الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
5 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الِانْتِمَاءِ إِلَى غَيْرِ الْمَوَالِي والإِدعاء إِلَى غَيْرِ الْآبَاءِ وَعَنْ سَبِّ الْوَالِدَيْنِ
2552 -
قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الضَّحَّاكِ بْنِ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ (1)، عَنْ طَلْحَةَ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، أَوِ انْتَمَى إِلَى غَيْرِ مَوَالِيهِ (رَغْبَةً عنهم [فعليه لعنة الله] (2)) ومن يسبَّ والده أو والديه فكذلك.
(1) كتب في جميع النسخ وفي المقصد العلي "مطرف"، وفي مسند أبي يعلى "مطر".
(2)
قوله: "فعليه لعنة الله" كتب في (سد): "فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين"، وما بين الهلالين سقط بالكامل من (عم).
2512 -
الحكم عليه:
هذا إسناد ضعيف فيه مطرف أو مطر لم أعرفه.
تخريجه:
هو في مسند أبي يعلى (4/ 56)، وفي المقصد العلي (ق 88 أ).
ولم أجد من أخرجه غيره. ولكن لفظ الحديث عدا شطره الأخير ثابت عن عدد من الصحابة منهم:
علي بن أبي طالب رضي الله عنه ولحديثه طريقان: =
= الأولى: عن زيد التيمي، عن علي يرفعه، وذكر حديثًا وفيه: ومن ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، أَوِ انْتَمَى إِلَى غير مواليه فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ، وَالْمَلَائِكَةِ، وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يقبل الله منه يوم القيامة صرفًا ولا عدلًا، لفظ مسلم.
أخرجه البخاري (12/ 35 الفتح)، ومسلم (ح 1370)، والترمذي (6/ 322 التحفة)، وأبو يعلى (1/ 401)، وأحمد (1/ 81، 126)، وعبد الرزاق (9/ 263)، والبيهقي في الكبرى (5/ 196)، والدارقطني في العلل (4/ 154)، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (1/ 119)، وابن جرير في تهذيب الآثار مسند علي (ص 196).
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
الثانية: عن الحارث بن سويد عن علي يرفعه بنحو السابق.
أخرجه أحمد (1/ 151)، والطيالسي (ص 26)، والنسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف (7/ 458)، وابن جرير في تهذيب الآثار (مسند علي ص 157).
سعد بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أبيه، وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام.
أخرجه البخاري (8/ 45 الفتح)، ومسلم (ح 1370)، وأبو داود (14/ 16 العون)، وابن ماجه (ح 2610)، وأحمد (1/ 174)، وابن أبي شيبة (8/ 537، 14/ 46 أ)، والطيالسي (ص 28). وعبد بن حميد في المنتخب (ص 76)، والدارمي (2/ 160)، وأبو يعلى (2/ 106)، وابن حبّان كما في الإحسان (1/ 323)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 89)، والدورقي في مسند سعد (7/ 403).
والبغوي في شرح السنة (9/ 272)، والبيهقي في الكبرى (7/ 403)، وابن جرير في تهذيب الآثار (مسند علي ص 200).
عمرو بن خارجة ولحديثه ثلاث طرق:
الأولى: عن عبد الرحمن بن غنم، عن عمرو بن خارجة قال: قال =
= رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر حديثًا وفيه
…
ومن ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، أَوِ انْتَمَى إِلَى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
أخرجه النسائي في المجتبى (6/ 264)، والترمذي (6/ 313 التحفة)، وابن ماجه (ح 1712)، وأحمد (4/ 187)، والطيالسي (ص 169)، وبحشل في تاريخ واسط (ص 128)، والطبراني في الكبير (17/ 33)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح82)، وسعيد بن منصور في سننه (1/ 126)، والدارقطني في السنن (4/ 152)، والبيهقي في الكبرى (6/ 264)، وأبو يعلى (3/ 78)، وابن جرير في تهذيب الآثار (مسند علي ص 203)، والدارمي (2/ 160).
