الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أبو بكر بن أبي شيبة في " مصنفه "، فقال: نا على بن الحسن بن شقيق، عن ابن المبارك، عن التيمي، عن أبي عثمان- وليس بالنهدي- عن أبيه، عن معقل بن يسار، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اقرءوها عند موتاكم- يعني يس-". والحديث أخرجه النسائي، وابن ماجه.
/ ص- وهذا لفظ ابن العلاء.
ش- أشار به إلى أن هذا المتن من الحديث لفظ محمد بن العلاء، أحد شيوخ أبي داود.
21- باب: الجلوس في المسجد وقت التعزية
(1)
أي: هذا باب في بيان الجلوس في المسجد وقت التعزية، وفي بعض النسخ:" باب الجلوس عند المصيبة "، وفي بعضها لم يذكر " باب" أصلا.
1557-
ص- نا محمد بن كثير، أنا سليمان بن كثير، عن يحي بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة- رضي الله عنها قالت:" لما قُتل زيدُ بنُ حارثة، وجعفر، وعبدُ الله بنُ رواحة جَلَسَ رسولُ الله-صلى الله عليه وسلم في المسجد، يُعرفُ في وجههِ الحُزْنُ " فذكَر القصة (2)(3) .
ش- استشهد هؤلاء في غزوة مؤتة، وهي سرية زيد بن حارثة في نحو من ثلاثة آلاف إلى أرض البلقاء من أطراف الشام، قال ابن إسحاق بعد قصة عمرة القضاء، فأقام رسول الله- عليه السلام بالمدينة بقية ذي الحجة، وولي تلك الحجة المشركون، والمحرم، وصفرا، وشهري ربيع، وبعث في جمادى الأولى من سنة ثمان بعثه إلى الشام الذين أصيبوا
(1) في سنن أبي داود: "باب الجلوس عند المصيبة ".
(2)
في سنن أبي داود: " وذكر القصة".
(3)
البخاري: كتاب الجنائز، باب: من جلس عند المصيبة يعرف فيه الحزن (1299)، ومسلم: كتاب الجنائز، باب: التشديد في النياحة (935)، النسائي: كتاب الجنائز، باب: النهي عن البكاء على الميت (4/ 14) .
بمؤتة، واستعمل عليهم زيد بن حارثة، وقال: إن أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب على الناس، فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة على الناس، فتجهز الناس ثم تهيئوا للخروج، وهم ثلاثة آلاف، ثم خرجوا ورسول الله خرج يشيعهم، ثم مضوا حتى نزلوا "معانَ" من أرض الشام، فبلغ الناسَ أن هرقل قد نزل في "مآب" من أرض البلقاء في مائة ألف من الروم، وانضم إليه من لخم، وجذام، وبهراء، وبلي [والقين] ، مئة ألف منهم، عليهم رجل من بليّ، ثم أحد إراشة يقال له: مالك بن نافلة، فلما بلغ ذلك المسلمين أقاموا على "معان " ليلتين ينظرون في أمرهم، وقالوا: نكتب إلى رسول الله- عليه السلام نخبره بعدد عدونا، فإما أن يمدنا بالرجال، وإما أن يأمرنا بأمر فنمضي له، فشجع الناس عبد الله بن رواحه، وقال: يا قوم، والله إن التي تكرهون للتي خرجتم تطلبون، الشهادة، وما نقاتل الناس بعدد ولا كثرة، ما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي كرمنا الله به، فانطلقوا فإنما هي إحدى الحسنين: إما ظهور، وإما شهادة. قال: فقال الناس: قد والله صدق ابن رواحة، فمضى الناس حتى إذا كانوا بتخُوم البلقاء لقيتهم جموع هرقل من الروم والعرب بقرية من قرى البلقاء يقال لها: مشارف، ثم دني العدو، وانحاز المسلمون إلى قرية يقال لها: مؤتة، فالتقى الناس عندها فتعبى لهم المسلمون، فجعلوا على ميمنتهم رجلا من بني عذرة يقال له: قطبة ابن قتادة، وعلى ميسرتهم رجلا من الأنصار، يقال له: عبادة بن مالك، ثم التقى الناس فاقتتلوا، فقاتل زيد بن حارثه براية رسول الله- عليه السلام حتى شاط في رماح القوم، ثم أخذها جعفر فقاتل بها حتى إذا ألجمه القتال اقتحم عن فرس له شقراء فعقرها، ثم قاتل القوم حتى قتل، فكان جعفر أول رجل من المسلمين عقر في الإسلام، قال ابن هشام: إن جعفرا أخذ اللواء بيمينه فقطعت، وأخذه بشماله فقطعت، فاحتضنه بعضديه حتى قتل، وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة، فأثابه الله بذلك جناحين في الجنة، يطير بهما حيث شاء. قال ابن إسحاق: فلما قتل (1) جعفر
(1) تكرر:فلما قتل" في الأصل.
