الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الدرس الرابع والستون بعد المائة
{وَيَقُولُ الْإِنسَانُ أَئِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيّاً (66) أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً (67) فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيّاً (68) ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيّاً (69) ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيّاً (70) وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً (71) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً (72) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَّقَاماً وَأَحْسَنُ نَدِيّاً (73) وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثاً وَرِئْياً (74) قُلْ مَن كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدّاً حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضْعَفُ جُنداً (75) وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ مَّرَدّاً (76) أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً (77) أَاطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْداً (78) كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدّاً (79) وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْداً (80) وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزّاً (81) كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً (82) أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزّاً (83) فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدّاً (84) يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ
وَفْداً (85) وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْداً (86) لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْداً (87) وَقَالُوا اتَّخَذَ
الرَّحْمَنُ وَلَداً (88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً (89) تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً (90) أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً (91) وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً (92) إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً (94) وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً (95) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً (96) فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْماً لُّدّاً (97) وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُم مِّنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً (98) } .
* * *
في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «يقول الله تعالى: كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وآذاني ولم يكن له ذلك، فأما تكذيبه إياي فقوله: لن يعيدني كما بدأني وليس أول الخلق بأهون عليّ من إعادته، وأما أذاه إياي فقوله: إن بها ولدًا وأنا الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد» .
وعن ابن عباس قوله: {ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيّاً} ، يعني: القعود، وهو مثل قوله:{وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً} . {ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيّاً} ، يقول: أيهم أشد للرحمن معصية. وهي: معصيته في الشرك. وقال أبو الأحوص: نبدأ بالأكبر فالأكبر جرمًا.
وقوله تعالى: {ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيّاً} .
قال البغوي: أي: أحق بدخول النار، يقال: صلى يصلى صليًّا إذا دخل النار وقاسى حرّها.
وقال ابن كثير: ثم ها هنا لعطف الخبر على الخبر، والمراد: أنه تعالى أعلم بمن يستحق من العباد أن يصلى بنار جهنم ويخلد فيها، وبمن يستحق تضعيف العذاب.
وعن ابن عباس قوله: {وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً} ، يعني: البر والفاجر. وعن ابن مسعود: {وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} ، قال: داخلها. وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يردها الناس كلهم ثم يَصْدُرون عنها بأعمالهم» . رواه أحمد وغيره. وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يموت لأحد من المسلمين ثلاثة من الولد تمسه النار إلَاّ تَحِلَّه القسم» .
وعن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يوضع الصراط بين ظهري جهنم عليه حسك كحسك السعدان، ثم يستجيز الناس فناج مسلّم، ومجروح به، ثم ناجٍ ومحتبس ومكدس فيها حتى إذا فرغ الله من القضاء بين العباد تفقد المؤمنون رجالاً كانوا معهم في الدنيا: يصلون صلاتهم، ويزكون زكاتهم، ويصومون صيامهم، ويحجون حجهم، ويغزون غزوهم، فيقولون: أي ربنا من عبادك كانوا معنا في الدنيا يصلون صلاتنا، ويزكون زكاتنا، ويصومون صومنا، ويحجون حجنا، ويغزون غزونا، لا نراهم! . فيقول: اذهبوا إلى النار فمن وجدتم فيها منهم فأخرجوه. فيجدونهم قد أخذتهم النار على قدر أعمالهم، فمنهم من أخذته النار إلى قدميه، ومنهم من أخذته النار إلى نصف ساقيه، ومنهم من أخذته إلى ركبتيه، ومنهم من
أخذته إلى ثدييه، ومنهم من أخذته إلى عنقه، ولم تغش الوجوه. فيستخرجونهم منها، فيطرحون في ماء الحياة. قيل وما ماء الحياة يا
رسول الله؟ قال: «غسل أهل الجنة فينبتون كما تنبت الزرعة في غثاء السيل. ثم تشفع الأنبياء في كل من كان يشهد أن لا إله إلا الله مخلصًا، فيستخرجونهم منها، ثم يتحنن الله برحمته على من فيها فما يترك فيها عبدًا في قلبه مثقال ذرة من الإيمان إلا أخرجه منها» . رواه ابن جرير.
وعن حفصة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني لأرجو أن لا يدخل النار إن شاء الله أحد شهد بدرًا والحديبية» ، قالت فقلت: أليس الله يقول: {وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} . قالت: فسمعته يقول: « {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً} » . رواه أحمد وغيره.
عن ابن عباس: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَّقَاماً وَأَحْسَنُ نَدِيّاً} ، قال: المقام المسكن،
والنديّ: المجلس، والنعمة، والبهجة. قال قتادة: رأوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في عيشهم خشونة، وفيهم قشافة فعرض أهل الشرك بما تسمعون، {وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن
قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثاً وَرِئْياً} ، قال: أكثر متاعًا وأحسن منزلة ومستقرًا، فأهلك أموالهم وأفسد صورهم عليهم تبارك وتعالى. وقال ابن عباس: الرئيّ: المنظر الحسن.
