الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أمّه أمّ ولد تسمّى شكلة سوداء، وبها يعرف فيقال إبراهيم بن شكلة! وكان أسود عظيم الخلقة لقّب بالتنّين. وهو الخليفة الذي تنقّل في خمس طبقات: كان يعدّ في طبقة أبناء الخلفاء. <ثم صار خليفة>.ثم عاد إلى طبقة الندماء بحضرة المأمون. ثم صار في طبقة المغنّين. ثم عاد في مشيخة بني هاشم.
ذكر سنة اثنتين ومائتين
النيل المبارك في هذه السنة
الماء القديم ثلاثة أذرع وعشرون إصبعا. مبلغ الزيادة خمسة عشر ذراعا وتسعة عشر إصبعا.
ما لخّص من الحوادث
الخليفة المأمون عبد الله بن هارون الرشيد. وعمّال مصر بحالهم. كانت بيعة إبراهيم بن المهدي ببغداد في التاسع من المحرّم من هذه السنة. ولقب المبارك وملك الكوفة والسواد فأقام كذلك أحد عشر شهرا ثم اضمحلّ أمره فهرب واستخفى وبقي في استتاره ستّ سنين. وظفر به المأمون في شهر ربيع الآخر سنة عشرة ومائتين، فعفى عنه واستبقاه كما يأتي من ذكر ذلك في تاريخه. ولم يزل حيا ظاهرا قائم الجاه، موفور المال إلى أن مات حتف أنفه في خلافة المعتصم في شهر رمضان سنة أربع وعشرين ومائتين وله أحد وستون سنة وشهور. وكان قد كتب له إبراهيم بن نوح بن الوليد النصراني من أهل الأنبار.
ومن مستظرفات إبراهيم بن المهدي، قال جحظة البرمكي؛ حدّثني خالد الكاتب؛ قال؛ جاءني يوما رسول إبراهيم بن المهدي فسرت إليه فرأيت رجلا (152) أسود على فراش قد غاص فيه فاستجلسني وقال: أنشدني من شعرك! فأنشدته (من الطويل):
رأت منه عيني منظرين كما رأت
…
من الشمس والبدر المنير على الأرض
عشية جاءني بورد كأنه
…
خدود أضيفت بعضهنّ إلى بعض
…
ونازعني كأسا كأنّ حبابها دموعي لمّا صدّ عن مقلتي غمضي
وراح وفعل الراح في حركاته
…
كفعل نسيم الريح في الغصن الغضّ
قال؛ فزحف حتّى صار في ثلثي الفراش وقال: يا فتى! شبّهوا الخدود بالورد وأنت شبّهت الورد بالخدود! زدني! فقلت (من مجزوء الكامل):
عاتبت نفسي في هوا
…
ك فلم أجدها تقبل
وأطعت داعيها إلي
…
ك ولم أطع من يعذل
لا والذي جعل الوجو
…
هـ لحسن وجهك تمثل
لا قلت إنّ الصبر <عن
…
ك> من التصابي أجمل
فزحف حتّى انحدر من على الفراش ثم قال: زدني! فقلت (من الرمل):
عش فحبّيك سريعا قاتلي
…
والضنى إن لم تصلني واصلي