الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وثلاثين سنة، وكانت له مروءة. روى له: أبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه (1) .
وعباد- فعّال بالتشديد- ابن عبد الله بن الزبير الحجازي، سمع أباه، وعائشة، وأسماء ابنتي أبي بكر. روى عنه: ابنه، وهشام بن عروة، / وعبد الواحد بن حمزة، وغيرهم. روى له الجماعة (2) .
قوله: " وذَقنه " الذقن- بفتح الذال المعجمة، والقاف- مجتمع اللعين، وبالحديث استدل الشافعي على أن القميص (3) يغسل في قميصه، وعندنا يجرد وتستر عورته، والجواب عن الحديث ابنه من خصائص النبي- عليه السلام وأخرج ابن ماجه في " سننه " من حديث بريدة بن الحصيب، قال:" لما أخذوا في غَسِل النبي- عليه السلام ناداهم مناد من الداخل: لا تنزعوا عن رسول الله قميصه ". قال الدارقطني: تفرد به عمرو بن يزيد، عن القمة، انتهى.
وعمرو بن يزيد هذا هو أبو بردة التميمي، لا يحتج به، وفي رواية الإمام الحمد:" فحضر علي رسول الله، ولم يل من غسله شيئا، فأسنده على صدره، وعليه قميصه، وكان العباس، وفضل، وقثم يقلبونه مع علي، وكان أسامة بن زيد، وصالح هما يصبان الماء، وجعل علي يغسله، ولم ير من رسول الله شيئا مما يراه من الميت وهو يقول: بأبي وأمي، ما أطيبك حنا وميتا".
29- باب: كيف غَسلُ الميت
؟
أي: هذا باب في بيان كيفية غسل الميت.
1577 ص- نا القعنبي، عن مالك، ح ونا مسدد، نا حماد بن زيد، المعنى، عن أيوب، عن محمد بن سيرين، عن أم عطية، قالت: " دَخلَ
(1) انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (31/ 9853)
(2)
المصدر السابق (14/ 3086) .
(3)
كذا والجادة:" الميت".ما جاءني غسل الميت (1458) .
علينا رسولُ الله- عليه السلام حينَ تُوفيت ابنتُه، فقال: اغْسلنَها ثلاثا أو خَمسا، أو كثير من ذلك إن رأيتُن ذلك بماءٍ وسدر، واجْعَلنً في الآخرة كافوراً أو شيئا من كَافور، فإذا فَرَغْتُن فآذنني، َ فلمًا فَرَغنَا آذنَاهُ، فأعطاناَ حِقْوَه، فقال: أشْعِرْنَها إياه" قال مالك (اَ) : " يعني: إزَارَهُ "، ولم يقل مسدد: "دَخَلَ عَلينا" (2) .
ش- "فآذ نني " أي: فأعلمنني.
قوله: "حقوه" الحقو بفتح الحاء، وسكون القاف هو الإزار، كما فسره مالك بن أنس.
قوله: " أشعرتها " أي: اجعلنه شعارا لها، وهو الثوب الذي يلي جلدها، ويستفاد من الحديث فوائد، الأولى: وجوب غسل الميت. الثانية: استحباب الإيجار في الغَسل.
الثالثة: استحباب غَسله بالسدر، أو بما في معناه من أشنان ونحوه، لأن هذا أبلغ في التنظيف.
الرابعة: استحباب شيء من الكافور في آخر الماء، وقال أصحابنا: يستحب أن يجعل الكافور على مساجده وهي: الجبهة، والأنف، واليدان، والركبتان، والقدمان.
وروى ابن أبي شيبة في "مصنفه ": حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، عن همام، عن شيخ من أهل الكوفة، يقال له: زناد، عن إبراهيم، عن ابن مسعود، قال:" يوضع الكافور على مواضع سجود الميت "،
(1) في سنن أبي داود: يقال عن مالك،.
(2)
البخاري: كتاب الجنائز، باب: نقض شعر المرأة (1260)، مسلم: كتاب الجنائز، باب: في غسل الميت (939)، الترمذي: كتاب الجنائز، باب:
ما جاء في غسل الميت (990)، النسائي: كتاب الجنائز، باب: غسل الميت بالماء والسدر (28/4) و (4/ 31، 32) ، ابن ماجه، كتاب الجنائز: باب:
ورواه البيهقي (1) ، وأخرج عبد الرزاق في " مصنفه"، عن سلمان " أنه استودع امرأته مسكا، فقال: إذا مت فطيبوني به، فإنه يحضرني خلق من خلق الله لا ينالون من الطعام والشراب، يجدون الريح".
