الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الدخول في أماكن المنكر بحجة تغيير المنكر
السائل: سائل يقول: هل يجوز الدخول في أماكن المنكر بعلة تغيير المنكر مثال: الحفلات الإسلامية التي تقيم فيها المتصوفة سرادقات من أجل الإحتفال بالمولد؟
الشيخ: من أجل إيش؟
السائل: من أجل الإحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ،يقيمون سرادقات وخيم وتأتي مثلاً جماعة سلفية وتقيم خيمة من أجل أن تدعو الناس إلى الله سبحانه وتعالى وإلى السلفية وإلى التوحيد كما يفعل المتصوفة، وتغيير هذا المنكر في مكانه. فهل يجوز لهم بهذه العلة المشاركة والدخول. وكذلك مثلاً دخول المسارح من أجل تغيير المنكر والمآتم أيضًا يعني يحضرون إلى المأتم من أجل الحديث عن [ .. ] البدعة التي فيهم.
الشيخ: أنا شخصيًا أرى ذلك إذا كان ماذكرت حقيقة واقعة، أي مثلاً حضر الداعية السلفي مأتمًا فذكر لهم أن هذا الإجتماع هو ليس من السنة في شيء، وذكر لهم أن تشغيل الآلة المسجلة لتلاوة القرآن والناس يتحدثون، وبعضهم يدخنون أن هذا منكر لا يرضاه الله تبارك وتعالى، أي تكلم مباشرة في إنكار ما هم مجتمعين فيه ولم يتريث في الإنكار عليهم من باب إيه؟ التمهيد كما يفعل بعض الدعاة فإذا أنكر مباشرة عليهم ماهم فيه، فهذا في اعتقادي أمر ضروري جدًا وإلا ما الفرق بين حضور هؤلاء الدعاة إذا أنكروا المنكر الذي يقع بين ظهرانيهم وبين حضور الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مجامع ومجتمعات المشركين وفيها بلا شك
المنكرات وأكثرها الإشراك بالله تبارك وتعالى، ومع ذلك فرسولنا صلوات الله وسلامه عليه كان يحضر مجتمعاتهم ويدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له.
فإذا حضر الداعية شيئًا من هذه المجتمعات ومن المسارح كما جاء في السؤال إذا أنكر ثم انسحب وليس أنكر وتكلم مثلاً ربع ساعة أو نصف ساعة وقد لا يسمحون له بالإطالة في الحديث، ثم هم منغمسون في منكراتهم ثم هو بدوره يسايرهم على هذه المنكرات بدعوى أنه قدم الإنكار أو النصيحة إليهم، لا يجوز الجمع بين الإنكار من جهة والجلوس مع الواقعين في المنكرات من جهة أخرى وإنما ينكر ثم ينسحب ولا يستمر معهم لما ذكرناه من هديه عليه السلام مع المشركين من جهة ولكونه تبارك وتعالى:{فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [الأنعام: 68]، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم:«من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام إلا بمئزر ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل خليلته الحمام ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقعد على مائدة يدار فيها الخمر» فلو قيل كما جاء في السؤال رجل جلس مع شُرّاب الخمر لينكر عليهم فأنكر فانتهج ( .. ) فلا يجوز أن يسايرهم إلى آخر جلوسهم فهذا خلط بين الإنكار للمنكر وبين المشاركة في الجلوس مع أصحاب المنكر هذا الذي أعتقده.
السائل: نقطة أخرى يا شيخ.
السائل: يعني إذا كانت أماكن المآثم البدعية استغلها الإنسان أو اهتبل فرصة أنه يدعو الناس لتوحيد أو للإسلام أو لسنة دون أن ينكر مثلا [هذه البدع]؟
الشيخ: لا ما يجوز، ما يجوز، ولماذا مثلاً -وهذا الذي أنا أخشاه- لماذا مثلاً هو لا يجمع بين فضيلتين أي بين إنكار ما يراه بين يديه واقعًا وبين الدعوة إلى التوحيد، لذلك لأنه يتخذ السكوت على المنكر وسيلة لتبليغ دعوة التوحيد، هنا نقول بصراحة تامة هذه الوسائل تعود إلى نفس الوسيلة الأولى التي تحدثنا عنها آنفا أنه لا يجوز اتخاذ وسائل هي من اللهو وسيلة لدعوة الناس إلى الإسلام،
فبالأولى والأحرى لا يجوز لنا أن نسكت على المنكر الذي يقع بين أيدينا بدعوى أن ننكر المنكر الأكبر، فالغاية لا تبرر الوسيلة إذا كنت في منكر فعليك أن تنكره ولا سيما أن هذا منكر نجد أدلتنا من كتب هؤلاء المشايخ الذين يستند إليهم هؤلاء المبتدعة الضالون فإذن لا يجوز هذه الصورة التي جاءت في السؤال أخيرًا وإنما عليه أن يجمع بين إنكار المنكر الذي هم واقعون فيه وبين دعوتهم إلى التوحيد، هذا الذي لابد منه والله تعالى أعلم.
(فتاوى جدة- أهل الحديث والأثر (16) /01: 58: 26)