المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

(الهدى والنور/466/ 50: 09: 01)   ‌ ‌‌ ‌باب منه الشيخ: أن تتقاعس الدول الإسلامية - جامع تراث العلامة الألباني في المنهج والأحداث الكبرى - جـ ٩

[ناصر الدين الألباني]

فهرس الكتاب

- ‌الجهاد

- ‌إعداد العدة للجهاد

- ‌إعداد العُدَّة للجهاد

- ‌كيفية إعداد العُدة الحسية

- ‌التفريق في حكم الجهاد بين حالةالضعف وحالة القوة

- ‌كيف السبيل إلى الجهاد في ظلحكومات لا تحكم بالشريعة

- ‌الإسلام يُحَارَب والحكوماتصامتة، فما الحل

- ‌استئذان الأبوين في الجهاد

- ‌إذن الوالدين في الجهاد

- ‌الذهاب إلى الجهاد أم البقاء مع الوالدين

- ‌حديث: فيهما فجاهد

- ‌التحالف مع الكفار

- ‌الاستعانة بالمشركين في الحرب

- ‌حكم العمليات الانتحارية

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌هل يجوز الانتحار لامرأة صوناً لعرضها

- ‌الجهاد الفردي

- ‌‌‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌حكم الاغتيالات

- ‌حكم الاغتيالات والتفجيراتفي الدول الغربية

- ‌الاغتيالات

- ‌قتل الطواغيت

- ‌قتل السياح

- ‌الفرق بين دار الإسلام ودار الكفر

- ‌الفرق بين دار الإسلام ودار الكفرودار الحرب

- ‌الجهاد الأكبر والجهاد الأصغر

- ‌أنواع الجهاد

- ‌تصوير الفيديو في الجهاد

- ‌ترك الجامعات للجهاد

- ‌الجهاد في العالم الإسلامي

- ‌حكم قَتْل من اعتدى على مسلمبالتعذيب من الكفار

- ‌حول قوله تعالى:(فقاتل في سبيل الله)

