الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حكم الأناشيد الإسلامية
مداخلة: بالنسبة للأناشيد الإسلامية لماذا لا تكون النية حسنة ليس أنه مخالفة شرعية، مثلاً: تكون بديل إسلامي بدل من الأغاني، بدل ما أنا أكون أريد أن أعمل حفلة بدلاً من أعملها حفلة جاهلية يعصى الله عز وجل فيها، لماذا لا نأتي منشدين إسلاميين ينشدوا في هذه الحفلة حتى أنه ارتكاب إن صح التعبير ارتكاب أخف الضررين، لماذا لا يكون من هذا القبيل؟
الشيخ: هذا كلام بارك الله فيك خطأ! ارتكاب أخف الضررين إنما محله بارك الله فيك حينما يكون المسلم ملزماً ولا بد من أن يقع في أحد الضررين، مفهوم هذا الكلام حتى لا أمضي كثيراً، أخف الضررين متى؟ حينما يكون المسلم لا بد .. مضطر .. شاء أم أبى أن يقع في أحد الضررين، مثاله: إنسان في الصحراء تعرض للموت جوعاً وجد لحم ميت ضأن ولحم ميت أسد ما هو أخف الضررين؟ كلاهما ميت لكن الأول لو كان حياً جاز ذبحه وأكله، الآخر لو كان حياً لم يجز ذبحه ولم يجز أكله، إذاً: هنا أخف الضررين ماذا؟ أن يأكل من لحم الضأن الميت، طيب! إذا لم يأكل ما الذي يصيبه؟ سيموت، إذاً: هذا أخف الضررين، أما أنا أريد أن أعمل حفلة، ما هو الضرر الذي سيصيبني إذا عملت حفلة ودعوت فيها الشباب المسلم، ودعوت إنسان عالم فاضل أو قارئ يحسن القراءة ولا يمط فيها ويطلع وينزل على القوانين أيضاً الموسيقية إلى آخره بحيث أنه يصدق فيه كما قال عليه السلام:«حينما سئل: من أحسن الناس قراءةً يا رسول الله؟ قال: هو الذي إذا سمعته يقرأ رأيته يخشى الله» .
أكثر القراء اليوم خاصة هؤلاء القراء المصريين الذين يذيعوها أحياناً وكل
آية أو آيتين تسمع كلام الحاضرين، الله .. اللهم صل على محمد .. صلوا على النبي .. إلى آخره، هؤلاء يلهون في قراءة القرآن ولا يصغون ولا يستمعون إلى آخره، فما هو المانع أن يعمل حفلة ويأتي بقارئ يحسن القراءة أو بواعظ يعظ الناس ويحسن الوعظ أيضاً بالكتاب وبالسنة الصحيحة ولا يذكر أحاديث ضعيفة وموضوعه، أو يأتي برجل عالم ويفقههم في الدين إلى آخره، وأين الضرورة يا أخي في هذه الحالة؟ ما في ضرورة.
ولكن شيء ذكرني هذا السؤال: كان من الضروري أن أذكره ولكن هكذا قدر، {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} [البقرة: 216]: هذه الأناشيد الدينية الآن حلت محل قراءة القرآن، لقد بلغني عن أكثر من مصدر واحد أن كثيراً من الشباب في أثناء عملهم في محلهم .. في دكانهم .. يقطعون فراغهم بأن يسمعوا هذه الأناشيد الدينية، وأنا أذكر نفسي ولا أذكر هذا حامداً وإنما مذكراً:(أنا عندما كنت في أول الشباب في نحو العشرين أو أقل، كنت ساعاتي مصلح الساعات، وأنتم تعرفوا أن تصليح الساعات فيه دقة متناهية وكنت أفتح القرآن فمن جهة أعمل، ومن جهة أقرأ لأحفظ والحفظ هذا يريد فراغ خاص، مع ذلك لكوني كنت منشغلاً بالعلم أيضاً بالإضافة إلى المهنة فكنت أغتنمها فرصة حينما لا يوجد عندي أحد، أضع هذا القرآن بين يدي ويومئذ لا يوجد مسجلات ولا يوجد كل هذه الأشياء التي ذللت وتيسرت اليوم حيث لم يبق بيت إلا وفيه مسجلة أو أكثر فكنت أعنى بحفظ القرآن وأنا في عملي الدقيق هذا) كيف لو كان عندي أنا الآن في أحيان عندما أكون فارغاً أسجل القرآن وسأسمع وسأنتبه أحياناً إلى بعض الفوائد لا يتيسر لي الإصغاء إليها بسبب انشغالي بالمطالعة أو الكتابة أو نحو ذلك، فالآن قامت الأناشيد العلمية مقام قوله عليه السلام:«من لم يتغن بالقرآن فليس منا» .
فإذاً: ما الذي يحمل الشباب اليوم على أن يلهو أنفسهم وأن يقطعوا
ويضيعوا أوقاتهم بسماعهم للأناشيد الدينية بديل أن يشغلوا أنفسهم وأن يقطعوا أوقاتهم إما أن يقرؤوا القرآن وهذا خير لهم، وأن يتعلموه بأنفسهم، وإما إن كانوا لا يحسنون أن يصغوا إلى تلاوة قرآن، هذا من مساوئ الأناشيد الدينية.
مداخلة: تكملة.
الشيخ: تكملة، تفضل.
مداخلة: يا شيخ أنت قلت أيضاً: إنه بالنسبة للرسول عليه السلام جعل حسان بن ثابت أنه يهجوهم بالشعر، والشعر الحماسي جائز هكذا قلت، كذلك الأناشيد الإسلامية تعطي أن الطابع الحماسي عند الناس حتى أنها تعبئهم جهادياً، مثلاً: نسمع الأناشيد كثيراً، من الأناشيد تكون جهادية، فما المانع أنه من
…
الشيخ: أنا سأسلك الآن سؤال يا أخي: سمعت أنت أناشيد مصرية ولا بد، وأناشيد سورية، وأناشيد سعودية، سمعت؟
مداخلة: لا، ما سمعت مثل الأناشيد .... الإخوان.
الشيخ: وماذا سمعت؟ نعم؟
مداخلة: أنا أقصد: الأناشيد التي في الأردن.
الشيخ: الله يهديك، أنا ذكرت ثلاثة أنواع: أناشيد سورية .. أناشيد أردنية .. أناشيد سعودية .. لا تقل لي: لا .. مصرية ..
مداخلة: ذكرت مصرية ..
الشيخ: مصرية وسورية
…
مداخلة: ما أتيت له
…
الشيخ: المهم: ما سمعت شيئاً من هذه الأشياء، طيب! هل النشيد الذي
سمعته هنا ليس موزوناً بالموازين الموسيقية؟
مداخلة: موزون.
الشيخ: طيب! وما نقول نحن من قبل ساعة؟ !
مداخلة: لا، ....
الشيخ: اسمح لي: هل كان هذا في الشعر الحماسي الذي أنت ألمحت إليه بصورة عامة وضربت مثلاً وتبعتني في ذلك بشعر حسان، هل كان شعره كذلك؟ موزوناً، قل: لا، واسترح. غيره؟
(الهدى والنور /334/ 45: 07: 00)