الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2 - بَابُ التَّرْهِيبِ مِنْ قَطِيعَةِ الرَّحِمِ
(103)
حَدِيثُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ رضي الله عنهما تَقَدَّمَ فِي الْحَجِّ (1).
2520 -
[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ أَبِي [إِدَامٍ الْأَزْدِيِّ](2)، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى (3) رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لَا تَنْزِلُ الْمَلَائِكَةُ عَلَى قَوْمٍ فِيهِمْ قَاطِعُ رحم.
(1) هو في كتاب الحج باب حدّ الحرم برقم (1206)، وأخرجه ابن أبي عمر بسنده إلى جبير بن مطعم قال: وجدت قريش حجرًا في الجاهلية، وذكر حديثًا وفيه: قال الله: أنا الله ذو بكة خلقت الرحم وشققت لَهَا مِنَ اسْمِي فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ وَمَنْ قطعها بتته
…
الحديث.
(2)
تصحفت في الأصل و (حس) إلى:" أبي آدم الأزدي" والمثبت هو الصحيح من بقية النسخ وكتب التراجم.
(3)
تصحفت في (حس) إلى: "ابن أوفى".
2520 -
الحكم عليه:
هذا إسناده ضعيف جدًا علته أبو إدام، فهو متروك.
وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ 128 أمختصر) وقال: رواه أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَحْمَدُ بْنُ منع، والبخاري في الأدب المفرد ومدار أسانيدهم على أبي إدام وهو ضعيف، واسمه سليمان بن زيد المحاربي الأزدي.
تخريجه: =
= أخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 63)، وفي التاريخ الكبير (4/ 14) معلقًا، ووكيع في الزهد (3/ 721)، وهنّاد في الزهد (ح 1005)، والفسوي في المعرفة والتاريخ (1/ 265)، وابن عدي في الكامل (3/ 259)، وأحمد بن منيع: كما في المطالب (ح 80 ب)، والبغوي في شرح السنة (13/ 28)، والذهبي في تذكرة الحفاظ (2/ 533)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (2/ 937)، والعقيلي في الضعفاء (2/ 129)، كلهم من طريق سليمان بن زيد، به بنحوه.
وقال العقيلي: لا يتابع عليه، ولا يعرف إلَّا، به -أي سليمان- وقد روى في قطيعة الرحم أحاديث جياد بألفاظ مختلفة من غير هذا الوجه.
وذكر أحمد بن منيع، والبخاري، ووكيع، وهناد، وابن عدي، والبغوي، في رواياتهم الرحمة بدلًا من الملائكة، وزاد أحمد بن منيع، وابن عدي في آخره، فقال رجل من جلسائه: يَا رَسُولَ اللَّهِ! لِي خَالَةٌ. لَمْ أُكَلِّمْهَا فَقَالَ صلى الله عليه وسلم قُمْ إِلَيْهَا فكلمها، وبمعناه عند هنّاد، والعقيلي.
قلت: مدار أسانيدهم على سليمان بن زيد وقد علمت حاله.
وتابع أبو حماد الأسلمي أبا إدام المحاربي فرواه عن عبد الله بن أبي أوفى، به بنحوه.
أخرجه البيهقي في الشعب (6/ 223).
ولم أجد لأبي حماد الأسلمي ترجمة، وأخشى أنها تحرفت من أبي إدام، خاصة أن محقق الشعب قال: في نسخة "ن" دايم بدلًا من حماد، ثم أن الراوي عن أبي حماد هو: محمد بن عبيد الطنافسي، وهو يروي عن أبي إدام، والحديث عند هنّاد من رواية محمد بن عبيد، عن أبي إدام.
ويشهد لمعناه حديث جُبير بن مطعم قَالَ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: لا يدخل الجنة قاطع.
أخرجه البخاري (10/ 425 الفتح)، ومسلم (ح 2556)، وأبو داود (5/ 114 =
= العون)، الترمذي (6/ 36 التحفة)، وأحمد (4/ 80، 83، 84)، والحميدي (ح 557)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 64)، والبغوي في شرح السنة (13/ 26)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 272)، والطبراني في الكبير (2/ 120) وابن حبّان: كما في الإحسان (1/ 339)، وأبو نعيم في الحلية (7/ 159، 308)، والبيهقي في الكبرى (7/ 27)، وفي الشعب (6/ 240)، ومعمر في كتاب الجامع (ح 20238)، وأبو القاسم الحنائي في الفوائد (ق 13 ب).
