الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
19 - بَابُ الرُّقَى
2478 -
قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عَبْدٍ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه، قَالَ: لَا رُقْيَةَ إلَّا مِمَّا أَخَذَ مِنْهُ عَلَيْهِ سُلَيْمَانُ الْمِيثَاقَ (1).
* هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ (2)، مَوْقُوفٌ.
(1) تصحفت في (عم) إلى (الساق).
(2)
قوله: "حسن" سقط من (حس).
2478 -
الحكم عليه:
هذا إسناد ضعيف علته عنعنة أبي إسحاق السبيعي وهو معدود ضمن أصحاب المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين الذين لا يقبل حديثهم إلَّا إذا صرحوا بالسماع.
وحسنه الحافظ ابن حجر هنا.
تخريجه:
لم أجد من أخرجه عن علي.
لكن يشهد له ما رواه جابر، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن زيد رضي الله عنهم.
أما حديث جابر رضي الله عنه، قال: كان أهل بيت من الأنصار يرقون من الحية، فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرقى فأتاه رجل، فقال: يا رسول الله، إني كنت أرقي =
= من العقرب، وإنك نهيت عن الرقى، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: من أستطاع منكم أن ينفع أخاه، فليفعل.
فأخرجه مسلم (ح 2199)، والطحاوي في شرح المعاني (4/ 328)، وابن ماجه (ح 3515)، والطبراني في الكبير (17/ 37)، وأبو يعلى (4/ 9)، وأحمد (3/ 393)، وابن حبّان (522 الموارد) وزاد الطحاوي، وأبو يعلى، وابن ماجه، والطبراني في رواياتهم "لا بأس بها، إنما هي مواثيق" ورجال أبى يعلى ثقات خلا أبو سفيان وهو صدوق فالإِسناد حسن.
وأما حديث عبد الله بن مسعود قَالَ: ذُكر عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رقيةٌ من الحمة فقال: أعرضوها عليّ فعرضوها عليه، بسم الله قرينة، سحة، ملحة، بحر معطا. فقال: هذه مواثيق أخذها سليمان على الهوام، لا أرى بها بأسًا. قال: فلدغ رجل وهو مع علقمة فرقاه بها، فكأنما نشط من عقال.
فأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (ح 573) ومن طريقه الديلمي في الفردوس (4/ 329)، وأخرجه الطبراني في الكبير (10/ 111) كلاهما من طريق زيد بن بكر بن خنيس، عن إسماعيل بن مسلم، عن أبي معشر، عن إبراهيم بن علقمة، عن عبد الله مرفوعًا. وزيد بن بكر الجوزي، قال في الميزان (2/ 99): منكر الحديث جدًا، وإسماعيل بن مسلم، قال في التقريب (ص 110) ضعيف. فالإِسناد ضعيف جدًا.
وأما حديث عبد الله بن زيد قال: عرضنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم رقية من الحمة فأذن لنا فيها، وقال: إنما هي مواثيق. والرقية: بسم الله، سحة، قرينة، ملحة، معطا.
فأخرجه الطبراني في الأوسط كما في المجمع (5/ 111) وقال الهيثمي إسناده حسن. ولم أجده في مجمع البحرين.
وعليه يرتقى حديث الباب بمجموع شاهدي جابر، وعبد الله بن زيد إلى الحسن لغيره دون تحديد الآخذ لهذه المواثيق.
2479 -
أَخْبَرَنَا (1) مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ [شابُورَ](2)، عَنْ إسحاق بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: اشْتَكَيْتُ شَكْوَى فَحَمَلُونِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَبَاتَ يَرْقِينِي (3) بالقرآن، وينفث عليّ به.
* هذا حدّثنا ضعيف الإسناد.
(1) القائل هو إسحاق بن راهويه.
(2)
تصحفت في جميع النسخ إلى "سابور" بالسين المهملة، والمثبت هو الصحيح، من كتب التراجم.
(3)
تصحفت في (حس) إلى "ترقيني".
2479 -
الحكم عليه:
هذا إسناد ضعيف جدًا، علته إسحاق بن أبي فروة، وضَعّفه الحافظ هنا.
وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 65 أ) وقال: إسناده ضعيف لضعف إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة.
تخريجه:
أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 155) من طريق محمد بن شعيب به إلى السائب بن يزيد قال: اشتكيت عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فحُمِلْتُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيته يرقيني بالقرآن وينفث علي به.
