الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومما ورد مخالفا لما تقدم ما أخرجه أبو داود في " المراسيل" عن حماد بن أبي سليمان، عن إبراهيم:" أن النبي- عليه السلام أدخل من قبل القبلة، ولم يسل سلا " وذكره عبد الحق في " أحكامه " وعزاه لمراسيل أبي داود. وقال فيه: عن إبراهيم التيمي وهو وهم منه، نبه عليه ابن القطان في " كتابه"، دائما هو إبراهيم النخعي، قال: لأنه رواه من حديث حماد بن أبي سليمان، عن إبراهيم، ومعلوم أن حماد بن أبي سليمان إنما يروي عن النخعي لا القيمي، ولعل الذي أوقعه في ذلك اشتراكهما في الاسم، واسم الأب والبلد.
قلت: صرح به ابن أبي شيبة في " مصنفه"(1) فقال عن حماد، عن إبراهيم النخعي فذكره، وزاد:" ورفع قبره حتى يعرف "(2) .
63- باب: كيف يُجلسُ عند القبر
؟
أي: هذا باب في بيان كيفية الجلوس عند القبر، وفي بعض النسخ:"باب الجلوس عند القبر"(3) .
1647-
ص- نا عثمان بن أبي شيبة، نا جريج، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن زاذان، عن البراء بن عازب، قال:" خَرَجْنَا معَ رسول الله- عليه السلام في جَنازة رجلٍ من الأنصارِ، فانتهينَا إلى القَبرِ ولَمْ يُلَحد بعدُ، فجلسَ النبي- عليه السلام مُسْتقبِلَ القبلَة وجلسْنَا معه "(4) .
ش- جريج بن عبد الحميد، وسليمان الأعمش، وزاذان الكندي.
فيه من الفقه استحباب القعود عند الميت بعد الصلاة عليه إلى أن يدفن،
(1)(3/ 130) .
(2)
إلى هنا انتهى النقل من نصب الراية.
(3)
وهي نسخة أبي داود المطبوعة.
(4)
النسائي: كتاب الجنائز، باب: الوقوف للجنائز (4/ 78)، ابن ماجه: كتاب الجنائز، باب: ما جاء في الجلوس في المقابر (1548) .
واستحباب استقبال القبلة في القعود، والحديث أخرجه: النسائي، وابن ماجه.
64-
باب (1) : الدعاء للميت إذا وضع في قبره
أي: هذا باب في بيان الدعاء للميت إذا وضع في قبره.
1648-
ص- نا محمد بن كثير، ح أنا مسلم بن إبراهيم، نا همام، عن
قتادة، عن أبي الصديق، عن ابن عمر: " أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان إذا
وَضَعَ المميت في قَبرِه، قال: بسم اللهِ، وعلى سنة رسولِ اللهَ صلى الله عليه وسلم " هذا لفظ
مسلم (2) .
ش- همام بن يحيى العوذي، وأبو الصديق الناجي اسمه بكر بن
عمرو، وقد مر ذكره.
قوله:" هذا لفظ مسلم " أي: مسلم بن إبراهيم/ " (3) والحديث روي من طرق، فروى ابن ماجه من حديث الحجاج بن أرطأة، عن نافع،
عن ابن عمر، قال: وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أدخل الميت القبر، قال: بسم
الله، وعلى ملة رسول الله".
ورواه الترمذي بلفظ:" بسم الله، وبالله، وعلى ملة رسول الله "
وقال: حسن غريب من هذا الوجه.
وروى ابن حبان في " صحيحه" في النوع الثاني عشر من القسم
الخامس بإسناد أبي داود، وروى الحاكم في " مستدركه" (4) بلفظ:" إذا
وضعتم موتاكم في قبورهم، فقولوا: بسم الله، وعلى ملة رسول الله
(1) في سنن أبي داود:" باب: في الدعاء للميت إذا وضع في قبره ".
(2)
الترمذي: كتاب الجنائز، باب: ما يقول إذا أدخل الميت القبر (1046)، ابن ماجه: كتاب الجنائز، باب: ما جاء في إدخال الميت قبره (1550) .
(3)
انظر: نصب الراية (2/ 300: 302) .
(4)
(366/1) .
قال الحاكم: حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وهمام ابن يحيى مأمون، إذا أسند هذا الحديث لا يعلل بمن وقفه، وقد وقفه شعبة، ورواه البيهقي (1) وقال: تفرد برفعه همام بن يحيى بهذا الإسناد وهو ثقة، إلا أن شعبة، وهشاما الدَستوائي روياه عن قتادة موقوفا على ابن عمر، وقال الدارقطني: الموقوف هو المحفوظ.
قلت: قد رواه ابن حبان في " صحيحه " من حديث شعبة، عن قتادة به مرفوعا:" أن النبي- عليه السلام كان إذا وضع الميت في القبر قال: بسم الله، وعلى ملة رسول الله "، وروى الطبراني في "معجمه الوسط" (2) : حدثنا محمد بن أبان، ثنا سوار بن سهل المخزومي، أنا سعيد بن عامر الربعي، عن سعيد بن أبي عروبة، عن أيوب، عن نافع مرفوعا بلفظ الحاكم، وروى الطبراني أيضا في " معجمه ": حدثنا الحسن بن إسحاق التستري، ثنا على بن بحر، ثنا بشر بن إسماعيل، حدثني عبد الرحمن بن العلاء بن اللجلاج، عن أبيه، قال لي أبي اللجلاج أبو خالد:"يا بني إذا أنا مت فألحد لي، فإذا وضعتني في لحدي فقل: بسم الله، وعلى ملة رسول الله، ثم سن (3) علي التراب سنا (3) ، ثم اقرأ عند رأسي بفاتحة البقرة وختمتها، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك " انتهى.
وقال صاحب "الهداية" من أصحابنا في كتاب "الجنازة": "فإذا
وضع في لحده يقول: بسام الله وعلى ملة رسول الله، كذا قال النبي
عليه السلام حين وضع أبا دجانة الأنصاري في القبر.
قلت: وهكذا وقع في " المبسوط" وكلاهما وهم، وغلط، فإن
أبا دجانة الأنصاري توفي بعد النبي- عليه السلام في واقعة اليمامة، وكانت في شهر ربيع الأول سنة اثنتي عشرة في خلافة أبي بكر الصديق،
(1) السنن الكبرى (3/ 55)
(2)
(7/ 7347) .
(3)
كذا بالسين، ويروى بالشين المعجمة.