الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تَوَهّمها حكم به أو في غيرها، والصواب الذي ذكره عبد الغني، رحمه اللَّه تعالى، عن المطين، وذلك أني نظرت في "تاريخ المطين"، وهو نسخة جيدة في غاية الجودة، وهبها سقيمة، لم نحتج إلى النظر في أمرها؛ لذكر صاحب الترجمة في المجاورين قوله في الذين لا خلاف في وفاتهم سنة ثلاث ومائتين، ونص ما عنده: وفي جمادى الأولى سنة ثلاث ومائتين: يحيى بن آدم بفم الصلح، والوليد بن القاسم الهمداني، وأبو بدر شجاع بن الوليد، ومحمد بن بكر البُرساني، وفيها مات أبو داود الحفري، وفي جمادى الآخرة، وفيها مات أبو أحمد الزبيري في جمادى الأولى بالأهواز، وزيد بن الحباب أبو الحسين العكلي، ومُصعب بن المقدام الخثعمي، وأبو حيوة شريح بن يزيد الحمصي، وجابر بن نوح الحماني أبو بُشَيْر.
فهذا كما ترى ذكره في هذا العِقد، ولم أر أحدًا ذكر منهم واحدًا في سنة ثلاث وثمانين ومائة، إنما هم مذكورون أو غالبهم في سنة ثلاث ومائتين، واللَّه تعالى أعلم.
وفي قول المزي: ومن الأوهام:
923 - (س) جابر بن وهب الخَيْواني
(1)
عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص. والمحفوظ: وهب بن جابر، تابعًا في ذلك ابن عساكر في "الأطراف"، نظر؛ إذ لم يُبيِّنَا من هو الوَاهِمُ وفي أي موضع وقع، وذلك أن حديثه لم يقع إلا في "كتاب النسائي"، والذي في "كتاب النسائي الكبير" و"المجتبى" على الصواب: وهب بن جابر، واللَّه تعالى أعلم. فيُنظر.
924 - (د ت س) جابر بن يزيد بن الأسود السُّوائي
(2)
خرج ابن حبان حديثه في "صحيحه"، وذكره في جملة الثقات. وذكره مسلم في الطائفيين.
925 - (د ت ق) جابر بن يزيد الجُعْفي
(3)
(1)
انظر: تهذيب الكمال 4/ 464، تهذيب التهذيب 1/ 283.
(2)
انظر: التاريخ الكبير 2/ 210، الثقات 3/ 442، الجرح والتعديل 2/ 497، تهذيب الكمال 4/ 465، تهذيب التهذيب 1/ 283.
(3)
انظر: تهذيب الكمال 1/ 181، تهذيب التهذيب 2/ 46، تقريب التهذيب 1/ 123، خلاصة تهذيب الكمال 1/ 157، الكاشف 1/ 177، تاريخ البخاري الكبير 2/ 210، تاريخ البخاري الصغير 2/ 9، 10، الجرح والتعديل 1/ 497، ميزان الاعتدال 1/ 379، 497، لسان الميزان 7/ 188، الوافي بالوفيات 11/ 31، طبقات ابن سعد 6/ 346، البداية والنهاية 10/ 29.
قال ابن أبي خيثمة، عن يحيى بن معين: توفي سنة اثنتين وثلاثين ومائة. وقال ابن سعد: كان يدلس، وكان ضعيفًا جدًّا في رأيه وروايته.
وفي "كتاب أبي محمد ابن الجارود": ليس بشيء، كذاب. لا يُكتب حديثه. وقال السمعاني: يُعرف بالوايلي، بالياء المثناة من تحت، وكان من غلاة الشيعة.
وقال الجوزقاني: منكر الحديث. وقال أبو جعفر أحمد بن إبراهيم ابن أبي خالد في تاريخه المسمى بـ "التعريف بصحيح التاريخ": كان ضعيفًا، من الشيعة الغالية في الدين.