وأخرجه الطبراني في الكبير (7/ 155) من طريق إسحاق بن أبي فروة به بنحوه.
ومدار هذه الأسانيد على إسحاق بن أبي فروة، وقد علمت حاله، إلَّا أن للحديث طريقين آخرين:
الأولى: عن هشام بن عمار، حدّثنا عبد الله بن يزيد البكري، حدّثنا داود بن قيس المدني، قال: سمعت السائب بن يزيد يقول عوّذني رسول الله صلى الله عليه وسلم بفاتحة الكتاب تفلًا. =
= أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 159)، وفي الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 223 ب) من طريق هشام بن عمار به.
وقال الطبراني في الأوسط: لم يروه عن داود إلَّا عبد الله، تفرّد به هشام.
وذكر هذه الطريق الهيثمي في المجمع (5/ 113) وقال: فيه عبد الله بن يزيد البكري وهو ضعيف.
قلت: عبد الله بن يزيد البكري، قال عنه أبو حاتم في الجرح والتعديل (5/ 201): ضعيف، ذاهب الحديث. فهو ضعيف جدًا. والمتابعة لا يُفرح بها.
الثاني: عن عبيد الله بن عبد الصمد المهندس، أخبرنا إسماعيل بن محمد بن عبد القدوس العذري، أخبرنا سليمان بن عبد الرحمن، أخبرنا عثمان بن فايد، أخبرنا داود الفراء، قال: سمعت السايب بن يزيد يقول: عوذني رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِأُمِّ الكتاب تفلًا.
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج 7 ق 56) من طريق الدارقطني، عن عبد الله بن عبد الصمد به.
وقال: قال الدارقطني تفرّد به أبو لبابة عثمان بن فايد، عن داود بن قيس الفراء، عن السايب، وتفرّد به سليمان بن عبد الرحمن عنه.
قلت: في سنده عثمان بن فائد، أبو لبابة، ذكره الذهبي في الميزان (3/ 51) وقال: قال البخاري: فيه نظر. ثم ساق الذهبي عدة أحاديث من طريق عثمان وقال بعدها: المتهم بوضع هذه الأحاديث عثمان، وقلَّ أن يكون عند البخاري رجل فيه نظر إلَّا وهو متهم. فالإِسناد تالف، والمتابعة لا يُفرح بها أيضًا.
وذكر البغوي في شرح السنة (5/ 226) حديث الباب معلقًا وصدره "بُروي" إشارة إلى ضعفه.
وعليه فالإسناد ضعيف جدًا بطرقه الثلاث، على أن الرقية بالقرآن، والنفث فيها ثابتتين في الصحيحين.
2480 -
وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ، عَنْ رَبَاحِ بْنِ [زَيْدٍ](1)، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا اشْتَكَى نَفَثَ فِي يَدَيْهِ ثُمَّ رَدَّهُمَا (2) عَلَى وجهه.
(1) تصحفت في جميع النسخ إلى "يزيد"، وما أثبته الصحيح من كتب التراجم.
(2)
تصحفت في (حس) إلى "ردها".
2480 -
الحكم عليه:
رجاله ثقات، إلَّا أنه مرسل أو معضل.
وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 65 أ) وسكت عليه.
تخريجه:
أخرجه معمر في كتاب الجامع (ح 19782) عن الزهري، أن النبي صلى الله عليه وسلم ينفث بالقرآن على كفيه، ثم يمسح بهما وجهه.
والحديث أصله في الصحيحين وغيرهما عن الزهري، عن عروة، عن عائشة به، وله عن الزهري ست طرق:
الأولى: عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة به، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ينفث على نفسه بالمعوذات في مرضه، قلت لابن شهاب: كيف كان يصنع؟ قال: كان ينفث في يديه، ثم يمسح بها وجهه، قال: فلما ثقل جعلت أقرأ بالمعوذات في يديه، ثم أمسح بيديه نفسه.
أخرجه البخاري (10/ 195، 210 الفتح)، ومسلم (ح 2192)، وإسحاق بن راهويه في مسنده (2/ 282)، ومعمر في كتاب الجامع (ح 19785)، وعبد بن حميد في المنتخب (ص 429)، وأحمد (6/ 124، 166)، والبيهقي في الآداب (ح 988) كلهم من طريق معمر به.
قلت: لعل تفسير ابن شهاب لنفث الرسول صلى الله عليه وسلم هو حديث الباب خاصة أنه من رواية معمر عنه، والمستفسر هو معمر كما قال الحافظ في الفتح (10/ 198). =
= الثانية: عن مالك، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة به.