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
قلت: مدار أسانيدهم على شهر بن حوشب وهو مختلف فيه فالإسناد حسن إن شاء الله.
الثانية: عن سعيد بن أبي عروبة، عن عمرو بن خارجة يرفعه بنحو السابق.
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (8/ 538).
وإسناده صحيح.
الثالثة: عن الشعبي، عن عمرو بن خارجة يرفعه بنحو الطريق الأولى.
أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 35).
وفي إسناده عامر بن مدرك، قال في التقريب (ص 288) لين الحديث، والسري بن إسماعيل قال في التقريب (ص 230): متروك الحديث.
أبو أمامة الباهلي قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وذكر حديثًا وفيه ومن ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ أَوِ انْتَمَى إِلَى غير مواليه فعليه لعنة الله إلى يوم القيامة.
أخرجه الترمذي (6/ 309 التحفة)، وأحمد (5/ 267)، والطيا لسي (2/ 58)، وابن أبي شيبة (8/ 539)، وأبو حنيفة في جامع المسانيد (2/ 58)، والدارقطني في السنن (3/ 41)، وابن جرير في تهذيب الآثار (مسند علي ص 198). =
= وقال الترمذي: هذا حديث حسن.
قلت: مدار أسانيدهم على شرحبيل بن مسلم قال في التقريب (ص 265): صدوق فيه لين.
أبو هريرة رضي الله عنه ولحديثه طريقان:
الأولى: عن أبي صالح، عن أبي هريرة يرفعه قال: من تولى قومًا بغير إذن مواليه فعليه لعنة الله، والملائكة، والناس أجمعين.
أخرجه مسلم (ح 1508)، وأبو داود (14/ 20 العون)، وأحمد (2/ 398).
الثانية: عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعًا بنحو الطريق السابقة.
أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 538).
وفي إسناده محمد بن عمرو بن علقمة تقدم في الحديث رقم (101) أنه صدوق، وبقية رجاله ثقات فالإسناد حسن إن شاء الله.
عبد الله بن عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، أو تولى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
أخرجه أحمد (1/ 328)، وابن ماجه (ح 2609)، وابن أبي شيبة (8/ 539)، وأبو يعلى (4/ 415)، والطبراني في الكبير (12/ 62)، وابن حبّان كما في الإحسان (1/ 324)، وابن جرير في تهذيب الآثار (مسند علي ص 198).
وإسناد أحمد صحيح.
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنِ ادَّعَى إلى غير أبيه فلن يرح رائحة الجنة، وريحها يوجد من مسيرة شهر.
أخرجه ابن ماجه (ح 2611)، وأحمد (2/ 171، 194)، وابن أبي شيبة (8/ 537)، وعبد الرزاق (9/ 51)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 83)، والخطيب في تاريخ بغداد (2/ 347).
وفي إسناد ابن ماجه محمد بن الصباح أبو جعفر التاجر قال في التقريب =
= (ص 484): صدوق، وبقية رجاله ثقات فالإسناد حسن.
أبو ذر رضي الله عنه يرفعه قال: من ادعى لغير أبيه وهو يعلم فقد كفر، ومن ادعى قومًا ليس هو منهم، فليتبوأ مقعده من النار.
أخرجه البخاري (6/ 539 الفتح)، وفي الأدب المفرد (ح 433)، وأبو عوانة (1/ 23) ، وأحمد (5/ 166)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 81)، والبيهقي في الكبرى (7/ 403).
واثلة بن الأسقع يرفعه قال: إن من أعظم الفِرى أن يدعي إلى غير أبيه، ومن ادعى إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه لم يرح رائحة الجنة، وإان رائحتها لتوجد من يسيرة سبعين عامًا، أو خمسمائة عامًا.
أخرجه البخاري (6/ 540 الفتح)، وأحمد (4/ 106)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 91)، والطبراني في الكبير (17/ 70).
أبو بكرة رضي الله عنه يرفعه من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام.
