المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌21 - باب ذم الكذب ومدح الصدق - المطالب العالية محققا - جـ ١١

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌28 - كِتَابُ الطِّبِّ

- ‌1 - بَابُ الْأَمْرِ بِالتَّدَاوِي

- ‌2 - بَابُ الْقِسْطِ

- ‌3 - بَابُ الْمِلْحِ

- ‌4 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْجُلُوسِ فِي الشَّمْسِ

- ‌5 - بَابُ الْمَاءِ الْبَارِدِ لِلْحُمَّى

- ‌6 - بَابُ التَّلْبِينَةِ

- ‌7 - بَابُ الْحِنَّاءِ

- ‌8 - بَابُ الرِّجْلَةِ

- ‌10 - بَابُ الذِّكْرِ الَّذِي يُذهب السَّقَمَ

- ‌13 - بَابٌ فِيمَنْ ذَهَبَ بَصَرُهُ

- ‌14 - بَابُ ذَمِّ مَنْ لَا يَمْرَضُ

- ‌15 - بَابُ فَضْلِ كِتْمَانِ الْمُصِيبَةِ

- ‌16 - بَابُ فَضْلِ عِيَادَةِ الْمَرِيضِ

- ‌17 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الدُّخُولِ إِلَى أَرْضٍ وَقَعَ بِهَا الطَّاعُونُ

- ‌18 - بَابُ النُّقْلَةِ مِنَ الْبَلَدِ الْوَبِيَّةِ

- ‌19 - بَابُ الرُّقَى

- ‌20 - بَابُ الْعَيْنِ

- ‌21 - بَابُ نَفْيِ الْعَدْوَى وَالْفِرَارِ مِنَ الْمَجْذُومِ وَالزَّجْرِ عَنِ الطِّيَرَةِ

- ‌22 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ نَتْفِ الشَّعْرِ مِنَ الْأَنْفِ

- ‌24 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ التَّدَاوِي بِالْحَرَامِ

- ‌25 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ السِّحْرِ

- ‌26 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ النَّظَرِ فِي النُّجُومِ

- ‌27 - بَابُ الْكِهَانَةِ

- ‌28 - بَابُ الْكَيِّ

- ‌29 - بَابُ الْحَجْمِ

- ‌29 - كِتَابُ الْبِرِّ وَالصِّلَةِ

- ‌1 - بَابُ فَضْلِ صِلَةِ الرَّحِمِ

- ‌2 - بَابُ التَّرْهِيبِ مِنْ قَطِيعَةِ الرَّحِمِ

- ‌3 - بَابُ حَقِّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ

- ‌4 - بَابُ بِرِّ الْوَالِدَيْنِ

- ‌5 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الِانْتِمَاءِ إِلَى غَيْرِ الْمَوَالِي والإِدعاء إِلَى غَيْرِ الْآبَاءِ وَعَنْ سَبِّ الْوَالِدَيْنِ

- ‌7 - بَابُ فَضْلِ الإِحسان إِلَى الْيَتِيمِ

- ‌8 - باب حُسن الخلق

- ‌30 - كِتَابُ الْأَدَبِ

- ‌1 - بَابُ جُمَلٍ مِنَ الْأَدَبِ

- ‌2 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ دُخُولِ النِّسَاءِ الْحَمَّامَاتِ

- ‌3 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي الْعَفْوِ

- ‌4 - بَابُ الِاعْتِذَارِ

- ‌5 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ تَتَبُّعِ الْعَوْرَاتِ

- ‌6 - بَابُ أَدَبِ النَّوْمِ

- ‌7 - بَابُ كَرَاهَةِ النَّوْمِ بَعْدَ الْعَصْرِ

- ‌8 - بَابُ النَّظَرِ فِي الْمَرْآةِ وَأدَبِ الْكُحْلِ وَالتَّنَعُّلِ وَالتَّيَمُّنِ فِي ذَلِكَ

- ‌9 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا قِيلَ لَهُ كَيْفَ أَصْبَحْتَ

- ‌10 - بَابُ الْعُطَاسِ وَالْأَدَبِ فِيهِ

- ‌11 - بَابُ الشِّعْرِ

- ‌12 - بَابُ إِعْطَاءِ الشَّاعِرِ

- ‌13 - باب الأمر بالتستر من الْمَعْصِيَةِ وَلَوْ صَغُرَتْ

- ‌14 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي حِفْظِ اللِّسَانِ وَالْفَرْجِ

