الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
في الدعوة كان ذلك تنفيراً للناس عن الدعوة بدل أن ندعوهم إليها.
وقد تعلمون جميعاً قول الرسول عليه السلام: «إن منكم لمنفرين، إن منكم لمنفرين، إن منكم لمنفرين» .
وختاماً أسأل الله عز وجل أن لا يجعل منا منفرين وإنما أن يجعلنا حكماء عاملين بالكتاب والسنة، ونستغفر الله جميعاً، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(الهدى والنور / 100/ 51: 25: .. )
أولويات الداعية
مداخلة: الآن كداعية أنا الآن بدي أدعو الناس ما هي الأولويات الآن بالعصر الحالي الموجود؟ ما هي الأولويات كداعية إني أدعو الناس؟
الشيخ: تدعو الناس للتوحيد، تدعو الناس بفهم التوحيد أي: لتعلم قوله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} [محمد: 19] ما هو رأيك؟
مداخلة: على بركة الله.
الشيخ: على بركة الله، يا تُرَى لأهمية هذه الكلمة والا لعدم أهميتها بيقول ربنا لنبيه (فاعلم) لأهميتها أليس كذلك؟ وإذا كان هذا الخطاب يوجه إلى سيد العلماء، فكيف لا يوجه إلى نحن أمثالنا من باب أولى، وأيش رأيك هل هذا الخطاب الموجه من الله تبارك وتعالى إلى نبيه صلى الله عليه وآله وسلم المسلمون اليوم هم يحققونه في أنفسهم، أنا بقول آسفاً لا، لكن قال تعالى:{قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ} [القصص: 35] فهل تقول أنت بلى، ولا تقول معي لا؟
مداخلة: والله أنا معك يا شيخ؟
الشيخ: فإذاً بماذا تبدأ؟
مداخلة: بلا إله إلا الله.
الشيخ: لا إله إلا الله، ومن لوازم هذه الكلمة أن تدعو الناس إلى اتباع الكتاب والسنة؛ لأنهما المصدر الوحيد لسعادة الأمة، وأنهم إن جهلوا الكتاب والسنة ذلوا، وإن علموا وعملوا عزهم الله عز وجل، ونصرهم على عدوهم، وأنت ترى اليوم الذين يسمون بالدعاة قد صرفوا كل جهودهم عن {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} [محمد: 19] وهذا من الجهل بالإسلام بمكان خطير جداً؛ لأنهم يتوهمون وكأنهم من عوام الناس، كل الناس يا أخي بيعرفوا إنه لا إله إلا الله، إيه نعم، وأنا أشهد كل الناس يعرفوا يقولوا: لا إله إلا الله، لكن لا يفقهون معناها، وحينئذ تظهر نتيجة خطيرة جداً، وهي: أن هؤلاء الذين يشترط فيهم أن يكونوا هداة للمسلمين قد رضوا لهم بأن يسووهم بواقع أمرهم مع الكافرين الذين ينقذون أنفسهم من قتل الحاكم المسلم إياهم بأن يقولوا: لا إله إلا الله؛ لأن الرسول عليه السلام قال: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، فإذا قالوها» مش فقهوها وفهموا معناها «فإذا قالوها فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم عند الله» .
فاليوم الدعاة الإسلاميين إلا القليل منهم رضوا لأمتهم ما يرضاه الإسلام للأمم الأخرى من الكفار إنه فقط يقولوا: لا إله إلا الله لماذا؟ من شأن يعصموا دماءهم وأموالهم، لكن هذا القول يدخلهم الجنة وينقذهم من النار قال: لا إلا بحقها وحسابهم عند الله تبارك وتعالى، إذاً: رضينا لأمتنا أن يظلوا يقولون: لا إله إلا الله، وهم يقولون مع الأسف في ألسنتهم ما ليس في قلوبهم؛ لأنه عظمة هذه الكلمة ما استقرت في قلوبهم بدليل حياتهم التي يحيونها سواء ما كان منها متعلقاً بالعقيدة مما يقع منهم من شركيات ووثنيات، وعبادة لغير الله عز وجل، يسمونها هذه العبادة بغير اسمها، يسمونها توسلاً، يسمونها شفاعة، وهي ليست بهذا السبيل إطلاقاً، بل هو الشرك بعينه، أو كان من الابتعاد عن التعامل بالإسلام
الذي عرفوه، فهم يرتكبون المحارم التي حرمها الله عز وجل، فإذاً إيمانهم بأن لا إله إلا الله حقاً فيه زغلٌ حتى بالنسبة لهؤلاء الذين نفترض فيهم أنهم فهموها ليس فقط قالوها، ولكنهم ما جعلوها منهج حياتهم، ولذلك فالأصل أن يبدأ الداعية المسلم بما بدأت به الأنبياء والرسل كلهم أن يعبدوا الله ويجتنبوا الطاغوت، وعبادة الله حينما يريد الداعية أن يتولى شرحها وبيانها سيصطدم مع واقع مرير مع الأسف من نفس الشيوخ فضلاً عمن دونهم؛ لأنهم ما فقهوا بعده شهادة أن لا إله إلا الله.
(الهدى والنور /134/ 41: 35: 00)