الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فرأيته يكتب، ثم ينفخ فيه ليجف.
وسمعت يحيى يقول: لم يكن أحد يكتب عند أيوب إلا حماد.
قال أبو بكر: قال أبي ويحيى بن معين: كان حماد يُخطئ في هذا الحديث -يعني- حديثه عن أبي حازم عن سهل بن سعد أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إِذَا بَلَغَ الْعَبْدُ سِتِّينَ سَنَةً، فَقَدَ أَعْذَرَ اللَّهُ إِلَيْهِ منَ الْعُمُرِ"
(1)
.
وقال عبيد اللَّه بن عمر: أخطأ في حديثه، عن أيوب، عن حميد بن هلال أو غيره، قال: أريت زيد بن صوحان يوم الجمل، ثناه عبد الوارث وابن علية، عن أيوب، عن غيلان بن جرير بنحوه. قال عبيد اللَّه: وغيلان الصواب.
قال عبيد اللَّه: وسمعت حَمَّادًا يقول: كان الرجل يموت فيجيئني أيوب فيقول: قد مات فلان فأحضر جنازته، ويموت الرجل فأريد أن أذهب إلى جنازته فيقول لي أيوب: اذهب إلى سوقك. وسمعت عبيد اللَّه بن عمر يقول: مات حماد في آخر سنة تسع وسبعين. قال عبيد اللَّه: مات لسبع مضين من شهر رمضان.
وفي هذه الطبقة شيخ يُقال له:
1505 - حَمَّاد بن زيد بن مسلم، أبو يزيد البصري
(2)
روى عن التابعين، ذكره ابن حِبَّان في "الثقات".
1506 - وحماد بن زيد، المكتب
(3)
من أهل المدينة كان مِنْ أَفاضل الناس سمع تصانيف النعمان وحدَّث عنه، ذكره أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" ذكرناهما للتمييز.
1507 - (خت م 4) حَمَّاد بن سلمة بن دينار، أبو سلمة، البصري بن أبي سلمة، الخزاز، مَوْلى ربيعة بن حنظلة، ويُقال: مَوْلَى قريش، ويُقال: مولى حميري بن كرامة
(4)
(1)
أخرجه الروياني 2/ 217، رقم 1068، والطبراني 6/ 183، رقم 5933 قال الهيثمي 10/ 206: رجاله رجال الصحيح. وأخرجه أيضًا: أبو نعيم في الحلية 6/ 265، والحاكم 2/ 464، رقم 3601، وقال: صحيح على شرط الشيخين. ووافقه الذهبي.
(2)
انفرد بترجمته صاحب الإكمال.
(3)
انفرد بترجمته صاحب الإكمال.
(4)
انظر: تهذيب الكمال 5/ 321، تهذيب التهذيب 3/ 11، تقريب التهذيب 1/ 197، خلاصة تهذيب =
كذا ذكره المزيّ، وفيه نظر؛ من حيث إن حميري بن كرامة من بني حنظلة بن مالك، ذكر ذلك أبو الوليد الوقشي في "فوائده المجموعة على كتاب مسلم". وقال ابن حبان في كتاب "الثقات": مولى حميري بن كرامة من بني تميم. فعلى هذا مخالفته من قوله: من بني ربيعة، ومن حميري غير جيد واللَّه أعلم.
وفي قول المزي عن ابن حِبَّان: وقد قيل: إِنَّه حميري نظر إِنَّما هو: وقيل مولى حميري، يعني: ابن كرامة المذكور أولا، واللَّه تعالى أعلم، وهو ابن أخت حميد الطويل.
قال ابن حِبَّان: سئل عبد اللَّه بن المبارك عن مسائل بالبصرة فقال: ائت معلمي. قيل ومَنْ هُو؟ قال: حماد بن سلمة.
وخرج هو وأبو عوانة الإسفرائيني، والدارمي، وابن الجارود، والطوسي، والحاكم حديثه في "صحاحهم". وذكر الزمخشري في "ربيع الأبرار" أن أبا ثور قال: بين حماد بن سلمة وابن زيد كما بين أبويهما في الصرف.
وذكر أبو سعيد الحسن بن عبد اللَّه بن المرزبان السيرافي في كتاب "أخبار النحويين" قال اليزيدي: يمدح نحوي بالبصرة ويهجو الكسائي وأصحابه من أبيات: [السريع]
يا طالب النحو ألا فابكه
…
بعد أبي عمرو وحماد
قال أبو سعيد: وحَمَّاد -فيما أظن- هو حَمَّاد بن سلمة؛ لأني لا أعلم في البصريين من ذكر عنه شيء من النحو إلا حماد بن سلمة.
