الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة. عمره ثمان وأربعون سنة. وقيل تسع وأربعون. مولده ليلة الجمعة لثلاث عشرة بقيت من ربيع الأول سنة سبعين ومائة. <قيل: لم ير تباعد أكثر مما بين قبر الرشيد وقبر ولده المأمون؛ دفن الرشيد رحمه الله بطوس، ودفن المأمون رحمه الله بطرسوس؛ فسبحان الحيّ الذي لا يموت>.
(174)
صفته: أبيض، تعلوه شقرة، ربعة، أقنى، أعين، ضيّق الجبهة، طويل اللحية دقيقها بخدّه الأيمن خال وخّطه الشيب.
وزراؤه: الفضل بن سهل ذو الرئاستين. ثم أخوه الحسن بن سهل، وأحمد بن أبي خالد، وأحمد بن يوسف. والله أعلم.
نقش خاتمه: الله ثقة عبد الله. عبد الله يؤمن بالله. إسأل الله يعطيك؛ ذكره القضاعي.
ذكر خلافة المعتصم بالله بن هارون الرشيد
وما لخّص من سيرته
هو أبو إسحاق محمد وقيل أحمد بن هارون الرشيد. وباقي نسبه معلوم.
يقال له السبّاع والبيطار والخليفة الثماني. فأمّا السبّاع فإنّه كان يصيد السباع بيده، ويلوي أعمدة الحديد في حلوقها أطواقا ويرسلها. وأمّا البيطار فإنه كان يصيد حمر الوحش فيغلّها بالحديد ويطلقها. وأمّا الثماني فإنّ أحواله جميعها جرت على ثمانية ثمانية كما يأتي ذكر ذلك. أمّه أمّ ولد يقال لها ماردة من مولّدات الكوفة. وقيل إنها تركيّة. بويع له يوم مات المأمون وكان بطرسوس ثم قدم إلى بغداد غرّة شهر رمضان سنة ثمان عشرة ومائتين. وكان ذلك بعهد من المأمون له. وشخص إلى سرّ من رأى سنة عشرين ومائتين واتخذها دارا.
تفسير الكلام كونه عرف ولقّب بالخليفة الثماني. وذلك أنّه الثامن لولد العبّاس. وثامن الخلفاء العبّاسيين. والثامن بولد الرشيد. ومولده سنة ثمان وسبعين في الثامن من الشهر الثامن (175) من السنة المذكورة. <ومات> وعمره ثمان وأربعون سنة. وملك ثماني سنين وثمانية أشهر وثمانية أيام.
وفتوحه ثمان. وتوفّي لثمان بقين من شهر ربيع الأول. وخلّف ثمانية بنين وثماني بنات. وخلّف من العين ثمانية آلاف ألف دينار وثمان مائة ألف ألف درهم وثمانية آلاف غلام وثمانية عشر ألف دابّة وثمان مائة حظية. هذا ما ذكره أبو منصور الثعالبي وهو عبد الملك بن محمد بن إسماعيل الثعالبي النيسابوري
الذي قال في حقّه ابن بسّام صاحب كتاب الذخيرة: كان أبو منصور في وقته راعي تلعات العلم، وجامع أسباب النثر والنظم، رأس المؤلّفين في زمانه، والمصنّفين بحكم قرانه، وتواليفه أشهر مواضع وأبهر مطالع وأكثر راولها وجامع من أن يستوفى لها حدّ أو وصف أو يوفي حقوقها نظم أو رصف. فمن جملة نظمه ما كتب به إلى الأمير أبي الفضل الميكالي رحمه الله يقول (من الكامل):
لك في المفاخر معجزات جمّة
…
أبدا لغيرك في الورى لم تجمع
بحران بحر في البلاغة شانه
…
شعر الوليد وحسن لفظ الأصمعي
كالنور أو كالبدر أو كالسحر أو
…
كالوشي في برد عليه موسّع
شكرا فكم من فقرة لك كالغنى
…
وافى الكريم بعيد فقر مدقع
وإذا تفتّق نور شعرك ناضرا
…
فالحسن بين مرصّع ومصرّع
أرجلت فرسان الكلام ورضت أف
…
راس البديع وأنت أمجد أروع
ونقشت في فصّ الزمان بدائعا
…
تزري بآثار الربيع الممرع
ومن شعره أيضا يقول (من البسيط):
لمّا بعدت فلم توجب مطالعتي
…
وأمعنت نار سوقي في تلهّبها
(176)
ولم أجد حيلة تبقي على رمقي
…
قبّلت عيني رسولي إذ رآك بها
وأمّا تواليفه فيقال إنها تسعة وتسعين كتابا. فقيل له: لم لا تكمّلها مائة؟