الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحديث السابع والعشرون
242 -
عن زياد بن جبيرٍ ، قال: رأيت ابنَ عمر أتى على رَجُلٍ قد أناخ بدنتَه ، فنحرها. فقال: ابعثها قياماً مقيّدةً. سنّة محمّدٍ صلى الله عليه وسلم. (1)
قوله: (عن زياد بن جبير) بجيم وموحّدة مصغّر بصريّ تابعيّ ثقة. ليس له في الصّحيحين سوى هذا الحديث ، وحديث آخر أخرجه البخاري في النّذر وفي الصّوم.
وقد سبق حديثٌ غير هذا من طريق زيد بن جبير عن ابن عمر (2) ، وهو غير زياد بن جبير هذا. وليس أخاً له أيضاً ، لأنّ زيداً طائيٌّ كوفيٌّ ، وزياداً ثقفيٌّ بصريٌّ ، لكنّهما اشتركا في الثّقة ، وفي الرّواية عن ابن عمر.
قوله: (أتى على رجلٍ) لَم أقف على اسمه.
قوله: (قد أناخ بدنته ينحرها) زاد أحمد عن إسماعيل بن عليّة عن يونس عن زياد بن جبير " لينحرها بمنًى ".
قوله: (ابعثها) أي: أثِرْها. يقال: بعثت النّاقة أثرتها.
قوله: (قياماً) أي: عن قيام ، وقياماً مصدر بمعنى قائمة ، وهي حال مقدّرة أو قوله " ابعثها " أي: أقمها ، أو العامل محذوف تقديره
(1) أخرجه البخاري (1627) ومسلم (1320) من طريق يونس عن زياد بن جبير به.
(2)
تقدّم حديثه في المواقيت. انظر حديث ابن عمر الماضي رقم (217).
انحرها. وقد وقع في رواية عند الإسماعيليّ " انحرها قائمة "
قوله: (مقيّدة) أي: معقولة الرّجل قائمة على ما بقي من قوائمها.
ولأبي داود من حديث جابر ، أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا ينحرون البدنة معقولة اليسرى قائمة على ما بقي من قوائمها.
وقال سعيد بن منصور: حدّثنا هشيم أخبرنا أبو بشر عن سعيد بن جبير ، رأيت ابن عمر ينحر بدنته. وهي معقولة إحدى يديها.
وذكر سفيان بن عيينة في " تفسيره ": عن عبيد الله بن أبي يزيد عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى (اذكروا اسم الله عليها صوافَّ) قال: قياماً. أخرجه سعيد بن منصور عن ابن عيينة ، وأخرجه عبد بن حميد عن أبي نعيم عنه.
وقوله " صوافَّ " بالتشديد جمع صافَّة. أي: مصطفة في قيامها. ووقع في " مستدرك الحاكم " من وجه آخر عن ابن عباس في قوله تعالى " صوافن " أي: قياماً على ثلاث قوائم معقولة ، وهي قراءة ابن مسعود " صوافن " بكسر الفاء بعدها نون: جمع صافنة وهي التي رفعت إحدى يديها بالعقل لئلا تضطرب.
قوله: (سنّةَ محمّدٍ) بنصب سنّة بعاملٍ مضمرٍ كالاختصاص، أو التّقدير: متّبعاً سنّة محمّدٍ.
قلت: ويجوز الرّفع ، ويدلّ عليه رواية الحربيّ في المناسك بلفظ: فقال له: انحرها قائمة فإنّها سنّة محمّد.
وفي هذا الحديث استحباب نحر الإبل على الصّفة المذكورة.
وعن الحنفيّة: يستوي نحرها قائمة وباركة في الفضيلة.
وفيه تعليم الجاهل وعدم السّكوت على مخالفة السّنّة وإن كان مباحاً.
وفيه أنّ قول الصّحابيّ من السّنّة كذا مرفوع عند الشّيخين لاحتجاجهما بهذا الحديث في صحيحيهما.