أخرجه البخاري (9/ 62 الفتح)، ومسلم (ح 2192)، والنسائي في الكبرى (4/ 368)، وفي عمل اليوم والليلة (ح 1009)، وأبو داود (10/ 395 العون)، وابن ماجه (ح 3529)، ومالك في الموطأ (2/ 942)، وأحمد (6/ 104، 181، 256، 263)، وإسحاق في مسنده (2/ 283)، وابن أبي شيبة (7/ 402)، والبغوي في شرح السنة (5/ 225)، وابن أبي الدنيا في المرض (ق 19 ب)، والخطيب في تاريخ بغداد (4/ 113)، والبيهقي في الشعب (2/ 514)، وابن عبد البر في التمهيد (8/ 130) كلهم من طريق مالك به بنحوه.
الثالثة: عن زياد بن سعد، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة به.
أخرجه مسلم (ح2192).
الرابعة: عن روح، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة به.
أخرجه مسلم (ح2192).
الخامسة: عن أبي أويس، عن الزهري به بنحوه.
أخرجه أحمد (6/ 114).
السادسة: عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما، فقرأ فيهما (قل هو الله أحد)، {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} ، ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه، ووجهه، وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات.
أخرجه البخاري (9/ 63 الفتح) والترمذي (9/ 348 التحفة)، وابن ماجه (ح 3875)، والبيهقي في الشعب (2/ 514).
قلت: هذه الرواية لم تخص النفث في الشكوى، إنما كان يفعلها رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كُلُّ ليلة إذا أوى إلى فراشه.
2481 -
[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا المُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ لَيْثًا يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي فَزَارَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَوْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، رَفَعَ الْحَدِيثَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: هَذِهِ الْكَلِمَاتُ دَوَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ، وَأَسْمَائِهِ (1) كُلِّهَا عَامَّةً، مِنْ شَرِّ السَّامَّة وَالْهَامَّةِ، وَشَرَّ الْعَيْنِ اللَّامَّةِ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ، وَمَنْ شَرِّ ابْنِ قَتَرَةَ (2) وَمَا وَلَدَ، ثَلَاثَةٌ وَثَلَاثُونَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ أَتَوْا رَبَّهُمْ فَقَالُوا: وصَب بِأَرْضِنَا، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: خُذُوا مِنْ تُرْبَةِ (3) أَرْضِكُمْ فَامْسَحُوا بِنَوَاصِيكُمْ (4) رُقْيَةُ مُحَمَّدٍ، مَنْ أَخَذَ عَلَيْهَا صَفْدًا، أَوْ كَتَمَهَا أَحَدًا، فَلَا يُفْلِحُ أَبَدًا.
[2]
وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بن الوليد، حدّثنا المعتمر به.
(1) كتبت في (عم) و (سد)"بأسمائه".
(2)
ابن قترة: ضرب من الحيات خبيث مائل للصغر، لا يسلم من لدغها، وقيل: بكر الأفعى (النهاية لابن الأثير (4/ 12)، معجم مقاييس اللغة (5/ 56).
(3)
تصحفت في (حس) إلى توبة.
(4)
في مسند أبي يعلى "يوصيكم".
2481 -
الحكم عليه:
هذا إسناد ضعيف علته ليث بن أبي سليم حديثه ضعيف.
وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 63 أمختصر) وقال: رواه أبو يعلى، والبزار بسند مداره على ليث بن أبي سليم، وهو ضعيف.
وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 110) وقال: رواه أبو يعلى، والبزار، والطبراني في الأوسط وفيه ليث بن أبي سليم، وهو مدلس وبقية رجال أبي يعلى رجال الصحيح. =
= تخريجه:
هو في مسند أبي يعلى (4/ 306) بنفس الإسناد والمتن.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في المرض والكفارات (ق 19 ب)، والحربي في غريب الحديث (2/ 706) من طريق عبد الأعلى به بلفظه وذكر الحربي جزءًا منه.
وأخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 223 ب)، والبزار كما في الكشف (3/ 405) من طريق المعتمر بن سليمان به بلفظه.
ومدار هذه الأسانيد على ليث بن أبي سليم وقد علمت حاله.
وأخرجه الديلمي في الفردوس (4/ 330) معلقًا عن ابن عباس.
والحديث أصله في الصحيح عن ابن عباس قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين، ويقول: إن أباكما كان يُعوذ بهما إسماعيل، وإسحاق: أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لأمة.
