المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌رد شبهات مدعي الجهاد - جامع تراث العلامة الألباني في المنهج والأحداث الكبرى - جـ ٩

[ناصر الدين الألباني]

فهرس الكتاب

- ‌الجهاد

- ‌إعداد العدة للجهاد

- ‌إعداد العُدَّة للجهاد

- ‌كيفية إعداد العُدة الحسية

- ‌التفريق في حكم الجهاد بين حالةالضعف وحالة القوة

- ‌كيف السبيل إلى الجهاد في ظلحكومات لا تحكم بالشريعة

- ‌الإسلام يُحَارَب والحكوماتصامتة، فما الحل

- ‌استئذان الأبوين في الجهاد

- ‌إذن الوالدين في الجهاد

- ‌الذهاب إلى الجهاد أم البقاء مع الوالدين

- ‌حديث: فيهما فجاهد

- ‌التحالف مع الكفار

- ‌الاستعانة بالمشركين في الحرب

- ‌حكم العمليات الانتحارية

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌هل يجوز الانتحار لامرأة صوناً لعرضها

- ‌الجهاد الفردي

- ‌‌‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌حكم الاغتيالات

- ‌حكم الاغتيالات والتفجيراتفي الدول الغربية

- ‌الاغتيالات

- ‌قتل الطواغيت

- ‌قتل السياح

- ‌الفرق بين دار الإسلام ودار الكفر

- ‌الفرق بين دار الإسلام ودار الكفرودار الحرب

- ‌الجهاد الأكبر والجهاد الأصغر

- ‌أنواع الجهاد

- ‌تصوير الفيديو في الجهاد

- ‌ترك الجامعات للجهاد

- ‌الجهاد في العالم الإسلامي

- ‌حكم قَتْل من اعتدى على مسلمبالتعذيب من الكفار

- ‌حول قوله تعالى:(فقاتل في سبيل الله)

- ‌مدرس في ساحة الجهاد

- ‌سلب الأعداء في الجهاد

- ‌تارك للصلاة قُتل فيساحات الجهاد

- ‌قتال مانعي الزكاة

- ‌حديث: لا يجتمع دينانفي جزيرة العرب

- ‌الحج إلى البيت الحرامأثناء حرب الخليج

- ‌تهديد المسلمين بالفتك بهمأثناء الجهاد

- ‌قتلى الفتن

- ‌جهاد المرأة

- ‌توحيد القيادة في الجهاد

- ‌حديث: من لم يجاهدأو يُحَدِّث نفسه

- ‌أسرى الحرب

- ‌التبرع للجهاد

- ‌الجهاد مع الروافض

- ‌الجهاد مع وجود بدع وشركيات

- ‌جهاد الأقليات المسلمةفي الدول الكافرة

- ‌تفريق بعضهم بين من قُتلفي الله ومن قتل في سبيل الله

- ‌حدود الاستطاعة في الجهاد

- ‌حكم قولهم: فلان شهيد

- ‌هل يُجْزَم بأن فلاناً شهيد

- ‌بيان خطأ الناس بتوسعهمفي قولهم: فلان شهيد

- ‌نقاش مع الشيخ علي خشانحول مسائل الجهاد

- ‌رد شبهات مُدّعي الجهاد

- ‌كتاب الدعوة والدعاة

- ‌من أصول الدعوة

- ‌الدعوة والعهد المكي

- ‌باب منه

- ‌الدعوة بين أمور الدنيا والدين

- ‌السرية في الدعوة

- ‌المنهجية الدعوية في ظلتَعَدُّد الجماعات

- ‌الدعوة والمصالح المرسلة

- ‌واجب الدعاة مع اختلاف المجتمعات

- ‌طريقة الدعوة في الدول التيتُضْطَهد فيها الدعوة

- ‌الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض عيني أم كفائي

- ‌فقه الموازنات الشرعية

- ‌الوقف الدعوي

- ‌هل يقال: النبي فقيه

- ‌التحلق بعد الجمعة للمواعظ

- ‌دعوة النساء

- ‌أخلاق الداعية وأولوياته

- ‌أخلاق الداعية

- ‌أولويات الداعية

- ‌نصيحة للدعاة في أسلوب الأمربالمعروف والنهي عن المنكر

- ‌التخفيف من إلقاء المواعظ

- ‌إحياء بعض السنن التيلم يعتد عليها الناس

- ‌الحكمة في الدعوة إلى الله

- ‌الحكمة في الدعوة إلى الله

- ‌أهمية مراعاة الأسلوب الحسنفي الدعوة إلى الله

- ‌ما هي الأُسس التي ينبغي أنينطلق منها الداعية إلى الله

- ‌ما هي الطريقة المُثْلَىللدعوة إلى الله

- ‌كيف نجعل الناس يستجيبون لدعوتنا

- ‌كيف يرقي المؤمن نفسهفي مجال الدعوة إلى الله

- ‌علاج ظاهرة الفتور الإيمانيعند الدعاة

- ‌التصدر للدعوة من غير المؤهلين

- ‌ضابط المتصدر للوعظ والتعليم

- ‌على الدعاة ألَاّ يحدثوا بأحاديثالترغيب والترهيب إلا مع بيان المراد منها

- ‌كيفية إنكار المنكرات

- ‌أسلوب إنكار المنكر

- ‌تغيير المنكر بالقلب

- ‌الدعوة والتغيير بالقوة

- ‌الدعوة عن طريق إرضاء المدعوينبعادات اعتادوها

- ‌المداراة والمداهنةفي الدعوة إلى الله

- ‌ترك بعض المسائل الفرعيةفي سبيل الدعوة

- ‌الأخذ بالقول المرجوحلمصلحة الدعوة

- ‌ترك السنن لتأليف الناس

- ‌الدعوة وقاعدة الغايةتُبَرِّر الوسيلة

- ‌مدى صحة تقسيم السنن إلى مألوفوغير مألوف لغرض مراعاة مصلحةالدعوة في الدعوة لكل نوع

- ‌من يقول بترك السنة لأجلالاشتغال بالدعوة

- ‌هل دخول البنات الجامعاتمن مصلحة الدعوة

- ‌الدخول في أماكن المنكر بحجة تغيير المنكر

- ‌داعية حِلِّيق اللحية

- ‌الدعاة الواقعون في مخالفات شرعية

- ‌الداعية وعدم الامتثالللأوامر والنواهي

- ‌الدعاة والوقوع في أهل العلم

- ‌مشاكل الشباب الملتزم مع أهله

- ‌دعوة السافرة

- ‌دعوة المرأة

- ‌دعوة شاب مسلم لامرأة نصرانية

- ‌دعوة السيَّاح

- ‌وسائل الدعوة

- ‌وسائل الدعوة هل هي توقيفية

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌حكم استخدام التلفزيون والتمثيلوالأناشيد في الدعوة

- ‌استخدام التلفاز في نشر الدعوة

- ‌تحصيل المصالح بارتكاب المحرمات،وكلمة حول استخدام التلفزيون في الدعوة

- ‌استخدام التمثيليات والأناشيد في الدعوة

- ‌حول التمثيل

- ‌استخدام التمثيل في الدعوة

- ‌ما تستخدمه بعض الجماعات في الدعوة من التمثيل

- ‌استخدام التلفاز في الدعوة

- ‌الأفلام الإسلامية

- ‌استخدام التمثيليات والأناشيدفي الدعوة إلى الله

- ‌حكم إقامة معرض دعوي يحتويعلى صور وأناشيد وتمثيليات

- ‌حكم الأناشيد الإسلامية

- ‌حكم الأناشيد الإسلامية

- ‌البديل الإسلامي للأغاني

- ‌حكم الأناشيد الإسلامية

- ‌‌‌حكم الأناشيد الإسلامية

- ‌حكم الأناشيد الإسلامية

- ‌الغناء الصوفي والأناشيد الإسلامية

- ‌التعامل مع المسلمالمتلبس بالمحرمات

- ‌حكم لَعْن من تسبب في قتل المسلمينوإهانة الدين الإسلامي

- ‌حكم لعن المتبرجات

- ‌السلام على من يرتكب محرماًوقت ارتكابه لهذا الحرام

- ‌رد السلام على تارك الصلاة

- ‌السلام على المدخن والحليق

- ‌غيبة الفاسق

- ‌استقبال تارك الصلاة في البيت

- ‌التعامل مع من يتاجر بالحرام

- ‌هل نقبل دعوة من يتعاملمع البنوك الربوية

- ‌الكتب التي تطبعها البنوك الربوية

- ‌مشاركة الواقعين في معاملاتربوية في التجارة

- ‌مقاطعة من يعمل في بنك ربوي

- ‌هل تقبل هدية المرابي

- ‌صرف الزكاة للمسلم العاصي

- ‌دعوة النساء

- ‌مقاطعة من أقر الزنا ولم ينكره

- ‌إمام يؤم الناس وهو حليق

- ‌صرف الزكاة للفساق

- ‌بيع التلفاز

- ‌جنس العرب

- ‌جنس العرب

- ‌هل عزة الإسلام مرتبطة بالعرب

- ‌الرفق بالحيوان في الإسلام

الفصل: ‌رد شبهات مدعي الجهاد

‌رد شبهات مُدّعي الجهاد

السائل: إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله أما بعد فهذه بعض الشبهات من كتاب «العمدة في إعداد العدة» أعرضها على شيخنا المحدث الفقيه العلامة ناصر الدين الألباني ليقوم بدوره بالرد عليها بأسلوبه العلمي الفريد الذي يستمده من الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح.