أخرجه البخاري (8/ 45 الفتح)، وأبو داود (14/ 16 العون)، وابن ماجه (2610)، وابن أبي شيبة (8/ 537، 14/ 146)، وعبد بن حميد في المنتخب (ص 76)، وأبو يعلى (2/ 106)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 89)، والبغوي في شرح السنة (9/ 272)، والبيهقي في الكبرى (7/ 403).
وعليه فيتبين من هذه الشواهد أن لفظ حديث الباب عدا قوله ومن سب والده
…
الحديث ثابت في الصحيحين وغيرهما ولكن سند حديث جابر باقٍ على ضعفه لجهالة مطرف.
2553 -
حَدَّثَنَا (1) مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ (2)، حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ الْأَبَّارُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ (3) لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم موليان: حبشي، ونبطي، فاستبا، والنبي صلى الله عليه وسلم يَسْمَعُ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: يَا حَبَشِيُّ! وَقَالَ الْآخَرُ: يَا نَبَطِيُّ! فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: لَا تَقُولُوا هَذَا، إِنَّمَا أَنْتُمَا (4) رَجُلَانِ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم
(1) القائل هو أبي يعلى.
(2)
تصحفت في (عم) إلى "منصور بن أبي مريم".
(3)
تصحفت في (عم) إلى "إن".
(4)
تصحفت في (عم) و (سد) إلى "أنتم".
2553 -
الحكم عليه:
هذا إسناد ضعيف من أجل يزيد بن أبي زياد.
وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق144 أمختصر)، وسكت عليه.
تخريجه:
هو في مسند أبي يعلى (7/ 171) بنفس الإِسناد والمتن.
وأخرجه الطبراني في الصغير (ح 573) وفي الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 17/ ب) عن علي بن أحمد المروزي، عن منصور بن أبي مزاحم به بنحوه.
وقال الطبراني: لم يروه عن معاوية إلَّا يزيد بن أبي زياد ولا عنه إلَّا الأبار، تفرد به منصور وهو حديثه ويشهد لقوله:"إِنَّمَا أَنْتُمَا رَجُلَانِ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم " الحديث رقم (2551).
6 -
بَابُ فَضْلِ (1) مَنْ رُزِقَ الْبَنَاتَ فَصَبَرَ عَلَيْهِنَّ
2554 -
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، عَنِ [ابْنِ حُدَيْر](2)، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ وُلِدت لَهُ أُنْثَى فَلَمْ يَئِدْهَا (3) وَلَمْ يُهنها، وَلَمْ يُؤْثِرْ وَلَدَهُ عَلَيْهَا أَدْخَلَهُ اللَّهُ تعالى بها الجنة.
(1) قوله: "فضل" سقط من (سد)، فصار (باب من رزق البنات
…
).
(2)
تصحفت في الأصل و (عم) و (حس) إلى "ابن جرير" وفي (سد) إلى "ابن حزم" وما أثبته الصحيح من كتب التراجم، والمصادر الحديثية.
(3)
تصحفت في (حس) إلى "فلم يبدها".
2554 -
الحكم عليه:
هذا إسناد ضعيف لجهالة ابن حُدير.
وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 128/ ب مختصر) وقال: رواه أحمد بن منيع، ورواه أيضًا أبو يعلى وعنه ابن حبّان في صحيحه.
قلت: لم يرو هذا الحديث أبو يعلى، ولا ابن حبّان، والظاهر أن البوصيري ظن حديث الباب وما يليه حديثًا واحدًا وليس كذلك.
وذكره التبريزي في مشكاة المصابيح (3/ 1389) وضعّفه الألباني في تعليقه عليه. =
= تخريجه:
أخرجه أحمد (1/ 223)، وابن أبي شيبة في المصنّف (8/ 363)، وعنه أبو داود في السنن (14/ 55 العون)، كلاهما عن أبي معاوية به.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب العيال (1/ 234)، والبيهقي في شعب الإيمان (6/ 410)، وفي الآداب (ح 29)، من طريق أبي معاوية به بلفظه.
وأخرجه. الحاكم في المستدرك (4/ 177)، من طريق أبي مالك الأشجعي به بلفظه.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
ومدار هذه الطرق على ابن حُدير وهو مجهول.
