الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فيها، فما اشتكاها حتى الساعة.
وكذا ذكره أبو أحمد العسكري في كتاب "شرح التصحيف"، وهو غير كتاب "التصحيف". وذكر الطبراني في "المعجم الكبير": أن صاحب حديث الفخذ كان من أهل الصُّفَّة، وأن النبي صلى الله عليه وسلم جلس يومًا عندهم وفخذه مكشوفة. وذكر له حديث النفث في اليد أيضًا. وقال ابن قانع: هو جرهد بن عبد اللَّه بن رزاح.
وفي "كتاب الوزير المغربي"، و"الجمهرة" للكلبي: جرهد كان شريفا. وكذا قاله ابن سعد، وأبو عبيد القاسم ذكره. وفي "كتاب ابن حبان": جرهد بن خويلد بن غيرة بن زهير بن رزاح بن عدي، مات بالمدينة في ولاية معاوية ابن أبي سفيان. وفي "كتاب البغوي": بقى إلى زمن معاوية.
وفي كتاب "الصحابة" لمحمد بن جرير الطبري: أهل الأنساب ينسبونه: جرهد بن رزاح بن عدي بن سهل بن مازن، ومات بالمدينة في أول خلافة يزيد بن معاوية وآخر خلافة معاوية. وقال ابن سعد: مات في آخر خلافة معاوية ابن أبي سفيان.
959 - جرير بن حازم بن زيد العتكي، وقيل: الجهضمي
(1)
كذا قاله المزي، وفيه نظر؛ لأن مولاه حماد بن زيد جهضمي من غير تردد، قاله هو وغيره. وفي كتاب "المثالب" لأبي عبيدة معمر بن المثنى: كان من علية المحدثين حفظًا وعلمًا وذكاءً، وكان أبوه عبدًا للجهاضم، قال الشاعر يخاطبه في أبيات:
يا جرير بن حازم
…
يا دعي الجهاضم
وقال الدوري: سألت يحيى عن جرير وأبي الأشهب، فقال: جرير أحسن حديثًا وأسد. وقال أبو سلمة موسى بن إسماعيل: ما سمعت حماد بن سلمة يعظم أحدًا تعظيمه جرير بن حازم. وفي سؤالات مهنا عن أبي عبد اللَّه أحمد بن حنبل: هو كثير الغلط.
ولما ذكره ابن حبان في جملة الثقات قال: كان يخطئ؛ لأن أكثر ما كان يحدث من حفظه، وكان شعبة يقول: ما رأيت بالبصرة أحفظ من رَجُليْن: هشام الدَّسْتوائي،
(1)
انظر: تهذيب الكمال 1/ 187، تهذيب التهذيب 2/ 69، تقريب التهذيب 1/ 127، خلاصة تهذيب الكمال 1/ 162، الكاشف 1/ 181، تاريخ البخاري الكبير 2/ 213، تاريخ البخاري الصغير 2/ 25، 181، الجرح والتعديل 1/ 136، 2/ 2079، ميزان الاعتدال 1/ 392، لسان الميزان 7/ 189، مقدمة الفتح 394، طبقات الحفاظ 85، الوافي بالوفيات 11/ 77، سير الأعلام 7/ 98، الشذرات 1/ 270، طبقات ابن سعد 6/ 373، 7/ 286، الثقات 6/ 144.
وجرير بن حازم، وكأنَّ مولده كان سنة ثمان وثمانين، ومات سنة سبعين، وقيل: سنة سبع وستين ومائة.
وفي "تاريخ بغداد" للخطيب: عن أحمد بن المقدام العجلي: مات جرير بن حازم أول سنة سبع وسبعين، ومات حماد بن زيد في آخرها. وقال أبو عبيد اللَّه المرزباني: توفي في صدر الدولة الهاشمية، وكان يُرمى في دِينه. زاد في الكتاب "المستنير": كان يُرمى بمذهب السمنية وهو من شعب الإلحاد.
وذكر الخوارزمي في كتابه التاريخ: أن السُّمنية هم أعراب أصحاب سمنى، يقولون بقدم الدهر، وبتناسخ الأرواح، وأن الأرض تهوي سفلا، ويقال لهم أيضًا: الصبأة، وبقاياهم بحران والعراق، ويزعمون أن برداست كان قديمًا، وبقاياهم على الحين بالصين والهند.
وقال أبو يحيى زكريا بن يحيى الساجي: صدوق حدَّث بمصر أحاديث وَهِمَ فيها، وهي مقلوبة، حدثني حسين، عن الأثرم، قال: قال أحمد بن حنبل: جرير بن حازم حدث بالوَهْم بمصر، لم يكن يحفظ.
