الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ما بكاء الكبير بالأطلال
…
وسؤالي وما يردّ سؤالي
وهو من الشواهد في باب اللام.
والبيت الشاهد، ثالث أبيات القصيدة. وجبيرة: اسم امرأة. ولات: بمعنى ليس. و «هنّا» :
بفتح الهاء وكسرها مع تشديد النون، اسم إشارة للقريب، وعند ابن مالك للبعيد، ومن لازم اسم الإشارة التعريف، وعدم إضافته إلى شيء، وقد ورد في الشعر كثيرا. «لات هنّا» ، فقال أبو علي، الفارسي وابن مالك: إن «لات» هنا مهملة؛ لأنها لا يصح إعمالها في معرفة ومكان، وقالا: إذا دخلت «لات» على «هنّا» ، كانت مهملة، وكانت «هنّا» ،
منصوبة على الظرف، في موضع رفع على الخبر لمبتدأ بعدها، كما في البيت (هنّا ذكرى).
وقال الرضيّ: هنّا: في الأصل للمكان، وتستعار بعد «لات» للزمان، وأنه مضاف إلى جملة فعلية. وفي البيت الشاهد، جاء بعدها اسم مفرد، فقال البغدادي: إن «ذكرى» ، مفعول مطلق عامله محذوف، أي: لات هنّا أذكر ذكرى جبيرة، فالجملة محذوفة، مع بقاء أثرها.
قلت: «هنّا» في البيت تحتمل المكانية والزمانية:
أما المكانية، فلأن البيت الشاهد جاء بعد قوله:
دمنة قفرة تعاورها الصي
…
ف بريحين من صبا وشمال
فكأنه يقول: ليس في هذا المكان ذكرى جبيرة؛ لأن ما يدل على ذكراها فقد انمحى، أو ليس في هذا الموضع ذكرى جبيرة، يريد مكانه في مجلس الممدوح.
وأما الزمانية: إذا أراد ب «هنّا» ، زمن الشيخوخة والكبر، إذا كان ينكر الحنين بعد الكبر، وذلك يتحقق بالزمان. ويقويه قوله في بقية البيت: أم من جاء منها
…
الخ، فهو يقول: من الذي دلّ علينا خيالها في هذا الوقت؟ والحقيقة لا نعرفها إلا إذا التقينا الشاعر، وسألناه عن مراده. [الهمع/ 1/ 126، والخزانة/ 4/ 198].
543 - ملك الخورنق والسّدير ودانه
…
ما بين حمير أهلها وأوال
البيت للنابغة الجعدي، يذكر بعض ملوك لخم أنه ملك الخورنق والسدير، وهما قصران بالعراق قرب الحيرة. ودانه: أي: أطاعه، والدين: الطاعة. وأوال: كغراب،