المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌1- باب: الأمراض المكفرة للذنوب - شرح سنن أبي داود للعيني - جـ ٦

[بدر الدين العيني]

فهرس الكتاب

- ‌3- كتاب الجنائز

- ‌1- باب: الأمراض المكفرة للذنوب

- ‌2- باب: في عيادة الذمي

- ‌3- باب: المشي في العيادة

- ‌4- باب: من عاد مريضا وهو على وضوء

- ‌5- باب: في العيادة مرارا

- ‌6- باب: العيادة في الرمد

- ‌7- باب: في الخروج من الطاعون

- ‌8- باب: الدعاء للمريض بالشفاء عند العيادة

- ‌9- باب: كراهية تمني الموت

- ‌10- باب: في موت الفُجاءة

- ‌11- باب: في فضل من مات في الطاعون

- ‌12- باب: المريض يؤخذ من أظفاره وعانته

- ‌13- باب: حسن الظن بالله عند الموت

- ‌14- باب: تطهير ثياب الميت

- ‌15- باب ما يبالى عند الميت من الكلام

- ‌16- باب: في التلقين

- ‌17- باب: تغميض الميت

- ‌18- باب: الاسترجاع

- ‌19- باب: في الميت يسجي

- ‌20- باب: القراءة عند الميت

- ‌21- باب: الجلوس في المسجد وقت التعزية

- ‌22- باب: في التعزية

- ‌23- باب: الصبر عند المصيبة

- ‌24- باب: البكاء على الميت

- ‌25- باب: في النوح

- ‌26- باب: صنعة الطعام لأهل الميت

- ‌27- باب: الشهيد يُغسَّلُ

- ‌28- باب: في ستر الميت عند غسله

- ‌29- باب: كيف غَسلُ الميت

- ‌30- باب: في الكفن

- ‌31- باب: في كفن المرأة

- ‌32- باب: المسك للميت

- ‌33- باب: تعجيل الجنازة

- ‌34- باب: في الغُسل من غَسل الميت

- ‌35- باب: في تقبيل الميت

- ‌36- باب: الدفن بالليل

- ‌37- باب في الميت يحمل من أرض إلى أرض

- ‌39- باب: اتباع النساء الجنائز

- ‌40- باب: فضل الصلاة على الجنائز

- ‌41- باب: في اتباع الميت بالنار

- ‌42- باب: القيام للجنازة

- ‌43- باب: الركوب في الجنازة

- ‌44- باب: المشي أمام الجنازة

- ‌45- باب: الإسراع بالجنازة

- ‌47- باب: الصلاة على من قتلته الحدود

- ‌49- باب: الصلاة على الجنازة في المسجد

- ‌50 باب: الدفن عند طلوع الشمس وعند غروبها

- ‌51- باب: إذا حضر جنائز رجال ونساء من يقدم

- ‌52- باب: أين يقوم الإمام من الميت إذا صلى عليه

- ‌53- باب: التكبير على الجنازة

- ‌54- باب: ما يقرأ على الجنازة

- ‌55- باب: الدعاء للميت

- ‌56- باب: الصلاة على القبر

- ‌58- باب: في الرجل يجمع موتاه في مَقْبَرة والقبر يُعَلمُ

- ‌59- باب: في الحفار يجد العظم هل يَتنَكَبُ ذلك المكان

- ‌60- باب: في اللحد

- ‌61- باب: كم يدخل القبر

- ‌62- باب: كيف يُدخلُ الميتُ في قبره

- ‌63- باب: كيف يُجلسُ عند القبر

- ‌65- باب: الرجل يموت له قرابة مشرك

- ‌66- باب: في تعميق القبر

- ‌67- باب: في تسوية القبر

- ‌68- باب: الاستغفار للميت عند القبر

- ‌69- باب: كراهية الذبح عند القبر

- ‌70- باب: الصلاة عند القبر بعد حين

- ‌72- باب: كراهية القعود على القبر

- ‌73- باب: المشي بين القبور في النعل

