الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
28 - بَابُ الْكَيِّ
2504 -
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ نمير، حدّثنا مُجَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه، قَالَ: اشْتَكَى رَجُلٌ مِنَّا شَكْوَى شَدِيدَةً، فَقَالَ الْأَطِبَّاءُ: لَا يَبْرَأُ إلَّا بِالْكَيِّ، فَأَرَادَ أَهْلُهُ أَنْ يَكْوُوهُ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا، حَتَّى نَسْتَأْمِرَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَاسْتَأْمَرُوهُ فَقَالَ: لَا، فَبَرَأ الرَّجُلُ، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: هَذَا صَاحِبُ بَنِي فُلَانٍ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إن هَذَا لَوْ كُوِيَ لَقَالَ النَّاسُ: إِنَّمَا أَبْرَأَهُ الكي.
* مجالد ضعيف.
2504 -
الحكم عليه:
هذا إسناد ضعيف علته مجالد بن سعيد، وبيّن الحافظ ابن حجر ضعفه هنا في المطالب.
وذكره البوصيري في الإِتحاف (ح 2/ ق 62 أمختصر) وقال: رواه أبو بكر بن أبي شيبة بسند ضعيف لضعف مجالد.
تخريجه:
هو في مصنف ابن أبي شيبة (7/ 426) بنفس الإسناد والمتن.
ولحديث الباب شواهد ساذكرها في الحديث الآتي رقم (2505) يرتقي بها إلى الحسن لغيره.
2505 -
[قَالَ الْحَارِثُ](1): حَدَّثَنَا [الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ](2)، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدٍ، عَنِ [الْعَلَاءِ بْنِ زِيَادٍ] (3) قَالَ: إِنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِابْنٍ لَهَا قَدْ سُقِيَ بَطْنُهُ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّ ابْنِي أَصَابَهُ مَا تَرَى، أَفَأَكْوِيهِ؟ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: لَا تَكْوِي ابْنَكِ، فَأَجْمَعَتْ عَلَى أَنْ لَا تَكْوِيهِ، فَعَثَرَ بِهِ بَعِيرٌ فَخَبَطَهُ -أَوْ لَبَطَهُ- فَفَقَأَ بَطْنَهُ فَبَرَأَ، فَرَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: بِأَبِي وَأُمِّي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، اسْتَأْذَنْتُكَ فِي ابْنِي أَنْ تَكْوِيَهِ فَنَهَيْتَنِي، فمَرَّ بِهِ بَعِيرٌ فَخَبَطَهُ -أَوْ لَبَطَهُ- فَفَقَأَ وَبَرَأَ (4)، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم (5): أَمَا إِنِّي لَوْ أَذِنْتُ لَكِ لزعمتِ أَنَّ النار هي التي شفته.
(1) لم يذكر في جميع النسخ راوي هذا الحديث من أصحاب المسانيد، وهو مُوهم أن مخرج الحديث السابق هو مخرج هذا الحديث، وهو ابن أبي شيبة، وما أثبته الصحيح من بغية الباحث، وإتحاف الخيرة، والمطالب المجردة المطبوعة.
(2)
تصحفت في جميع النسخ إلى (العباس بن عبد المعطي) وما أثبته الصحيح من بغية الباحث، وإتحاف الخيرة.
(3)
تصحف في الأصل إلى "العلاء بن زاذان"، وفي (حس)"العلاء بن زياد بن زاذان"، وما أثبته الصحيح من (عم) و (سد) وبغية الباحث، وكتب التراجم.
(4)
في (عم)"فبرأ".
(5)
كتبت في (سد)"فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم".
2505 -
الحكم عليه:
هذا إسناد صحيح إلَّا أنه مرسل.
وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 62 أمختصر) وقال: رواه الحارث بن أبي أسامة مرسلًا.
تخريجه:
هو في بغية الباحث (ح 520) بنفس الإِسناد والمتن. =
= ولم أجد من أخرجه غير الحارث إلَّا أنه ورد مِنْ حَدِيثِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رضي الله عنه، أن رجلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ أخوه قد سقي بطنه، فقال: يا رسول الله! إن أخي قد سقي بطنه، فأتيت به الأطباء فأمروني بالكي أفكويه؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَا تكووه. ورده إلى أهله، فمر به بعير فضرب على بطنه، فانخمص بطنه فَأُتِيَ بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: أما أنك لو أتيت به الأطباء لقلت: النار شفته أخرجه الطبراني في الثلاثة، الكبير (18/ 153)، والأوسط كما في مجمع البحرين (ق 221 ب)، والصغير (ح 691)، ومن طريقه أبو نعيم في الطب (ق67 أ) من طريق عبد الله بن عيسى الخزار، حدّثنا يونس بن عبيد، عن الحسن، عن عمران بن حصين به.