وبإخراج أحمد، وأبو داود للحديث لا يكون من الزوائد.
وللحديث شواهد كثيرة عن عبد الله بن مسعود، وعائشة، وأبي هريرة رضي الله عنهم.
أما حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم من كانت له ابنة فأدبها فأحسن أدبها، وغذاها فأحسن غذاءها وأسبغ عليها من النعمة التي أسبغ الله عليه، كانت له ميمنة وميسرة من النار إلى الجنة.
أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 111)، والطبراني في الكبير (10/ 243)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (2/ 639)، وأبو نعيم في الحلية (5/ 57)، كلهم من طريق طلحة بن زيد، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ الله مرفوعًا.
وطلحة بن زيد هو القرشي، قال عنه في التقريب (ص 282): متروك، قال أحمد، وعلي، وأبو داود: كان يضع.
وأما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان:
الأولى: عن عمرو بن نبهان، عن أبي هريرة يرفعه قال: من كان له ثلاث بنات فصبر على لأوائهن، وسرائهن، وضرائهن أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهن، قال =
= رجل: وابنتان؟ قال: وابنتان، قال رجل: وواحدة؟ قال: وواحدة.
أخرجه أحمد (2/ 335)، وابن أبي شيبة (8/ 365)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (2/ 652)، والحاكم (4/ 176)، والبيهقي في السبب (6/ 405).
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.
الثانية: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يرفعه قال: من كان له ثلاث بنات فعالهن وأدبهن وجبت له الجنة، قلت: واثنتين؟ قال: واثنتين، قلت: وواحدة؟ قال: وواحدة.
أخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 152 أ).
وأما حديث عائشة فيأتي تخريجه في الحديث رقم (2556) وهو صحيح.
وتدل هذه الشواهد على فضل من رزق البنات حتى وإن كانت واحدة ولكن لأ تُرَقِّي حديث الباب ففيه مجهول.
2555 -
[1] وَحَدَّثَنَا (1) أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا فِطْرٌ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ وُلدت لَهُ ابْنَتَانِ فَأَحْسَنَ إِلَيْهِمَا مَا صَحِبَهُمَا (2) أَوْ صَحِبَهَا (3) أَدْخَلَهُ اللَّهُ عز وجل بِهِمَا الْجَنَّةَ.
[2]
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ فِطْرٍ به (4)
(1) القائل هو أحمد بن منيع.
(2)
تصحفت في (حس) إلى "فأصحبهما".
(3)
كتبت في (عم): "فاصحبهماا، وفي (حس): "فاصبحهما".
(4)
هو في مسند أبي يعلى (4/ 445) بنفس الإسناد والمتن.
2555 -
الحكم عليه:
هذا إسناد ضعيف علته شرحبيل بن سعد.
ولم يذكر البوصيري حديث الباب في الإتحاف وإنما ذكر الحديث السابق وعزاه لأحمد بن منيع، وأبي يعلى، وابن حبّان وبينت أن الذي رواه أبو يعلى، وابن حبّان في صحيحه هو هذا الحديث فلعلهما اختلطا عليه.
تخريجه:
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنّف (8/ 363)، عن أبي معاوية به ولفظه من أدركت له ابنتان فأحسن إليهما ما صحبتاه وصحبهما أدخله الله بهما الجنة.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب العيال (1/ 255) عن علي بن الجعد، أخبرنا أبو معاوية به بلفظه.
وأخرجه ابن ماجه (ح 3670)، من طريق فطر به ولفظه: ما من رجل تدرك له ابنتان فيُحسن إليهما ما صحبتاه أو صحبهما إلَّا أدخلتاه الجنة.
وأخرجه أحمد (1/ 235)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 77)، وأبو يعلى =
= (4/ 445)، وعنه ابن حبّان كما في الإحسان (4/ 261)، والطبراني في الكبير (10/ 410)، والحاكم في المستدرك (4/ 178)، والبيهقي في الشعب (6/ 406، 7/ 469)، والخطيب في الموضح لأوهام الجمع والتفريق (2/ 170)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (1/ 267)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (2/ 641)، كلهم من طريق فطر به بنحوه.