- ‌74- باب: الميت يحول من موضعه للأمر يحدث

- ‌76- باب: في زيارة القبور

- ‌78- باب: ما يقول إذا مَرَّ بالقبور

- ‌ 4- كتاب الزكاة

- ‌1- باب: ما يجبُ فيه الزكاة

- ‌3- باب: الكنز ما هو

- ‌4- باب: في زكاة الحُلي

- ‌5- باب: في زكاة السائمة

- ‌6- باب: دُعاء المصدق لأهل الصدقة

- ‌7- باب: تفسير أسنان الإبل

- ‌8- باب: أين تصدق الأموال

- ‌9- باب: الرجل يبتاع صدقته

- ‌10- باب: صدقة الرقيق

- ‌11- باب: صدقة الزرع

- ‌12- بَابُ: زَكاة العَسَلِ

- ‌13- بَاب: فِي الخَرْص

- ‌14- باب: في خرْصِ العنب

- ‌15- بَابُ: مَتَى يُخرصُ التَّمرُ

- ‌16- بَابُ: زَكَاة الفطرِ

- ‌17- بَابُ: مَتَى تُؤَدى

- ‌18- بَاب: كَمْ يُؤدى في صَدقة الفطر

- ‌19- بَابُ: مَنْ رَوَى نِصْفَ صَاعٍ مِن قَمْحٍ

- ‌20- باب: في تعجيل الزكاة

- ‌22- باب: مَن يُعطى من الصدقة وحدّ الغِنَى

- ‌23- باب: من يجوز له أخذ الصدقة وهو غني

- ‌24- باب: كم يعطى الرجل الواحد من الزكاة

- ‌26- باب: في الاستعفاف

- ‌27- باب: الصدقة على بني هاشم

- ‌28- بابٌ: في فقير يَهدي إلى غنيٍّ من الصدقة

- ‌29- باب: من تصدق بصدقة ثم ورثها

- ‌30- باب: حقوق المال

- ‌31- باب: حق السائلِ

- ‌32- باب: الصدقة على أهل الذمة

- ‌36- باب: عطية من سأل بالله

- ‌37- باب: الرجل يخرج من ماله

- ‌33- باب: ما لا يجوز منعه

- ‌ 34- باب: المسألة في [المساجد]

- ‌38- باب: الرخصة في ذلك

- ‌39- بابٌ: في فضلِ سقي الماء

- ‌40- باب: في المَنيحة

- ‌41- بابُ: أجرِ الخازنِ

- ‌43- باب: في صِلَة الرحم

- ‌44- باب: في الشح

الفصل: ‌1- باب: الأمراض المكفرة للذنوب

‌3- كتاب الجنائز

أي: هذا كتاب في بيان " أحكام الجنائز " وأبوابها، وذكر في رواية اللؤلؤة نقيب الباب المذكور الذي هو آخر أبواب كتاب الصلاة، كتاب الزكاة، وذكر الجنائز نقيب أبواب كتاب الجهاد، ولكن هذا أنسب،

وأوفق لترتيب كتب الفقه، وكذا ذكر الخطابي في " معالم السنن " كتاب الجنازة في هذا الموضع، وفي غالب النسخ الصحيحة كذلك، والجنائز جمع جنازة، والجنازة- بفتح الجيم- اسم للميت، وبكسرها اسم للنعش الذي نحمل عليه الميت، ويقال عكسه حكاه " صاحب المطالع " واشتقاقها من جنز إذا ستر، ذكره ابن فارس وغيره، والمضارع يجنز - بكسر النون- ويقال: الجنازة بكسر الجيم وفتحها والكسر أفصح،

ومنهم من فرق كما ذكرناه.

فإن قيل: لم قال: " كتاب الجنائز "، ولم يقل:" باب الجنائز "

مضموما إلى أبواب الصلاة؟ قلت: لخروجها عن كثير من أحكام الصلوات، حيث لا ركوع فيها ولا سجود، ولا قراءة عند كثير من العلماء، وأيضا هي مشتملة على أبواب شتى فذكرها/ بلفظ الكتاب 185/21- ب، ليجمع تلك الأبواب، وقد ذكرنا أن الكتاب من الكتب وهو الجمع، والباب النوع، والكتاب يجمع الأنواع.

‌1- باب: الأمراض المكفرة للذنوب

أي: هذا باب في بيان الأمراض المكفرة للذنوب، والأمراض جمع مرض وهو السقم.

