الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تبتدئ، وهو اختياري، وهذا هو الذي ذكره
…
(1)
.
وقال القاضي في «المجرد» وابن عقيل: إنه إن قطعَه لعذرٍ مثل سَبْق الحدث، فعلى الروايات الثلاث، وكذلك النسيان، وإن قطعه لغير عذرٍ وأطال ابتدأ، وإن لم يُطِلْ بنَى.
الشرط التاسع: أن يطوف بالبيت جميعِه، فلا يطوف في شيء منه
؛ لأن الله قال: {وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ} [الحج: 29]، فإن اخترق الحِجْرَ في طوافه أو الشَّاذَروانَ
(2)
لم يصحَّ.
قال أحمد في رواية الأثرم
(3)
فيمن طاف في الحِجر فاخترقَه: لا يُجزئه؛ لأن الحِجْر من البيت، فإن كان شوطًا واحدًا أعاد ذلك الشوط، وإن كان كلَّ الطواف أعاده.
وكذلك نقل حنبل
(4)
فيمن طاف واخترق الحِجْر: لا يُجزِئه، ويُعيد. ونقل حرب كذلك.
وذلك
(5)
لأن الله أمر بالطواف بالبيت، ومن سلك شيئًا من البيت في طوافه لم يطفْ به كلِّه، وإنما طاف فيه.
(1)
بياض في النسختين. ولعل مكانه: «القاضي» .
(2)
هو الحجارة المائلة الملتصقة بأسفل الكعبة المحيطة بها من جوانبه الثلاثة ما عدا الجانب المقابل للحِجْر. انظر «التاريخ القويم» لمحمد طاهر الكردي (4/ 1).
(3)
كما في «التعليقة» (2/ 23).
(4)
كما في المصدر السابق.
(5)
«وذلك» ساقطة من المطبوع.
قال ابن عباس: من طاف بالبيت فليطُفْ من وراء الحِجْر، فإن الله يقول:[ق 365]{وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ} [الحج: 29]، وقد طاف النبي صلى الله عليه وسلم من وراء الحِجْر. رواه الأثرم
(1)
.
وعن عمر قال: لو أن الحِجْر لم يكن من البيت لما طِيْفَ به
(2)
.
وعن عائشة قالت: الحِجْر من البيت
(3)
.
وعن الزهري قال: سمعت بعض علمائنا يقول: إنما حُجِر الحِجْرُ فطاف الناس من ورائه إرادةَ أن يستوعب الناسُ الطوافَ بالبيت
(4)
. رواهن أحمد.
والأصل في ذلك: ما روى سالم بن عبد الله أن عبد الله بن محمد بن أبي بكر أخبر عبد الله بن عمر عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها: «ألم تَرَيْ أن قومكِ حين بَنَوا الكعبةَ اقتصروا على
(5)
قواعد إبراهيم»، فقلت: يا رسول الله، أفلا تردُّها على قواعد إبراهيم؟ قال: «لولا
(1)
عزاه إليه القاضي في «التعليقة» (2/ 23). وقد أخرجه الشافعي في «الأم» (3/ 449) وعبد الرزاق (9149) وابن خزيمة (2740) والحاكم (1/ 460) وغيرهم بإسناد حسن.
(2)
أخرجه النجاد في «مسند عمر بن الخطاب» (18) بإسناد جيّد. وروي نحوه عن ابن عباس أيضًا. أخرجه عبد الرزاق في «مصنفه» (9157).
(3)
أخرجه أبو داود (1875) والأزرقي (1/ 315) وغيرهما من طرق وأوجه عنها. وقد صحّ عنها ذلك مرفوعًا وسيأتي.
(4)
رواه مالك في «الموطأ» (1/ 364) وعنه الشافعي في «الأم» (3/ 450).
(5)
كذا في النسختين وفي رواية للبخاري. وفي أخرى عنده وعند مسلم: «عن» .