اتخذ عبد الله بن رواحه الراية، ثم تقدم بها- وهو على فرسه- فجعل
يستنزل نفسه، ويتردد بعض التردد، ثم قال:
يا نفس إن لا تُقتلي تموتي
…
هذا حمام الموتِ قد صَليتِ
وما تمنيتِ فقد أعطيتِ.
…
حال إن تفعلي فِعلهما هُديتِ
يريد صاحبيه: زيدا، وجعفرا، ثم نزل، قال: فلما نزل أتاه ابن عم
له بعرق من لحم فقال: شد بهذا صلبك، فإنك قد لقيت أيامك هذه ما
لقيت، فأخذه من يده فانتهس منه نهسة، ثم سمع الحطمة في ناحية
الناس، فقال: وأنت في الدنيا، ثم/ أخذ سيفه، ثم تقدم، فقاتل [2/192 - ب]، حتى قتل- رضي الله عنه قال: ثم أخذ الراية ثابت بن أقرم أخو بني العجلان، فقال: يا معشر المسلمين، اصطلحوا على رجل منكم، قالوا:
أنت، قال: ما أنا بفاعل، فاصطلح الناس على خالد بن الوليد، فلما
اتخذ الراية دافع القوم، وخاشى بهم (1) ، ثم انحاز وانحاز عنه، حتى
انصرف بالناس، وعن خالد بن الوليد: "لقد انقطعت في يدي يوم مؤتة
تسعة أسياف، فما بقي في يدي إلا صفيحة يمانية " رواه البخاري (2) .
أما زيد فهو ابن حارثه بن شَرَاحيل بن كعب بن عبد العزى بن امرئ
القيس بن عامر بن النعمان بن عامر بن عبد وُد بن عوف بن كنانة (3) بن
بكر بن عوف بن عُذرَةَ بن زيد اللات بن رُفيدة بن ثور بن كلب بن وَبْرة
ابن تَغْلب بن حُلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة الكلبي القضاعي،
مولى رَسول الله- عليه السلام وذلك أن أمه ذهبت تزور أهلها، وأغار
عليهم خيل من بني القين، فاشتراه حكيم بن حزام لعمته خديجة بنت
خويلد- رضي الله عنها فوهبته لرسول الله- عليه السلام (4) - قبل
(1) حجز بينهم وبين الروم.
(2)
البخاري: كتاب المغازي، باب: غزوة الإثم (4265) .
(3)
في الأصل: "كيلة" خطأ.
(4)
في الأصل:" فوهبته من رسول الله" خطأ.