-يقول حديث غزوة مؤتة حيث أمر الصحابة خالداً عليهم لما قتل أمراؤهم وهم في غيبة عن الإمام الأعظم فرضي النبي صلى الله عليه وآله وسلم صنيعهم هذا، وحديث عبادة ابن الصامت دعانا النبي صلى الله عليه وآله وسلم فبايعناه فكان فيما أخذ علينا أن بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا وألا ننازع الأمر أهله قال إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان، يقول ونحن نسأل أصحاب هذه الشبهة كيف يقاتل المسلمون في هذه الحالة في حالة لا إمام كيف تكون العدة وهذه الشبهة تقوم من صميم اعتقاد الشيعة لا جهاد في سبيل الله حتى يخرج الرضا من آل محمد.

الشيخ: حتى يخرج ماذا.

مداخلة: .... المهدي المنتظر يعني

الشيخ: الشيخ: غيره في شيء.

مداخلة: يقول الوجه الأول أنه كما يتضح من نص الحديث أن الفرقة التي أمر

ص: 205

النبي صلى الله عليه وآله وسلم باعتزالها هي فرقة ضلالة المذكورة في قوله دعاة على أبواب جهنم ويدل على هذا .. التعليلين يقول اسم الإشارة تلك عائد على مذكور قبله بالنص بين الألف واللام في الفرق للعهد، وتدل على مذكور من قبل معهود في الذهن، ولا تصح أن تكون في الجنس وإلا دخلت في الفرقة الناجية، وهذا باطل بالإجماع، الثاني يقول أن الاعتزال مخصص بحديثين الفرقة الناجية والطائفة المنصورة.

الشيخ: غيره في شيء طيب نرجع للسؤال الأول تفضل.

مداخلة: يقول تنبيه رد على شبهة لا جهاد بلا إمام.

الشيخ: ليس هذا السؤال الأول الذي طرحته وقلت لك ما معنى هذا السؤال هناك أسئلة تكون جبرية.

مداخلة: حديث عائشة يقول حديث عائشة إن ناساً من أمتي يؤمون بالبيت برجل من قريش قد لجأ بالبيت حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم وقلنا يا رسول الله إن الطريق قد يجمع الناس قال نعم فيهم المستبصر والمجبور وابن السبيل يهلكون مهلكا واحدا ويصدرون مصادر شتى يبعثهم الله على نياتهم.

الشيخ: كيف يفهمون هذا الحديث وما علاقة الحديث بأصل السؤال الذي استدلوا له بهذا الحديث، أصل السؤال المستدل له بهذا الحديث ما هو؟ وهو القتل غدرا أليس كذلك؟ وأنه يذهب في هذا القتل ناس أبرياء لا يستحقون هذا القتل، نحن نقول مع كل أسف إن هذا الاستدلال وحده يكفي ليكون رادعا لهؤلاء أن ينفردوا عن علماء المسلمين بتفسير نصوص الرسول عليه السلام وتأويلها تأويلاً باطلاً، هذا الحديث يدل مجموع الروايات التي جاءت في صحيح مسلم وفي غيره أن جيشا يوجه إلى هدم الكعبة وفيهم كما جاء في هذا الحديث وفيهم المستبصر؟ ما معنى المستبصر يعني فهمان الغاية من ذهابه مع هذا الجيش وفيهم عابر السبيل، لا يعرف ما هي الغاية لكن كما يقال في بعض

ص: 206

البلاد هات يدك وامشي، أين رايحين رايحين يجاهدوا في سبيل، لكن ما هم فهمانين أنهم رايحين لهدم بيت الله تبارك وتعالى، فهؤلاء يخسف الله بهم الأرض ويهلكهم جميعاً، فالسيدة عائشة أشكلت في الأمر وقالت كيف هذا وفيهم كذا وكذا وكذا؟ فأجاب عليه السلام بأنهم يبعثون على نياتهم، كلمة يبعثون على نياتهم ليس لها علاقة بالغدر والقتل لمن لا يستحق، وإنما لها علاقة بالذي ينضم إلى جيش لا يعرف الغاية أن هذا الجيش قد يمم شطر ارتكاب محرم كبير فهو يبعث على نيته، فالحديث في واد والمستدل عليه في واد آخر، إنما يبعثون على نياتهم فما علاقة القيام بالغدر بمثل هذا الحديث، هذا أولا.

وثانيا هل هو سبيل إقامة الدولة المسلمة بمثل هذه الوسائل التي ابتلي بها كثير ممن يدعون العمل للإسلام والجهاد في سبيل الله تبارك وتعالى؟ هل هكذا فعل الرسول عليه السلام حينما بدأ لإقامة الدولة المسلمة؟ كل مسلم يعرف أن مثل هذه التصرفات لم تقع إلا في العهد المدني أي بعد أن أوجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم فعلاً الطائفة المنصورة أوجدهم وعلمهم مما علمه الله ورباهم على عينه وبدأ يجهز هؤلاء لملاقاة الكفار، ونحن نعلم أن أول معركة قامت بين المسلمين وبين الكافرين لم تَقُم ابتداءً من الرسول عليه السلام وأصحابه وإنما دفاعا عن بلد المسلمين الذي غزي من الكافرين كما هو معروف في السيرة وفي قصة غزوة بدر المعروفة، فلذلك الجهاد يحتاج إلى مقدمات ومقدمات كثيرة وكثيرة جداً.

وهذا يربطنا ببعض الأسئلة التي سبق أن تلوتها علينا نضم الجواب عن ذاك السؤال المتعلق بالجهاد فيبدو أن هؤلاء الناس لا يفرقون بين جهاد وجهاد، لا يفرقون بين جهاد الدفاع الذي معناه أن المسلمين هوجموا في عقر دارهم فَعَلى المسلمين كلهم حتى النساء أن يقوموا كل فرد منهم بما يستطيع من جهاد في دفع صائلة هؤلاء الأعداء المهاجمين المسلمين في عقر دارهم، هنا لا يرد موضوع الإمارة والأمير والاستعداد الواجب أن يقوم به المسلمون، بينما الجهاد الذي نحن نقول لا بد له من إمارة ولا بد له من قيادة ولا بد له من الاستعداد بالمعنيين

ص: 207

المعنوي والمادي إلى آخره الجهاد المقصود به نقل الدعوة الإسلامية من بلد إسلامي، إلى بلد غير إسلامي ولذلك هم في الواقع يخلطون شعبان برمضان، يخلطون الفرض العين بالفرض الكفائي، فالجهاد الأول الذي ذكرته آنفا في كلامي وهو الدفاع عن البلد المسلم المهاجم هذا فرض عين على كل مسلم، أما الفرض الآخر الفرض الكفاية إنما يجب على طائفة من المسلمين دون كل فرد من أفراد المسلمين، وإذا عرفت هذا التفصيل سقطت أدلتهم كلها التي يسردونها للرد على من ينكر الجهاد من النوع الذي يراد به نقل الدعوة من بلد مسلم إلى بلد كافر، الذي يراد به مقاتلة من يلينا من الكفار، هذا لا بد له من استعداد ولا بد له من تنظيم ولا بد له من كل وسيلة من الوسائل التي فيما يبدو للناس ولا بد ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها أنها من أسباب النصر والغلبة على الكفار.

فالآن بعد هذا البيان الذي اعتبره جوابا عما جاء في سؤال يتعلق بالجهاد الآن اذكُر الشبهات أو الأدلة في زعمهم التي ردوا بها علينا حيث توهموا أننا ننكر الجهاد مطلقا وأنه نشترط له شرط الإمارة بينما نحن نفرق بين جهاد وجهاد هات نشوف الأدلة.

مداخلة: الشبهة لا جهاد بلا إمام.