- ‌مدرس في ساحة الجهاد

- ‌سلب الأعداء في الجهاد

- ‌تارك للصلاة قُتل فيساحات الجهاد

- ‌قتال مانعي الزكاة

- ‌حديث: لا يجتمع دينانفي جزيرة العرب

- ‌الحج إلى البيت الحرامأثناء حرب الخليج

- ‌تهديد المسلمين بالفتك بهمأثناء الجهاد

- ‌قتلى الفتن

- ‌جهاد المرأة

- ‌توحيد القيادة في الجهاد

- ‌حديث: من لم يجاهدأو يُحَدِّث نفسه

- ‌أسرى الحرب

- ‌التبرع للجهاد

- ‌الجهاد مع الروافض

- ‌الجهاد مع وجود بدع وشركيات

- ‌جهاد الأقليات المسلمةفي الدول الكافرة

- ‌تفريق بعضهم بين من قُتلفي الله ومن قتل في سبيل الله

- ‌حدود الاستطاعة في الجهاد

- ‌حكم قولهم: فلان شهيد

- ‌هل يُجْزَم بأن فلاناً شهيد

- ‌بيان خطأ الناس بتوسعهمفي قولهم: فلان شهيد

- ‌نقاش مع الشيخ علي خشانحول مسائل الجهاد

- ‌رد شبهات مُدّعي الجهاد

- ‌كتاب الدعوة والدعاة

- ‌من أصول الدعوة

- ‌الدعوة والعهد المكي

- ‌باب منه

- ‌الدعوة بين أمور الدنيا والدين

- ‌السرية في الدعوة

- ‌المنهجية الدعوية في ظلتَعَدُّد الجماعات

- ‌الدعوة والمصالح المرسلة

- ‌واجب الدعاة مع اختلاف المجتمعات

- ‌طريقة الدعوة في الدول التيتُضْطَهد فيها الدعوة

- ‌الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض عيني أم كفائي

- ‌فقه الموازنات الشرعية

- ‌الوقف الدعوي

- ‌هل يقال: النبي فقيه

- ‌التحلق بعد الجمعة للمواعظ

- ‌دعوة النساء

- ‌أخلاق الداعية وأولوياته

- ‌أخلاق الداعية

- ‌أولويات الداعية

- ‌نصيحة للدعاة في أسلوب الأمربالمعروف والنهي عن المنكر

- ‌التخفيف من إلقاء المواعظ

- ‌إحياء بعض السنن التيلم يعتد عليها الناس

- ‌الحكمة في الدعوة إلى الله

- ‌الحكمة في الدعوة إلى الله

- ‌أهمية مراعاة الأسلوب الحسنفي الدعوة إلى الله

- ‌ما هي الأُسس التي ينبغي أنينطلق منها الداعية إلى الله

- ‌ما هي الطريقة المُثْلَىللدعوة إلى الله

- ‌كيف نجعل الناس يستجيبون لدعوتنا

- ‌كيف يرقي المؤمن نفسهفي مجال الدعوة إلى الله

- ‌علاج ظاهرة الفتور الإيمانيعند الدعاة

- ‌التصدر للدعوة من غير المؤهلين

- ‌ضابط المتصدر للوعظ والتعليم

- ‌على الدعاة ألَاّ يحدثوا بأحاديثالترغيب والترهيب إلا مع بيان المراد منها

- ‌كيفية إنكار المنكرات

- ‌أسلوب إنكار المنكر

- ‌تغيير المنكر بالقلب

- ‌الدعوة والتغيير بالقوة

- ‌الدعوة عن طريق إرضاء المدعوينبعادات اعتادوها

- ‌المداراة والمداهنةفي الدعوة إلى الله

- ‌ترك بعض المسائل الفرعيةفي سبيل الدعوة

- ‌الأخذ بالقول المرجوحلمصلحة الدعوة

- ‌ترك السنن لتأليف الناس

- ‌الدعوة وقاعدة الغايةتُبَرِّر الوسيلة

- ‌مدى صحة تقسيم السنن إلى مألوفوغير مألوف لغرض مراعاة مصلحةالدعوة في الدعوة لكل نوع

- ‌من يقول بترك السنة لأجلالاشتغال بالدعوة

- ‌هل دخول البنات الجامعاتمن مصلحة الدعوة

- ‌الدخول في أماكن المنكر بحجة تغيير المنكر

- ‌داعية حِلِّيق اللحية

- ‌الدعاة الواقعون في مخالفات شرعية

- ‌الداعية وعدم الامتثالللأوامر والنواهي

- ‌الدعاة والوقوع في أهل العلم

- ‌مشاكل الشباب الملتزم مع أهله

- ‌دعوة السافرة

- ‌دعوة المرأة

- ‌دعوة شاب مسلم لامرأة نصرانية

- ‌دعوة السيَّاح

- ‌وسائل الدعوة

- ‌وسائل الدعوة هل هي توقيفية

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌حكم استخدام التلفزيون والتمثيلوالأناشيد في الدعوة

