الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ش- أبو صالح عبد الغفار بن داود، وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري الكوفي،/ وسفيان الثوري، وأيوب السختياني.
قوله: " زاد فيه" أي: في هذا الحديث من هذه الرواية، وأخرجه الترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وقال الترمذي: حسن صحيح.
67- باب: في تسوية القبر
أي: هذا باب في بيان تسوية القبر، وهو جعله مساويا بالأرض.
1652-
ص- نا محمد بن كثير، أنا سفيان، نا حبيب بن أبي ثابت، عن أي وائل، عن أبي الهياج (1) الأسدي، قال:"بَعثَني عَلي- رضي الله عنه قال: أبْعثُكَ على ما بعثني رسولُ الله- عليه السلام أنْ لا تدع (2) قَبْراً مُشْرِفاَ إلا سويتَهُ، ولا تمثَالاً إلا طمسته"(3) .
ش- أبو وائل شقيق بن سلمة، وأبو الهياج (4) حيان بن حصين الأسدي، الكوفي. سمع: علي بن أبي طالب، وعمار بن ياسر. روى عنه: أبو وائل، وشعبة، وابنه جريج بن حيان. روى له: مسلم، وأبو داود، والنسائي (5) .
قوله: " قبرا مشرفا " أي: مرتفعا عن الأرض.
قوله:" ولا تمثالا" التمثال بكسر التاء اسم من مثلت بالتشديد والتخفيف إذا صورت تمثالا، والطمس: المحو والإزالة.
" (6) وبهذا الحديث احتج الشافعي على أن القبور تسطح، وقال ابن
(1) في الأصل:" التياح " خطأ.
(2)
في سجن أبي داود: " أن لا أدع".
(3)
مسلم: كتاب الجنائز، باب: الأمر بتسوية القبر (969)، الترمذي: كتاب الجنائز، باب: ما جاء في تسوية القبور (969)، النسائي: كتاب الجنائز، باب: تسوية القبور إذا رفعت (4/88) .
(4)
في الأصل: " التياح" خطأ.
(5)
انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (7/ 1575) .
(6)
انظر نصب الراية (2/ 304، 305) .
الجوزي في "التحقيق ": "وهذا محمول على ما كانوا يفعلونه من تعلية القبور بالبناء الحسن العالي ". وقال أصحابنا: السنة أن يسنم القبر، لما روى البخاري في "صحيحه "، عن أبي بكر بن عياش، أن سفيان التمار حدثه "أنه رأى قبر النبي- عليه السلام مسنما" وهو من مراسيل البخاري، ولم يرو البخاري لسفيان بن دينار التمار إلا قوله هذا، وقد وثقه ابن معين وغيره، ورواه ابن أبي شيبة في "مصنفه"، ولفظه: عن سفيان، قال:"دخلت البيت الذي فيه قبر النبي- عليه السلام فرأيت قبر النبي، وقبر أبي بكر، وعمر مسنمة ". وعارضه النووي في "الخلاصة" بالحديث الذي أخرجه أبو داود، عن القاسم بن محمد، لما يجيء الآن (1)، ثم قال في الجمع بينهما:"إنه كان أولا [كما] قال القاسم مسطحا، ثم لما سقط الجدار في زمن الوليد جُعل مسنما" وروى محمد بن الحسن في "الآثار"(2) : أخبرنا أبو حنيفة، عن حماد بن أبي سليمان، عن إبراهيم، قال:"أخبرني مَن رأى قبر النبي- عليه السلام وقبر أبي بكر، وعمر ناشزة من الأرض، عليها فلق من مدر أبيض "(3) .
وحديث أبي الهياج (4) أخرجه مسلم، والترمذي، والنسائي.
1653-
عن- نا أحمد بن عمرو بن السرح، نا ابن وهب، حدثنا عمرو بن الحارث، أن أبا علي الهمداني، حدثه قال:"كنا مع فَضالةَ بنِ عُبيد بِرُودسِ بأرضِ (5) الروم فتُوفيَ صاحب لنا، فأمر فَضالةُ بقبره فسوي، ثم قال: سمعتُ رسول اللهِ- عليه السلام يأمُر بتسويَتِها"(6) .
ش- عبد الله بن وهب، وأبو علي ثمامة بن شفي الهمداني، وفضالة ابن عبيد الصحابي، كان معاوية ولاه على الغزو، ثم ولاه على قضاء
(1) يأتي بعد حديث.
(2)
(ص/ 42) .
(3)
إلى هنا انتهى النقل من نصب الراية.
(4)
، في الأصل:"التياح" خطأ.
(5)
في سنن أبي داود: "من أرض".