ومن ذلك ما ثنا أبو مزاحم، ثنا ابن أبي سعد، ثنا مسعود بن عمرو، حدَّثني علي بن حميد قال: سمعت حَمَّاد بن سلمة يقول: من لحن في حديثي فقد كذب عليَّ.
وثنا أبو مزاحم، ثنا ابن أبي سعد، ثنا مسعود، ثنا ابن سلام قال: قلت ليونس: أيما أسن أنت أو حماد بن سلمة؟ قال: هو أَسن مِنِّي، ومنه تعلمت العربية.
وذكر نصر بن علي قال: كان سيبويه يَسْتملي على حَمَّاد، فقال حماد يومًا: قال
= الكمال 1/ 252، الكاشف 1/ 251، تاريخ البخاري الكبير 3/ 22، لسان الميزان 7/ 203، الثقات 6/ 216، طبقات ابن سعد 9/ 53، مقدمة الفتح 399، البداية والنهاية 10/ 150، الحلية 6/ 249، الثقات 6/ 216، الوافي بالوفيات ج 13، ص 145 رقم 153 مجمع 2/ 127.
رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَا أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِي إِلا وَقَدْ أَخَذْتُ عَلَيْهِ لَيْسَ أَبَا الدَّرْدَاءِ". فقال سيبويه: ليس أبو الدرداء. فقال حماد: لحنت يا سيبويه. فقال سيبويه: لا جرم لأطلبن علمًا لا تلحنني فيه أبدًا.
وفي كتاب "التصحيف" لأبي أحمد: عن الأصمعي قال: كنت عند شعبة فأتاه حماد، فقال شعبة: هذا الفتى الذي وصفته لك يعنيني، فقال لي حماد: كيف تروي: [الطويل]
أُولَئِكَ قَوْمٌ إِنْ بَنَوا أَحْسَنُوا الْبِنا
…
وإِنْ عَاهَدُوا أَوْفَوا وإِنْ عَقَدُوا شَدُّوا
فقلت: البنا. فقال حماد لشعبة: أليس كما روى؟ فقلت: كيف تنشده يا عم؟ فقال: البُنا، سمعت أَعرابيًّا يقول: بَنى يَبْني بِناءً من الأبنية، وبَنى يَبْنو بُنا من الشرف: فقال الأصمعي: مكثت بعد ذلك أتوقى حَمَّادًا أن أنشده إلا ما أتقنه.
وقال ابن القَطَّان: هو أحد الأثْبَات في الحديث، ومتحقق بالفقه، ومن أصحاب العربية الأول.
وذكره أبو الطيب عبد الواحد في "مراتب النحويين" هو وابن زيد وجرير بن حازم في جملة الآخذين عن الخليل، قال: وابن سلمة أخذ أيضًا عن عيسى بن عمر قبله ولما ذكره ابن عمر قبله.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب "الثقات" نسبه سلميًّا، قال: وقال أبو الفتح الأزدي: هو إمام في الحديث وفي السُّنَّة صَدوق حُجَّة، من ذكره بشيء وإِنَّه يريد شينه، وهو مُبرأ منه. وكان ابن مهدي يقول: حماد بن سلمة أفضل من سفيان ومنهم كلهم.
وقال السَّاجي: كان رجلا حافظًا ثِقةً مأمونًا لا يطعن عليه إلا ضال مُضل، وكان الثوري يُشبه حماد بن سلمة بعمرو بن قيس الملائي. وقال حَجَّاج بن مِنْهال: حماد بن سلمة، وكان من أئمة الدين.
وقال أبو إسحاق الحربي: كُنَّا عند عَفَّان فقال له رجل: حدَّثك حماد؟ قال: ومَنْ حَمَّاد؟ قال: ابن سلمة قال: ويلك لا تقول أمير المؤمنين. وقال وهيب: وكان حَمَّاد بن سلمة سيدنا وأعلمنا.
وقال أحمد بن صالح: أثبت الناس في حماد عفان وبهز وحبان بن هلال. وقال أبو طالب عن أحمد: أثبت الناس في حميد حماد بن سلمة، سمع منه قديمًا، وهو أثبت في حديث ثابت من غيره. وفي رواية الميموني: هو في ثابت أثبت من معمر.
وفي رواية حجَّاج بن الشاعر عن أحمد: حَمَّاد بن سلمة أعلم الناس بثابت.
وفي "الخلافيات" للبيهقي: هو أحد أئمة المسلمين، إِلا أنه لَمَّا طعن في السن ساء حفظه.
