الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
5 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ تَتَبُّعِ الْعَوْرَاتِ
2589 -
قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دِينَارٍ (1)، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ سَلَّامٍ، عَنْ حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنه قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم[حَتَّى أَسْمَعَ الْعَوَاتِقَ فِي بُيُوتِهَا أَوْ فِي خُدُورِهَا](2) فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ (3) مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ، لَا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ، وَلَا تَتَبَّعُوا عَوْرَاتِهِمْ، فَإِنَّهُ مَنْ (4) تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ تَتَبَّعَ (5) اللَّهُ عز وجل عورته فضحه في جوف بيته.
(1) زيد هنا في الأصل رضي الله عنه قَالَ خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ يَا مَعْشَرَ) والظاهر أنها كتبت سهوًا.
(2)
ما بين المعكوفتين سقط من جميع النسخ وأثبته من مسند أبي يعلى.
(3)
قوله: "يا معشر" سقط من (حس)، وكتبت في (سد) و (عم)"يا معشر الناس".
(4)
قوله: "من" سقط من (حس).
(5)
كتبت في (سد) و (عم)"تبع".
2589 -
الحكم عليه:
هذا إسناد ضعيف، من أجل عنعنة أبي إسحاق السبيعي.
وذكره البوصيري في الإتحاف (ج 2/ ق 143 أمختصر) وقال: رواه أبو يعلى ورواته ثقات. =
= وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 93) وقال: رواه أبو يعلى ورجاله ثقات.
وذكره المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 240) وقال: إسناده حسن.
تخريجه:
هو في مسند أبي يعلى (3/ 237) بنفس الإسناد والمتن.
وأخرجه الشجري في أماليه (2/ 215) من طريق أبي يعلى.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت (ح 167)، وفي الغيبة والنميمة (ح 28) من طريق إبراهيم بن دينار، به بنحوه.
وأخرجه أبو الشيخ في التوبيخ (ح 85)، والشجري في الأمالي (2/ 215)، وأبو نعيم في دلائل النبوة (ص 330)، والبيهقي في الدلائل (6/ 256)، وفي الشعب (8/ 107، 521)، وتمام في فوائده: كما في الروض البسام (3/ 365) كلهم من طريق مصعب بن سلام، به بنحوه.
ومدار أسانيدهم على أبي إسحاق السبيعي، ولم يصرح بالتحديث.
وأخرجه الضياء في المختارة: كمافي إتحاف السادة المتقين (6/ 270).
وللحديث شواهد كثيرة عن أبي برزة، وابن عباس، وابن عمر، وجابر رضي الله عنهم.
أما حديث أبي برزة فله عنه طريقان:
الأولى: عن سعيد بن عبد الله بن جريج، عن أبي برزة قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لَا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ، وَلَا تَتَبَّعُوا عَوْرَاتِهِمْ، فَإِنَّهُ من أتبع عوراتهم تتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته.
أخرجه أبو داود (13/ 224 العون)، وأحمد (4/ 420، 421)، وابن حبّان: كما في الموارد (ح 359)، وأبو الشيخ في التوبيخ (ح 87)، وابن أبي الدنيا في الصمت (ح 168)، وفي الغيبة والنميمة (ح 29)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق =
= (ح 196)، وأبو يعلى (13/ 419)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (2/ 906)، والبيهقي في الكبرى (10/ 247)، وفي الشعب (5/ 296)، وفي الآداب (ح 141)، وفي "الأربعون الصغرى"(ح 137).
وسعيد بن عبد الله بن جريج، قال في التقريب (ص 237): صدوق، ربما وهم، وبقية رجال أبي داود ثقات. فالإِسناد حسن.
الثانية: عن رجل من أهل البصرة، عن أبي برزة مرفوعًا بنحو الطريق الأولى.
أخرجه أحمد (4/ 424)، وابن أبي الدنيا في الصمت (ح 169)، وفي الغيبة والنميمة (ح 30).
وهذا إسناد ضعيف، لجهالة الرجل من أهل البصرة.
أما حديث ابن عمر يرفعه بنحو حديث البراء وفي آخره ونظر ابن عمر يومًا إلى الكعبة فقال: ما أعظمك وأعظم حرمتك والمؤمن أعظم عند الله حرمة منك.
فأخرجه الترمذي (6/ 180 التحفة)، وأبو الشيخ في التوبيخ (ح 90)، والبغوي في شرح السنة (13/ 104) كلهم من طريق أوفى بن دلهم، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعًا.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلَّا من حديث الحسين بن واقد.
قلت: إسناده حسن من أجل أوفى بن دلهم قال في التقريب (ص 116): صدوق، وبقية رجال الترمذي ثقات.
وأما حديث ابن عباس رضي الله عنه مرفوعًا بنحو حديث البراء.
فأخرجه أبو الشيخ في التوبيخ (ح 91)، والعقيلي في الضعفاء (1/ 83)، والطبراني في الكبير (11/ 186)، وفي الأوسط: كما في مجمع البحرين (ق 103 ب)، وابن عدي في الكامل (6/ 51)، وابن المستوفي في تاريخ أربل (1/ 92) كلهم من طريق إسماعيل بن شيبة، عن أبي جريج، عن عطاء، عن ابن عباس مرفوعًا. =
= قال الهيثمي في المجمع (8/ 94): رواه الطبراني ورجاله ثقات.
قلت: فيه إسماعيل بن شيبة قال في الميزان (1/ 233): واه، وفيه عنعنة ابن جريج، وهو معدود ضمن أصحاب المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين، فالإسناد ضعيف جدًا.
وأما حديث بريدة رضي الله عنه قَالَ: صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الظهر يومًا ثم أقبل على الناس فقال: يا معشر من أسلم بلسانه ولم يدخل الإِيمان قلبه، لا تذموا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من طلب عورته يهتك ستره، وأبدى عورته ولو كان في جوف بيته.
فأخرجه الطبراني في الكبير (2/ 20)، في الأوسط: كما في المجمع (8/ 94)، وأبو الشيخ في التوبيخ (ح 92)، وأبو نعيم في الدلائل (ص 331)، والشجري في أماليه (2/ 215) كلهم من طريق رميح بن هلال، عن أبي بريدة، عن أبيه، به.
ورميح بن هلال قال عنه في الميزان (2/ 54): مجهول.
وأما حديث جابر مرفوعًا: بنحو حديث بريدة.
فأخرجه ابن المستوفي في تاريخ أربل (1/ 92) من طريق أبي الزبير، عن جابر وإسناده ضعيف لعنعنة أبي الزبير.
وأما حديث عبد الله بن مسعود مرفوعًا: يا معشر المسلمين لا تغتابوا المسلمين.
فأخرجه الخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 195).
وفي سنده يزيد بن مروان قال في الميزان (4/ 359): قال يحيى بن معين: كذاب، وقال الدارقطني: ضعيف جدًا، وقال أبو داود: ضعيف. اهـ. فأحسن أحواله الضعف الشديد.
وبحديث أبي برزة -الطريق الأولى منه- وحديث ابن عمر يرتقي حديث البراء إلى الحسن لغيره.