حدثت عن عبد اللَّه بن أحمد، قال: سألت أبي عن جرير بن حازم وأبي الأشهب، فقال: جرير زينته خصال، كان صاحب سُنة، وعنده من الحديث أمر عظيم. وذُكر عن أحمد أيضًا أنه قال: روى عن أيوب عجائب، وذكر له قول حماد بن زيد: جرير أحفظنا، فتبسم. قال: ولكنه بأخرة.
وقال يحيى بن معين: كان أفهم من أبي الأشهب، وكان شاعرًا، حدثني عبد اللَّه بن خراش، ثنا صالح، عن علي بن المديني، قال: قلت ليحيى بن سعيد: أبو الأشهب أحب إليك أم جرير بن حازم؟ قال: ما أقربهما، ولكن كان جرير أكثرهما، وكان يَهِمُ في الشيء، وكان يقول في حديث التَّصنُّع: عن جابر، عن عمر؛ ثم جعله بعد ذلك: عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
حدثت عن عبد اللَّه بن أحمد، قال: وحدثني أبي، عن عفان، قال: راح أبو جزي نصر بن طريف إلى جرير يشفع لإنسان بحديثه، فقال جرير: ثنا قتادة، عن أنس، قال:"كَانَتْ قَبِيعَةُ سَيْفِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ فِضَّةٍ".
فقال أبو جَزي: كذبت، ما حدثناه قتادة إلا عن سعيد ابن أبي الحسن. فقال أبي: القول قول أبي جزي، وأخطأ جرير.
حدثني أحمد بن محمد، ثنا المُعَيْطي، قال: سمعت جرير بن حازم يتناول علي بن أبي طالب، وأخبرت أن يزيد بن حازم، يعني: أخاه، كان يقول مقالته.
قال الساجي: وجرير بن حازم ثقة. ولما ذكره العقيلي في جملة الضعفاء قال: قال يحيى بن معين: ضعيف في قتادة، روى عنه مناكير، وكان تَغير بأخرة.
وفي كتاب "الثقات" لابن خلفون: قال أبو الفتح الأزدي: جرير بن حازم امرؤ صدوق، خرج عنه بمصر أحاديث مقلوبة، ولم يكن بالحافظ، حمل رشدين وغيره عنه مناكير. وفي كتاب "العلل" للترمذي عن البخاري: ربما يَهِمُ في الشيء، وهو صدوق. وقال أحمد بن صالح المصري، والبزار في "مسنده": ثقة.
وفي "كتاب الآجري": سمعت أبا داود يقول: أصحاب جرير يتشيَّعون، وكان مولده في قرية من قرى الري.
وقال ابن سعد: كان ثقة، إلا أنه اختلط في آخر عمره. وفي "تاريخ البخاري": مات آخر سنة سبعين.
وفي "وفيات" ابن قانع: وُلد سنة خمس وثمانين. وذكره ابن شاهين في جملة الثقات.
ووقع في "تاريخ الخطيب"، عن أحمد بن المقدام العجلي، قال: مات جرير بن حازم أول سنة تسع وسبعين، ومات حماد بن زيد في آخرها. انتهى. فتبيَّن بوفاة حماد توضيح التسع وأنه ليس وَهْمًا من سبع.
وفي قول المزي: قال الكلاباذي: حكى عنه ابنه أنه قال: مات أنس سنة تسعين وأنا ابن خمس سنين، ومات جرير سنة سبعين ومائة، نظر، يتبيَّن لك. . . . ما ينقل من "كتاب الكلاباذي" إلا بواسطة، بيانه: قال الكلاباذي: حكى ابنه وهب عنه أنه قال: مات أنس سنة تسعين وأنا ابن خمس سنين، ومات جرير سنة سبع ومائة.
قال البخاري: حدثني سليمان بن حرب ومحمد بن محبوب بهذا، زاد محمد: وقال: في آخرها. فهذا كما ترى ليس للكلاباذي فيه إلا النقل عن البخاري، مع إخلال المزي قوله: في آخرها، ولو له نظر في "تاريخ البخاري" لوجده ذكره كما ذكره الكلاباذي، لم يغادر حرفًا. وفي كتاب "المختلف والمؤتلف" لأبي القاسم الحضرمي: كان له فنون الناس، أدخلوه فيها لما اختلط، فلم يخرجوه حتى مات.
وذكره أبو العرب في جملة الضعفاء، وذكر عن أحمد بن حنبل له أشياء يُسندها عن