وعن مجاهد قوله: {فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدّاً} ، فليدعه الله في طغيانه.
وقوله تعالى: {حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا} ، أي: في الدنيا، {وَإِمَّا السَّاعَةَ} فيدخلون النار، {فَسَيَعْلَمُونَ} عند ذلك،
…
{مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضْعَفُ جُنداً} أهم، أم المؤمنون؟ {وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى} ، أي: إيمانًا ويقينًا على يقينهم {وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ} أي: الأذكار، وجميع الأعمال الصالحة التي تبقى لصاحبها، {خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ مَّرَدّاً} ، أي: عاقبة، ومرجعًا.
قوله عز وجل: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً (77) أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْداً (78) كَلَّا سَنَكْتُبُ
…
مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدّاً (79) وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْداً (80) } .
في الصحيحين عن خباب بن الأرت قال: (كنت رجلاً قينًا وكان لي على العاص بن وائل دين، فأتيته أتقاضاه منه فقال: لا والله لا أقضيك حتى تكفر بمحمد فقلت: لا والله لا أكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم حتى تموت ثم تُبعث قال: فإني إذا متّ ثم بعثت جئتني ولي ثَمّ مال وولد فأعطيتك، فأنزل الله:
…
وقوله تعالى: {أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْداً * كَلَّا} ، قال البغوي: ردّ عليه، يعني: لم يفعل ذلك.
وقال ابن كثير: وقوله: {كَلَّا} ، هي حرف ردع لما قبلها، وتأكيد لما بعدها.
وعن مجاهد قوله: {وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ} ماله وولده، {وَيَأْتِينَا فَرْداً} ، قال قتادة: لا مال له ولا ولد.
قال الضحاك في قوله: {وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً} ، قال: أعداء. وقال مجاهد: عدنا عليهم نخاصمهم ونكذبهم.
وقوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزّاً} ، قال ابن عباس إغراء في الشرك. وقال ابن زيد: تشليهم أشلاء على معاصي الله.
وعن ابن عباس قوله: {إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدّاً} ، يقول: أنفاسهم التي يتنفسون في الدنيا، فهي معدودة وآجالهم. وعن علي في قوله:{يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْداً} ، قال:(أما والله ما يحشر الوفد على أرجلهم ولا يساق سوقًا، لكنهم يؤتون بِنُوقٍ لم ير الخلائق مثلها، عليها رحال الذهب، وأزمتها الزبرجد، فيركبون عليها حتى يضربوا أبواب الجنة) .
وعن ابن عباس قوله: {وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْداً} ، يقول: عطاشًا، {لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْداً} ، قال: العهد شهادة أن لا الله إلَاّ الله، ويتبّرأ إلى الله من الحول ولا يرجو إلَاّ الله. قال ابن جريج: المؤمنون يومئذٍ بعضهم لبعض شفعاء.
قوله عز وجل: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً (88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً (89) تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً (90) أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً (91) وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً
(92)
إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً (94) وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً (95) } .
عن ابن عباس قوله: {لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً} ، يقول: لقد جئتم شيئًا عظيمًا، وهو المنكر من القول، {تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً * أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً} ، قال: إن الشرك فزعت منه السماوات والأرض والجبال وجميع الخلائق إلَاّ الثقلين، وكادت أن تزول منه لعظمة الله، وكما لا ينفع مع الشرك إحسان المشرك كذلك نرجو أن يغفر الله ذنوب الموحّدين؛ وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«لقّنوا موتاكم شهادة أن لا إله إلا الله، فمن قالها عند موته وجبت له الجنة» . قالوا: يا رسول الله فمن قالها في صحته؟ قال: «تلك أوجب وأوجب. - ثم
…
قال -: والذي نفسي بيده لو جيء بالسماوات والأرض وما فيهن وما بينهنّ وما تحتهن، فوضعن في كفة الميزان، ووضعت شهادة أن لا أله إلَاّ الله في الكفة الأخرى لرجحت بهن» .
وقوله تعالى: {وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً} ، أي: ما يليق به اتخاذ الولد، {إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً} ، أي: الخلق كلهم عبيده، {لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً * وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً} .
قال ابن جرير: يقول: وجميع خلقه سوف يرد عليه يوم تقوم الساعة وحيدًا لا ناصر له من الله ولا دافع عنه.
عن مجاهد في قوله: {سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً} ، قال: محبة في المسلمين في الدنيا. وقال ابن عباس: يحبّهم ويحبّبهم. يعني: إلى المؤمنين.
وقوله تعالى: {فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ} ، أي: سهلنا القرآن {بِلِسَانِكَ} يا محمد، {لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْماً لُّدّاً} ، قال قتادة: أي جدالاً بالباطل، ذوي لدد، وخصومة.
وقوله تعالى: {وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُم مِّنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً} ، قال قتادة: هل ترى عينًا أو تسمع صوتًا؟ .
* * *