الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
له: لا تهتمّ بذلك فإنّي سأنفقها لك حتّى تبيعها بأغلى ثمن تريده! ثم قال (صوت)، (من الرجز):
قل للمليحة في الخمار الأسود
…
ماذا صنعت براهب متعبّد
قد كان شمّر للصلاة ثيابه
…
حتّى وقفت له بباب المسجد
وغنّى فيه وكذلك غنّى فيه سنان الكاتب وشاع في الناس وقالوا: قد فتك الدارمي ورجع عن نسكه! فلم تبق في المدينة ظريفة إلاّ ابتاعت خمارا أسود بما أحبّ واختار حتّى نفد ما كان مع العراقي منها؛ فلمّا علم ذلك الدارميّ رجع إلى نسكه ولزم المسجد حتّى مات.
وعن أبي هفّان قال: حضرت يوما مجلس بعض قّواد الأتراك وكانت له ستارة فنصبت فقال لبعض جواريه بها: غنّي الخمار الأسود المليح! فلم يعلم ما قال حتّى غنّت:
قل للمليحة في الخمار الأسود
ثمّ أمسك ساعة ثم قال لها: غنّي إني خريت وجيت أنتقله! فضحكت الجارية وقالت: هكذا يشبهك! ولم يدر أيضا ما قال حتّى غنّت:
إنّ الخليط أجدّ منتقله
ذكر سنة ثلاث وأربعين ومائة
النيل المبارك في هذه السنة
الماء القديم ذراعان وثلاثة أصابع، مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعا وعشرة أصابع. (25)
الخليفة المنصور عبد الله بن محمّد بن علي. وعزل محمد بن الأشعث ونوفل عن حرب مصر وخراجها وولي مكانهما حميد بن قحطبة حربا وخراجا؛ والقاضي غوث بحاله.
وعن الزبير بن بكّار عن عمّه قال: كان الدارميّ عند عبد الصمد بن علي يحدّث فأغفى عبد الصمد فعطس الدارمي عطسة هائلة راعت عبد الصمد وغضب غضبا شديدا ثمّ استوى جالسا فقال له: يا عاضّ بظر أمّه أتفزعني؟ قال: لا والله أيّها الأمير ولكن هكذا عطاسي ما برح! قال: والله لأنقعنّك في دمك أو تأتيني ببيّنة على ذلك! قال: فخرج لا يدري أين يذهب فلقيه الريّان المكّي فأخبره الخبر فقال له: افتح فاك! ونظر فيه ثم قال: إمض أنا أشهد لك! فمضيا حتّى دخلا على عبد الصمد، فقال له: بماذا تشهد؟ قال: إنّي حضرته مرّة عطس عطسة سقط من هولها ضرسه من فيه وها هو! فضحك عبد الصمد وأجازهما.
وفيها اتّخذ المنصور الخيش في الصيف؛ وهو أول من اتّخذ ذلك.
وكانت الأكاسرة في صيفها يطيّن لها سقف بيت في كلّ يوم صائف فتكون قيلولة الملك فيه. وكان يؤتى بأطباق الخلاف الكبار طوالا فتوضع حول البيت، ويؤتى بقطع الثلج الكبار فتوضع بين أضعافها؛ وكان بنو أميّة يفعلون مثل ذلك؛