الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحوادث
الخليفة المطيع لله أمير المؤمنين. ومعزّ الدولة بن بويه مدبّر الممالك (326) وكذلك كافور الإخشيدي بمصر.
وفيها كان الحريق العظيم بمصر؛ وأحرق سوق الزيّاتين وقيسارية العسل وأصبح الناس على خطر عظيم فأمر الأمير كافور بالنداء من أتى براوية ماء أو حمار جرار ماء أو جرّة على كتفه فله درهم. وبلغ ما أحرق ألف وسبعمائة دار، ووصل الحريق إلى شاطئ النيل. وحسب ما أنفق على طفيه فكان أربعة عشر ألف درهم.
وفيها كان طاعون عظيم حتى تفانت الناس.
وفيها نزلت الروم الفرماء فنفر المسلمون إليهم وكان بينهم حرب.
وفيها أوقع سيف الدولة بن حمدان ببني كلاب.
وفيها توفّي الحميد ملك خراسان الساماني وقام بالملك أبو الفوارس عبد الملك بن نوح. توفّي نوح بن نصر بن أحمد بن إسماعيل الساماني في شهر ربيع الآخر من هذه السنة بعد حروب ووقائع جرت بينه وبين بني بويه لما كانوا عليه من نصرة ابن محتاج المقدّم ذكره؛ فأضربت عن جميع ذلك طلبا
للإيجاز. فكانت مدة مملكته إلى حين وفاته اثنتي عشرة سنة وثلاثة أشهر.
أولاده: أبو الفوارس عبد الملك القائم بالأمر بعده، أبو صالح منصور.
أصفهسلار جيوشه أبو علي بن محتاج حتّى كان منه ما ذكر. ثم كان الأمير منصور بن قراتكين. ثم كان الأمير سعيد بكر بن مالك.
وأمّا أبو الفوارس المذكور فلقّب في حياته بالموفّق وبعد وفاته بالرشيد كعادة ملوك خراسان. ولمّا ولي الرشيد بعد أبيه الحميد أبقى بكر بن مالك على أصفهسلاريته وبعث إلى أبي علي بن محتاج وهو بنيسابور؛ فسار بكر وضبط الطريق فلم يرعه إلاّ دلوفه عليه بالعساكر ففرّ ابن محتاج بالعسكر الذي خفّ معه من أصحابه ودخل بكر نيسابور. (327)
وكتب ابن محتاج إلى ركن الدولة ابن بويه فسار إليه بنفسه واجتمعا على جرجان وتعاقدا على قتال بكر بن مالك. وكتب بكر إلى الرشيد فحشد عساكر خراسان وبعثها إلى بكر فلمّا بلغ ركن الدولة وابن محتاج ذلك أحجما عنه ورجعا إلى الريّ، وكاتباه على الصلح، وبذل له ابن بويه من مال الريّ مائتي ألف دينار في كلّ عام! فاستأذن الرشيد في ذلك فأذن له وتمّ الصلح. وورد أبو الفضل القاشاني صاحب البريد من حضرة ركن الدولة بالمال المبذول جملة وصحبته كتاب من الإمام المطيع لله أمير المؤمنين يذكر فيه أنه رسم أن يحمل من مال الريّ كلّ سنة مايتي ألف دينار معونة لعساكر خراسان على استقبال سنة أربع وأربعين وثلاثمائة. <و> في صاحب البريد هذا يقول الشاعر (من مجزوء الرمل):
يا أبا العبّاس لو تع
…
لم من والي البريد
لبكيت الدين والدن
…
يا بدمع كالفريد