وأخرج عن الحسن بن علي " أنه لما غسل الأشعث بن قيس دعا بكافور، فجعله على وجهه، وفي يديه، ورأسه، ورجليه، ثم قال: أدرجوه ". والحديث أخرجه الجماعة (2) .
وابنة رسول الله- عليه السلام هذه هي زينب زوج أبي العاص وهي أكبر بناته، وهو مصرح به في لفظ لمسلم، عن أم عطية، قالت:" لما ماتت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا- عليه السلام: " اغسلنها" الحديث. هذا هو أكثر المروي، وذكر بعض أهل السير أنها أم كلثوم وقد ذكره أبو داود فيما بعد، وفي إسناده مقال، وكذا في " مسند أحمد" و "تاريخ البخاري الوسط" أنها أم كلثوم، أخرجوه عن ابن إسحاق، حدثني نوح بن حكيم الثقفي، عن رجل من بني عروة بن مسعود الثقفي، يقال له: داود قد ولدته أم حبيبة بنت أبي سفيان زوج النبي- عليه السلام عن ليلى بنت قانف الثقفية، قالت: " كنت فيمن غسل أم كلثوم بنت رسول الله عند وفاتها، فكان أول ما أعطانا رسول الله الحِقَا، ثم الدرع، ثم الخمار، ثم الملحفة، ثم أدرجت بعد في الثوب الآخر، قالت: ورسول الله جالس عند الباب معه كفنها يناولها ثوبا ثوبا" انتهى. قال المنذري: فيه محمد بن إسحاق، وفيه من ليس بمشهور، والصحيح/ أن هذه القصة في زينب، لأن أم كلثوم توفيت ورسول الله صلى الله عليه وسلم غائب ببدر، وقال ابن القطان في "كتابه": ونوح بن حكيم رجل مجهول، لم تثبت عدالته، وأما الرجل الذي يقال له: داود فلا يُدرَى من هو؟ فإن داود بن أبي عاصم بن عروة بن مسعود الثقفي رجل معروف. يروي عن: عثمان بن أبي العاص، وابن عمر، وسعيد بن
(1) السنن الكبرى (3/ 405) .
(2)
انظر: نصب الراية (1/ 257، 258) .
المسيب. وروى عنه: ابن جريج، ويعقوب بن عطاء، وقيس بن سعد، وغيرهم، وهو مكي ثقة، قاله أبو زرعة، ولا نجزم القول بأنه هو، وموجب التوقف في ذلك أنه وصف في الإسناد بأنه ولدته أم حبيبة، وأم حبيبة إنما كان لها بنت واحدة قدمت بها من أرض الحبشة، ولدتها من زوجها عبيد الله بن جحش بن رئاب المتدين (1) بدين النصرانية المتوفى هناك، واسم هذه البنت: حبيبة، فلو كان زوج حبيبة هذه أبو عاصم بن عروة بن مسعود أمكن أن يقال: إن داود المذكور ابنه منها، فهو حفيد لأم حبيبة، وهذا شيء لم ينقل، بل المنقول خلافه، وهو أن زوج حبيبة هذه هو: داود بن عروة بن مسعود، كذا قال أبو علي بن السكن وغيره، فداود الذي لأم حبيبة عليه ولادة، ليس داود بن أبي عاصم بن عروة بن مسعود، إذ ليس أبو عاصم زوجا لحبيبة، ولا هو بداود بن عروة بن مسعود الذي هو زوج حبيبة، فإنه لا ولادة لأم حبيبة عليه، والله أعلم من هو، فالحديث من أجله ضعيف، انتهى (2) . ثم اعلم أن زينب- رضي الله عنها توفيت في سنة ثمان، قاله الواقدي، وقال قتادة: عن ابن حزم في أول سنة ثمان، وذكر حماد بن سلمي، عن هشام بن عروة، عن أبيه" أنها لما هاجرت دفعها رجل، فوقعت على صخرة، فأسقطت حملها، ثم لم يزل وجعها حتى ماتت، فكانوا يرونها ماتت شهيدة".
1578-
ص- نا أحمد بن عبدة، وأبو كامل بمعنى الإسناد، أن يزيد بن زريع حدثهم، قال: نا أيوب، عن محمد بن سيرين، عن حفصة أخته، عن أم عطية، قالت:" مَشطناهَا ثَلاثة قُرون لما (3) .