وهذا إسناد ضعيف فيه علتان:
الأولى: ضعف عبد الله بن عيسى الخزار كما في التقريب (ص 317).
الثانية: الانقطاع بين الحسن، وعمران فهو لم يسمع منه كما في المراسيل لابن أبي حاتم (ص 40).
ويشهد لمعناه أحاديث كثيرة جاءت في كراهية الكي ومدح تاركيه ومنها: حديث عبد الله بن مسعود قال: إن إناسًا أتوا النبي صلى الله عليه وسلم بصاحب لهم فسألوه أنكويه؟ فسكت، فسألوه فسكت، ثم سألوه فقال صلى الله عليه وسلم أرضفوه أو حَرِّقوه وكَرَهَ ذلك.
أخرجه معمر في كتاب الجامع (ح 19517)، ومن طريقه البيهقي في الكبرى (9/ 342)، وأخرجه الطحاوي في شرح المعاني (4/ 320)، وابن أبي شيبة (7/ 424)، وأحمد (1/ 426)، والحاكم (4/ 416)، والنسائي في الكبرى (4/ 377).
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
قلت: فيه أبو إسحاق السبيعي وهو مدلس، إلَّا أنه صرح بالسماع في رواية النسائي فالحديث صحيح الإسناد. =
= وحديث عقبة بن عامر قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نهى عن الكي.
أخرجه الطحاوي في شرح المعاني (4/ 321).
وفي إسناده ابن لهيعة وهو ضعيف.
وحديث المغيرة بن شعبة، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: من اكتوى أو استرقى، فقد برىء من التوكل.
أخرجه أحمد (4/ 249)، والترمذي (6/ 214 التحفة)، وابن ماجه (ح 3489)، وابن حبّان كما في الإحسان (7/ 629)، والحاكم (4/ 415)، والنسائي في الكبرى (4/ 378)، وابن أبي شيبة (7/ 428)، والبغوي في شرح السنة (12/ 160)، والخطيب في تاريخ بغداد (7/ 194)، والبيهقي في الشعب (2/ 61)، وفي الكبرى (9/ 341)، والطبراني في الكبير (20/ 381)، والطيالسي (ص 95)، والحميدي (ح673).
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وقال الحاكم: صحيح، الإسناد، ووافقه الذهبي وهو كما قالا.
وحديث عمران بن حصين قال: نَهَانَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن الكي فاكتوينا، فما أفلحنا ولا أنجحنا.
أخرجه أحمد (4/ 427، 430)، وأبو داود (10/ 344 العون)، والترمذي (6/ 205 التحفة)، وابن حبّان كما في الإحسان (7/ 626)، والطحاوي في شرح المعاني (4/ 320) ولم يذكر شطره الثاني، وابن ماجه (ح 3490)، والبيهقي في الكبرى (7/ 342)، والنسائي في الكبرى (4/ 337).
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
قلت: هو من رواية الحسن، عن عمران وهو لم يسمع منه كما تقدم في أول حديث الباب.
وحديث عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يدخل الجنة =
= من أمتي سبعون ألفًا بغير حساب، قيل يا رسول الله، من هم؟ قال هم الذين لا يكتوون ولا يسترقون وعلى ربهم يتوكّلون، فقام عكاشة فقال: ادع الله أن يجعلني منهم، قال: أنت منهم، قال: فقام رجل فقال: يَا نَبِيَّ اللَّهِ! ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي منهم، قال: سبقك بها عُكّاشة.
أخرجه مسلم (ح 218)، وأحمد (4/ 436، 441، 443)، وأبو عوانة (1/ 87)، والطحاوي في شرح المعاني (4/ 320)، والطبراني في الكبير (18/ 169)، وابن حبّان كما في الإحسان (7/ 630).