فلذلك ترك البخاري الاحتجاج بحديثه، وأَمَّا مسلم فإنه اجتهد وأخرج من حديثه عن ثابت ما سمع منه قبل تغيره، وما سوى حديثه عن ثابت لا يبلغ أكثر من اثني عشر حديثًا أخرجها في الشواهد دون الاحتجاج، وإذا كان الأمر على هذا فالاحتياط لِمَنْ راقب اللَّه تعالى لا يحتج بِمَا يجد في حديثه مِمَّا يخالف الثقات. وفي كتاب "الجرح والتعديل" للنسائي: ليس به بأس.
وفي كتاب "الجرح والتعديل" لأبي الوليد: قال النسائي: ثقة. قال القاسم بن مسعدة: فكلمته فيه فقال: ومَنْ يجترئ يتكلم فيه، لم يكن عند القطان هناك، ولكنه روى عنه أحاديث دارى بِهَا أهل البصرة. ثُمَّ جعل يذكر النسائي الأحاديث التي انْفَرد بِهَا في التشبيه كأنه ذهب مَخَافة أن يقول الناس: تكلم في حماد من طريقها. ثم قال: حمقاء أصحاب الحديث ذكروا من حديثه حديثًا مُنكرًا عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة، عن أبي هريرة:"إِذَا سَمِعَ أَحَدُكُمُ الأذَانَ، وَالإنَاءُ عَلَى يَدِهِ".
وقال العجلي: ثِقة، رجل صالح حسن الحديث يُقال: إِنَّ عِنده ألف حديث حسن ليس عند غيره، وكان لا يحدث، حتى يقرأ مائة آية في المصحف، نظرًا. وقال ابن سعد: كان ثِقة كثير الحديث، وربما حدَّث بالحديث المنكر، وتُوفي أول المحرم سنة خمس وستين ومائة بالبصرة. وفي "تاريخ ابن أبي خيثمة الكبير": ثَنَا مسلم، ثَنَا حَمَّاد بن سلمة قال: رأيت الحسن ومحمد ابن سيرين يحمران لحاهم.
وثنا محمد بن سلام قال: قال لي حماد: رأيتُ الحسن عليه عمامة سوداء، ولكن شَغَلتني عنه العربية. وسُئل يحيى عن: حديث حماد، عن ابن أبي عتيق، عن أبيه، عن أبي بكر، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم في السواك؟ فقال: خالفوه. وقالوا عن عائشة.
وقال يحيى بن سعيد: كُنَّا نأتي حَمَّاد بن سلمة وما عنده كتاب. قلت ليحيى: كم؟ قال: بعد الهزيمة بقليل. وقال شعبة: كان حَمَّاد يفيدني عن عمار بن أبي عَمَّار.
وقال يحيى: حَمَّاد عن زياد الأعلم وقيس بن سعد ليس بذاك. ثُمَّ قال: إن كان ما يحدث حماد عن قيس بن سعد فلم يكن قيس بن سعد بشيء، ولكن حدث حماد عن الشيوخ عن ثابت، وهذا الضرب.
وسئل يحيى عن حديث حماد قال: أخذت هذا الكتاب من ثمامة بن عبد اللَّه بن أنس في الصدقة؟ فقال: ضعيف.
قال يحيى: كان حماد يقول: الضحاك بن أبي جبيرة يُخطئ فيه، إنما هو أبو جبيرة بن الضحاك. وأنبا المدائني قال: مات حَمَّاد بن سلمة يوم الثلاثاء في ذي الحجة سنة سبع وصَلَّى عليه إسحاق بن سليمان.
وفي كتاب "الكامل" لأبي أحمد الجرجاني: قال عَفَّان: اختلف أصحابنا في سعيد بن أبي عروبة وحماد بن سلمة فصرنا إلى خالد بن الحارث فسألناه؟ فقال: حَمَّاد أحسنهما حديثًا وأثبتهما لزومًا للسُّنَّة. قال فرجعنا إلى يحيى بن سعيد فأخبرناه، فقال: قال لكم وأحفظهما! قال فقلت: بما قال إلا ما أخبرناك. وقال عبد اللَّه بن أحمد عن أبيه؟ ويحيى: قال يحيى بن سعيد: إن كان ما يروي حماد عن قيس بن سعد فهو كذا. قلت: ما قال؟ قال: كذَّاب. قلت لأبي: لأي شيء قال هذا؟ قال: لأنه روى عنه أحاديث رفعها إلى عطاء عن ابن عباس، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وسمعت أبي يقول: ضاع كتاب حماد عن قيس بن سعد فكان يحدثهم من حفظه فهذه قصته. وقال مسلم بن إبراهيم: كنت أسأله عن أحاديث مسندة والناس يسألونه عن رأيه ، فكنت إذا جئت قال: جاء اللَّه بك؟ وكان ابن مهدي حسن الرأي فيه.
