الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المسلم أنه شو أفاد أبو لهب كونه عربي؟ لكن سلمان الفارسي الله رفعه لأنه آمن بالله ورسوله.
فإذاً بإيجاز: ابن تيمية حاشاه أن يخفى عليه الآية والحديث؛ لأن الحديث والآية يعالجان حكماً شرعياً، فليس عربي يصلي مثلاً ركعتين كالأعجمي الذي يصلي ركعتين تماماً ما فيه فرق بينهما، هذا يكون مقرب إلى الله أكثر من ذاك لماذا؟ لكونه عربي، لا، ابن تيمية لا يعني هذا المعنى إطلاقاً، وإنما هو يعالج كأمر واقع العرب ما دام أن الله عز وجل اختارهم لأن تنزل هذه الدعوة بلغتهم وفي هذا الشعب بنفسه فهم لا شك إن كانوا في أخلاق وفي طبائع حقيقة لو الإنسان درس الآن أوروبا ودرس أوضاع هؤلاء الذين كانوا يعيشون على لقيمات من التمر، وسافروا نحن اليوم نسافر بالسيارة والطيارة ونقول: كيف سافر هؤلاء من المدينة إلى تبوك على أرجلهم، وليس هناك مياه مهيأة لهم، لا شك أن هؤلاء قوم حقيقة نقول: شعب الله المختار، لكن من الناحية هذه الطبعية وليس من الناحية الأخلاقية والدينية، فمن أحسن منهم في دينه في خلقه فهو المقرب إلى الله عز وجل، ولا ينفعه نسبه إطلاقاً، وهذا ما صرح به الرسول عليه السلام في الحديث المروي في صحيح مسلم حيث قال في آخره:«ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه» .
(الهدى والنور /55/ 14: 48: .. )
هل عزة الإسلام مرتبطة بالعرب
؟
روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:
" إذا ذلت العرب ذل الإسلام ".
قال الإمام: موضوع.
ثم قال: ولولا أن في معناه ما يدل على بطلانه لاقتصرنا على تضعيفه، ذلك
لأن الإسلام لا يرتبط عزه بالعرب فقط بل قد يعزه الله بغيرهم من المؤمنين كما وقع ذلك زمن الدولة العثمانية لا سيما في أو ائل أمرها فقد أعز الله بهم الإسلام حتى امتد سلطانه إلى أو اسط أو ربا، ثم لما أخذوا يحيدون عن الشريعة إلى القوانين الأو ربية (يستبدلون الأدنى بالذي هو خير) تقلص سلطانهم عن تلك البلاد وغيرها حتى لقد زال عن بلادهم! فلم يبق فيها من المظاهر التي تدل على إسلامهم إلا الشيء اليسير! فذل بذلك المسلمون جميعا بعد عزهم ودخل الكفار بلادهم واستذلوهم إلا قليلا منها، وهذه وإن سلمت من استعمارهم إياها ظاهرا فهي تستعمرها بالخفاء تحت ستار المشاريع الكثيرة كالاقتصاد ونحوه! فثبت أن الإسلام يعز ويذل بعز أهله وذلهم سواء كانوا عربا أو عجما، " ولا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى "، فاللهم أعز المسلمين وألهمهم الرجوع إلى كتابك وسنة نبيك حتى تعز بهم الإسلام.
بيد أن ذلك لا ينافي أن يكون جنس العرب أفضل من جنس سائر الأمم، بل هذا هو الذي أؤمن به وأعتقده وأدين الله به - وإن كنت ألبانيا فإني مسلم ولله الحمد - ذلك لأن ما ذكرته من أفضلية جنس العرب هو الذي عليه أهل السنة والجماعة، ويدل عليه مجموعة من الأحاديث الواردة في هذا الباب منها قوله صلى الله عليه وآله وسلم:" إن الله اصطفى من ولد إبراهيم واصطفى من ولد إسماعيل بني كنانة، واصطفى من بني كنانة قريشا، واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم ".
الضعيفة (1/ 301 - 303).