1527-

ص- نا عبد الله بن محمد النفيلي، نا محمد بن سلمي، عن

محمد بن إسحاق، حدثني رجل من أهل الشام يقال له: أبو منظور، عن

عمه، حدثني عمي، عن عامر الرام أخي الخضر (1)، قال النفيلي: هو

(1) في سنن أبي داود: " قال أبو داود: قال الطفيلي".

ص: 5

الخضر، ولكن كذا قالي محمد (1) : إني لببلادنا إذ رُفِعَتْ لنا رايات وألوية فقلتُ: ما هذا؟ قالوا: هذا رسولُ الله (2) فأَتيتُه وهو تحت شَجرة قد بُسطَ له كساءٌ، وهو جالسٌ عليه، وقد اجَتمعَ إليه أصحابه، فجلستً إليهم، فذكَر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الأسقامَ، فقال:" إن المؤمنَ إذَا أصابَه السقمُ، ثم أعفَاهُ اللهُ منه، كان كَفارةً لما مَضَى من ذُنُوبه، ومَوعظةً له فيما يَستقبلُ، وإن المنافقَ إذا مَرِضَ، ثم اعْفي كان كالبعيرِ عَقَلًه أهلُه، ثم أرسلُوه فلم يَدرِ لِمَ عَقَلُوهُ، ولم يَدرِ لم أرسلُوَهُ. فقالت رجلٌ ممن حولَه: يا رسولَ الله وما الأسقامُ؟ والله ما مَرضْتُ قَط، قال (3) : قُم عبئا، فلستَ منا، فبينماَ (4) نحنُ عنده إذ أقبلَ رجل عليه كسَاءٌ، وفي يده شيءٌ، قد التفَّ عليه، فقال: يا رسولَ اللهم إني لَمّا رأيتُكَ أقَبلتُ، فمررتُ بِغيضَة شجر فسمعتُ فيها أصوات فِرَاَخِ طائر فأخذتهُن فوضعتُهن في كسَائِي، فجاءت أمهُن فاستَدارتْ على رأسي، فكشًفتُ لها عَنْهُن، فوقَعَتْ عَليهن مَعَهُن، فَلَففْتُهن بكسَائي، فهن أولاء مَعي، قالي: ضَعْهُن عنكَ، فوضعتُهن، وأبتْ أمُّهنَ إَلا"زُومَهن، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لأصحَابه: أتعجبون لرَحم أم الأفراخ فِرَاخَهَا؟ قالوا: نَعم، يا رسولَ اللهِ، قال: فوالذي بَعثنِي باَلحَقِّ لله أَرْحَمُ بعباده من أم الأفراخ بِفِرَاخِهَا، ارجعْ بهنَّ حتى تَضَعَهن من حيثُ أَخذتَهن، وأَمهن مَعَهُن، فرجعَ بِهِن))

(1) في سنن أبي داود: " كذا قاله بدون لفظة محمد ".

(2)

في سنن أبي لمحمود: " هذا لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم ".

(3)

في سنن أبي لمحمود: " فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ".

(4)

في سنن أبي داود: " فبينا ".

(5)

في سنن أبي داود: " أقبلت إليك ".

(6)

تفرد به أبو داود.

(7)

جاء في سنن أبي داود بعد هذا الحديث حديث برقم (3090) ولم يرد في نسخة المصنف، قال عنه المزي في الأطراف: هذا الحديث في رواية ابن العبد وابن حاسة، ولم يذكره أبو القاسم اهـ. وهذا الحديث هو: قال أبو داود: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، د إبراهيم بن مهدي المصيصي، المعنى،=

ص: 6

ش- أبو منظور ذكره في " الكمال "، في باب الكنى، وقال: روى عن عمه، عن عامر الرام، روى عنه محمد بن إسحاق، روى له أبو داود (1) .

وعامر الرام أخو الخُضْر- بالخاء المعجمة المضمومة، وسكون الضاد المعجمة- وهو حي من محارب خصَفة، روى عن النبي- عليه السلام حديثا واحدا، وهو الحديث المذكور، وقال فيه " الكمال "، روى عن النبي- عليه السلام حديثا واحدا في فضل المرض، وسعة رحمة الله تعالى، روى حديثه محمد بن إسحاق بن يسار، عن رجل من أهل الشام، يقال له: أبو منظور، عن عمه، عنه، روى له أبو داود (2) .

قوله: " قال محمد " أي: محمد بن مسلمة.