النبوة، ثم وجده أبوه، فاختار المقام عند رسول الله، فأعتقه وتبناه، وكان يقال له: زيد بن محمد، وكان رسول الله يحبه حبا شديداً، وقيل: اشتراه رسول الله- عليه السلام ثم أعتقه، وقال السهيلي: باعوه بسوق حباشة، وهو من أسواق العرب، وزيد يومئذ ابن ثمانية أعوام، وكان أول من أسلم من الموالي، وفيه نزلت آيات من القرآن، منها قوله تعالى:{وَمَا جَعَل أدعيَاءَكم أبْنَاءكُمْ} (1)، وقوله:{ادْعُوهُمْ لآبَائهِمْ هُوَ أقْسَطُ عِندَ الله} (2)، وقوله:{مَا كَانَ مُحَمَّد أَبَا أحَد مِن رجالكمْ} (3)، وقوله تعاَلى:{وَإذ تقُولُ للَّذي أَنْعَمَ اللهُ عَليه} الآية (4) ، وَالمقصود أن الله تعالى لم يسم أَحدا من الَصحابة في القرَآن غيره، وهداه الله إلى الإسلام، وأعتقه- عليه السلام وزوجه مولاته أم أيمن، واسمها: بركة، فولدت له أسامة بن زيد، فكان يقال له: الحب ابن الحب، ثم زوجه بابنة عمته زينب بنت جحش، وآخى بينه وبين عمه حمزة، وقَدمَهُ في الإمرة على ابن عمه جعفر بن أبي طالب يوم مؤتة (5) - كما مر ذكره-. وعن عائشة- رضي الله عنها كانت تقول:"ما بعث رسول الله- عليه السلام زيد بن حارثة في سرية إلا أمرَهُ عليهم، ولو بقي بعده لاستخلفه". رواه الإمام أحمد، والنسائي، وابن أبي شيبة لإسناد قوي جيد على شرط الصحيح، وهو غريب جدا. وأما جعفر فهو ابن أبي طالب، عم النبي- عليه السلام وكان أكبر من أخيه علي بعشر سنين، وكان عقيل أسن من جعفر بعشر سنين، وكان طالب أسن من عقيل بعشر سنين، أسلم جعفر قديماً وهاجر إلى الحبشة، وقد أخبر- عليه السلام عنه بأنه شهيد، فهو ممن يقطع له بالجنة، وجاء في تسميته بذي الجناحي أحاديث، وعن ابن عمر
(1) سورة الأحزاب: (3) .
(2)
سورة الأحزاب: (4) .
(3)
سورة الأحزاب: (0 4) .
(4)
سورة الأحزاب: (37) .
(5)
انظر: ترجمته في الاستيعاب بهامش الإصابة (1/ 44) ، وأسد الغابة (2/ 281) ، والإصابة (1/ 563) .
- رضي الله عنهما أنه كان إذا سلم على ابنه عبد الله بن جعفر، يقول
له: " السلام عليك يا ابن ذي الجناحين" رواه البخاري، وبعضهم يرويه
عن عمر بن الخطاب نفسه، والصحيح ما في الصحيح عن ابن عمر،
وعن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: قال رسول الله- عليه السلام:
"رأيت جعفرا يطير في الجنة مع الملائكة ". رواه الترمذي، وكان يقال له
بعد قتله: جعفر الطيار، وقد تقدم أنه قتل وعمره ثلاث وثلاثون، وقال
ابن الأثير في "الغابة": كان عمره يوم قتل إحدى وأربعين سنة، قال:
وقيل غير ذلك (1) . وأما عبد الله فهو ابن رواحة بن ثعلبة بن امرئ القيس
ابن عمرو بن امرئ القيس الأكبر بن مالك بن الأغر (2) بن ثعلبة بن كعب
ابن الخزرج بن الحارث بن الخزرج أبو محمد، ويقال: أبو رواحة،
ويقال: أبو عمرو، وهو خال النعمان بن بشير، أخته عمرة بنت رواحة،
أسلم قديماً وشهد العقبة، وكان أحد النقباء ليلتئذ لبني الحارث بن
الخزرج، وشهد بد ما، وأحد ا، والخندق، والحديبية، وخيبرا، وكان
عليه السلام يبعثه على خرصها، وشهد عمرة القضاء، ودخل يومئذ
مكة، وهو ممسك بزمام ناقة رسول الله- عليه السلام وقيل: بغرزها
- يعني الركاب- وهو يقول: خلوا بني الكفار عن سبيله. وقد شهد له
رسول الله- عليه السلام/ بالشهادة فهو ممن يقطع له بدخول [2/193- أ] الجنة (3) .
واستفيد من الحديث جواز الجلوس في المسجد وقت المتعدية، وإن كان
الميت غالْباً، وسواء مات حتف أنفه الو قتل، والحديث أخرجه:
البخاري، ومسلم، والنسائي- رحمهم الله.
(1) انظر ترجمته في: الاستيعاب بهامش الإصابة (1/ 210) ، وأسد الغابة (1/ 1 34) ، والإصابة (1/ 237) .
(2)
كذا في الأصل وفي الإصابة:" مالك بن الأعز" وفي الاستيعاب وأسد الغابة وغيرهما: " مالك الأغر".
(3)
انظر ترجمته في: الاستيعاب بهامش الإصابة (293/2) ، وأسد الغابة (3/ 234) ، والإصابة (2/ 6 0 3) .