الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مات في سنة عشرين ومائة، ذكره ابن حبان في كتاب "الثقات". وذكر المزي روايته عن أبي بن كعب، وطلحة بن عُبيد اللَّه، الرواية المشعرة عنده بالاتصال.
وفي "كتاب ابن أبي خيثمة": سُئل يحيى بن معين عن حديث حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن الجارود ابن أبي سَبْرة، قال: أُبي بن كعب. فقال: مرسل. وقال ابن خلفون في كتاب "الثقات": روى عن أُبي بن كعب وطلحة، ولم يسمع منهما.
وذكر المزي في الرواة عنه: ربعي بن عبد اللَّه بن الجارود، وهو غير جيد؛ لأن المعروف أنه يروي عن عمرو ابن أبي الحجاج، عن الجارود، كذا ذكره غير واحد من العلماء، وهو قد ذكر حديثًا من جهة الطبراني، كما قلناه، فرد بنفسه على نفسه، واللَّه أعلم. وفي كتاب "الجرح والتعديل" عن الدارقطني: بصري ثقة.
932 - (ت س) الجارود بن المعلى، يقال: ابن العلاء
(1)
كذا ذكره المزي، وفي "كتاب ابن حبان": المعلى أصح. وفي "كتاب الحاكم": قدم المعلى على العلاء. روى عنه عبد اللَّه بن عمرو. ذكره ابن قانع، وكناه الطبراني: أبا المنذر، وذكر أنه روى عنه: مُطرف بن عبد اللَّه بن الشخير، ويزيد بن عبد اللَّه، والهيثم.
وقال العسكري: أُمّه شيبانية، وهو من قوم يُعرفون ببني هند، وسُمي الجارود؛ لأنه أصاب إبل قومه وباء، ففرَّ بإبله إلى أخواله بني شيبان وبإبله داء، فهلكت إبل بني شيبان وفشت في بكر بن وائل كلها، فقال الشاعر:[الطويل]
كما جَردَ الجارودُ بكرَ بْنَ وائلٍ
وفي ربيعة في النمر بن قاسط آخر يُسمى: الجارود، واسمه أوس بن قيس. سماه علي بن أبي طالب، وكان صحبه وليس بهذا.
والأول يُعرف بالجارود بن المُعلى، وله ابن يقال له: المنذر بن الجارود، من سادات ربيعة بالبصرة، ولاه على فارس، وابنه الحكم بن المنذر بن الجارود الذي يقول فيه المشاعر:[الرجز]
يَا حَكَمَ بْنَ الْمُنْذِرِ بْنِ الجَارُودْ
…
سُرَادِقُ الْمَجْد عَلَيْكَ مَمْدُودْ
حبسه الحجاج، وقَتَلَ عبد اللَّه بن الجارود العبدي أخا المنذر بن الجارود، وصلبه
= الوافي بالوفيات 11/ 35، الثقات 4/ 114.
(1)
انظر: التاريخ الكبير 2/ 326، الثقات 3/ 59، الجرح والتعديل 2/ 525، تهذيب الكمال 4/ 479، تهذيب التهذيب 1/ 288.
برسقباد. ولما ارتدت ربيعة بالبحرين، ثبت الجارود على الإسلام بمن أطاعه ونزل البصرة، روى عنه أبو العلاء.
وقال ابن سعد: كان شريفًا في الجاهلية، وكان نصرانيًّا، ولمَّا أسلم حَسُن إسلامه، وكان غير مغموص عليه، ولما ارتد قومه قام فيهم وقال:
رَضِينَا بدين اللَّه في كل حادث
…
وباللَّه والرحمن نرضى به رَبَّا
ووجه الحكم ابن أبي العاص الجارود يوم سُهْرَك، فقتل في عقبة الطين سنة عشرين، قال: ويقال لها اليوم: عقبة الجارود.
وكان ابنه المنذر سيدًا جوادًا، ولاه علي بن أبي طالب إصطخر، فلم يأته أحد إلا وصله. وولاه عُبيد اللَّه بن زياد ثغر الهند، فمات سنة إحدى وستين، أو أول سنة اثنتيْن وستين، وهو يومئذ ابن ستين.
وقال ابن إسحاق: قدم على النبي صلى الله عليه وسلم سنة عشر. قال أبو عمر: أخشى أن يكون أحد كُنيَتيْه وَهْمًا، يعني: أبا عتاب، ويقال: أبو غياث. وسُمي الجارود؛ لأنه أغار في الجاهلية على بكر بن وائل فأصابهم وجردهم، وقد ذكر ذلك المفضل العبدي، فقال:[الطويل]
وَدُسْنَاهُمْ بِالْخَيْلِ مِنْ كُلّ جَانِبِ
…
كَمَا جَرّدَ الْجَارُودُ بَكْرَ بْنَ وَائِلِ
فغلب عليه الجارود وعُرف به، قَدم على النبي صلى الله عليه وسلم سنة تسع، وأسلم، وكان قدومه مع المنذر بن ساوي، ومن قوله لما أسلم:[الطويل]
شهدت بأن اللَّه حق وسارعت
…
بنات فؤادي بالشهادة والنَّهْض
فأبلغ رسول اللَّه عني رسالة
…
بأني حنيف حيث كنت من الأرض
قُتل بفارس، وقيل: بنهاوند مع النعمان بن مقرن. وفي كتاب "الدلائل" للبيهقي: أنشد الجارود لما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم: [الخفيف]
يا نبي الهدى أتتك رجال
…
قطعت فدفدًا وإلا فلا
وطوت نحوك الصحاصح طير الانحال
…
الكلال فيك كلا لا
كل دهماء يقصر الطرف عنها
…
أرقلتها قلاصنا إرقالا
وطوتها الجياد يجمح فينا
…
بكماة كالنجم يتلألا
تبتغي دفع بأس يوم عبوس
…
أوجل القلب ثم هالا
فقربه النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: "يا جارود؛ لقد تأخر قومك الموعد وطال عليهم الأمد. فقال: واللَّه يا رسول اللَّه، لقد أخطأ من أخطأك قصده، وعدم رشده،