرد المتابعات والشواهد يتبيّن أن حديث أبي هريرة روي من أربعة عشر طريقًا منها ثمانية ضعيفة.
وله ثلاثة شواهد ضعيفة عن عبد الله بن عمرو، وجابر، وابن عمر رضي الله عنهم.
فعليه يرتقي المتن بمجموع هذه المتابعات والشواهد إلى الحسن لغيره إلَّا أن سند حديث الباب باقِ على ضعفه الشديد.
لذا قال السخاوي في المقاصد الحسنة (ص 243): "أفرد أبو نعيم طرقه ثم شيخنا -ابن حجر- في الإِنارة بطرق غب الزيارة، وبمجموعها يتقوى الحديث. وإن قال البزّار: إنه ليس فيه حديث صحيح، فهو لا ينافي ما قلناه".