الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
49 - بَابُ الطِّيبِ
2707 -
قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ، [حَدَّثَنَا](1) حَنَّانُ الْأَسَدِيُّ (2)، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ: إِذَا أُهْدِيَ لِأَحَدِكُمْ رَيْحَانٌ فَلَا يَرُدَّهُ، فَإِنَّهُ خَرَجَ مِنَ الْجَنَّةِ.
*هَذَا حَدِيثٌ مُرْسَلٌ حسن.
(1) تحرفت في الأصل إلى: "بن" فصار الراوي عن أبي عثمان: حجاج بن حبّان الأسدي وما أثبته الصحيح من بغية الباحث.
(2)
تصحف اسمه في (سد) و (عم) إلى: "حسان الأسدي".
2707 -
الحكم عليه:
هذا إسناد ضعيف من أجل حنان الأسدي فهو مجهول وحسّنه الحافظ هنا في المطالب.
وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 73 أمختصر) وقال: رواه الحارث بن أبي أسامة مرسلًا.
وذكره السيوطي في الجامع الصغير (1/ 289 الفيض) وبيّن أنه مرسل.
وذكره الألباني في ضعيف الجامع (ح 385) وضعّفه.
تخريجه:
هو في بغية الباحث (ح 555) بنفس الإسناد والمتن. =
= وأخرجه العقيلي في الضعفاء (3/ 17) من طريق روح، به بلفظه.
وأخرجه أبو داود في المراسيل (ح 501)، والترمذي في السنن (8/ 75 التحفة)، وفي الشمائل (ح 211)، والدارقطني في المؤتلف والمختلف (1/ 429)، ومن طريق الترمذي البغوي في شرح السنة (12/ 87) كلهم من طريق حجاج الصواف، به بنحوه.
وقال الترمذي: هذا حديث غريب حسن، ولا نعرف لحنان غير هذا الحديث، وأبو عثمان النهدي اسمه عبد الرحمن ابن مل، وقد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره، ولم يسمع منه.
ونقل المناوي في فيض القدير (1/ 289) عن الترمذي أنه قال: غريب ولم يحسّنه، وقال الألباني في الضعيفة (2/ 185): وكذلك هو في نسخة بولاق من الترمذي (2/ 130) فلعله الصواب.
قلت: وبإخراج الترمذي له في السنن لا يكون من الزوائد. ومدار هذه الأسانيد على حنان الأسدي وقد علمت حاله.
وللنهي عن رد الطيب شواهد تأتي في الحديث القادم.
2708 -
وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عِيسَى وَيَحْيَى فَرَّقَهُمَا، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عَمِّ أَبِيهِ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ، قَالَ: إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: لَا تَرُدُّوا الطيب، فإنه خفيف المَحْمَل طيب الريح.
2708 -
الحكم عليه:
هذا إسناد حسن من أجل عبد الحميد بن جعفر إلَّا أنه مرسل.
وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 73 أمختصر) وقال: رواه مسدّد مرسلًا.
تخريجه:
لم أجده.
لكن ورد معناه في أحاديث عن أبي هريرة، وأنس، وابن عمر، وزينب بنت جحش، وجابر، ومحمود بن شرحبيل رضي الله عنهم
أما حديث أبي هريرة فله عن طريقان:
الأولى: عن الأعرج، عنه مرفوعًا: من عُرض عليه طيب فلا يرده، فإنه خفيف المحمل، طيب الريح.
رواه مسلم (ح 2253)، والنسائي (8/ 189)، وأبو داود (11/ 229 العون)، وأحمد (2/ 320)، وأبو يعلى (11/ 28 أ)، وابن حبّان: كما في الإحسان (7/ 284)، والبيهقي في الكبرى (3/ 245)، وفي الشعب (5/ 130)، وفي الآداب (ح 861).
الثانية: عن أبي سلمة، عنه مرفوعًا: إذا أتي أحدكم بالطيب فليمس منه، إذا أتي بالحلوى فليصب منه.
