الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر سنة تسع وثمانين ومائة
النيل المبارك في هذه السنة
الماء القديم أربعة أذرع وأربعة عشر إصبعا. مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعا وإصبع واحد.
ما لخّص من الحوادث
الخليفة هارون الرشيد بالله بن محمد المهدي. وعزل أحمد بن إسماعيل عن حرب مصر، وولي عبد الله بن محمد بن إبراهيم. ومحفوظ على الخراج.
وعبد الرحمن العمري قاض بحاله.
وفيها استكتبت الرشيد إسماعيل (122) بن صبيح من غير أن يطلق عليه اسم الوزارة. ومن كلام الرشيد له يقول: إيّاك يا ابن صبيح والدالّة فإنها تفسد الحرمة ومنها أتي البرامكة.
قال المسعودي رحمه الله في كتابه، قال مسرور، كنت ببغداد لمّا خرج الرشيد إلى وداع جعفر بسرّ من رأى؛ وكان يحيى بن خالد لم يخرج من بغداد مع ولده لوجع كان يعتريه فركبت إليه لأعوده فوجدت بغلة النوبة مشدودة على باب منزله ثم دخلت إلى يحيى فوجدته جالسا وبين يديه بناكيم الرمل والدوائر والاصطرلابات والتقويم وكتب عدّة في علم النجوم وهو ساعة ينظر في
الاصطرلاب وساعة ينظر في غيره بحيث دخلت عليه ولم يحسّ بي؛ فلمّا سلّمت ردّ السلام وهو في اهتمامه فقلت: أيها الوزير! إنني لمّا أتيت وجدت بغلة النوبة مسرجة فسررت بعافية الوزير ثم دخلت فوجدتك مهتما فيما أنت فيه فقال: يا أبا البشر! إنّ لذلك سببا! قلت: وما هو؟ أصلح الله الوزير! قال:
رأيت البارح فيما يرى النائم كأنّي راكب هذه البغلة وأنا على شاطئ دجلة وكأنّ قائلا يقول من الجانب الآخر هذا البيت (من الطويل):
كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا
…
أنيس ولم يسمر بمكّة سامر
قال؛ فالتفت إليه وضربت بيدي عجز البغلة وقلت (من الطويل):
نعم نحن كنّا أهلها فأبادنا
…
صروف الليالي والجدود العواثر
ثم انتبهت فزعا منذ الثلث الأخير فأحضرت ما ترى ونظرت فإذا الأمر قد قرب! قال مسرور: فلم يتمّ لي كلامه حتّى وقعت الضجّة وهجم عليه فقال لي:
يا مسرور! هكذا تقوم القيامة! (123)
ومما حفظ من كلام يحيى بن خالد: النيّة الحسنة مع العذر الصادق يقومان مقام النجح. وقوله: إذا أدبر الأمر كان العطب في الحيلة. وقوله: من أحسنت إليه فأنا مرتهن به، ومن لم أحسن إليه فأنا مخيّر فيه. وقوله: أحسن ما يكون الحسن بتجنّب القبيح. وقوله: ذكر النعمة من المنعم تكدير، ونسيان المنعم عليه كفر. وقوله: ثلاثة تدلّ على عقول أصحابها الرسول والكتاب والهدية. وقوله: ما أحد يرى في ولده ما يحبّ إلاّ رأى في نفسه ما يكره.