قوله: فإني لببلادنا" أي: لفي بلادنا، و" اللام " للتأكيد، و " الباء" للظرفية. قوله: " إذ رفعت " كلمة " إذ " على أربعة أوجه، أحدها: أن تكون اسما للزمن الماضي، ولها أربعة استعمالات، أحدها: أن تكون ظرفا وهو الغالب نحو {فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذينَ كَفَرُوا} (3) والذي في الحديث من هذا القبيل. والثاني: أن تكون مفعولا به نحو {وَاذكُرُوا إذ كُنتُمْ قَلِيلا فَكثرَكُمْ} (4) .

قالا: حدثنا أبو المليح عن محمد بن خالد، قال أبو داود: قال إبراهيم بن مهدي: السلمي، عن أبيه، عن جده، وكانت له صحبة من رسول الله صلى الله عليه وسلم

- "- قال: سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم يقول: " إن العبد إذا سبقت له

من الله منزلة لم يبلغها بعمله ابتلاه الله في جسده، أو في ماله، أو في ولده " قال أبو داود: زاد ابن نفيل: " ثم صبره على ذلك "، ثم اتفقا:" حتى يبلغه المنزلة التي سبقت له من الله تعالى ".

(1)

انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (34/ 7652) .

(2)

انظر ترجمته في: الاستيعاب بهامش الإصابة (7/3) ، وأسد الغابة (3/ 1 12) ، والإصابة (2/ 261) ، وتهذيب الكمال (14/ 67 0 3) .

(3)

سورة التوبة: (0 4) . (4) سورة الأعراف: (86) .

ص: 7

والثالث: أن تكون بدلا من المفعول به نحو (وَاذكُرْ فِي الكِتَابِ مَرْيَمَ

إِذا انتَبَذَتْ " (1) ، فإذ بدل اشتمال من مريم.

والرابع: أن يكون مضافا إليها اسم زمان، صالح للاستغناء عنه نحو

" يومئذ " و " حينئذ " أو غير صالح له نحو قوله تعالى: {بَعْدَ إِذْ

هَدَيْتَنَا} (2) .

والوجه الثاني: أن تكون اسما للزمان المستقبل نحو {يَوْمَئذ تُحَدِّثُ

أخْبَارَهَا} (3) .ًَ

والوجه الثالث: أن تكون للتعليل نحو {وَلَن يَنفَعَكُمُ اليَوْمَ إِذ ظَلَمْتُمْ

أنكُمْ فِي العَذَاب مُشْتَركُونَ} (4)، والمعنى: ولن ينفعكم اليوم [](5)

أنكم في العذاب، لأجل ظلمكم في الدنيا.

والرابع: أن تكون للمفاجأة، نص عليه سيبويه، وهي الواقعة بعد

" بينا " و "بينما".

قوله: " ثم أعفاه الله " أي: عافاه الله، كلاهما بمعنى، مِنَ العافية،

وهي دفاعُ اللهِ عن العبدِ.

قوله: "ثم أعفي" بضم الهمزة وكسر الفاء بمعنى عوفي من المعافاة.

قوله: "عَقَله" أي: ربطه.

قوله: " بينما نحن عنده " أي: عند رسول الله- صلى الله عليه وسلم الكلام في

"بينا" و "بينما" مر غير مرة.

قوله: "غيضة شجرة" - بالضاد- الساقطة، وهي الأجمة وهي مغيض

ماء يجتمع فينبت فيه الشجر، والجمع غياض، وأصلها من غاض الماء

[186]

، يغيض غيضا/ أي: قل ونضب.

(1) سورة مريم: (16) .

(2)

سورة آل عمران) . (8) .

(3)

سورة الزلزلة: (4) .

(4)

سورة الزخرف (3) .

(5)

بياض قدر كلمة، وأظنه ليس مكتوبا فيه شيء.

ص: 8

قوله: "فراخ" طائر الفراخ جمع فرخ، الفرخ ولد الطائر والأنثى فرخة، وجمع القلة أفرخ وأفراخ، والكثير فراخ بالكسر، وأفرخَ الطائرُ وفرخ، والطائر جمعه طير، مثل صاحب وصحْب، وجمع الطير طيور وأطيار، مثل فرخ وأفراخ.

قوله: " الله أرحم بعباده " اللام المفتوحة في " لله " للتأكيد، والرحمة: العطف، والحنو، والرقة.