الشيخ: والآن قلنا نحن بجهاد بغير إمام لكن نحن نقول الجهاد الذي مثلا نفترض أن هناك حكم كافر صراحة هذا بنص الحديث الذي جاء في سؤالك جائز إلا أن تروا كفرا بواحا، هذا الخروج على هذا الكافر كفرا صريحا ألا يتطلب استعداد؟ هذه نقطة فيها خلاف بين مسلم ومسلم؟ ! لا. الآن هم يقولون جماعة الجهاد، أين جماعة الجهاد، وأين استعداداتهم التي تمكن لهم من الخروج على الحاكم الكافر كفرا بواحا، أين هذا، وأين الخلاف الذي يزعمونه أن الإمارة واجبة؟ نحن نقول الجهاد الذي يراد به الخروج هذا لا بد له من إمارة، ولكن هذا وحده لا يكفي، ألا يتطلب استعداد معنوي، واستعداد مادي، انطلاقاً

ص: 208

من قوله تبارك وتعالى {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ

} [الأنفال: 60] هذا الخطاب الآن لا يوجد تحقيقه في أرض إسلامية مع الأسف الشديد.

ولذلك نحن نقول لا بد لهذا فهؤلاء كالذين تسموا بجماعة الجهاد هل قاموا بهذا الواجب، فإذن هم ينصبون خلاف ولا خلاف، نحن نقول الجهاد نوعان جهاد فرض عين، وقد عُرِفت صورته، وجهاد فرض كفائي، وقد عرفت صورته، الجهاد الأول لا يحتاج لا إلى إمارة ولا إلى استعداد يشابه هذا الاستعداد استعداد الكافر الذي هو أقوى منا، ولا يحتاج إلى مثل استعداد الحاكم الذي رأينا منه كفرا بواحا، لكن لا بد من استعداد الذي يتمكن منه المسلمون اليوم مع الأسف الشديد المسلمون لا يستطيعون أن يهيئوا لأنفسهم ليس فقط جهادا ماديا ظاهرا على عيون الأعداء فيمنعونهم من هذا الاستعداد بل وحتى ما استطاعوا للقيام للجهاد الذي لا يملك الكافر اتخاذ الوسائل ليحول بين المسلمين وبين استعدادهم لهذا الجهاد أعني الجهاد الإيماني، فليس هناك طائفة من المسلمين متكتلين متجمعين على فهم الكتاب والسنة فهماً صحيحاً وربما أيضا تربية صحيحة، فأعمالهم كلها على ضوء هذا الكتاب والسنة.

في الأمس القريب نحن كنا نتكلم في هذا الموضوع ولذلك نحن قلنا إذا أردنا أن نجاهد في بلد ما من أين لنا السلاح، هؤلاء حقيقة جماعة أغرار، والمثال قد رأوه في الجهاد الذي دام أكثر من عشر سنين ألا وهو الجهاد الأفغاني من أين كانوا يأخذون السلاح؟ هل كان عندهم استعداد لإنتاج السلاح محلياً، أم كانوا يستوردونه من نفس البلاد التي تحارب الدعوة الإسلامية؟ فكيف يستطيع هؤلاء أن يجاهدوا وليس عندهم مثل هذا الاستعداد، الحقيقة المؤلمة جدا جدا أن المسلمين اليوم كالصبيان أغرار لا يعرفون حجم مسؤولية القيام بجهاد الحكام الذين يعتبرون أنهم يحكمون حكما كافراً صريحاً، ما عرفوا حجم هذا

ص: 209

الواجب ليعدوا له عدته يظنون أن المسألة نجمع مائة شخص ألف شخص ألفين شخص ونحمسهم على الجهاد في سبيل الله ثم ليس في استطاعتهم أن يصنعوا إبرة ليُرَتِّقُوا فتق ثيابهم، فضلاً أن يصنعوا سلاحاً يُقاتلون به عدوهم، أين هذا الاستعداد المأمور به في القرآن من واقع هذه الجماعة أو غيرها ممن رأينا آثارهم يجاهدون ثم تكون العاقبة خسارة للدعوة المسلمة، بدأً من جماعة جهيمان في الحرم المكي، وتثنية جماعة تبع مصر الإسلامبولي، أي نعم، وثالثاً في سوريا خروج الإخوان المسلمين، وأخيرا الجزائريون وما يصيبهم الآن من نَكَسات إلى آخره، ماذا استفادت الدعوة الإسلامية من هذا الاستعجال في الأمر الذي يحقق حقيقة بعض الأقوال التي نعتبرها من الحكمة في مكان، وذلك قول من قال: من استعجل الشيء قبل أوانه ابتلي بحرمانه، هذا الذي يصاب المسلمين به اليوم، غيره ماذا عندك؟ .

مداخلة: وكما قلت يعني استدل بوجود الإمام أن الصحابة أمروا خالدا عليهم لما قُتِلَ أمراؤهم وهم في غيبة عن الإمام الأعظم اللي هو النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم يستدل بمعركة عين جالوت ضد التتار.

الشيخ: دليل دليل حتى ننظر.

مداخلة: حديث غزوة مؤتة، حيث أَمَّرَ الصحابةُ خالداً عليهم لما قتل أمراؤهم وهم في غيبة عن الإمام الأعظم ألا هو النبي صلى الله عليه وآله وسلم فرضي النبي ورضي النبي صلى الله عليه وآله وسلم صنيعهم هذا، ثم كما قلت يعني يورد التساؤل يعني نقول نحن نسأل أصحاب هذه الشبهة كيف يقاتل المسلمون في هذه الحالة حيث لا إمام وكيف تكون العدة طبعا؟

-نحن جوابنا عن قضية مؤتة هذه أولا هنا الأمير وهو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم موجود، وهو الذي جَيَّشَ ذلك الجيش، وحينما أَمَّروا عليهم خالدا فذلك اجتهاد منهم مأذون لهم بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو الذي جهز ذلك الجيش فهو مأذون لهم بأن

ص: 210

يتصرفوا مثل هذا التصرف لأنهم تجاه عدوهم، فأشبه هذا الحديث أشبه بالجهاد الذي نحن نقول لا يتطلب استعدادا إذا ما هوجم المسلمون في عقر دارهم فهؤلاء خرجوا من عقر دارهم لمجاهدة الكفار، ثم طرأ أن مات الأمير فلا بد له من خليفة فلو أردوا أن يرسلوا إلى الرسول عليه السلام وأن يسألوه وهو الأمير الحق لتأخر الجهاد ولربما غزو واستأصلت شأفتهم من عدوهم فهذه صورة من الصور التي تعالج بقاعدة الضرورات تبيح المحظورات، فهذا لا يستدل بأن هذا ضروري نحن نفرض أميرا من عندنا نفرض أميرا من عندنا، وهذا يذكرني الآن هذه الجماعة التي يريدون لها أميرا كيف نُصَّبوه أميرا زيدا من الناس كيف نصبوه أميرا هل هناك أهل العلم هل هناك أهل الحل والربط، كيف صار فلان أميراً، قل لي فيما تعلم.

مداخلة: ما نعلم أن يكون من جماعتهم.

الشيخ: أنا أعرف لكن كيف صار هذا الأمير من جماعتهم من الذي اختاره العلماء أم الرعاء.

مداخلة: الرعاء.

الشيخ: هذه المشكلة، هذا كله يؤكد أنهم يستعجلون الأمور يُنَصِّب أحدهم أميرا ثم يقول الإمارة لا بد منها، فهو مع مخالفته لما ذكرنا من المقدمات يُؤَمِّر نفسه، ونحن نعلم جميعا أن الإسلام يُحَرِّم على المسلم أن يطلب وظيفة ما ينهى المسلم أن يطلب وظيفة ما أما أن يأمر الرجل نفسه ثم يجر الأدلة كلها التي ظاهرا تدل على أنه لا بد من إمارة وفي كل ظرف هذا والله جهل كما يقال جهل مركب مع الأسف الشديد.

مداخلة: يستدل بمعركة عين جالوت مع التتار يقول حدث هذا في توافر أكابر العلماء كعز الدين ابن عبد السلام وغيره بل إن قائد المسلمين في هذه المعركة سيف الدين قطز كان قد نصب نفسه بنفسه سلطاناً على مصر.

ص: 211

الشيخ: أنا ما أذكر الحادثة كيف وقعت فهل عندك أو عند غيرك تفصيل لها في عندك يا أستاذ تذكر شيئا.

مداخلة: الذي أذكره.

الشيخ: على أن هذا متى وقع.

مداخلة: وقع سنة ستمائة وثمانية وخمسين هجري.

الشيخ: طيب، ثم أليس هذا أيضا من باب الضرورات تبيح المحضورات.

علي الحلبي: شيخنا صار هناك خلع وتولية إماماً وهذه مسألة مفصلة في كتب السياسة الشرعية أنه خلع المنصور وتسلطن مكانه سلطان فهذه المسألة تختلف والله أعلم هم يقولون شيخنا من تولى غصبا له الولاية أما مش أنه فرض نفسه هكذا على الناس.