وأما حديث ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: عُرضت عليّ الأمم، فجعل النبي والنبيّان يمرون معهم الرهط، والنبي ليس معه أحد، حتى رُفع لي سواد عظيم، قلت: ما هذا؟ أمتي هذه؟ قيل: بل هذا موسى وقومه. قيل: انظر إلى الأفق، فإذا سواد يملأ الأفق. ثم قيل لي: انظر ها هنا في آفاق السماء، فإذا سواد قد ملأ الأفق، قيل: هذه أمتك، ويدخل الجنة من هؤلاء سبعون ألفا بغير حساب. ثم دخل ولم يبين لهم، فافاض القوم وقالوا: نحن الذين آمنا بالله واتبعنا رسوله فنحن معهم، أو أولادنا الذين ولدوا في الإِسلام، فإنّا ولدنا في الجاهلية، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فخرج فقال: هم الذين لا يسترقون، ولا يتطيرون، ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكلون. فقال عكاشة بن محصن: أفيهم أنا يا رسول الله؟ قال نعم. فقام آخر فقال: أمنهم أنا؟ قال: سبقك بها عكاشة.
أخرجه البخاري (10/ 155 الفتح)، وابن أبي شيبة (7/ 426)، وأبو عوانة (86/ 1)، وأحمد (1/ 271)، والبيهقي في الشعب (1/ 251)، وابن حبّان كما في الإِحسان (8/ 114)، والبغوي في شرح السنة (15/ 135)، ومسلم (ح 220)، والطبراني في الكبير (18/ 23) وذكر طرفًا منه، والنسائي في الكبرى (4/ 378).
2506 -
وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبْجَرَ (1)، عَنْ سَيَّارٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: عَزَمَ عُمَرُ رضي الله عنه، عَلَيّ لأكتوين.
(1) تصحفت في (حس) و (سد) إلى (ابن بحير بن ريسان) وفي (عم) إلى "ابن بحير بن رميثان".
2506 -
الحكم عليه:
هذا إسناد ضعيف علته سيّار أبو حمزة، فهو مستور.
وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 62 مختصر) وقال: رواه مسدّد وسكت عليه.
تخريجه:
ذكره الهندي في الكنز (ح 28476) وعزاه لمسدد.
وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (7/ 422) من طريق يحيى بن سعيد به بنحوه.
وأخرجه الطحاوي في شرح المعاني (4/ 323)، وابن أبي شيبة في المصنف (7/ 424) كلاهما من طريق سفيان به ولفظه أقسم عليّ عمر لاكتوين.
ومدار هذه الطرق على سيّار، وقد علمت حاله.
ويشهد لمعناه أحاديث تدل على جواز الكي عن جابر، وأنس بن مالك، وأبي بن كعب رضي الله عنهم.
أما حديث جابر، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلى أبي بن كعب طبيبًا فقطع فيه عرقًا ثم كواه عليه.
فأخرجه مسلم (ح 2206)، والطحاوي في شرح المعاني (4/ 321)، والبيهقي في الكبرى (9/ 342)، والحاكم في المستدرك (4/ 417)، وأحمد (3/ 303، 315)، وابن ماجه (ح 3493). وسكت عليه الحاكم. =
= وأما حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كوى أسعد بن زرارة في الشوكة.
فأخرجه الترمذي (6/ 206 التحفة)، والطحاوي في شرح المعاني (4/ 321)، والحاكم (4/ 417)، والبيهقي في الكبرى (9/ 342) كلهم من طريق ابن شهاب الزهري، عن أنس به.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
قال ابن التركماني في الجوهر النقي: رُوي عن ابن شهاب بإسنادين، رواه معمر، عن ابن شهاب، عن أنس ولم يروه عن ابن شهاب غير معمر وهو عند أهل العلم بالحديث مما أخطأ فيه معمر بالبصرة فيما أملاه من حفظه هنالك، والآخر رواه ابن حريج، ويونس بن يزيد، عن ابن شهاب عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ وهو أولى بالصواب عندهم في الإسناد.
قلت: وفيه عنعنة ابن شهاب وهو مدلس من الثالثة.
وأما حديث أبيّ بن كعب قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كواه.
فأخرجه أحمد (5/ 115).
وإسناده صحيح.
وأما حديث جابر رضي الله عنه، قال: رُمي سعد بن معاذ في أكحله، فحمله رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ بمشقص، ثم ورمت، فحسمه الثانية.
فأخرجه مسلم (ح 2208)، وأبو داود (10/ 345 العون)، وابن ماجه (ح 3494)، والطحاوي في شرح المعاني (4/ 321)، والبيهقي في الكبرى (9/ 342)، وابن أبي شيبة (7/ 421).