[2]
وقال أحمد بن منيع: حدثنا أبو معاوية، حَدَّثَنَا [أَبُو إِدَامٍ](1) الْأَزْدِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَا تَنْزِلُ الرَّحْمَةُ عَلَى قَوْمٍ فِيهِمْ قَاطِعُ رَحِمٍ. فَقَالَ رَجُلٌ من جُلَسائه: يَا رَسُولَ اللَّهِ! لِي خَالَةٌ لَمْ أُكَلِّمْهَا، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم قُمْ إِلَيْهَا فَكَلِّمْهَا.
قُلْتُ: أَبُو إِدَامٍ اسْمُهُ سُلَيْمَانُ بْنُ يَزِيدَ الْمُحَارِبِيُّ، وَهَذَا الْحَدِيثَ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الْأَدَبِ الْمُفْرَدِ (2).
(104)
وَحَدِيثُ أَنَسٍ رضي الله عنه [تَقَدَّمَ](3) فِي الْحَثِّ عَلَى الصَّدَقَةِ مِنْ كِتَابِ الزكاة (4).
(1) تصحفت في الأصل و (حس) إلى: "أبو آدم" وما أثبته هو الصحيح من بقية النسخ وكتب التراجم.
(2)
أخرجه البخاري في الأدب المفرد (ح 63). وتقدم تخريجه.
(3)
سقط من الأصل و (حس)، وأثبته من بقية النسخ فالمقام يقتضيها.
(4)
هو في كتاب الزكاة، باب الحث على الصدقة حديث رقم (955) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم سمعته يَقُولُ: إِنَّ الصَّدَقَةَ وَصِلَةَ الرَّحِمِ يَزِيدُ اللَّهُ تعالى بها في العمر ويرفع بها ميتة السوء ويدفع الله بهما المكروه والمحذور.
2521 -
وقال أبو يعلى: حدثنا إبراهيم هو ابن الْحَجَّاجِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ [مُجَمَّعِ بْنِ يَحْيَى الْأَنْصَارِيِّ](1)، عَنْ سُويد بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم-بُلُّوا أَرْحَامَكُمْ وَلَوْ بِالسَّلَامِ.
* إِسْنَادُهُ حسن إلَّا أنه مرسل.
(1) تصحفت في الأصل و (حس) إلى: "محمد بن يحيى الأنصاري" وما أثبته الصحيح من (سد) و (عم)، وكتب التراجم، والمصادر الحديثة.
2521 -
الحكم عليه:
هذا إسناده حسن من أجل مجمع بن يحيى الأنصاري، فهو صدوق. وحسنه الحافظ هنا في المطالب، وهو مرسل. وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 128 أمختصر) وسكت عليه.
وذكره السيوطي في الجامع الصغير (2/ 207 الفيض) وسكت عليه، أما الألباني فذكره في صحيح الجامع (ح 2838) وحسنه.
تخريجه:
أخرجه ابن حبّان في الثقات (4/ 324) عن أبي يعلى، به بلفظه.
وأخرجه أبو نعيم في المعرفة (ج 1/ ق 302 ب) من طريق أبي يعلى، به بلفظه.
وأخرجه وكيع في الزهد (3/ 717)، وعنه هنّاد في الزهد (2/ 492)، وأخرجه ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق (ح 207)، والقضاعي في مسند الشهاب (ح654)، والبيهقي في الشعب (6/ 226)، وابن مسنده: كما في الإصابة (3/ 152)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (ج 16/ ق 263) كلهم من طريق مجمع بن يحيى، به.
وذكره الديلمي في الفردوس (ح 2087). =
= وأخرج الحديث القضاعي في مسند الشهاب (ح 653)، من طريق مجمع بن يحيى الأنصاري. قال: حدثني رجل من الأنصار، به بنحوه.
وأخرجه أبو عبيد في غريب الحديث (1/ 347) من طريق مجمع بن يحيى الأنصاري، عمن حدثه يرفعه بنحوه.