وفي كتاب "الضعفاء" لأبي القاسم البلخي، عن شعبة: ما رأيتُ أحدًا أصدق من جابر إذا قال: سمعت، وكان لا يكذب. قال أبو القاسم: وهو عندي ليس بشيء. وقال الميموني: قلت لخلف: قعد أحد عن جابر؟ فقال: لا أعلمه، كان ابن عيينة من أشدهم قولا فيه وفد حدث عنه، وإنما كانت عنده ثلاثة أحاديث. قلت: صحَّ عنه شيء أنه يؤمن بالرَّجْعَة؟ قال: لا، ولكنه من شيعة علي، وشعبة والثوري والناس يحدثون عنه، إلا أن هؤلاء ليس ممن يحدث عنه بتلك الأشياء، التي يجمع فيها قاسمًا وسالمًا وجماعة، هكذا سَبْعة، ثمانية بلى، أيش يحدث عنه بهذه الأشياء؟
قال: وسألت أحمد بن خداش عنه، فقلت: كان يرى التشيع؟ قال: نعم. قلت: يتهم في حديثه بالكذب؟ فقال لي: من طعن فيه فإنما يطعن لما يخاف من الكذب. قلت: أكان يكذب؟ قال: إي واللَّه؛ وذاك في حديثه بَيِّن إذا نظرت إليه.
وذكر أبو زرعة النصري في "تاريخه الكبير": سمعت أبا نعيم يقول لأبي بكر ابن أبي شيبة: لم يُختلف على جابر إلا في حديثيْن من حديثه. وقال البخاري: تركه ابن مهدي، وقال السَّعْدي: كذاب، وسألت أحمد بن حنبل عنه، فقال: تركه ابن مهدي فاستراح.
ولما ذكره الساجي في جملة الضعفاء قال: كذَّبه ابن عيينة. وقال العقيلي: كذبه سعيد بن جُبير، وقال زائدة: كان يَشتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال أبو الحسن الكوفي: كان ضعيفًا يغلو في التشيع، وكان يدلس في الحديث. وفي "كتاب المنتجالي": سُئل شريك عنه، فقال: ما له العدل الرضي؟ ما له العدل الرضي؟ ومد بها صوته. وقال جرير: كان يُرمى بالشَّعْبذَة. وقال أبو محمد ابن قتيبة في "مشكل الحديث": كان يمؤمن بالرجعة، وكان صاحب شُبهة ونيرنجات.
وقال عثمان ابن أبي شيبة: حدثني أبي، عن جدي، قال: كنت آتيه في وقت ليس فيه فاكهة، ولا قثاء، ولا خيار، قال: فيقول لي: يا شيبة انتظرني. ثم يذهب إلى بُسَيْتن له في داره، فيجيء بقثاء وخيار، فيقول: كُلْ، فواللَّه ما زرعت من هذا شيئًا قط.
ولما ذكر أبو العرب كلام شريك في جابر، قال: خالف شريك الناس في جابر، وقال عامر بن شراحيل الشعبي لجابر وداود بن يزيد الأودي: لو كان لي عليكما سلطان ثم لم أجد إلا الإبر، لشككتكما بها. وقال أبو بدر شجاع بن الوليد: كان جابر تهيج به مرة في وقت من السنة، فيهزي ويخلط في الكلام. قال أبو بدر: فلعل ما حُكي عنه وأنكر من كلامه كان في هذا الوقت.
وقال سلام ابن أبي مُطيع: حدثني جابر، قال: عندي خمسون ألفًا حدثني بها محمد بن علي وصي الأوصياء. وذكره البرقي في (باب من نسب إلى الضعف)، وقال: كان رافضيًّا، وقال: قال لي سعيد بن منصور: قال لي ابن عيينة: سمعت من جابر ستين حديثًا، وما أستحل أن أروي عنه شيئًا، يقول: حدثني وصي الأوصياء. وذكره ابن شاهين في جملة الضعفاء، ثم أعاد ذكره في المختلف فيهم، وقال: أقلّ ما في أمره أن يكون حديثه لا يحتج به، إلا أن يروي حديثًا يشاركه فيه الثقات، وإذا انفرد بحديث لم يعمل عليه لتفصيل سُفيان له. وقال أبو محمد ابن حزم في كتابه "المحلى": كذاب.
وقال أبو أحمد الحاكم: ضعَّفه إسماعيل ابن أبي خالد الأحمسي. وفي موضع آخر: يؤمن بالرجعة، اتهم بالكذب، تركه يحيى وعبد الرحمن، وجماعة سواهما من الأئمة. وفي "كتاب ابن الجوزي": كذبه أيوب ابن أبي تميمة السختياني، ووثقه الثوري.