2507 -
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ بَنِي سَلَمَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إن يكن في شيء بما تُعَالِجُونَ (1) شِفَاءٌ، فَفِي شَرْطَةِ مِحْجَمْ، أَوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ، أَوْ لَدْغَةٍ مِنْ نَارٍ تُصِيبُ أَلَمًا، وما أحب أن أكتوي.
(1) كتبت في (سد) و (عم)"يعالجون"، وفي (حس)"تعالجون به".
2507 -
الحكم عليه:
هذا إسناد ضعيف فيه علتان:
الأولى: عنعنة ابن إسحاق، وهو كثير التدليس، عده الحافظ ابن حجر ضمن أصحاب المرتبة الرابعة من مراتب المدلسين، الذين اتفق على أنه لا يحتج بشيء من حديثهم إلَّا بما صرحوا فيه بالسماع لكثرة تدليسهم على الضعفاء والمجاهيل.
الثانيهْ: الانقطاع بين يزيد والأنصاري المبهم، فيزيد لا تُعرف له رواية عن أحد من الصحابة.
وذكره البوصيري في الإِتحاف (ج 2/ ق 60 أمختصر) وقال: رواه أبو بكر بن أبي شيبة بسند ضعيف لعنعنة ابن إسحاق. اهـ. هكذا ولم يُشر إلى الانقطاع.
تخريجه:
هو في مصنف ابن أبي شيبة (7/ 443) بنفس الإسناد والمتن.
وأخرجه الطبري في تهذيب الآثار (مسند ابن عباس ص 506) من طريق محمد بن إسحاق به بلفظه.
وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه ولعنعنة ابن إسحاق.
وأخرجه الطبري موصولًا (مسند ابن عباس ص 505، 506) بإسنادين.
الأول: عن يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني ابن =
= الحارث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سويد بن قيس، عن رجل من الأنصار يرفعه بنحوه.
وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات.
الثاني: عن أبي كريب محمد بن العلاء، قال: حدّثنا يحيى بن إسحاق البجلي، حدّثنا يحيى بن أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب، أن سويد بن قيس أخبره، عن رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بنحوه، وهذا إسناد حسن فيه يحيى بن إسحاق، قال في التقريب (ص 587) صدوق، ويحيى بن أيوب هو الغافقي، قال في التقريب (ص 588): صدوق ربما أخطأ. ولكنه وافق الثقات في الإسناد الأول فانتفى وقوع الخطأ.
وأخرجه أحمد (6/ 401)، والنسائي في الكبرى (4/ 378)، وابن جرير في تهذيب الآثار (مسند ابن عباس ص 504. 505)، والطبراني في الكبير (17/ 430)، وفي الأوسط كما في المجمع (5/ 91)، وأحمد بن الفرات في جزئه كما في السير (3/ 37)، وأبو نعيم في المعرفة (ج 2/ ق 185 ب)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج 16/ ق 653) كلهم من طريق يزيد بن أبي حبيب، عن سويد بن قيس، عن معاوية بن حُديج به بنحوه.
ففي هذه الروايات تصريح باسم الصحابي، وهو معاوية بن حُديج، إلَّا أنه كِنْدِي وليس من بني سلمة. وإسناد الطبري صحيح رجاله ثقات، رجال الصحيحين خلا شيخه عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم، وهو ثقة كما في التقريب (ص 344).
وللحديث شواهد كثيرة عن جابر، وابن عباس، وعقبة بن عامر، وابن عمر.
أما حديث جابر مرفوعًا: إن كان في شيء من أدويتكم خيرًا، ففي شرطة الحجامة، أو شربة عسل، أو لذعة بنار، وما أحب أن أكتوي.
فأخرجه البخاري (10/ 139 الفتح)، ومسلم (ح 2205)، وأحمد (3/ 343)، =
= وابن أبي شيبة في المصنف (7/ 443)، والطبري في تهذيب الآثار (مسند ابن عباس ص 551)، والطحاوي في شرح المعاني (4/ 322) والبغوي في شرح السنة (12/ 143)، وأبو يعلى (4/ 77)، والييهقي في الكبرى (9/ 341)، وفي الآداب (ح1058).
وزاد الطحاوي، والطبري في روايتيهما: أو لذعة بنار توافق داء.
أما حديث ابن عباس مرفوعًا: الشفاء في ثلاثة في شرطة وحجم، أو شربة عسل، أو كية بنار وأنا أنهى عن الكي.