- ‌15 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الْغَضَبِ

- ‌16 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى شُكْرِ النِّعَمِ

- ‌17 - بَابُ فَضْلِ مَنْ قَادَ أَعْمَى

- ‌18 - بَابُ فَضْلِ زِيَارَةِ الإِخوان

- ‌19 - بَابُ فَضْلِ الْحَيَاءِ

- ‌20 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الْكَذِبِ وَالظُّلْمِ

- ‌21 - بَابُ ذَمِّ الْكَذِبِ وَمَدْحُ الصِّدْقِ

- ‌22 - بَابُ التَّخَصُّرِ

- ‌23 - بَابُ أَدَبِ الرُّكُوبِ

- ‌24 - بَابُ الِاصْلَاحِ بَيْنَ النَّاسِ

- ‌25 - باب التسمية على كل شيء

- ‌26 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ التَّبْذِيرِ

- ‌27 - بَابُ الِاسْتِئْذَانِ

- ‌28 - بَابُ التَّسْلِيمِ

- ‌30 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي كِتْمَانِ السِّرِّ

- ‌31 - بَابُ حُسْنِ الْوَجْهِ

- ‌32 - بَابُ فَضْلِ الْخُشُونَةِ

- ‌33 - بَابُ ذَمِّ النَّمِيمَةِ

- ‌34 - بَابُ الْغِيبَةِ

- ‌35 - بَابُ مَا يَجُوزُ مِنَ الْغِيبَةِ وَكَفَّارَاتُهَا

- ‌36 - بَابُ ذَمِّ الكِبر وَمَدْحِ التَّوَاضُعِ

- ‌37 - بَابُ فَضْلِ إِمَاطَةِ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ

- ‌38 - بَابُ جَوَازِ الْبُزَاقِ

- ‌39 - بَابُ قَطْعِ الْجَرَسِ مِنَ الدَّوَابِّ

- ‌40 - بَابُ بِمَنْ يَبْدَأُ بِالْكِتَابِ

- ‌41 - بَابُ مَا لِلنِّسَاءِ فِي الطَّرِيقِ

- ‌42 - بَابُ الْمُحَافَظَةِ عَلَى كِتْمَانِ السِّرِّ

- ‌43 - بَابُ لَا يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ الثَّالِثِ

- ‌44 - بَابُ السَّلَامِ

- ‌45 - بَابُ إِكْرَامِ الْغَرِيبِ وَالْحَيَاءِ مِنَ الْكَبِيرِ

- ‌46 - بَابُ تَرْكِ السَّلَامِ عَلَى مَنْ يُصَلِّي

- ‌47 - بَابُ الِالْتِزَامِ وَالْمُعَانَقَةِ وَالْمُصَافَحَةِ

- ‌48 - بَابُ تَقْبِيلِ الْيَدِ

- ‌49 - بَابُ الطِّيبِ

- ‌50 - بَابُ مَنْ دَعَا صَاحِبَهُ فَأَجَابَ بِلَبَّيْكَ

- ‌51 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْفُحْشِ

- ‌52 - بَابُ الْحَذَرِ وَالِاحْتِرَاسِ

- ‌53 - بَابُ كَرَاهِيَةِ السَّجْعِ

- ‌54 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ سَبِّ الْأَمْوَاتِ إِذَا آذَى الْأَحْيَاءَ

- ‌55 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الِاسْتِطَالَةِ فِي عِرض الْمُسْلِمِ

- ‌56 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ السِّعَايَةِ بِالْمُسْلِمِ وَالتَّرْهِيبِ مِنْ تَرْكِ نُصْرَتِهِ

- ‌57 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ التَّشَبُّهِ بِالْغَيْرِ

- ‌58 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ مَدْحِ الْفَاسِقِ

- ‌59 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ عَيْبِ النَّاسِ

الفصل: ‌21 - باب ذم الكذب ومدح الصدق

‌21 - بَابُ ذَمِّ الْكَذِبِ وَمَدْحُ الصِّدْقِ

2631 -

قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَطِيَّةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ دلَاّف، عَنْ عَمِّهِ، عَنْ [بِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ](1)، عَنْ عُمَرَ رضي الله عنه:[أَنَّهُ قال](2): لا يغرَّنك (3) صلاة امرىءٍ وَلَا صيامُه، وَلَكِنْ إِذَا حَدَّثَ صَدَقَ، وَإِذَا اؤتمن أدى (4)، وإذا أشفى ورع (5).