الشيخ: عفوا أنا أريد أتصور الحادثة واربطها بالسؤال وأشوف كيف يفهمونها.

علي الحلبي: أقرأ لك شيخنا هو خلعه قطز، يعني السطور.

الشيخ: معليش بس هذا مربوط بسؤاله.

علي الحلبي: طبعا مربوط لأنه يقول ماذا أنه نَصَّب نفسه من أجل الجهاد كلامه مع أن الأمر ليس كذلك هو خلع المنصور وتسلطن مكانه صار سلطانا وحينئذ يجب بيعته.

الشيخ: هو هذا؟

مداخلة: نعم.

الشيخ: طيب هذه لها علاقة بمسألة أن من خرج على الخليفة المبايع من خرج على الخليفة المبايع من المسلمين هذا الخروج من الناحية الشرعية لا

ص: 212

يجوز، لكن في سبيل المحافظة على دماء المسلمين لا يخرج على هذا الخارج وإنما ما دام ماشيا على أحكام الله على شريعة الله وما دام أنه يرفع راية الجهاد في سبيل الله فالمسلمون عليهم أن يطيعوه، فما علاقة هذا بما سبق من الكلام هذا أيضا يدل أن الجماعة حَوَّاشين حَطَّابين يجمعون من هنا وهنا أمورا يظنون أنها لهم أدلة وليست لهم بأدلة بل ولا هي شبهات لهم.

مداخلة: في اعتراض على الشيخ علي حسن في مسألة إقامة الحدود يقول الشيخ علي يقول لو اتفق أناس فيما بينهم على إقامة الحدود هو باطل بإجماع الأمة، فهو يقول بل يجوز للناس أن يتحاكموا إلى رجل مؤهل للقضاء برضاهم بخلاف قاضي الإمام وتلزمهم أحكامه، والدليل ما روى أبا شريح أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال له إن الله هو الحكم فلما تكنى أبا الحكم قال إن قومي إذا اختلفوا في شيء أتوني فحكمت بينهم ورضي علي الفريقان قال ما أحسن هذا، فَمَنْ أكبر ولدك؟ قال شريح، قال فأنت أبو شريح، أخرجه النسائي وقصة تحاكم عمر.

الشيخ: وقف عندك شوية يا أخي قبل الإنسان أن يستدل بقضية يجب تصورها تصوراً جيداً، هل الموضوع التحاكم إلى شخص معين في حالة وجود أشخاص في العراء في الصحراء ليس هناك حاكم وليس هناك نظام قائم، أم البحث يدور مع وجود حاكم ونظام قائم؟ أم البحث يدور حول مع وجود نظام قائم وحاكم يحكم لا أقول الآن بما أنزل الله لأن الواقع أن في حكم خليط اليوم، لكن في حاكم يحكم بعضه موافق للشرع وبعضه مخالف للشرع، فنحن نتساءل الآن هل نقطة الخلاف بين هؤلاء وبين الأخ الذي أشرت إليه هو أنه يجوز إقامة شخص يقيم الحدود تحت نظام ذلك الحكم وبدون إذن من ذاك الحاكم أم دون وجود مثل ذاك الحاكم هل هنا في تفصيل لهذه المسألة؟ الجواب لا، إذن نحن نتساءل ما علاقة هذا الدليل بما إذا كان هناك حاكم يحكم حكمه نقول مخالف للشرع في كثير من أحكامه، فلو أن رجلا نصب نفسه ليحكم بين الناس من عند

ص: 213

نفسه كما قلنا آنفا بالنسبة لأمير الجماعة المزعومة نصب نفسه، وبدأ يطبق الأحكام الشرعية هذا الحاكم الذي هو فرد من أفراد شعبه ماذا سيفعل مع هذا الإنسان هل يفسح له المجال ليقيم الحدود الشرعية طبعا لا إذن الموضوع ليس في هذه الصورة التي نحن نتحدث عنها إقامة فرد يحكم ويطبق الحدود الشرعية تحت نظام حاكم متسلط متجبر صفه بما شئت، لكن نحن نعلم بالضرورة أنه لا يتمكن من إقامة الحدود الشرعية وواقعنا مع الأسف يعني أوضح من أن تحدث لو رأيت رجلا يسب الله ورسوله ما تستطيع أن تضربه بعصاة بيدك، لأن الحاكم لا ينتصر للحكم الشرعي هنا ولا يدافع عن الأحكام الشرعية، ما بالك رجل قتل مسلم عامد متعمد فيأتي هذا الذي نصب بالحكم ويأخذه ويقتله ماذا سيفعل به ستزداد الفتنة وأنا أظن وهذا هو الرجل الذي يرد عليه موجود والحمد لله وبإمكانه أن يبين ما عنده مما ذكرت أو مما لم أذكره

مداخلة: جماعة الخبر واليقين.

الشيخ: بارك الله فيك هؤلاء الجماعة يا أخي ما في عندهم علم، ما يفصلوا بين حالة وحالة، لو كان هناك جماعة كما قلت آنفا في العراء وليس هناك سلطان وليس هناك حاكم، هنا يرد حكم أبي الحكم هذا الذي كني بهذه الكنية بأنه مطاع في قومه مطاع في قومه ليس هناك إذا ما حكم بحكم ما من يعارضه ومن يترتب من وراء حكمه فتنة وفساد في الأرض كثير، والقواعد الشرعية تعلمنا أن المسلم في بعض الأحيان يضطر لمخالفة الحكم الشرعي من باب دفع المفسدة الكبرى بالمفسدة الصغرى الله أبو الحكم هذا بعد ما سأله الرسول هذا السؤال وأجاب بما عنده هل كان يقضي بين الناس ويحكم بين الناس، وأظن أنك تفرق معنا بين الحكم وبين تنفيذ الحكم فأنا أحكم مثلا بأن فلان ما دام أنه زنى وهو محصن فهذا يجب رجمه بالحجارة هذا حكم وحكم مطابق للشرع، لكن هل لي تنفيذ هذا الحكم شرعا هل لي تنفيذ هذا الحكم أم ينفذه من ولي تنفيذ الأحكام،

ص: 214

ولذلك كان في كل عصور الإسلام من يعرف بأنه مفتي ومن يعرف بأنه قاضي، فالقاضي له اختصاصه والمفتي له اختصاصه أشبه ما يكون بمدير الشرطة رئيس الشرطة رئيس الشرطة ينفذ الحكم الذي يأتيه من الحاكم لكن هو ليس حاكما إنما هو منفذ ولذلك فالخلط بين الأحكام فيها مصيبة كبرى أبو الحكم هذا هل كان في عهد الرسول عليه السلام يقضي بين الناس دون أن يأمره الرسول عليه السلام بأن يحكم بين الناس وأن ينفذ ما يحكم بين الناس الجواب لا إذن ليس بهذا الحديث علاقة بالموضوع أبدا باقي معك شيء تفضل.

علي الحلبي: الإمام الآجرى في كتاب «الشريعة» يروي في سنده عن عمر ابن يزيد قال سمعت الحسن أيام يزيد ابن المهلب يقول وقد أتاه رهط أيام يزيد بن الملهب فتنة كانت في ذلك الحين فأمرهم أن يلزموا بيوتهم ويغلقوا عليهم أبوابهم، ثم قال والله لو أن الناس إذا ابتلوا من قبل سلطانهم صبروا ما لبثوا أن يرفع الله عز وجل ذلك عنهم وذلك أنهم يفزعون إلى السيف فيوكلون إليه فوالله ما جاؤوا بيوم خير قط ثم تلا قول الله تعالى { .. وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ} [الأعراف: 137].

الشيخ: الله أكبر هذا إنكار صريح للخروج على الحكام الله أكبر طيب غيره.

مداخلة: المسألة الثانية: نفس الحكم في حديث شريح قصة تحاكم عمر والأعرابي إلى شريح نتلو عليك.

الشيخ: تفضل نسمع.

مداخلة: قال علي ابن جعد أنبأنا شعبة عن سيار عن الشعبي قال أخذ عمر فرساً من رجل على .. فحمى عليه فخاصمه الرجل، فقال عمر اجعل بيني وبينك رجل قال الرجل إني أرضى بشريح العراقي. فقال شريح: أخذته صحيحاً سليماً، فأنت له ضامن حتى ترده صحيحاً سليماً، قال فكأنه أعجبه فبعثه قاضياً، فقال ما

ص: 215

استبان لك من كتاب الله فلا تسأل عنه فإن لم يستدل في كتاب الله فمن السنة فإن لم تجده في السنة فاجتهد

مداخلة: هذا نحن نقول به يعني أمير المؤمنين عمر بن الخطاب طلب منه أن يحكم لما رآه مصيبا في حكمه فوجده أهلا ليكون قاضيا فولاه القضاء أي شيء في هذا هل هناك من يقول هل القضاء للإسلام لا يجوز أن ينصب الإنسان نفسه قاضيا وتحت حكم حاكم ظالم جائر مبير مسلم عادل مهما كان شأنه لا يتمكن من أن يقيم حدود الله إلا بإذن من هذا الحاكم وإلا كان حكمه فتنة على الناس كما قلنا آنفا فهذا استدلال في غير محله كشأن أدلته كلها والله المستعان.