ووصل الحديث ابن منده في معرفة الصحابة: كما في الإصابة (6/ 338) من طريق يزيد بن هارون، عن مجمع بن يحيى، حدّثنا سويد بن عامر، عن يزيد بن جارية قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بلوا أرحامكم ولو بالسلام.
قلت: رُوي في الطرق السابقة مرسلًا، وهنا موصولًا، ومن وصله وهو يزيد بن هارون وهو ثقة. وزيادة الثقة مقبولة. إلَّا أن الحافظ ابن حجر لم يذكر إسناد ابن منده كاملًا، فلا يعرف مَنْ بين ابن منده ويزيد بن هارون فإن كانوا ثقات فالزيادة مقبولة وإلَّا فلا.
وللحديث شواهد عن ابن عباس، وأبي الطفيل، وأنس، وجابر رضي الله عنهم.
أما حديث ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بُلُّوا أَرْحَامَكُمْ وَلَوْ بِالسَّلَامِ.
فأخرجه البزّار: كما في الكشف (2/ 373) من طريق محمد بن يونس الكديمي، حدّثنا معاذ بن شُقير، عن البراء بن يزيد الغنوي، عن ابن جمرة، عن ابن عباس، به.
وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 153) وقال: فيه [البراء بن يزيد الغنوي]-تحرفت في المطبوع إلى يزيد بن عبد الله بن البراء الغنوي- وهو ضعيف.
قلت: لو أعله بمحمد بن يونس الكديمي لكان أولى، فقد قال عنه في المغني (2/ 646): هالك، وقال ابن حبّان وغيره كان يضع الحديث على الثقات. اهـ.
وأما حديث أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: بُلُّوا أَرْحَامَكُمْ ولو بالسلام. =
= فأخرجه البيهقي في الشعب (6/ 227)، والعسكري كما في المقاصد الحسنة (ص 160) من طريق إسماعيل بن عياش عن مجمع بن جارية، عن عمه، عن أنس رضي الله عنه.
وإسماعيل بن عياش صدوق في روايته عن أهل الشام، ضعيف في غيرهم، ومجمع من غيرهم فالإِسناد ضعيف.
وأما حديث أبي الطفيل يرفعه قال: صلوا أرحامكن بالسلام.
أخرجه الطبراني كما في المجمع (8/ 152)، ولم أعرف إسناده.
2522 -
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، حَدَّثَنَا الْمُنْذِرُ بْنُ جَهْمٍ، عَنْ نَوْفَلِ بْنِ مُسَاحِقٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: الرَّحِمُ شُجْنَةٌ بِحُجْزَةِ الرَّحْمَنِ تُنَاشِدُهُ حَقَّهَا، فَيَقُولُ: أَلَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ، و (1) من وَصَلَكِ فَقَدْ وَصَلَنِي، وَمَنْ قَطَعَكِ فَقَدْ قَطَعَنِي.
(1) سقط حرف العطف في (سد) و (عم).
2522 -
الحكم عليه:
هذا إسناده ضعيف فيه علتان:
الأولى: ضعف موسى بن عبيدة الربذي.
الثانية: جهالة المنذر بن الجهم.
وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 128 أمختصر) وقال: رواه أبو بكر بن أبي شيبة بسند ضعيف لضعف موسى بن عبيدة الربذي.
تخريجه:
هو في المصنف لابن أبي شيبة (8/ 350) بنفس الإسناد والمتن.
وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة (1/ 237) عن أبي بكر بن أبي شيبة، به بلفظه.
وأخرجه الطبراني في الكبير (23/ 404) من طريق ابن أبي شيبة، به بلفظه.
وللحديث شواهد كثيرة عن عبد الله بن عمرو، وأبي هريرة، وعائشة، وعبد الرحمن بن عوف، وابن عباس، وسعيد بن زيد رضي الله عنهم.
أما حديث عبد الله بن عمرو فله عنه خمس طرق:
الطريق الأولى: عن أبي قابوس مَوْلًى لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الراحمون يرحمهم الله، ارحموا من في الأرض يرحمكم من =
= في السماء، والرحم شجنة من الرحمن فمن وصلها وصله الله، ومن قطعها قطعه.
