الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
15 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الْغَضَبِ
2611 -
قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! عَلِّمْنِي عَمَلًا أَدْخُلُ بِهِ الْجَنَّةَ وَأَقْلِلْ (1) قَالَ صلى الله عليه وسلم: لَا تَغْضَبْ.
* قُلْتُ: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ لَكِنَّهُ شَاذٌّ، فَإِنَّ الْمَحْفُوظَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، لَا عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه كَذَا هُوَ فِي الصَّحِيحِ (2).
(1) كتبت في (عم): "وقلّ".
(2)
هو في صحيح البخاري كتاب الأدب باب الحذر من الغضب (10/ 519) الفتح.
2611 -
الحكم عليه:
وحديث الباب إسناده صحيح إلَّا أنه شاذ كما بين الحافظ ابن حجر. فعبد الواحد بن زياد ثقة، إلَّا في حديثه عن الأعمش ففيه مقال، وهذا منه، وخالفه يحيى بن يوسف هو الزَّمي، وأبو كريب، وعاصم بن علي، وأسود بن عامر، فرووه عن أبي بكر بن عياش، عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.
تخريجه:
أخرجه البيهقي في الكبرى (10/ 105) من طريق مسدّد به. =
= أخرجه المحاملي، والضياء في المختارة كما في إتحاف السادة المتقين (8/ 5) ولم أعرف إسنادهما.
أخرجه البيهقي في الكبرى (10/ 105) من طريق الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أو عن أبي هريرة -بالشك- به بنحوه.
وذكره في الشعب (6/ 307) معلقًا من طريق عبد الواحد بن زياد به.
وأخرجه هنّاد في الزهد (ح 1300)، وابن حبّان في روضة العقلاء (ص 138)، وأبو يعلى (3/ 166)، كلهم من طريق الأعمش، عن أبي صالح، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم به.
وأما حديث أبي هريرة الذي أشار إليه الحافظ ابن حجر وجعله هو المحفوظ فله عنه طريقان:
الأولى: عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: وذكر نحوًا من حديث الباب.
أخرجه البخاري (10/ 519 الفتح)، والترمذي (6/ 164 التحفة)، وأحمد (2/ 362، 466)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 324)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 340)، والبغوي في شرح السنة (13/ 159)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (1/ 364)، والبيهقي في الكبرى (10/ 105)، وفي الشعب 6/ 307)، وفي الآداب (ح 160).
الثانية: عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هريرة بنحو الطريق السابقة.
أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 334).
وقال أبو نعيم: غريب من حديث مالك، عن الزهري تفرد به أبو سبرة، عن مطرف.
وأبو سبرة المدني لم أجد له ترجمة.
وورد الحديث عن عدد من الصحابة منهم: جارية بن تدامة، وعبد الله بن =
= عمرو، وعثمان بن أبي العاص، وعبد الرحمن بن دلهم رضي الله عنهم.
أما حديث جارية بن قدامة: أن رجلًا قال له: يَا رَسُولَ اللَّهِ! قُلْ لِي قَوْلًا وَأَقْلِلْ عليّ لعلي أعقله، قال: لا تغضبت فأعاد عليه مرارًا، كل ذلك يقول: لا تغضب.
فأخرجه أحمد (3/ 484، 5/ 34)، وابن حبّان كما في الإحسان (7/ 479)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 323)، وابن أبي شيبة (8/ 345)، والطبراني في الكبير (2/ 262)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/ 380)، والحاكم في المستدرك (3/ 315)، وابن سعد في الطبقات (7/ 56)، والبيهقي في الشعب (6/ 307)، والخطيب في تاريخ بغداد (3/ 108).
وسكت عليه الحاكم، وإسناده صحيح.
وأما حديث عبد الله بن عمرو إِنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَا ينجيني من غضب الله؟ قال: لا تغضب.
فأخرجه أحمد (2/ 175)، والبيهقي في الشعب (6/ 308)، من طريق ابن لهيعة، عن دراج، عن عبد الرحمن ابن جبر، عن عبد الله بن عمرو به.
وابن لهيعة ضعيف، لكن تابعه عمرو بن الحارث، عن دراج أبي السمح به.
أخرجه ابن حبّان كما في الموارد (ح 1971)، والطبراني في مكارم الأخلاق (ح 38)، كلاهما من طريق عمرو ابن الحارث به.
وعمرو بن الحارث هو الأنصاري قال في التقريب (ص 419): ثقة، فقيه، حافظ وبقية رجال ابن حبّان ثقات إلَّا أحمد بن عيسى المصري قال في التقريب (ص 83): صدوق، ودراج أبي السمح قال في التقريب (ص 201): صدوق فالأسناد حسن.
وأما حديث عثمان بن أبي العاص بنحو حديث الباب.
فأخرجه الأصبهاني في الترغيب والترهيب (2/ 913).
وفي سنده عبد الله بن عمر العمري قال في التقريب (ص 314): ضعيف. =
= وأما حديث عبد الرحمن بن دلهم: أن رجلًا قال: يا رسول الله! دُلني على عمل أدخل به الجنّة، قال: لا تسأل الناس شيئًا ولك الجنة، قال: زدني، وقال: لا تغضب ولك الجنة
…
الحديث.
فأخرجه أبو نعيم في أخبار أصفهان (1/ 118)، والطبراني كما في المجمع (10/ 209).
قال الهيثمي في المجمع: وفيه من لم أعرفهم.
وعليه فإن المتن ثابت في الصحيح إلَّا أن سنده شاذ كما بين الحافظ.
2612 -
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ! قُلْ لِي قَوْلًا وَأَقْلِلْ لَعَلِّي أَعْقِلُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَا تَغْضَبْ، فَأَعَدْتُ مَرَّتَيْنِ كُلُّ ذَلِكَ يَرْجِعُ إِلَيَّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَا تَغْضَبْ.
* هَذَا إِسْنَادٌ حسن.
2612 -
الحكم عليه:
هذا إسناد ضعيف حيث إنه من رواية العراقيين، عن ابن أبي الزناد وهي ضعيفة.
وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 141/ ب مختصر) وقال: رواه أبو يعلى ورواته ثقات.
وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 69) وقال: رواه أبو يعلى وفيه ابن أبي الزناد وقد ضعّفه غير واحد، وبقية رجاله رجال الصحيح.
تخريجه:
هو في مسند أبي يعلى (10/ 51) بنفس الإسناد والمتن.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في ذم الغيبة كما في إتحاف السادة المتقين (8/ 5).
قلت: ويشهد لمعناه الحديث السابق رقم (2611) إلَّا أن تحديد السائل بابن عمر لا يثبت لأن الإسناد ضعيف.