وطريق أبي يعلى موجود في مسنده (4/ 445) بنفس الإسناد والمتن.
وذكر أحمد في روايته الأختان بدلًا من البنات.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح، وتعقبه الذهبي فقال: فيه شرحبيل بن سعد وهو واهٍ.
وأخرجه أحمد (1/ 363) من طريق عكرمة قال: كنت جالسًا عند زيد بن علي بالمدينة فمر شيخ يقال له شرحبيل بن سعد، فقال: يا أبا سعد من أين جئت، قال من عندي أمير المؤمنين حدثته بحديث فقال: لأن يكون هذا الحديث حقًا أحب إليّ من أن يكون لي حمر النعم، قال حدث به القوم، قال سمعت ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ما من مسلم تدرك له ابنتان فيحسن إليهما ما صحبتاه أو صحبهما إلَّا أدخلتاه الجنة.
ومدار هذه الأسانيد على شرحبيل بن سعد وقد علمت حاله.
إلَّا أن عطاء بن أبي رباح تابعه فرواه عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم من أدرك له ابنتان فأحسن إليهما ما صحبتاه أدخلتاه الجنة.
أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 20) وفي إسناده بشير بن ميمون الخراساني قال في التقريب (ص 125): متروك متهم، فهي متابعة لا يُفرح بها.
وللحديث شواهد كثيرة عن أنس، وأبي هريرة، وعوف بن مالك.
أما حديث أنس رضي الله عنه فله عنه خمس طرق:
الأولى: عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أنس، عن أنس يرفعه قال: من عال =
= جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو هكذا وضم أصبعيه.
أخرجه الترمذي (6/ 43 التحفة) وابن أبي شيبة (8/ 364)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 1894، وابن أبي الدنيا في العيال (1/ 1257، والحاكم في المستدرك (4/ 177)، والبغوي في شرح السنة (6/ 188)، والبيهقي في الشعب (6/ 404)، وفي الآداب (خ 25).
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
قلت: أبو بكر بن عبيد الله بن أنس قال في التقريب (ص 623): مجهول الحال، فالإسناد ضعيف.
الثانية: عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أنس، عن أنس يرفعه قال: من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو وضم أصابعه.
أخرجه مسلم (ح 2631).
الثالثة: عن ثابت، عن أنس يرفعه قال: من عال ابنتين أو ثلاثًا، أو أختين أو ثلاثًا كنت أنا وهو يوم القيامة هكذا، وأشار بالسبابة والتي تليها.
أخرجه أحمد (3/ 148)، وابن أبي الدنيا في العيال (1/ 256)، والطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 152 أ)، وابن حبّان كما في الإحسان (1/ 336)، والبيهقي في الشعب (6/ 407)، والخطيب في تاريخ بغداد (8/ 316، 11/ 81)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (1/ 268).
وإسناد أحمد صحيح.
الرابعة: عن الرقاشي، عن أنس يرفعه قال: من كان له ابنتان أو أختان فأحسن إليهما ما صحبتاه كنت أنا وهو في الجنة كهاتين -يعني السبابة والوسطى-.
أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 363)، وهناد في الزهد (ح 1021)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (2/ 643). =
= والرقاشي هو يزيد بن أبان وهو ضعيف.
الخامسة: عن الأعمش، عن أنس يرفعه: من كان له أختان وابنتان فأحسن إليهما ما صحبتاه كنت أنا وهو في الجنة كهاتين، وقرن بين أصبعيه ..
أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (8/ 285).
وفي إسناده حيان بن بشر، ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3/ 248) وسكت عليه ولم أجد من وثّقه فهو مستور، والإسناد ضعيف.
وأما حديث عوف بن مالك يرفعه قال: ما من عبد مسلم عال ثلاث بنات حتى يَبِنَّ، أو يموت عنهن إلَّا كن له حجابًا من النار، قال: فقالت امرأة: يا رسول الله! واثنتين؟ قال: واثنتين.