أخرجه أحمد (2/ 160)، وأبو داود (13/ 285 العون)، والترمذي (6/ 51 التحفة)، والحميدي (2/ 270)، والحاكم (4/ 159)، والبيهقي في الأسماء والصفات (2/ 165)، وفي شعب الإيمان (7/ 476)، والخطيب في تاريخ بغداد (3/ 260)، وابن ناصر الدين في أماليه (ص 19)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (2/ 937).
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وقال الحاكم بعد سَوْق عدة أحاديث بهذا الباب وآخرها هذا الحديث: هذه أحاديث كلها صحيحة وإنما استقصيت في أسانيدها بذكر الصحابة رضي الله عنهم لئلا يتوهم متوهم أن الشيخين رضي الله عنهما لم يهملا الأحاديث الصحيحة، ووافقه الذهبي.
قلت: مدار أسانيدهم على أبي قابوس، قال في التقريب (ص 666) مقبول، أي يصلح في المتابعات وقد توبع.
الطريق الثانية: عن محمد بن عبد الله بن قارب أبو العنس الثقفي، قال: حدّثنا عبد الله بن عمرو بالرهط قال: عطف لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أصبعه فقال: إن الرحم شجنة من الرحمن عز وجل، واصلة لها لسان ذلق تكلم بما شاءت، فمن وصلها وصله الله ومن قطعها قطعه الله.
أخرجه وكيع في الزهد (3/ 702)، وهناد في الزهد (2/ 488)، والطيالسي (ص 298)، وابن أبي شيبة (8/ 349)، والبخارى في الأدب المفرد (ح 54)، وفي التاريخ الكبير (1/ 147) معلقًا، والبيهقي في الشعب (6/ 215).
ومحمد بن عبد الله بن قارب ذكره ابن أبي حاتم في الجرح (7/ 319) وسكت عليه، ولم أر من وثّقه، وروى عنه غير واحد فهو مستور.
الطريق الثالثة: عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إن =
= الرحم لمعلقة بالعرش، وليس الواصل بالمكافىء ولكن الواصل من إذا قطعت رحمه وصلها.
أخرجه البخاري (10/ 423 الفتح) ولم يذكر أوله، وأبو داود (5/ 114 العون)، والترمذي (6/ 35 التحفة)، ووكيع في الزهد (3/ 706)، وهنّاد في الزهد (2/ 488)، وابن أبي شيبة (8/ 351)، وبحشل في تاريح واسط (ص 180)، وابن حبّان: كما في الإحسان (1/ 335)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 301)، وفي تاريخ أصبهان (1/ 273)، والبيهقي في الكبرى (7/ 28)، وفي الشعب (6/ 221)، والحميدى (2/ 271).
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
الطريق الرابعة: عن أبي ثمامة الثقفي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: توضع الرحم يوم القيامة ولها حجنة كحجنة المغزل، تتكلم بلسان طلق ذلق فتصل من وصلها وتقطع من قطعها.
أخرجه أحمد (2/ 29)، والبخاري في التاريخ الكبير (1/ 147) معلقًا، والدولابي في الكنى (1/ 134)، وابن أبي شيبة (8/ 350)، وابن قتيبة في غريب الحديث (1/ 334)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 268)، والطبراني كما في المجمع (8/ 15)، والحاكم (4/ 162).
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
قلت: مدار أسانيدهم على قتادة، عن أبي ثمامة، به. وقتادة مُدلس ولم يصرح بالتحديث.
الطريق الخامسة: عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: الرحم شجنة كما ينبت في العود، فمن وصلها، وصله الله، ومن قطعها قطعه الله، وتُبعث يوم القيامة بلسان فصيح ذلق: اللهم فلان وصلني، فأوصله الجنة، وتقول إن فلانًا قطعني فأوصله النار. =
= أخرجه البغوي في شرح السنة (13/ 23)، وفي إسناده ابن لهيعة وهو ضعيف.
وبالجملة فحديث عبد الله بن عمرو حسن بمجموع طرقه.
وأما حديث أبي هريرة فله عنه ست طرق:
الطريق الأولى: عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إن الله خلق الخلق، حتى إذا فرغ من خلقه قالت الرحم: هذا مقام العائذ بك من القطيعة. قال: نعم، أما تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، وَأَقْطَعَ مَنْ قطعك؟ قالت: بلى. قال: فذاك لك. ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أقرؤا إن شئتم "فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فاصمهم وأعمى أبصارهم. أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا" لفظ مسلم.