* هذا موفوف صحيح.

(1) تصحفت في جميع النسخ إلى "هلال بن الحارث" وما أثبته الصحيح من كتب التراجم.

(2)

في الأصل و (حس)"أنه سمع صلى الله عليه وسلم يقول" فصار الحديث مرفوعًا، والصحيح أنه موقوف كما بين الحافظ هنا، وكما سيأتي في تخريجه.

(3)

تصحفت في (حس) إلى "لا يغزبك".

(4)

سقطت من (عم).

(5)

غير واضحة في (سد وتصحفت في (حس) إلى "أسعى".

ص: 620

2631 -

الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف فيه علتان:

الأولى: عمرو بن عطية لم أجد له ترجمة.

الثانية: عمه لم أعرفه. =

ص: 620

= وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 144/ ب) وقال: رواه مسدّد بسند فيه راوِ لم يُسم.

ص: 621

تخريجه:

أخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق (2/ 579)، والدارقطني في العلل (2/ 148)، من طريق يحيى بن سعيد به بنحوه دون قوله وإذا أشفى ورع.

وأخرجه البيهقي في الكبرى (6/ 288)، من طريق مالك، عن عمر بن عبد الرحمن بن دلاف، عن أبيه، إن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ: لا تنظروا إلى صلاة أحد ولا إلى صيامه، ولكن انظروا إلى من إِذَا حَدَّثَ صَدَقَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ أَدَّى وَإِذَا أشفى ورع.

ومدار هذه الطرق على عمر بن عطية وهو مجهول إلَّا أنه لم ينفرد في رواية هذا الحديث وتابعه خمسة وهم:

الأول: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عمر رضي الله عنه لا يَغُرَّنك صلاة رجل ولا صيامه، من شاء صام ومن شاء صلَّى، ولكن لا دين لمن لا أمانة له.

أخرجه البيهقي في الكبرى (6/ 288).

ورجاله ثقات، إلَّا أن شيخ البيهقي لم أعرفه.

الثاني: عبيد بن أبي كلاب قال: أنه سمع عمر رضي الله عنه وهو يخطب الناس يقول: لا يعجبنكم من الرجل طنطنته، ولكن من أدى الأمانة وكف عن أذى الناس فهو الرجل.

أخرجه ابن المبارك في الزهد (ح 695)، ومن طريقه البيهقي في الكبرى (6/ 288)، وابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق (خ 270).

وعبيد بن كلاب لم أعرفه.

الثالث: يحيى بن سعيد الأنصاري، عمن حدثه، عن عمر: أن الدين ليس بالطنطنة من آخر الليل ولكن الدين: الورع.

أخرجه أحمد في الزهد (ص 184) وفيه راو لم يُسم. =

ص: 621

= الرابع: أيوب، عن هشام، عن عمر قال: لا تغُرَّني صلاة إمرىءٍ، ولا صومه، من شاء صام، ومن شاء صلَّى، لا دين لمن لا أمانة له.

أخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 169).

وإسناده منقطع، هشام لم يدرك عمر إذ أن مولده سنة ثمان وخمسين كما في التقريب (ص 573).

الخامس: يزيد بن حيان قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه يقول:

لا تغرنكم طنطنة الرجل بالليل -يعني صلاته- فإن الرجل كل الرجل من أدى الأمانة إلى من ائتمنه، ومن سلم المسلمون من لسانه ويده.

أخرجه ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق (ح 269)، عن علي بن شعيب، عن عبد المجيد، عن يزيد بن حيان به.

وعبد المجيد هو ابن عبد العزيز بن أبي رواد قال في التقريب (ص 361) صدوق، يخطئ، فالإسناد ضعيف.

وعزاه صاحب الكنز (ح 8435) إلى مالك، وعبد الرزاق، ورسته، والعسكري في المواعظ.

وذكره البغوي في شرح السنة (1/ 75) معلقًا.

السادس: أبو قلابة عن عمر أنه قال: لا تنظروا إلى صيام أحد ولا صلاته، ولكن انظروا إلى صدق حديثه إذا حدث، وأمانته إذا اؤتمن، وورعه إذا أشفي.

أخرجه أبو نعيم في الحلية (3/ 27).