مداخلة: تلك الفرق كلها.

الشيخ: وكن مع الفرقة الناجية أليس كذلك، يعود الكلام للفرقة الناجية كما قلنا في الطائفة المنصورة هل الفرقة الناجية بجماعة الجهاد، فإذن ماذا في هذا دليل! نحن نفهم الحديث أن المسالة حينما قال عليه السلام في ذاك الحديث دع الفرق كلها ما دام أنه ليس هناك إمام يجمع المسلمين تحت رايته ويريد كل شخص من هذه الفرق أن ينصب نفسه أميرا كما هو واقع المسلمين اليوم وكما قال الشاعر وكلٌ يدعي وصلا بليلى وليلى لا تقر لهم بذاك، أنت تعلم أن هناك جماعات وكل جماعة لها أمير وكل جماعة تضرب على وتيرة واحدة أن كل واحد يقول لا بد من إمارة صار في عندنا إمارة هنا وإمارة هنا وإمارة هنا، ما واجب المسلم الذي هو من الفرقة الناجية بدلالة حديث حذيفة هذا ما واجبه يقول لك دع الفرق كلها أي لا تتعصب لطائفة لفرقة دون فرقة ولو أن تعض على جذع شجرة، فهذه القضية قضية أن لا تكن عضوا في إمارة من إمارات كثيرة لأن هذه الإمارات ستتطاحن إلا إذا وجد إمام يحكم المسلمين جميعا ويجمعهم تحت راية واحدة فأنت يجب أن تكون معه وإلا فدع الفرق كلها، فنحن ما نقول إنه ما يكون من الفرقة الناجية لا يكون لنفترض أن هناك فرقة ناجية فرضت هذه

ص: 216

لكنها أساءت فهما كما هو الواقع الآن بالنسبة لهذه الإمارات أساءت فهما أن لا بد من إمارة فنصب أحدهم أميرا ولو نظرت إلى عقيدته لوجدتها عقيدة سلفية لو نظرت إلى منطلقه في حياته لوجدته على الكتاب والسنة لكن شذ وأخطأ في هذه المسألة خطأ فكرياً وعملياً فكرياً، قال لا بد من إمارة ولو تعددت الإمارات عمليا نصب نفسه أو نصبه رعاء الناس وليس علماء المسلمين نصبوه رئيسا وأميرا فكان أميرا هذه الإمارات هي محور حديث حذيفة لا تكن مع طائفة مع فرقة من هذه الفرق ما دام ليس هناك إمام يجمعهم، الحديث عظيم جدا وهو ضد ما يدعون دلالته لصالحهم، غيره.

مداخلة: وفي موضع آخر يعني قلت للأخ على يُحرِّم تعدد الجماعات والإمارات في الجهاد بينما يبيحها في غير الجهاد.

الشيخ: من هو.

مداخلة: هذا صاحب الكتاب هذا.

الشيخ: يحرم.

-يحرم يقول في الجهاد أن تتعدد الإمارات والجماعات لأنها تثير فتنة وانقسامات بينما يبيح التعدد يقول لا بأس به في خارج الجهاد.

الشيخ: نعم هو هذا إمارة إذا كان مقصود بها تنظيم وضع للمسلمين سواء كان وضع ديني أو كان وضع دنيوي رئاسة يعني فهذه الرئاسة لا بد منها مكتبة صغيرة مثل هذه المكتبة لا بد ما يكون فيها مسؤول، لكن البحث المهم هو الإمارة الكبرى التي يترتب من ورائهم مبايعته وإطاعته في المنشط والمكره ولو جلد ظهرك وأخذ مالك إلى آخره، هذا ليس لهؤلاء إطلاقا بينما هم يجرون هذه الأحكام التي قالها الرسول.

غيره ماذا عندك.

ص: 217

مداخلة: شيء آخر يستدلون، يقولون مثلا ما هو الضابط في مسألة مثلا الجهاد أو الخروج الذي كان يقولوا بالمدة، فالرسول بقى ثلاثة عشر سنة مع الجهاد وإذا كان بالعدد فأول معركة قدروا بثلاث مائة وكذا ونحن باقي لنا أكثر من عشرين سنة والعدد قد يكون بالآلاف.

الشيخ: نحن ما في عندنا سنين عندنا تهيؤ الجماعة المسلمة للقيام بواجب نحن الآن نضرب مثلا سهلا سمحا جدا لفهم القضية، ترى الأمر بالمعروف الأمر بالمعروف فقط أيسر والا الجهاد في سبيل الله أيهما أيسر.

مداخلة: الأمر بالمعروف.

-والأمر بالمعروف له ثلاث مراتب كما هو معلوم «من رأى منكم منكرا فليغره بيده» هذا تغيير المنكر بيده، هل يستطيع المسلمون في بلد من البلاد الإسلامية، هل يستطيعون القيام به، كيف يستطيعون الجهاد يا جماعة، فمتى الآن يرد السؤال الذي أنت أوردته بالنسبة للجهاد متى يتمكن المسلمون من الأمر بالمعروف من المرتبة العليا والأولى هذا لا يسأل هذه السؤال لأن هذا يتعلق بوضع المسلمين من حيث قوة إيمانهم وصبرهم وعلمهم وإلى آخره هذا الأمر موكول إلى الله تبارك وتعالى كل ما يمكن أن يقال من أجل وضع تلك الحدود كم سنة نحتاج نقول هذا أمره إلى الله لكن نحن علينا أن نمشي في حدود ما أمر الله عز وجل، ونحن لا نعتقد أن النصر يستحقه المسلمون باستعداداتهم المادية والمعنوية إنما النصر بيد الله تبارك وتعالى، حينما نصر الله المسلمين في غزوة بدر وخذلهم في ابتداء الأمر في غزوة حنين ما كان هناك إلا علة واحدة في غزوة حنين هو إعجابهم بكثرتهم كما هو مذكور في القرآن الكريم لكن بعد ذلك الله عز وجل امتن عليهم ونصرهم مع أنهم في الحالة الأولى حيث انهزموا كانوا أكثر عددا من عددهم غزوة بدر التي نصرهم الله تبارك وتعالى فنحن علينا أن نأخذ بالأسباب ثم نتوكل على رب الأرباب أما متى نصر الله {حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ

ص: 218

الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ

}

[يوسف: 110] فالنصر من عند الله لا يمكن أن يوضع له حد وزمن إطلاقاً، الأمور الشرعية ليست كالأمور المادية، نحن نسمع اليوم من بعض الدول الكبرى أنهم يضعون مثلا ميزانية خمس سنوات لمعالجة مرض ما أو مشكلة عارضة ما ثم بعد هذه السنوات يُغَيِّروا البرنامج، الأمور المادية يمكن تنظيمها إلى حد كبير إخضاعها لإرادة الحكام أما الأمور المعنوية هذه دقيقة ودقيقة جداً، ولذلك فمن الخطأ إيراد مثل هذا السؤال، متى يكون العدد؟ نحن لسنا مسؤولين عن العدد، نحن مسؤولين أن يستمر المسلمون في القيام بواجبهم وحينما يعلم الله عز وجل من هؤلاء أنهم يستحقون نصر الله يُيَسِّر لهم السبل التي لا تخطر في بالهم سلوكا لأن الله عز وجل ينصر من يشاء والله المستعان.

علي الحلبي: شيخنا قلتم في كلامكم قبل قليل إلى غزوة حنين والآيات المعروفة فيها التي تمثل بحق منهجا عظيما هل من الممكن أن نقول كقاعدة بأن النقص في التربية سبب للهزيمة بدليل هذه الآية؟

الشيخ: لا شك هذا فيه عبرة لأننا نعتقد أن الصحابة قد ربوا لكن من زاوية واحدة عجبوا فكان ذلك سببا لهزيمتهم، فأين المسلمون اليوم من قيامهم بكل ما يجب عليهم، لو درسنا ترجمة أفراد من أي جماعة التي تؤمر عليها أميرا أنا على مثل اليقين لوجدناهم ليسوا مسلمين لا أقول مؤمنين ليسوا مسلمين يعني ليسوا سالكين على الإسلام إلا ما شاء الله وقليل ما هم، مع ذلك هم هؤلاء الجماعة يريدون أن يقيموا دولة الإسلام ويريدون أن يجاهدوا الكفار والحكام الذين ظهر منهم الكفر الصراح ليس هذا أبدا بالمستطاع، أنا بهذه المناسبة أذكر وبعض إخواننا يذكرون هذا مني جيدا فأنا معجب بكلمة قالها رجل جاهلي لصاحبه يدل على انه كان مفكرا سليم التفكير وهي القصيدة المعروفة لامرئ القيس:

ص: 219

بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه

وأيقن بأنا لا حقين لقيصر

فقلت له لا تبكي عينك إنما

نحاول ملكا أو نموت فنعذر

هذا الشطر الأخير من البيت هو الذي يعجبني، هو يحاول ملكاً، نحن نحاول إقامة حكم إسلامي كيف علينا أن نمشي في الطريق في حدود استطاعتنا فإما أن نصل إلى إقامة الحكم وإما أن نكون معذورين، أما وضع قيود وشروط وعدد يجب أن يتوفر فهذا كله ضرب في حديد بارد لا قيمة له.