(1) في نصب الراية: " المفتي ".
(2)
إلى هنا انتهى النقل من نصب الراية.
(3)
مسلم: كتاب الجنائز، باب: في غسل الميت (939)، النسائي: كتاب الجنائز، باب: الكافور في غسل الميت (4/ 32) .
ش- أبو كامل فضيل الجحدري، وأيوب السختياني، وحفصة بنت سيرين أخت محمد بن سيرين.
قوله: " مشطناها " أي: ضفرنا شعر رأسها ثلاثة قرون، والضمير يرجع إلى بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم والقرون جمع قرن وهو الضفيرة (1) ، ويستفاد من هذا استحباب جعل شعر الميتة ثلاث ضفائر (2) ، والحديث أخرجه الجماعة.
1579-
ص- نا محمد بن المثنى، نا عبد الأعلى، نا هشام، عن حفصة بنت سيرين، عن أم عطية، قالت:" وَضَفرنا رأسها ثلاثة قرون، ثم ألقيناهَا خَلفَها مُقَدَّم رأسِها وقرنيْها "(3) .
ش- عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي، وهشام بن حسان.
قوله: " وضفرنا " من الضفر، وهو نسج الشعر وغيره عريضا، والتضفير مثله، والضفيرة: العقيدة، يقال: ضفرت المرأة شعرها، ولها ضفيرتان، وضفران أيضا، أي: عقيصتان.
قوله: "مقدم رأسها، وقرنيها " بدل من قوله: " ثلاثة قرون " أو بيان عنها، والمعنى ضفرنا شعر رأسها ثلاث ضفائر، ضفيرة من مقدم رأسها، وضفيرتان من قرني رأسها، وقرن الرأس: ناحيتها وجانبها، ويدل على ما فسرنا رواية مسلم:" فضفرنا شعرها ثلاثة قرون: قرنيها، وناصيتها " والناصية مقدم الرأس.
وروى ابن أبي شيبة: حدثنا حفص، عن أشعث، عن ابن سيرين، قال: كان يقول: " إذا اغتسلت المرأة ذُوِّبَ شعرها ثلاث ذوائب، ثم جعل خلفها"(4) .
(1) في الأصل: " الظفيرة".
(2)
في الأصل: "ظفائر".
(3)
البخاري: كتاب الجنائز، باب: يجعل شعر المرأة ثلاثة قرون (1262) .
(4)
بياض في الأصل قدر سطرين ونصف.
1580-
ص- نا أبو كامل، نا إسماعيل، نا خالد، عن حفصة بنت سيرين، عن أم عطية، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهن في غسل ابنته:"ابْدَأنَ بميامِنهَا، ومَوَاضع الوضوءِ منها "(1) .
ش- أبو كامل الجحدري، وإسماعيل ابن علية، وخالد الحذاء.
قوله: "لهن" أي: للنساء اللاتي غسلن ابنة النبي- عليه السلام.
قوله: "ابدأن" بالهمزة من بدأ، وفي بعض الرواية:" أبدين" بدون
الهمزة، وتكون قد سقطت لأجل التخفيف، والتليين، والميامن جمع
ميمنة بمعنى أيمن، ومواضع الوضوء: اليدان، والوجه، والرأس، والرجلان، والحديث أخرجه الجماعة.
1581-
ص- نا محمد بن عبيد، نا حماد، عن أيوب، عن محمد،
عن أم عطية بمعنى حديث مالك، زاد في حديث حفصة، عن أم عطية (2)
نحو هذا، وزادت فيه:"أو سبعا، أو أكثر من ذلك إن رأيتنَه "(3) .
ش- محمد بن عبيد بن الحساب الغُبَري، وحماد بن زيد،
وأيوب السختياني، ومحمد بن سيرين، وهذه الرواية أخرجها:
البخاري، ومسلم، والنسائي، ويستفاد منها استحباب الإيتار بالزيادة على
السبعة، لأن ذلك أبلغ في التنظيف، وأما الإيتار فلما روى البزار في
" مسنده ": حدثنا يحيى بن ورد بن عبد الله، ثنا أبي، ثنا عدي بن الفضل، ثنا أيوب، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعا:"إن الله وتر يحب الوتر ".
1582-
ص ص- نا هدبة بن خالد، نا همام، نا قتادة، عن محمد بن
(1) انظر الحديث رقم (1577) .
(2)
في سنن أبي داود: "بنحو هذا".
(3)
انظر الحديث رقم (1577) .