ويشهد لمعنى هذا الأثر أحاديث عن أبي هريرة، وعبد الله بن عمر، وأنس، وابن مسعود رضي الله عنهم.

أما حديث أبي هريرة، فله عنه أربع طرق:

الأولى: عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ثلاث من كن فيه فهو منافق وإن صام، وإن صلَّى وزعم أنه مسلم: إذا حدث كذب، وإذا =

ص: 622

= وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان.

أخرجه مسلم (ح 59)، وأحمد (2/ 297)، وأبو عوانة (1/ 21)، وابن حبّان كما في الإحسان (1/ 279)، والفريابي في صفة النفاق (ح 5)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 193)، والبغوي في شرح السنة (1/ 73)، وابن مسنده في الإيمان (2/ 606)، وأبو نعيم في الحلية (6/ 255)، والخطيب في تاريخ بغداد (13/ 437)، والبيهقي في الكبرى (6/ 288).

الثانية: عن مالك بن ربيعة، عن أبي هريرة مرفوعًا: آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان.

أخرجه البخاري (1/ 89 الفتح)، ومسلم (ح 59)، والنسائي (8/ 116)، وأبو عوانة (1/ 20)، والترمذي (7/ 385 التحفة)، وأحمد (3/ 357)، وابن منده في الإيمان (2/ 605)، والدولابي في الكنى (1/ 202)، والفريابي في صفة النفاق (ح1)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 325)، والبيهقي في الكبرى (6/ 85، 288)، والبغوي في شرح السنة (1/ 72).

وسكت عليه الترمذي.

الثالثة: عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عن أبي هريرة مرفوعًا: من علامات المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان.

أخرجه مسلم (ح 59)، والترمذي (7/ 383 التحفة)، وابن مسنده في الإيمان (2/ 605)، والفريابي في صفة النفاق (ح 2).

وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من حديث العلاء.

الرابعة: عن عطاء بن أبي مسلم الخراساني، عن أبي هريرة مرفوعًا، ثلاث من أمر المنافق وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان.

أخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده (1/ 371). =

ص: 623

= وإسناده منقطع، فعطاء لم يسمع من أبي هريرة كما في جامع التحصيل (ص 238).

وأما حديث عبد الله بن مسعود موقوفًا قال: ثلاث من كن فيه فهو منافق: إذا حدث كذب، وإذا ائتمن خان، وإذا وعد أخلف فمن كانت فيه واحدة منهن لم تزل فيه خصلة من النفاق حتى يتركها.

فأخرجه النسائي (8/ 116)، والبزار كما في الكشف (1/ 62) مرفوعًا، وابن مسنده في الإيمان (2/ 606)، والفريابي في صفة النفاق (ح 7) مرفوعًا، وأبو نعيم في الحلية (5/ 43، 6/ 255).

وإسناده صحيح موقوفًا ومرفوعًا، فقد رفعه الطيالسي، وهو ثقة، وزيادة الثقة مقبولة.

وأما حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنه فله عنه ثلاث طرق:

الأولى: عن مسروق، عن عبد الله بن عمرو مرفوعًا: أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا: من إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر، وإذا كان فيه خصلة منها ففيه خصلة من النفاق حتى يتوب.

أخرجه البخاري (1/ 89 الفتح)، ومسلم (ح 58)، والنسائي (8/ 116)، وأبو داود (12/ 443 العون)، والترمذي (7/ 385 التحفة)، وابن أبي شيبة (8/ 405)، وأحمد (2/ 289)، والفريابي في صفة النفاق (ح 13)، وابن حبّان كما في الإحسان (1/ 277)، وابن مسنده في الإيمان (5/ 602)، والحاكم في علوم الحديث (ص 11)، وأبو عوانة (1/ 20).

وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

الثانية: صبيح بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمرو موقوفًا.

أخرجه الفريابي في صفة النفاق (ح 14).

وصبيح ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (4/ 449) وسكت عليه ولم =

ص: 624

= يرو عنه غير سماك بن حرب.

ولم أجد من وثّقه فهو مجهول.

الثالثة: عن أبي عبد الرحمن الجبلي، عن عبد الله بن عمرو موقوفًا.

أخرجه الفريابي في صفة النفاق (ح 15).

وفي إسناده ابن لهيعة ضعيف.