أخرجه البخاري (10/ 417 الفتح)، ومسلم (ح 2554)، وأحمد (2/ 330)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 50)، وابن حبّان: كما في لإِحسان (1/ 334)، والبغوي في شرح السنة (13/ 20)، والحاكم (4/ 162)، والبيهقي في الكبرى (7/ 27)، وفي الأسماء والصفات (2/ 106)، وفي الشعب (6/ 314).
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي بقوله: ذا في البخاري.
قلت: وكذا في مسلم.
الطريق الثانية: عن عبد الله بن دينار، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إن الرحم شجنة من الرحمن، فقال الله: من وصلك وصلته، ومن قطعك قطعته. لفظ البخاري.
أخرجه البخاري (10/ 417 الفتح)، وابن أبي عاصم في السنة (1/ 236)، والبغوي في شرح السنة (13/ 23).
الطريق الثالثة: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ أَبِي هريرة رضي الله عنه قال =
= سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الرحم شجنة من الرحمن، تقول يا رب! إني ظُلمت.
يا رب! إنى قُطعت! إني، إني، فيجيبها: إلَّا ترضين أن أقطع من قطعك، وأصل من وصلك؟
أخرجه أحمد (2/ 295، 383، 406، 455)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 65)، وابن أبي شيبة (8/ 350)، وابن حبّان: كما في الإحسان (1/ 334)، والحاكم (4/ 162)، والبيهقي في الشعب (6/ 214) كلهم من طريق محمد بن عبد الجبار، عن محمد بن كعب، به.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
قلت: محمد بن عبد الجبار، هو الأنصاري، قال في التقريب (ص 491) مقبول.
الطريق الرابعة: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: قال الله تبارك وتعالى: أنا الرحمن، وهي الرحم، أشققتها من اسمي، فمن يصلها أصله، ومن يقطعها أقطعه، فأتبه.
أخرجه أحمد (2/ 498)، وهنّاد في الزهد (2/ 487)، وأبو يعلى (10/ 362)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 280)، والحاكم (4/ 157).
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
قلت: محمد بن عمرو صدوق، وبقية رجال هتاد ثقات فالإسناد حسن.
الطريق الخامسة: عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: إن الرحم شجنة وإنها اشتقت من اسم الرحمن، وإنها آخذة بحقويه تقول اللهم صِلْ من وصلني، واقطع من قطعني.
أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (1/ 238) عن عبد الله بن شبيب، حدّثنا الحزامي، حدّثنا يحيى بن يزيد، عن أبيه، عن سعيد بن أبي سعيد، به. =
= وإسناده ضعيف فيه ثلاث علل:
1 -
فيه يحيى بن يزيد بن عبد الملك النوفلي، قال أبو حاتم في العلل (9/ 198): منكر الحديث.
2 -
وفيه أبوه يزيد بن عبد الملك، قال في الميزان (4/ 414) مجمع على ضعفه.
3 -
وفيه عبد الله بن شبيب، وأبو سعيد الربعي، قال في الميزان (2/ 438): إخباري علّامة لكنه واهٍ.
الطريق السادسة: عن معاوية بن أبي مزرد المديني، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه بنحو الطريق الأولى.
أخرجه هنّاد في الزهد (2/ 488).
قلت: لعل المبهم هو سعيد بن يسار فتلحق هذا الطريق بالطريق الأولى وإلاّ فالحديث ضعيف لجهالة الراوي عن أبي هريرة رضي الله عنه.
وأما حديث عبد الرحمن بن عوف، فله عنه طريقان:
الطريق الأولى: عن ردّاد الليثي، عن عبد الرحمن بن عوف قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله تعالى: أنا الرحمن وهي الرحم، شققت لها اسمًا من اسمي، من وصلها وصلته ومن قطعها بتته. لفظ أبي داود.