أخرجه البخاري (6/ 408 الفتح)، وأبو داود (13/ 62 العون)، والترمذي (6/ 220 العون)، وابن ماجه (ح 3525)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (ح 634)، وأبو نعيم في الحلية (4/ 299، 5/ 45) والطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 223 ب)، وابن أبي الدنيا في المرض (ق 19 أ)، وأحمد (1/ 236)، والحاكم (3/ 167)، والطبراني في الكبير (11/ 448)، وعبد الرزاق في المصنف (4/ 336)، والبغوي في شرح السنة (5/ 228)، وابن عبد البر في التمهيد (2/ 272)، والبيهقي في الأسماء والصفات (ح 184)، وفي الآداب (ح 990)، وابن أبي شيبة (7/ 470، 10/ 315)، والطحاوي في مشكل الآثار (4/ 72) كلهم من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس به.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
قلت: بل أخرجه البخاري كما تقدم في التخريج، كلاهما البخاري والحاكم من =
= طريق منصور، عن المنهال ابن عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ به.
وفي الباب عن خولة بنت حكيم، وأبي هريرة رضي الله عنهما.
أما حديث خولة بنت حكيم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لو أن أحدكم إذا نزل منزلًا قال: أعوذ بكلمات الله التامة، من شر ما خلق، لم يضره في ذلك المنزل شيء حتى يرتحل منه.
فأخرجه مسلم (ح 2708)، والترمذي (9/ 396 التحفة)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (ح 560)، وابن ماجه (ح 3548)، وأحمد (6/ 377، 378، 409)، والدارمي (ح 2683)، وابن خزيمة (4/ 150)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (ح 528)، وعبد الرزاق (5/ 166)، والطبراني في الكبير (24/ 238)، ومالك (2/ 978)، والبيهقي في الكبرى (5/ 253)، والبغوي في شرح السنة (5/ 145) كلهم من طريق سعد بن أبي وقاص، عن خولة بنت حكيم مرفوعًا.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن، غريب، صحيح.
أما حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: لدغت عقرب رجلًا فلم ينم ليلته، فقيل للنبي صلى الله عليه وسلم إن فلانًا لدغته عقرب، فلم ينم ليلته، فقال: إنه لو قال حين أمسى: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، ما ضره لدغ العقرب حتى يصبح.
فأخرجه أبو داود (10/ 392 العون)، والترمذي (10/ 66 التحفة)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (ح 598)، وابن ماجه (ح 3518)، وأحمد (2/ 290، 375)، ومالك (2/ 951)، والسجزي في الإبانة: كما في إتحاف السادة المتقين (5/ 112)، والفسوي في المعرفة والتاريخ (1/ 412)، والبغوي في شرح السنة (5/ 146)، والحاكم (4/ 415)، وابن حبّان كما في الموارد (ح 360)، والخطيب في تاريخ بغداد (1/ 380، 4/ 94).
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه بهذه السياقة، ووافقه الذهبي. وإسناد النسائي صحيح.
2482 -
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشيد، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هُبَيْرَةَ، عَنْ حَنَشٍ الصَّنْعَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: إِنَّهُ قَرَأَ فِي أُذُنِ مُبْتَلًى فَأَفَاقَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَا قَرَأْتَ (1) فِي أُذُنِهِ؟ قَالَ: قَرَأْتُ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عبثًا (2) حَتَّى فَرَغَ مِنَ آخِرِ السُّورَةِ (3)، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَوْ أَنَّ رَجُلًا مُوقِنًا قَرَأَ بِهَا عَلَى جَبَلٍ لَزَالَ.
(1) كتبت في (سد)"ماذا قرأت".
(2)
أكملت الآية في (عم) و (سد) و (حس).
(3)
صورة المؤمنون الآية: 115 - 118.
2482 -
الحكم عليه:
هذا إسناد ضعيف فيه علتان:
الأولى: عنعنة الوليد بن مسلم، وهو معدود ضمن أصحاب المرتبة الرابعة من مراتب المدلسين الذين لا يقبل حديثهم إلَّا إذا صرحوا بالسماع.
الثانية: ابن لهيعة وهو ضعيف.
وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 64 أمختصر) وقال: رواه أبو يعلى بسند ضعيف لضعف بعض رواته.
وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 115) وقال: رواه أبو يعلى وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف وحديثه حسن وبقية رجاله رجال الصحيح.