وأما حديث أنس فله عنه طريقان:

الأولى: عن يزيد الرقاشي، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: ثلاث من كن فيه فهو منافق وإن صام وصلَّى وقال إني مؤمن: من إذا حدث كذب، وإذا ائتمن خان، وإذا وعد أخلف.

أخرجه أبو يعلى (7/ 136)، والفريابي في صفة النفاق (ح 12).

ويزيد الرقاشي قال في التقريب (ص 599): ضعيف.

الثانية: عن سعد بن سنان، عن أنس مرفوعًا قال: في المنافق ثلاث، وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان.

أخرجه الفريابي، في صفة النفاق (ح 11).

وإسناده حسن إن شاء الله من أجل سعد بن سنان قال في التقريب (ص 231) صدوق، له أفراد وبقية رجاله ثقات.

وعليه يرتقي أثر الباب بالشواهد الصحيحة إلى الحسن لغيره.

ص: 625

2632 -

وَحَدَّثَنَا (1) أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ: لَا يَصْلُحُ شَيْءٌ مِنَ الْكَذِبِ في جد ولا هزل.

* موقوف صحيح.

(1) القائل هو مسدّد.

ص: 626

2632 -

الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف علته عنعنة أبي إسحاق: وهو مدلس، من الثالثة.

وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 144/ ب مختصر) وسكت عليه.

ص: 626

تخريجه:

أخرجه سعيد بن منصور في سننه: كما في الدر المنثور (4/ 316)، ومن طريقه الطبراني في الكبير (9/ 102)، عن أبي عوانة به بنحوه.

وأخرجه وكيع في الزهد (ح 396)، وأحمد (1/ 410)، وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار مسند علي (ع 135)، وابن أبي الدنيا في الصمت (ح 541 ، 542)، والطيالسي كما في منحة المعبود (2/ 65)، والطبراني في الكبير (9/ 89)، والبيهقي في الشعب (4/ 201)، والبغوي في شرح السنة (13/ 154) كلهم من طريق أبي إسحاق به بنحوه، كجزء من خطبة طويلة إلَّا وكيعًا فقد ذكره مختصرًا وكذا الطيالسي.

قلت: ومدار هذه الطرق على أبي إسحاق، وهو مُدلس، وقد عنعن، لكنه صرح بالسماع في رواية الطيالسي، كما أنها عند الطيالسي من رواية شعبة، عن أبي إسحاق وشعبة لا يروي عن المدلسين إلَّا من مسموعاتهم، ثم هو من أصحابه القدماء فأمن من الاختلاط، فعليه يكون الإسناد صحيحًا.

وأخرجه ابن ماجه (ح 46)، والدارمي (2/ 210)، والحاكم (1/ 127)، وعنه البيهقي في الشعب (4/ 201)، من طريق أبي إسحاق به مرفوعًا بنحوه كجزء من خطبة طويلة كذلك. =

ص: 626

= وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين، وإنما توافرت الروايات بتوقيف أكثر هذه الكلمات فإن صح سنده فإنه صحيح على شرطهما ووافقه الذهبي.

قلت: في إسناد الحاكم، والدارمي، إدريس بن صبيح الأودي، قال في التقريب (ص 97): مجهول.

وفي سند ابن ماجه عبيد بن ميمون التيمي، قال في التقريب (ص 378): مستور وعند الجميع عنعنة أبي إسحاق فالإسناد ضعيف فلا تصح رواية الرفع.

وتابع أبا الأحوص ستة فرووه عن عبد الله موقوفًا:

الأول: أبو معمر قال: قال عبد الله: لا يصلح الكذب في هزل ولا جد، ولا أن يعد أحدكم صبيه شيئًا ثم لا ينجزه له.

أخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 387)، وابن أبي شيبة (8/ 403)، وابن جرير في تهذيب الآثار مسند علي (ص 146)، والطبري في التفسير (11/ 46)، وابن أبي الدنيا في الصمت (ح 543)، ووكيع في الزهد (ح 395)، وهنّاد في الزهد (ح 1372)، وسعيد بن منصور في سننه: كما في الدر المنثور (6/ 314)، ومن طريقه الطبراني في الكبير (9/ 102).

وإسناده صحيح.

الثاني: إبراهيم النخعي، عن عبد الله بنحو السابق.

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 403)، ووكيع في الزهد (ح 395)، وابن جرير في تهذيب الآثار مسند علي (ص 146).