أخرجه أبو داود (5/ 112 العون)، والترمذي (6/ 33 التحفة)، وأحمد (1/ 194)، وابن حبّان: كما في الإِحسان (1/ 335)، والحميدي (1/ 345)، والحاكم (4/ 157)، والبيهقي في الكبرى (7/ 27)، وفي الشعب (6/ 217)، وفي الأسماء والصفات (2/ 108)، والخرائطي مساوئ الأخلاق (ح 264)، وأبو يعلى (2/ 153)، كلهم من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن ردّاد الليثي، به. =
= قال الترمذي: هذا حديث صحيح، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.
الطريق الثانية: عن الحسن بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثة تحت العرش يوم القيامة، القرآن يحاج العباد له ظهر وبطن، والأمانة، والرحم تنادي إلا من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله.
أخرجه البغوي في شرح السنة (13/ 22) من طريق كثير بن عبد الله اليشكري، عن الحسن بن عبد الرحمن، به. ورواية كثير بن عبد الله اليشكري، عن الحسن بن عبد الرحمن، قال العقيلي في الضعفاء (4/ 5) لا يصح إسناده.
4 -
أما حديث عَائِشَةَ رضي الله عنها عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: الرحم شجنة، فمن وصلها وصلته، ومن قطعها قطعته.
فأخرجه البخاري (10/ 417 الفتح)، ومسلم (ح 2555)، وأحمد (6/ 62)، وابن أبي شيبة (8/ 348)، ووكيع في الزهد (3/ 707)، وهناد في الزهد (2/ 419)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 55)، وأبو يعلى (7/ 423)، والحاكم (4/ 158)، وعنه البيهقي في الكبرى (7/ 27)، وفي الشعب (6/ 215)، وفي الأسماء والصفات (2/ 107).
وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
5 -
وأما حديث جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: الرحم مُعلقةٌ بالعرش لها لسان ذلق تقول: اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني.
فأخرجه البيهقي في الشعب (6/ 216)، والخطيب في الموضح (1/ 424).
ومدار إسناديهما على فائد أبي الورقاء وهو متروك، متهم.
6 -
وأما حديث أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: إن للرحم حجنة متمسكة بالعرش، تكلم بلسان ذلق: اللهم صل من وصلني، واقطع من قطعني، فيقول الله =
= تبارك وتعالى: أنا الرحمن الرحيم، وإني شققت الرحم من اسمي فمن وصلها وصلته، ومن بتكها بتكته.
فأخرجه البزّار كما في الكشف (2/ 379)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (2/ 29).
ومدار إسناديهما على زياد النميري وهو ضعيف.
7 -
وأما حديث عامر بن ربيعة فيأتي تخريجه في الحديث القادم.
وعليه يرتقي حديث أم سلمة بمجموع هذه الشواهد إلى الحسن لغيره.
2523 -
وقال أبو يعلي: حدثنا إسحاق هو ابن أَبِي إِسْرَائِيلَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ قَادِمٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ -يَعْنِي الرَّبَّ- (1): إِنَّ الرَّحِمَ شُجْنَةٌ مِنِّي فَمَنْ وَصَلَهَا وصلته، ومن قطعها قطعته.
(1) كتبت في (سد): "الله عز وجل".
2523 -
الحكم عليه:
هذا إسناد ضعيف علته عاصم بن عبيد الله فهو ضعيف.
وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ 168 مختصر) وقال: رواه أبو يعلى، والبزار، ومدار إسنادهما على عاصم بن عبيد الله وهو ضعيف.
وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 150) وقال: رواه الطبراني، وأبو يعلى بنحوه، والبزار إلَّا أنه لم يقل "قال الله" وفيه عاصم بن عبيد الله ضعّفه الجمهور، وقال العجلي لا بأس، به.
تخريجه:
هو في مسند أبي يعلى (13/ 156) بنفس الإسناد والمتن.
وفي المقصد العلي (ق 87 ب) بنفس الإسناد والمتن.
وأخرجه البزّار: كما في الكشف (2/ 375) عن محمد بن عبد الرحيم، عن علي بن قادم -تصحفت إلى دارم-، به بنحوه.
وأخرجه الطبراني في الكبير: كما في المجمع (8/ 150).
وللحديث شواهد كثيرة تقدم تخريجها مفصلًا في الحديث السابق رقم (2522) يرتقي بها إلى الحسن لغيره.