الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الثقات، وخرج حديثه -أعني: ابن شبل الصغير- في "صحيحه". وفي كتاب "الجرح والتعديل" للباجي، وذكر قول الكلاباذي: ويقال: ابن شبل الحارث بن شبل بصري ضعيف، وابن شبيل كوفي ثقة. واللَّه تعالى أعلم.
وقال يعقوب بن سفيان: الحارث بن شبل مجهول، لا يُعرف.
1084 - (م مد س) الحارث بن عبد اللَّه ابن أبي ربيعة، عمرو بن المغيرة المخزومي المكي، المعروف بـ (القُباع). ويقال: الحارث بن عبد اللَّه بن عياش ابن أبي ربيعة
(1)
قال ابن منده: استسلف منه النبي صلى الله عليه وسلم، وهو وَهْم، رواه عبد اللَّه بن عبد الصمد، عن القاسم الجرمي، عن إسماعيل بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحارث؛ ورواه أصحاب الثوري، عن إسماعيل بن إبراهيم بن عبد اللَّه ابن أبي ربيعة، عن أبيه، عن جده. والصواب: ما رواه ابن المبارك، وقبيصة، وأصحاب الثوري، عن الثوري، عن إبراهيم بن إسماعيل ابن أبي ربيعة، عن أبيه، عن جده، وكذلك رواه وكيع، وبشر بن عمر، وابن أبي فديك في آخرين، عن إبراهيم بن إسماعيل، عن أبيه، عن جده؛ وذِكرْ الحارث في هذا الحديث وَهْم، ذكره أبو نعيم أيضًا بمعناه.
ولما ذكره أبو القاسم البغوي في جملة الصحابة، ذكر له حديث (السارق)، وقال: وهذا الحديث أخرجه هارون بن عبد اللَّه في "المسند"، ولا أحسب للحارث صحبة. وذكره في الصحابة أيضًا: ابن فتحون، وابن جرير في الطبقة الأولى من قُراء أهل المدينة.
وفي "كتاب المبرد": كان الحارث جبانًا، وفيه يقول بعضهم: لما ندب لقتال الخوارج فخرج: [الرجز]
إِنِ الْقُبَاعَ سَار سَيْرًا نكرا
يَسِيرُ يومًا وَيُقِيمُ شَهْرا
وقال آخر: [الرجز]
إن القباع سار سَيْرًا مَلْسا
…
بين دَبَاها ودبيري خمسا
(1)
انظر: تهذيب الكمال 1/ 214، تهذيب التهذيب 2/ 144، تقريب التهذيب 1/ 141، خلاصة تهذيب الكمال 1/ 183، الكاشف 1/ 195، تاريخ البخاري الكبير 2/ 273، الجرح والتعديل 3/ 77، أسد الغابة 1/ 399، تجريد أسماء الصحابة 1/ 103، الإصابة 2/ 195، الوافي بالوفيات 11/ 374، سير الأعلام 4/ 181، 182، الثقات 4/ 129.
قال أبو العباس: وإنما سُمي القباع؛ لأنه تولى البصرة فغيَّر على الناس مكايلهم، فتظر إلى مكيال صغير في مرآة العين قد أحاط بدقيق استكثره، فقال: إن مكيالكم هذا لقباع، والقباع: الذي يُخفى أو يَخفي ما فيه.
وأنشد المزي لأبي الأسود:
أمير المؤمنين أبا بكير
…
أرضنا من بقاع بني المغيره
وهو غير جيد. . . .، وأنمثمده المبرد وغيره، فينظر. وفي "تاريخ البخاري": هو والد عبد الرحمن.
وذكره ابن حبان في جملة الثقات، وخرج حديثه في "صحيحه". وقال ابن سعد: كان قليل الحديث، ذكره في الطبقة الأولى من المكيين.
وفي كتاب "السنن" لأبي بكر الأثرم الحافظ: عن يوسف بن مهران: أن أم الحارث لما ماتت، وكانت نصرانية، سأل ابن عمر، فقال: أحسن ولايتها، وكفنها، واتبعها، ولا تُصلّ عليها، ولا تقم على قبرها. وفي "تاريخ دمشق" عن الشعبي: ماتت أم الحارث وهي نصرانية فشهدها، فشيَّعها ناس من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم.
قال أبو القاسم: وذكره يحيى بن معين في تابعي أهل مكة.
وقال خليفة: أُمّه فراسية. قال أبو القاسم: وقد حدث الحارث عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا أدري سماع أو غير سماع، وفيه يقول الفرزدق:[الطويل]
أَحارِثُ داري مَرَّتَينِ هَدَمتَها
…
وَكُنتَ ابنُ أختٍ لا تُخاف غَوائِلُه
وَأَنتَ امرُؤٌ بَطحاءُ مَكَّةَ لَم يَزَل
…
بِها مِنكُمُ مُعطي الجَزيلِ وَفاعِلُه
قال: وتزوج رجل من الموالي امرأة من العوب، ففرَّق الحارث بينهما وهدم داره، فأتى المولى ابن الزبير، فقال:[مجزوء الكامل]
هَذَا مُقَامُ مُطَرَّدٍ
…
هُدِمَتْ مَسَاكِنُه وَدُورُهْ
رَقا عَلَيْهِ عُداتُه
…
ظلمًا فَعَاقَبَهُ أَمِيرُهُ
في أن شربت بخمر ماء
…
كان محلالا غديره
فكتب إليه، أن يردها إليه.
قال: وجلد الحارث مرة بن محكان السعدي في بعض أحداثه، وكان يقطع الطريق، فقال مرة:[الطويل]
عَمَدتَ فَعاقَبتَ امرءًا كانَ ظالِمًا
…
فَأَلهَبَ في ظَهري القِباع وَأَوقَدا