وذكره يعقوب في (من يرغب عن الرواية عنهم، وكنت أسمع أصحابنا يضعفونهم). وقال ابن عبد البر في "الاستذكار": يتكلمون فيه، إلا أنهم أجمعوا على أن يُكتب حديثه، واختلفوا في الاحتجاج به.
وقال أبو داود، عن أحمد: لم يتكلم في جابر في حديثه، إنما تكلم فيه لرأيه. قال أبو داود: وليس هو عندي بالقوي في حديثه، وقال أبو حاتم ابن حبان: كان سبائيًا من أصحاب عبد اللَّه بن سبأ، وكان يقول إن عليًّا يرجع إلى الدنيا.
فإن احتج محتج بأن شعبة والثوري رويَا عنه، فإن الثوري ليس من مذهبه ترك الرواية عن الضعفاء، بل كان يؤدي الحديث على ما سمع؛ لأن يرغب الناس في كتبه الأخبار، ويطلبونها في المدن والأمصار، وأما شعبة وغيره من شيوخنا -رحمهم اللَّه
تعالى-، فإنهم رأوا عنده أشياء لم يصبروا عليها، وكتبوها ليعرفوها، فربما ذكر أحدهم عنه الشيء بعد الشيء على جهة التَّعَجُّب، فتداوله الناس بينهم، والدليل على صحة ما قلناه: ما أنبا به ابن فارس، قال: ثنا محمد بن رافع، قال: رأيت أحمد بن حنبل في مجلس يزيد بن هارون، ومعه "كتاب زُهير" عن جابر، فقلت له: يا أبا عبد اللَّه؛ تنهونَا عن حديث جابر وتكتبونه؟ قال: لنعرفه.
وزعم أبو إسحاق الصريفيني أن ابن حبان خرج حديثه في "صحيحه". فاللَّه أعلم. وفي "كتاب الساجي" عن يحيى بن معين: عجبًا لشعبة وسُفيان كيف حملا عنه! لا يكتب حديثه ولا كرامة.
قال الساجي: ثنا سلمة بن شبيب، ثنا الحميدي، عن ابن عيينة، قال: سمعت رجلا سأل جابر عن قوله تعالى: {فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي} [يوسف: 80]، فقال جابر: لم يجئ تأويلها بعد. فقال ابن عيينة: كذب. قلت: وما أراد بهذا؟ قال: الرافضة يقولون: إن عليًّا لا يخرجُ مع من يخرج من ولده حتى ينادي مُنادٍ من السماء: اخرجوا مع فلان. فيقول جابر: هذا تأويل هذا، ألا ترى أنه كان يؤمن بالرجعة.
وقال أبو داود الطيالسي: سمعت وكيعًا يقول: ما رأيت أحدًا أورع في الحديث من جابر ولا منصور.
أخبرني روح بن الفرج فيما كتب إليَّ، قال: سمعت أحمد بن صالح ذكر جابرًا فقال: إن حديثه ليعجبني، ما أعلم ترك الكتابة عنه إلا جرير وحده، وكلهم أكثر من حديثه، شعبة وسفيان إمامًا لهذا الأمر، وكان ابن عيينة كتب عنه، وسمع منه كلامًا فترك الكتابة عنه، ثم رجع بعد ذلك فكتب.
قال الساجي: لم يدع جابرًا ممَّن روى عنه إلا زائدة بن قدامة، فإنه تركه. وقال عبد الرحمن بن شريك: كان عند أبي عشرة آلاف مسألة عن جابر.
وذكر المزي روايته عن أبي الزبير، الرواية المشعرة عنده بالاتصال، وأبى ذلك البخاري، فقال في (كتاب القراءة خلف الإمام): لا يُدرى أَسَمِعَ جابر من أبي الزبير أم لا. وفي "كتاب ابن عدي": جاء رجل إلى أبي حنيفة، فقال: ما ترى في الأخذ عن الثوري؟ فقال: اكتب عنه ما خلا حديث أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي، وحديث جابر الجعفي.
وقال ثعلبة: أردت جابر الجعفي، فقال لي ليث ابن أبي سليم: لا تأته فإنه كذاب.