- ‌استخدام التلفاز في نشر الدعوة

- ‌تحصيل المصالح بارتكاب المحرمات،وكلمة حول استخدام التلفزيون في الدعوة

- ‌استخدام التمثيليات والأناشيد في الدعوة

- ‌حول التمثيل

- ‌استخدام التمثيل في الدعوة

- ‌ما تستخدمه بعض الجماعات في الدعوة من التمثيل

- ‌استخدام التلفاز في الدعوة

- ‌الأفلام الإسلامية

- ‌استخدام التمثيليات والأناشيدفي الدعوة إلى الله

- ‌حكم إقامة معرض دعوي يحتويعلى صور وأناشيد وتمثيليات

- ‌حكم الأناشيد الإسلامية

- ‌حكم الأناشيد الإسلامية

- ‌البديل الإسلامي للأغاني

- ‌حكم الأناشيد الإسلامية

- ‌‌‌حكم الأناشيد الإسلامية

- ‌حكم الأناشيد الإسلامية

- ‌الغناء الصوفي والأناشيد الإسلامية

- ‌التعامل مع المسلمالمتلبس بالمحرمات

- ‌حكم لَعْن من تسبب في قتل المسلمينوإهانة الدين الإسلامي

- ‌حكم لعن المتبرجات

- ‌السلام على من يرتكب محرماًوقت ارتكابه لهذا الحرام

- ‌رد السلام على تارك الصلاة

- ‌السلام على المدخن والحليق

- ‌غيبة الفاسق

- ‌استقبال تارك الصلاة في البيت

- ‌التعامل مع من يتاجر بالحرام

- ‌هل نقبل دعوة من يتعاملمع البنوك الربوية

- ‌الكتب التي تطبعها البنوك الربوية

- ‌مشاركة الواقعين في معاملاتربوية في التجارة

- ‌مقاطعة من يعمل في بنك ربوي

- ‌هل تقبل هدية المرابي

- ‌صرف الزكاة للمسلم العاصي

- ‌دعوة النساء

- ‌مقاطعة من أقر الزنا ولم ينكره

- ‌إمام يؤم الناس وهو حليق

- ‌صرف الزكاة للفساق

- ‌بيع التلفاز

- ‌جنس العرب

- ‌جنس العرب

- ‌هل عزة الإسلام مرتبطة بالعرب

- ‌الرفق بالحيوان في الإسلام

الفصل: (الهدى والنور/466/ 50: 09: 01)   ‌ ‌‌ ‌باب منه الشيخ: أن تتقاعس الدول الإسلامية

(الهدى والنور/466/ 50: 09: 01)

‌‌

‌باب منه

الشيخ: أن تتقاعس الدول الإسلامية عن إمداد الشعوب المسلمة بالمدد الذي يغيثها، ثم يحاول بعض الأفراد من بعض الشعوب أن يقوموا بهذا الواجب الذي لا سبيل إليه؛ لأن ذهاب مثل هذه البلاد العربية إلى البوسنة والهرسك تحتاج إلى طائرات كثيرة وكثيرة جداً، وإلى أسلحة من الأسلحة المختلفة، أما والله راح بيد طالب ألف طالب متحمس ألوف مؤلفة، ما معهم غير هذه الأسلحة التي تعرف اليوم بالأسلحة الخفيفة، ماذا تفعل هذه الأسلحة مع الدبابات والطيارات التي يملكها أعداء المسلمين في تلك البلاد، لذلك ما ننصح أبداً لأنه فيه خسارة تشبه الخسارات التي أصبنا بها في بعض البلاد الإسلامية بسبب الاستعجال بالشيء قبل اتخاذ الاستعداد له، كما قيل في بعض الحكم القديمة: من استعجل الشيء قبل أوانه ابتلي بحرمانه.

(الهدى والنور/652/ 58: 07: 01)

باب منه

مداخلة: جزاك الله خيراً يا شيخ.

الشيخ: وإياكم إن شاء الله.

مداخلة:

الشيخ: الله يحفظكم.

ص: 71

مداخلة:

كثيراً مع هذا السؤال، ومعذرة لإطالة الكلام في هذا المجال، لكن سؤال؟

الشيخ: تفضل.

مداخلة: يستشهد أخونا عبد الرحمن بوجوب فرضية الجهاد على الفرد الواحد.

الشيخ: نعم.

مداخلة: بقوله تعالى: {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ} [النساء: 84]، يقول: هذه الآية القرآنية تنطق بوجوب الجهاد على الفرد.

الشيخ: أيوه.

مداخلة: فأريد فقه هذه الآية يا شيخنا وجزاكم الله خيراً.

الشيخ: والله، أنا ما أرى أن الآية تحتاج إلى شرح، لكني أقول: فلماذا لم يهجم على اليهود هو وحده؟ مادام هو يفهم أن الآية تعني هذا المعنى، سبحان الله، أنا ما كان يدور في ذهني مطلقاً أن هذه الآية تعني هذا الجهاد الفردي، وهو يعلم أن نصوص الكتاب والسنة تأمرنا بالاستعداد الذي يغلب على ظن الإمام الذي يدير شؤون الأمة أنه يغلب على ظنه بأن هذا الاستعداد يكفي لمقاتلة المسلمين، ونحن أيضاً نعود إلى سيرة الرسول عليه السلام؛ لأنها هي في الواقع قوتنا ومنهجنا كما قال ربنا عز وجل:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21]، نحن نعلم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما هاجم المسلمين في عقر دارهم .. عفواً، ما هاجم المشركين في عقر دارهم، وأول معركة وقعت هي دفاع من المسلمين للمشركين الذين غزو المسلمين في دارهم في المدينة المنورة.