حِدثانُ قومكِ بالكفر لفعلتُ». قال عبد الله: لئن
(1)
كانت عائشة سمعتْ هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك استلام الركنين اللذين يليان الحِجْرَ إلا أن البيت لم يُتمَّم
(2)
على قواعد إبراهيم
(3)
.
وفي رواية
(4)
: قالت
(5)
: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لولا أن قومكِ حديثو عهدٍ بجاهلية ــ أو قال: بكفرٍ ــ لأنفقتُ كنز الكعبة في سبيل الله، ولجعلتُ بابها بالأرض، ولأدخلتُ فيها من الحِجْر» .
وعن عروة عن عائشة قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لولا حداثةُ قومك بالكفر لنقضتُ الكعبة، ولجعلتها على أساس إبراهيم، فإن قريشًا حين بنَتْ استقصرتْ، ولجعلتُ لها خَلْفًا» . وفي رواية: يعني بابًا
(6)
.
وعن الأسود عن عائشة قالت: سألتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجَدْر
(7)
أمن البيت هو؟ قال: نعم، قلت: فما لهم لم يُدخِلوه في البيت؟ قال: «إن قومكِ قصَّرتْ بهم النفقة» ، قلت: فما شأن بابه
(8)
مرتفعًا؟ قال: «فعل ذلك قومك لِيُدخِلوا من شاءوا ويمنعوا من شاءوا، ولولا أن قومكِ حديث عهدٍ بجاهلية
(1)
في المطبوع: «لأن» .
(2)
ق: «لم يتم» .
(3)
أخرجه البخاري (1583) ومسلم (1333/ 399).
(4)
عند مسلم (1333/ 400).
(5)
س: «قال» .
(6)
البخاري (1585) ومسلم (1333/ 398).
(7)
هو الحِجْر.
(8)
ق: «بابها» .
فأخاف أن تُنكِر قلوبهم، لنظرتُ أن أُدخِل الجَدْرَ في البيت، وأُلصِقَ بابه بالأرض»
(1)
. وفي رواية
(2)
: «الحِجْر مكان الجَدْر» . متفق عليهن.
وعن يزيد بن رومان عن عروة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: «يا عائشة، لولا أن قومكِ حديثُ عهدٍ بجاهلية لأمرتُ بالبيت فهُدِمَ، فأدخلتُ فيه ما أُخرِج منه، وأَلزقْتُه بالأرض، ولجعلتُ لها بابين، بابًا شرقيًّا وبابًا غربيًّا، فبلغتُ به أساسَ إبراهيم» . فذلك الذي حمل ابن الزبير على هَدْمه. قال يزيد: وشهدتُ ابن الزبير حين هَدَمَه وبناه وأدخل فيه من الحِجْر، وقد رأيتُ أساس إبراهيم حجارة كأسنمة الإبل
(3)
. قال جرير بن حازم: فقلت له يعني ليزيد
(4)
: أين موضعه؟ فقال: أُرِيكَه الآن، فدخلتُ معه الحِجْر، فأشار إلى مكانٍ فقال: هاهنا. قال جرير: فحَزَرْتُ من الحِجْر ستَّ أَذرُعٍ أو نحوها. رواه البخاري
(5)
.
وعن سعيد بن مِيْناء عن عبد الله بن الزبير قال: حدثتني خالتي يعني عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا عائشة، لولا أن قومكِ حديثو عهدٍ بشركٍ لهدمتُ الكعبة، فأَلزقتُها بالأرض، وجعلتُ لها بابين، بابًا شرقيًّا وبابًا غربيًّا، وزدتُ فيها ستةَ أذرُعٍ من الحِجْر، فإن قريشًا اقتصرتْها
(6)
حين بَنَت
(1)
أخرجه البخاري (1584) ومسلم (1333/ 405).
(2)
عند مسلم (1333/ 406).
(3)
في النسختين: «البخت» . والمثبت من هامشهما بعلامة ص، وهو الموافق لما في البخاري.
(4)
في المطبوع: «يزيد» .
(5)
رقم (1586).
(6)
في النسختين: «اقتصر بها» . والتصويب من «صحيح مسلم» .