الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قَالَ: "لِيَضَعْ عُثْمَانُ حَجَرَهُ إِلَى جَنْبِ حَجَرِ عُمَرَ"، ثُمَّ قَالَ:"هَؤُلاءِ الْخُلَفَاءُ مِنْ بَعْدِي"
(1)
. وهذا لم يتابع عليه؛ لأنَّ عُمَرَ وعليًّا قالا: "لَمْ يَسْتَخلف النبيّ صلى الله عليه وسلم". نظر؛ من حيث إن البخاري لم يقل هذا ولا نقله عنه أحد فِيمَا رأيت، والذي في تاريخيه "الكبير والصغير": حَشْرَجُ بن نباتة، قال: سمعت سعيد بن جمهان، عن سفينة أن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر، وعمر، وعثمان رضي الله عنهم:"هَؤُلاءِ الْخُلَفَاءُ بَعْدِي". وهذا لم يتابع عليه؛ لأنَّ عمرَ وعليًّا رضي الله عنهما قالا: لم يستخلف النبي صلى الله عليه وسلم. وهكذا نقله عنه أبو أحمد ابن عدي وغيره، ولم يغادروا حرفًا، والشيخ يشتغل عن هذا وأمثاله أَعجابًا منه بِمَا يحصل له من موافقة أو علوٍّ، وهو لعمري جيد له كان مجد لغيره، وكان الأوْلَى بِهِ أَنْ يخرج ما حصل له من ذلك في مشيخة أو ما يناسبها؛ فهو الأليق من ذِكْرِه في هذا الكتاب الذي وضع لما وضع له، والحمدُ للَّه على فَضْلِه، وإِنَّمَا كثرت من ذكر هذا الكلام؛ لأنَّهَا نفثة مصدور.
1389 - (د س) حصن بن عبد الرحمن، ويُقال: ابن محصن
(2)
في "كتاب الصريفيني": حصين بن حبَّان التَّرَاغمِيُّ نسبه إلى تُرَاغِم، واسمه: مالك بن معاوية بن ثعلبة بن عقبة بن السكون بن أشرس بن ثور -وهو كِندة- الكندي، وأبو حذيفة الدمشقي.
قال أبو حاتم بن حبَّان في كتاب "الثقات": حصن بن عبد الرحمن من أهل دمشق، أخبرني رجل من ولد سلمة بن العيار بدمشق، أنه سلمة بن العيار بن حصن الذي روى عنه الأوزاعي، وخرَّج حديثه في "صحيحه".
وفي كتاب "الجرح والتعديل" عن الدارقطني: يعتبر به، وفي "كتاب الصريفيني": له ثلاثة أحاديث.
والذي نقل الْمِزِي، عن ابن حبَّان:(حصن هذا هو ابن عبد الرحمن التراغمي من أهل دمشق، جد سلمة بن العيار، له حديثان غير هذا) لم أره، والذي رأيت فيه ما ذكرته قبل، على أن الْمِزِّي في هذا معذور؛ لأنَّه إِنَّمَا نقله بوساطة، وكأنَّه لم ينقله من أصل "كتاب ابن حبَّان"، والمصنفون من عادتهم أَنْ يذكروا من كلام بعض الأشخاص
(1)
أخرجه نعيم بن حماد 1/ 107، رقم 258 وابن عدي 7/ 256، ترجمة 2157، وابن عساكر 30/ 218.
(2)
انظر: تهذيب الكمال 6/ 509، تهذيب التهذيب 2/ 326.
لفظًا يُناسب تصنيفهم ويُسقطون ما لا يناسبه، وربَّمَا ذكروه بالمعنى؛ فالنقل من غير أصل يتأتى فيه الخلل، واللَّه تعالى أعلم.
وقول الْمِزِّي أيضًا: قال البخاري: حصن، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا
(1)
" أو: "عَلَى الْمُقْتَتِلِينَ أَنْ يَنْحَجِزُوا من الدِّية الأولَى فَالأولى وإِنْ كَانَتِ امْرَأَةً
(2)
".
روي عن الوليد، عن الأوزاعي، وقال يحيى بن أبي كثير: عن أبي سلمة، عن أبي هريرة في الدية، وروى محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ
(3)
". انتهى، يحتاج إلى تأمُّل؛ فإن الذي في البخاري يخالف بعض هذه الألفاظ، قال البخاري ومن تاريخه أنقل: حصن عن أبي سلمة، عن عائشة عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا"، و"عَلَى الْمُقْتَتِلِينَ أَنْ يَنْحَجِزُوا من الَدِّية الأولَى فَالأولى وَإنْ كَانَتِ امْرَأَةً".
حدَّثناه علي عن الوليد، عن الأوزاعي، وقال يحيى بن أبي كثير: عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في الدية، وقال محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أَبِي هريرة قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ". انتهى.
فهذا كما تَرى فيه زيادة ألفاظ لا يتأتى مقصود البخاري وغيره إلا بِهَا.
وقول الْمِزِّي: ذكره البرديجي في الطبقة الثالثة من "الأسماء المفردة". تابعًا ابن عساكر، وأغضيا كلاهما على ذلك، وليس جيدًا، لأنه ليس بفرد في هذه الطبقة؛ لمشاركة جماعة له؛ منهم حصن بن أبي بكر أبو رياح الباهلي، الراوي عنه موسى بن إسماعيل ومغيرة بن سلمة البصري في التسمية، ذكره البخاري، وحصين بن نافع المازني البصري، يروي عن الحسين بن أبي الحسن حديثين أو ثلاثة، ليس به بأس،
(1)
أخرجه الطيالسي ص 277، رقم 2084، وأحمد 9813، رقم 11960، والبخاري 1/ 52، رقم 108 ومسلم 1/ 10، رقم 2، والترمذي 5/ 35، رقم 2660 وقال: حسن صحيح. والنسائي في الكبرى 3/ 458 رقم 5914، وابن ماجه 1/ 13، رقم 32.
(2)
أخرجه أبو داود 4/ 183، 4538، والنسائي في الكبرى 4/ 231، رقم 6991، والبيهقي 8/ 59، رقم 15849، وأخرجه أيضًا: البخاري في التاريخ الكبير 3/ 118.
(3)
أخرجه أحمد 1/ 76، رقم 568، والترمذي 4/ 538، رقم 2281، والحاكم 4/ 434، رقم 8184. وأخرجه أيضًا: الدارمي 2/ 168 رقم 2145 وعبد بن حميد ص 58 رقم 86، والبزار 2/ 209، رقم 594، والضياء 2/ 190 رقم 570.