1528-

ص- نا (1) محمد بن عيسى، ومسدد، المعنى، قالا: نا هشيم، عن العوام بن حوشب، عن إبراهيم بن عبد الرحمن السكسكي، عن أبي بردة، عن ألف موسى، قال: سمعت النبي- عليه السلام يقول غير مرة ولا مرتين (2) : " إذا كانَ العبدُ يعملِ (3) صالحاً فَشَغَلَهُ عنه مَرضن أو سَفر كُتبَ له كَصَالِح ما كانَ يَعملُ وهو صحيح مُقِيم "(4) .

ش- محمد بن عيسى الطباع، وهشيم بن بشير السلمي الواسطي، وأبو بردة عامر بن عبد الله بن قيس الكوفي، وأبو موسى هو عبد الله بن قيس الأشعري.

قوله: " غير مرة " نصب على أنه صفة لمصدر منصوب محذوف تقديره

" يقول قولا غير مرة ".

قوله: " وهو صحيح مقيم " جملة اسمية وقعت حالا من الضمير الذي

في "يعمل" في قوله: " ما كان يعمل ".

والحديث أخرجه البخاري.

(1) في سنن أبي داود هذا الحديث تحت باب: " إذا كان الرجل يعمل عملا صالحا فشغله عنه مرض أو سفر ".

(2)

في سنن أبي داود: " غير مرة ولا مرتين يقول".

(3)

في سنن أبي داود: "يعمل عملا ".

(4)

البخاري: كتاب الجهاد، باب: يكتب للمسافر مثل ما كان يعمل في الإقامة (2996)

ص: 9

529 ا- ص- نا (1) سهل بن بكار، عن أبي عوانة، عن عبد الملك بن عمير، عن أم العلاء، قالت:" عَادني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأنا مَرِيضَة، فقال: أبْشرِي يا أم العَلاء، فإن مَرَضَ المُسلِم يُذهبُ اللهُ به خَطَايَاهُ، كما تُذهب النار خَبَثَ الذهبِ وَالفِضةِ "(2) .

ش- سهل بن بكار القيسي الدارمي أبو بشر البصري، روى عن شعبة، وأبان بن يزيد العطار، وأبي عوانة، روى عنه محمد بن عثمان بن الحارث، وأبو جعفر محمد بن محمد التمار البصري، والعباس بن الفضل، قال أبو حاتم: هو ثقة، مات سنة ثمان وعشرين ومئتين، روى له البخاري، وأبو داود، والنسائي (3) . وأبو عوانة الوضاح مولى يزيد بن عطاء الواسطي، وعبد الملك بن عمير القرشي الكوفي، وأم العلاء عمة حزام بن حكيم بن حزام الأنصاري، روى عنها حديثا في المرض، روى لها أبو داود.

ويستفاد من الحديث فوائد، الأولى: إن عيادة الرجال للنساء المريضة جائزة.

الثانية. ينبغي للعائد أن يبشر المريض بذهاب خطاياه، فإن فيها تسلية لقلبه، وتقوية لجنانه.

والثالثة: إن المرض يذهب بالخطايا، كما تَذهبُ النار بخبث الذهب والفضة.

1530-

ص- نا مسدد، نا يحي، ح، ونا ابن بشار، نا عثمان بن عمر (4) ، وهذا لفظه (5) ، عن أبي عامر الخزاز، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة- رضي الله عنها قالت: " قلتُ: يا رسول اللهِ، إني لأعْلَمُ أشذَ آية

(1) في سنن أبي داود هذا الحديث تحت باب: "عيادة النساء".

(2)

تفرد به أبو داود.

(3)

انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (12/ 5 0 26) .

(4)

في الأصل: "عمرو" خطأ.

(5)

في سنن أبي داود: قال أبو داود: " هذا لفظ ابن بشار".

ص: 10

في كتاب اللهِ تعالى، قال: أيةُ آية يا عائشةُ؟ قلتُ (1) : قَولَ الله عز وجل {مَن يَعْمًلْ سُوءً يُجْزَ به} (2) . قال: أمَا علمتِ يا عائشةُ أن اَلمسلم (3) تُصيبهُ النكبةُ أو الشوكةُ فَيكافأ بأسْوَء عَمَله؟ ومَنْ حُوسبَ عُذبَ قالتْ: أليسَ يقولُ اللهُ عز وجل: {فَسَوْفَ يُحَاسَبَ حِسَاباً يَسِيراً} (4) قال: ذلِكمُ العَرْضُ، يا عائشةُ، مَنْ نُوقِشَ الحِسَابَ عُذبَ " (5) ، (6) .