والنخعي لم يدرك أحدًا من الصحابة لكن البيهقي صحح مراسيله عن ابن مسعود كما في جامع التحصيل (ص 142).

الثالث: أبو البختري، عن عبد الله قال: لا يصلح الكذب في جد ولا هزل، ثم تلا عبد الله (اتقوا الله وكونوا مع الصادقين). =

ص: 627

= أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 403).

وإسناده صحيح.

الرابع: جعفر بن برقان قال: قال عبد الله بن مسعود: كل ما هو آتٍ قريب. ألا أن الكذب لا يصلح في جد ولا هزل، ولا أن يعد الرجل منكم صبيه ثم لا ينجز له.

أخرجه معمر في كتاب الجامع (ح 20198)، ومن طريقه الطبراني في الكبير (9/ 100)، والبيهقي في الشعب (2/ 200).

وإسناده منقطع فجعفر مات سنة خمسين ومائة كما في التقريب (ص 140)، وابن مسعود رضي الله عنه مات سنة اثنتين وثلاثين.

الخامس: أبو عبيدة، عن عبد الله قال: لا يصلح الكذب في هزل ولا جد، ولا أن يعد أحدكم صبيّه شيئًا ثم لا ينجزه له ثم قرأ عبد الله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} . أخرجه ابن المبارك في الزهد (ح 140)، ووكيع في الزهد (ح 401)، وعنه هنّاد في الزهد (ح 1369)، والطبري في التفسير (11/ 46)، والطبراني في الكبير (9/ 100)، والبيهقي في الشعب (4/ 202)، وابن جرير في تهذيب الآثار مسند علي (ص 146).

وإسناده منقطع، فأبو عبيدة لم يسمع من أبيه عبد الله كما في جامع التحصيل (ص 204).

السادس: عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: لا يصلح الكذب في هزل ولا جد، ولا أن يعد أحدكم صبيّه شيئًا ثم لا ينجزه له ثم قرأ عبد الله:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} وإسناده منقطع أيضًا، فعمرو بن مرة مات سنة ثماني عشرة ومائة كما في التقريب (ص 426).

وأخرج الحديث أبو الشيخ، وابن المنذر، وابن مردويه كما في الدر المنثور (4/ 316).

ص: 628

2633 -

[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ.

[2]

وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ قَالَا: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ (1)، عَنْ [سَعْدٍ](2) هُوَ ابْنُ سِنَانٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: تَقَبَّلُوا لِي سِتًّا (3) أَتَقَبَّلْ لَكُمُ الْجَنَّةَ، قِيلَ: مَا هي يا رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِذَا حَدَّثْتُمْ فَلَا تَكْذِبُوا، وَإِذَا وَعَدْتُمْ فلا تخلفوا، وإذا ائتمنتم فَلَا تَخُونُوا، وَغُضُّوا أَبْصَارَكُمْ، وَاحْفَظُوا فُرُوجَكُمْ، وَكُفُّوا أيديكم.

(1) تصحفت في (حس) إلى "يزيد بن حبيب".

(2)

تصحفت في جميع النسخ إلى "سعيد" وما أثبته الصحيح من مسند أبي يعلى، وكتب الرجال.

(3)

تصحفت في (حس) إلى "شيئًا.

ص: 629

2633 -

الحكم عليه:

إسناد ابن أبي شيبة حسن من أجل سعد بن سنان.

وإسناد ابن منيع حسن كذلك من أجل يحيى بن إسحاق، وسعد بن سنان فهما صدوقان.

وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 351) وقال: رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح إلَّا أن [سعد] تحرفت إلى يزيد ابن سنان لم يسمع من أنس، والله أعلم.

ص: 629

تخريجه:

أخرجه أبو يعلى (7/ 248) عن ابن أبي شيبة به بلفظه.

وأخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 188)، وفي مساوئ الأخلاق (ح 156)، من طريق يونس بن محمد به بنحوه.

وأخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 355)، والحاكم في المستدرك (4/ 359)، والبيهقي في الشعب (4/ 78)، كلهم من طريق الليث به بنحوه. =

ص: 629

= وتصحف اسم يزيد عند البيهقي إلى مرثد، وجعله الحاكم شاهدًا لحديث عبادة الآتي وسكت عليه.

ومدار هذه الطرق على سعد بن سنان وهو صدوق كما تقدم.