قلت: هذا تساهل من الهيثمي رحمه الله فابن لهيعة ضعيف، وحديثه ضعيف والاختلاف في رواية العبادلة عنه والراوي عنه هنا ليس منهم، ثم أنه قد عنعن وهو مدلس لا يقبل حديثه إلَّا إذا صرح بالسماع.
وقال ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 294) بعد ذكر رواية العقيلي وسيأتي =
= تخريجها: تعقب لأن له طريقًا آخر، أخرجه أبو يعلى بسند رجاله رجال الصحيح سوى ابن لهيعة، وحنش الصنعاني، وحديثهما حسن.
قلت: أما القول في ابن لهيعة فقد تقدم، وأما حنش فهوكذلك من رجال الصحيح أخرج له مسلم.
تخريجه:
هو في مسند أبي يعلى (8/ 458) بنفس الإسناد والمتن.
وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (ح 631) عن أبي يعلى، به بلفظه.
وأخرجه الطبراني في الدعاء (2/ 1305)، وأبو نعيم في الحلية (1/ 7) كلاهما من طريق داود بن رشيد، به.
وأخرجه ابن أبي حاتم في التفسير، وابن مردويه، والحكيم الترمذي في نوادر الأصول الثلاثة: كما في اللآلى (1/ 247)، والخطيب في تاريخ بغداد (12/ 312) كلهم من طريق ابن لهيعة، به.
ومدار هذه الأسانيد على ابن لهيعة وهو ضعيف إلَّا أنه لم ينفرد إذ تابعه سلام بن رزين.
أخرجه العقيلي في الضعفاء (2/ 163)، ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 255) من طريق سلام بن رزين، حدّثنا الأعمش، عن شقيق، عن ابن مسعود، به.
وقال العقيلي: قال عبد الله بن أحمد، قال أبي: هذا حديث موضوع كذب، حديث الكذابين.
قلت: سلام بن رزين، قال عنه في الميزان (2/ 175): لا يُعرف، وحديثه باطل. فهي متابعة لا يمرح بها. ويشهد لفضل هذه الآية ما رواه مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وجهنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية، فأمرنا أن نقول =
= إذا نحن أمسينا وأصبحنا: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا ..} فقرأناها فغنمنا وسلمنا.
أخرجه أبو نعيم في المعرفة (2/ 154) من طريق يزيد بن يوسف بن عمرو، حدّثنا خالد بن نزار، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن محمد بن المنكدر، عن محمد بن إبراهيم التيمي، به.
ويزيد بن يوسف بن عمرو لم أجد له ترجمة.
وعليه فالحديث باق على ضعفه.
2483 -
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عُبَادَةَ -هُوَ ابْنُ الصَّامِتِ- قَالَ: كُنْتُ أَرْقِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ مِنْ وَعْك الغِب، فَلَمَّا كَانَ الإِسلام ذَكَرْتُ (1) ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: اعْرِضْهَا عَلَيَّ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: ارْقَ بِهَا لَيْسَ بِهَا بَأْسٌ. فَوَاللَّهِ لَوْلَا ذَلِكَ مَا رَقَيْتُ بها إنسانًا أبدًا.
(1) تصحفت في (سد) و (عم) إلى:" ذكر".
2483 -
الحكم عليه:
هذا إسناد ضعيف علته عنعنة ابن إسحاق وهو معدود ضمن أصحاب المرتبة الرابعة من مراتب المدلسين الذين لا يحتج بحديثهم إلَّا إذا صرحوا بالسماع لكثرة تدليسهم عن الضعفاء والمجاهيل.
وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 64 مختصر) وقال: رواه أبو يعلى بسند ضعيف لتدليس ابن إسحاق.
تخريجه:
أخرجه الطبراني في الكبير: كما في المجمع (5/ 111) ومسند عبادة بن الصامت يقع ضمن الجزء المفقدد منه، فلم أعرف إسناده الذي حسنه الهيثمي.
وللحديث شواهد كثيرة عن عوف بن مالك، وعمير مولى أبي اللحم، وجابر، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن زيد رضي الله عنهم.
أما حديث عوف بن مالك قال: كنت أرقى في الجاهلية، فقلنا: يا رسول الله! كيف ترى في ذلك فقال: أعرضوا عليكم رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم يكن مشركًا.
