الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفي قول المزي: ذكره ابن يونس في "تاريخ المصريين" بكلام لا يُفهم معناه؛ لأنه لم يزد على ما ذكراه عنه، فأي فائدة في ذِكره عنده بغير زيادة بشيء خير أو شر، أو وفاة، أو مولد، أو كنية، أو زيادة نسب، ولو أردنا نحن هذا؛ لكُنَّا نذكر عند كل شخصٍ مِئين من الذاكرين له، والحمد للَّه على نعمه.
وفي قول المزي:
1495 - (قد) حكيم بن عبد الرحمن، أبو غَسَّان، المصريّ
(1)
أظنه بصري الأصل، لم يذكره ابن يونس في "تاريخ المصريين"، وحَكَاه عنه ابن منده في كتاب "الكنى"، نظر ودعة كبيرة، هذا الرجل مَذْكور في كتاب "تاريخ الغرباء" لأبي سعيد ابن يونس بعد جزمه بأنه بصري، فقال: حكيم بن عبد الرحمن يكنى أبا غَسَّان بصري، قدم مصر، حدَّث عنه الليث بن سعد وغيره. وكذا "التَّاريخ" مشهور كثير النسخ، رويناه قديمًا من طريق السلفي رحمه اللَّه تعالى.
ولما ذكر أبو أحمد الحاكم: أبو غَسَّان حكيم بن عبد الرحمن الراوي، عن الحسن والراوي عنه الليث، قال: وقد روى الليث ويزيد، عن حكيم بن عبد اللَّه بن قيس أبو مخرمة القرشي، عن ابن عمر، وعامر بن سعيد. فلا أدري الراوي عن الحسن هو الراوي عنهما أم هما اثنان؟ وخليقًا أن يكونا اثنين، واللَّه تعالى أعلم.
مَن اسمه: حَمَّاد
1496 - (ع) حَمَّاد بن أسامة بن زيد، القرشي، مولاهم أبو أسامة، الكوفي
(2)
قال المزي: كان فيه -يعني: "الكمال"- مولى يزيد بن علي، وهو وهم. انتهى.
ليس في نسخ "الكمال" القديمة وغيرها -فيما رأيت- إلا زيد بن علي، على
(1)
انظر: تهذيب الكمال 7/ 214، تهذيب التهذيب 2/ 390.
(2)
انظر: تهذيب الكمال: 1/ 322، تهذيب التهذيب: 2/ 3، تقريب التهذيب: 1/ 195 خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 250، الكاشف: 1/ 250، تاريخ البخاري الكبير: 3/ 28، تاريخ البخاري الصغير: 2/ 294، الجرح والتعديل: 3/ 600 ميزان الاعتدال: 1/ 588، لسان الميزان: 7/ 203، رجال الصحيحين: رقم 4 نسيم الرياض: 4/ 248، طبقات الحفاظ: 134 مقدمة الفتح: 399، البداية والنهاية: 10/ 248، طبقات ابن سعد: 6/ 381، 4/ 39، الوافي بالوفيات: ج 13 رقم 157 ص 148، سير الأعلام: 9/ 277 والحاشية، الثقات: 6/ 222.
الصواب، مثل صاحب "الكمال" لا يخفى عليه هذا؛ بَلْ على بعض العوام، كل أحد يعرف، زيد بن علي بن الحسين، رضي الله عنهم أجمعين.
وخرَّج ابن حِبَّان حديثه في "صحيحه" بعد ذِكره إِيَّاه في كتاب "الثقات".
وقال أبو عبد اللَّه الحاكم لما خرَّج حديثه: صحيح على شرط الشيخين. وصححه أيضًا: ابن خزيمة، وأبو عوانة الإسفرائيني، وأبو محمد ابن الجارود، والدارميّ، والطوسيّ، والبوغيّ، والدارقطنيّ في كتاب "السنن"، والبيهقي في كتاب "المعرفة"، وغيرهم مِمَّن لا يُحصى كثرة.
وفي "كتاب الآجري" عن أبي داود: كان أبو أسامة يُسمَّى حامضًا، كان إذا مر الحديث عند عبيد اللَّه بن عمر معادًا، قال: حامض.
قال أبو نعيم: أتيت يزيد بن عبد اللَّه وعِنْده أبو أسامة فقال: لا تحدثه. فسألته عن حديث، فقال: أَيما أحب لك أحدثك بإسناده أو بمتنه؟ قال: فقمت ولم أرده. قال أبو نعيم: كان يحسدنا.
