الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قتل الطواغيت
مداخلة: شيخنا لو تفضلتم يقولون بعض الجماعات: بأن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أفتى بقتل الطاغوت، وأياً كان الطاغوت سواءً كان ملك رئيس وزير ضابط إلى أدنى شيء العسكري، أو الشرطي بمعنى: يقارب قال: هذا الفتوى من ابن تيمية لابن تيمية رحمه الله فقلنا: أين؟ قالوا: في الفتاوى الكبرى، فنحن لم نقرأ الفتاوى الكبرى ولو تفضلتم إذا كان هذا الأمر صحيح تشرحون هذا بارك الله فيكم؟
الشيخ: أنا جوابي ما المسؤول عنها بأعلم من السائل.
أي: أنا مثلك أنا لا أعلم عن ابن تيمية مثل هذه الفتوى بهذا التفصيل، هذا من جهة.
من جهة أخرى: هب أنه قال ذلك فهو قد قاله في زمن كان زمانه غير زماننا قاله في زمن كان يُحْكَم بالإسلام، وكان هو نفسه يباشر أعباءًا هي من وظيفة الولاة والحكام، اليوم لا يستطيع العالم بالكتاب والسنة والمخلص لعمله لله عز وجل لا يستطيع أن يعمل ولا بجزء من ألف مما كان ابن تيمية يعمله في زمانه.
مثلاً: هو كلما كان رأى مثلاً: شجرة تعبد من دون الله تؤخذ عليها الخرق كما كانوا لا يزالون يفعلون في بعض البلاد يقطعها، ولا أحد يحول بينه وبينها من الولاة والحكام لماذا؟ لأن هؤلاء الغلاة والحكام كانوا في الغالب إما أن يكونوا على علم بهذا الذي ينكره شيخ الإسلام ابن تيمية، أو أنهم إذا افترضنا فيهم الجهل: فهم كانوا يعلمون أنه هذا لا يفعل إلا ما هو يقتضيه الشرع.
الآن في السعودية التي تدعي أنها تحكم بما أنزل الله لو فرد من أفراد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهم من الولاة والحكام غير شيئاً بيده فعوقب من قبل الحاكم، ولذلك فلا يجوز أخذ هذا الكلام إن صح، وبهذا التفصيل الذي نقلته لا يجوز أن يطبق اليوم؛ لأنه إذا قد قتلت طاغوتاً من الطواغيت كما جاء في السؤال أولاً: من هو الذي سيحكم أنه هذا طاغوت؟ يجب أن يكون عالماً، وهؤلاء الذين ينقلون مثل هذه الكلمات ليسوا علماء، هؤلاء يكادوا أن يكونوا طلبة علم، ثم طلبة علم مغرورين بأنفسهم، تعلموا شيئاً قليلاً فظنوا أنهم حووا علماً كثيراً، والواقع ليس كذلك وكلما سمعنا منهم فتاوى مثل هذه يتبين لنا أنهم جهال، وأنهم لا يعرفون قاعدة دفع المفسدة قبل جلب المصلحة.
فنقول: لو فرض أن هناك فعلاً طاغوت يقتله فرد من أفراد المسلمين سيقتل مقابل هذا الطاغوت عشرات ومئات هكذا يقول ابن تيمية؟ هذا بعيد عن ابن تيمية حاشا لله، ولذلك لو وجدت مثل هذه الفتوى الصريحة الواضحة لا يطبق في هذا الزمان؛ لأنه أحسن حاكم اليوم يمكن أن يقال: هو الذي كان إلى عهد قريب يطبق الأحكام الشرعية، لكن اليوم استووا مثلما قال ذكر ذاك التركي (هبس برابر) يعني: الحكام كلهم تقريباً سواء لا نستطيع أن نقول: حاكم يقيم حدود الله، وحاكم لا يقيم حدود الله، لكن ممكن نقول: بعضهم شر من بعض.
إذاً: فتنفيذ هذه الفتوى هي نشكوا منها أنه الذي يثوروا في مصر يثوروا في الحرم المكي في سوريا أخيراً في الجزائر هو هذه الفتاوى التي قد تكون لها صحة صدرت من بعض العلماء، فيجب أن تدرس قبل كل شيء هل هذه الفتوى صحيحة؟ من حيث نقلها عن ذاك العالم بعد أن تثبت عن ذاك العالم ينبغي دراستها موضوعياً؛ لأنه ما هو كل قول يقوله العالم يكون صحيح، يجب أن تدرس بالأدلة الشرعية، فإذا فرضنا كما صح نقله عن ذاك العالم صح نقله عن
الشارع.
ثالثاً وأخيراً أقول: هذا حق، لكن هل الآن يمكن مثلاً نقول: هذا الجهاد في شك أنه جهاد فرض؟ ما في شك. طيب، خلينا نجاهد نقول: لا نجاهد؛ لأنه راح يعود هذا الجهاد على المسلمين المجاهدين بشر أكبر مما هم فيه الآن، والذي لا يصدق يشوف السعودية وما جرى بالدعوة السلفية بسبب الخروج من جماعة جهيمان في الحرم المكي، {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} [ق: 37].
مداخلة: بارك الله فيك.
الشيخ: نعم.
(الهدى والنور/708/ 23: 07: 01)