فأخرجه مسلم (ح 2200)، وأبو داود (10/ 372 العون)، والبخاري في التاريخ الكبير (7/ 56) معلقًا، والحاكم في المستدرك (4/ 212)، والبيهقي في الكبرى (9/ 349). وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. =
= وأما حديث عمير مولى أبي اللحم قال: عرضت على النبي صلى الله عليه وسلم-رقية كنت أرقي بها من المجنون، فأمرني ببعضها ونهاني عن بعضها، وكنت أرقي بالذي أَمَرَنِي بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
فأخرجه الطحاوي في شرح المعاني (4/ 327).
وفي إسناده الفضيل بن سليمان النميري، قال في التقريب (ص 447) صدوق له خطأ كثير. فالإِسناد ضعيف.
وأما أحاديث جابر، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن زيد، فقد تقدم تخريجها في الحديث رقم (2478). وعليه يرتقي حديث الباب بمجموع هذه الشواهد إلى الحسن لغيره.
2484 -
وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ الْأَسْوَدِ، حَدَّثَنَا ابْنُ أُمَيَّةَ، حَدَّثَنِي الثِّقَةُ (1)، أَنَّ (2) عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ رضي الله عنه عَادَ مَرِيضًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا -ذَكَرَ كَلَامًا- فَقَالَ: لَا تَقُولُوا (3) هَكَذَا (4)، وَلَكِنْ قُولُوا كَمَا كَانَ يَقُولُ (5) رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا عَادَ مَرِيضًا: اللَّهُمَّ أَذْهِبْ عَنْهُ مَا يَجِدُ وَأجُرْهُ فيما ابتليته.
(1) أضيف بعدها "قال" في (سد)، و (عم) و (حس).
(2)
سقطت من (حس).
(3)
تصحفت في (عم) إلى: "لا يقول".
(4)
كتبت في (سد)"هذا ".
(5)
سقطت من (سد).
2484 -
الحكم عليه:
إسناده ضعيف لجهالة الراوي عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رضي الله عنه.
وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 64 ب مختصر) وقال: رواه مسدّد بسند ضعيف لجهالة بعض رواته.
تخريجه:
لم أجده عند غيره.
2485 -
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ حَيَّانَ، ثنا أَبُو عَتَّابٍ الدَّلَّالُ، حَدَّثَنِي (1)[حَفْصُ بْنُ سُلَيْمَانَ](2)، حَدَّثَنَا عَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَدٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه قَالَ: مَرِضْتُ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم[يُعَوّذني](3) فعَوَّدني يَوْمًا فَقَالَ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أُعِيذُكَ بِاللَّهِ الَأَحَدِ الصَّمَدِ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ، مِنْ شَرِّ مَا تَجِدُ، فَلَمَّا اسْتَقَلَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمًا (4) قَالَ: يَا عثمان تعوذ بها فما تعوذتم بمثلها.
(1) كتبت في (عم): "حدّثنا".
(2)
تصحفت في جميع النسخ إلى: "جعفر بن سليمان" والمثبت من كتب التراجم.
(3)
في الأصل و (حس)"يعودني " والمثبت من (سد) و (عم) وهو الأظهر
(4)
سقط من (سد) و (عم).
2485 -
الحكم عليه:
هذا إسناد ضعيف جدًا فيه علتان:
الأولى: ضعف موسى بن حيان شيخ أبي يعلى.
الثانية: حفص بن سليمان متروك الحديث.
وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 64 ب مختصر) وسكت عليه.
وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 110) وقال: رواه أبو يعلى في الكبير عن شيخه موسى بن حيان، ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
تخريجه:
هو في المقصد العلي (ق 147 أ) بنفس الإسناد والمتن.
وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (ح 553) عن أبي يعلى، به بلفظه.
وأخرجه العقيلي في الضعفاء (2/ 8) والخطيب في تاريخ بغداد (13/ 286) من طريق حفص بن سليمان، به بنحوه. =
= ومدار هذه الأسانيد على حفص بن سليمان وهو متروك إلَّا أنه لم ينفرد، إذا أخرجه ابن أبي الدنيا في المرض (ق20 أ) من طريق خالد بن عبد الرحمن المخزومي، عن سفيان الثوري، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ أَبِي عبد الرحمن السلمي، به بنحوه.
وخالد بن عبد الرحمن المخزومي، قال في التقريب (ص 189) متروك، فالمتابعة لا يُفرح بها.
وأخرجه ابن زنجويه في ترغيبه، والبغوي في مسند عثمان، والحاكم في الكنى كما في الكنز (ح 28517) ولم أعرف أسانيدهم.
وذكره الحكيم الترمذي في نوادر الأصول (ص 332).