الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحكمة في الدعوة إلى الله
مداخلة: يا شيخ في سؤال، السؤال: الآن بينت أنه لا بد من استعمال الحكمة مع المدعو والصبر عليه، أحياناً الإنسان الداعية يقوم بأمرين: الأمر الأول التنبيه،
الشيخ: الأمر الأول؟
الملقي: الأمر الأول: أنه ينبه يبين الحق للناس، مثلاً التحذير من أهل البدع وكذا وكذا إلى آخره، الأمر الثاني: أنه لو صح له بدعياً أتى أول شيء من هذا القبيل يستعمل معه أولاً اللين حتى إذا رآه مكابراً يطبق طريقة أهل السنة من عدم مجالسته إلى آخر، الملاحظ، واللي لاحظناه أن بعض الذين يشذون عن المنهج الصحيح، منذ أن يسمعوا بك أن تحذر لا تراه فكيف الآن التوفيق ما بين القول أن الإنسان لا بد أن يجالسهم وكذا وكذا، وبين أنك تصدع بالحق لبيانه للناس الآخرين.
الشيخ: أنا ما فهمت منك أن هناك تناقضاً، الذي يشمس عنك شَمْوسَ البغل لا يقاس عليه الناس الآخرون الذي ينبغي لك أن تصدع لهم بالحق، فما فهمت أن هناك تناقضاً.
الملقي: هو يا شيخ الآن احنا الذي لاحظناه أن البعض من أجل الطريق الثانية وهي الحكمة مع المدعو يريدون إسكاتك عن بيان الحق، من أجل أن تهديهم بسهولة، هذا يعني منتشر عند الدعاة الآن.
الشيخ: طيب، أنت تذكر معي قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ
أَنفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة: 105]، فأنا إذا كنت أدعو أولاً إلى دعوة الحق، وثانياً: بالحكمة والموعظة الحسنة، لكن أنت ولا مؤاخذة كمثال تريدني أن لا أستعمل الحكمة وأن أصدع بالحق، فما الذي يضرني أي في نهاية المطاف وباختصار الكلام: مالي وللناس، المهم أن أعرف أنا هل جمعت بين الصدع بالحق والدعوة إلى هذا الحق، بالحكمة والموعظة الحسنة أم لا، فإذا أنا لم أجمع قد أصدع بالحق ولا أستعمل الحكمة، وهنا موجود، وقد أستعمل الحكمة وأتلين بها هذا أضيع الصدع بالحق، فإذاً لا هذا على صواب ولا هذا على صواب، وإنما الصواب أن نجمع بين الدعوة إلى الحق وبين الحكمة والموعظة الحسنة، أما زيد من الناس أو جماعة من الناس يريدون منا باسم الحكمة أن لا نتحدث ولا نصارح بالحق فهذا بلا شك ليس من الحق في شيء، فإذاً نجمع بين الأمرين، ونجاهد أنفسنا على هذا الجمع بين الحقين، حق الدعوة وحق استعمال الحكمة والموعظة الحسنة.
مداخلة: يا شيخ.
الشيخ: تفضل
الملقي: نرى يعني كثيراً من
…
المنهج السلفي دائبين في الهجوم على المنهج السلفي وعلى رموز كما يقال.
الشيخ: وعلى؟
الملقي: رموزه من أئمة السلف كابن تيمية وابن القيم وابن عبد الوهاب،
الشيخ: إي نعم.
الملقي: ودائبون في هذا العلم لا يفترون، ومع دأبهم هذا لا نسمع صيحات ولا ضجيج حول هذا العمل النافر، لكن إذا يعني بلغ السيل الزبى وتصدى لهذا
التيار الخطير بشأن الرد تأتي الانتقادات، أذكر مثلاً: اعتدى عليكم فلان دافعتم، سمعتم الصيحة، عرفتم هذا في سوريا، صيحات من هذا الأسلوب شديد ولا بد من الحكمة ولا بد الحيلة، والناس تقول أن هذا أعداء شيوعيين وبعثيين وناصريين وو إلى أخره، فنحن نرى هذه الطائفة دائبة لا تفتر، في مؤلفات في تعليقات في كذا وكذا وكذا، فماذا نصنع، هل من الحكمة أنا ما نقدح في شيوخهم أبداً، ونسعى ببيان الحق بدون هذا الأسلوب، أو أيضاً كجزء من الدعوة لا بد أن تتصدى لهذا التيار ونبين ما فيه من غلو ومن عدوان ومن انحراف، يعني هل نجمع بين الأمرين أو نرجح جانب السكوت، ونمضي بدعوتنا هكذا هادئين، ونسكب هذه الموجات
…
الماشيين؟
الشيخ: لا ما يكفي هذا؟ لا بد من الجمع بين الدعوة إلى الحق والرد على الذين يبطلون ويحاربون الحق والدعاة إليه، وهذا يعني أمر واضح جداً من كلامنا السابق، فالصدع بالحق واستعمال الحكمة والموعظة.
الملقي: أصبح في مفهوم الناس أن هذا ليس من الحكمة.
الشيخ: ليس أيش؟
الملقي: ليس من الحكمة، المناقشة.
الشيخ: أيضاً رجعنا إلى الناس، ما لنا وللناس، علينا أن نعرف الحق، وأن نتقرب إلى الله عز وجل بالدعوة إليه، وكلنا يعلم قوله تبارك وتعالى في السورة، سورة العصر:{وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر: 1 - 3]، فعلينا أن ندعو إلى الحق وأن نصبر على ذلك، وأن لا نكل ولا نمل، مهما تألب الأعداء علينا، وردوا علينا ونسبونا إلى التشدد وإلى ربما الخروج ونحو ذلك، فلا يهمنا إذا كان ربنا عز وجل يقول لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم: {مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ
قَبْلِكَ} [فصلت: 43]، ترى ما نسبتنا نحن الذين نزعم أننا دعاة، ما نسبتنا إلى نبينا عليه السلام، لا شيء يذكر، فإذا كان الكفار والضلال يتكلمون عادة في الرسل، ومنهم نبينا صلى الله عليه وآله وسلم، فإذاً نحن يجب أن نهيء أنفسنا أننا سنسمع من الذين ضلوا كلاماً كثيراً، لا بد من أن نهيء أنفسنا، وأن نصبر على دعوتنا لنؤجر، كما قال تعالى:{إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: 10]، والله المستعان.
الملقي: جزاكم الله خير.
الشيخ: وإياكم.
الملقي:
…
موضوع الرد على الكتب المنحرفة وتتبع الأقوال المنحرفة في بعض الكتب وإن كانت كتب في جملتها مفيدة، يراه كثير من أو بعض من الدعاة المعاصرين أو ما ينتسبون إلى الدعوة في هذا العصر في الجماعات المختلفة يرون أن تتبع هذه الكتب مضيعة للدعوة، وضياع، ويعني
والشيخ: انشغال بالقشور
…
الملقي: نعم.
الشيخ: إي نعم.
الملقي: هذا الذي يعني مما يواجهنا حقيقة دائماً حتى من بين بعض إخواننا الذين هم من أهل العقيدة أصلاً، وأثرت فيهم بعض المناهج، فيرون تتبع هذه الكتب والكشف عن مثالبها، وتزييف ما فيها من باطل، يرون أن هذا إضاعة وقت لا فائدة فيه، بل يراه بعضهم من تتبع عورات الناس.
الشيخ: الله أكبر، الله المستعان.
(الهدى والنور/369/ 42: 31: 00)