الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ويستفاد من الحديث مسألتان، الأولى: كراهة الجلوس على القبر. والثانية: كراهة الصلاة إليها، وقد مر الكلام فيه مستوفى، والحديث أخرجه مسلم، والنسائي.
73- باب: المشي بين القبور في النعل
(1)
أي: هذا باب في بيان المشي بين القبور، والماشي لابس النعل.
1664-
ص- نا سهل بن بكار، نا الأسود بن شيبان، عن خالد بن سمير السدوسي، عن بشير بن نهيك، عن بشير مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان اسمه في الجاهلية: زحمَ بنَ معبد، فهاجر إلى رسول الله- عليه السلام فقال:" ما اسمُكَ؟ قال: زَحْم، فقال (2) : بل أنَتَ بشير، قال: بينما أنا أمَاشي رسولَ الله- عليه السلام مَر بقُبورِ المشركينَ، قال: لقد سَبَقَ هؤلاء خيرا كثيراً ثلاثاً ثم مَر بقبورِ المسلمينَ فقال: لقد أدركَ هؤلاء خيراً كثيراً، وحَانتْ من رسول اللهِ نظرة، فإذا رجل يمشِي في القُبورِ عليه نعلَانِ فقال: يا صاحبَ السبتيتين وَيْحكَ، ألقِ سبْتيتيْكَ، فنظر الرجلُ فلَما عَرَفَ رسولَ اللهِ خَلَعَهُمَا، فَرَمى بهما "(3) .
ش- بَشير بن نهيك بفتح الباء الموحدة، وكسر الشين المعجمة، ونهيك بالنون، وبشير مولى النبي- عليه السلام هو ابن الخصاصية وهي أمه، وأبوه: معبد بن شراحيل السدوسي، وقد مر مرة.
قوله: "زحم بن معبد " بفتح الزاد، وسكون الحاء المهملة.
قوله: " لقد سبق هؤلاء خيرا كثيرا " والمعنى فاتهم خير كثير، وخرجوا منه، ولم يعلقوا منه بشيء.
(1) في سنن أبي داود: "باب المشي في النعل بين القبور".
(2)
في سنن أبي داود:" قال".
(3)
النسائي: كتاب الجنائز، باب: كراهية المشي بين القبور في النعال السبتية (96/4)، ابن ماجه: كتاب الجنائز، باب: ما جاء في خلع النعلين في المقابر (1568) .
قوله: " ثلاثا " أي: قاله ثلاث مرات.
قوله: " وحانت من رسول الله نظرة " أي: وقعت منه نظرة من حان إذا قرب.
قوله: "يا صاحب السبتيتين" أي صاحب النعلين، السبة- بكسر السين وسكون الباء الموحدة- جلود البقر المدبوغة بالقرب، يتخذ منها النعال، سميت بذلك لأن شعرها قد سبت عنها، أي: حلق وأزيل، وقيل: لأنها انْسَبَتَتْ بالدباغ، أي: لانت وهاهنا روي على النسب إلى السبت، وقال ابن الأثير (1) :" دائما أمره بالخلع احتراما للمقابر، لأنه كان يمشي بينها، وقيل: لأن كان بها قذرا، أو لاختياله في مشيه، ومنه حديث ابن عمر: "قيل له: إنك تلبس النعال السبتية، إنما اعترض عليه لأنها نعال أهل النعمة والسعة،. وقال الخطابي (2) : "وخبر أنس يدل على جواز لبس النعال لزائر القبور، وللماشي بحضرتها، وبين ظهرانيها، فأما خبر السبتيتين فيشبه أن يكون إنما كره ذلك لما فيها من الخيلاء، وذلك أن يقال: السِّبت من لباس أهل اقترفه والتنعم، قال الشاعر يمدح رجلا:
يُحذى نعال السبت ليس بتوائم
فأحب رسول الله- عليه السلام أن يكون دخوله المقابر على زي التواضع، ولباس أهل الخشوع.
قلت: أراد الخطابي بحديث أنس الحديث الذي يلي هذا الحديث، ولكنه لا يدل على ما ادعاه، لأنه ساكت عن ذلك، فافهم.
قوله: "ويحك" كلمة ترحم وشفقة، وعكسها ويلكم والحديث أخرجه النسائي، وابن ماجه.
1665-
ص- نا محمد بن سليمان الأنباري، نا عبد الوهاب- يعني
ابن عطاء - عن سعيد، عن قتادة، عن أنس- رضي الله عنه عن النبي عليه السلام أنه قال:"إن العبدَ إذا وُضع في قبره وتولى عنه أصحابه إنه لَيَسْمعُ قَرع نِعَالِهِم"(3) .
(1) النهاية (2/ 0 33) .
(2)
معالم السنن (1/ 276) .
(3)
البخاري: كتاب الجنائز، باب: الميت يسمع خفق النعال (1338)، مسلم:=