فأخرجه البخاري (10/ 136 الفتح)، وأحمد (1/ 246)، وابن ماجه (ح3491)، والبغوي في شرح السنة (12/ 144)، والبيهقي في الكبرى (9/ 341)، والطبري في تهذيب الآثار مسند ابن عباس (ص 492) ولم يذكر كية النار.
وأما حديث عقبة بن عامر مرفوعًا: إن كان في شيء شفاء فشَرطة محجم، أو شربة عسل، أو كية تصيب ألمًا، وأنا أكره الكي ولا أحبه.
فأخرجه أحمد (4/ 146)، والطبري في تهذيب الآثار (مسند ابن عباس ص 505) والطبراني في الكبير (17/ 289)، وفي الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 221 ب)، والحارث كما في بغية الباحث (ح 519)، وأبو يعلى (3/ 300) كلهم من طريق عبد الله بن الوليد، عن أبي الخير مرثد بن عبد الله البزني، عن عقبة بن عامر به.
وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 91) وقال: رواه أحمد، وأبو يعلى، والطبراني في الكبير، والأوسط، ورجاله رجال الصحيح خلا عبد الله بن الوليد، وهو ثقة.
قلت: عبد الله بن الوليد: هو التجيبي قال في التقريب (ص 328): ليّن الحديث. فالإِسناد ضعيف. ويشهد لشطره الأخير وما أحب أن أكتوي أو أنا أنهى أمتي عن الكي، ما ورد من أحاديث في النهي عن الكي وكراهته وقد خرجتها في الحديث رقم (2505).
2508 -
وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ شَيْخٍ، عَنْ شَيْخٍ لَنَا [لَمْ](1) أُدْرِكْهُ، قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، عَلَى خَبَّابٍ رضي الله عنه، وَقَدِ اكْتَوَى، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (2)! أَمَا عَلِمْتَ أَنَّا قَدْ نُهينا عَنْ هَذَا، وكُرِهَ لَنَا هَذَا، فَقَالَ خَبَّابٌ رضي الله عنه: اشْتَدَّ الْبَلَاءُ، وَقَالَ الْأَطِبَّاءُ: لَا دَوَاءَ (3) لَكَ إلَّا هَذَا، قَالَ عَبْدُ الله: ما كنت أخافك على هذا.
(1) تصحفت في الأصل إلى "لن" وما أثبته من باقي النسخ، وهو الذي يوافق السياق، وفي مسند الطيالسي سقطت بالكامل فصارت "عن شيخ لنا أدركه".
(2)
تصحفت في (سد) إلى "يابا عبد الله".
(3)
تصحفت في (حس) إلى "الأدواء".
2508 -
الحكم عليه:
هذا إسناد ضعيف لجهالة اثنين من رواته.
وذكره البوصيري في الإِتحاف (ح 2/ ق 62 أمختصر) وقال: رواه أبو داود والطيالسي بسند ضعيف لجهالة بعض رواته.
تخريجه:
هو في مسند الطيالسي (ص 53) بنفس الإسناد والمتن.
ولم أجد من أخرجه غير الطيالسي.
ولكن قصة اكتواء خباب ثابتة في الصحيحين وغيرهما:
عن قيس بن أبي حازم قال: دخلنا على خباب نعوده، وقد اكتوى سبع كيات فقال: لو ما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا أن ندعو بالموت لدعوت به. لفظ مسلم.
أخرجه البخاري (10/ 127 الفتح)، ومسلم (ح 2681)، والنسائي في المجتبى (4/ 4)، وابن ماجه (ح 4163)، وأحمد (5/ 109، 110، 112، 6/ 395)، والطحاوي في شرح المعاني (4/ 324)، والبيهقي في الكبرى (3/ 376)، والطبراني =
= في الكبير (4/ 61)، والحميدي (ح 154)، وأبو نعيم في الحلية (1/ 146).
وعن حارثة بن مضرب قال: دخلت على خباب وقد اكتوى سبعًا فقال بنحو الحديث السابق.
أخرجه أحمد (5/ 111)، والترمذي (4/ 46، 6/ 185 التحفة)، والطحاوي في شرح المعاني (4/ 324)، والطبراني في الكبير (4/ 70)، وأبو نعيم في الحلية (1/ 144).
وقال الترمذي في الموضع الأول: هذا حديث حسن صحيح، وفي الموضع الثاني: هذا حديث صحيح وهو كما قال.