فأخرجه أحمد (6/ 29)، والحارث كما في بغية الباحث (ح 884)، وابن أبيم الدنيا في العيال (1/ 231)، والبيهقي في الشعب (6/ 405)، والخرائطي كما في الكننر (ح 4538).
ومدار أسانيدهم على النهاس بن قهم قال في التقريب (ص 566): ضعيف.
وأما حديث عائشة، فسيأتي تخريجه في الحديث رقم (2556) وهو صحيح.
وعلى ذلك يرتقي الحديث بمجموع هذه الشواهد إلى الحسن لغيره.
2556 -
[1] وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ آوَى يَتِيمًا مِنْ بَيْنِ الْمُسْلِمِينَ إِلَى طَعَامِهِ وَشَرَابِهِ حَتَّى يُشْبِعَهُ (1)، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، إلَّا أَنْ يَعْمَلَ ذَنْبًا لَا يُغْفَرُ لَهُ. وَمَنْ عَالَ ثَلَاثَ بَنَاتٍ، فَأَدَّبَهُنَّ وَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ. قَالُوا: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم! أَوِ ابْنَتَانِ (2)؟ قَالَ: أَوِ ابْنَتَانِ، حَتَّى لَوْ قالوا واحدة، لقال: واحدة، ومن أذهب كريمتيه كَانَ ثَوَابُهُ عَلَى اللَّهِ الْجَنَّةَ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَمَا كَرِيمَتَاهُ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم عَيْنَاهُ، فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنه إِذَا حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ قَالَ: هَذَا مِنْ كَرَائِمِ الْحَدِيثِ وَغُرَرِهِ.
[2]
وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا خَالِدٍ بِهِ.
[3]
وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَنَشٍ وَهُوَ (3) حُسَيْنُ بْنُ قَيْسٍ بِهِ.
[4]
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَامٍ، حَدَّثَنَا معتمر به (4).
(1) تصحفت في الأصل و (حس) إلى "يسلبه" وهي غير واضحة في (سد)، وما أثته من (عم) والمعنى يستقيم بها.
(2)
تصحفت في (عم) و (سد) إلى "وابنتان".
(3)
كتبت في (سد) و (عم) و (حس): "هو" دون حرف العطف.
(4)
هو في مسند أبي يعلى (4/ 342) بنفس الإسناد والمتن.
2556 -
الحكم عليه:
هذا إسناد ضعيف جدًا علته حسين بن قيس فهو متروك.
وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 128 ب مختصر) وقال: رواه مسدّد، =
= وَعَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ، وَالْحَارِثِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ، بسند ضعيف لضعف حنش، ولكن لم ينفرد به فقد رواه أبو يعلى من طريق حصين.
تخريجه:
أخرجه عبدبن حميد في المنتخب (ص 209)، والبغوي في شرح السنة (13/ 44)، وابن عدي في الكامل (2/ 353)، كلهم من طريق خالد بن عبد الله به بنحوه.
وأخرجه الحارث كما في بغية الباحث (ح 885)، والترمذي (6/ 44 التحفة)، وأبو يعلى (4/ 342)، بهذا الإسناد وعنه ابن عدي في الكامل (2/ 353)، وأخرجه الطبراني في الكبير (11/ 216)، وابن أبي الدنيا في العيال (1/ 233)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (2/ 643)، كلهم من طريق حنش به بنحوه.
وذكر الترمذي شطره الأول، وذكر ابن أبي الدنيا شطره الثاني.
وقال الترمذي: وحنش هو حسين بن قيس وهو أبو علي الرحبي وهو ضعيف عند أهل الحديث.
قلت: مدار هذه الطرق على حنش وقد علمت حاله.
ولشطره الأول شواهد كثيرة سأذكرها في الحديث رقم (2558) وتقدم تخريج شطره الثالث وشواهده وهو ما يتعلق بفقد العينين في الحديث رقم (2463)، أما شطره الثاني فله شواهد كثيرة عن أبي سعيد الخدري، وعقبة بن عامر الجهني، وجابر بن عبد الله، وأنس، وأبي هريرة، وعوف بن مالك، وعائشة رضي الله عنهم أجمعين.
