الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
4 - بَابُ الِاعْتِذَارِ
2587 -
قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ حمزة، حدّثنا [سيف مُحَمَّدٍ](1)، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنِ اعْتَذَرَ إِلَيْهِ أَخُوهُ الْمُسْلِمُ فَلَمْ يَقْبَلْ عُذره جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (وَعَلَيْهِ مِثْلُ مَا على)(2) صاحب مَكْسِ. يعني العَشَّار.
(1) تصحفت في جميع النسخ إلى "سعيد بن محمد" وما أثبته هو الصحيح من كتب التراجم.
(2)
ما بين الهلالين مكانه بياض في (عم).
2587 -
الحكم عليه:
هذا إسناد تالف فيه أربع علل:
الأولى: حفص بن حمزة فهو مجهول.
الثانية: سيف بن محمد الثوري فهو متهم بالكذب.
الثالثة: الحسن بن عمارة فهو متروك الحديث.
الرابعة: عنعنة أبي الزبير وهو مُدلس عده الحافظ ضمن أصحاب المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين الذين لا يقبل حديثهم إلَّا مصرحًا بالسماع.
وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 137 أمختصر) وسكت عليه.
تخريجه:
هو في بغية الباحث (ح 864) بنفس الإسناد والمتن. =
= وأخرجه ابن حبّان في الثقات (8/ 388) من طريق الحسن بن عمارة به بلفظه.
وتابع الحسن بن عمارة اثنان.
الأول: أبو عمر العبدي، عن أبي الزبير، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: من اعتذر إليه أخوه فلم يعذره، أو لم يقبل عذره كان عليه مثل خطيئة صاحب مكس.
قال أبو الزبير: والمكاس هو والعشار.
أخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 162 أ)، والبيهقي في الشعب (6/ 322) كلاهما من طريق إبراهيم بن أعين، عن أبي عمر العبدي به.
وإبراهيم بن أعين، قال في التقريب (ص 88): ضعيف.
الثاني: مالك بن أنس، عن أبي الزبير، عن جابر مرفوعًا: بروا آباءكم يبركم أبناؤكم، وعفوا تعف نساءكم، ومن تُنصّل إليه فلم يقبل فلن يرد عليّ الحوض.
أخرجه العقيلي في الضعفاء (3/ 249)، وابن عدي في الكامل (5/ 207)، والطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 162 أ)، وابن الجوزي في الموضوعات (3/ 85)، والخطيب في تاريخ بغداد (6/ 311)، والدارقطني في غرائب مالك كما في اللسان (4/ 287) كلهم من طريق علي بن قتيبة الرفاعي، حدّثنا مالك بن أنس به.
وعلي بن قتيبة، قال العقيلي عنه (3/ 249): يحدث عن الثقات بالبواطيل، وما لا أصل له. فهي متابعة لا يُفرح بها.
ومدار الطرق الثلاثة على أبي الزبير ولم يصرح بالتحديث.
وللحديث شواهد كثيرة عن جوذان، وأبي هريرة، وعائشة، وأنس، وعلي رضي الله عنهم.
أما حديث جوذان قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: من اعتذر إلى أخيه المسلم فلم يقبل منه كان عليه ما على صاحب مكس.
فأخرجه ابن ماجه (ح 3718)، وأبو داود في المراسيل (ح 521)، والطبراني =
= في الكبير (2/ 276)، وابن حبّان في روضة العقلاء (ص 182)، والبيهقي في الشعب (6/ 321)، والضياء في المختارة كما في إتحاف السادة (6/ 232)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (5/ 175)، والخرائطي في اعتلال القلوب (ق 103 ب)، والمزي في تهذيب الكمال (14/ 221) كلهم من طريق ابن جريج، عن العباس بن عبد الرحمن بن مينا، عن جوذان مرفوعًا.
وهذا إسناد ضعيف فيه علتان:
الأولى: عنعنة ابن جريج، وهو معدود ضمن أصحاب المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين.
الثانية: العباس بن عبد الرحمن بن مينا، ذكره ابن أبي حاتم وسكت عليه الجرح والتعديل (6/ 211) ولم أجد من وثّقه، وروى عنه غير واحد، فعلى ذلك يكون مستورًا.
وأما حديث أبي هريرة رضي الله عنه، يرفعه قال: عفوا عن نساء الناس تعف نساؤكم، وبروا آباءكم تبركم أبناؤكم، ومن أتاه أخوه متنصلًا فليقبل ذلك منه محقًا كان أو مبطلًا، فإن لم يفعل لم يرد على الحوض.
فأخرجه الحاكم (4/ 154)، والشجري في أماليه (2/ 228) كلاهما من طريق سويد أبي حاتم، عن الحسن، عن أبي هريرة مرفوعًا.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي فقال: بل سويد ضعيف.
قلت: سويد هو ابن إبراهيم الجحدري وهو ضعيف.
وأما حديث عائشة رضي الله عنها، ترفعه بنحو حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
فأخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 162 أ).
وفيه خالد بن يزيد العمري قال في الميزان (1/ 646) كذبه أبو حاتم، ويحيى، =
= وقال ابن حبّان: يروي الموضوعات.
وأما حديث أَنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: بروا آباءكم يبركم أبناؤكم، وعفوا تعف نساؤكم، ومن لم يقبل من متنصل صادقًا كان أو كاذبًا فلا يردن على الحوض.
فأخرجه الشجري في أماليه (2/ 118)، وابن عساكر في سباعياته كما في الآلى (2/ 190) ومدار إسناديهما على إبراهيم بن هدية، قال في الميزان (1/ 71) حدث ببغداد وغيرها بالأباطيل، فعليه يكون الإسناد تالفًا.