مداخلة: قلت قبل قليل لا يستطيعون حتى الأمر بالمعروف تغيير الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باليد، فقلتم لا يستطيعون هذا، فكيف يريدون الجهاد هم، من هذا المنطلق يقولون نحن لعمل هذا الشيء نريد أن نقاتل هؤلاء الحكام الذين إذا حاولنا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ضربونا وتحاكموا إلى غير ما أنزل الله فيريدون أن يضربوا هذا الحكم حتى يولوا من يحكم بظنهم من يحكم بالله حتى يبدؤوا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهل من تفصيل في هذا الشيء.

الشيخ: إذا كنت معنا بأن الأمر بالمعروف أهون من الجهاد فهل نجحوا بالأمر بالمعروف.

مداخلة: لا طبعا.

الشيخ: هل ينجحوا بالجهاد.

مداخلة: بالتأكيد لا.

الشيخ: فإذن! ثم جربوا يعني منطقهم العقل تبعهم ما ساعدهم إلى معالجة الموضوع بمثل هذا المنطق، يعني أنا أقول أحيانا أنت مثلا عندك من القوة والنشاط بأن ترفع خمسين كيلو على ظهرك أو يدك إلى آخره تريد أن ترفع مائة كيلو هل هذا عقل هل هذه نتيجة الهلاك والانهزام وإلَّا النهوض والنشاط

ص: 220

والقوة؟ لا شك أن هذا سيكون عاقبة أمره خسرا.

أقول كم سنة مضى على هؤلاء الذين جربوا منطقهم المنحرف عن العقل والشرع في آن واحد كم سنة مضى عليها بما تقدر

يعني سنة قل العدد الأقل.

مداخلة: ما عندي علم بالعدد حتى أقدر.

الشيخ: طيب المهم الظواهر لا تبشر بخير، لأن الأمر يحتاج إلى اتخاذ الأسباب الشرعية والكونية، لا هذه ولا هذه قد اتخذوها، وبين المكتوب من عنوانه، قامت جماعات كثيرة في مختلف البلاد الإسلامية وثاروا مثل هذه الثورات ثم رجعوا بخفي حنين بل ولا بخفي حنين.

مداخلة: طيب في اعتراض آخر عندهم أنه تلاقيت مع أحد الإخوة ذهبت إلى السويد لدراسة الكمبيوتر وكيف استخدام المعامل وقد أخبرته بالمفاسد وكان مع فضيلة الشيخ أبو مالك فأخبرته بالمفاسد وقال وأذهب من الجامعة إلى المسجد وإلى الغرفة التي أسكن فيها، فأنت قلت ما يجوز لك ذلك، وفي نفس الوقت الآن نوهت قلت هم يريدون الجهاد ولا يملكون حتى إبرة يصنعون كيف يصنعوها محلياً لإخاطة رقع ثيابهم، وهم يقولون الشيخ يقول لا يجوز الخروج حتى نخرج خارج البلاد نتعلم حتى نعرف كيف نصنع بأنفسنا، وكذلك يقول عندما نستشهد في الجهاد وكذا يقولوا لا نملك نحن الأسلحة فكيف نوفق بين هذا النقيضين في نظرهم؟

-ماذا فعل الرسول، كون الرسول هو القدوة، أصبحت هذه العقيدة منسوخة عملياً من أذهان المسلمين الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ما انتصر على فارس والروم الذي كانوا هم يومئذ، أشبه ما يكون بأمريكا وروسيا قبل انهزامها كانوا هما الدولتان العظيمتان المسيطران على العالم المعروف يومئذ ثم نشأت الطائفة المسلمة بقيادة الرسول عليه السلام، فهل نصر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بالسلاح المادي كأساس أم السلاح المعنوي، هذا لا ينافي استعمال السلاح المادي في حدود الإمكانية لكن

ص: 221

الأصل السلاح المعنوي الآن هم يعكسون الموضوع يقولون مثلا كما نقلت أن الشيخ يقول ما يجوز الذهاب إلى بلاد الكفر ليتعلموا مثلا العلوم التي تساعدهم للاستعداد المادي، هذا مفهوم تماما، لماذا يقول الشيخ هذا، ألا يعلمون بأن الشرع لا يريد بالمسلمين أن يورطوا أنفسهم في مفاسد خلقية وربما مفاسد عقدية وفكرية هم يعلمون هذه الحقيقة، إذن هم يريدون كما يصرح بعض الدعاة الإسلاميين اليوم أن الغاية أن يحققوا أن الغاية تبرر الوسيلة، أي لنكون نحن أقوياء مادة يجب أن نكون كالأوربيين استعدادا ماديا، لا هذا مش وارد، وأنا في اعتقادي لا يمكن للمسلمين وللدولة الإسلامية حينما تقوم قائمتها ونرجو أن يكون ذلك قريبا، لا يمكن أن تكون هذه الدولة من حيث الاستعدادات المادية كالكفار لأن الكفار متفرغون لهذا الجانب من الاستعداد المادي بخلاف المسلمين حكاماً ومحكومين ليسوا متفرغين للاستعداد المادي بل هم متوجهون للاستعداد المعنوي قبل الاستعداد المادي، فلذلك هؤلاء المشار إليهم من بعض الدعاة يريدون أن يأخذوا سنن اليهود سنن الكفار وهذا طبعا لا يجوز لأن الكفار دمغهم الله عز وجل وطبعهم بقوله في القرآن الكريم {يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} [الروم: 7] المسلمون يجب أن يكون وضعهم على العكس تماما إلا ما شاء

الله بقدر تطبيق قوله تعالى {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة} قوة مادية لكن القوة الأساسية هي المعنوية الإيمانية، ولذلك فهذا الإيراد الذي نقلته عن الجماعة أيضا يدلنا على انحرافهم عن الفقه الإسلامي الصحيح، فنحن إذا قلنا مثلا لا يجوز للمسلمات أن يدخلن الجامعات المختلطة لأن هناك فساد في تعريض للبنات وللشباب للفتنة، سيقال لنا من أين نأتي بالممرضات والطبيبات إلى آخره، هذا يقال فعلا، نقول في بعض الأمثال لكل ساقطة، في الحي لاقطة ليس كل النساء ولا الشباب المسلم والمسلمات ليس كل فرد من الأفراد هؤلاء عنده استعداد لتطبيق الأحكام الشرعية بكاملها، فإذا قال قائل كما سمعتم آنفاً إن ذلك الشخص الذي تكلم

ص: 222

وسأل عن الربا وما الربا إذا قلنا قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعن الله آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه هل كل المسلمين، يستجيبون لهذا الأمر إلا القليل منهم، هذا لأنه فيه نص صريح لعن الله آكل الربا وموكله وليس هناك نص صريح يفهمه عامة الناس كما يفهمون هذا النص الصريح المتعلق بالربا ليس هناك نص صريح في تحريم الاختلاط، وبخاصة إذا كان مؤولا لتحصيل علم من العلوم الكفائية فإذن أنا لا أتصور أن كل المسلمين والمسلمات سيخضعوا لهذا الحكم الشرعي، إذن وجود طبيبات هذا كمثال سيتحقق بقيام الأفراد المنحرفين مش ضروري نحن نكون كبش الفداء، يجوز هذا المنحرف قد يصاب كلا أو جزءا في شرفه في عرضه ومع ذلك ستكون بالنهاية ستكون طبيبة وتعالج النساء المسلمات بدل ما يعالجهن الطبيب من الرجال، إذن الغاية لا تبرر الوسيلة والشبهة التي ألقيتها آنفا تنطلق من هذه القاعدة اليهودية.

مداخلة: استدلال قياس إمارة الجماعات على إمارة يقول السفر هو قياس صحيح للعلة المشتركة فيقول البحث الآن هو ما العلة في إمارة السفر يقول الحق أن العلة ثابتة بالنص في نفس الحديث ولكنه.