(6)
مسلم: كتاب الجنائز، باب: الأمر بتسوية القبر (968)، النسائي: كتاب الجنائز، باب: تسوية القبور إذا رفعت (4/88) ، (2031) .
دمشق. واعلم أن المسلمين افتتحوا جزيرة رودس وعليهم جنادة بن أبي أمية في سنة ثلاث وخمسة من الهجرة، فأقام بها طائفة من المسلمين كانوا أشداء على الكفار يعترضون لهم في البحر، ويقطعون سبيلهم، وكان معاوية يدر عليهم الأرزاق والأعطيات الجزيلة، وكانوا على حذر شديد من الفرنج، يبيتون في حصن عظيم لهم فيه حوائجهم، ودوابهم، وتواصلهم، ولهم نواظير على البحر ينذرونهم إن قدم عدو، أو كادهم أحد، وما زالوا كذلك حتى كانت إمارة يزيد بن معاوية بعد أبيه، فأقفلهم من تلك الجزيرة، وقد كانت للمسلمين بها أموال كثيرة، وزراعات غزيرة. والحديث أخرجه: مسلم، والنسائي.
ص- وقال أبو داود: رودس جزيرة في البحر.
ش- قال المنذري: المشهور أنها بضم الراء، وسكون الواو، بعدها
دال مهملة مكسورة وسين مهملة، وقد اختلف في تقييدها اختلافا كثيراً، وقد قيل: إنها أرض قريبة من الإسكندرية.
قلت: رودس، بضم الراء، ثم واو ساكنة، ودال مهملة، ويقال: معجمة مكسورة، ثم سين مهملة، فتحت في زمن معاوية، وامتدادها من الشمال إلى الجنوب بانحراف نحو/ خمسين ميلا، وعرضها نصف ذلك، وبينها وبين ذنب أقريطش مجرى واحد، وبعض رودس للفرنج وبعضها لصاحب إسطنبول، ورودس في الغرب عن جزيرة قبرص بانحراف إلى الشمال، وهي بين جزيرة المصطكي وبين جزيرة أقريطش.
1654-
ص- نا أحمد بن صالح، نا ابن أبي فديك، قال: أخبرني عمرو بن عثمان بن هانئ، عن القاسم، قال:"دَخلتُ على عائشة- رد الله عنها- فقلت: يا أمه، اكشِفِي لي عن قبرِ رَسول الله وصاحبَيه، فكشفتْ لي عن ثلاثة قبور لا مُشرِفةَ، ولا لاطِئةَ مبطَوحة ببطَحاء العَرْضةِ الحمراء "(1)
(1) تفرد به أبو داود.
ش- محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، وعمرو بن عثمان بن هانئ. روى عن: القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق- رضي الله عنه. روى عنه: ابن أبي فديك. روى له: أبو داود (1) .
قوله: " يا أمه" معناه يا أمي، والعرب تقول: يا أمه لا تفعلي، ويا أبت افعل، يجعلون علامة التأنيث عوضا، ويوقف عليها بالهاء.
قوله: "لا مشرفة " أي: لا مرتفعة عالية.
قوله: " ولا لاطئة " أي: ملتصقة بالأرض، يقال: لاطَ به يلوط، ويليط، لوطا، وليطا، ولياطا إذا لصق به.
قوله: "مبطوحة" أي: مُسواة "ببطحاء العرصة الحمراء " وهو الحصى الصغار، وبطحاء الوادي وأبطحه: حصاه اللين في بطن المسيل، "والعرصة" بفتح العين المهملة، وسكون الراء، وفتح الصاد المهملة: كل موضع واسع لا بناء فيه، والحديث رواه الحاكم وصححه، وقد مر الكلام فيه آنفا.
ص- قال أبو علي: يقال (2) : رسول الله مقدم، وأبو بكر عند رأسه، وعمر عند رجليه، رأسه عند رجلي رسول الله- عليه السلام.
ش- أبو علي ثمامة بن شُفَي الهمداني المذكور آنفا، وروى الحاكم، والبيهقي من حديث ابن أبي فديك، عن عمرو بن عثمان، عن القاسم، قال:"رأيتُ النبي- عليه السلام مقدما، وأبا بكر رأسه بين كتفي النبي- عليه السلام وعمر رأسه عند رجل النبي- عليه السلام ". قلت: هيئته ما صورناه على الهامش (3) ، فافهم.
(1) انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (24/ 5068) .
(2)
في سنن أبي داود: "يقال: إن ".
(3)
بهامش الأصل: " النبي عليه السلام،أبو بكر، عمر".
12.
شرح سنن أبي داوود