إذاً: لماذا لم يجاهد الرسول المشركين حينما كان في مكة؟ ولماذا كان المشركون يعذبون أصحابه عليه السلام، ويحاولون أيضاً الاعتداء على شخص

ص: 72

الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، يعني لولا أن الناقل ثقة لمثل هذا الخبر عن هذا الأخ ما كنت أُصَدِّق أنه يقول في تفسير الآية: إن الخطاب هو للفرد؛ لأنه سيكون هو مخالف أو مخالف لفهمه ولا أقول: للآية، يكون أول مخالفاً لفهمه لهذه الآية.

وبهذه المناسبة عندي علم مجمل وأريد الآن أن أستوضح من بعض إخواننا الحاضرين هنا، لعلهم يفيدوننا علماً، حينما طغى صدام وغزا الكويت ماذا فعل الإخوان السلفيون البرلمانيون، هل قاتلوا أم سافروا وذهبوا إلى السعودية؟ أريد أن أفهم هذه الحقيقة، فهل من جواب يُطَمْئِن؟

مداخلة: والله يا شيخ، اللي نعرف أن منهم من خرج إلى السعودية، ومنهم من بقى وما قاتلوا.

الشيخ: جميل.

مداخلة: إيه، ولكنهم ساعدوا المسلمين المستضعفين الكويتيين في العلاج وفي توزيع الأكل والغذاء إلى نحو ذلك.

الشيخ: نعم.

مداخلة: من ها الأمور.

الشيخ: نعم.

مداخلة: أي نعم، ومنهم من تَحَفَّظ على نفسه يعني أنه بقى يعني في بيته يعني ما يتدخل في هذه الأمور حِفْظَاً على نفسه وعرضه وشرفه. نعم هو كذلك.

الشيخ: إذاً: فهمت أن منهم نستطيع أن نقول: منهم ولى الأدبار وذهب إلى السعودية أم لا نستطيع؟

مداخلة: لا، نستطيع يا شيخ.

الشيخ: نستطيع.

ص: 73

مداخلة: نعم.

الشيخ: طيب، ومنهم من استقر في بلده، لكن هل حمل السلاح؟

مداخلة: لا يا شيخ ما .. حسب علمي أنا شخصياً ما أعرف أحد ..

الشيخ: وأنا .. وأنا أسال على أساس: أهل مكة أدرى بشعابها.

مداخلة: بشعابها.

الشيخ: بشعابها.

مداخلة: بارك الله فيك يا شيخ.

الشيخ: وصاحب الدار أدرى بما فيها.

مداخلة: لا، يا شيخ ما أعلم أنَّ أحداً منهم حمل السلاح ..

الشيخ: كيف .. كيف يلتقي هذا الفهم للآية ..

مداخلة: بل الشيخ عبد الرحمن خرج كذلك معي يعني: أننا خرجنا سوياً.

الشيخ: أنت خرجت في الفتنة المؤذية؟

مداخلة: إيه، بس ما كنت من البرلمانيين يا شيخ.

الشيخ: هاه.

مداخلة: ولكن نحن تمسكنا في: كونوا أحلاس بيتكم، كما أخبرتنا في شريطكم ..

الشيخ: نعم .. نعم، لكن ما فررت ما ذهبت إلى السعودية؟

مداخلة: لا، ذهبت حفظاً على نفسي وعرضي يا شيخ.

الشيخ: آه؟

ص: 74

مداخلة: أي نعم.

الشيخ: وكان معك عبد الرحمن؟

مداخلة: شيخي واجهناه .. يعني الشيخ عبد الرحمن في حفر الباطن ..

الشيخ: آه، يعني: كان من الذي ..

مداخلة: من الذي ..

الشيخ: سبحان الله، إذاً: المشكلة مشكلة نظرية ..

مداخلة: نسأل الله ألا يبتلينا يا شيخ.

الشيخ: نعم؟

مداخلة: نسأل الله ألا يبتلينا.