ش- يحي القطان، ومحمد بن بشار، وعثمان بن عمر (7) بن فارس العبدي البصري، وأبو عامر صالح بن رستم الخزاز المدني مولاهم المصري، وابن أبي مليكة عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة.

قوله: " هذا لفظه " أي: لفظ ابن بشار.

قوله: " أشد آية" أي: أقوى آية في الإخبار في الوعيد.

قوله تعالى: " يُجْزَ به " أي: بالسوء و "يجز"، مجزوم لابنه وقع جوابا لقوله:"مَن يَعْمَل ".

قوله: "النكبة" واحدة نكبات الدهر، يقال: أصابته نكبة، ونكب فلان فهو منكوب، وإنما ذكر قوله:"أو الشوكة" إشارة إلى أن النكبة وإن كانت يسيرة جدا مثل الشوكة التي تنغرز في يديه، فإن صاحبها يكافأ بأسوأ عمله بسبب ذلك.

قوله: "فيكافأ " يعني: فيجازى بأسوأ عمله، بمعنى يجعل تلك النكبة في مقابلة سوء عمله، فيتساويان، فيجعل ذاك بذاك، وأصله من

(1) في سنن أبي داود: "قالت ".

(2)

سورة النساء: (123) .

(3)

في سنن أبي داود " أن المؤمن ".

(4)

سورة الانشقاق: (8) .

(5)

تفرد به أبو داود.

(6)

في سنن أبي داود بعد الحديث: "قال أبو داود: وهذا لفَظ ابن بشار قال: حدثنا ابن أبي مليكة ".

(7)

في الأصل: " عمرو " خطأ.

ص: 11

الكفؤ وهو النظير والمساوي، ومنه الكفاءة في النكاح، وهو أن يكون

الزوج مساويا للمرأة في حسبها ودينها، ونسبها، وغير ذلك وفي بعض

النسخ: (فيحاسب بأسوأ عمله" موضع "فيكافأ" وقد أخرج البخاري

ومسلم في "صحيحيهما": " أليسَ يقولُ اللهُ عز وجل

" وما بعده

إلى آخر الحديث.

186/21- ب،/ 1531- ص- نا (1) عبد العزيز بن يحي، نا محمد بن سلمي، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن عروة، عن أسامة بن زيد، قال:

"خَرجَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَعودُ عبدَ الله بنَ أبَن في مَرَضِهِ الذي ماتَ فيه، فلما

دخلَ عليه عَرَفَ فقيه الموتَ، قالي: قد كنتُ أنهَاكَ عن حُبِّ يهودِ، قال: فقد

أبْغَضَهُم أسعدُ بن زُرَارَةَ (2)، فلما ماتَ أتاه ابنُه فقالت: يا رسولَ الله" إن

عبدَ اللهِ بنَ أبَن قد ماتَ، فأعطِني قميصَك أكفنهُ فيه، فنزعَ رسولُ الَلهِ "

قميصَه فأعطاهُ إياهُ " (3) .

ش- عبد العزيز بن يحمى أبو الأصبغ الحراني، ومحمد بن سلمة

الحراني.

قوله: " يعود" جملة وقعت حالا من الرسول، وعبد الله بن أبي بن

سلول كان رأس المنافقين، وكان ظاهر النفاق، أنزل الله تعالى في كفره

ونفاقه آيات من القرآن تتلى.

فإن قيل: كيف جازت للنبي- عليه السلام تكرمة المنافق، وتكفينه

في قميصه؟

قلت: كان ذلك مكافأة له من عمل صنيع سبق له، وذلكم أن العباس

رضي الله عنه عم رسول الله- صلى الله عليه وسلم لما أخذ أسيرا ببدر لم يجدوا

(1) في سنن أبي داود هذا الحديث تحت باب: " في العيادة".

(2)

في سنن أبي داود: " أبغضهم سعد بن زرارة فمه،.

(3)

تفرد به أبو داود.

ص: 12