أخرجه البزّار: كما في الكشف (3/ 374)، والطبراني في الأوسط: كما في مجمع البحرين (ق 229 ب) والبيهقي في الشعب (5/ 99)، وابن حبّان في المجروحين (2/ 206) وذكر الحلوى فقط. وابن عدي في الكامل (6/ 21).
وقال البيهقي: تفود به فضالة بن حصين العطار وكان متهمًا بهذا الحديث، والله =
= أعلم. وقال ابن عدي: وهذا لا يرويه عن محمد بن عمرو في العطر غير فضاله وكان عطارًا فاتهم بهذا الحديث بهذا الإِسناد خاصة لينفق العطر. وانظر لسان الميزان (4/ 508).
وأما حديث أنس رضي الله عنه فله عن طريقان:
الأولى: عن ثمامة بن عبد الله، عنه، أنه كان لا يرد الطيب. وزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يرد الطيب.
أخرجه البخاري (10/ 370 الفتح)، والنسائي (8/ 189)، والترمذي في السنن (8/ 73 التحفة)، وفي الشمائل (ح 208)، والبيهقي في الشعب (5/ 130)، وفي الآداب (ح 860)، والبغوي في شرح السنة (12/ 87).
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
الثانية: عن إسماعيل بن عبد الله، عنه قال: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عرض عليه طيب فرده.
أخرجه البزّار: كما في الكشف (3/ 374)، والبغوي في شرح السنة (12/ 87).
وقال البزّار: لا نعلمه يروى عن إسماعيل إلَّا من حديث مبارك.
قلت: مبارك هو ابن فضالة صدوق لكنه مُدَلس عده الحافظ ضمن أصحاب المرتبة الثالثة، الذين لا يقبل حديثهم إلَّا مصرحًا بالسماع، ولم يصرح هنا بالسماع فالإِسناد ضعيف.
وأما حديث ابن عمر مرفوعًا: ثلاث لا ترد: الوسائد، والدهن، واللبن.
فأخرجه الترمذي في السنن (8/ 84 التحفة)، وفي الشمائل (ح 209)، والطبراني في الكبير (12/ 336) وابن حبّان في الثقات (4/ 110)، والبيهقي في الشعب (5/ 132)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 99)، والبغوي في شرح السنة (12/ 88). =
= وقال الترمذي: هذا حديث غريب. وعبد الله بن مسلم هو ابن جندب وهو مديني.
قال الألباني في الصحيحة (2/ 183): وكأنه خفي حاله على الترمذي، ولذلك استغرب حديثه وقد عرفه غيره فقال ابن أبي حاتم في كتابه (2/ 165): سُئل أبو زرعة عنه؟ فقال: مديني لا بأس، به. اهـ.
قلت: قال الحافظ في التقريب (ص 323): لا بأس به. وبقية رجال الإِسناد بين ثقة وصدوق فإسناد الترمذي حسن.
وأما حديث زينب بنت جحش قَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم اقبلوا الكرامة، وأفضل الكرامة الطيب خفيف أخفه محملًا وأطيبه ريحًا.
فأخرجه الطبراني في الأوسط: كما في مجمع البحرين (ق 230 أ)، والدارقطني في الأفراد: كما في الكنز (ح 17342).
وقال الطبراني: لم يرو عن زينب إلَّا بهذا الإِسناد تفرد به بشر. قلت: بشر هو ابن عبيس. ذكره ابن أبي حاتم (2/ 362) وسكت عليه ولم أر من وثقه، وروى عنه غير واحد فهو مستور. وفيه نافع بن خارجة لم أجد له ترجمة.
وأما حديث محمود بن شرحبيل مرفوعًا: لا تردوا الطيب، ولا شربة عسل.
أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (5/ 312)، ومن طريقه أبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 125).
قلت: في إسناده بقية بن الوليد وقد عنعن فالإِسناد ضعيف.
وأما حديث جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إذا أتي أحدكم بريح طيب فليصب منها.
أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 186) وفيه علتان:
الأولى: فيه ابن أبي ليلى ضعيف.
الثانية: عنعنة أبي الزبير وهو مدلس.