الشيخ: أي والله، نسأل الله، الجهاد .. عفواً، أعطنا نص الآية من أولها إلى آخرها؟

مداخلة: {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنكِيلًا} [النساء: 84].

الشيخ: أرأيت الآن كيف أن الآية هذه مثلها كمثل اللاهين عن الصلاة، ويقول:{فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ} [الماعون: 4] ثم لا يتمها، أو:{لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ} [النساء: 43] ولا يتمها، عبد الرحمن يصل إلى هذه الهوة، يسقط في هذه الهوة؟ ! ويقول .. -أنا لا أصدق لولا أنه الناقل أخونا أبو مالك.

مداخلة: قاله لي كذلك يا شيخ.

الشيخ: طيب، وأين تتمة الآية يا أخي؟

مداخلة: الله أعلم هو

ص: 75

الشيخ: هذا أولاً، ثانياً: سيرة الرسول من أولها إلى آخرها هل قاتل وحده؟ أنا أفهم من الآية بعد التركيب في سياقها وسباقها: {لا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ} [النساء: 84] يعني: هو الذين لا يريدون أن يجاهدوا وأن يقاتلوا معه هو لا .. ليس مكلفاً عنهم؛ لأنه هو أعلم .. الله أعلم بنواياهم كما قلنا آنفاً، كما وقع تماماً في غزوة تبوك أفاضل أو بعض أفاضل الصحابة مثل كعب بن مالك ما غزا مع الرسول عليه السلام غزوة تبوك، فهو لا يملك إلا نفسه آه، لكن قد أمر أن يجاهد معه وأمر أن يحرض المؤمنين لماذا؟ ليجاهدوا ويقاتلوا معه، كيف عبد الرحمن يفسر هذه الآية بهذا التفسير الجامد والمخالف للسياق والسباق أولاً؟ ثم المخالف للسيرة وللتاريخ الإسلامي كله ثانياً، ثم يخالف واقع حياته ثانياً، واقع حياته هو ثانياً.

مداخلة: بدليل أوقعه في نفسه؟

الشيخ: أي نعم.

مداخلة:

الشيخ: لماذا لم يجاهد، لماذا لم يقاتل، وقد هوجمت بلاد المسلمين ألا وهي (الكويت من ذلك الجبار الطاغية)، لماذا؟ لأنه لا يستطيع ولا يحمل السلاح ولا .. ولا إلى آخره.

إذاً: لابد من الإعداد للجهاد في سبيل الله، وأنا قلت أكثر من مرة، وربما سمعتم ذلك في بعض الأشرطة، وأعيد ما قلته: قول الله عز وجل: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال: 60] إلى آخر الآية، أعدوا: الخطاب هنا مباشرة للصحابة، أي: الصحابة الذين ربوا على الإسلام، ثم بعموم النص يشمل المسلمين الذين ربوا تربية الصحابة، ليس المسلمين الفاسقين، ليس المسلمين الذين تكالبوا على الدنيا وشغلهم حب الدنيا عن الجهاد في سبيل الله، وإنما الخطاب هنا للمسلمين المخلصين الصادقين.

ص: 76

وأعدوا: ليس الخطاب إلى أمثال المسلمين اليوم في آخر الزمان الذين شغلهم عن الجهاد في سبيل الله كما سبق في إن الحديث: «حب الدنيا وكراهية الموت» ، فقوله تعالى:{أَعِدُّوا} [الأنفال: 60] خطاب للمسلمين المخلصين الصادقين، فكيف يقول عبد الرحمن إنه هذا الخطاب أولاً للفرد وليس للجماعة أمر عجيب جداً، لا يكاد يصدق مثل هذا الخبر، لولا أن الناقلين صادقون.

مداخلة: شيخنا نسمع ما يقوله ابن جرير.

الشيخ: جميل ..

مداخلة: رحمه الله في تأويل هذه الآية.

الشيخ: تفضل.