أما حديث أبي سعيد الخدري مرفوعًا قال: لا يكون لأحدكم ثلاث بنات، أوثلاث أخوات فيحسن إليهم، إلَّا دخل الجنة.
فأخرجه أبو داود (14/ 56 العون)، والترمذي (6/ 39 التحفة)، وأحمد (3/ 97)، وابن أبي شيبة (8/ 364)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 79)، =
= والحميدي (2/ 323)، وابن أبي الدنيا في العيال (1/ 252) مرسلًا، وابن حبّان كما في الإحسان (1/ 336)، والبيهقي في الشعب (6/ 404)، وفي الآداب (ح 28)، والضياء في المختارة كما في إتحاف السادة المتقين (5/ 386)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (2/ 644)، كلهم من طريق أيوب بن بشير، عن أبي سعيد به.
وأيوب بن بشير مستور.
وأما حديث عقبة بن عامر الجهني يرفعه قال: من كانت له ثلاث بنات فصبر عليهن، فأطعمهن، وسقاهن، وكساهن من جِدَته كن له حجابًا من النار.
فأخرجه أحمد (4/ 154)، وابن ماجه (ح 3669)، والبخاري في الأدب المفرد (ح76)، وأبو يعلى (3/ 299)، وابن أبي الدنيا في العيال (1/ 235)، والبيهقي في الشعب (6/ 407)، وفي الآداب (ح 26).
وإسناد أحمد صحيح.
وأما حديث جابر بن عبد الله يرفعه قال: من عال ثلاث بنات يكفيهن، ويرحمهن، ويرفق بهن، فهو في الجنة، أو قال: معي في الجنة، لفظ ابن أبي شيبة.
فأخرجه أحمد (3/ 303)، وابن أبي شيبة (8/ 362)، والبخاري في الأدب المفرد (ح 78)، وابن أبي الدنيا في العيال (1/ 229)، والبزار كما في الكشف (2/ 384)، والطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (ق 152 أ)، وابن عدي في الكامل (5/ 233)، والبيهقي في الشعب (6/ 407)، وابن منيع والضياء في المختارة كما في الكنز (ح 45397)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (1/ 268)، من طرق عن محمد بن المنكدر عن جابر به. وفي لفظ ابن أبي الدنيا زيادة أو بنتان. وإسناد ابن أبي شيبة صحيح.
وأما حديث أنس فتقدم تخريجه في الحديث رقم (2555).
وأما حديث أبي هريرة رضي الله عنه فله عنه ثلاث طرق:
الأولى: عن عمرو بن نبهان، عنه تقدم تخريجه في الحديث رقم (2555). =
= الثانية: عن محمد بن سيرين، عنه تقدم تخريجه في الحديث رقم (2555).
الثالثة: عن أبي رزين، عن أبي هريرة يرفعه قال: من كفل يتيمًا له ذا قرابة، أو لا قرابة له فأنا وهو في الجنة كهاتين وضم أصبعيه، ومن سعى على ثلاث بنات فهو في الجنة وكان له كاجر مجاهد في سبيل الله صائمًا قائمًا.
أخرجه البزّار في مسنده كما في الكشف (2/ 385).
وفيه ليث بن أبي سليم ضعيف.
وأما حديث عوف بن مالك فقد تقدم تخريجه في الحديث رقم (2555).
وأما حديث عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: من أبتلي من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن له سترًا من النار.
فأخرجه البخاري (3/ 283 الفتح)، ومسلم (2629).
وهذا الحديث مع أنه لم يذكر عددًا معينًا من البنات إلَّا أنه يصلح كشاهد للأحاديث السابقة ولذلك أخرت مكانه.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وعليه يكون متن حديث ابن عباس ثابت وخاصة ما يتعلق بإعالة البنات، ولكن إسناده يبقى على حاله، وذلك لضعفه الشديد.