الشيخ: ما هي العلة المنصوص عليها في الحديث.

مداخلة: العلة هي في نهاية البحث ....

الشيخ: أسألك ما هي العلة المنصوص عليها في الحديث في دعواه.

مداخلة: في دعواه هو أن العدد وليس السفر.

الشيخ: قل لي أين العلة في الحديث.

مداخلة: إذا كنتم ثلاثة في سفر سيأتي بها الآن.

الشيخ: ما أعتقد.

مداخلة: يقول بل لتعدد الأوصاف المترتب عليها الحكم في الحديث فيجب

ص: 223

تحديد أي هذه الأوصاف هو المؤثر في الحكم، يقول أن أقل عدد تجب فيه الإمارة هو ثلاثة لحديث أبي ذر وحديث أسامة ابن زيد لرجل أن يكون أميرا على رجلين وهذا العدد يقول هو نفسه المذكور في حديث إمارة السفر فيقول هذه إمارة متعلقة بالعدد لا بالسفر وهذا هو تنقيح المناط.

الشيخ: كيف هذا ما نص الحديث؟ .

مداخلة: نص الحديث إذا كنتم ثلاثة في سفر.

الشيخ: في سفر كيف متعلق في العدد، الصواب أن يقال بالعدد والسفر فإذا انتفى أحد العلتين انتفى الحكم بمعنى إذا كنتم ثلاثة هل يجب إذا كانوا اثنين.

مداخلة: لا.

الشيخ: لا إذا كانوا ثلاثة ولم يكونوا في سفر هل يجب.

مداخلة: لا.

الشيخ: فإذن كلام باطل هذا في الحديث علتان إذا وجدتا وجدت وجد المعلول كما يقول الفقهاء الحكم يدور مع العلة وجوداً وعدماً، العلة هنا العدد والسفر فإذا انتفى أحد العلتين انتفى المعلول وهو الحكم.

مداخلة: ورغم أنه يقر يسميه حديث إمارة السفر.

الشيخ: هذا هو سبحان الله، بس لا يفوتني أن ألفت نظرك أن الحديث الذي تلوته في أول الجلسة بلفظ فيه تفصيل وركنوا إليه لأنهم وجدوا فيه ارتياحاً فيما يظنون أنه يؤيد دعواهم اقرأ الآن نص الحديث الثاني.

مداخلة: يقول لا يحل لثلاثة يكونون في فلاة من الأرض إلا أمروا عليهم أحدهم.

الشيخ: لا يحل لثلاثة يكونون في فلاة من الأرض، هذا الحديث أولا كما

ص: 224

قلت في أول الجلسة لا يصح، وثانياً هو لو صح لكان دليلا لما قلت لك آنفا أن من كانوا جماعة إذا كانوا في العراء يعيشون ليس عليهم حاكم فهؤلاء لينظموا أمورهم عليهم أن يؤمروا أحدهم كما قلت بالنسبة لأبي الحكم كان ماذا مطاع في قومه فكانوا يقبلون حكمه هذا الحديث هذا محله فيما لو كان صحيحا لكن هذا الحديث ليس صحيحاً، إنما الصحيح باللفظ الأول إذا كنتم ثلاثة في سفر فأمروا أحدكم، أما الحديث الثاني بلفظ لا يحل، فهذا في الواقع له قصة معي ومع جماعة حزب التحرير بصورة خاصة لا يحل لثلاثة بلفظ لا يحل هذا له قصة ربما يعلم الحاضرون شيئا من أفكار حزب التحرير، هؤلاء بلا شك كبعض الجماعات الأخرى لهم أمير ويجب إطاعته في كل ما يقوله إلى درجة أنه لو أمر الأمير بحكم مخالف للشرع فيجب إطاعته خلافاً للحديث المعروف لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، قصة طويلة، لكن لا بد من ذكر الخلاصة عنها لما فيها من عبرة وفائدة كنت في دكاني في دمشق حينما رن الهاتف لأول مرة يتصل بي أحد رؤوس حزب التحرير من دمشق يسألني عن هذا الحديث يومئذ لم يكن عندي دراسة خاصة حول هذا الحديث أجبته أنا والله ما أدري ما حال هذا الحديث المعروف الحديث الأول، وهو في سنن أبي داود وغيره، لكن سأدرسه إن شاء الله بعد أيام اتصل بي ودرست الحديث فتبين بأن في إسناده رجلا معروفا بالضعف عند علماء الحديث وهو من أفاضل العلماء المصريين والقضاة واسمه عبد الله ابن لهيعة هذا الرجل هو تفرد بهذا النص، فأجبته بأن الحديث بهذا اللفظ ضعيف لكني استغربت لأول مرة سؤال حزبي تحريري لشخص هم يعلمون أنني كنت منتصبا للرد عليهم وبيان أنهم منحرفون عن الكتاب والسنة في كثير مما يذهبون إليه، فبدأت أبحث عن السبب فتبين لي ما يأتي: رئيس حزب التحرير الذي هو تقي الدين النبهاني رحمه الله انتقل إلى عفو الله إن شاء الله عقد

جلسة مع أصحابه طبعا مع مجلس شوراه أرادوا أن ينشروا نشرة وكما تعلمون من عادتهم أنهم يشتغلون بأمور سياسية ويعلنون آراءهم صراحة في مخالفة

ص: 225

بعض الحكام في بعض قراراتهم، دار الحديث حول نشرة من هذا القبيل فحدث خلاف في المجلس، الشيخ الرئيس رأى نشر هذه الرسالة على الرغم مما فيها من قسوة، الجماعة قالوا لا الآن المصلحة لا تسمح لنشر هذه الرسالة، فالخلاف بين الرئيس وبين المرؤوسين، فاحتج عليهم بما كان طبعهم عليه أنه يجب إطاعة الأمير هذا رأيكم لكن أنا رأيي أن هذه النشرة يجب أن تنشر فناقشوه بمنطقه هو، قالوا له أنت تقول وتستدل بحديث فليؤمروا أحدهم الحديث الأول ويقولوا هم أن الأمر لا يفيد الوجوب، حزب التحرير هكذا يقول الأمر لا يفيد الوجوب لا بد من أن يكون هناك قرينة، فقال لهم القرينة الحديث الثاني حيث صرح وقال لا يحل، إذن حرام عليكم أن تخالفوني، بُهِتَ أصحابه، وقالوا نحن ما نعرف هذا الحديث فقالوا في أنفسهم نرجع إلى علم الحديث رغم أنوفهم يعترفون بأن الألباني هو المرجع، فاتصل هذا الذي أشرت إليه آنفا فلما أعطيته الجواب بأن هذا الحديث لا يصح لكن القاعدة يا جماعة تكفيكم الأصل في الأمر الوجوب إلا لقرينة، هذا هو رأي جمهور علماء الأصول، فكان هذا الحديث وثبوت الضعف عندهم فيه سبب لمخالفة أميرهم سبب لمخالفة أميرهم لأنه فيه التصريح بلا يحل، الأمير تشبث به، والآخرون قالوا ما دام أنه لا يصح إسناده فإذن ليس علينا بالواجب أن نطيعك هذا يستحب ويسن أما أنه واجب ومن يومئذ صار فرقة بين أهل المجلس فبعضهم بقي مع الشيخ رحمه الله وبعضهم فصلوا عنه، فالشاهد الذي يريد أن يدخل معركة وينصب نفسه خلاف علماء المسلمين قاطبة في كل بلاد الدنيا، ويقول نحن جماعة الجهاد ويأتون بمثل هذه الأفكار التي لا يدل عليها دليل صحيح وفقه رجيح هذا والله منتهى الخطر من الناحية النفسية التي يمكن الاستدلال عليها ببعض النصوص الشرعية، كمثل قوله

عليه الصلاة والسلام: «ثلاث مهلكات: شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب كل ذي رأي برأيه» ، أنا أنصح هذه الجماعة وغيرها ألا ينفردوا بتأويل حديث وبتفسيره حتى يسألوا أهل العلم الذين يشهد لهم العلماء أنهم من أهل العلم

ص: 226

وحين ذاك يطبقون نصا في القران الكريم وإلا قد خالفوه شاؤوا أم أبو أعني بهذا النص قول الله عز وجل { .. فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43].

أنا أعتقد أن الذين أو الذي ألف ذلك الكتاب أعتقد وأنا لا أعرفه شخصيا ولا أعرف مقدرته في العلم أيضا أنه لا يعتقد في قرارة نفسه أنه صار من العلماء الذين يصح لهم الاجتهاد في فهم نصوص الكتاب والسنة وحينئذ عليه أن يطبق الآية المذكورة آنفا {

فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43] هذا ما عندي بالنسبة لهذا الحديث.