مداخلة: يقول رحمه الله: يعني بذلك قوله جل ثناؤه: {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ} [النساء: 84]، أي: فجاهد يا محمد أعداء الله من أهل الشرك في سبيل الله، يعني: في دينه الذي شرعه له وهو الإسلام، وقاتلهم فيه بنفسك، فأما قوله:{لا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ} [النساء: 84] فإنه يعني: لا يكلفك الله فيما فرض عليك من جهاد عدوه وعدوك إلا ما حملت من ذلك دونما حمل غيرك منه، أي: أنك إنما تتبع.

الشيخ: دونما حملك هو .. أيش؟

مداخلة: أي نعم، دونما حملك.

الشيخ: أي نعم. نعم.

مداخلة: من جانب عدوه وعدوك، إلا ما حملك من ذلك دونما حمل غيرك.

الشيخ: اه.

مداخلة: دونما حمل غيرك منه، أي: أنك إنما تتبع بما اكتسبته دونما اكتسبه

ص: 77

غيرك.

الشيخ: تمام.

مداخلة: هذا تأويل الآية.

الشيخ: هذا هو.

مداخلة: ابن كثير شو بيقول ..

الشيخ: آه ..

مداخلة: يقول: يأمر تعالى عبده ورسوله محمداً صلى الله عليه وآله وسلم بأن يباشر القتال بنفسه، ومن نكل عنه فلا عليه منه.

الشيخ: هذا هو الذي في ..

مداخلة: هذا الذي ذكره للشيخ ..

الشيخ: أي نعم. هذا هو .. سبحان الله.

مداخلة: يعني: المسألة يعني .. نقول: في جماعة مش أنه ..

الشيخ: أي نعم .. أنه يحارب وحده. الله المستعان.

مداخلة: بعدين يا شيخنا.

مداخلة: جزاك الله خير.

الشيخ: وإياك الله إن شاء الله.

مداخلة: مش هو أيضاً يستدل في فرضية الجهاد بخروج أبي بكر رضي الله عنه، وقال أبو بكر رضي الله عنه، لما خرج: والله لأقاتلنهم وحدي ما استمسك السيف بيدي، يجعل هذه الكلمة من أبي بكر وخروجه وحده قال، يعني: قال أنه ما خرج أبو بكر مع جماعة المسلمين.

ص: 78

الشيخ: الله أكبر.

مداخلة: عجيب هذا يا أخي، فيقول: هذا دليل أيضاً على أن الفرد الواحد مخاطب بالجهاد من الأمة.

الشيخ: يا سيدي نحن بنستريح من ها الجهاد مع الأسف بنقول: يا أخي طبق ما تعتقد، ولماذا لم يفعل؟

مداخلة: لا، هو طبق ما لا يعتقد.

الشيخ: لأنه .. آه أقول لك: لماذا لا يفعل؟ لأنه لا يؤمن بما يقول.

مداخلة: أي والله.

الشيخ: والله المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله. الله يعافيكم جميعاً.

مداخلة: إن شاء الله.

مداخلة: يا شيخنا بارك الله فيك، الله يأتيك خير.

الشيخ: نعم؟

مداخلة: نصيحة للأخوة الذي -يا شيخ- يعتقدون على المنهج، نفس النصيحة ..

الشيخ: يا شيخ، إن كان باقي النصيحة بارك الله فيك، أنهم يلزموا العلم، أن يلزموا العلم والتربية على هذا العلم المُصَفَّى من الكتاب والسنة، وأنا أقول: السياسة واجبة، لكن ليس في هذا اليوم، أنا قلت وهذا قد يستنكره أخونا عبد الرحمن: الآن من السياسة ترك السياسة الآن، الآن من السياسة ترك السياسة؛ لأن كل شيء قفز إليه الإنسان قبل اتخاذ الأسباب الذي تهيئ له هذه القفزة فستكون من سيرة الذي قفز أن يقع على أُمِّ رأسه، هذا أمر واضح جداً في الماديات كما هو في المعنويات.

مداخلة: مثل عباس بن فرناس شيخنا.

ص: 79

الشيخ: هذا هو نعم، والله المستعان.

مداخلة: نسأل الله أن يبارك فيك.

مداخلة:

وجزاكم الله خيراً شيخنا وبارك فيكم.

(الهدى والنور / 700/ 29: 35: 00)

(الهدى والنور / 700/ 52: 42: 00)

ص: 80