وعن الأصمعي قال: قال حماد: إِنَّما طلبنا الحديث للمنفعة، ولم نطلبه للرئاسة فكثره اللَّه تعالى عند الناس.
وقال عثمان ليحيى: حَمَّاد أحبُّ إليك -يعني- في قتادة أو أبو هلال؟
فقال: حماد أحبُّ إليَّ. قلت: وأبو عوانة أحبُّ إليك أو حماد؟ فقال: أبو عوانة قريب من حَمَّاد.
وقال ابن عيينة: عالِم باللَّه عامل بالعلم -يعني- حماد بن سلمة. قال عَفَّان: وكان حماد يخضب بالحمرة. وقال علي بن المديني: قال يحيى بن سعيد: كان حماد يفيدني عن محمد بن زياد.
وعن أبي خالد الرازي قال: قال حماد: أخذ إياس بن معاوية بيدي وأنا غلام، فقال: لا تموت حتى تقص، أما أني قد قلت هذا لخالك -يعني: حميدًا الطويل- فما مات؛ حَتَّى قَصَّ.
قال أبو خالد: فقلت لحماد: أقصصت أنت؟ قال: نعم. وقال موسى بن إسماعيل:
حدَّث سفيان بن عيينة عن حماد بحديث فقال: هات هات كان ذاك رجلا صالِحًا. وقال ابن المبارك: دخلت البصرة فما رأيت أحدًا أشبه بمسالك الأول من حماد بن سلمة.
وقال الأصمعي: ذكر ابن مهدي حمادًا، فقال: صحيح السماع، حسن اللقاء، أدرك الناس ولم يهتم بلون من الألوان، ولم يلتبس بشيء أحسن ملكه نفسه ولسانه، ولم يطلق على أحد، ولا ذكر خلقًا بسوء فسلم حَتَّى مات.
قال: ونظر الثوري إليه فقال: يا أبا سلمة؛ ما أشبهك إلا برجل صالح. قال: مَنْ هو؟ قال: عمرو بن قيس. وقال شعبة: ابن أخت حميد جزاه اللَّه خيرًا كان يفيدني عن محمد بن زياد.
وقال أحمد بن حنبل: ليس أحد أروى عن محمد بن زياد من حَمَّاد. وقال مسلم بن إبراهيم: عن حَمَّاد بن زيد قال: ما أتينا أيوب حَتَّى فرغ حماد بن سلمة. وقال الأصمعي: ثنا حماد قال: ربما أتيت حميدًا فقبَّل يدي. وقال عباس عن يحيى: حَمَّاد أعلم الناس بحديث خاله. وقال حماد: كنت إذا أتيت ثابتًا وضع يده على رأسي ودَعَا لِي. وقال هُدبة: رأيت حَمَّادًا وكان سُنيًّا.
وقال أبو بكر ابن أبي الأسود: أنبا أبو سلمة قال: حديث وهيب عن حماد بحديث أبي العشراء فقال: لو كان حماد اتقى اللَّه كان خيرًا له. فلما مات حماد قال لي وهيب: كان حماد أعْلمنا وكان سُنيًّا. وذكر أن محمد بن سليمان أرسل إليه ليسأله فامتنع، وقال: إنا أدركنا العلماء وهم لا يأتون أحدًا، فإن وقعت مسألة فائتنا، وإن أتيت فلا تأتني إلا وحدك بغير خيل ولا رجال.
فلما جاءه الأمير جلس بين يديه، وقال: مَا لِي إذا نظرت إليك امتلأت رعبًا؟
فقال: ثنا ثابت عن أنس يرفعه: "إِن الْعَالِمَ إِذَا أَرَادَ بِعِلْمِهِ وَجْهَ اللَّهِ هَابَهُ كُلُّ شَيْءٍ".
وسأله قبول هدية قال: ورثتها من أبائي فأبى عليه الإباء وهو يومئذٍ جالس على حصير ليس في بيته غيره، ومصحف، وجراب فيه علمه، ومطهرة يتوضأ فيها.
وقال أبو أحمد ابن عدي: وفي هذه الأحاديث التي ذكرتها لحماد منه ما يتفرَّد به إِمَّا متنًا وإما إسنادًا، ومنه ما يشاركه فيه الناس، وحَمَّاد من أجلة المسلمين، وهو مُفْتِي البصرة ومُحَدِّثها ومقرئها وعابدها، وقد حدَّث عنه الأئمة مِمَّن هو أكبر سنًا منه: شُعبة، والثوري، وابن جريح، وابن إسحاق، ولحماد هذه الأحاديث الْحِسَان، والأحاديث الصحَاح التي يرويها عن مشايخه، وله أصناف كثيرة كتاب ومشايخ كثيرة، وهو من أئمة