مداخلة: هو على قولك فسروا أهل الذكر يأتي بشبهات لهؤلاء الشباب عندما يسمعون يقولون نرجع للشيخ الألباني أو الشيخ عبد العزيز وغيره فيقولون لهم إن الشيخ الألباني أو الشيخ عبد العزيز لهم فهم في الفقه والحديث والمسائل هذه أما المسائل الجهادية والقتالية تحتاج إلى خبرة وكذا فتقودنا من هم في الجبهة ومن هم يعرفون هذه الأمور.

الشيخ: صحيح أن الألباني ولا ابن باز ولا غيره يمكن ما يعرفوا يحملوا السلاح لكن لا يعرفون أحكام الجهاد؟ ! ما معنى الكلام هذا، هذا من تسويل الشيطان لهم وتزيينهم لفتاواهم المخالفة للكتاب والسنة ماذا قلت.

مداخلة: يقولون من تأويلهم يقولون إن الشيخ الألباني والشيخ ابن باز ما علموا فقه الواقع نحن على الأرض الحية الشيخ الألباني.

الشيخ: طيب هاتوا فقه واقع، وهاتوا حكمه شرعاً، هاتوا نشوف، سنقول لكم أنتم أعرف بالواقع لكن هذا الواقع لا يعطيكم الحكم الحكم يؤخذ من كتاب الله ومن حديث رسول الله، وسبحان الله هذه مكابرة عجيبة جداً، الأسئلة حينما ترد إلى علماء المسلمين من كل بلاد الدنيا تأتي عن مسألة وقعت، هل يعلم المستفتى هذه المسالة لا يعرفها، لكن المستفتي يصف هذه المسألة كما وقعت، لماذا لا يأخذ الحكم هو من هذا الواقع ويسأل العالم، لأنه يعلم أن العالم على

ص: 227

الرغم من أنه لا يعرف هذا الواقع لكنه يعرف حكم هذا الواقع، فمن العجيب أن يبرر فتاواهم القائمة على الجهل بالكتاب والسنة بأنهم أعرف من فلان بالواقع، بارك الله لكم في معرفتكم بهذا الواقع، لكن هذه المعرفة لا تعطيكم حكم هذا الواقع فلا بد لكم من أن تسألوا أهل الذكر كما هو نص القران الكريم، أي مسألة يُسأل عنها العالم ليس من الضروري أن يكون عارف بها كواقع هذا أمر طبيعي جدا هذا الحقيقة أن هذه الكلمة وحدها تكفي لبيان أن هؤلاء الناس مغرر بهم يعني يبررون انحرافاتهم العلمية بأنهم يعرفون الواقع أكثر من أهل العلم، يا أخي كل من وقعت له مشكلة وهي لا تعد ولا تحصى هو أعرف بها من المستفتى من العالم، لكن هو لا يستطيع أن يعطي الحكم إلا بسؤال العالم، ولذلك نحن نستدل بالآية السابقة عليهم أن يسألوا أهل العلم، الآن قامت جماعة الجهاد ماذا تريد تريد أن تجاهد في سبيل، طيب، ما يعرف العلماء والفقهاء حكم هذا الجهاد، وهل هو مستطاع أو غير مستطاع، وهل يجب أن تقدم بين يديه الاستعدادات التي أشرنا إليها آنفا وبخاصة منها الاستعدادات المعنوية، سبحان الله، الله المستعان، فتن كقطع الليل المظلم، بقي عندك شيء يا أخي؟ .

مداخلة: هو مثال يبين جهلهم وعدم فقههم، وذكرته للشيخ علي، ذكرت لكم من الحديث أنه هو يحرم يعني تعدد الجماعات في الجهاد ويحلها في خارج الجهاد ويؤيد الجهاد الأفغاني مع تعدد الإمارات هناك.

الشيخ: طيب لماذا لم يجاهد مع الأفغان لماذا لم يجاهد.

مداخلة: علي الحلبي: هو شيخنا يبدو أن مؤلف الكتاب هو هناك ألفه في الجهاد الأفغاني

الشيخ: لكن جماعته ما جاهدوا مع الأفغان.

علي الحلبي: لا أفراد منهم الذين هم أَلَّف هذا الكتاب لهم هناك وهذا الكتاب يعني وليد الصراعات الفكرية والسياسية والجهادية هناك لما ألفه

ص: 228

لجماعته المقاتلة هناك كان لهم مجلة فيما يذكر بعض الإخوان.

مداخلة: طيب والجماعة التي قاتلت هناك انتقلت التي قاتلت في أفغانستان انتقلت.

علي الحلبي: طبعا لا إلى الآن وضعهم أظن إخوانا.

مداخلة: بداية الحديث ذكرت للشيخ أنهم الآن انتشروا يعني بعد المحنات التي صارت في الأفغان بعضهم ذهب لبلاد الشرك هناك والبعض يعني في البلاد العربية الإسلامية.

الشيخ: ما لهم علاقة بجماعة الجهاد والهجرة في مصر.

مداخلة: البعض لهم علاقة والبعض لا يعني فقط في وجودهم هناك في أفغانستان تأثروا بهذه الأفكار.

الشيخ: الله يجمع المسلمين على الفهم الصحيح تفضل يا أخ.

مداخلة: شيخنا أولا أقول هؤلاء الذين يتكلمون على العلماء ويقولون إن العلماء لا يوجد عندهم فقه بالواقع، هل هؤلاء خالطوا هؤلاء العلماء حتى يعرفوا أن هؤلاء العلماء لا علم لديهم في الواقع.

ثم لبعض هؤلاء شيخنا شبهة أيضا يستدل بها على الإمارة هي أن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى كان يجاهد وكان يخرج يقاتل إلى آخره فربما تكون هذه غابت من الأسئلة، وربما بعض الناس إذا سمع هذه الأجوبة ثم وردت عليه هذا الشبهة أن شيخ الإسلام كان يجاهد لم يعني يأخذ بالأجوبة هذه فبارك الله فيكم يعني.

الشيخ: أخي هذه الشبهة يعني كما يقال يغني حكايتها عن الرد عليهم الوضع في زمن ابن تيمية ليس كوضعنا اليوم، بل هناك فوارق كثيرة وكثيرة جداً، أول ذلك أن الجهاد في سبيل الله كان عقيدة إسلامية بقسمي الجهاد اللذين ذكرتهما

ص: 229

آنفا الكفائي والعيني، اليوم اسم الجهاد يكفي لإنكاره على الداعين إليه، فشتان بين ذلك الوضع والوضع الذي نحن نحياه اليوم.

ثانياً -وهذا مهم أيضاً- أن ابن تيمية كان يجاهد ليس رغم الحاكم المسلم الأعلى بل ذلك من نظام ذلك الحاكم، ومما يؤكد حكمه الذي على أساسه نصب حاكما على المسلمين، الوضع اليوم يختلف عن ذلك الوضع تماما فلو أن هناك دولة مسلمة تأذن حقيقة لتقوم جماعة من المسلمين يجاهدون في سبيل الله لوجدت لابن تيمية أمثال في هذا الزمان لكن الوضع الآن يختلف كل الاختلاف كما ذكرت آنفا عما كان عليهم في زمن ابن تيمية رحمه الله، يكفيك أن ابن تيمية حينما كان يجاهد يجد الشعب معه والدولة معه، اليوم أولا لا تجد الشعب نفسه عنده استعداد للجهاد في سبيل الله إلا أفراد قليلين منهم ممن لم تشغلهم الدنيا عن الآخرة، بينما جماهير المسلمين اليوم شغلهم عن الجهاد في سبيل الله ما جاءت الإشارة إليه في حديث حب الدنيا وكراهية الموت ثانيا الحكام اليوم لو وجدت هذه الطائفة ولو كانت قليلة سيقفون لها بالمرصاد، وهذا هو الواقع، ولذلك هذه الشبهة التي ذكرتها الحقيقة لا قيمة لها فيما إذا فكرنا بالفرق سواء من ناحية المجتمع الإسلامي يومئذ والمجتمعات الإسلامية اليوم، والفرق بين الحاكم في ذلك الزمان الذي كان يؤيد ذلك الجهاد والحكام الذين أحسنهم اليوم يقف في طريق المجاهدين في سبيل الله.

مداخلة: طيب شيخنا الذي أذكره أنه جاء في ترجمة هذه القصة قصة جهاد ابن تيمية أن الحاكم والشعب جاؤوا يطلبون لابن تيمية أن يحاول أن يعد للجهاد والقتال.

الشيخ: أن يعد.

مداخلة: للجهاد والقتال لقتال الأعداء.

الشيخ: هذه شبهة والا تأييد.

ص: 230

-لا تأييد لكلامك يا شيخ.

-والحمد لله وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

(الهدى والنور / 790/ 57: 00: 00).

(الهدى والنور / 790/ 40: 19: 01).

ص: 231