ويشهد له أحاديث عن عبادة بن الصامت، وأبي أمامة، والزبير، ومعاوية رضي الله عنهم: أما حديث عبادة بن الصامت مرفوعًا: اضمنوا لي ستًا من أنفسكم أضمن لكم الجنة، اصدقوا إذا حدثتم، واوفوا إذا وعدتم، وأدوا إذا ائتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم.

فأخرجه أحمد (5/ 323)، وابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق (ح 116)، وفي الصمت (ح 444)، وابن حبّان كلما في الإحسان (1/ 245)، والطبراني في الكبير (المنتقى منه)، كما في الصحيحة (3/ 454)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 192)، والحاكم (4/ 358)، والبيهقي في الكبرى (6/ 288)، والبيهقي في الشعب (4/ 205)، كلهم من طريق المطلب بن حنطب، عن عبادة بن الصامت مرفوعًا.

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه وتعقبه الذهبي بقوله: فيه إرسال.

قلت: المطلب لم يسمع من عبادة بن الصامت فقد نقل العلائي في جامع التحصيل (ص 280) قول البخاري: لا أعرف للمطلب بن حنطب عن أحد من الصحابة سماعًا إلَّا قوله حدثني من شهد خطبة النبي صلى الله عليه وسلم وكذا نقل الترمذي، عن الدارمي، وقال أبو حاتم: المطلب بن حنطب عامة أحاديثه مراسيل، لم يدرك أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إلَّا سهل بن سعد، وأنسًا، وسلمة بن الأكوع أو من كان قريبًا منهم.

وأما حديث أبي أمامة رضي الله عنه يرفعه قال: اكفلوا بست اكفل لكم الجنة: إذا حدث أحدكم فلا يكذب، وإذا اؤتمن فلا يخن، وإذا وعد فلا يخلف، غضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم، واحفظوا فروجكم. =

ص: 630

= فأخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 21)، والطبراني في الكبير (8/ 314)، وابن حبّان في المجروحين (2/ 204) والأصبهاني في الترغيب والترهيب (2/ 910)، والخطيب في تاريخ بغداد (7/ 392)، كلهم من طريق فضالة بن الزبير، عن أبي أمامة الباهلي مرفوعًا.

ومدار أسانيدهم على فضالة بن الزبير ويقال بن جبير. قال في المغني (2/ 510) قال الكتاني عن أبي حاتم: ضعيف الحديث فالإسناد ضعيف.

وأما حديث الزبير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مَنْ ضَمِنَ لِي سِتًّا ضَمِنْتُ لَهُ الْجَنَّةَ، قالوا: وما هي يا رسول الله؟ قال: من إِذَا حَدَّثَ صَدَقَ، وَإِذَا وَعَدَ أَنْجَزَ، وَإِذَا اؤتمن أدى، وَمَنْ غَضَّ بَصَرَهُ، وَحَفِظَ فَرْجَهُ، وَكُفَّ يَدَهُ.

فأخرجه معمر في كتاب الجامع (ح 20200)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (4/ 365)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (2/ 909) من طريق أبي إسحاق، عن الزبير مرفوعًا.

وقال الشيخ الألباني في الصحيحة (3/ 454): والزبير هذا إن كان ابن العوام فهو منقطع؛ لأن أبا إسحاق وهو عمرو بن عبد الله السبيعي، فإنه روى عن علي وقيل أنه لم يسمع منه، وهو -أي الزبير- أقدم وفاة من علي، فلأن لم يسمع منه أولى، ثم هو إلى ذلك مدلس، ولم يصرح بالتحديث. اهـ.

وأما حديث معاوية يرفعه قال: تكلفوا لي بست أتكفل لكم بالجنة إِذَا حَدَّثْتُمْ فَلَا تَكْذِبُوا، وَإِذَا وَعَدْتُمْ فَلَا تخلفوا، وإذا ائتمنتم فلا تخونوا، وغضوا أبصاركم، واحفظوا فر وجكم، وكفّوا أيديكم.

أخرجه القضاعي في مسند الشهاب (1/ 272) من طريق عمرو بن بكر السكسكي، عن موسى بن عبيدة الربذي، عن القُرظي، عن معاوية مرفوعًا.

وموسى بن عبيدة الزبدي ضعيف.

وعمرو بن بكر السكسكي قال في التقريب (ص 419): متروك.

ص: 631