قال أبو داود: وسمعت أبا عبد اللَّه أحمد بن حنبل قال: ما أنكره. يعني: أحذقه، وجعل يُقدمه. وقال: ما أقل ما كتب عنه -يعني: أبا أسامة- قال أبو داود: قال وكيع: نَهيت أبا أسامة أَنْ يَسْتَعير الكتب وكان دفن كتبه.
قال أبو دواد: سمعت الحسن بن علي قال: قال يعلى: أول مَنْ عرفناه بالرحلة أبو أسامة. قلت: إلى البصرة؟ قال: نعم -يعني أبا داود-.
وفي كتاب "الجرح والتعديل" للباجي: وقيل: هو حَمَّاد بن زيد بن أسامة.
وقال محمد بن سعد: تُوفي يوم الأحد لإحدى عشرة ليلة بقيت من شوال سنة إحدى ومائتين، في خِلافة المأمون بالكوفة، وكان ثِقة مأمونًا كثير الحديث، يُدلس ويبين تدليسه، وكان صاحب سنة وجماعة، وهو حماد بن أسامة بن زيد بن سليمان بن زياد، وهو المعتق.
وتبع ابن سعد على وفاته جماعة منهم: أبو جعفر أحمد بن أبي خالد في كتاب "التعريف بصحيح التاريخ"، وابن خلفون.
وفي قول المزي، تابعا صاحب "الكمال": قال البخاري: مات في ذي القعدة سنة إحدى ومائتين، وهو ابن ثمانين سنة فيما قيل نظر؛ لأن البخاري في "الكبير" لم يقل إلا: مات سنة إحدى ومائتين.
وفي "الأوسط" قال: حدَّثني إسحاق بن نصر، قال: مات أبو أسامة سنة إحدى ومائتين، وأَمَّا "التاريخ الصغير" فلم يذكر وفاته فيه.
وفي "كتاب أبي نصر الكلاباذي" ما يوضح لك أَنَّ البخاري لم يقل هذا، قال أبو نصر: مات سنة إحدى ومائتين، قال البخاري: حدَّثني إسحاق بن نصر بهذا.
وذكر أبو داود أنه مات في ذي القعدة سنة إحدى ومائتين.
وقال ابن نمير مثل البخاري، وكذا ذكره أيضًا عن البخاري أبو الوليد في كتاب "الجرح والتعديل" وغيره. وكأن نص صاحب "الكمال" أخطأ من قول إلى قول.
والذي رأيته نص على عُمره ثمانين: أبو حاتم البستيّ في كتاب "الثقات"، قال: وكان مَوْلَى للحسن بن سعيد، وكان الحسن بن سعيد مَوْلَى للحسن بن علي. وقال أبو عمر النمري في كتاب "الاستغناء": كان ثِقة حافظًا ضابطًا مقدمًا في حفظ الحديث ثَبْتًا. وقال العجلي: كان ثقة وكان يُعد من حُكَماء أصحاب الحديث.
ولما ذكره ابن خلفون في جملة الثقات قال: قال أبو الفتح الأزدي: قال سفيان بن وكيع: جلست أنا والقاسم العنقزي، ومحمد بن عبد اللَّه بن نمير، وأبو بكر ابن أبي شيبة فنظرنا فيما يحدث به أبو أسامة، فعرفنا عامته، ومن أين أخذه من رجل رجل، حديث هشام بن عروة، وحديث ابن أبي خالد، وحديث مجالد، وحديث ابن جريح كان يتبع كتب الرواة فيأخذها فينسخها.
قال سفيان بن وكيع: ذاكرني محمد بن عبد اللَّه بن نمير شيئًا من أمر أبي أسامة في الحديث، وجعل يتعجب، وقال: ابن المحسن لأبي أسامة يقول: إنه دفن كتبه، ثم تتبع الأحاديث بعد من الناس. قال سفيان بن وكيع: إني لأعجب كيف جاز حديث أبي أسامة كان أمره بينًا، وكان من أسرق الناس لحديث جيد.
وفي كتاب عباس، عن يحيى: كان أروى عن هشام من حماد بن سلمة. قال: وقال أبو أسامة: كانت أمي شيعية. قال يحيى: وكان يروي عن عبيد اللَّه بن عمر خمس مائة حديث إلا عشرين كتبها كلها عنه، وكان ابن نمير يروي عنه أربع مائة حديث.
وقال ابن قانع: أبو أسامة كُوفي صالح الحديث. وذكر له الخطيب رواية عن مالك بن أنس، رحمه اللَّه تعالى.
وفي "تاريخ" يعقوب بن سفيان: كان أبو أسامة، إذا رأى عائشة في الكتاب حكها، وليته لا يكون إفراط في الوجه الآخر.