وأما حديث علي رضي الله عنه، مرفوعًا قال: وذكر حديثًا وفيه واقبلوا من المتنصل محقًا كان أم مبطلًا، فمن لم يقبل من متنصل عذره فلا نالته شفاعتي، أو قال ورد على حوضي.
فأخرجه الشجري في أماليه (2/ 118). وفي إسناده عبد الصمد بن موسى قال في الميزان (2/ 621): يروي مناكير عن جده محمد بن إبراهيم الإِمام.
وقال الخطيب: ضعّفوه، فالإسناد ضعيف.
وعليه يتبين أن متن حديث الباب له أصل، إلَّا أن إسناده تالف فيبقى على حاله.
2588 -
قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ شَيْخٍ يُقَالُ لَهُ طَارِقٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ الرُّوَاسِيِّ (1) قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله! ارضى عني، فأعرض ثَلَاثًا (2)، قُلْتُ (3): يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَاللَّهِ إِنَّ الرَّبَّ تبارك وتعالى لَيَتَرَضَّى فَيَرْضَى فَارْضَ عَنِّي، قال: فرضي [عني](4).
(1) مكانها بياض في (عم)، وتصحفت في (سد) إلى "الرقاشي".
(2)
في (عم)"فأعرض عني" ولم يذكر العدد.
(3)
كتبت في (عم)"فقلت".
(4)
كتبت في الأصل و (حس)"عنه" وما أثبته من (عم) و (سد) وهو الموافق لسياق الكلام.
2588 -
الحكم عليه:
هذا إسناد ضعيف لجهالة طارق.
وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 137 أ) وقال رواه أبو يعلى بسند فيه راوٍ لم يسم.
وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 202) وقال: رواه البزّار من رواية طارق، عن
عمرو بن مالك، وطارق ذكره ابن أبي حاتم ولم يوثّقه ولم يجرحه، وبقية رجاله ثقات.
تخريجه:
هو في مسند أبي يعلى (12/ 235) بنفس الإسناد والمتن.
وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (ح 317) عن أبي يعلى به بلفظه.
وأخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (3/ 178)، والبخاري في التاريخ الكبير (6/ 309) معلقًا كلاهما عن عثمان بن أبي شيبة به.
وأخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (ج 2/ ق 93 ب)، والبيهقي في الشعب (6/ 312) وابن قانع في معجمه (ق 117 أ) كلهم من طريق عثمان بن أبي شيبة به. =
= وأخرجه البزّار كما في الكشف (4/ 77)، وابن سعد في الطبقات (1/ 300) كلاهما من طريق وكيع به بنحوه.
وقال البزّار: لا نعلم روى عمرو بن مالك إلَّا هذا، ولا له إلَّا هذا الطريق.
قلت: مدار هذه الطرق على طارق وهو مجهول. إلَّا أن له طريقًا آخر عن عبد الرحيم بن مطرف، عن ابن عمي وكيع بن الجراح، عن حميد بن عبد الرحمن الرواسي، عن نافع جد علقمة قال: كنت في الوفد فقال: أتى عمرو بن مالك الرؤاسي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم، ثم دعا قومه فأبوا أن يجيبوه حتى يدركوا بثأرهم فاتوا طائفة من بني عقيل فأصابوا منهم رجلًا فاتبعتهم بنو عقيل يقاتلونهم وفيهم رجل يقال له: ربيعة بن المشفق يقول في رجز له.
أقسمت لا أطعن إلَّا فارسًا
…
إذا القوم ألبسوا القلانسا فقال رجل من الحيّ آمنتم يا معشر الرجال سائر اليوم، قال: فحمل عليه المحرش بن عبد الله فطعنه طعنتين، قال: فطعنه العقيلي في عضده فاختلها قال: فاعتنق فرسه ثم قال: يا آل رؤاس قال: فقال ربيعة ما رؤاس جبل أم أناس، قال: فأتى عمرو النبي صلى الله عليه وسلم مغلولة يده إلى عنقه لما أحدث فأتى المدينة فسمع غلمة يقولون حين أتى المدينة، فإن أتاني مغلولة يده إلى عنقه لأضربن ما فوق الفل، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم من بين يديه قال: فقال: يا رسول الله أرضى عني قال: فأعرض عنه، قال: فأتاه من خلفه فقال مثل ذلك، ثم أتاه عن يمينه، وعن شماله، ثم أتاه من بين يديه فقال: يا رسول الله! ارضى عني، رضي الله تعالى عنك، فوالله إن الرب جل جلاله ليُرتضى فيرضى، قال: فلان له وقال: وقد رضيت عنك.
أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (3/ 179)، وابن أبي خيثمة في التاريخ، وابن السكن كما في الإصابة (5/ 13).
وقال الحافظ في الإصابة ورواية عبد الرحيم بن مطرف وهو من الثقات تشهد لرواية عثمان بن أبي شيبة وهو من الحفاظ. =
= قلت: في رواية عبد الرحيم بن مطرف حميد بن عبد الرحمن بن عوف الرؤاسي، ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3/ 225) وسكت عليه، وذكره ابن حبّان في الثقات (8/ 96 أ)، وذكره الحافظ في التقريب (ص 182) واكتفى بقوله: ذكره ابن حبّان في الثقات، وعلى ذلك فهو مجهول أيضًا ويكون الحديث بمجموع هذين الطريقين حسنًا لغيره.
قال الحافظ في الإِصابة (5/ 14) وخالفهم سفيان بن وكيع فرواه عن أبيه، عن جده، عن طارق، عن عمرو بن مالك، عن أبيه.
قلت: قال الحافظ في التقريب (ص 245): سفيان بن وكيع بن الجراح، كان صدوقًا، إلَّا أنه ابتلي بورّاقة، فأدخل عليه ما ليس من حديثه فنُصِحَ فلم يقبل، فسقط حديثه.