‌الفصل السادسأن السنة أن يرميها من بطن الوادي - شرح عمدة الفقه - ابن تيمية - ط عطاءات العلم - جـ ٥

لم يزل يلبِّي حتى رمى جمرة العقبة. متفق عليه

(1)

، وفي رواية لأحمد

(2)

والنسائي: «فرماها بسبع حصياتٍ يكبِّر مع كل حصاة» .

‌

‌الفصل السادس

أن السنة أن يرميها من بطن الوادي

، وهو الطريق يمانيَّ الجمرة. هذا هو المذهب المعروف المنصوص، قال عبد الله

(3)

: قلت لأبي: من أين يرمى الجمار؟ قال: من بطن الوادي.

وقال حرب: سألت أحمد، قلت: فإن رمى الجمرة من فوقها؟ قال: لا، ولكن يرميها من بطن الوادي، قلت لأحمد: فيكبّر

(4)

؟ قال: يكبّر مع كل حصاة تكبيرة، قلت: بعد الرمي أو قبل الرمي؟ قال: يرمي ويكبّر.

وذكر القاضي عن حرب عن أحمد: لا يرمي الجمرة من بطن الوادي، ولا يرمي من فوق الجمرة. قال القاضي: يعني لا يرميها عرضًا من بطن الوادي.

وقال ابن عقيل: إنما لم يستبطن الوادي؛ لأنه أمر أن يرمى إليه لا فيه، فإذا رمى فيه سقط وقوفه على ما علاه، وسقط بعض ماحية

(5)

بالرمي.

وهذا غلط على المذهب، منشؤه الغلط في نقل الرواية.

وقد ذكر القاضي في موضع آخر المذهب كما حكيناه، ولعل سببه أن النسخة التي نقل منها رواية حرب كان فيها غلط، فإني نقلت رواية حرب من أصل متقن قديم من أصح الأصول، وكذلك ذكرها أبو بكر في «الشافي» ؛ لما روى قُدامة بن عبد الله الكلابي أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم رمى جمرة العقبة من بطن الوادي يوم النحر على ناقةٍ له صَهْباءَ

(1)

، لا ضَرْبَ ولا طَرْدَ، ولا إليك إليك. رواه أحمد وابن ماجه والنسائي

(2)

، ولم يَذكرا

(3)

فيه: «من بطن الوادي»

(4)

.

وعن عبد الرحمن بن يزيد

(5)

أنه كان مع عبد الله بن مسعود، فأتى جمرة العقبة، فاستبطنَ الوادي فاستعرضها فرماها [ق 350] من بطن الوادي بسبع حصياتٍ يكبّر مع كل حصاة، قال: فقلت: يا أبا عبد الرحمن، إن الناس يرمونها من فوقها، فقال: هذا ــ والذي لا إله غيره

(6)

ــ مقامُ الذي أُنزلتْ عليه سورة البقرة. متفق عليه

(7)

.